ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يمنحنا السعادة والسلام في هذا العيد وفي كل أيام حياتنا.
العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > المكتبه الاسلاميه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19/9/2008, 11:45 PM
 
ايهاب هاشم
صديق المهندسين العرب

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ايهاب هاشم غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 83426
تاريخ التسجيل : Dec 2007
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 6,719 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 105
قوة التـرشيـح : ايهاب هاشم يستاهل التميزايهاب هاشم يستاهل التميز
افتراضي ســـــــــؤال اليوم الثانى والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ

أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }


1 ـ أذكر اسم السوره ورقم الآيه ؟
2 ـ من هؤلاء الثلاثه ؟
3 ـ عرف كل واحد منهم على حده ؟


انتهى

اللهم ......... وفق
توقيع » ايهاب هاشم

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

قديم 22/9/2008, 03:28 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
سواقي
بـاشـمهندس


الملف الشخصي
رقم العضوية : 120371
تاريخ التسجيل : Sep 2008
العمـر : 43
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 46 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : سواقي يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

سواقي غير متصل

افتراضي رد: ســـــــــؤال اليوم الثانى والعشرون

سورة التوبه

الآية الرابعة والأربعون
الثلاثه هم

كعب بن مالك , ومرارة بن الربيع , وهلال بن أمية
بسم الله الرحمن الرحيم

وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ

أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

صدق الله العظيم

فيها أربع مسائل :

المسألة الأولى :
قال ابن وهب : قال مالك : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك حين طابت الثمار , وبرد الظلال , وخرج في حر شديد , وهي العسرة التي افتضح فيها الناس , وكان كعب بن مالك قد تخلف , ورجل من بني عمرو بن عوف , وآخر من بني واقد .

وخرج رجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسقي وديا له , فقيل له : كيف لك بسقي وديك هذا , فقال : الغزو خير من الودي , فرجع , وقد أصلح الله وديه , فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجروا كعبا وصاحبيه , ولم يعتذروا للنبي صلى الله عليه وسلم واعتذر غيرهم .

قال : فأقام كعب وصاحباه لم يكلمهم أحد , وكان كعب يدخل على الرجل في الحائط , فيقول له : أنشدك الله , أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟ فيقول : الله ورسوله أعلم .

المسألة الثانية : هؤلاء الثلاثة هم : كعب بن مالك , ومرارة بن الربيع , وهلال بن أمية . كما تقدم .

[ ص: 597 ] { لما رجع رسول الله مقفله من تبوك , ودخل المسجد جاء من تخلف عنه يعتذرون إليه , وهم ثمانون رجلا , فقبل النبي ظاهر حالهم , ووكل سرائرهم إلى الله , إلا هؤلاء الثلاثة , فإنهم صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم } .

{ قال كعب في حديثه : حتى جئت فسلمت عليه , فتبسم تبسم المغضب , ثم قال لي : تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه , فقلت له : والله ما كان لي عذر . فقال : أما هذا فقد صدق , فقم , حتى يقضي الله فيك . قال كعب : ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيها الثلاثة , من بين من تخلف عنه , قال : فاجتنبنا الناس , أو قال : تغيروا لنا حتى تنكرت لي نفسي , والأرض حتى ما هي بالأرض التي كنت أعرف , كما قال الشاعر :

فما الناس بالناس الذين عهدتهم ولا الأرض بالأرض التي كنت أعرف
وساق الحديث إلى قوله : وصليت الصبح صبيحة خمسين ليلة , وأنا كما قال الله : { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم } . إذا صارخ يصرخ أوفى على ظهر جبل سلع يقول بأعلى صوته : أبشر يا كعب بن مالك , أبشر , فخررت ساجدا } وساق الحديث .

وفيه دليل على أن للإمام أن يعاقب المذنب بتحريم كلامه على الناس أدبا له , وهكذا في الإنجيل , وهي : المسألة الثالثة : وعلى تحريم أهله عليه , وهي : المسألة الرابعة : والحديث مطول , وفيه فقه كثير قد أوردناه في شرح الحديث عليكم , والله ينفعنا وإياكم .

التعريف بهم

كعب بن مالك


كعب بن مالك الأنصاري السلمي، شاعر الإسلام أسلم قديماً وشهد العقبة ولم يشهد بدرا، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم بعد تخلفهم عن غزوة تبوك. وتوفي سنة 50 هجرية.
وهو ابن أبي كعب، عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، الخزرجي العقبي الأحدي. شاعر النبي محمد وصاحبهُ، وأحد الثلاثة الذين خُلِّفُوا، فتاب الله عليهم . شهد العقبة، وله عدة أحاديث تبلغ الثلاثين. أتفق على ثلاثة منها، وأنفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين . روى عنه بنوه: عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، ومعبد، وروى عنهُ بنو كعب; وجابر، وابن عباس، وأبو أمامة، وعمر بن الحكم، وعمر بن كثير بن أفلح ; وآخرون ; وحفيدهُ عبد الرحمن بن عبد الله . وقيل : كانت كنيته في الجاهلية : أبا بشير . وقال ابن أبي حاتم : كان كعب من أهل الصفة . وذهب بصرهُ في خلافة معاوية . وقد ذكره عروة في السبعين الذين شهدوا العقبة . وروى صدقة بن سابق ، عن ابن إسحاق ، قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة بن عبيد الله ، وكعب بن مالك . وقيل : بل آخى بين كعب والزبير . وعن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخى بين الزبير وكعب بن مالك ، فارتث كعب يوم أحد، فجاء به الزبير، يقودهُ، ولو مات يومئذ، لورثهُ الزبير ; فأنزل الله : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ . وعن كعب : لما انكشفنا يوم أحد ، كنت أول من عرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وبشرت به المؤمنين حياً سوياً ، وأنا في الشعب . فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم كعباً بلأمته -وكانت صفراء- فلبسها كعب ، وقاتل يومئذ قتالاً شديداً ، حتى جرح سبعة عشر جرحاً . قال ابن سيرين : كان شعراء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك . قال عبد الرحمن بن كعب ، عن أبيه : أنه قال : يا رسول الله ، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل . قال : إن المجاهد ، مجاهد بسيفهِ ولسانهِ ; والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل . قال ابن سيرين : أما كعب ، فكان يذكر الحرب ، يقول : فعلنا ونفعل ، ويتهددهم . وأما حسان ، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم . وأما ابن رواحة ، فكان يعيرهم بالكفر . وقد أسلمت دوس فرقاً (خوفاً) من بيت قاله كعب :
نخيـرهـا ولـو نطـقـت لقـالـت قـواطعهن دوسـا أو ثقيفـا
عن ابن المنكدر ، عن جابر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن مالك : ما نسي ربك لك - وَمَـا كَـانَ رَبُّـكَ نَسِيًّا - بيتًا قلته . قال : ما هو ؟ قال : أنشده يا أبا بكر ، فقال:
زعمـت سخينتة أن ستغلـب ربـها وليغلبــن مغـالب الـغلاب
عن الهيثم ، والمدائني : أن كعباً مات سنة أربعين. . وروى الواقدي : أنه مات سنة خمسين . وعن الهيثم بن عدي أيضا : أنه توفي سنة إحدى وخمسين . وقصة توبة الثلاثة في صحيح البخاري ومسلم وشعرهُ منه في السيرة . الواقدي : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الزبير وبين كعب بن مالك . قال الزبير : فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد ، فقلت : لو مات ، فانقلع عن الدنيا ، لورثته ; حتى نزلت : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فصارت المواريث بعد للأرحام والقرابات ، وانقطعت حين نزلت وَأُولُو الْأَرْحَامِ تلك المواريث بالمواخاة . وفي رواية ابن إسحاق : آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين كعب وطلحة . وقد أنشد كعب علياً قوله في عثمان - :



