ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يمنحنا السعادة والسلام في هذا العيد وفي كل أيام حياتنا.
العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > المكتبه الاسلاميه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11/9/2008, 12:02 AM
 
ايهاب هاشم
صديق المهندسين العرب

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ايهاب هاشم غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 83426
تاريخ التسجيل : Dec 2007
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 6,719 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 105
قوة التـرشيـح : ايهاب هاشم يستاهل التميزايهاب هاشم يستاهل التميز
افتراضي ســـــــــؤال اليوم الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )(الجمعه ـ 9 )


1 ـ أذكر حكم صلاة الجمعه؟
2 ـ أذكر ثوابها وفضلها؟
3 ـ ما هى شروط وجوبها؟
4 ـ ما هى شروط صحتها؟
5 ـ آدابها؟


انتهى السؤال الرابع عشر

اللهم ........... وفق
توقيع » ايهاب هاشم

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي


التعديل الأخير تم بواسطة ايهاب هاشم ; 11/9/2008 الساعة 12:15 AM
قديم 14/9/2008, 12:45 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
سواقي
بـاشـمهندس


الملف الشخصي
رقم العضوية : 120371
تاريخ التسجيل : Sep 2008
العمـر : 43
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 46 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : سواقي يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

سواقي غير متصل

افتراضي رد: ســـــــــؤال اليوم الرابع عشر

حكم صلاة الجمعة :


صلاة الجمعة واجبة و هي من آكد فروض الإسلام ، و فرضها ثابت بالكتاب و السنة و الإجماع (*)

· الأدلة من القرآن :

قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله و ذروا البيع ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون ) [ الجمعة : 9 ] .
قال ابن قدامة : فأمر بالسعي ، و مقتضى الأمر الوجوب ، و لا يجب السعي إلا إلى واجب ، و نهى عن البيع ، لئلا يشتغل به عنها ، فلو لم تكن واجبة لما نهى عن البيع من أجلها (2).
قال القرطبي : " فرض الله تعالى الجمعة على كل مسلم ، ردَّا علي من يقول : أنها فرض على الكفاية و جمهور الأمة و الأئمة أنها فرض على الأعيان ، لقول الله تعالى : ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله و ذروا البيع ) … " (3) .

· الأدلة من السنة :

1-قوله صلى الله عليه و سلم : " لينتهين أقوام عن وَدْعِهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من الغافلين " (1).
2-قوله صلى الله عليه و سلم : " من ترك ثلاث جُمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه "(2) .
3-قوله صلى الله عليه و سلم : " رواح الجمعة واجب على كل محتلم " (3).
· من الإجماع :
حكى ابن المنذر الإجماع على أنها فرض عين (4).




فضل من أتى الجمعة :

في صحيح البخاري عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طُهر ، و يدَّهن من دُهنه أو يمس من طيب بيته ، ثم يخرج ، فلا يفرق بين اثنين ، ثم يُصلي ما كتب له ، ثم يُنصت إذا تكلم الإمام ، إلا غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى " (5).
و روى الإمام أحمد في مسنده عن سلمان قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أتدري ما يوم الجمعة ؟ قلت : هو اليوم الذي جمع الله فيه أباكم آدم . قال : " و لكني أدري ما يوم الجمعة ، لا يتطهر الرجل فيحسن طهوره ، ثم يأتي الجمعة فينصت حتى يقضي الإمام صلاته ، إلا كانت كفارة لما بينه و بين الجمعة المُقبلة ما اجتنبت المَقتلة " (6)

و عن أوس بن أوس الثقفي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " من غسَّل يوم الجمعة ، و اغتسل ، ثم بكر و ابتكر ، و مشى و لم يركب ، و دنا من الإمام فاستمع ، و لم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنته ، أجر صيامها و قيامها " (1).
و عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من اغتسل ثم أتى الجمعة ، فصلى ما قُدَّر له ، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ، ثم يُصلي معه ، غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى و فضل ثلاثة أيام " (2).

========
فضل يوم عظيم

أن الجمعه لها أهمية عظيمة في ديننا ففيها عيد الأسبوع وكذلك فيها :



****ساعة الإجابة وأنقل لكم ماجاء في السنة عن هذه الساعه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
********خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة

. ( صحيح ) _ الصحيحة 961 ، صحيح أبي داود : وأخرجه مسلم .

وفيها ايضا :
‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذكر يوم الجمعة فقال ‏فيه ‏(((‏ساعة )))‏ لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم ‏ ‏يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها
.رواه البخاري وقال أيضا ****التمسوا الساعة التي ترجىفي يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس وبهذا نعرف أن من فاته عصر الجمعه فيكون تحسرا أكثر ممن يفقد ميتا,, أليس كذلك!! ألا توافقونني!
العمل الصالح

”الجُــمعة“

ثواب من اغتسل يوم الجمعة:
عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” إن الغُسل يوم الجمعة ليسُ لّالخطايا من أصول الشعر استلالاً“ رواه الطبراني وابن خزيمة وابن حبان عن أبي بكررضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
”من اغتسل يوم الجمعة،كُفرت عنه ذنوبه وخطاياه“ خرجه الطبراني بإسناده
ثواب صلاة الجمعة:
عنعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” يحضر الجمعة ثلاثة: فرجل حضرها يلغو، فذلك حظه منها، ورجل حضرها بدعاء، فهو رجل دعاالله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً، فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك أن الله تعالى يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها“ رواه أبو داود وابن خزيمة فضل يوم الجمعة :

عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” إن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربع وعشرون ساعة ليس فيها ساعة إلاولله فيها ستمائة ألف عتيق من النار“ زاد بعض الرواة: ”كلهم قد استوجب النار“ خرجه أبو يعلى بإسناده
ومن فضل يوم الجمعة :
عن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” إن يوم الجمعة سيّد الأيام وأعظمها عندالله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه خمس خِلال:

خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل اللهَ فيها العبدُ شيئا إلاأعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة. ما من ملَك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا بحر إلا وهُنّ يشفقن من يوم الجمعة“ رواه أحمد وابن ماجه بإسناد حسن ثواب قراءة بعض السور يوم الجمعة :

عنابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” من قرأ السورةالتي يُذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى عليه الله وملائكته حتى تغيب الشمس“ اخرجه الطبراني بإسناده
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
”من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة غُفر له“ خرجه الأصبهاني بإسناده
وايضامن بعض قراءة بعض السور يوم الجمعة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلىالله عليه وسلم قال:
” من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة غُفر له“
خرجه الترمذي بإسناده
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
”من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين“ رواه النسائي والحاكم

=======
تنقسم شروط صلاة الجمعة إلى ثلاثة أنواع:‏

‏1- شرط وجوب وصحة معاً.‏
‏2- شرط وجوب فقط ‏
‏3- شرط صحة فقط.‏
أما الأول وهو: شرط الوجوب والصحة معاً، فالمتفق عليه منه هو دخول الوقت فلا تجب ‏الجمعة ولا تصح إذا فعلت في غير وقتها.‏
ووقتها عند الجمهور هو وقت صلاة الظهر، وخالف الحنابلة في مبدئه فقالوا: إنه يبدأ من ‏بعد طلوع الشمس، والأفضل عندهم أداؤها بعد الزوال.‏
وأما المختلف فيه فشيئان:‏
أ - المكان الذي تقام فيه، فالحنفية يشترطون للوجوب والصحة معاً المصر والمراد ‏بالمصر عندهم البلدة التي فيها سلطان أو نائبه لإقامة الحدود وتنفيذ الأحكام.‏
ويلحق بالمصر عندهم ضواحيه وأفنيته والقرى المنتشرة حوله.‏
ولم يشترط الفقهاء الآخرون هذا الشرط بهذه الهيئة، فالشافعية يكتفون باشتراط إقامتها في ‏خطة أبنية، سواء كانت من بلدة أو قرية. والمالكية ينحون منحاً قريباً من هذا، فيشترطون ‏أن تقام في مكان صالح للاستيطان، فتصح إقامتها عندهم في المكان الذي فيه الأبنية ‏والأخصاص ( أي البيوت المبنية من الخشب أو سعف النخيل) لاتخاذها عادة للاستيطان ‏فيها مدة طويلة، وصلاحيتها لذلك ولا تصح في المكان الذي كل مبانيه خيم لعدم اتخاذها ‏للاستيطان عادة وعدم صلاحيتها لذلك.‏
وأما الحنابلة فلا يشترطون شيئاً من هذا، فتصح عندهم في الصحاري وبين مضارب الخيام
والراجح في هذه المسألة هو أن الجمعة تصح في كل مكان حصل فيه اجتماع الناس- ‏واسمها مشتق من ذلك- ولا يشترط المصر بل تصح في المدن والقرى وقد بوب البخاري ‏بما يقتضي ذلك فقال: ( باب الجمعة في القرى والمدن) وذكر حديث ابن عباس أنه قال ‏إن أول جمعة جمعت بعد جمعة جمعت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد ‏القيس بجواثى من البحرين). وجواثي أولها جيم بعده واو ممدودة ثم ثاء مثلثة قرية من ‏قرى البحرين قال الحافظ في الفتح ووجه الدلالة منه أن الظاهر أن عبد القيس لم يجمعوا ‏إلا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لما عرف من عادة الصحابة من عدم الاستبداد بالأمور ‏الشرعية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه لو كان ذلك لا يجوز لنزل فيه ‏القرآن…." وعن أبي هريرة أنهم كتبوا إلى عمر رضي الله عنهما يسألونه عن الجمعة ‏فكتب إليهم جمعوا حيث كنتم" أخرجه بن أبي شيبة وصححه ابن خزيمة كما قال الحافظ ‏وهذا يشمل المدن والقرى.‏
وروى البيهقي في سننه عن الوليد ابن مسلم قال سألت الليث ابن سعيد كل مدينة أو ‏قرية بها جماعة وعليه أمير أمروا بالجمعة فليجمع بهم فإن أهل الإسكندرية ومدائن مصر ‏ومدائن سواحلها كانوا يجمعون الجمعة على عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ‏رضي الله عنهما بأمرهما وفيها رجالٌ من الصحابة.‏
ثم قال البيهقي بعد أن نقل جملة من الآثار عن الصحابة فمن بعدهم في هذا المعنى قال: ‏‏"والأشبه بأقاويل السلف وأفعالهم إقامة الجمعة في القرى التي أهلها أهل قرار وليسوا بأهل ‏عمود ينقلون…)‏
بل أن بعض أهل العلم صححها من أهل البادية مستدلين بما روى عبد الرزاق بإسناد ‏صحيح -كما قال الحافظ - عن ابن عمر أنه كان يرى أهل المياه بين مكة والمدينة ‏يجمعون فلا يعيب عليهم"‏
ب - إذن السلطان في إقامتها، وهذا الشرط عند الحنفية فقط، ولم يشترطه غيرهم غير ‏أن المالكية يرون أنه يندب استئذانه أولاً فإن منع وأمن شره لم يلتفت إلى منعه وأقيمت ‏وجوباً. ولا دليل من الكتاب أو السنة على اعتبار هذا الشرط.‏
النوع الثاني من شروط الجمعة وهو: شرط الوجوب فقط، ويتلخص في خمسة أمور:‏
‏1- الإقامة في المكان الذي تقام فيه الجمعة سواء كانت الإقامة دائمة أو مؤقتة تقطع ‏حكم السفر.‏
‏2- الذكورة، فلا تجب على النساء
‏3- الحرية، فلا تجب على العبد لانشغاله بخدمة سيده.‏
‏4- صحة البدن وخلوه مما يشق معه -عادة- الخروج لشهود الجمعة في ‏المسجد، كمرض وألم شديدين، ودليل ما تقدم ما أخرجه أبو داود عن ‏طارق ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة حق واجب ‏على كل مسلم في جماعة إلا أربعة عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو ‏مريض."‏
وأما سقوطها عن المسافر فلما أخرجه البهقي والدار قطني وغيرهما أن النبي صلى الله عليه ‏وسلم قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلا مريضاً أو مسافراً أو امرأة ‏أو صبياً أو مملوكاً". وللحديث شواهد كثر.‏
وألحقوا بالمريض ممرضه الذي يقوم بأمره، ولا يجد من ينوب عنه ممن لا تجب عليه.‏
‏5- السلامة من العاهات المقعِدة، كالشيخوخة الشديدة والعمى، فإن وجد الأعمى قائداً ‏متبرعاً أو بأجرة معتدلة وجبت عليه عند الجمهور.‏
‏ هذا بالإضافة إلى العقل والبلوغ والإسلام، كما هي مشترطة في باقي العبادات.‏
النوع الثالث من شروط الجمعة هو شرط الصحة فقط، ويتلخص في أربعة أمور:‏
أ - خطبة متقدمة على الصلاة مما يطلق عليه اسم خطبة مشتملة على حمد وذكر وتذكير.‏
ب - الجماعة، ولا خلاف في أصل هذا الشرط، وإنما الخلاف بين الفقهاء فيما يتحقق ‏به؟ على ثلاثة مذاهب مشهورة:‏
الأول: للشافعية والحنابلة: يجب أن لا يقل المجمعون عن أربعين رجلاً ممن تجب عليهم ‏الجمعة. الثاني: للمالكية: يجب أن لا يقل المجمعون عن اثنى عشر رجلاً ممن تجب عليهم ‏أيضاً.‏
الثالث: للحنفية: أنها تنعقد بالإمام وثلاثة معه.‏
وهنالك أقوال أخرى لبعض أهل العلم مذكورة في المطولات، وقد عد الحافظ ابن حجر ‏خمسة عشرة قولاً وليس لشيء منها مستند تقوم به الحجة على اشتراطه بعينه وإنما ‏المشترط حصول ما يسمى جماعة عرفاً من غير تعيين عدد معين لعدم تعيينه من الشارع ‏فيما ثبت كما نص على ذلك جمع من الأئمة.‏
ج - أن لا تتعدد الجمعة في المكان الواحد لغير حاجة أو ضرورة، وهذا مذهب الجمهور، ‏وهو الراجح لأن الجمعة شرعت لاجتماع الناس عليها حسب الإمكان فلو صلت كل ‏طائفة في مسجدها مع إمكان اجتماعهم في مسجد واحد لم يحصل المقصود منها.‏
د - اشترط الحنفية أن يكون المكان الذي تقام فيه مأذوناً فيه إذناً عاماً، بحيث يكون ‏مفتوحاً للجميع.‏
فهذه هي مجمل شروط الجمعة التي يذكرها الفقهاء، وفي بعضها خلاف. ومنهم من زاد ‏غيرها.‏
والحق أنه لا عبرة به منها إلا ما قام دليل من كتاب أو سنة أو إجماع عليه، وما سوى ‏ذلك فالجمعة فيه مثل غيرها من الصلوات.‏

=====
يوم الجمعة يوم عظيم عند الله تعالى، أفرد في القرآن الكريم سورة سميت "سورة الجمعة" بنيت أحكام صلاة الجمعة كأهم ما في هذا اليوم المبارك، وتوالت الأحاديث النبوية الشريفة تشرح قدر الجمعة، ووظائف المسلم فيه.

قال النبي : سيد الأيام عند الله يوم الجمعة، أعظم من يوم النحر والفطر، وفيه خمسة خصال: فيه خلق آدم، وفيه أهبط من الجنة الى الأرض، وفيه توفي، وفيه ساعة لا يسأل العبد الله شيئا إلا أعطاه، ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرضولا ريح ولا جبل ولا حجر إلا وهو مشفق من يوم الجمعة. رواه البخاري.

وقد خصّ الله المسلمين بهذا اليوم وجعله عيدهم الأسبوعي، وفرض فيه صلاة الجمعة، وخطبتها وأمر المسلمين بالسعي إليها جمعا لقلوبهم، وتوحيدا لكلمتهم، وتعليما لحاهلهم، وتنبيها لغافلهم، وردا لشاردهم، بعد أسبوع كامل من العمل والإكتساب، كما حرّم فيه الاشتغال بأمور الدنيا، وبكل صارف عن التوجه إلى صلاة الجمعة عند الدعوة إليها.

فإذا سلمت الجمعة كانت كفارة لما سبقها خلال أيام الأسبوع، قال : الصلوات الخمس، والجمعة الى الجمعة، ورمضان الى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. رواه مسلم عن أبي هريرة.

وقد ورد الوعيد الشديد على ترك الجمعة، قال عليه الصلاة والسلام من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر طبع الله على قلبه رواه أحمد وأصحاب السنن، وفي رواية فقد نبذ الإسلام وراء ظهره رواه البيهقي في الشعب عن ابن عباس. وقال: لينتهن أقواما عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين رواه مسلم عن ابن عمر وأبي هريرة.

وقد أتى على بعض الناس زمن، غفلوا عن واجباتهم الإسلامية، ومنها حقوق يوم الجمعة، فحسبوه يوم الراحة الاسبوعية، ويوم العطلة بعد العمل ينطلقون فيه الى الملاعب والمنتزهات، وبأيديهم أدوات اللهو واللغو واللعب والغفلات، وصنوف الأطعمة والأشربة والملذات، في يوم قال فيه النبي أتاني جبريل عليه السلام في كفه مرآة بيضاء وقال: هذه الجمعة يفرضها عليك ربك لتكون لك عيدا، ولأمتك من بعدك. قلت: فما لنا فيها؟ قال: لكم فيها خير ساعة من دعا فيها بخير قسم له، أعطاه الله سبحانه إياه، أو ليس له قسم ذخر له ما هو أعظم منه، أو تعوذ من شر مكتوب عليه إلا أعاذه الله عز وجل من أعظم منه، وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد، قلت: ولم؟ قال: إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من المسك الأبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل الله تعالى من عليين على كرسيه فيتجلى لهم حتى ينظروا الى وجهه الكريم. رواه الشافعي في المسند، الطبراني في الأوسط، وابن مردويه في تفسيره، عن أنس.

ولقد أخبرنا سبحانه أنه حرم العمل على اليهود يوم السبت، وأمرهم بالتفرغ لعبادته، فعملوا الحيل، استهزاء بأمر الله تعالى واعتداء على حدوده، فغضب عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير.

قال تعالى: واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) الأعراف.

وقال : إن اهل الكتاب أعطوا يوم الجمعة فاختلفوا فيه فصرفوا عنه، وهدانا الله إليه وأخره لهذه الأمة وجعله عيدا لهم فهم أولى الناس به سبقا، وأهل الكتابين لهم تبع. متفق عليه عن أبي هريرة.

وقد جاء رجل الى ابن عباس يسأله عن رجل مات لم يكن يشهد جمعة ولا جماعة، فقال: في النار. فلم يزل يتردد إليه شهرا يسأله عن ذلك وهو يقول في النار.

وهذه باقة من الآداب الإسلامية والتي هي بعض من حقوق هذا اليوم الكريم:

1 »» الاستعداد للجمعة من يوم الخميس، بغسل ثيابه وإعداد طيبه، وتفريغ قلبه من الوساغل الدنيوية، والاشتغال بالتوبة والاستغفار، والذكر والتسبيح من عشية يوم الخميس، والعزم على التكبير الى المسجد، ويستحسن قيام ما تيسر من ليلة الجمعة بالصلاة وقراءة القرآن.

قال بعض السلف: أوفى الناس نصيبا من الجمعة من انتظرها ورعاها من الأمس.

2 »» الابتداء بالغتسال بعد صلاة فجر يوم الجمعة مع الجماعة، ويمتد وقت الغسل حتى النداء.

عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم متفق عليه. المراد بالمحتلم: البالغ.

وعن سمرة قال: قال رسول الله : من توضأ يوم الجمعة، فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل رواه أبو داود والترمذي.

وعن أوس بن أوس قال: قال رسول الله من غسل واغتسل، وبكر وابتكر، ودنا من الإمام واستمع، كان ذلك له كفارة لما بين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام رواه الحاكم.

