ما مصلحتكم في الدفاع عن هذا الأداء الهابط؟!

[انور حافظ احمد]

دارت في الأيام الأخيرة العديد من المساجلات ، وكتبت المقالات المدافعة عن الأداء الهابط المسمى زورا وبهتانا بالفن ، وهذا الأداء الذي يتخذ من جسد المغنية أو الممثلة وملابسها الفاضحة تجارة لجذب المشاهدين وإمتاعهم ، كما يتخذ هذا الأداء الساقط من الدراما والمواقف الاجتماعية مناشط مخزية ، ويستخدم هذا الأداء الحوار والسيناريو الهابط الدال على هبوط المستوى العلمي والأدائي والخلقي الذي يقوم هذا الإسفاف. متى كانت التجارة في الأجساد الهابطة والأصوات المفسدة فنا؟!

وبدلا من المطالبة بالارتفاع بمستوى الأداء والفن في الكلمات والتمثيل والإخراج نجد من يدافع باستماتة عن هذا الدرك الأسفل الذي وصل إليه هذا الصنف ممن يسمونهم زوار وبهتانا بالفنانين ، والفن شيء راق ، يرقى بأذواق الناس ويمتعهم بأعمال فنية راقية ، لقد دُنست كلمة الفن عندما ارتبطت بهذا الإسفاف في الأداء والتجارة في الأجساد والأخلاق.

أين هذه الكلمات الهابطة التي تؤذي السامعين من كلمات أبي فراس الحمداني وإبراهيم ناجي ، وشدو عبد الوهاب ، وأداء سيدة الغناء العربي وهي توحد العالم العربي بكلماتها الراقية وأدائها الفني ، ووقفتها أمام الجماهير في منتهى الاحترام والحشمة والوقار.

أننا لم نسمع عن أحد من النواب العظام في تاريخ العرب قد اعترض على الكلمات المحترمة ، والأداء الراقي في الفن ، ولكننا رأيناهم يعترضون على الكتابات الهابطة ، والغناء الماجن ، والأداء المنحط ، والحركات المبتذلة والساقطة.

بدلا من أن تصبوا جام غضبكم على المطالبين بإيقاف هذا الإسفاف والفساد طالبوا هؤلاء المغنين والمثلين بالارتفاع بمستوى أدائهم. وان يخافوا الله في أعمالهم وفي أجيالنا.

ما مصلحتكم في الدفاع عن هذا الأداء الساقط؟ أنتم في نظرنا أعقل من ذلك ، وأسمى من هذا الآسفان العلني في الأداء ، ولذلك انزعجنا عندما سمعنا هذا منكم وقرأناه لكم.

نحن لا نرى لكم أي مصلحة في هذا الدفاع عن الفساد ، فبدلا من اتهام المطالبين بإيقاف هذا التلوث الفني والخلقي اتقوا الله في لغتنا العربية التي يحاول هؤلاء قبره أن واتقوا الله في الفن العربي الذي يحاول هؤلاء طمس هويته ، واتقوا الله في الأداء العربي والشباب العربي الذي يريد الأعداء إفساده ، كفانا هبوطا في أذواقنا وأسماعنا ومشاعرنا.

لماذا هذا الوقوف إمام الداعين إلى إيقاف هذا الآسفان ؟ والدعوة إلى إخراجهم من الحياة العامة لن أن كما فعل قوم لوط عندما اعتبروا التطهر جريمة فقالوا: { أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } [النمل: 56].

من قالوا ذلك كانوا شاذين ، إما انتم في نظرنا فأطهار محترمون وقدوة. فالتطهر جريمة فقد عند الشاذين ، فهل الأمر بالمعروف ، بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، أيضا بالمعروف ، ومحاولة إيقاف الآسفان بالطرائق والقنوات الشرعية ، والديمقراطية ، والقانونية والعلنية جريمة في نظركم؟!

وهل تستحق هذه الدعوة الاتهام بالرجعية والظلامية ، ولكهنوتية والنازية والتكفيرية التطرف وغير ذلك من الألقاب التنابذية التي سمعناها منكم وقرأناها لكم.

بدلا من الخلط بين الأمر بالمعروف ، وبالمعروف ، والشغب والملوتوف ، طالبوا من فعل ذلك بالرجوع إلى الشرعية الدستورية في التغير ، وضعوا أيديكم في أيدي النواب الشرفاء المتطهرين المصلحين لإصلاح هذا الوضع من جذوره والعمل على تعرف أسبابه ودوافعه السياسية ، والعمل على إصلاح الحال وتفادي الأسباب الحقيقية ، قبل وقوع الفتنة الكبرى التي سنكون جميعا – لا قدر الله حطبها ووقودها.

بدلا من هذه التهم بالرجعية والظلامية والكهنوتية والإرهابية والنازية والتفكيرية ، وكونوا صادقين مع شعاراتكم ومبادئكم المعلنة وافتحوا حوارات علمية وديمقراطية بينكم وبين النواب الداعين إلى إيقاف هذا الهبوط في الأداء السلوك.

أين تحقيقاتكم الإعلامية؟

أين حوار الأطراف المختلفة لإجلاء الحقيقة؟

وأين الدعوة لقبول الآخر والحوار معه؟

لقد أفلس البعض في إقراض الشعر الراقي فأقام سوقا للكلمات الهابطة ، وفشل البعض في الإبداع الفني ، فقام بتأليف السيناريو والحوار الهابط وسماه زورا وبهتانا باسم الفن الحديث. نحن نعلم أن لإسرائيل مصلحة في تدمير الثقافة العربية ، والهوية العربية ، والفن العربي ، والأخلاق العربية الإسلامية ، والشباب العربي ، والمرأة العربية ، فما مصلحتكم أنتم في هذا؟

إن العقل يحتار في تفسير هذه الظاهرة الخطيرة التي بدأت تسود في كتابات البعض من أن وللآسف تفتح لها الأبواب وكان ديان خازن هذه الأبواب ومالك مفاتيحه أن هل يعقل أن يجد هذا الصنف الفاشل من يدافع عنه من المثقفين والمتعلمين والكتاب والداعين إلى الحرية والديمقراطية والشفافية؟! ولا يجد العالم العربي والمعلم العربي والمهندس العربي من يدافع عنه وعن حقوقه الضائعة في الوطن العربي.

لقد أفلس بعض المغنين فاتخذوا من أجسادهم وأجساد بنات العرب والمسلمين ستارا يتخفون خلفه ، واتخذوهم وسيلة لتسويق هذا الهيروين الفني ، والاجتماعي والثقافي في علمية تبييض وغسسل فني فاشلة في الأداء والإنتاج. نحن نحتاج إلى من يدافع عن الفضيلة والفن الراقي ، لا من يدافع عن الرذيلة باسم الحرية والديمقراطية والمعاصرة ، والترفيه عن الناس. . الحرية والديمقراطية والفضيلة والمعاصرة البناءة والترفيه النظيف عن الناس من كل ذلك براء ونحن كذلك منه براء.

الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى

[ايهاب هاشم]

[albagaa]

الله يعطيك العافيه,,,,,,,,,