فكـف يديـه ثـم أغلـق بابــه وأيقـــن أن اللـــه ليس بغــافل
وقـال لمـن فـي داره لا تقـاتلوا عفـا اللـه عـن كل امرى لـم يقاتـل
فكيف رأيت الله صب عليهم العداوة والبغضـــاء بعـــد التــواصـل
وكيف رأيـت الخـير أدبـر عنهم وولــى كـإدبـار النعـام الجـوافـل
قصة تخلفه عن غزوة تبوك
وعن الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، عن أبيه قال: سمعت كعباً يقول : لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة ; حتى كانت تبوك ، إلا بدراً . وما أحب أني شهدتها ، وفاتتني بيعتي ليلة العقبة وقلما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة إلا ورأى بغيرها . فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وكنت أيسر ما كنت ، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار ; فلم أزل كذلك ، حتى خرج . فقلت : أنطلق غدا ، فأشتري جهازي ، ثم ألحق بهم . فانطلقت إلى السوق ، فعسر علي ، فرجعت ، فقلت : أرجع غدا . فلم أزل حتى التبس بي الذنب ، وتخليت ، فجعلت أمشي في أسواق المدينة ، فيحزنني أني لا أرى إلا مغموصا عليه في النفاق أو ضعيفا . وكان جميع من تخلف عن رسول الله بضعة وثمانين رجلا . ولما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- تبوك ، ذكرني ، وقال : ما فعل كعب؟ فقال رجل من قومي : خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه . فقال معاذ : بئس ما قلت ! والله ما نعلم إلا خيراً . إلى أن قال : فلما رآني -صلى الله عليه وسلم- ، تبسم تبسم المغضب ، وقال : ألم تكن ابتعت ظهرك ؟ قلت : بلى . قال : فما خلفك ؟ قلت : والله لو بين يدي أحد غيرك جلست ، لخرجت من سخطه علي بعذر ، لقد أوتيت جدلاً ; ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه ، وهو حق ; فإني أرجو فيه عقبى الله . إلى أن قال : والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك ؟ فقال : أما هذا فقد صدقكم ، قم حتى يقضي الله فيك ، فقمت . إلى أن قال : ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس عن كلامنا أيها الثلاثة . فجعلت أخرج إلى السوق ، فلا يكلمني أحد ، وتنكر لنا الناس ، حتى ما هم بالذين نعرف ، وتنكرت لنا الحيطان والأرض . وكنت أطوف ، وآتي المسجد ، فأدخل ، وآتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأسلم عليه ، فأقول : هل حرك شفتيه بالسلام! واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رءوسهما ، فبينا أنا أطوف في السوق إذا بنصراني جاء بطعام ، يقول : من يدل على كعب ؟ فدلوه عليَّ ، فأتاني بصحيفة من ملِك غسَّان . فإذا فيها : أما بعد : فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ; ولستَ بدار مضيعة ولا هوان ، فالحق بنا نواسِك . فسجرت لها التَّنور ، وأحرقتها . إلى أن قال : إذ سمعت نداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك . فخررت ساجداً . ثم جاء رجل على فرس يبشرني ، فكان الصوت أسرع من فرسه، فأعطيته ثوبَيَّ بشارة، ولبست غيرهما. ونزلت توبتنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلث الليل. فقالت أم سلمة : يا نبي الله ، ألا نبشر كعباً ؟ قال : إذاً يحطمكم الناس، ويمنعونكم النوم. قال : فانطلقت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون ، وهو يستنير كاستنارة القمر، فقال: أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك . ثم تلا عليهم : لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ الآيات . وفينا نزلت أيضاً : اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ . فقلت : يا نبي الله ، إن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً ، وأن أنخلع من مالي كلهُ صدقة . فقال : أمسك عليك بعض مالك ، فهو خير لك ... (الحديث) . وفي لفظ : فقام إليَّ طلحة يهرول ، حتى صافحني وهنأني . فكان لا ينساها لطلحة .

وهنا ما روي عنه وعن
: مرارة بن الربيع و هلال بن أبي أمية

قد يكون الجهاد فرض عين على المسلم، كما لو عينه الإمام ، ولا يجوزله التخلف عنه حينئذ إلا لعذر شرعي . لذلك عندما يستنفر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين للجهاد يخرج كل مسلم صادق ، ولا يتخلف إلا أهل الأعذار الشرعية أو أهل النفاق، ولكن في غزوة تبوك تخلف ثلاثة رجال كعب بن مالك و مرارة بن ربيع و هلال ابن أبي أمية عن الغزو مع الرسول صلى الله عليه وسلم من غير عذر شرعي ولا نفاق.