وعن ابن عمر ما أن رسول الله قال: إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل متفق عليه.

3 »» النظافة العامة بحلق الشعر وقص الأظافر والسواك، والتطيب ولبس أحسن الثياب.

عن سلمان قال: قال رسول الله : لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما إستطاع من طهر، ويدّهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين إثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى رواه البخاري.

4 »» التبكير الى الصلاة، ساعيا إليها بالسكينة والوقار، والتواضع والخشوع، ناويا إجابة أمر الله سبحانه والمسارعة الى مغفرته ورضوانه، وليغتنم ثواب الصف الأول، ولا يكونن مع دينه أقل همة من أصحاب الدنيا إذ يبكرون الى أسواقهم.

قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله، وذروا البيع، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون الجمعة 9.

وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يحضرون الذكر. متفق عليه.

5 »» الدخول إلى المسجد مراعيا آدابه، مجتنبا تخطي رقاب الناس، أو المرور بين أيديهم، إلا أن يرى فرجة فيأوي إليها، ويجلس حيث ينتهي الصف، ولا يفرق بين إثنين ليجلس بينهما، ويتقرب الى الخطيب ما أمكنه ليستمع إليه.

عن عبدالله بن بسر أن رسول الله بينما هو يخطب يوم الجمعة إذا رأى رجلا يتخطى رقاب الناس حتى قدم فجلس، فلما قضى النبي صلاته قال له: ما منعك أن تصلي معنا؟ فال: أولم ترني؟ قال: رأيتك آنيت وآذيت. رواه أبو داود والنسائي.

6 »» الاستماع والإنصات للخطبة، والانتباه واليقظة لما فيها من العلم والحكمة، وتفريغ القلب من الشواغل لما يرد من الموعظة والذكرى، والعزم على العمل بما سمع من أحكام الدين الحنيف. ولا يتكلم حتى مع من يريد أن ينبهه الى وجوب الإنصات وإنما يشير له ليكف عن كلامه، ولا يجيب مسلما، ولا يشمّت عاطسا..

قال تعالى: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) الجمعة.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : من قال لصاحبه والإمام يخطب أنصت فقد لغا، ومن لغا لا جمعة له رواه الترمذي والنسائي.

7 »» تجنب العبث باليدين أو بالسجاد أو بالسبحة أثناء الخطبة فهو من اللغو، وتجنب التغافل عن الخطبة والانشغال بغيرها أو النوم خلالها فإنه يذهب ثوابها.

8 »» يكره الاحتباء إثناء الخطبة لأنه يجلب النوم ويفوت استماع الخطبة ومدعاة لانتقاض الوضوء.

عن معاذ لن أنس الجهني أن النبي نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب. رواه أبو داود والترمذي.

9 »» صلاة أربع ركعات قبل الصلاة وأربع ركعات بعدها.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : إذا صلى أحدكم الجمعة، فليصلّ بعدها أربعا رواه مسلم.

10 »» الإكثار يوم الجمعة من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .

عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله : إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي رواه أبو داود.

11 »» حضور مجالس العلم في الغداة أو بعد العصر، ويجمع بحضوره مجلس العلم بكرة بين خيرين، وفضيلتين هما التبكير والتفقه في الدين، قال أنس : في تفسير قوله تعالى: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله، إما إنه ليس بطلب دنيا، لكن عيادة مريض، وشهود جنازة، وتعلم علم، وزيارة أخ في الله.

12 »» الإكثار من قراءة القرآن وخصوصا سورة الكهف، وقد تقدم فضيلة قراءتها يوم الجمعة.

13 »» الإكثار من ذكر الله تعالى، وعموم العبادات الأخرى كالصلوات والصدقات والدعوة الى الله، وجعل يوم الجمعة عملا يدخره في رصيده لحساب يوم الحساب.

قال تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) الجمعة.

وعن أنس عن النبي قال: إن لربكم في أيا دهرت نفحات، ألا فتعرضوا لها رواه الحكيم والطبراني.

14 »» ترقب الساعة المباركة التي أشار إليها النبي بأنها لا ترد فيها دعوة، وذلك بالإنشغال يوم الجمعة بأصناف القربات، والتزود من التقوى والنوافل والأذكار والدعوات.. قال بعض العلماء: هذه الساعة مبهمة مثل ليلة القدر، في ساعات يوم الجمعة، تتوفر الدواعي لمراقبتها.

عن عمرو بن عوف المزني عن النبي قال: إن في الجمعة ساعة لا يسأل اله العبد فيها شيئا إلا أتاه الله إياه. قالوا: يا رسول الله أي ساعة هي؟ قال: هي حيت تقام الصلاة الى الانصراف منها رواه الترمذي وابن ماجه.

وعن أبي هريرة أن رسول الله ذكر يوم الجمعة فقال: فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها متفق عليه.

15 »» يكره السفر يوم الجمعة إن استطاع تأجيله إلا لمضطر، حتى تقضي صلاة الجمعة.

عن ابن عمر أن رسول الله قال: من سافر يوم الجمعة دعا عليه ملكاه رواه الدارقطني.

16 »» يكره إفراض يوم الجمعة بصوم الفضل.

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده متفق عليه.
 
قديم 14/9/2008, 03:12 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
azzam1000
مـهـند س مـمـيـز


الملف الشخصي
رقم العضوية : 94178
تاريخ التسجيل : Apr 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : مصر- حلوان
المشاركات : 680 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : azzam1000 يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

azzam1000 غير متصل

افتراضي رد: ســـــــــؤال اليوم الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

حكم صلاه الجمعه؟

يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله { إذَا نُودِيَ للصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ } وذلك هو النداء، ينادى بالدعاء إلى صلاة الجمعة عند قعود الإمام على المنبر للخطبة ومعنى الكلام: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة { فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ } يقول: فامضوا إلى ذكر الله، واعملوا له وأصل السعي في هذا الموضع العمل، وقد ذكرنا الشواهد على ذلك فيما مضى قبل. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن شُرَحْبيل بن مسلم الخَوْلانيّ، في قول الله: { فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ } قال: فاسعوا في العمل، وليس السعي في المشي.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نُودِيَ للَصَّلاةِ مِنْ يَوْم الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله } والسعي يا بن آدم أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المضي إليها.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عدّي، عن شعبة، قال: أخبرني مغيرة، عن إبراهيم أنه قيل لعمر رضي الله عنه: إن أُبيًّا يقرؤها: { فاسْعَوْا } قال: أما إنه أقرؤنا وأعلمنا بالمنسوخ وإنما هي «فامضوا».

حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: ما سمعت عمر يقرؤها قطّ إلاّ فامضوا.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا حنظلة، عن سالم بن عبد الله، قال: كان عمر رضي الله عنه يقرؤها: «فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ».

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن حنظلة، عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قرأها: فامضوا.

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا حنظلة بن أبي سفيان الجمحيّ، أنه سمع سالم بن عبد الله يحدّث عن أبيه، أنه سمع عمر بن الخطاب يقرأ: «إذَا نُودِيَ للصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ».

قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله قال: لقد توفى الله عمر رضي الله عنه، وما يقرأ هذه الآية التي ذكر الله فيها الجمعة: { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نُودِيَ للصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ } إلا «فامضوا» إلى ذكر الله.

حدثني أبو السائب، قال: ثنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان عبد الله يقرؤها: «فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ» ويقول: لو قرأتها فاسعوا، لسعيت حتى يسقط ردائي.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن عدّي، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: لو كان السعي لسعيت حتى يسقط ردائي، قال: ولكنها: «فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ» قال: هكذا كان يقرؤها.


فضل وثواب صلاه الجماعه وصلاه الجمعه؟


إن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على صلاة الجماعة في المسجد حيث قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، لأن المصلي إذا ما توضأ فأحس الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلى عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة). ويقول الرسول- صلى الله عليه وسلم( من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ومن شهد العشاء والفجر كان له قيام ليلة). كل هذه الفضائل والثواب لا يحصل عليه من صلى في بيته أو في عمله بدون ضرورة، لذلك نجد الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد اهتم بأمة الإسلام ووجههم إلى هذا الخير العظيم وحثهم على ألا يتركوه ما لم يكن هناك ضرر يعود على المسلم، فجار المسجد كيف يضيع على نفسه هذا الثواب، فحثه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أن صلاته في بيته لا تعدل صلاته في المسجد ولا تساويها، وهاهو رجل أعمى ذهب إلى رسول الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلب منه أن يرخص له في الصلاة في بيته لمشقة انتقاله من البيت إلى المسجد، فوضح له الرسول – صلى الله عليه وسلم- الثواب الذي يحصل عليه من صلاة الجماعة في المسجد وفي المشقة التي تحصل له في تنقله فقال- صلى الله عليه وسلم-له: ( هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم.قال:فأجب). ولما كانت صلاة الجمعة لها منزلة وفضل حث الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- على أدائها في المسجد بدل صلاة الظهر فيقول- صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه، غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام) فصلاة الجمعة تكفر الذنوب لمن لم يكن مصرا على ارتكابها. فكيف يهملها المسلم؟. إن من يهمل الجمعة والجماعة بدون عذر ولا مرض غير أمين على نفسه، يعرض نفسه للهلاك والشقاء والعذاب في الدنيا والآخرة حيث يكون أمامه ما به تغفر سيئاته فيهملها ويتركها ولا يأبه بها، وفي ذلك يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم: ( من ترك ثلاث جمع تهاوناً طبع الله على قلبه) ويقول رب العالمين في صلاة الجمعة: ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) مما يدل على أنها فرض عين على كل مسلم حر عاقل بالغ مقيم قادر على السعي إليها خال من الأعذار المبيحة للتخلف عنها، فصلاة الفرد في بيته أو مكان عمله لا تكون إلا إذا كانت هناك ضرورة تدعو إلى ذلك فإذا كانت هناك ضرورة فلا مانع. وكذلك صلاة الجماعة في غير المسجد لا مانع من ذلك إذا كان المسجد بعيداً أو يشق على الجماعة الذهاب إليه أو للمحافظة على العمل أو الخوف من الطريق أو ضياع الوقت، أما إذا لم يكن هناك ما يدعو إلى ذلك فالأفضل الصلاة في المسجد.


شروط وجوب صلاه الجمعه ؟

تنقسم شروط صلاة الجمعة إلى ثلاثة أنواع:‏
1- شرط وجوب فقط ‏
2- شرط صحة فقط.
3- شرط وجوب وصحة معاً.‏
*- شروط وجوب صلاة الجمعة تسعة:
1- الإسلام
2- العقل
3- الذكورية
4- البلوغ
5- الحرية
6- الاستيطان
7- أن لا يكون بيته وبين الجمعة أكثر من فرسخ إذا كان خارج البلد
8- عدم العذر
9- أن لا يكون مسافراً سفر قصر.

**- شروط صحة صلاة الجمعة أربعة:
1- الوقت (من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى آخر وقت الظهر
2- أن تكون بقرية ولو من قصب يستوطنها أربعون رجلاً من أهل وجوبها استيطان إقامة، لا يرحلون عنها صيفاً ولا شتاءً
3- حضور أربعين رجلا بالإمام ممن تجب عليهم الجمعة، صلاتها وخطبتها
4- تقديم خطبتين عليها.



*** شرط وجوب وصحة معاً.


أما الأول وهو: شرط الوجوب والصحة معاً، فالمتفق عليه منه هو دخول الوقت فلا تجب ‏الجمعة ولا تصح إذا فعلت في غير وقتها.‏
ووقتها عند الجمهور هو وقت صلاة الظهر، وخالف الحنابلة في مبدئه فقالوا: إنه يبدأ من ‏بعد طلوع الشمس، والأفضل عندهم أداؤها بعد الزوال.‏
وأما المختلف فيه فشيئان:‏
أ - المكان الذي تقام فيه، فالحنفية يشترطون للوجوب والصحة معاً المصر والمراد ‏بالمصر عندهم البلدة التي فيها سلطان أو نائبه لإقامة الحدود وتنفيذ الأحكام.‏
ويلحق بالمصر عندهم ضواحيه وأفنيته والقرى المنتشرة حوله.‏
ولم يشترط الفقهاء الآخرون هذا الشرط بهذه الهيئة، فالشافعية يكتفون باشتراط إقامتها في ‏خطة أبنية، سواء كانت من بلدة أو قرية. والمالكية ينحون منحاً قريباً من هذا، فيشترطون ‏أن تقام في مكان صالح للاستيطان، فتصح إقامتها عندهم في المكان الذي فيه الأبنية ‏والأخصاص ( أي البيوت المبنية من الخشب أو سعف النخيل) لاتخاذها عادة للاستيطان ‏فيها مدة طويلة، وصلاحيتها لذلك ولا تصح في المكان الذي كل مبانيه خيم لعدم اتخاذها ‏للاستيطان عادة وعدم صلاحيتها لذلك.‏
وأما الحنابلة فلا يشترطون شيئاً من هذا، فتصح عندهم في الصحاري وبين مضارب الخيام
والراجح في هذه المسألة هو أن الجمعة تصح في كل مكان حصل فيه اجتماع الناس- ‏واسمها مشتق من ذلك- ولا يشترط المصر بل تصح في المدن والقرى وقد بوب البخاري ‏بما يقتضي ذلك فقال: ( باب الجمعة في القرى والمدن) وذكر حديث ابن عباس أنه قال ‏إن أول جمعة جمعت بعد جمعة جمعت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد ‏القيس بجواثى من البحرين). وجواثي أولها جيم بعده واو ممدودة ثم ثاء مثلثة قرية من ‏قرى البحرين قال الحافظ في الفتح ووجه الدلالة منه أن الظاهر أن عبد القيس لم يجمعوا ‏إلا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لما عرف من عادة الصحابة من عدم الاستبداد بالأمور ‏الشرعية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه لو كان ذلك لا يجوز لنزل فيه ‏القرآن…." وعن أبي هريرة أنهم كتبوا إلى عمر رضي الله عنهما يسألونه عن الجمعة ‏فكتب إليهم جمعوا حيث كنتم" أخرجه بن أبي شيبة وصححه ابن خزيمة كما قال الحافظ ‏وهذا يشمل المدن والقرى.‏
وروى البيهقي في سننه عن الوليد ابن مسلم قال سألت الليث ابن سعيد كل مدينة أو ‏قرية بها جماعة وعليه أمير أمروا بالجمعة فليجمع بهم فإن أهل الإسكندرية ومدائن مصر ‏ومدائن سواحلها كانوا يجمعون الجمعة على عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ‏رضي الله عنهما بأمرهما وفيها رجالٌ من الصحابة.‏
ثم قال البيهقي بعد أن نقل جملة من الآثار عن الصحابة فمن بعدهم في هذا المعنى قال: ‏‏"والأشبه بأقاويل السلف وأفعالهم إقامة الجمعة في القرى التي أهلها أهل قرار وليسوا بأهل ‏عمود ينقلون…)‏
بل أن بعض أهل العلم صححها من أهل البادية مستدلين بما روى عبد الرزاق بإسناد ‏صحيح -كما قال الحافظ - عن ابن عمر أنه كان يرى أهل المياه بين مكة والمدينة ‏يجمعون فلا يعيب عليهم"‏
ب - إذن السلطان في إقامتها، وهذا الشرط عند الحنفية فقط، ولم يشترطه غيرهم غير ‏أن المالكية يرون أنه يندب استئذانه أولاً فإن منع وأمن شره لم يلتفت إلى منعه وأقيمت ‏وجوباً. ولا دليل من الكتاب أو السنة على اعتبار هذا الشرط.‏
النوع الثاني من شروط الجمعة وهو: شرط الوجوب فقط، ويتلخص في خمسة أمور:‏
‏1- الإقامة في المكان الذي تقام فيه الجمعة سواء كانت الإقامة دائمة أو مؤقتة تقطع ‏حكم السفر.‏
‏2- الذكورة، فلا تجب على النساء
‏3- الحرية، فلا تجب على العبد لانشغاله بخدمة سيده.‏
‏4- صحة البدن وخلوه مما يشق معه -عادة- الخروج لشهود الجمعة في ‏المسجد، كمرض وألم شديدين، ودليل ما تقدم ما أخرجه أبو داود عن ‏طارق ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة حق واجب ‏على كل مسلم في جماعة إلا أربعة عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو ‏مريض."‏
وأما سقوطها عن المسافر فلما أخرجه البهقي والدار قطني وغيرهما أن النبي صلى الله عليه ‏وسلم قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلا مريضاً أو مسافراً أو امرأة ‏أو صبياً أو مملوكاً". وللحديث شواهد كثر.‏
وألحقوا بالمريض ممرضه الذي يقوم بأمره، ولا يجد من ينوب عنه ممن لا تجب عليه.‏
‏5- السلامة من العاهات المقعِدة، كالشيخوخة الشديدة والعمى، فإن وجد الأعمى قائداً ‏متبرعاً أو بأجرة معتدلة وجبت عليه عند الجمهور.‏
‏ هذا بالإضافة إلى العقل والبلوغ والإسلام، كما هي مشترطة في باقي العبادات.‏
النوع الثالث من شروط الجمعة هو شرط الصحة فقط، ويتلخص في أربعة أمور:‏
أ - خطبة متقدمة على الصلاة مما يطلق عليه اسم خطبة مشتملة على حمد وذكر وتذكير.‏
ب - الجماعة، ولا خلاف في أصل هذا الشرط، وإنما الخلاف بين الفقهاء فيما يتحقق ‏به؟ على ثلاثة مذاهب مشهورة:‏
الأول: للشافعية والحنابلة: يجب أن لا يقل المجمعون عن أربعين رجلاً ممن تجب عليهم ‏الجمعة. الثاني: للمالكية: يجب أن لا يقل المجمعون عن اثنى عشر رجلاً ممن تجب عليهم ‏أيضاً.‏
الثالث: للحنفية: أنها تنعقد بالإمام وثلاثة معه.‏
وهنالك أقوال أخرى لبعض أهل العلم مذكورة في المطولات، وقد عد الحافظ ابن حجر ‏خمسة عشرة قولاً وليس لشيء منها مستند تقوم به الحجة على اشتراطه بعينه وإنما ‏المشترط حصول ما يسمى جماعة عرفاً من غير تعيين عدد معين لعدم تعيينه من الشارع ‏فيما ثبت كما نص على ذلك جمع من الأئمة.‏
ج - أن لا تتعدد الجمعة في المكان الواحد لغير حاجة أو ضرورة، وهذا مذهب الجمهور، ‏وهو الراجح لأن الجمعة شرعت لاجتماع الناس عليها حسب الإمكان فلو صلت كل ‏طائفة في مسجدها مع إمكان اجتماعهم في مسجد واحد لم يحصل المقصود منها.‏
د - اشترط الحنفية أن يكون المكان الذي تقام فيه مأذوناً فيه إذناً عاماً، بحيث يكون ‏مفتوحاً للجميع.‏
فهذه هي مجمل شروط الجمعة التي يذكرها الفقهاء، وفي بعضها خلاف. ومنهم من زاد ‏غيرها.‏
والحق أنه لا عبرة به منها إلا ما قام دليل من كتاب أو سنة أو إجماع عليه، وما سوى ‏ذلك فالجمعة فيه مثل غيرها من الصلوات.‏

اداب صلاه الجمعه؟

يوم الجمعة يوم عظيم عند الله_ سبحانه_ وتعالى

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم::

لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من التطهر و يدهن من ذهنه ،او
يمس من طيب بيته ،ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ،ثم ينصت
اذا تكلم الامام ،الا غفر الله له ما بين الجمعة و الجمعة الاخرى

الانسان اجتماعي بطبعه، يحب الجماعة التي توافقه وترعاه، وتسأل عن شؤونه وتسدي إليه النصح والمعروف، ولا بدّ للإنسان في حياته من جماعة يعيش معها، فإذا ما افتقد الجماعة التي تأمره بالخير وتعينه على التقوى، تلفقته الجماعة التي تأمره بالمنكر، وتزين له الشرور والآثام، فينساق معها الى الذنوب والعصيان، ويهوي بسببها الى النار. وقد أخبرنا الله تعالى أن المجرمين يساقون الى النار كل مع جماعته، وأن المؤمنين يحشرون الى الجنة كل مع زمرته، قال تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً.... وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً.... الزمر 71 »»73. وأمر سبحانه بالتزام الجماعة المؤمنة الصادقة فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119) التوبة.

