ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > المنتدى الادبى > المنتديات الادبيه العامه > قسم القصه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 9/2/2009, 11:55 AM
الصورة الرمزية هشام زايد
 
هشام زايد
صديق المهندسين

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  هشام زايد غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 112242
تاريخ التسجيل : Aug 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة : البحــــيرة
المشاركـات : 3,022 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 10
قوة التـرشيـح : هشام زايد يستاهل التميز
Thumbs up الكف

كفه أعرفها تماماً.. فيها خمس أصابع كباقي أكف الخلق، ربما تميزت عن غيرها بأصابعها الغليظة المنتفخة قليلاً والمكسوة بالشعر الأسود الكثيف، حتى أن الخاتم الفضي الذي يلتف حول إحداها يكاد لايظهر أحياناً. وكفه هذه تركز إلى زند غليظة مكسوة بالشعر أيضاً.. وهي تنفرج عن التماعات بيضاء حين يشير إلى شيء ما، أو حين يرتفع لسبب ما.. على أية حال، هذه المزايا قد لاتكون مثيرة، وهي ليست هامة إلى درجة الانشغال بها إلى هذا الحد، لكن معايشتي له طوال سنوات ربما كانت سبباً في التفاتي إلى كل هذه التفاصيل.. فهو لم يتحدث يوماً إلاّ وأشار بكفه نحو الأعلى أو نحو اليمين، أو اليسار، وفي كثير من الأحيان يشير بكفه دون أن يكون مبرر لذلك لكنها العادة كما يبدو. وكان من عادته أيضاً حين نلتقي أن يصافحني معانقاً.‏

يحتضن بكفه اليمنى راحتي وأصابعي حتى تكاد يدي تغرق بين ثنايا أصابعه الغليظة وراحته المبطنة بجلد ثخين ينزُعرقاً في الكثير من الأحيان، بينما يلتف بزنده الأخرى، وكفه الأخرى حول أضلعي.. حتى تكاد أصابعه أن تترك أثراً، كان هذا يحدث كلما التقينا، ومهما كان زمن الانقطاع بيننا، وفي كل مرة كنت أقرأ في عينيه أحلاماً عشناها معاً وعملنا لأجلها، في حين أنطفأت في عيني كل تلك الأحلام وحلت بدلاً عنها سحابة من الحزن لاتبرح ناظري... لكني لا أكتمكم أني في كل مرة ألتقيه يعاودني شيء من الإحساس بالحياة وشيء من أحلامنا السالفة، فسحابة الفرح التي تملأ عينيه لاتلبث أن تترك ظلالها فور لقائنا، ووجهه الطافح بالمحبة لايلبث أن يترك آثاره في أعماقي كلما نظرت إليه. لكن كل هذا تغير تماماً.. فالكف التي أعرفها كما أعرف كفي، لم تعد تظهر والزند الغليظة التي تحملها لم تعد ترتفع كما كانت، صارت مسبلة تماماً ولاتتحرك إلا في مناسبات محدودة جداً. بل صار من عادته أن يضع يده في جيب بنطاله حتى تكاد لاتبرحها، وبحكم هذه العادة التي رافقته منذ زمن أصبحت كتفه اليسرى يميل قليلاً نحو الأسفل، وأضحى من السهل أن تلاحظ الفارق بين الكتفين. بل وحتى عادته في العناق تغيرت أيضاً حيث يكتفي بالمصافحة فقط- وسحابة الفرح- التي سكنت عينيه زمناً طويلاً لم يبق منها إلا التماعات خافتة ممزوجة بشيء من الحزن وشيء من الغضب وأشياء أخرى لايمكن فهمها بمصافحة عابرة. وحتى عندما أهمُ بعناقه يكتفي بأن يربت على كتفي بكفه اليمنى وتظل الأخرى طي جيبه تماماً. وقد أعملت الذاكرة في كثير من الحالات كي أسترجع المره الأخيرة التي شاهدت فيها كفه الأيسر.. كان ذلك على ماأذكر عندما التأم شملنا في اجتماع عام للمقاومة الشعبية في القرية، يومها وقف متحدثاً وهو يشير بكلتا يديه في الفضاء، قال: للضابط الذي يترأس الاجتماع: سيدي هذه البنادق لم تعد تفي بالغرض نحن نتحدث عن البندقية الفرنسية /49/ ذات الطلقات العشر وهم يتحدثون عن بنادق رشاشة لا أدري كيف تعمل قال الضابط: هذا الكلام صحيح تماماً ولكن لامجال الآن لمناقشته.. علينا أن نقاوم بما نملك.‏

عند ذلك أقعى في مكانه والتفت أصابعه الغليظة حول بطن البندقية وصمت كالآخرين بانتظار التعليمات اللاحقة.‏

هذا المساء عدت إلى القرية بعد غياب طويل وحين توقفت الحافلة الوحيدة التي تأتي إلى قريتنا مرتين في الأسبوع. كان همي أن أراه، أن أستمع إليه أن أقول له شيئاً مما كنا نقوله سابقاً.‏