تخلف الثلاثة عن الغزو الذي كان في زمان الحر والشدة ، ولكن رغم فداحة الذنب وعظمته تجاوز الله عنهم وغفر لهم صنيعهم ، لأنهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يخادعوه ولم يأتوا بأعذار كاذبة ، بل صدقوا واعترفوا بتخلفهم ، ولجؤوا إلى الله تائبين مستغفرين فتاب الله عليهم .

ولندع أحدهم وهو كعب بن مالك يقدم سردا ملخصا لهذه المحنة :
قال كعب : غزا النبي صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة، حين طابت الثمار، فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتجهز المسلمون معه ، ولم أتجهز وأقول في نفسي سألحق بهم حتى إذا خرجوا ظننت أني مدركهم، وليتني فعلت ، فلما انفرط الأمر ، أصبحت وحدي بالمدينة لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق - أي مشهورا به - أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء، فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد راجعا من تبوك حضرني الفزع، فجعلت أتذكر الكذب، وأقول : بماذا أخرج من سخط رسول الله ؟ واستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ، فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، زال عني الباطل، وعلمت أني لا أنجو منه إلا بالصدق، فأجمعت أن أصدقه .

فلما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة بدأ بالمسجد وجلس للناس ، فجاء المخلفون وجعلوا يعتذرون له ويحلفون، فيقبل منهم ظواهرهم ويستغفر لهم ، وكانوا بضعا وثمانين رجلاًَ ، فجئت فسلمت عليه، فتبسم تبسم المغضب ، فقال لي ، ما خلفك ؟ قلت: يا رسول الله والله لو جلست إلى غيرك من أهل الدنيا ، لخرجت من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلاً ، والله ما كان لي عذر حين تخلفت عنك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضي الله فيك .
فخرجت من عنده فلحقني بعض أهلي يلوموني على أني لم أعتذر، ويستغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى هممت أن أرجع عن صدقي، فسألت هل قال أحد بمثل ما قلت؟ فذكروا لي رجلين صالحين: مرارة بن الربيع و هلال بن أبي أمية وكان فيهما لي أسوة .
ثم إن رسول الله نهى عن محادثتنا نحن الثلاثة ، فاجتبنا الناس ، وتغيروا لنا ، فتنكرت لي نفسي والأرض ، أما صاحبيّ فاستكانا وقعدا في بيتيهما ، أما أنا فأصلى مع المسلمين وأطوف الأسواق ولا يكلمني أحد حتى أقاربي .
بينما أنا في هذا الحال إذا جاءت رسالة من ملك غسان يقول لي : الحق بنا نواسيك بعد أن هجرك صاحبك ، قلت: هذا من البلاء أيضا ، فحرقت الرسالة ، فلما مضت أربعون ليلة إذ رسول من النبي صلى الله عليه وسلم يأمرني باعتزال امرأتي فقلت : الحقي بأهلك ، وكان الأمر باعتزال النساء لصاحبيّ أيضاً .
فلما مضت خمسون ليلة أذن الله بالفرج وجاءت التوبة ، قال كعب: فما أنعم الله علي بنعمة بعد الإسلام ، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، و الله ما أعلم أحداً ابتلاه الله بصدق الحديث بمثل ما ابتلاني .

والآيات التي نزلت في توبتهم هي قوله تعالى:{ وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } ( التوبة:118،119).

وهكذا أزاح الله هذه الغشاوة المحزنة عن هؤلاء النفر الثلاثة، بعدما كادوا يقعون في الهلاك بسبب تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضاقت عليهم الأرض رغم رحابتها، وضاقت عليهم أنفسهم، فعلموا أن الملجأ من الله لا يتم إلا بالعودة إليه، فاستجاب الله لهم ،وغفر زلتهم، وهذه القصة اشتملت على فوائد و عبر كثيرة :

منها: أن القعود عن الجهاد عند استنفار الإمام يعد إثما كبيرا في الإسلام تجب التوبة منه.
ومنها: تعامل الصحابة مع أمر النبي صلي الله عليه وسلم، وتنفيذهم له ،حتى ولو كان الأمر يتعلق بأقاربهم.
ومنها: ولاء الصحابة الصادق لله ،فرغم فداحة الحادثة وصعوبة المقاطعة لم يفكركعب بن مالك في اللحاق بالكافرين ولم يلتفت إلى عرضهم .
ومنها: قيمة الصدق في الإسلام ، وكيف أن الصدق هدى الثلاثة إلى البر ورضوان الله، اللهم ارزقنا الصدق، واحشرنا مع الصديقين.
 
قديم 22/9/2008, 07:39 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
جوبا
مـهـند س نـشـيط

الصورة الرمزية جوبا

الملف الشخصي
رقم العضوية : 46881
تاريخ التسجيل : Jan 2007
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 336 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 20
قوة الترشيـح : جوبا يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