والإسلام بعتباره دين الفطرة فهو دين الجماعة، يأمر بها ويحث على التزامها، ويكره الفرقة والاختلاف، وينعي على الذين يشذون عن الجماعة ويفارقونها بأنهم يشذون الى أهوائهم الذي يسوقهم الى الانحراف والى الضلال المبين.

وقد جاء الإسلام، والعرب نتفرقون لا تجتمع لهم كلمة أحدهم على كلمة فوحدهم بعد فرقة، وجمع شملهم بعد عداوة، وجعلهم إخوة كالجسد الواحد بعد طول تشاحن واقتتال. ومنّ عليهم بذلك فقال سبحانه: وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً آل عمران 103.

ومن مظاهر الجماعة الخيّرة في الإسلام حضّه على إقامة العبادات مع الجماعة، فقد حضّ على صلاة الجماعة، وأكد على ضرورة حضورها، ورغب في عظيم فضلها فعن ابن عمر أن رسول الله قال: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة متفق عليه.

ووعد الذين يلتزمونها ويحافظون عليها بشهادة في الدنيا تنفي عنهم مرض النفاق، وبشهادة في الآخرة تحميهم من دخول النار، فعن أنس أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: من صلى أربعين يوما في جماعة لا تفوته فيها تكبيرة الإحرام كتب الله له براءتين: براءة من النفاق وبراءة من النار رواه الترمذي.

وجعل الفرقة في الصلاة علامة على التهاون بشأنها، وهي بدورها علامة على وجود عمل للشيطان وإستيلاء له على القلوب والأعمال، فعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله يقول: ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية رواه أبو داود.

وأوعد من يتخلف عن صلاة الجماعة بتركه لهدي النبي ، وهدد بوجود علامة للنفاق فيه، فعن ابن مسعود قال من سرّه أن يلقى الله تعالى غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهنّ، فإن الله شرع لنبيّكم سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأينا وما يتخلف عنها إلا معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف رواه مسلم.

وقد حافظ المسلمون على هذه الشعيرة المباركة على مدى الأجيال، وكان لها أكبر الفضل في محافظتهم على ركن الصلاة، وظل نداء الإيمان يصدح على المآذن حتى هذه الأيام وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وقد بلغ من محافظة السلف على حضور الجماعات حدا أشبه بالخيال، فهذا سعيد بن المسيّب يقول: ما أذن مؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد.

وقد كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى، ويعزون سبعا إذا فاتتهم الجماعة.

هذا ولصلاة الجماعة آداب كثيرة إضافة الى آداب المسجد التي ذكرناها، منها ما يختص بالإمام ومنها ما يختص بالمأموم، ومنها ما يلزمهما معا، نذكر منها الآداب التالية:

1 »» المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد، والاستعداد لها بالطهارة والوضوء في البيت، والحضور في أول الوقت، وخاصة إذا كان المسجد قريبا.

عن جابر وأبي هريرة ما أن رسول الله قال: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد رواه الدارقطني.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : صلاة الرجل في جماعة تضعّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج الى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحطت عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث، تقول: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة متفق عليه.

2 »» تجنب التهاون في صلاة الجماعة، والتكاسل عنها، والانشغال بغيرها عند سماع النداء.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذّن لها، ثم آمر رجلا فيؤمّ الناس، ثم أخالف الى رجال فأحرّق عليهم متفق عليه.

3 »» الحرص على صلاة الفجر والعشاء مع الجماعة، لما فيهما من عظيم الأجر وجزيل الثواب، ولما في هذين الوقتين من البركات وتنزّل الرحمات، ولثقلهما على المنافقين لانشغالهم فيها في لهو أو نوم.

عن عثمان بن عفان قال: كان رسول الله يقول: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله رواه مسلم.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا متفق عليه.

4 »» التوقف عن الذكر والصلاة وقراءة القرآن عند سماع الأذان، وإجابة المؤذن فيما يقول.

عن معاوية أن رسول الله قال: من سمع المؤذن فقال مثلما يقول فله مثل أجره. رواه الطبراني.

5 »» الإقبال الى صلاة الجماعة بنؤدة وهدوؤ وسكينة ووقار، وخشوع للقلب، وترك لشواغل الدنيا، وتجنب الإسراع أو الركض في الطريق أو في المسجد للحوق بالجماعة..

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: إذا سمعتم الإقامة فامشوا الى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا رواه الجماعة إلا الترمذي.

6 »» إلقاء السلام على الجماعة المنتظرين للصلاة عند الدخول عليهم، وتفقد الغائبين منهم بعد أداء الصلاة، فمن كان مريضا عادوه، ومن كان مقصرا زاروه، ومن كان محتاجا أعانوه، ومن كان مصابا عزوه، ومن كان متوفى شيعوه.

7 »» السعي للوصول الى الصف الأول وذلك بالتكبير الى المسجد وتجنب تخطي رقاب المصلين للوصول إليه، فإن أحق المصلين بالصف الأول أسبقهم إليه.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا متفق عليه.

8 »» تجنب السير بين الصفوف، والحذر من المرور بين يدي المصلين أثناء صلاتهم.

عن عبدالله بن الحارث الأنصاري قال: قال رسول الله : لو يعلم المارّ بين يدي المصلي ماذا عليه ـ من الإثم ـ لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه متفق عليه. قال الرواي: لا أدري قال أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين سنة.

9 »» التوقف عن أداء صلاة السنة متى أقيمت الصلاة المكتوبة، وتخفيفها إن كان قد تلبّس بها، وقصرها الى ركعتين إن كانت رباعية وذلك للحوق الإمام.

عن أبي هريرة عن النبي قال: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة رواه مسلم.

10 »» يجب متابعة الإمام في حركات الصلاة، وتحرم مسابقته، وتبطل إن سبقه بتكبيرة الإحرام.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: إنما جعل الإمام لؤتمّ به فلا تختلفوا عليه فإذا كبّر فكبّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون متفق عليه.

11 »» إذا كان المقتدي فردا واحدا فإنه يقف عن يمين الإمام متأخرا عنه قليلا، فإن أتى آخر أشار اليه برفق بعد أن ينوي الصلاة ليتأخر، ويصفّان وراء الإمام.

عن جابر قال: قام رسول الله يصلي فجئت فقمت عن يساره فأخذني بيده فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جابر بن صخر فقام عن يسار رسول الله فأخذ بأيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه. رواه مسلم وأبو داود.

12 »» يتم إنشاء الصف خلف الإمام بمحاذاته، ثم يصطفّ المصلون يمينا ويسارا بالتساوي حتى يستكمل الصف، ولا يبدأ بتشكيل صف جديد حتى ينتهي الذي قبله وينبغي تسوية الصفوف لتكون على استقامة واحدة كما ينبغي رصّ الصفوف للتوجه الى الله تعالى بقلب واحد، وبذلك نحصل بركة الجماعة، إذ تتوحد القلوب في مقصدها فيغذي القوي منها الضعيف، وتفاض رحمة الله على الجميع.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: وسّطوا الإمام، وسدوّا الخلل رواه أبو داود.

وعن جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله فقال: ألا تصفوّن كما تصفّ الملائكة عند ربها. فقلنا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمّون الصف الأول، ويتراصّون في الصف رواه مسلم.

وعن أنس قال: قال رسول الله : سوّوا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة متفق عليه.

وعن ابن عمر ما قال: قال رسول الله : أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله رواه أبو داود.

13 »» ينبغي عدم التأخر عن أول الصلاة وتكبيرة الإحرام، وعدم التباطؤ عن الصفوف الأولى.

عن أبي سعيد أن رسول الله رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم: تقدّموا فأتمّوا بي، وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله رواه مسلم.

14 »» ينبغي أن يقف خلف الإمام مباشرة أكبر المصلين قدر وسنا، وأحسنهم خلقا وإيمانا، وأكثرهم تقوى وصلاحا، وأحفظهم للقرآن الكريم، وأعلمهم بأحكام الدين، وينبغي تقديمهم إذا كانوا في الصفوف المتأخرة، وإيثارهم بالصف الأول.

عن ابن مسعود قال: كان رسول الله يمسح مناكبنا في الصلاة يسوّيها ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولوا الأحلام والنهي ثم الذين يلونهم رواه مسلم.

15 »» يمبغي أن يخفف الإمام الصلاة مع إتمامها، ولا يطيل زيادة على المألوف رفقا بالضعفاء والمرضى والصنّاع والمسنين وأصحاب الحاجات والأعذار، وليطل إذا صلى وحده أو بمن يرضون الإطالة.

عن أبي هريرة أن النبي قال: إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، فإذا صلى لنفسه فليطوّل ما شاء رواه الجماعة.

وعن أنس قال ما صليت خلف إمام قط أخف صلاة، ولا أتمّ من النبي . متفق عليه.

16 »» تجنب الاستعجال في الخروج من المسجد بعد إنقضاء الجماعة، لئلا يؤدي الى مزاحمة المصلين ومدافعتهم، والحذر من إفساد ثواب الجماعة بإيذاء أحد منهم باليد أو باللسان، ويفضل إطالة الجلوس في المسجد لقراءة الأذكار المأثورة دبر كل صلاة.

17 »» يمكن للمرأة أن تشهد الجماعة وتصلي في المسجد إذا خرجت بإذن وليّها غير متبرّجة ولا متزينة ولا متعطّرة وصلاتها في بيتها أفضل.

عن أبي هريرة أن النبي قال: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات أي غير متطيبات. رواه أحمد وأبو داود.
 
قديم 14/9/2008, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
ahmed aliraqi
مهندس تركيبات

الصورة الرمزية ahmed aliraqi

الملف الشخصي
رقم العضوية : 36960
تاريخ التسجيل : Nov 2006
العمـر : 43
الجنـس :
الدولـة : العراق_بغداد _المنصور
المشاركات : 7,126 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 52
قوة الترشيـح : ahmed aliraqi يستاهل التقييم

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ahmed aliraqi غير متصل

افتراضي رد: ســـــــــؤال اليوم الرابع عشر

ـ أذكر حكم صلاة الجمعه؟
الجواب:صلاة الجمعة
‎‎ تجب صلاة الجمعة على كل ذكر مسلم مكلف حر لا عذر له، ولا تجب على امرأة ولا عبد ولا مسافر
ـ أذكر ثوابها وفضلها؟
الجواب:


الرسول صلى الله عليه وسلم حث على صلاة الجماعة في المسجد حيث قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، لأن المصلي إذا ما توضأ فأحس الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلى عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة). ويقول الرسول- صلى الله عليه وسلم( من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ومن شهد العشاء والفجر كان له قيام ليلة). كل هذه الفضائل والثواب لا يحصل عليه من صلى في بيته أو في عمله بدون ضرورة، لذلك نجد الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد اهتم بأمة الإسلام ووجههم إلى هذا الخير العظيم وحثهم على ألا يتركوه ما لم يكن هناك ضرر يعود على المسلم، فجار المسجد كيف يضيع على نفسه هذا الثواب، فحثه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أن صلاته في بيته لا تعدل صلاته في المسجد ولا تساويها، وهاهو رجل أعمى ذهب إلى رسول الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلب منه أن يرخص له في الصلاة في بيته لمشقة انتقاله من البيت إلى المسجد، فوضح له الرسول – صلى الله عليه وسلم- الثواب الذي يحصل عليه من صلاة الجماعة في المسجد وفي المشقة التي تحصل له في تنقله فقال- صلى الله عليه وسلم-له: ( هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم.قال:فأجب). ولما كانت صلاة الجمعة لها منزلة وفضل حث الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- على أدائها في المسجد بدل صلاة الظهر فيقول- صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه، غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام) فصلاة الجمعة تكفر الذنوب لمن لم يكن مصرا على ارتكابها. فكيف يهملها المسلم؟. إن من يهمل الجمعة والجماعة بدون عذر ولا مرض غير أمين على نفسه، يعرض نفسه للهلاك والشقاء والعذاب في الدنيا والآخرة حيث يكون أمامه ما به تغفر سيئاته فيهملها ويتركها ولا يأبه بها، وفي ذلك يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم: ( من ترك ثلاث جمع تهاوناً طبع الله على قلبه) ويقول رب العالمين في صلاة الجمعة: ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) مما يدل على أنها فرض عين على كل مسلم حر عاقل بالغ مقيم قادر على السعي إليها خال من الأعذار المبيحة للتخلف عنها، فصلاة الفرد في بيته أو مكان عمله لا تكون إلا إذا كانت هناك ضرورة تدعو إلى ذلك فإذا كانت هناك ضرورة فلا مانع. وكذلك صلاة الجماعة في غير المسجد لا مانع من ذلك إذا كان المسجد بعيداً أو يشق على الجماعة الذهاب إليه أو للمحافظة على العمل أو الخوف من الطريق أو ضياع الوقت، أما إذا لم يكن هناك ما يدعو إلى ذلك فالأفضل الصلاة في المسجد.




‎‎ عن سلمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدّهن من دهنه، أو يمسّ من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى ) رواه البخاري.‏
‎‎ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرّب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرّب بيضة، فإذا خرج الإمام، حضرت الملائكة يستمعون الذكر ) متفق عليه.‏
‎‎ وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى، فقد لغا ) رواه مسلم.‏
‎‎ وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم . ‏
‎‎ وعنه وعن ابن عمر، رضي الله عنهم، أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات ، أو ليختمنّ الله على قلوبهم ، ثم ليكوننّ من الغافلين ) رواه مسلم
شروط صحتها: شروط صحة الجمعة: ‏
‎ 1- ‎ دخول الوقت. ‏
2- تقدم خطبتين.‏
‏ 3- أن تكون بقرية . فلا يلزم البدو الرحل أهل الخيام.‏
‏ 4- حضور العدد المعتبر وهو ما تنعقد به الجماعة، وذهب الجمهور إلى اشتراط عدد معين، قيل أربعون ،وقيل ثلاثون في قول أخر، أو اثنا عشر في قول ثالث

ما هى شروط وجوبها؟:
الجواب:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن صلاة الجمعة ركعتان لا مزيد عليهما، وهذا محل إجماع بين أهل العلم.
والجمعة واجبة على كل مسلم حر عاقل بالغ مقيم غير معذور، وذلك لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله [الجمعة:9]
ومن هذا الأمر يعلم السائل الكريم لماذا فرضت عليه صلاة الجمعة.. إذا توفرت فيه الشروط المقتضية لذلك.
أما بالنسبة للنافلة قبل وبعد صلاة الجمعة
آدابها : آداب الجمعة


يوم الجمعة يوم عظيم عند الله تعالى، أفرد في القرآن الكريم سورة سميت "سورة الجمعة" بنيت أحكام صلاة الجمعة كأهم ما في هذا اليوم المبارك، وتوالت الأحاديث النبوية الشريفة تشرح قدر الجمعة، ووظائف المسلم فيه.

قال النبي : سيد الأيام عند الله يوم الجمعة، أعظم من يوم النحر والفطر، وفيه خمسة خصال: فيه خلق آدم، وفيه أهبط من الجنة الى الأرض، وفيه توفي، وفيه ساعة لا يسأل العبد الله شيئا إلا أعطاه، ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرضولا ريح ولا جبل ولا حجر إلا وهو مشفق من يوم الجمعة. رواه البخاري.

وقد خصّ الله المسلمين بهذا اليوم وجعله عيدهم الأسبوعي، وفرض فيه صلاة الجمعة، وخطبتها وأمر المسلمين بالسعي إليها جمعا لقلوبهم، وتوحيدا لكلمتهم، وتعليما لحاهلهم، وتنبيها لغافلهم، وردا لشاردهم، بعد أسبوع كامل من العمل والإكتساب، كما حرّم فيه الاشتغال بأمور الدنيا، وبكل صارف عن التوجه إلى صلاة الجمعة عند الدعوة إليها.

فإذا سلمت الجمعة كانت كفارة لما سبقها خلال أيام الأسبوع، قال : الصلوات الخمس، والجمعة الى الجمعة، ورمضان الى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. رواه مسلم عن أبي هريرة.

وقد ورد الوعيد الشديد على ترك الجمعة، قال عليه الصلاة والسلام من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر طبع الله على قلبه رواه أحمد وأصحاب السنن، وفي رواية فقد نبذ الإسلام وراء ظهره رواه البيهقي في الشعب عن ابن عباس. وقال: لينتهن أقواما عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين رواه مسلم عن ابن عمر وأبي هريرة.

وقد أتى على بعض الناس زمن، غفلوا عن واجباتهم الإسلامية، ومنها حقوق يوم الجمعة، فحسبوه يوم الراحة الاسبوعية، ويوم العطلة بعد العمل ينطلقون فيه الى الملاعب والمنتزهات، وبأيديهم أدوات اللهو واللغو واللعب والغفلات، وصنوف الأطعمة والأشربة والملذات، في يوم قال فيه النبي أتاني جبريل عليه السلام في كفه مرآة بيضاء وقال: هذه الجمعة يفرضها عليك ربك لتكون لك عيدا، ولأمتك من بعدك. قلت: فما لنا فيها؟ قال: لكم فيها خير ساعة من دعا فيها بخير قسم له، أعطاه الله سبحانه إياه، أو ليس له قسم ذخر له ما هو أعظم منه، أو تعوذ من شر مكتوب عليه إلا أعاذه الله عز وجل من أعظم منه، وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد، قلت: ولم؟ قال: إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من المسك الأبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل الله تعالى من عليين على كرسيه فيتجلى لهم حتى ينظروا الى وجهه الكريم. رواه الشافعي في المسند، الطبراني في الأوسط، وابن مردويه في تفسيره، عن أنس.

ولقد أخبرنا سبحانه أنه حرم العمل على اليهود يوم السبت، وأمرهم بالتفرغ لعبادته، فعملوا الحيل، استهزاء بأمر الله تعالى واعتداء على حدوده، فغضب عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير.

قال تعالى: واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) الأعراف.

وقال : إن اهل الكتاب أعطوا يوم الجمعة فاختلفوا فيه فصرفوا عنه، وهدانا الله إليه وأخره لهذه الأمة وجعله عيدا لهم فهم أولى الناس به سبقا، وأهل الكتابين لهم تبع. متفق عليه عن أبي هريرة.

وقد جاء رجل الى ابن عباس يسأله عن رجل مات لم يكن يشهد جمعة ولا جماعة، فقال: في النار. فلم يزل يتردد إليه شهرا يسأله عن ذلك وهو يقول في النار.

وهذه باقة من الآداب الإسلامية والتي هي بعض من حقوق هذا اليوم الكريم:

1 »» الاستعداد للجمعة من يوم الخميس، بغسل ثيابه وإعداد طيبه، وتفريغ قلبه من الوساغل الدنيوية، والاشتغال بالتوبة والاستغفار، والذكر والتسبيح من عشية يوم الخميس، والعزم على التكبير الى المسجد، ويستحسن قيام ما تيسر من ليلة الجمعة بالصلاة وقراءة القرآن.

قال بعض السلف: أوفى الناس نصيبا من الجمعة من انتظرها ورعاها من الأمس.

2 »» الابتداء بالغتسال بعد صلاة فجر يوم الجمعة مع الجماعة، ويمتد وقت الغسل حتى النداء.

عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم متفق عليه. المراد بالمحتلم: البالغ.