أسرعت الخطا على الطريق الترابي المؤدي إلى القرية، وضاعت عيناي في خضرة داكنة تلف القرية من الجوانب كلها، حيث كروم الزيتون والصبار والتين، وفي الأفق القريب لاح لي العلم يطل من بين الأشجار وهو يخفق على سارية المدرسة الابتدائية، تذكرت أيامنا الخالية وتذكرته هو تماماً حين كانت أصابعه تلتف حول الكرة في ملعب المدرسة حتى لايمكن لها الإفلات إلا بإرادته.. وحين وصلت قبالة المدرسة تماماً ارتكزت عيناي على الجانب الأيسر للطريق، حيث ماتزال بقعة سوداء محترقة تغطي مساحة من الأرض كانت يوماً ملجأ لأهل القرية، وعلى أطرافها ماتزال تتناثر الحجارة والكتل الترابية والإسمنتية المحترقة أيضاً.‏

في هذه اللحظة بالذات اقترب من المكان رجل طويل قوي البنية يسير على مهل وهو يضع يده في جيب بنطاله بينما أطلق الأخرى في حركتها الاعتيادية.‏

أسرعت الخطا واسرع هو أيضاً.. التقينا وجهاً لوجه عانقته كعادتي، حاول أن يرفع يده اليسرى لكنه تراجع واكتفى بأن وضع كفه اليمنى على كتفي وهو يبتسم مرحباً.‏

سرنا معاً إلى الساحة الرئيسية، وبعد استراحة قصيرة قادني إلى منزله في أطراف القرية. جلسنا هناك على شرفة متواضعة تطل مباشرة على بحيرة طبرية التي اكتسبت زرقة خاصة مع ظلال المساء. بدت لنا الزوارق المعادية وهي تشق الموج في حركات مستقيمة أحياناً ومتعرجة أحياناً أخرى، وعلى أطرافها يزبد الموج في حركات متتابعة تثير في النفس شجناً خاصاً، ألفناه منذ زمن. تبادلنا الأحاديث واجتررنا الذكريات وبين الفينة والأخرى ظلت تلوح في ذاكرتي تلك الكف القوية ذات الأصابع الغليظة المكسوة بشعر أسود كثيف، وفي أعماقي يتردد صدى حزين لصوته الأجش حين صرخ: طارت كفي- .. طارت كفي، وهو يركض في ساحة القرية ومن زنده تنفرد ماء حمراء قانية تركت آثاراً متعرجة على حجارة الطريق.‏

يومها، كان مكلفاً بحماية ملجأ القرية وتأمين مايلزم لراحة النساء والأطفال المختبئين فيه، وقد باشر مهمته فور خروجنا من اجتماع المقاومة الشعبية الذي عقد من أجل الاستعداد لمواجهة الغارات المحتملة. بينما توزع الباقون في أماكن أخرى لمواجهة الأخطار المتوقعة، وقبل أن تستقر الشمس في حضن الأفق الغربي كان القصف على أشده، وكانت قذائف المدفعية تتساقط من الجانبين، وحين اقتربت طائرة معادية من فضاء المكان أشرع بندقيته الـ (49) الفرنسية الصنع، وأمطرها بطلقات متلاحقة. ارتفعت قليلاً، ثم استدارت وانقضت بكل ماتحمل فأحالت المكان إلى رقعة سوداء محترقة حتى أنك لاتستطيع أن تميز بين كتل التراب المحترق وموجودات المكان المتفحمة التي امتزجت داخل الملجأ وخارجه... أما هو فقد طارت كفه، طارت تماماً كأنما بُترت بسكين حاد.‏

صرخ: طارت كفي -.. طارت كفي وركض خلفها قال: رأيتها وهي تهبط على سطح مجاور، ركضت نحوها فانهار السطح قبل أن أصل، وبين حجارته ضاعت كفي وأردف متردداً ذاهلاً... شاهدت أصابعي تطير في الفضاء وخيلّ الي أن خاتمي الفضي التمع مرات متلاحقة رغم كتل الدخان التي ملأت فضاء المكان. ومنذ ذلك الوقت استقرت في جيب بنطاله كف بلاستيكية ميتة وانتقلت ساعته إلى المعصم الأيمن وصار ربّاطها في موقع معاكس تماماً.‏
توقيع » هشام زايد

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس
قديم 12/2/2009, 02:18 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
عصام احمد حسن 20
نـجـم نـجـوم المهندسين العرب

الصورة الرمزية عصام احمد حسن 20

الملف الشخصي
رقم العضوية : 88612
تاريخ التسجيل : Feb 2008
العمـر : 50
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 9,497 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 2193
قوة الترشيـح : عصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائععصام احمد حسن 20 فعلا رائع

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عصام احمد حسن 20 غير متصل

افتراضي رد: الكف

مشكورررجدااااا
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~