جوبا غير متصل

Lightbulb رد: ســـــــــؤال اليوم الثانى والعشرون

1- {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
التوبة118


2- الثلاثه هم

كعب بن مالك الخزرجي
مرارة بن الربيع
هلال بن أميه


3- التعريف بهم

كعب بن مالك الخزرجي
كعب بن مالك بن أبي كعب، واسم أبي كعب: عمرو بن القين بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي الأنصاري الخزرجي السلمي، يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبو عبد الرحمن أمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة، من بني سلمة أيضاً.
شهد العقبة في قول الجميع، واختلف في شهوده بدراً، والصحيح أنه لم يشهدها. ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، آخى بينه وبين طلحة بن عبيد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار. ولم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في غزوة بدر وتبوك، أما بدر فلم يعاتب سول الله صلى الله عليه وسلم فيها أحداً تخلف؛ للسرعة- وأما تبوك فتخلف عنها لشدة الحر. وهو أحد "الثلاثة الذين خلفوا، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم"، وهم: كعب بن مالك، ومرارة بن ربيعة، وهلال بن أمية، فأنزل الله عز وجل فيهم: "وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت".. الآيات، فتاب عليهم. والقصة مشهورة، وليس كعب يوم أحد لأمة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت صفراء، ولبس النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، فجرح كعب يوم أحد إحدى عشرة جراحة.
وكان من شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن سيرين: كان شعراء النبي صلى الله عليه وسلم: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة. فكان كعب بن مالك يخوفهم الحرب، وكان حسان يقبل على الأنساب، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر- قال ابن سيرين: فبلغني أن دوساً إنما أسلمت فرقاً من قول كعب بن مالك:
قضينا من تهامة كل وتر وخيبر ثم أغمدنا السيوفا
نخيرها، ولو نطقت لقالت قواطعهن: دوساً أو ثقيفاً
فقالت دوس: انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف.
روى عنه أبو جعفر محمد بن علي، وعمر بن الحكم بن ثوبان، وغيرهما.
أنبأنا إبراهيم بن محمد وغيره قالوا بإسنادهم عن محمد بن عيسى: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: لم أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها حتى كانت تبوك إلا بدراً، ولم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحداً تخلف عن بدر، إنما خرج يريد العير، فخرجت قريش مغوثين لغيرهم، فالقوا عن غير موعد. ولعمري إن أشهر مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس لبدر، وما أحب أني كنت شهدتما مكان بيعتي ليلة العقبة حيث توافقنا على الإسلام، ثم لم أتخلف بعد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآذن النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل.. فذكر الحديث بطوله- قال: "فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو جالس في المسجد، وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، فجلست بين يديه، فقال: "أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ يوم ولدتك أمك"، فقلت: يا نبي الله، أمن عند الله أم من عندك? قال: "بل من عند الله"؛ ثم تلا هؤلاء الآيات: "لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم، ثم تاب عليهم، إنه بهم رؤوف رحيم". الحديث أخرجه الثلاثة.



مرارة بن الربيع
مرارة- بزيادة هاء- هو: مرارة بن الربيع، وقيل: ابن ربيعة الأنصاري العمري، من بني عمرو بن عوف، قاله أبو عمر.
وقال هشام بن الكلبي: هو مرارة بن ربعي بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس.
شهد بدراً، وهو أحد الثلاثة الذي تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فنزل القرآن في شأنهم: "وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا"... التوبة الآية.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة بإسناده إلى أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي قال: أنبأنا أحمد بن الحسين الحيري، أنبأنا حاجب بن أحمد، حدثنا محمد بن حماد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر في قوله تعالى: "وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الذينَ خُلِّفوا" قال: هم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أُمية، كلهم من الأنصار.
أخرجه الثلاثة.


هلال بن أمية
هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف- واسمه مالك- بن امرىء القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري الواقفي. شهد بدراً وأحداً. وكان قديم الإسلام، كان يكسر أصنام بني واقف، وكانت معه رايتهم يوم الفتح. وأمه أنيسة بنت هدم، أخت كلثوم بن الهدم الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة مهاجراً.
وهو الذي لاعن امرأته ورماها بشريك بن سحماء. وهو أحد الثلاثة الذي تخلفوا عن غزوة تبوك، وهم: هلال هذا، وكعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، فأنزل الله عز وجل فيهم: "وَعَلَى الثَّلاَثةِ الذينَ خُلِّفُوا".. التوبة الآية. وقد ذكرنا اللعان في: شريك بن سحماء. وتخلفهم في: كعب بن مالك.
أخرجه الثلاثة.
 
قديم 22/9/2008, 10:59 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
ahmed aliraqi
مهندس تركيبات

الصورة الرمزية ahmed aliraqi

الملف الشخصي
رقم العضوية : 36960
تاريخ التسجيل : Nov 2006
العمـر : 43
الجنـس :
الدولـة : العراق_بغداد _المنصور
المشاركات : 7,126 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 52
قوة الترشيـح : ahmed aliraqi يستاهل التقييم

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ahmed aliraqi غير متصل

افتراضي رد: ســـــــــؤال اليوم الثانى والعشرون

سورة التوبه

الآية الرابعة والأربعون
الثلاثه هم

كعب بن مالك , ومرارة بن الربيع , وهلال بن أمية
بسم الله الرحمن الرحيم

وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ

أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

صدق الله العظيم
فيها أربع مسائل :

المسألة الأولى :
قال ابن وهب : قال مالك : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك حين طابت الثمار , وبرد الظلال , وخرج في حر شديد , وهي العسرة التي افتضح فيها الناس , وكان كعب بن مالك قد تخلف , ورجل من بني عمرو بن عوف , وآخر من بني واقد .

وخرج رجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسقي وديا له , فقيل له : كيف لك بسقي وديك هذا , فقال : الغزو خير من الودي , فرجع , وقد أصلح الله وديه , فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجروا كعبا وصاحبيه , ولم يعتذروا للنبي صلى الله عليه وسلم واعتذر غيرهم .

قال : فأقام كعب وصاحباه لم يكلمهم أحد , وكان كعب يدخل على الرجل في الحائط , فيقول له : أنشدك الله , أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟ فيقول : الله ورسوله أعلم .

المسألة الثانية : هؤلاء الثلاثة هم : كعب بن مالك , ومرارة بن الربيع , وهلال بن أمية . كما تقدم .

[ ص: 597 ] { لما رجع رسول الله مقفله من تبوك , ودخل المسجد جاء من تخلف عنه يعتذرون إليه , وهم ثمانون رجلا , فقبل النبي ظاهر حالهم , ووكل سرائرهم إلى الله , إلا هؤلاء الثلاثة , فإنهم صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم } .

{ قال كعب في حديثه : حتى جئت فسلمت عليه , فتبسم تبسم المغضب , ثم قال لي : تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه , فقلت له : والله ما كان لي عذر . فقال : أما هذا فقد صدق , فقم , حتى يقضي الله فيك . قال كعب : ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيها الثلاثة , من بين من تخلف عنه , قال : فاجتنبنا الناس , أو قال : تغيروا لنا حتى تنكرت لي نفسي , والأرض حتى ما هي بالأرض التي كنت أعرف , كما قال الشاعر :

فما الناس بالناس الذين عهدتهم ولا الأرض بالأرض التي كنت أعرف
وساق الحديث إلى قوله : وصليت الصبح صبيحة خمسين ليلة , وأنا كما قال الله : { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم } . إذا صارخ يصرخ أوفى على ظهر جبل سلع يقول بأعلى صوته : أبشر يا كعب بن مالك , أبشر , فخررت ساجدا } وساق الحديث .