وعن سمرة قال: قال رسول الله : من توضأ يوم الجمعة، فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل رواه أبو داود والترمذي.

وعن أوس بن أوس قال: قال رسول الله من غسل واغتسل، وبكر وابتكر، ودنا من الإمام واستمع، كان ذلك له كفارة لما بين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام رواه الحاكم.

وعن ابن عمر ما أن رسول الله قال: إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل متفق عليه.

3 »» النظافة العامة بحلق الشعر وقص الأظافر والسواك، والتطيب ولبس أحسن الثياب.

عن سلمان قال: قال رسول الله : لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما إستطاع من طهر، ويدّهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين إثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى رواه البخاري.

4 »» التبكير الى الصلاة، ساعيا إليها بالسكينة والوقار، والتواضع والخشوع، ناويا إجابة أمر الله سبحانه والمسارعة الى مغفرته ورضوانه، وليغتنم ثواب الصف الأول، ولا يكونن مع دينه أقل همة من أصحاب الدنيا إذ يبكرون الى أسواقهم.

قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله، وذروا البيع، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون الجمعة 9.

وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يحضرون الذكر. متفق عليه.

5 »» الدخول إلى المسجد مراعيا آدابه، مجتنبا تخطي رقاب الناس، أو المرور بين أيديهم، إلا أن يرى فرجة فيأوي إليها، ويجلس حيث ينتهي الصف، ولا يفرق بين إثنين ليجلس بينهما، ويتقرب الى الخطيب ما أمكنه ليستمع إليه.

عن عبدالله بن بسر أن رسول الله بينما هو يخطب يوم الجمعة إذا رأى رجلا يتخطى رقاب الناس حتى قدم فجلس، فلما قضى النبي صلاته قال له: ما منعك أن تصلي معنا؟ فال: أولم ترني؟ قال: رأيتك آنيت وآذيت. رواه أبو داود والنسائي.

6 »» الاستماع والإنصات للخطبة، والانتباه واليقظة لما فيها من العلم والحكمة، وتفريغ القلب من الشواغل لما يرد من الموعظة والذكرى، والعزم على العمل بما سمع من أحكام الدين الحنيف. ولا يتكلم حتى مع من يريد أن ينبهه الى وجوب الإنصات وإنما يشير له ليكف عن كلامه، ولا يجيب مسلما، ولا يشمّت عاطسا..

قال تعالى: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) الجمعة.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : من قال لصاحبه والإمام يخطب أنصت فقد لغا، ومن لغا لا جمعة له رواه الترمذي والنسائي.

7 »» تجنب العبث باليدين أو بالسجاد أو بالسبحة أثناء الخطبة فهو من اللغو، وتجنب التغافل عن الخطبة والانشغال بغيرها أو النوم خلالها فإنه يذهب ثوابها.

8 »» يكره الاحتباء إثناء الخطبة لأنه يجلب النوم ويفوت استماع الخطبة ومدعاة لانتقاض الوضوء.

عن معاذ لن أنس الجهني أن النبي نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب. رواه أبو داود والترمذي.

9 »» صلاة أربع ركعات قبل الصلاة وأربع ركعات بعدها.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : إذا صلى أحدكم الجمعة، فليصلّ بعدها أربعا رواه مسلم.

10 »» الإكثار يوم الجمعة من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .

عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله : إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي رواه أبو داود.

11 »» حضور مجالس العلم في الغداة أو بعد العصر، ويجمع بحضوره مجلس العلم بكرة بين خيرين، وفضيلتين هما التبكير والتفقه في الدين، قال أنس : في تفسير قوله تعالى: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله، إما إنه ليس بطلب دنيا، لكن عيادة مريض، وشهود جنازة، وتعلم علم، وزيارة أخ في الله.

12 »» الإكثار من قراءة القرآن وخصوصا سورة الكهف، وقد تقدم فضيلة قراءتها يوم الجمعة.

13 »» الإكثار من ذكر الله تعالى، وعموم العبادات الأخرى كالصلوات والصدقات والدعوة الى الله، وجعل يوم الجمعة عملا يدخره في رصيده لحساب يوم الحساب.

قال تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) الجمعة.

وعن أنس عن النبي قال: إن لربكم في أيا دهرت نفحات، ألا فتعرضوا لها رواه الحكيم والطبراني.

14 »» ترقب الساعة المباركة التي أشار إليها النبي بأنها لا ترد فيها دعوة، وذلك بالإنشغال يوم الجمعة بأصناف القربات، والتزود من التقوى والنوافل والأذكار والدعوات.. قال بعض العلماء: هذه الساعة مبهمة مثل ليلة القدر، في ساعات يوم الجمعة، تتوفر الدواعي لمراقبتها.

عن عمرو بن عوف المزني عن النبي قال: إن في الجمعة ساعة لا يسأل اله العبد فيها شيئا إلا أتاه الله إياه. قالوا: يا رسول الله أي ساعة هي؟ قال: هي حيت تقام الصلاة الى الانصراف منها رواه الترمذي وابن ماجه.

وعن أبي هريرة أن رسول الله ذكر يوم الجمعة فقال: فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها متفق عليه.

15 »» يكره السفر يوم الجمعة إن استطاع تأجيله إلا لمضطر، حتى تقضي صلاة الجمعة.

عن ابن عمر أن رسول الله قال: من سافر يوم الجمعة دعا عليه ملكاه رواه الدارقطني.

16 »» يكره إفراض يوم الجمعة بصوم الفضل.

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده متفق عليه.




ملخص عن صلاة الجمعة ارجو ان يستفيد منها الجميع صلاة الجمعة

شرعية صلاة الجمعة

وجوب صلاة الجمعة بما تنعقد بها صلاة الجماعة ولا يشترط وجود الأربعين مصلياً

وجوب إقامة صلاة الجمعة بأي عدد كان

حكم من ترك الجمعة بصورة مستمرة

جواز صلاة المرأة أو المرض أو المسافر أو العيد ظهر يوم الجمعة فور دخول وقت الظهر وقبل خطبة الجمعة

حرمة التأخر عن الحضور إلى المسجد حتى يشرع الخطيب في خطبة الجمعة

وجوب حضور صلاة الجمعة على عمال المخابز والمطاعم وغيرهم

حكم الحمد لله والصلاة على رسول الله في خطبتي الجمعة

مقدار جلوس الخطيب بين الخطبتين

جواز الخطبة بلغة غير اللغة العربية

من لغى في خطبة الجمعة لا يعيدها ظهراً

آراء العلماء في جواز التأمين على دعاء الخطيب يوم الجمعة والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أثناء خطبتي الجمعة

آراء العلماء في صلاة من فاتته خطبة الجمعة

حرمة مقاطعة خطيب الجمعة بكلام أثناء الخطبة

انتقاض وضوء الخطيب أثناء الخطبة

حكم صلاة الجمعة خلف المذياع

حكم التأمين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة

حرمة الكلام أثناء خطبتي الجمعة حتى لو كان إرشاداً للخطيب

جواز نزول خطيب الجمعة من على المنبر لسجود التلاوة

كراهة ذكر ما يضحك في خطبة الجمعة

مشروعية صلاة تحية المسجد حال الخطبة الجمعة

عدم مشروعية التسبيح أو التهليل قبيل صلاة الجمعة الصورة المذكورة في السؤال

دخول خطبة الاستسقاء في خطبة الجمعة

حكم الاحتباء أثناء خطبة الجمعة

جواز جمعتين في قريتين متقاربتين والافضل الجمع في جمعة واحدة

السنة أن يؤم المصلين في يوم الجمعة هو خطيب الجمعة

جمعة القضاء وحكمها



--------------------------------------------------------------------------------

شرعية صلاة الجمعة

س: متى شرعت صلاة الجمعة ؟

جـ: شرعت في أول الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة.

س: أين أول جمعة صليت في الإسلام ؟

جـ: في وادي "وابوري" ما بين المدينة المنورة وقباء.

س : يقال إن لصلاة الجمعة شروطاً لا تصح إلا بتوافرها ومنها أن يكون عدد المصلين خمسة وعشرين مصلياً وقيل أربعون مصلياً فهل هذا الشرط مشروع أم لا مع الدليل ؟

ج : ذهب الجمهور إلى أن خمشة وعشرين رجلاً يصح منهم أداء صلاة الجمعة بل واجب عليهم أن يؤدوها لأنها واجبة على كل مسلم مهما كان الإنسان بالغاً غير مسافر صحيحاً مقيماً ووجد من يصلي معه صلاة الجمعة سواء كان العدد الذين سيصلون معه ثلاثة أشخاص من الرجال المكلفين المقيمين غير المسافرين وذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى اشتراط أن يكون عدد المصلين أربعين شخصاً مكلفين واحتج الجمهور من العلماء القائلين بأنها واجبة على المصلين وإن لم يكن عددهم أربعين رجلاً واحتج الشافعي بحديث الرسول على أن الجمعة لا تجب إلا بأربعين رجلاً وقد قالت الشافعية إن هذا الحديث مخصص للأدلة العامة الدالة على وجوب الصلاة المذكورة فيعمل بالخاص فيما تناوله والعام في الباقي وقد أجاب الجمهور أن المخصص الذي خصصت به الشافعية ليس صحيحاً من ناحية السند ولا يصح أن يكون مخصصاً للأحاديث الصحيحة والآيات القرآنية .



وجوب صلاة الجمعة بما تنعقد بها صلاة الجماعة ولا يشترط وجود الأربعين مصلياً

س: توجد قريتان متجاورتان وعدد سكان كل قريه على حده حوالي خمسة عشر رجلاًً وقالوا بأن صلاة الجمعه غير واجبه عليهم لأن عدد المصلين لا يبلغون أربعين فهل يشرط في قبول صلاة الجمعه وصحتها أن يكون عدد المصلين أربعين رجلاً وما هو الدليل؟

جـ: إن الإمام الشافعي إشترط في صحة قبول الصلاه أن يكون العدد أربعين رجلاً فإذا كانوا تسعه وثلاثين فإن صلاة الجمعه غير واجبه شرعاً وقال الجمهور من العلماء لا يشترط أن يكونوا أربعين رجلاً فإنها تجب عليهم حتى ولو كانوا أقل من ذلك ثم اختلفوا في العدد الذي يجب عليهم صلاة الجمعه فقيل إن العدد الذي يجب عليهم صلاة الجمعه عند أستكماله أثنى عشر رجلاً وقيل يكون عددهم ثلاثه مع مقيمها وقيل يكون العدد أثنين ومقيمها هو الثالث أي أن الخطيب الذي سيخطب بهم خطبة الجمعه ويصلي بهم صلاة الجمعه يكون هو الثالث ويكون عدد المستمعين والمؤتمين اثنين فقط وهناك أقوال أخرى. وكلها لا دليل لها والظاهر أن الجمعه واجبة على كل رجل مكف غير المسافر أو المريض مهما وجد بجانبه من يصلي معه ممن تجب عليهم الصلاة أو تتشكل منهم جماعه مطلقاً سواء كانوا عشره أو عشرين أو خمسه أو أي عدد ولا دليل بشرط وجود الاربعين غير حديث نص العلماء أنه حديث ضعيف غير صالح للإحتجاج به والعجب ممن يترك صلاة الجمعه الذي نص القرآن على وجوبها في سورة سميت بسورة الجمعه بعدم وجود الأربعين من الرجال مع أن هذا الحديث ضعيف عند الحفاظ ولا سيما أن بعض القرى لا يتجاوز عددهم مئة وسيكون النصف من المائة من النساء الآتي لا تجب عليهن صلاة الجمعه ولم يبق من الرجال سوى الخمسين نفساً والذي سيكون الربع منه من الصبيان وممن لم يبلغوا سن التكليف من العام والعامين والعشرة أعوام والاثنى عشر عاماً ومن المرضى والمسافرين وممن لا تجب عليهم صلاة الجمعه فهل يبق غير ثمانيه وثلاثين من الرجال المكلفين الأحرار المقيمين الصحيحين وسيكون هؤلاء الثمانيه والثلاثين معفيين من هذا الواجب القطعي المنصوص على وجوبه في القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

وهكذا نقول فيمن أشترط على أن يكون المكان مسجداً والأصل هو الجواز وعدم الاشتراط ومن أشترط المسجد فعليه الدليل الصحيح الصريح الخال من المعارضه. ومن الممكن أن نحتج على جواز الصلاه في غير المسجد وعدم اشتراط المسجد في يوم الجمعه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صلى في وادي (وابورا) ما بين قبا والمدينة)(242) وعن وصوله إلى المدينه مهاجراً فقد جاء في كتب السنه المحمديه وكتب السيره النبويه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم من مكه إلى المدينه إلى (قبى) وتلقاه (سعد بن خثيمه) من أهل (قبى) أياماً ثم خرج متوجهاً إلى المدينه وأدركته صلاة الجمعه وهو في طريقه إلى المدينه من قبى فصلى بهم صلاة الجمعه وهو في هذا الوادي الذي عمر فيه أخيراً المسجد الصغير الذي سمي بمسجد الجمعه وهي أول جمعه في الإسلام وخطب فيها الخطبتين وقيل بأنها أول جمعه في الإسلام وهذا تبرع منا بالإحتجاج وإلا فالقيام مقام المنع كافٍ في الإحتجاج ومن ادعى أي شئ من الأشياء التي أشترطها العلماء في هذه الصلاه فعليه البرهان وهكذا لا وجه للأشتراط للعلماء في هذه الصلاة أن تكون في مسجد جامع أو أن يكون المصلون في مدينة فيها سوق وحمام كما قاله أبو حنيفة رحمه الله وهكذا لا وجه لإشتراط إمام كما قال الحنفيه ولا لإشتراط أن يكون الإمام إماماً عادلاً كما قال الزيديه ولا اشتراط الإمام المعصوم كما قالته الإماميه لأن جميع هذه الدعاوى لم ترد بدليل صحيح صريح خال عن المعارضه وأخيراً لا وجه لأشتراط الميل بحيث أن الصلاة لا تصح الاّ في مسجد واحد مهما كانت المدينه أو القريه لا تزد مساحتها عن الميل الواحد. وبأن المصلين إذا صلوا في مسجدين ليس بين المسجدين مسافه الميل الواحد فإن الصلاة الصحيحه هي الصلاة الأولى وأما الصلاه الأخيره فهي باطله وإذا كانا في وقت واحد فصلاتان باطلتان معاً كما قاله الهادويه والشافعيه رحمهما الله. فلا دليل عليه لا من الكتاب ولا من السنه ولا من إجماع المجتهدين ولا من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعم إذا كانت الصلاه في جماعه كثيره فهي أفضل وأحسن كما تدل عليه الأحاديث الصريحه الصحيحه التي تدل على فضل الجماعه الكبيره على الصغيره. لكن اشتراط وجوب صلاة الجمعه متوقف على توفر الاربعين رجل ممن تجب عليه صلاة الجمعه بحيث أنه إذا لم يكمل النصاب. فإن الوجوب ساقط على الجميع فلا دليل عليه. وكذلك إذا كانت الصلاه في مسجد فهي أفضل من أن تكون في الصحراء أو في الميدان. لكن اشتراط المسجد في وجوب هذه الصلاه بحيث إذا كان الناس كثر بحيث لا يتسع لهم المسجد مثل أن يكونوا في مجمع من المجامع التي يجتمع فيها القبائل أو في قريه من القرى التي لا يتسع مسجد ها لهذا الجمع الحاشد أو في صحراء أو في واد وحانت فيه وقت صلاه الجمعه فمن الخير لهم أن يصلوا صلاة الجمعه في الوادي الذي هم فيه أو في خارج مسجد القريه الصغير خير من تركها ومن قال لهم بأن صلاة الجمعه غير واجبه عليهم لعدم وجود مسجد كبير يسعهم أو لعدم سعة المسجد لهم فيجب عليهم أن لا يعملوا بقوله ونرد عليه بأن الأمر القرآني الصحيح القطعي الصريح بوجوب صلاة الجمعه لم يفرق بأن تكون الصلاه في قرية فيها جامع صغير أو في قرية فيها جامع كبير أو ليس فيها جامع أصلاً كما أنه لا فرق في أن هؤلاء الجماعه مجتمعون في مسجد أو في صحراء أو في ميدان فلا نترك الأمر القطعي لكلام أحد العلماء هذا هو الظاهر.



س: ما هي العلة في عدم وجوب صلاة الجمعة على العبد والمرأة والمسافر والمريض ؟

جـ: العلة في عدم وجوب الجمعة على من ذكرتهم في السؤال هو النص الوارد عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو أي النص مخصص بالأدلة الدالة على وجوب صلاة الجمعة عل كل الناس مسافرين أو مقيمين رجال أو نساء أصحاء أو مرضى فهذا النص مخصص لهؤلاء من غيرهم وهذا الحديث قد أخرج المذكورين من العموم على أنه لا مانع لهؤلاء من الصلاة فمن صلى من هؤلاء الأربعة فقد صحت صلاته وأجزأته وكتب الله أجره ولكنها ليست واجبة عليهم .



س: هل لصلاة الجمعة أذان واحد أو أذانان وهل الركعتان بعد الأذان مشروع نرجو التوضيح ؟

جـ: أذان الجمعة المشروع من أيام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو الأذان الذي يؤذن به المؤذن والخطيب على المنبر أما الأذان الأول فهو من أيام عثمان رضي الله عنه وأما الركعتان بين الأذانين قال بها بعض العلماء ولم يرد في مشروعيتها حديث صريح صحيح وما ورد في مشروعيتها فالصحيح غير صريح والصريح غير صحيح كما نص على ذلك ابن القيم والألباني .





وجوب إقامة صلاة الجمعة بأي عدد كان

س: يقال إن لصلاة الجمعة شروطاً لا تصح إلا بتوافرها ومنها أن يكون عدد المصلين خمسة وعشرين مصلياً وقيل أربعون مصلياً فهل هذا الشرط مشروع أم لا مع الدليل ؟

جـ: ذهب الجمهور إلى أن خمسة وعشرين رجلاً يصح منهم أداء صلاة الجمعة بل واجب عليهم أن يؤدوها لأنها واجبة على كل مسلم مهما كان الإنسان بالغاً غير مسافر صحيحاً مقيماً ووجد من يصلي معه صلاة الجمعة سواء كان العدد الذي سيصلون معه ثلاثة أشخاص من الرجال المكلفين المقيمين غير المسافرين وذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى اشتراط أن يكون عدد المصلين أربعين شخصاً مكلفين واحتج الجمهور من العلماء القائلين بأنها واجبة على المصلين وإن لم يكن عددهم أربعين رجلاً واحتج الشافعي بحديث الرسول على أن الجمعة لا تجب إلا بأربعين رجلاً وقد قالت الشافعية إن هذا الحديث مخصص للأدلة العاملة الدالة على وجوب الصلاة المذكورة فيعمل بالخاص فيما تناوله والعام في الباقي وقد أجاب الجمهور أن المخصص الذي خصصت به الشافعية ليس صحيحاً من ناحية السند ولا يصح أن يكون مخصصاً للأحاديث الصحيحة والآيات القرآنية والراجح أن صلاة الجمعة تنعقد بأي جماعة حتى ولو كانت من ثلاثة رجال.





حكم من ترك الجمعة بصورة مستمرة

س: ما حكم من ترك الجمعة بصورة مستمرة لكنه يصلي الظهر بدلاً عنها ؟

جـ: هذا آثم يجب عليه أن يصلي الجمعة للأمر بأذانها في الكتاب والسنة.

