مجرد نقل حيازة

[الديب sat]

ربما لا يعرف الذين يتابعون أخبار الملياردير الأمريكي الشهير «وارين بافيت»، أنه يسكن إلي اليوم، في البيت الذي بدأ فيه حياته عام ١٩٥٨، وأنه لا يملك طائرة خاصة يتنقل بها بين العالم،

وأنه لايزال إلي الآن، يسدد فواتير التليفونات عن الاتصالات التي يجريها من بيته إلي مكتبه، وأنه عقد اجتماعًا مؤخرًا، مع الجمعية العمومية لشركاته، حضره ٣١ ألف عضو، عن الولايات الأمريكية الخمسين، فجلس معهم، كما يجلس الرجل مع أهل داره!

وليست في حياة «بافيت» بدايات غامضة، ولا عنده في عمله فترات مبهمة، أو ملتبسة علي الناس، أو موضع شك وتساؤل.. ولكن ثروته كلها، التي تجاوزت الثلاثين مليار دولار، معلومة المصدر من أول يوم، ومعروفة المنشأ من أول دقيقة، ولم يستطع أحد، إلي هذه اللحظة، أن يثبت، أن «بافيت» قد تهرب من سداد الضرائب المستحقة عليه للدولة،

ذات يوم، كما أن ما يفعله، في مجال عمله، يمثل دومًا، قيمة مضافة إلي اقتصاد بلده، من خلال إنتاج حقيقي.. وهو مع ثرائه الفاحش، ومع أرقام ثروته المذهلة، لا يكاد يشكل شيئًا، في إجمالي حجم اقتصاد البلد ككل..

وحين فكر، منذ فترة في شيء يقدمه للناس، لم يفعل ذلك للمواطن الأمريكي وحده، ولكنه أنشأ مؤسسة خيرية، هي الأضخم علي مستوي العالم كله، بالتعاون مع «بيل جيتس»، أغني أغنياء الدنيا، وقرر الاثنان، أن يتفرغا للعمل الخيري،

وأن يكون رأس مال المؤسسة البالغ ٣٧ مليار دولار في خدمة الإنسان، من حيث هو إنسان، وليس من حيث هو أمريكي، أو غير أمريكي، فمن بين ما تقوم به هذه المؤسسة الفريدة، مكافحة المرض في أفريقيا، بل دعم المزارعين في القارة، بمبلغ جري تحديده وإعلانه علي الملأ، ثم مساعدة بعض الذين يريدون أن يتموا تعليمهم في أكثر من بلد، ولكن إمكاناتهم المادية لا تسعفهم، و.. و.. إلي آخره!

وليست السمسرة، كما حدث ويحدث عندنا، من بين أعمال «بافيت».. أو حتي «جيتس»، فلا يستطيع أحد، أن يزعم، أن أحدهما قد سمسر في قطعة أرض من أملاك الدولة، فحصد مليار جنيه أرباحًا، دون أن يكون فيما قام به، أي شيء مضاف إلي اقتصاد البلد..

ولم يستطع أحد إلي هذه الساعة أن يزعم أنه قد ضبط أحدهما متلبسًا بممارسة تسقيع قطعة من أرض الدولة، بهدف بيعها حين تلتهب أسعارها، وتحقيق أرباح طائلة دون جهد، ودون مشقة، ودون بذل أي نوع من أنواع الطاقة!

لدينا في مقابل «بافيت» و«بيل جيتس»، بعض رجال الأعمال، الذين يمثل الواحد منهم، بحجم ثروته، رقمًا يكاد يقترب من ١٠% من قيمة الميزانية الإجمالية للدولة في عام، وهو ما ليس موجودًا، بأي نسبة، لدي الرجلين رغم ثرائهما الذي هو بلا حدود!.. لدينا أغنياء ظهروا فجأة بثروات يسمع الناس عن أرقامها الفلكية، ولا يعرفون في الوقت نفسه،

كيف جاءت، ولا كيف تراكمت بهذا القدر، علي مدي سنين معدودة، علي أصابع اليدين، ولا أحد يعرف، كم سدد هؤلاء من ضرائب، ولا كم أضافوا لاقتصاد بلدهم، بخلاف التسقيع والسمسرة وغيرهما مما يشبههما، مع الإقرار بأنه لا السمسرة إضافة للاقتصاد إجمالاً ولا التسقيع!

وحين يتتبع الناس مسيرة بعض رجال الأعمال هؤلاء.. ونقول بعض مرة أخري.. فسوف تتكشف حقائق مذهلة، أهمها علي الإطلاق، أن مثل هذه الثروات قد تحققت في أحيان كثيرة بفضل شيء عجيب، وفريد، وهو مجرد نقل حيازة مساحات شاسعة من الأرض من ملكية الدولة، إلي ملكية هؤلاء.. وليس هناك شيء قبل ذلك ولا بعده!

[MELODY2009]

مشكووووووووووووووووووووورررررررررررررررررر يا غالى تسلم ايدك
كل عام وانتم بخير

[هشام زايد]

مشكووووووووووووور يا مبدع

[alrays]