وفيه دليل على أن للإمام أن يعاقب المذنب بتحريم كلامه على الناس أدبا له , وهكذا في الإنجيل , وهي : المسألة الثالثة : وعلى تحريم أهله عليه , وهي : المسألة الرابعة : والحديث مطول , وفيه فقه كثير قد أوردناه في شرح الحديث عليكم , والله ينفعنا وإياكم .
التعريف بهم

كعب بن مالك


كعب بن مالك الأنصاري السلمي، شاعر الإسلام أسلم قديماً وشهد العقبة ولم يشهد بدرا، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم بعد تخلفهم عن غزوة تبوك. وتوفي سنة 50 هجرية.
وهو ابن أبي كعب، عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، الخزرجي العقبي الأحدي. شاعر النبي محمد وصاحبهُ، وأحد الثلاثة الذين خُلِّفُوا، فتاب الله عليهم . شهد العقبة، وله عدة أحاديث تبلغ الثلاثين. أتفق على ثلاثة منها، وأنفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين . روى عنه بنوه: عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، ومعبد، وروى عنهُ بنو كعب; وجابر، وابن عباس، وأبو أمامة، وعمر بن الحكم، وعمر بن كثير بن أفلح ; وآخرون ; وحفيدهُ عبد الرحمن بن عبد الله . وقيل : كانت كنيته في الجاهلية : أبا بشير . وقال ابن أبي حاتم : كان كعب من أهل الصفة . وذهب بصرهُ في خلافة معاوية . وقد ذكره عروة في السبعين الذين شهدوا العقبة . وروى صدقة بن سابق ، عن ابن إسحاق ، قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة بن عبيد الله ، وكعب بن مالك . وقيل : بل آخى بين كعب والزبير . وعن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخى بين الزبير وكعب بن مالك ، فارتث كعب يوم أحد، فجاء به الزبير، يقودهُ، ولو مات يومئذ، لورثهُ الزبير ; فأنزل الله : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ . وعن كعب : لما انكشفنا يوم أحد ، كنت أول من عرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وبشرت به المؤمنين حياً سوياً ، وأنا في الشعب . فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم كعباً بلأمته -وكانت صفراء- فلبسها كعب ، وقاتل يومئذ قتالاً شديداً ، حتى جرح سبعة عشر جرحاً . قال ابن سيرين : كان شعراء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك . قال عبد الرحمن بن كعب ، عن أبيه : أنه قال : يا رسول الله ، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل . قال : إن المجاهد ، مجاهد بسيفهِ ولسانهِ ; والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل . قال ابن سيرين : أما كعب ، فكان يذكر الحرب ، يقول : فعلنا ونفعل ، ويتهددهم . وأما حسان ، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم . وأما ابن رواحة ، فكان يعيرهم بالكفر . وقد أسلمت دوس فرقاً (خوفاً) من بيت قاله كعب :
نخيـرهـا ولـو نطـقـت لقـالـت قـواطعهن دوسـا أو ثقيفـا
عن ابن المنكدر ، عن جابر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن مالك : ما نسي ربك لك - وَمَـا كَـانَ رَبُّـكَ نَسِيًّا - بيتًا قلته . قال : ما هو ؟ قال : أنشده يا أبا بكر ، فقال:
زعمـت سخينتة أن ستغلـب ربـها وليغلبــن مغـالب الـغلاب
عن الهيثم ، والمدائني : أن كعباً مات سنة أربعين. . وروى الواقدي : أنه مات سنة خمسين . وعن الهيثم بن عدي أيضا : أنه توفي سنة إحدى وخمسين . وقصة توبة الثلاثة في صحيح البخاري ومسلم وشعرهُ منه في السيرة . الواقدي : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الزبير وبين كعب بن مالك . قال الزبير : فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد ، فقلت : لو مات ، فانقلع عن الدنيا ، لورثته ; حتى نزلت : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فصارت المواريث بعد للأرحام والقرابات ، وانقطعت حين نزلت وَأُولُو الْأَرْحَامِ تلك المواريث بالمواخاة . وفي رواية ابن إسحاق : آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين كعب وطلحة . وقد أنشد كعب علياً قوله في عثمان - :