جواز صلاة المرأة أو المرض أو المسافر أو العيد ظهر يوم الجمعة فور دخول وقت الظهر وقبل خطبة الجمعة

س: هل يجوز للمرأة أن تصلي صلاة الظهر يوم الجمعة بعد سماع الأذان مباشرة أم تنتظر حتى تنتهي الخطبة في الجوامع؟

جـ: إن المرأة غير مخاطبة بالأمر بصلاة الجمعة ولا هي أي صلاة الجمعة واجبة عليها لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد إستثناها من جملة من إستثنى ممن لا يجب عليهم صلاة الجمعة كالمسافر والمريض وبناءً على ذلك فلا مانع لها ولمن إستثنى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أداء صلاة الظهر عقب دخول الوقت ولا يجب عليها ولا على المريض والمسافر من الإنتظار إلى أن يفرغ الناس من صلاة الجمعة لعدم وجوبها عليها وعلى غيرها ممن إستثناهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.



حرمة التأخر عن الحضور إلى المسجدحتى يشرع الخطيب في خطبة الجمعة

س: يوجد أناس لا يأتون لأداء صلاة الجمعة في وقت مناسب بل يأتون متأخرين حتى يفوتهم الإستماع إلى الخطبة فهل هم آثمون أولاً ثم ما هو الأفضل في ذكر الله وتسبيحه أن يكون سراً أو يؤدى جهراً؟

جـ: إن الأفضل لكل مكلف أن يبكر لأداء صلاة الجمعة بحيث لا يدخل وقت الصلاة ويشرع الخطيب في الخطبة إلاَّ وهو في المسجد ومن سمع الأذان الذي يؤذن به المؤذن والخطيب على المنبر وتراخى عن السعى إلى المسجد ومن سمع الأذان الذي يؤذن به المؤذن والخطيب على المنبر وتراخى عن السعي إلى المسجد فهو آثم لأنه قد ترك أمراً واجباً وهو السعي إلى ذكر الله الذي ورد القرآن بالأمر به وأما ذكر الله والتسبيح سراً فهو أفضل منه جهراً.



وجوب حضور صلاة الجمعة على عمال المخابز والمطاعم وغيرهم

س: إنني أعمل في مخبز من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة السادسة مساءً ولي مدة ثلاثة شهور ولم أحضر صلاة الجمعة علماً أن عملي لم يسمح لي بأن احضر صلاة الجمعة فما هو الرأي؟

جـ: حاول بكل ما تستطيع ان تحضر لصلاة الجمعة لكون هذه الصلاة من الوجبات التي ورد وجوبها صريحاً في القرآن الكريم ولم يرخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأحد في تركها إلا من كان مريضاً أو مسافراً أو امرأة أو عبداً أو صبياً فمن كان صحيحاً مقيماً من الرجال الأحرار المكلفين فعليه الحضور لأداء هذه الصلاة وإذا لم تتمكن واصبح عملك مانعاً لك من أداء هذه الصلاة ولم يرخص لك المسؤول عن عملك بالحضور لأدائها فالأفضل لك بل الواجب عليك ترك هذا العمل والسعي في عمل آخر (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)(243).

س: من ترك الجمعة ثلاث جمع طبع على قلبه ؟ ما معنى طبع على قلبه ؟

جـ: طبع على قلبه بالنفاق.

س : ما هي العلة في عدم وجوب صلاة الجمعة على العبد والمرأة والمسافر والمريض ؟

ج : اعلم بأن العلة في عدم وجوب الجمعة على من ذكرتهم في السؤال هو النص الوارد عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو أي النص مخصص للأدلة الدالة على وجوب صلاة الجمعة عل كل الناس مسافرين أو مقيمين رجال أو نساء أصحاء أو مرضى فهذا النص مخصص لهؤلاء من غيرهم وهذا الحديث قد أخرج المذكورين من العموم على أنه لا مانع لهؤلاء من الصلاة فمن صلى من هؤلاء الأربعة فقد صحت صلاته وأجزأته ولكنها ليست واجبة عليهم .



س : هل لصلاة الجمعة أذان واحد أم أذانان وهل الركعتان بعد الأذان مشروعة نرجو التوضيح ؟

جـ: : إن أذان الجمعة المشروع من أيام النبي صلى الله وعلى آله وسلم هو الأذان الذي يؤذن به المؤذن والخطيب على المنبر أما الأذان الأول فهو من أيام عثمان رضي الله عنه وأما الركعتين بين الأذانين قال بها بعض العلماء ولم يرد في مشروعيتها حديث صريح صحيح وما ورد في مشروعيتها غير صحيح ولا صريح كما نص على ذلك ابن القيم والألباني .





س: ما حكم الاستفتاح بخطبة الحاجة في خطبة الجمعة أو العيد ؟

جـ: الظاهر لا مانع من الإتيان بها في أي خطبة.



حكم الحمد لله والصلاة على رسول الله في خطبتي الجمعة

س: هل خطبة الجمعة يستحب فيها الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

جـ: نعم يشرع ذلك بل قال الهادي الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب والوعظ سنة ، والشوكاني: قال الوعظ واجب والحمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ، فالظاهر جعل الوعظ هو المهم والحمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ، لأنه لو قام خطيباً وحمد الله وصلى على رسول الله فقط دون وعظ لاستنكره المصلون وقالوا: حمدت الله تعالى وصليت على رسول الله صلى والظاهر اشتمال الخطبة على حمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى والوعظ ، ونقول كلهن واجبات أو نفرق بينهن ونقول الوعظ واجب والحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مندوبان.

وتصح الحمد لله ولو باللغة غير العربية.



مقدار جلوس الخطيب بين الخطبتين

س: كم مقدار جلوس الخطيب بين الخطبتين في يوم الجمعة ؟

جـ: مقدار دقيقة أو نصف دقيقه.

جواز الخطبة بلغة غير اللغة العربية

س : ما حكم التلفظ بالكلمات والعبارات الإنجليزية أثناء الخطبة ؟

ج : لا مانع من التلفظ بأي كلمة غير عربية في الخطبة عند وجود ما يستدعي ذكرها في الخطبة أما إذا كان الموضوع لا يستدعي ذكرها فلا ينبغي التلفظ بها .



س: إذا وصل شخص إلى المسجد أثناء خطبة الجمعة هل يؤدي تحية المسجد قبل أن يقعد أو أنه لا يؤديها؟

جـ: أن من دخل المسجد والخطيب يخطب فيشرع له أن يصلي تحية المسجد ركعتين خفيفتين والدليل على المشروعية قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إذا دخل أحدكم المسجد والخطيب يخطب فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)(244) والحديث صحيح.



من لغى في خطبة الجمعة لا يعيدها ظهراً

س: هل من لغى في خطبة الجمعة يعيدها ظهراً ؟

جـ: لا يعيدها ظهراً ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( لا جمعة له ) أنه ليس له ثواب صلاة الجمعة.

آراء العلماء في جواز التأمين على دعاء الخطيب يوم الجمعة والصلاة على النبي صلى الله عليه و على آله وسلم أثناء خطبتي الجمعة

س: هل يجوز أن يأمن المصلين بعد دعاء خطيب الجمعة ؟ ثم هل ينبغي لنا أن نصلي على النبي عندما يصلي الخطيب عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلمأم لا ؟

جـ: لم يرد عن النبي أنه أمر المستمعين للخطبة يوم الجمعة أن يأمنوا ولا رغب فيه كما أنه لم يرد عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلمأنه نهى المستمعين أن يأمنوا لدعاء الخطيب في خطبتي الجمعة أبداً ولكن الذين جوزوا التأمني من السامعين لدعاء الخطيب الذي يدعو به يوم الجمعة على أساس أن التأمين عند الدعاء أي دعاء كان مشروع والذين منعوا التأمين من المستمعين لدعاء خطيب الجمعة قالوا إن أحاديث التأمين لا يندرج فيها دعاء الخطبة لأنه قد ورد المنع للكلام حال استماع خطبتي صلاة الجمعة وأن المشروع هو الإنصات لمن يستمع خطبتي الجمعة سواء كان الخطيب في حالة الخطبة أو في حالة الدعاء أما الذين أجازوا التأمين فلأن التأمين من السامعين يكون في لحظة واحدة ولا سيما أن التأمين يكون في السكتة التي بين الجمل الدعائية التي يؤمن عليها السامعون وهكذا يقولون في مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند سماع اسمه الشريف من الخطيب تعارض فيها عمومان فأحاديث الأمر بالصلاة على النبي عند سماع اسمه تدل على الوجوب في أي وقت كان والأحاديث الدالة على وجوب السكوت حال خطبتي صلاة الجمعة تدل على منع الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلمحال الخطبة فلما تعارض العمومان اختلفت أنظار العلماء في المسألة فمنهم من رجح الصلاة على النبي عند ذكر اسمه ولو حال الخطبة لأ، العلة في النهي هي التشويش ولا تشويش على الناس عندما يصلون على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلمفي لحظة واحدة في الوقت الذي يصلي الخطيب على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلمومنهم من رجح عدم الصلاة على النبي عند ذكر اسمه عملاً بقواعد تغليب النهي على الأمر أما الذي أرجحه فهو الجواز لأنه لا تشويش على أحد إذا صلى الله عليه وعلى آله وسلمالمستمعون على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلملحظة واحدة .





آراء العلماء في صلاة من فاتته خطبة الجمعة

س: هل من حضر لأداء فريضة صلاة الجمعة وحدث أن فاتته الخطبة فهل يتم صلاته ظهراً أو كيف يعمل؟

جـ: إن من لم يدرك من خطبتي الجمعة قد رأيه وإنما ادرك الصلاة فعليه أن يضم اليها ركعتين وتكون ظهراً لا جمعة عند علماء المذهب الهادوي الزيدي أما عند علماء المذاهب الفقهية الأخرى فليس عليه شيئ وتحسب له جمعة أي أن العلماء مختلفون في حكم صلاة اللاحق يوم الجمعة الذي ادرك الصلاة ولكنه لم يدرك الخطبتين أو لم يدرك الخطبة الأخيرة أو قد رأية من الخطبة الأخيرة صحت صلاته جمعة ومن لم يدرك الخطبتين أو الخطبة الأخيرة أصلاً أو ادرك من الخطبة أقل من أية من الآيات القرآنية فلا تحسب له جمعة ابداً بل تحسب ظهراً وعليه أن يتمها اربعاً وقال الجمهور من العلماء إن من ادرك الصلاة من يوم الجمعة فقد ادرك الجمعة وليس عليه ان يضم اليها شيئاً وتحسب له جمعة وإن لم يدرك شيئاً من الخطبة بل تحسب له جمعة إذا ادرك الركعة الأخيرة من صلاة الجمعة مهما ادرك الأخيرة ولم يسلم مع الجماعة بل قام وأدى الركعة الثانية فرادى كما يعمله كل لاحق يفوته أول الصلاة في أي صلاة كان والخلاصة هي ان الجمهور من العلماء يقولون ان من ادرك ركعتي الجمعة فقد ادرك الجمعة ولو لم يستمع الى شيئ من الخطبتين وإن من ادرك ركعة واحدة منها فليضم اليها أخرى وقد تمت صلاة الجمعة وإن لم يستمع من الخطبتين آية والذي أراه هو المذهب الثاني الذي قال به الجمهور لأنه الأصل ولم يدل على وجود ضم ركعتين إلى ركعتي الجمعة أي دليل وهكذا لم يدل على أن صلاة الجمعة تصير ظهراً لعدم سماع الخطبتين أو بعض الخطبة الأخيرة والأصل هو البقاء على ان صلاة اللاحق تكون مثل غيرها جمعة لا ظهراً ومن ادعى خلاف هذا فعليه الدليل الصحيح الصريح الخالي عن المعارضة وقد ورد الحديث الصحيح (أن من ادرك ركعة من الصلاة فقد أدركها)(245) فيدرك اللاحق فضيلة الجمعة مهما ضم اليها ركعة أخرى والحديث الأخير الذي نص على الجمعة فيه مقال عند علماء الحديث ولكنه مؤيد بالأصل وبالدليل الصحيح العام لجميع الصلوات وقد روى الطبراني عن ابن مسعود أنه قال من ادرك ركعة من صلاة الجمعة فليضم إليها أخرى وقد تمت صلاته .



س: كنت في جامع لأداء صلاة الجمعة والإمام في الخطبة الثانية وجاء رجل وجلس على ميسرتي وقال لي السلام عليكم ومد لي يده ورديت عليه السلام قائلاً ومصافحاً وفجأة تذكرت أن هنالك حديث ما معناه من تكلم فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له وأيضاً تذكرت التحذير الذي يشنف المؤذن اذاننا دائماً به عقب الأذان إعلموا أن الكلام محرم حال الخطبتين أثابكم الله فكنت تارة أفكر وأخرى أقدر وأخيراً حكمت على صلاتي بالبطلان وأعدتها فما رأيكم وهل تصح صلاة الجمعة والجماعة على صوت الراديو أو التلفزيون؟

جـ: إعلم ايها الأخ السائل بأن حديث النهي عن الكلام حال الخطبتين حرام وهو حديث صحيح وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة (ومن لغى فلا جمعة له)(246) وقيل في معنى لا جمعة له ليس له ثواب الجمعة أما أن صلاة الجمعة باطلة فليست باطلة وقيل معنى فلا جمعة له صحيحة وأنت قد عملت بالأحوط زادك الله حرصاً ولا تعد إلى مثل هذا وأعلم بأن صلاة الجماعة والجمعة لا بد فيها من الإجتماع ولا تصح الجماعة أو الجمعة بواسطة الراديو أو التلفزيون لعدم الإجتماع الذي هو السبب في مشروعية الجمعة والجماعة وهذا هو ما أفتى به علماء العصر لمن كان يسألهم بهذا السؤال.



حرمة مقاطعة خطيب الجمعة بكلام أثناء الخطبة

س: ما قول العلماء في قول رجل حينما سمع خطيب الجمعة يقرأ حديثاً نبوياً يقول كل أمتي يدخلون الجنة فقاطع الخطيب وقال إلا أنت مع ان بقية الحديث إلا من أبى؟

جـ: اعلم أيها الأخ السائل بأن الذي قال عند أن سمع الخطيب يقول قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل أمتي يدخلون الجنة إلا أنت آثم لكونه شتم الخطيب واغتابه حيث وان الخطيب لم يسمع ولكونه تكلم والخطيب يخطب والناس ساكتون ولكونه زاد في الحديث زياده لم يقلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم واستثنى من العموم شخصاً لم يستثنه النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله فيكون داخلاً في عموم من توعدهم النبي على الكذب عليه هذا كله ان صح صدور هذا الكلام من هذا الشخص الذي سمع الخطيب يخطب خطبة الجمعه في الوقت الذي كان السامع يتوضأ ليدخل في جماعة الحاضرين لسماع الخطبتين ولصلاة الجمعة وعليه الاستغفار والتوبة وذلك بالندم على ما صدر منه والعزم على عدم العودة إلى مثل هذا الكلام.



انتقاض وضوء الخطيب أثناء الخطبة

س: إذا أحدث الخطيب أثناء الخطبة فماذا عليه ؟

جـ: عند الهادوية يستأنف الخطبة وعند الشوكاني أنه لا دليل على اشتراط الوضوء للخطيب، وكذا إذا مات الخطيب أثناء الخطبة وجاء يخلفه خطيباً آخر فإنه يستأنف الخطبة.

س : من انتقض وضوءه وهو يخطب خطبة الجمعة ماذا يلزمه شرعاً ؟ وهل تبطل خطبته وصلاته للجمعة ؟

ج : خروج ناقض من نواقض الوضوء في خطبة الجمعة كالريح مثلاً تخرج من خطيب الجمعة لا يكون ناقضاً للصلاة ولا للخطبة بل على الخطيب أن يخرج من الخطبة ويستخلف غيره من الحاضرين القادرين على الخطبة ثم يتوضأ ويأم الناس .



س: هل يجوز أن يؤم في صلاة الجمعة شخص آخر غير الذي كان يقوم بالخطبة وخصوصاً إذا كان يجيد قراءة القرآن الكريم ويؤم المصلين منذ مدة طويله وبعد أن سمح له الخطيب بذلك أم أنه لا يجوز لغير الخطيب أن يؤم المصلين؟

جـ: إعلم بأنه لا مانع لمن يريد أن يصلي بالناس صلاة الجمعة أن يصلي بهم إذا كان الخطيب قد أذن له بأن يتقدم للصلاة بالمصلين بدلاً عنه حيث وقد تنازل عن الإمامة للناس لمن كان يؤم الناس قبله في هذا المسجد وهذا مبنى على أن هذا الذي يؤم الناس ممن يحسن تلاوة القرآن وإذا كان المصلون أو أكثرهم راضين بأن يؤمهم للصلاة. أما إذا كان لا يحسن تلاوة القرآن أو كان المصلون أو أكثرهم يكرهون الصلاة خلف هذا الرجل فاللازم على الخطيب أن يصلي هو بالناس فإذا كان يريد أن ينيب أحداً فليكن ممن يحسن قراءة القرآن الكريم ولا يكره المصلون أو أكثرهم الصلاة خلفه هذا كله من باب الاحتياط إذا صادف أن أحداً من الخطباء أراد أن ينيب أماماً يصلي بالناس الجمعة بدلاً عنه أو نيابة عنه أما الإمام الوارد في هذا السؤال فالظاهر أنه ممن يحسن التلاوة وأن المصلين أو أكثر راضون به إماماً لأن له هذه المدة الطائلة وهو يؤم الناس في جميع الصلوات.



س: من انتقض وضوءه وهو يخطب خطبة الجمعة ماذا يلزمه شرعاً؟ وهل تبطل خطبته وصلاته للجمعة؟

جـ: خروج ناقض من نواقض الوضوء في خطبة الجمعة كالريح مثلاً تخرج من خطيب الجمعة لاي كون ناقضاً للصلاة ولا للخطبة بل على الخطيب أن يخرج من الخطبة ويستخلف غيره من الحاضرين القادرين على الخطبة ثم يتوضأ ويؤم الناس .



حكم صلاة الجمعة خلف المذياع

س: هل للمرأة إذا استمعت الخطبة من الإذاعة أن تصلي ركعتين على الصفة الواردة في صلاة الجمعة ولم تلغ أثناء الخطبة وتحسب لها جمعة ؟

جـ: العلماء لا يجوزون الصلاة خلف المذياع لأنه يؤي إلى التفرقة وعدم اجتماع المصلين في الجوامع ويصلي كل واحد في بيته وألف واحد من علماء تونس أو الجزائر مؤلفاً في جواز الصلاة خلف المذياع أسماه ( كشف القناع في جواز الصلاة خلف المذياع ) وشنع عليه العلماء واستنكروه وقالوا إنما هو ذنب للاستعمار الفرنسي ) لأن الاستعمار يريد تفرقة المسلمين وأن يصلي كل واحد في بيته ولا يجتمعون في المساجد.



حكم التأمين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة

س: هل يجوز أن يقول المصلون آمين بعد دعاء خطيب الجمعة ، وهل ينبغي لنا أن نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عندما يصلي الخطيب على النبي صلى الله عليه وسلم؟

جـ: إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر المستمعين لخطتبي صلاة الجمعة بأن يقولوا آمين عند أن كان يدعو في الخطبة ولا رغب فيه ولا من الصحابة عند دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم أبداً كما أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التأمين عند الدعاء الذي يدعو به الخطيب في خطبتي صلاة الجمعة أبداً ولكن الذين جوزوا التأمين من السامعين لدعاء الخطيب في خطبتي صلاة الجمعة نظروا إلى مشروعية التأمين عند الدعاء من حيث هو سواء كان الداعي هو خطيب صلاة الجمعة أو هو داع آخر في أي دعاء كان وفي أي مكان كان والذين منعوا التأمين من السامعين لدعاء خطيب الجمعة قالوا أن حديث التأمين لا يندرج فيه دعاء الخطبة لأنه قد ورد المنع من الكلام حال خطبتي صلاة الجمعة وأن المشروع لمن يسمع خطبتي صلاة الجمعة هو السكوت سواء كان الخطيب في حالة الترغيب أو الترهيب أو الدعاء.

س : هل يجوز أن يؤمن المصلين بعد دعاء خطيب الجمعة ؟ ثم هل ينبغي لنا أن نصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما يصلي الخطيب عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أم لا ؟

ج : إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه أمر المستمعين للخطبة يوم الجمعة أن يؤمنوا ولا رغب فيه كما أنه لم يرد عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه نهى المستمعين أن يؤمنوا لدعاء الخطيب في خطبتي الجمعة أبداً ولكن الذين جوزوا التأمين من السامعين لدعاء الخطيب الذي يدعو به يوم الجمعة على أساس أن التأمين عند الدعاء أي دعاء كان مشروع والذين منعوا التأمين من المستمعين لدعاء خطيب الجمعة قالوا إن أحاديث التأمين لا يندرج فيها دعاء الخطبة لأنه قد ورد المنع للكلام حال استماع خطبتي صلاة الجمعة وأن المشروع هو الإنصات لمن يستمع خطبتي الجمعة سواء كان الخطيب في حالة الخطبة أو في حالة الدعاء أما الذي أجوزه هو التأمين لأن التأمين من السامعين يكون في لحظة واحدة ولا سيما أن التأمين يكون في السكتة التي بين الجمل الدعائية التي يؤمن عليها السامعون وهكذا نقول في مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند سماع اسمه الشريف من الخطيب تعارض فيها عمومان في أحاديث الأمر بالصلاة على النبي عند سماع اسمه تدل على الوجوب في أي وقت كان والأحاديث الدالة على وجوب السكوت حال خطبتي صلاة الجمعة تدل على منع الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حال الخطبة فلما تعارض العمومان اختلفت أنظار العلماء في المسألة فمنهم من رجح الصلاة على النبي عند ذكر اسمه ولو حال الخطبة لأن العلة في النهي هي التشويش ولا تشويش على الناس عندما يصلون على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في لحظة واحدة في الوقت الذي يصلي الخطيب على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومنهم من رجح عدم الصلاة على النبي عند ذكر اسمه عملاً بقواعد تغليب النهي على الأمر أما الذي أرجحه فهو الجواز لأنه لا تشويش على أحد إذا صلى المستمعون على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لحظة واحدة .



حرمة الكلام أثناء خطبتي الجمعة حتى لو كان إرشاداً للخطيب

س: هل يجوز الكلام والخطيب يلقي خطبتي الجمعة كارشاد له أو أنه غير جائز؟

جـ: الكلام حال خطبتي الجمعة حرام شرعاً لأن النبي قد نهى عن ذلك إلى حد أنه قال (من قال لأخيه صه والإمام يخطب في يوم الجمعة فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له)(247) فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حكم على من يرشد أخاه إلى السكوت حال الخطبه بأنه قد لغى وأن من لغى لا جمعة له فمن باب الأولى والأحرى من سيرشد الإمام حال القاء الخطبتين .



جواز نزول خطيب الجمعة من على المنبر لسجود التلاوة

س: ما حكم نزول الخطيب من على منبره قاصداً السجود لأنه قرأ آية فيها سجدة تلاوة ؟

جـ: لا مانع للخطيب أن ينزل من على المنبر ليسجد سجدة التلاوة عند قراءة أي آية فيها سجدة لأن الأدلة الدالة على مشروعية السجود لم تفرق بين الخطيب وغيره .

كراهة ذكر ما يضحك في خطبة الجمعة

س: ما حكم سرد الأمثال والعبارات التي تثير الضحك أثناء الخطبة ؟

جـ: لا تجوز في المساجد إلا الطاعات لا سيما ما يشغل المصلي عن الصلاة أو قارئ القرآن عن تلاوة القرآن لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “ألا كلكم يناجي ربه فلا يجهرن بعضكم على بعض بالقرآن “فإذا كان النبي قد نهى عن ما يشوش على تالي القرآن ولو بتلاوة القرآن أو بالدعاء فبالأولى والأحرى ممن سيشوش بالضحك والقهقهة على المصلين .



مشروعية صلاة تحية المسجد حال الخطبة الجمعة

س: هل يشرع لمن أتى يوم الجمعة والخطيب يلقي الخطبة أن يؤدي تحية المسجد أولاً؟

جـ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يدخل حتى يصلي ركعتين “وهو حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم وهو صريح في الدلالة على مشروعية صلاة التحية حال خطبة الخطيب يوم الجمعة وبه قال الجمهور من العلماء وقيل لا يصلي المصلي التحية حال خطبة الخطيب يوم الجمعة بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسليك لفظاً: (إجلسس فقد آذيت) وقد أجيب عن هذا باحتمال أن المراد اجلس بعد أن تصلي صلاة التحية أو أنه كان قد صلى الله عليه وسلم صلاة التحية.





عدم مشروعية التسبيح أو التهليل قبيل صلاة الجمعة الصورة المذكورة في السؤال

س: يحدث في بعض القرى الريفية حينما يدخل وقت الصلاة وخصوصاً صلاة الجمعة أنه يؤذن للصلاة فيقوم من حضر من المصلين يذكر الله والتسبيح والتهليل ما يقرب من ثلث ساعة ثم يسكت الناس ويقول لهم أمام الصلاة اهد ولما قرأتم إلى جميع الأنبياء والأولياء من المسلمين والمسلمات ثم يقول الفاتحة تتغشانا وتتغشاهم ويردد الحاضرون قوله هذا عشرين مرة فهل عملهم هذا مشروع أم أنه غير مشروع افيدونا بجواب شاف ولكم الأجر والثواب؟

جـ: إعلم أيها السائل أنه كان من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه إذا دخل وقت صلاة الجمعة وهووقت اختيار صلاة الظهر عقيب الزوال يخرج من بيته إلى المسجد فيشرع المؤذن يؤذن ثم يشرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبتي الجمعة الأولى والثانية ويصلي بالمسلمين صلاة الجمعة ثم يخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويخرج الصحابة معه وليس معه شئ يستظل به ولهذا ذهب الجمهور من العلماء إلى أن أول وقت الجمعة هو الوقت الاختياري لصلاة الظهر وذهب الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن لا هوية إلى أن وقت خطبة الجمعة وصلاة الجمعة يدخل قبل وقت صلاة الظهر محتجين بأدلة دلت على هذا كما قال شيخ الإسلام الشوكاني ولكن الأحوط أن لا يشرع الخطيب بالخطبه ولا يؤذن المؤذن إلا عند دخول وقت الظهر لأجل جمع الكلمة كما قال العلامة السيد محمد رشيد رضاء في مجلة المنار وعلى كل حال فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أخر الجمعة عن أول وقتها ولا عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أنهم أخروها عن أول وقتها أبداً ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم واصحابه رضي الله عنهم يفصلون بين الأذان والخطبتين بشئ أبداً بل كان المؤذن يشرع في الأذان يخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من البيت إلى المسجد مباشرة ويشرع في الخطبة بعد فراغ المؤذن من الأذان ولم يرو عنه صلى الله عليه وآله وسلم ولم يرو احدٌ من علماء السنة النبوية او من رجال السيرة المحمدية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله عنهم كانو يفصلون بين اذان المؤذن بالجلوس مدة ثلث ساعة أو ربع ساعة أو حتى دقيقة واحدة يذكرون الله سبحانه وتعالى ويسبحونه ويهللون ثم يسكت الناس ويقول لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد الصحابة اهدوا ما قرأتم ثم يهدي ما قرأه لجميع الأنبياء والأولياء والمسلمين والمسلمات ويخص كل واحد منهم بالفاتحة ويقول الفاتحة تتغشانا وتتغشاهم ويرددون هذا القول عشرين مرة ويستغرفون به من الوقت نحو ربع ساعة ولا يعملون أي شئ مما ذكرته في سؤالك هذا أبداً لا التسبيح ولا التهليل ولا اهداء والثواب ومن خالف ما نص عليه العلماء فقل له الحكم بيني وبينك كتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله حرفاً واحداً مما ذكرته في سؤالك هذا ولم نجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله لفظة واحدة تدل على ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يؤخر الخطبة في يوم الجمعة عن اول وقتها ولا سيما بعد أذان المؤذن والنبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر وهكذا لم نجد دليلاً ولا لفظة واحدة تدل على أن الخلفاء الراشدين كانو يؤخرونها.



دخول خطبة الاستسقاء في خطبة الجمعة

س: هل يجوز أن يصلي صلاة الاستسقاء في يوم الجمعة ركعتين بعد صلاة الجمعة ؟

جـ: يجوز أن يدعو في خطبة الجمعة وتدخل خطبة الاستقساء في حطبة الجمعة.



حكم الاحتباء أثناء خطبة الجمعة

س: ما حكم الاحتباء في أثناء خطبة الجمعة ؟

جـ: ورد النهي عن الاحتباء في يوم الجمعة لأنه يأتي بالنعاس وهو متوضئ.



جواز جمعتين في قريتين متقاربتين والافضل الجمع في جمعة واحدة

س: هل تصح صلاتي جمعة في قريتين تبعد إحداهما عن الأخرى مسافة ربع ساعة بالإقدام ؟

جـ: عند علماء الهادوية: إذا كان أبعد من ميل فتصح وإن كان داخل الميل فتبطل إحداهما ولا دليل على هذا وعند الشوكاني: تصح الصلاة ولكن خلاف الأفضل لأن الأفضل الجمع في صلاة واحدة كبيرة. بدليل قوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا(248)" وقوله تعالى: "وإذا نودي للصلاة من اليوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع "(249) ، وأما الصحة فهي صحيحة.

س: يوجد لديناجامع قديم وتصلى فيه الجمعه والجماعة ونحن مجاورون له فهل يحق لنا أن نذهب إلى الجامع الآخر لنصلي الجمعه وما هو الحكم في ذلك؟

جـ: إعلما بأنه لا مانع من الصلاة في الجامع القديم أو في الجامع الجديد فالكل سواء مهما كان كل واحد من هذين المسجدين تؤدي فيه الجمعه والجماعة إلا أن الذي كانت الجماعة فيه أكثر عدداً يكون الأجر في الصلاة فيه أعظم ولا سيما إن كان هو الأبعد لأن الأجر سيكون بحسب كثرة المشي والخطا إلى المسجد البعيد والخلاصة هي أن الدليل دل على أن الصلاة في الجماعة الكبيرة يكون أجرها أعظم من أجر الصلاة في الجماعة الصغيرة ودل الدليل أيضاً على أن الأجر يكون على قدر الخطا فإذا اجتمع في المسجد الواحد كثرة الجماعة وكثرة الخطا كان للمصلي ثواب الأجرين إن شاء الله تعالى.

س: يوجد جامع قديم في احدى القرى لأداء الشعائر الدينية إلا أنه حدث خلاف بين الأهالي فأدى ذلك إلى إنقسام المصلين بحيث قام بعض المواطنين بأداء الصلاة في جامع بني حديثاً ويقع بالقرب من الجامع القديم مما أدى إلى قلة عدد المصلين في الجامع القديم حيث وصل عددهم إلى خمسة عشر فرداً فهل صلاتهم يوم الجمعة صحيحة نظراً لقلقة عددهم وهل يجب على المواطنين أن يجتمعوا في مسجد واحد أم يظلون منقسمين على ما هم عليه؟

جـ: اعلم أيها الأخ السائل بأن هذه الصلاة صحيحة لأنه لا يشترط في صحة صلاة الجمعة أن يكون عدد المصلين عدداً معيناً مخصوصاً بل تصح صلاة الجمعة من المصلين كيف ما كانو مهما كانوا جماعة ولو كانوا أربعة رجال أو ثلاثة لكن الأفضل هو أن تتوحد الجماعة في القرية او المدينة وان ينظم الأقل من الناس إلى الأكثر وأن يجتمع الجميع في المسجد الذي يتسع لهم جميعاً لأن الأجر في الجماعة ذات العدد الكثير أفضل من الجماعة ذات العدد القليل هذا في الصلاة الجماعة في الصلوات الخمس وبالأولى والأحرى في صلاة الجمعة فهي أولى من غيرها من الصلوات بكثرة لجمع فيها والخلاصة هي أن اجتماع المصلين في مسجد هو الأحسن والأفضل والأكثر اجرأ والأعظم ثواباً أما الصلاة على الصفة المذكورة في السؤال فهي صحيحة ولكنها خلاف الأفضل والأحسن وأقل ثواباً أما أنها غير صحيحة فلا.

س: يوجد في قريتنا مسجد لا يبلغ عدد المصلين فيه أحياناً إلا حوالي اثنين عشر شخصاً في صلاة الجمعه وفي جوارنا مسجد قريه أخرى تقام فيه الجمعه ويبلغ عدد المصلين ثلاثين شخصاً تقريباً ولا نسمع النداء منه فهل الواجب علينا أن نقيم فيه الجمعة ونعطل مسجدنا أم كيف نعمل؟

جـ: اللازم عليكم أن تصلوا الجمعه في قريتكم سواء كان عدد المصلين عشره أشخاص أو أثني عشر شخصاً أو أكثر أو أقل حتى ولو كانوا ثلاثه فقط وإذا كنتم تريدون أن تذهبوا إلى القريه الأخرى فلا مانع لكم من الذهاب إليها لتصلوا صلاة الجمعه في هذه القريه الأخرى مع أهلها أما أن تتركوا صلاة الجمعه وتصلون بدلاً عنها الظهر فهذا لا يجوز شرعاً لأنكم ستتركون الصلاة المذكوره وهي واجبه وجوباً قطعياً منصوص عليه في الكتاب والسنة لأجل رأي بعض العلماء الذين يشترطون في الجمعه أن يكون عدد المصلين اربعين رجلاً أو اثني عشر رجلاً في حين أن هذين الرأيين وغيرهما من الآراء التي حددت نصاب المصلين للجمعه لا دليل عليها لا من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع فلا نترك ما كان دليله قطعياً لعدم وجود شرط لم يدل على إشترطه دليل صحيح صريح لا من قول الله عز وجل ولا من قول ولا من فعل ولا من تقرير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما لا يخفى على من درس كتب السنه النبويه على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

س: صليت جمعة يوماً خلف رجل خطب وصلى بنا وهو يسب الصحابة ، فصليت ظهراً مرة أخرى ؟

جـ: الرجل ذنبه عليه ويأثم بسبه الصحابة وأما الصلاة فهي صحيحة وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون خلف أمراء بني أمية وكانوا يسبون علي بن أبي طالب في الخطبة وكانوا يقولون اللهم أن أبا تراب قد ألحد في دينك وصد عن سبيلك وصلى عبد الله بن عمر خلف الحجاج بن يوسف الثقفي.

س: قرأت في كتاب الأذكار أن على الخطيب ألا يتعدى ثالثة المنبر إلا ليعد سامع ؟ وهل يسن له الاعتماد على سيف أو نحوه ؟ وهل التسليم من الخطيب قبل الخطبة مشروع ؟

جـ: كان منبر النبي صلى الله عليه وسلم مكون من ثلاث درج فخطب أبو بكر بعده في الدرجة الثانية وعمر في الدرجة الأولى وعثمان بن عفان خطب في الدرجة الثالثة التي كان يخطب فيها النبي صلى الله عليه وسلم اجتهاداً منه لكي لا يكون النزول سنة ، وذات مرة انتقد الخليفة ( المتوكل العباسي ) ( عثمان بن عفان ) رضي الله عنه بعدم التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يخطب في قاع المسجد النبوي فرد عليه أحد جلسائه الذين كانوا عنده بأن (لعثمان) على الخليفة العباسي فضل قال وكيف ذلك فقال لو نزل عثمان لصار النزول سنة ولكان على كل خليفة أن ينزل عند خطبته درجة عمن سبقه.

ولكان الخليفة العباسي هذا يخطب في بئر عمقه ثلاثة وعشرين درجة بعدد الخلفاء الذين قد سبقوه ولكن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه أنهى هذه الطريقة بفعله هذا فسكت الخليفة العباسي.

واما اعتماد الخطيب على سيف أو خشب أو نحوه فقد وردت أحاديث (250) بهذا والتسليم قبل أذان الخطبة من الخطيب ويرد عليه المستمعون مشروع على جهة السنة. وللعلامه ابن القيم في زاد المعاد مناقشة لهذه الأمثلة .



السنة أن يؤم المصلين في يوم الجمعة هو خطيب الجمعة

س: سمعنا حديثاً مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مغاده من أذن فليقم فهل ورد حديث بأن من خطب في الجمعة أو في يوم العيد فإنه يشرع له بأن يؤم المصلين في صلات العيد والجمعة أو أنه لم يرد أي شيء في ذلك؟

جـ: كتب السنة النبوية تحكى بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخطب بالناس يوم الجمعة ويوم العيد كما تحكى أيضاً أنه كان يصلي بهم بعد أن يخطب يوم الجمعة وقبل أن يخطب فيهم يوم العيد وهكذا كانت العادة أيام السلف الصالح كان الخليفة هو الذي يصلي بالناس وهو الذي يخطب بهم ثم جاء من بعدهم من أئمة المساجد الكبار كان الذي يخطب هو الذي يصلي بهم ولا يكون إمام الصلاة غير الخطيب إلا نادراً ولسبب مسوغ ليكون غير الخطيب وبناءً على ذلك فالسنة هو أن يصلي بالناس من خطبهم ولا ينبغي لأحد أن يتقدم ويؤم الناس إلا بإذن من الخطيب لأن الإمامة تابعة للخطبة أما أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث قولي مصرح بأن من خطب فليصل أو أن النبي قال يؤم الناس في يوم الجمعة أو في يوم العيد خطيبهم فلم يرد ذلك ولكن السنة ليست منحصرة في أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط بل في أقوال النبي وأفعاله وتقريراته وقد عرفنا من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه الذي كان يخطب ويصلي ومن سيرة الخلفاء الراشدين أن الخليفة كان هو الذي يصلي بالناس ويخطب خطبتي الجمعة أو العيد وهكذا من سيرة من جاء بعدهم كما لا يخفى على من كان له إطلاع على كتب التاريخ وسير الأولين من الخلفاء والخطباء.



السنة أن يؤم المصلين في يوم الجمعة هو خطيب الجمعة

س: سمعنا حديثاً مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مغاده من أذن فليقم فهل ورد حديث بأن من خطب في الجمعة أو في يوم العيد فإنه يشرع له بأن يؤم المصلين في صلات العيد والجمعة أو أنه لم يرد أي شيء في ذلك؟

جـ: بأن خطب السنة النبوية تحكى بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخطب بالناس يوم الجمعة ويوم العيد كما تحكى أيضاً أنه كان يصلي بهم بعد أن يخطب يوم الجمعة وقبل أن يخطب فيهم يوم العيد وهكذا كانت العادة أيام السلف الصالح كان الخليفة هو الذي يصلي بالناس وهو الذي يخطب بهم ثم جاء من بعدهم من أئمة المساجد الكبار كان الذي يخطب هو الذي يصلي بهم ولا يكون إمام الصلاة غير الخطيب إلا نادراً ولسبب مسوغ ليكون غير الخطيب وبناءً على ذلك فالسنة هو أن يصلي بالناس من خطبهم ولا ينبغي لأحد أن يتقدم ويؤم الناس إلا بإذن من الخطيب لأن الإمامة تابعة للخطبة أما أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث قولي مصرح بأن من خطب فليصل أو أن النبي قال يؤم الناس في يوم الجمعة أو في يوم العيد خطيبهم فلم يرد ذلك ولكن السنة ليست منحصرة في أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط بل في أقوال النبي وأفعاله وتقريراته وقد عرفنا من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه الذي كان يخطب ويصلي ومن سيرة الخلفاء الراشدين أن الخليفة كان هو الذي يصلي بالناس ويخطب خطبتي الجمعة أو العيد وهكذا من سيرة من جاء بعدهم كما لا يخفى على من كان له إطلاع على كتب التاريخ وسير الأولين من الخلفاء والخطباء.