فكـف يديـه ثـم أغلـق بابــه وأيقـــن أن اللـــه ليس بغــافل
وقـال لمـن فـي داره لا تقـاتلوا عفـا اللـه عـن كل امرى لـم يقاتـل
فكيف رأيت الله صب عليهم العداوة والبغضـــاء بعـــد التــواصـل
وكيف رأيـت الخـير أدبـر عنهم وولــى كـإدبـار النعـام الجـوافـل
قصة تخلفه عن غزوة تبوك
وعن الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، عن أبيه قال: سمعت كعباً يقول : لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة ; حتى كانت تبوك ، إلا بدراً . وما أحب أني شهدتها ، وفاتتني بيعتي ليلة العقبة وقلما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة إلا ورأى بغيرها . فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وكنت أيسر ما كنت ، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار ; فلم أزل كذلك ، حتى خرج . فقلت : أنطلق غدا ، فأشتري جهازي ، ثم ألحق بهم . فانطلقت إلى السوق ، فعسر علي ، فرجعت ، فقلت : أرجع غدا . فلم أزل حتى التبس بي الذنب ، وتخليت ، فجعلت أمشي في أسواق المدينة ، فيحزنني أني لا أرى إلا مغموصا عليه في النفاق أو ضعيفا . وكان جميع من تخلف عن رسول الله بضعة وثمانين رجلا . ولما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- تبوك ، ذكرني ، وقال : ما فعل كعب؟ فقال رجل من قومي : خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه . فقال معاذ : بئس ما قلت ! والله ما نعلم إلا خيراً . إلى أن قال : فلما رآني -صلى الله عليه وسلم- ، تبسم تبسم المغضب ، وقال : ألم تكن ابتعت ظهرك ؟ قلت : بلى . قال : فما خلفك ؟ قلت : والله لو بين يدي أحد غيرك جلست ، لخرجت من سخطه علي بعذر ، لقد أوتيت جدلاً ; ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه ، وهو حق ; فإني أرجو فيه عقبى الله . إلى أن قال : والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك ؟ فقال : أما هذا فقد صدقكم ، قم حتى يقضي الله فيك ، فقمت . إلى أن قال : ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس عن كلامنا أيها الثلاثة . فجعلت أخرج إلى السوق ، فلا يكلمني أحد ، وتنكر لنا الناس ، حتى ما هم بالذين نعرف ، وتنكرت لنا الحيطان والأرض . وكنت أطوف ، وآتي المسجد ، فأدخل ، وآتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأسلم عليه ، فأقول : هل حرك شفتيه بالسلام! واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رءوسهما ، فبينا أنا أطوف في السوق إذا بنصراني جاء بطعام ، يقول : من يدل على كعب ؟ فدلوه عليَّ ، فأتاني بصحيفة من ملِك غسَّان . فإذا فيها : أما بعد : فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ; ولستَ بدار مضيعة ولا هوان ، فالحق بنا نواسِك . فسجرت لها التَّنور ، وأحرقتها . إلى أن قال : إذ سمعت نداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك . فخررت ساجداً . ثم جاء رجل على فرس يبشرني ، فكان الصوت أسرع من فرسه، فأعطيته ثوبَيَّ بشارة، ولبست غيرهما. ونزلت توبتنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلث الليل. فقالت أم سلمة : يا نبي الله ، ألا نبشر كعباً ؟ قال : إذاً يحطمكم الناس، ويمنعونكم النوم. قال : فانطلقت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون ، وهو يستنير كاستنارة القمر، فقال: أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك . ثم تلا عليهم : لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ الآيات . وفينا نزلت أيضاً : اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ . فقلت : يا نبي الله ، إن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً ، وأن أنخلع من مالي كلهُ صدقة . فقال : أمسك عليك بعض مالك ، فهو خير لك ... (الحديث) . وفي لفظ : فقام إليَّ طلحة يهرول ، حتى صافحني وهنأني . فكان لا ينساها لطلحة .

وهنا ما روي عنه وعن
: مرارة بن الربيع و هلال بن أبي أمية

قد يكون الجهاد فرض عين على المسلم، كما لو عينه الإمام ، ولا يجوزله التخلف عنه حينئذ إلا لعذر شرعي . لذلك عندما يستنفر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين للجهاد يخرج كل مسلم صادق ، ولا يتخلف إلا أهل الأعذار الشرعية أو أهل النفاق، ولكن في غزوة تبوك تخلف ثلاثة رجال كعب بن مالك و مرارة بن ربيع و هلال ابن أبي أمية عن الغزو مع الرسول صلى الله عليه وسلم من غير عذر شرعي ولا نفاق.

تخلف الثلاثة عن الغزو الذي كان في زمان الحر والشدة ، ولكن رغم فداحة الذنب وعظمته تجاوز الله عنهم وغفر لهم صنيعهم ، لأنهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يخادعوه ولم يأتوا بأعذار كاذبة ، بل صدقوا واعترفوا بتخلفهم ، ولجؤوا إلى الله تائبين مستغفرين فتاب الله عليهم .

ولندع أحدهم وهو كعب بن مالك يقدم سردا ملخصا لهذه المحنة :
قال كعب : غزا النبي صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة، حين طابت الثمار، فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتجهز المسلمون معه ، ولم أتجهز وأقول في نفسي سألحق بهم حتى إذا خرجوا ظننت أني مدركهم، وليتني فعلت ، فلما انفرط الأمر ، أصبحت وحدي بالمدينة لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق - أي مشهورا به - أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء، فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد راجعا من تبوك حضرني الفزع، فجعلت أتذكر الكذب، وأقول : بماذا أخرج من سخط رسول الله ؟ واستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ، فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، زال عني الباطل، وعلمت أني لا أنجو منه إلا بالصدق، فأجمعت أن أصدقه .

فلما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة بدأ بالمسجد وجلس للناس ، فجاء المخلفون وجعلوا يعتذرون له ويحلفون، فيقبل منهم ظواهرهم ويستغفر لهم ، وكانوا بضعا وثمانين رجلاًَ ، فجئت فسلمت عليه، فتبسم تبسم المغضب ، فقال لي ، ما خلفك ؟ قلت: يا رسول الله والله لو جلست إلى غيرك من أهل الدنيا ، لخرجت من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلاً ، والله ما كان لي عذر حين تخلفت عنك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضي الله فيك .
فخرجت من عنده فلحقني بعض أهلي يلوموني على أني لم أعتذر، ويستغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى هممت أن أرجع عن صدقي، فسألت هل قال أحد بمثل ما قلت؟ فذكروا لي رجلين صالحين: مرارة بن الربيع و هلال بن أبي أمية وكان فيهما لي أسوة .
ثم إن رسول الله نهى عن محادثتنا نحن الثلاثة ، فاجتبنا الناس ، وتغيروا لنا ، فتنكرت لي نفسي والأرض ، أما صاحبيّ فاستكانا وقعدا في بيتيهما ، أما أنا فأصلى مع المسلمين وأطوف الأسواق ولا يكلمني أحد حتى أقاربي .
بينما أنا في هذا الحال إذا جاءت رسالة من ملك غسان يقول لي : الحق بنا نواسيك بعد أن هجرك صاحبك ، قلت: هذا من البلاء أيضا ، فحرقت الرسالة ، فلما مضت أربعون ليلة إذ رسول من النبي صلى الله عليه وسلم يأمرني باعتزال امرأتي فقلت : الحقي بأهلك ، وكان الأمر باعتزال النساء لصاحبيّ أيضاً .
فلما مضت خمسون ليلة أذن الله بالفرج وجاءت التوبة ، قال كعب: فما أنعم الله علي بنعمة بعد الإسلام ، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، و الله ما أعلم أحداً ابتلاه الله بصدق الحديث بمثل ما ابتلاني .

والآيات التي نزلت في توبتهم هي قوله تعالى:{ وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } ( التوبة:118،119).