س: إذا أمر الحاكم بأداء صلاة الاستسقاء ورفض بعض أئمة المساجد بحجة مصادفة أن اليوم يوم جمعة ، فهل يأثمون لعدم التزامهم السمع والطاعة للحاكم الذي يدعو لصلاة الاستسقاء؟

جـ: الله أعلم كل واحد يجتهد لنفسه فإن أراد أن يخرج يصلي صلى وإن أراد أن يصلي في مسجده صلى وأما أني أحكم عليه بأنه آثم فلا أستطيع.



جمعة القضاء وحكمها

س: ما وجه تسمية آخر جمعة من رمضان باسم جمعة القضاء ؟

جـ: كثيراً ما سئلت عن وجه تسمية آخر جمعة من رمضان باسم جمعة القضاء وعما قيل عن هذا الاسم أنه مشتق من القضاء ضد الأداء لأن في هذا اليوم تقضى الصلوات الفائتة أو المؤجلة في العام الماضي لأجل ذلك سميت هذه الجمعة جمعة القضاء بهذا الاسم الغريب - كما سئلت أيضاً عن قضاء الصلوات في هذا اليوم هل له أصل في كتب الفقه أو في كتب السنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. ...

والحقيقة أنه لا وجه لتسمية الناس لهذا اليوم بهذا الاسم الغريب ولا يجوز لأحد أن يسمى هذا اليوم باسم جمعة القضاء لأن هذا الاسم لم يدل عليه دليل من اللغة ولا من الشرع ولا سيما أنه قد يوهم الجاهل أنه من الممكن أن يترك المسلم الصلاة أو إحدى الصلوات أو كلها على أساس أن يقضيها في هذا اليوم الذي قد سموه بيوم جمعة القضاء.

وهكذا لا يجوز لأحد أن يعتقد بأن هذا الاسم اسم شرعي إسلامي ، مثل يوم الأضحى أو يوم الفطر أو يوم عرفة أو غير هذه الأيام التي جاءت أسماؤها في السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ، لأنه لا دليل على هذه التسمية لا من الكتاب العزيز ، ولا من السنة النبوية ولا من إجماع المسلمين، ولا يجوز أيضاً لأحد أن يترك الصلاة أي صلاة على أساس أنه سيقضيها في هذا اليوم ومن فعل ذلك فهو عاص لله وعاص للرسول صلى الله عليه وسلم بل مرتكب لأعظم كبيرة بتركه أعظم شعيرة جاء الإسلام بالأمر بها والحث عليها في عدة آيات قطعية وجملة أخبار نبوية متواترة إلى حد أن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها الفارقة بين المسلم والكافر وصرح في الحديث بأن من تركها فقد كفر اللهم إلا من كان نائماً أوناسياً فوقتها حين يذكرها كما جاء في الحديث الصحيح عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.

وذلك لأن وجوب الصلوات الخمس من الواجبات القطعية المعلومة من الدين ضرورة والتي دل على قطعية وجوبها الكتاب والسنة والإجماع وبهذا صرح العلماء بأن من تركها جاحداً لمشروعيتها فهو كافر مرتد ومن تركها تساهلاً غير منكر لمشروعيتها فهو فاسق مرتكب لأعظم جريمة. وما يرويه بعض الكذابين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جوز قضاء الصلاة في هذا اليوم فهو من الأخبار الشنيعة المفتراة على رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يجب على كل عالم أن يحذر الناس من روايتها أو من الاعتقاد بأنها من كلام سيد الأنام عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام لأنها معارضة لجميع ما جاء في الكتاب العزيز أو السنة النبوية المطهرة من الأوامر الكثيرة المصرحة بوجوب إقامة الصلاة والحث عليها في عدة آيات قرآنية وفي جملة أحاديث متواترة تضمنتها كتب السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

كما أنها معارضة لما أجمع عليه المسلمون من يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. .. فلعنة الله على الكذابين على الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ورحمة الله على امرئ ذب عن شريعة سيد الأولين والآخرين ورضوان الله لمن بين للمسلمين الحق من الباطل والصدق من الكذب في كل ما نسب إلى خاتم المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

وقد سئل العلامة ابن حجر الهينمي المكي الشافعي المتوفي سنة 973هـ عن هذه الصلاة التي كان بعض المصلين يصليها في آخر جمعة من رمضان ويسميها صلاة البراءة: هل تصح جماعة فأجاب بقوله في الفتوى الكبرى وأما صلاة البراءة فإن أريد بها ما ينقل عن كثير من أهل اليمن من صلاة المكتوبات الخمس بعد آخر صلاة جمعة من رمضان معتقداً أنها تكفر ما وقع في جملة السنة من تهاون في صلاتها فهي محرمة شديدة التحريم يجب منعهم منها لأنه يحرم إعادة الصلاة بعد خروج وقتها ولو في جماعة وكذا في وقتها بلا جماعة ولا سبب يقتضي ذلك ومنها أن ذلك صار سبباً لتهاون العامة في أداء الفرائض لاعتقادهم أن اعتقادهم على تلك الكيفية يكفي منهم ذلك(251).

ونص في شرحه على منهاج الإمام النووي رحمه الله المسمى " تحفة المحتاج شرح كتاب المنهاج " على أن مسألة قضاء خمس صلوات في آخر جمعة من رمضان بدعة لا أصل لها في الدين(252).

وقال العلامة علي بن سلطان القارئ (253) المتوفى سنة 1014هـ في كتابه الذي ألفه في الأحاديث الموضوعة والذي سمي بالموضوعات الكبرى وفي كتابه الذي سمى بالموضوعات الصغرى ، ما نصه " من قضى صلاة الفرائض في آخر جمعة من شهر رمضان كان ذلك جابراً لكل صلاة في عمره إلى سبعين سنة " باطل قطعاً لأنه مناقض للإجماع من العلماء على أن شيئاً من العبادات لا يقوم مقام فائتة سنوات ثم لا عبرة بنقل النهاية ولا ببقية شراح الهداية فإنهم ليسوا من المحدثين ولهذا أسندوا الحديث إلى أحد المخرجين (254).

وقد نقل هذا الكلام بلفظه ولفظ الحديث عن الملا علي قارئ العلامة إسماعيل العجلوني المتوفي سنة 1163هـ في حرف الميم من كتابه المشهور ( كشف الخفاء ومزيل الإلباس فيما يجري من حديث الناس ) وأقره على ذلك كما نراه في الصفحة الثالثة بعد المائتين من الجزء الثاني من هذا الكتاب المفيد (255) وقد ذكر هذا الحديث المفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفس اللفظ المصرح بأن من قضى صلاة الفرائض في آخر جمعة من رمضان كان ذلك جابراً لكل صلاة فائتة في عمره إلى سبعين سنة.

وذكر الحديث الدكتور مصطفى ا لسباعي في كتابه القيم المسمى " السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي وذلك عند ذكره للأحاديث التي وضعت على النبي صلى الله عليه وسلم ودست في كتب السنة النبوية كذباً وافتراء وعلق عليه بقوله (فإن هذا مخالف لما أجمع عليه من أن الفائتة لا يقوم مفامها شيء من العبادات)(256) وبمثل هذا اللفظ لهذا الحديث المفترى ما ذكره العلامة المعاصر محمد ناصر الدين الألباني في هامش مقدمة كتاب "صفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم، وحكم عليه بالوضع والبطلان ولفظه (ومن الأحاديث الموضوعة بل الباطلة التي وردت في بعض كتب الأجلة حديث من قضى صلوات من الفرائض في آخر جمعة من رمضان كان ذلك جابراً لكل صلاة فائتة في عمره إلى سبعين سنة ) عما نقله العلامة القارئ في موضوعاته الصغرى والكبرى الحكم على هذا الحديث بالبطلان وسرد نفس الكلام الذي نقلته عن العلامة القارئ والذي كان قد نقله وأقره العجلوني في كشف الخفاء كما نقل عن الشوكاني الكلام الذي سيأتي في مقالي هذا من أوله إلى آخره وأخيراً نقله عن العلامة اللكنوي مؤلف الأثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة أنه قال عن هذا الحديث المختلق والمدسوس على الشريعة الإسلامية الغراء ما نصه ( وقد ألفت لبطلان هذا الحديث الذي يوجد في كتب الأوراد والوظائف بألفاظ مختلفة مختصره ومطوله ، رسالة مسماة (درع الإخوان عن محدثات آخر جمعة في رمضان ) وأدرجت فيها فوائد تنشط بها الأذهان وتصغي لها الآذان فلتطالع فإنها نفيسة في بابها رفيعة الشان(257).

وهكذا قد ذكر هذا الحديث المفترى على رسول الله صلى والدخيل على سنة خاتم الانبياء والمرسلين العلامة الحوت البيروني المتوفي سنة 1276هـ وذلك في كتابه المختصر في الأحاديث المشهورة على ألسنة الناس المسمى (أسنى المطالب في الأحاديث على المطالب ) بنفس اللفظ المذكور في المؤلفات السابقة بلا زيادة ولا نقصان وعلق عليه بقوله (لا أصل له).

أما شيخ الإسلام الشوكاني المتوى سنة 1250هـ فقد ذكر هذا الحديث بلفظ ( من صلى في آخر جمعة من رمضان الخمس الصلوات المفروضة في اليوم والليلة قضت عنه ما أخل به من صلاة سنة وقال عنه هذا موضوع لا إشكال فيه ولم أجده في شيء من الكتب التي جمع مصنفوها فيها الموضوعات ولكنه اشتهر عند جماعة من المتفقهة بمدينة صنعاء في عصرنا هذا ( أي في النصف الأول من القرن الثالث عشر من الهجرة ) وصار كثير منهم يقولون ذلك ولا أدري من وضعه لهم فقبح الله الكذابين هكذا قال الشوكاني في كتابه الصلاة من مؤلفه في الموضوعات الذي سماه ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة)(258).

وقال الشيخ محمد الشقيري من علماء السنة النبوية ومن تلاميذه السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار رحمه الله في كتابه السنة والمبتدعات من الأذكار والصلوات) ما نصه ( فصل في بدعه صلاة المكتوبات قال في شرح المواهب ، وأقبح من ذلك ما اعتيد في بعض البلاد من صلاة الخمس في هذه الجمعة عقب صلاتها زاعمين أنها تكفر صلوات العام أو العمر المتروكة وذلك حرام لوجوه لا تخفى (259).

إذا عرفت هذا علمت أن هذا الحديث من جملة الأحاديث المفتراه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الذي اختلقه وافتراه على الشريعة الإسلامية لم يكن من الكذابين الذين ظهروا في عصر التدوين لكتب الفقه الإسلامي على جميع المذاهب الإسلامية ولا في عصر تدوين السنة النبوية ولا بعد عصر تدوين الكتب الفقهية بقرن أو بقرنين بدليل عدم ذكره في كتب أهل السنة التي جمع لبيان الأحاديث الموضوعة، على الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في القرن السادس من الهجرة النبوية وفيما بعده من القرون التالية إلى القرن التاسع لا في مؤلفات ابن الجوزي ولا الجوزجاني ولا الصاغاني ولا العسقلاني ولا السيوطي ولا غيرهم ممن عاش في القرن السادس أو السابع أو التاسع ابد وإنما ذكر في شرح الهداية وشرح ابن حجر المكي للمنهاج وفي موضوعات القاري وغيره من المتأخرين الذين عاشوا في العاشر وما بعده إلى يومنا هذا.

كما علمت من جميع ما نقلته عن الحفاظ حول هذا الخبر الموضوع أنه قد ورد بلفظين الأول ما ذكره شيخ الإسلام الشوكاني في الفوائد المجموعة واللفظ الثاني ما ذكره الشيخ على القاري وغيره من الحفاظ المنقول كلامهم سبقاً على اختلاف نصه مخالف للأدلة القطعية للكتاب والسنة والإجماع وأنه من الأخبار التي تتنافى معها أصول الإسلام ، كما أنه مما تشمئز له النفوس المؤمنة وتمجه الأسماع ولا سيما وقد نص حفاظ السنة النبوية المتأخرون الذين وقفوا عليه بأنه من الأخبار الموضوعة والمفتراة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمدسوسة في بعض كتب الفقه التي لم يكن مؤلفوها من رجال الحديث ولا من المختصين بدراسة السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام كما دلت عليه التصريحات السابقة التي صرح بها ابن حجر المكي والعجلوني السوري وشارح المواهب والملا على قارئ والشوكاني والبيروني واللكنوي والشقيري والألباني والسباعي رضي الله عنهم جميعاً وجزاهم عن الذب عن الشريعة الإسلامية الغراء وعن السنة المحمدية المطهرة أفضل الجزاء وكتب ثوابهم وضاعف حسناتهم آمين وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.




--------------------------------------------------------------------------------

(242)

(243) سورة الطلاق: آية (2،3)

(244) صحيح البخاري: كتاب الجمعة: حديث رقم(1097) بلفظ: حدثنا المكي بن إبراهيم عن عبدالله بن سعيد عن عامر بن عبدالله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي سمع أبا قتادة بن ربعي الأنصاري رضي اللهم عنهم قال قال النبي صلى اللهم عليه وسلم إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين.

أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها 1166، 1167 والترمذي في الصلاة 290 والنسائي في المساجد 722 وأبو داود في الصلاة 395 وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها 1003 وأحمد في باقي مسند الأنصار 21485، 21533، 21548، 21600، والدارمي في الصلاة 1357.

أطراف الحديث: الصلاة 425.

(245)

(246)

(247) مسند أحمد: كتاب مسند العشرة المبشرين بالجنة: حديث رقم (681) بلفظ: حدثنا علي بن إسحاق أنبأنا عبد الله حدثنا الحجاج بن أرطاة عن عطاء الخراساني أنه حدثه عن مولى امرأته عن علي بن أبي طالب رضي اللهم عنهم قال إذا كان يوم الجمعة خرج الشياطين يربثون الناس إلى أسواقهم ومعهم الرايات وتقعد الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم السابق والمصلي والذي يليه حتى يخرج الإمام فمن دنا من الإمام فأنصت أو استمع ولم يلغ كان له كفلان من الأجر ومن نأى عنه فاستمع وأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفلان من الوزر ومن نأى عنه فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفل من الوزر ومن قال صه فقد تكلم ومن تكلم فلا جمعة له ثم قال هكذا سمعت نبيكم صلى اللهم عليه وسلم.

أخرجه أبو داود في الصلاة 887

معاني الألفاظ:

الربث: هو الأمر الذي يحبس الإنسان عن مهامه

الراية: العلم

الدنو: القرب

الكفل: الجزء والنصيب والضعف

(248) سورة آل عمران آية 103.

(249) سورة الجمعة آية 9.

(250) أبو داود ، كتاب: الصلاة: الرجل يخطب على قوس ، رقم: (1096).

(251) فتاوى ابن حجر ص 217 ج1.

(252) انظر تحفة المحتاج.

(253) موضوعات الملاعلي قارئ ص 356.

(254) انظر كشف الخفاء صـ273.

(255) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي 117.

(256) هامش صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني ص 113.

(257) سنن المطالب ص 225.

(258) الفوائد المجموعة 94.

(259) السنن والمبتدعات 157.


 
قديم 14/9/2008, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
book1
مـهـند س مـجـتهد


الملف الشخصي
رقم العضوية : 109235
تاريخ التسجيل : Jul 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 77 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 36
قوة الترشيـح : book1 يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

book1 غير متصل

new رد: ســـــــــؤال اليوم الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

حكم صلاه الجمعه؟

يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله { إذَا نُودِيَ للصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ } وذلك هو النداء، ينادى بالدعاء إلى صلاة الجمعة عند قعود الإمام على المنبر للخطبة ومعنى الكلام: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة { فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ } يقول: فامضوا إلى ذكر الله، واعملوا له وأصل السعي في هذا الموضع العمل، وقد ذكرنا الشواهد على ذلك فيما مضى قبل. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن شُرَحْبيل بن مسلم الخَوْلانيّ، في قول الله: { فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ } قال: فاسعوا في العمل، وليس السعي في المشي.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نُودِيَ للَصَّلاةِ مِنْ يَوْم الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله } والسعي يا بن آدم أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المضي إليها.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عدّي، عن شعبة، قال: أخبرني مغيرة، عن إبراهيم أنه قيل لعمر رضي الله عنه: إن أُبيًّا يقرؤها: { فاسْعَوْا } قال: أما إنه أقرؤنا وأعلمنا بالمنسوخ وإنما هي «فامضوا».

حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: ما سمعت عمر يقرؤها قطّ إلاّ فامضوا.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا حنظلة، عن سالم بن عبد الله، قال: كان عمر رضي الله عنه يقرؤها: «فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ».

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن حنظلة، عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قرأها: فامضوا.

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا حنظلة بن أبي سفيان الجمحيّ، أنه سمع سالم بن عبد الله يحدّث عن أبيه، أنه سمع عمر بن الخطاب يقرأ: «إذَا نُودِيَ للصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ».

قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله قال: لقد توفى الله عمر رضي الله عنه، وما يقرأ هذه الآية التي ذكر الله فيها الجمعة: { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نُودِيَ للصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ } إلا «فامضوا» إلى ذكر الله.

حدثني أبو السائب، قال: ثنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان عبد الله يقرؤها: «فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ» ويقول: لو قرأتها فاسعوا، لسعيت حتى يسقط ردائي.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن عدّي، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: لو كان السعي لسعيت حتى يسقط ردائي، قال: ولكنها: «فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ» قال: هكذا كان يقرؤها.


فضل وثواب صلاه الجماعه وصلاه الجمعه؟


إن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على صلاة الجماعة في المسجد حيث قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، لأن المصلي إذا ما توضأ فأحس الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلى عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة). ويقول الرسول- صلى الله عليه وسلم( من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ومن شهد العشاء والفجر كان له قيام ليلة). كل هذه الفضائل والثواب لا يحصل عليه من صلى في بيته أو في عمله بدون ضرورة، لذلك نجد الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد اهتم بأمة الإسلام ووجههم إلى هذا الخير العظيم وحثهم على ألا يتركوه ما لم يكن هناك ضرر يعود على المسلم، فجار المسجد كيف يضيع على نفسه هذا الثواب، فحثه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أن صلاته في بيته لا تعدل صلاته في المسجد ولا تساويها، وهاهو رجل أعمى ذهب إلى رسول الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلب منه أن يرخص له في الصلاة في بيته لمشقة انتقاله من البيت إلى المسجد، فوضح له الرسول – صلى الله عليه وسلم- الثواب الذي يحصل عليه من صلاة الجماعة في المسجد وفي المشقة التي تحصل له في تنقله فقال- صلى الله عليه وسلم-له: ( هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم.قال:فأجب). ولما كانت صلاة الجمعة لها منزلة وفضل حث الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- على أدائها في المسجد بدل صلاة الظهر فيقول- صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه، غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام) فصلاة الجمعة تكفر الذنوب لمن لم يكن مصرا على ارتكابها. فكيف يهملها المسلم؟. إن من يهمل الجمعة والجماعة بدون عذر ولا مرض غير أمين على نفسه، يعرض نفسه للهلاك والشقاء والعذاب في الدنيا والآخرة حيث يكون أمامه ما به تغفر سيئاته فيهملها ويتركها ولا يأبه بها، وفي ذلك يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم: ( من ترك ثلاث جمع تهاوناً طبع الله على قلبه) ويقول رب العالمين في صلاة الجمعة: ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) مما يدل على أنها فرض عين على كل مسلم حر عاقل بالغ مقيم قادر على السعي إليها خال من الأعذار المبيحة للتخلف عنها، فصلاة الفرد في بيته أو مكان عمله لا تكون إلا إذا كانت هناك ضرورة تدعو إلى ذلك فإذا كانت هناك ضرورة فلا مانع. وكذلك صلاة الجماعة في غير المسجد لا مانع من ذلك إذا كان المسجد بعيداً أو يشق على الجماعة الذهاب إليه أو للمحافظة على العمل أو الخوف من الطريق أو ضياع الوقت، أما إذا لم يكن هناك ما يدعو إلى ذلك فالأفضل الصلاة في المسجد.