وهكذا أزاح الله هذه الغشاوة المحزنة عن هؤلاء النفر الثلاثة، بعدما كادوا يقعون في الهلاك بسبب تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضاقت عليهم الأرض رغم رحابتها، وضاقت عليهم أنفسهم، فعلموا أن الملجأ من الله لا يتم إلا بالعودة إليه، فاستجاب الله لهم ،وغفر زلتهم، وهذه القصة اشتملت على فوائد و عبر كثيرة :

منها: أن القعود عن الجهاد عند استنفار الإمام يعد إثما كبيرا في الإسلام تجب التوبة منه.
ومنها: تعامل الصحابة مع أمر النبي صلي الله عليه وسلم، وتنفيذهم له ،حتى ولو كان الأمر يتعلق بأقاربهم.
ومنها: ولاء الصحابة الصادق لله ،فرغم فداحة الحادثة وصعوبة المقاطعة لم يفكركعب بن مالك في اللحاق بالكافرين ولم يلتفت إلى عرضهم .
ومنها: قيمة الصدق في الإسلام ، وكيف أن الصدق هدى الثلاثة إلى البر ورضوان الله، اللهم ارزقنا الصدق، واحشرنا مع الصديقين.




ورمضان كريم عليكم
اخوكم احمد الحديثي
العراق_الانبار _حديثة
 
قديم 22/9/2008, 11:58 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
gmm12
Banned


الملف الشخصي
رقم العضوية : 35271
تاريخ التسجيل : Oct 2006
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 732 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : gmm12 يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

gmm12 غير متصل

new رد: ســـــــــؤال اليوم الثانى والعشرون


سورة التوبه

الآية الرابعة والأربعون

{ وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم } .
الثلاثة هم : كعب بن مالك , ومرارة بن الربيع , وهلال بن أمية .

التائب الصادق
كعب بن مالك
إنه الصحابي الجليل كعب بن مالك -رضي الله عنه-، صاحب التوبة الصادقة، وكان كعب قد أسلم حين سمع بالإسلام، فأتى مكة، وبايع النبي ( في بيعة العقبة الثانية، فلما هاجر الرسول ( وأصحابه آخى النبي بينه وبين طلحة بن عبيد الله.
وكان كعب شاعرًا مجيدًا، وخاصة في مجال المغازي والحروب الإسلامية، وكان واحدًا من شعراء الرسول ( الثلاثة الذين يردون عنه الأذى بقصائدهم، وهم: كعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، فكان كعب يخوفهم بالحرب، وكان حسان يهجوهم بالأنساب، وكان عبد الله يعيرهم بالكفر.
وقد جاء كعب إلى النبي ( فقال: يا رسول الله، ماذا ترى في الشعر؟ فقال رسول الله (: (المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه)
[ابن عبد البر].
وكان لكعب مواقف مشهودة في غزوة أحد، حين دعاه النبي ( وألبسه ملابسه التي يلبسها في الحرب، ولبس النبي ( ملابس كعب الحربية، يقول كعب: لما انكشفنا يوم أحد كنت أول من عرف رسول الله ( وبشرت به المؤمنين حيًّا سويًّا، وأنا في الشِّعْب، وقد جرح سبعة عشر جرحًا. [ابن هشام]، وكان المشركون يوجهون إليه السهام ظنًّا منهم أنه رسول الله (.
وكان كعب قد تخلف عن غزوة تبوك التي سمي جيشها بجيش العسرة، والسبب في هذه التسمية أن المسلمين مروا بصعوبات كثيرة في تمويل الجيش؛ حيث إن العدد كان كبيرًا، وعدتهم كانت ضئيلة، وقد تخلف المنافقون عن هذه الغزوة بدون أعذار.
ولما عاد المسلمون إلى المدينة دخل الرسول ( إلى المسجد أولا، وصلَّى فيه ركعتين، فدخل عليه المنافقون الذين تخلفوا عن الجهاد مع النبي (، وبدءوا يكذبون على الرسول (، ويتعللون بأعذار واهية.
ولكن كعبًا لم يكذب على النبي (، وأقر بذنبه وتقصيره في حق الله وتكاسله عن الجهاد، وفعل مثله هلال بن أمية ومرارة بن الربيع، وكانا قد تخلفا أيضًا.
وبعدما سمع النبي ( كلام كعب، أمر المسلمين أن يقاطعوه وصاحبيه الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بدون عذر، فلم يكلمهم أحد من المسلمين، ولم يتعاملوا معهم.
فجلس الاثنان كل منهما في بيته يبكيان، أما كعب فلم يحبس نفسه مثلهما، بل كان يخرج للصلاة، وكان إذا سار في السوق أو غيره لا يتحدث معه أحد، وكان لكعب ابن عم يحبه حبًّا شديدًا هو الصحابي الجليل أبو قتادة -رضي الله عنه-، ولما اشتد الأمر بكعب، ذهب إلى ابن عمه أبي قتادة في بستانه وألقى عليه السلام، ولكن أبا قتادة لم يرد عليه، فقال له كعب: يا أبا قتادة، أنشدك بالله، هل تعلمني أحب الله ورسوله (؟ فلم يرد عليه أبو قتادة، فكرر كعب السؤال، فقال أبو قتادة: الله ورسوله أعلم، ففاضت عينا كعب بالدموع وتركه.
وذات يوم، ذهب كعب إلى السوق، فإذا برجل نصراني من الشام يسأل عنه، وعندما قابله أعطاه النصراني رسالة من ملك غسان، فقرأها كعب ووجد فيها: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك محمدًا جفاك، (هجرك وتركك) ولم يجعلك الله بدار مذلة أو هوان، فالحق بنا نواسك.
وبعد أن قرأ كعب الرسالة قال في نفسه: والله إن هذه أيضا من الفتنة والابتلاء، ثم ألقى بالرسالة في النار.
ومضى على كعب وصاحبيه أربعون يومًا، وهم على تلك الحالة من الندم والبكاء والمقاطعة الكاملة من كل المسلمين، وبعدها أمرهم النبي ( أن يهجروا زوجاتهم، وظلوا على هذه الحالة عشرة أيام.
وبعد خمسين يومًا جاء الفرج، ونزلت التوبة من الله على هؤلاء المؤمنين الصادقين الذين لم يكذبوا على رسول الله (، فبعد أن صلى كعب صلاة الفجر، جلس بمفرده، فسمع صوتًا ينادى من بعيد: يا كعب، أبشر يا كعب، فلما سمعها كعب خرَّ ساجدًا لله -عز وجل-، وعلم أن الله قد تاب عليه، وبلغ من شدة فرحته أنه خلع ثوبه وألبسه للرجل الذي بشره، ثم انطلق مسرعًا إلى النبي ( في المسجد، فاستقبله الصحابة وهم سعداء، وقام
طلحة بن عبيد الله من بين الحاضرين جميعًا وأسرع ليهنئ كعبًا، فلم ينسها له كعب أبدًا، وتبسم له الرسول ( وقال له: (أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك) [البخاري]، وأنزل الله فيه وفي صاحبيه قرآنًا، قال تعالى: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب} [التوبة: 118].
وكان كعب -رضي الله عنه- يقول: والله، ما مر عليَّ يوم كان خيرًا ولا أحب إليَّ من ذلك اليوم الذي بشرت فيه بتوبة الله تعالى عليَّ وعلى صاحبيّ، ثم قال للرسول (: إن من توبتي أن أتصدق بمالي كله لله ولرسوله، فقال له النبي (: (أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك) [البخاري]، فقال كعب: يا رسول الله، إن الله تعالى أنجاني بالصدق، وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقًا ما بقيت، فوالله ما أعلم أحدًا من المسلمين ابتلاه الله في صدق الحديث أحسن مما ابتلاني.
وكان كعب يقول بعد ذلك: ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله ( إلى يومي هذا شيئًا من الكذب، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى بقية عمري.
وكان كعب -رضي الله عنه- يقول: والله ما أنعم الله عليَّ من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي أمام رسول الله ( أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا، فقد قال الله تعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنه إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاءً بما كانوا يكسبون. يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} [التوبة: 95-96].
وهكذا كان صدق كعب سببًا في نجاته، وقبول توبة الله عليه، بينما أهلك الله المنافقين الذين كذبوا على رسول الله (، واعتذروا بالباطل، فجعلهم الله من أهل النار.
وظل كعب يجاهد في سبيل الله، ولا يتخلف عن حرب أبدًا، فحارب المرتدين في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وشارك في الفتوحات الإسلامية على عهد الفاروق عمر، وكذلك في خلافة كل من عثمان وعليّ وأول خلافة معاوية -رضي الله عنهم-، وظل على صدق إيمانه وقوة عقيدته.
وتوفي -رضي الله عنه- بالشام في خلافة معاوية سنة (50هـ) وقيل سنة
(53 هـ)، وعمره آنذاك (77) سنة ويقال: إن الله سبحانه قد ابتلاه بفقد بصره قبل وفاته، فصبر لذلك حتى ينعم بما عند الله من الجنة.
وقد روى كعب بن مالك ثلاثين حديثًا من أحاديث رسول الله (، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
مرارة بن الربيع
مرارة- بزيادة هاء- هو‏:‏ مرارة بن الربيع، وقيل‏:‏ ابن ربيعة الأنصاري العمري، من بني عمرو بن عوف، قاله أبو عمر‏.‏