شروط وجوب صلاه الجمعه ؟

تنقسم شروط صلاة الجمعة إلى ثلاثة أنواع:‏
1- شرط وجوب فقط ‏
2- شرط صحة فقط.
3- شرط وجوب وصحة معاً.‏
*- شروط وجوب صلاة الجمعة تسعة:
1- الإسلام
2- العقل
3- الذكورية
4- البلوغ
5- الحرية
6- الاستيطان
7- أن لا يكون بيته وبين الجمعة أكثر من فرسخ إذا كان خارج البلد
8- عدم العذر
9- أن لا يكون مسافراً سفر قصر.

**- شروط صحة صلاة الجمعة أربعة:
1- الوقت (من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى آخر وقت الظهر
2- أن تكون بقرية ولو من قصب يستوطنها أربعون رجلاً من أهل وجوبها استيطان إقامة، لا يرحلون عنها صيفاً ولا شتاءً
3- حضور أربعين رجلا بالإمام ممن تجب عليهم الجمعة، صلاتها وخطبتها
4- تقديم خطبتين عليها.



*** شرط وجوب وصحة معاً.


أما الأول وهو: شرط الوجوب والصحة معاً، فالمتفق عليه منه هو دخول الوقت فلا تجب ‏الجمعة ولا تصح إذا فعلت في غير وقتها.‏
ووقتها عند الجمهور هو وقت صلاة الظهر، وخالف الحنابلة في مبدئه فقالوا: إنه يبدأ من ‏بعد طلوع الشمس، والأفضل عندهم أداؤها بعد الزوال.‏
وأما المختلف فيه فشيئان:‏
أ - المكان الذي تقام فيه، فالحنفية يشترطون للوجوب والصحة معاً المصر والمراد ‏بالمصر عندهم البلدة التي فيها سلطان أو نائبه لإقامة الحدود وتنفيذ الأحكام.‏
ويلحق بالمصر عندهم ضواحيه وأفنيته والقرى المنتشرة حوله.‏
ولم يشترط الفقهاء الآخرون هذا الشرط بهذه الهيئة، فالشافعية يكتفون باشتراط إقامتها في ‏خطة أبنية، سواء كانت من بلدة أو قرية. والمالكية ينحون منحاً قريباً من هذا، فيشترطون ‏أن تقام في مكان صالح للاستيطان، فتصح إقامتها عندهم في المكان الذي فيه الأبنية ‏والأخصاص ( أي البيوت المبنية من الخشب أو سعف النخيل) لاتخاذها عادة للاستيطان ‏فيها مدة طويلة، وصلاحيتها لذلك ولا تصح في المكان الذي كل مبانيه خيم لعدم اتخاذها ‏للاستيطان عادة وعدم صلاحيتها لذلك.‏
وأما الحنابلة فلا يشترطون شيئاً من هذا، فتصح عندهم في الصحاري وبين مضارب الخيام
والراجح في هذه المسألة هو أن الجمعة تصح في كل مكان حصل فيه اجتماع الناس- ‏واسمها مشتق من ذلك- ولا يشترط المصر بل تصح في المدن والقرى وقد بوب البخاري ‏بما يقتضي ذلك فقال: ( باب الجمعة في القرى والمدن) وذكر حديث ابن عباس أنه قال ‏إن أول جمعة جمعت بعد جمعة جمعت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد ‏القيس بجواثى من البحرين). وجواثي أولها جيم بعده واو ممدودة ثم ثاء مثلثة قرية من ‏قرى البحرين قال الحافظ في الفتح ووجه الدلالة منه أن الظاهر أن عبد القيس لم يجمعوا ‏إلا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لما عرف من عادة الصحابة من عدم الاستبداد بالأمور ‏الشرعية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه لو كان ذلك لا يجوز لنزل فيه ‏القرآن…." وعن أبي هريرة أنهم كتبوا إلى عمر رضي الله عنهما يسألونه عن الجمعة ‏فكتب إليهم جمعوا حيث كنتم" أخرجه بن أبي شيبة وصححه ابن خزيمة كما قال الحافظ ‏وهذا يشمل المدن والقرى.‏
وروى البيهقي في سننه عن الوليد ابن مسلم قال سألت الليث ابن سعيد كل مدينة أو ‏قرية بها جماعة وعليه أمير أمروا بالجمعة فليجمع بهم فإن أهل الإسكندرية ومدائن مصر ‏ومدائن سواحلها كانوا يجمعون الجمعة على عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ‏رضي الله عنهما بأمرهما وفيها رجالٌ من الصحابة.‏
ثم قال البيهقي بعد أن نقل جملة من الآثار عن الصحابة فمن بعدهم في هذا المعنى قال: ‏‏"والأشبه بأقاويل السلف وأفعالهم إقامة الجمعة في القرى التي أهلها أهل قرار وليسوا بأهل ‏عمود ينقلون…)‏
بل أن بعض أهل العلم صححها من أهل البادية مستدلين بما روى عبد الرزاق بإسناد ‏صحيح -كما قال الحافظ - عن ابن عمر أنه كان يرى أهل المياه بين مكة والمدينة ‏يجمعون فلا يعيب عليهم"‏
ب - إذن السلطان في إقامتها، وهذا الشرط عند الحنفية فقط، ولم يشترطه غيرهم غير ‏أن المالكية يرون أنه يندب استئذانه أولاً فإن منع وأمن شره لم يلتفت إلى منعه وأقيمت ‏وجوباً. ولا دليل من الكتاب أو السنة على اعتبار هذا الشرط.‏
النوع الثاني من شروط الجمعة وهو: شرط الوجوب فقط، ويتلخص في خمسة أمور:‏
‏1- الإقامة في المكان الذي تقام فيه الجمعة سواء كانت الإقامة دائمة أو مؤقتة تقطع ‏حكم السفر.‏
‏2- الذكورة، فلا تجب على النساء
‏3- الحرية، فلا تجب على العبد لانشغاله بخدمة سيده.‏
‏4- صحة البدن وخلوه مما يشق معه -عادة- الخروج لشهود الجمعة في ‏المسجد، كمرض وألم شديدين، ودليل ما تقدم ما أخرجه أبو داود عن ‏طارق ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة حق واجب ‏على كل مسلم في جماعة إلا أربعة عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو ‏مريض."‏
وأما سقوطها عن المسافر فلما أخرجه البهقي والدار قطني وغيرهما أن النبي صلى الله عليه ‏وسلم قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلا مريضاً أو مسافراً أو امرأة ‏أو صبياً أو مملوكاً". وللحديث شواهد كثر.‏
وألحقوا بالمريض ممرضه الذي يقوم بأمره، ولا يجد من ينوب عنه ممن لا تجب عليه.‏
‏5- السلامة من العاهات المقعِدة، كالشيخوخة الشديدة والعمى، فإن وجد الأعمى قائداً ‏متبرعاً أو بأجرة معتدلة وجبت عليه عند الجمهور.‏
‏هذا بالإضافة إلى العقل والبلوغ والإسلام، كما هي مشترطة في باقي العبادات.‏
النوع الثالث من شروط الجمعة هو شرط الصحة فقط، ويتلخص في أربعة أمور:‏
أ - خطبة متقدمة على الصلاة مما يطلق عليه اسم خطبة مشتملة على حمد وذكر وتذكير.‏
ب - الجماعة، ولا خلاف في أصل هذا الشرط، وإنما الخلاف بين الفقهاء فيما يتحقق ‏به؟ على ثلاثة مذاهب مشهورة:‏
الأول: للشافعية والحنابلة: يجب أن لا يقل المجمعون عن أربعين رجلاً ممن تجب عليهم ‏الجمعة. الثاني: للمالكية: يجب أن لا يقل المجمعون عن اثنى عشر رجلاً ممن تجب عليهم ‏أيضاً.‏
الثالث: للحنفية: أنها تنعقد بالإمام وثلاثة معه.‏
وهنالك أقوال أخرى لبعض أهل العلم مذكورة في المطولات، وقد عد الحافظ ابن حجر ‏خمسة عشرة قولاً وليس لشيء منها مستند تقوم به الحجة على اشتراطه بعينه وإنما ‏المشترط حصول ما يسمى جماعة عرفاً من غير تعيين عدد معين لعدم تعيينه من الشارع ‏فيما ثبت كما نص على ذلك جمع من الأئمة.‏
ج - أن لا تتعدد الجمعة في المكان الواحد لغير حاجة أو ضرورة، وهذا مذهب الجمهور، ‏وهو الراجح لأن الجمعة شرعت لاجتماع الناس عليها حسب الإمكان فلو صلت كل ‏طائفة في مسجدها مع إمكان اجتماعهم في مسجد واحد لم يحصل المقصود منها.‏
د - اشترط الحنفية أن يكون المكان الذي تقام فيه مأذوناً فيه إذناً عاماً، بحيث يكون ‏مفتوحاً للجميع.‏
فهذه هي مجمل شروط الجمعة التي يذكرها الفقهاء، وفي بعضها خلاف. ومنهم من زاد ‏غيرها.‏
والحق أنه لا عبرة به منها إلا ما قام دليل من كتاب أو سنة أو إجماع عليه، وما سوى ‏ذلك فالجمعة فيه مثل غيرها من الصلوات.‏

اداب صلاه الجمعه؟

يوم الجمعة يوم عظيم عند الله_ سبحانه_ وتعالى

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم::

لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من التطهر و يدهن من ذهنه ،او
يمس من طيب بيته ،ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ،ثم ينصت
اذا تكلم الامام ،الا غفر الله له ما بين الجمعة و الجمعة الاخرى

الانسان اجتماعي بطبعه، يحب الجماعة التي توافقه وترعاه، وتسأل عن شؤونه وتسدي إليه النصح والمعروف، ولا بدّ للإنسان في حياته من جماعة يعيش معها، فإذا ما افتقد الجماعة التي تأمره بالخير وتعينه على التقوى، تلفقته الجماعة التي تأمره بالمنكر، وتزين له الشرور والآثام، فينساق معها الى الذنوب والعصيان، ويهوي بسببها الى النار. وقد أخبرنا الله تعالى أن المجرمين يساقون الى النار كل مع جماعته، وأن المؤمنين يحشرون الى الجنة كل مع زمرته، قال تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً.... وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً.... الزمر 71 »»73. وأمر سبحانه بالتزام الجماعة المؤمنة الصادقة فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119) التوبة.

والإسلام بعتباره دين الفطرة فهو دين الجماعة، يأمر بها ويحث على التزامها، ويكره الفرقة والاختلاف، وينعي على الذين يشذون عن الجماعة ويفارقونها بأنهم يشذون الى أهوائهم الذي يسوقهم الى الانحراف والى الضلال المبين.

وقد جاء الإسلام، والعرب نتفرقون لا تجتمع لهم كلمة أحدهم على كلمة فوحدهم بعد فرقة، وجمع شملهم بعد عداوة، وجعلهم إخوة كالجسد الواحد بعد طول تشاحن واقتتال. ومنّ عليهم بذلك فقال سبحانه: وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً آل عمران 103.

ومن مظاهر الجماعة الخيّرة في الإسلام حضّه على إقامة العبادات مع الجماعة، فقد حضّ على صلاة الجماعة، وأكد على ضرورة حضورها، ورغب في عظيم فضلها فعن ابن عمر أن رسول الله قال: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة متفق عليه.

ووعد الذين يلتزمونها ويحافظون عليها بشهادة في الدنيا تنفي عنهم مرض النفاق، وبشهادة في الآخرة تحميهم من دخول النار، فعن أنس أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: من صلى أربعين يوما في جماعة لا تفوته فيها تكبيرة الإحرام كتب الله له براءتين: براءة من النفاق وبراءة من النار رواه الترمذي.

وجعل الفرقة في الصلاة علامة على التهاون بشأنها، وهي بدورها علامة على وجود عمل للشيطان وإستيلاء له على القلوب والأعمال، فعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله يقول: ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية رواه أبو داود.

وأوعد من يتخلف عن صلاة الجماعة بتركه لهدي النبي ، وهدد بوجود علامة للنفاق فيه، فعن ابن مسعود قال من سرّه أن يلقى الله تعالى غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهنّ، فإن الله شرع لنبيّكم سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأينا وما يتخلف عنها إلا معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف رواه مسلم.

وقد حافظ المسلمون على هذه الشعيرة المباركة على مدى الأجيال، وكان لها أكبر الفضل في محافظتهم على ركن الصلاة، وظل نداء الإيمان يصدح على المآذن حتى هذه الأيام وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وقد بلغ من محافظة السلف على حضور الجماعات حدا أشبه بالخيال، فهذا سعيد بن المسيّب يقول: ما أذن مؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد.

وقد كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى، ويعزون سبعا إذا فاتتهم الجماعة.

هذا ولصلاة الجماعة آداب كثيرة إضافة الى آداب المسجد التي ذكرناها، منها ما يختص بالإمام ومنها ما يختص بالمأموم، ومنها ما يلزمهما معا، نذكر منها الآداب التالية:

1 »» المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد، والاستعداد لها بالطهارة والوضوء في البيت، والحضور في أول الوقت، وخاصة إذا كان المسجد قريبا.

عن جابر وأبي هريرة ما أن رسول الله قال: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد رواه الدارقطني.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : صلاة الرجل في جماعة تضعّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج الى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحطت عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث، تقول: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة متفق عليه.

2 »» تجنب التهاون في صلاة الجماعة، والتكاسل عنها، والانشغال بغيرها عند سماع النداء.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذّن لها، ثم آمر رجلا فيؤمّ الناس، ثم أخالف الى رجال فأحرّق عليهم متفق عليه.

3 »» الحرص على صلاة الفجر والعشاء مع الجماعة، لما فيهما من عظيم الأجر وجزيل الثواب، ولما في هذين الوقتين من البركات وتنزّل الرحمات، ولثقلهما على المنافقين لانشغالهم فيها في لهو أو نوم.

عن عثمان بن عفان قال: كان رسول الله يقول: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله رواه مسلم.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا متفق عليه.

4 »» التوقف عن الذكر والصلاة وقراءة القرآن عند سماع الأذان، وإجابة المؤذن فيما يقول.

عن معاوية أن رسول الله قال: من سمع المؤذن فقال مثلما يقول فله مثل أجره. رواه الطبراني.

5 »» الإقبال الى صلاة الجماعة بنؤدة وهدوؤ وسكينة ووقار، وخشوع للقلب، وترك لشواغل الدنيا، وتجنب الإسراع أو الركض في الطريق أو في المسجد للحوق بالجماعة..

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: إذا سمعتم الإقامة فامشوا الى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا رواه الجماعة إلا الترمذي.

6 »» إلقاء السلام على الجماعة المنتظرين للصلاة عند الدخول عليهم، وتفقد الغائبين منهم بعد أداء الصلاة، فمن كان مريضا عادوه، ومن كان مقصرا زاروه، ومن كان محتاجا أعانوه، ومن كان مصابا عزوه، ومن كان متوفى شيعوه.

7 »» السعي للوصول الى الصف الأول وذلك بالتكبير الى المسجد وتجنب تخطي رقاب المصلين للوصول إليه، فإن أحق المصلين بالصف الأول أسبقهم إليه.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا متفق عليه.

8 »» تجنب السير بين الصفوف، والحذر من المرور بين يدي المصلين أثناء صلاتهم.

عن عبدالله بن الحارث الأنصاري قال: قال رسول الله : لو يعلم المارّ بين يدي المصلي ماذا عليه ـ من الإثم ـ لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه متفق عليه. قال الرواي: لا أدري قال أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين سنة.

9 »» التوقف عن أداء صلاة السنة متى أقيمت الصلاة المكتوبة، وتخفيفها إن كان قد تلبّس بها، وقصرها الى ركعتين إن كانت رباعية وذلك للحوق الإمام.

عن أبي هريرة عن النبي قال: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة رواه مسلم.

10 »» يجب متابعة الإمام في حركات الصلاة، وتحرم مسابقته، وتبطل إن سبقه بتكبيرة الإحرام.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: إنما جعل الإمام لؤتمّ به فلا تختلفوا عليه فإذا كبّر فكبّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون متفق عليه.

11 »» إذا كان المقتدي فردا واحدا فإنه يقف عن يمين الإمام متأخرا عنه قليلا، فإن أتى آخر أشار اليه برفق بعد أن ينوي الصلاة ليتأخر، ويصفّان وراء الإمام.

عن جابر قال: قام رسول الله يصلي فجئت فقمت عن يساره فأخذني بيده فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جابر بن صخر فقام عن يسار رسول الله فأخذ بأيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه. رواه مسلم وأبو داود.

12 »» يتم إنشاء الصف خلف الإمام بمحاذاته، ثم يصطفّ المصلون يمينا ويسارا بالتساوي حتى يستكمل الصف، ولا يبدأ بتشكيل صف جديد حتى ينتهي الذي قبله وينبغي تسوية الصفوف لتكون على استقامة واحدة كما ينبغي رصّ الصفوف للتوجه الى الله تعالى بقلب واحد، وبذلك نحصل بركة الجماعة، إذ تتوحد القلوب في مقصدها فيغذي القوي منها الضعيف، وتفاض رحمة الله على الجميع.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: وسّطوا الإمام، وسدوّا الخلل رواه أبو داود.

وعن جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله فقال: ألا تصفوّن كما تصفّ الملائكة عند ربها. فقلنا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمّون الصف الأول، ويتراصّون في الصف رواه مسلم.

وعن أنس قال: قال رسول الله : سوّوا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة متفق عليه.

وعن ابن عمر ما قال: قال رسول الله : أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله رواه أبو داود.

13 »» ينبغي عدم التأخر عن أول الصلاة وتكبيرة الإحرام، وعدم التباطؤ عن الصفوف الأولى.

عن أبي سعيد أن رسول الله رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم: تقدّموا فأتمّوا بي، وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله رواه مسلم.

14 »» ينبغي أن يقف خلف الإمام مباشرة أكبر المصلين قدر وسنا، وأحسنهم خلقا وإيمانا، وأكثرهم تقوى وصلاحا، وأحفظهم للقرآن الكريم، وأعلمهم بأحكام الدين، وينبغي تقديمهم إذا كانوا في الصفوف المتأخرة، وإيثارهم بالصف الأول.

عن ابن مسعود قال: كان رسول الله يمسح مناكبنا في الصلاة يسوّيها ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولوا الأحلام والنهي ثم الذين يلونهم رواه مسلم.

15 »» يمبغي أن يخفف الإمام الصلاة مع إتمامها، ولا يطيل زيادة على المألوف رفقا بالضعفاء والمرضى والصنّاع والمسنين وأصحاب الحاجات والأعذار، وليطل إذا صلى وحده أو بمن يرضون الإطالة.

عن أبي هريرة أن النبي قال: إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، فإذا صلى لنفسه فليطوّل ما شاء رواه الجماعة.

وعن أنس قال ما صليت خلف إمام قط أخف صلاة، ولا أتمّ من النبي . متفق عليه.

16 »» تجنب الاستعجال في الخروج من المسجد بعد إنقضاء الجماعة، لئلا يؤدي الى مزاحمة المصلين ومدافعتهم، والحذر من إفساد ثواب الجماعة بإيذاء أحد منهم باليد أو باللسان، ويفضل إطالة الجلوس في المسجد لقراءة الأذكار المأثورة دبر كل صلاة.

17 »» يمكن للمرأة أن تشهد الجماعة وتصلي في المسجد إذا خرجت بإذن وليّها غير متبرّجة ولا متزينة ولا متعطّرة وصلاتها في بيتها أفضل.

عن أبي هريرة أن النبي قال: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات أي غير متطيبات. رواه أحمد وأبو داود.
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~