وقال هشام بن الكلبي‏:‏ هو مرارة بن ربعي بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس‏.‏

شهد بدراً، وهو أحد الثلاثة الذي تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فنزل القرآن في شأنهم‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا‏}‏‏.‏‏.‏‏.‏ التوبة الآية‏.‏

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة بإسناده إلى أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي قال‏:‏ أنبأنا أحمد بن الحسين الحيري، أنبأنا حاجب بن أحمد، حدثنا محمد بن حماد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الذينَ خُلِّفوا‏}‏ قال‏:‏ هم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أُمية، كلهم من الأنصار‏.‏

هلال بن أمية


هو هلال بن أمية بن عامر بن قيس واسمه مالك الأنصاري الواقفي.

وكان قديم الإسلام كان يكسر أصنام بني واقف وكانت معه رايتهم يوم الفتح.(1)

وشهد هلال بن أمية بدرا وأحد.(2)

من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

تخلف هلال بن أمية عن رسول الله في غزوة تبوك فقد ذكر ابن كثير أن قوله تعالي "وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم"

أنهم هم الثلاثة الذين خلفوا أي عن التوبة وهم مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية قعدوا عن غزوة تبوك في جملة من قعد كسلا وميلا إلى الدعة والحفظ وطيب الثمار والظلال لا شكا ونفاقا فكانت منهم طائفة ربطوا أنفسهم بالسواري كما فعل أبو لبابة وأصحابه وطائفة لم يفعلوا ذلك وهم هؤلاء الثلاثة المذكورون فنزلت توبة أولئك قبل هؤلاء وأرجي هؤلاء عن التوبة حتى نزلت الآية الآتية وهي قوله { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار } الآية { وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت }.

وقد ذكر البخاري قصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك:

يقول كعب بن مالك "حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال لا بل اعتزلها ولا تقربه. وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك (يقصد هلال بن أمية ومرارة بن الربيع) فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه؟ قال ( لا ولكن لا يقربك ). قالت إنه والله ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه

فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أميه أن تخدمه؟ فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله{ صلى الله عليه وسلم} إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون ".(3)

قصة اللعان:

وفي أحد الأيام لاعن هلال بن أمية زوجته، وأقسم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) إنه لصادق.

عن ابن عباس: أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك ابن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم (البينة أو حد في ظهرك) . فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا، ينطلق يلتمس البينة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (البينة وإلا حد في ظهرك) . فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه "والذين يرمون أزواجهم" - فقرأ حتى بلغ - "إن كان من الصادقين". فانصرف النبي (صلى الله عليه وسلم) فأرسل إليها فجاء هلال فشهد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب. ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا إنها موجبة. قال ابن عباس فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع ثم قالت لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء. فجاءت به كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن.(4)


المصادر:

1- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1093 ]

2- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1093 ]

3- صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1603 ]

4- صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1772 ]
[/B][/SIZE]
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~