إسرائيل ترجئ فتح معابر غزة التجارية.. و«حماس» تتهمها بانتهاك التهدئة

[الديب sat]

أمر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بإبقاء معابر قطاع غزة مغلقة أمس حتي إشعار آخر، ردا علي هجوم بـ٣ صواريخ أطلقها نشطاء تابعون لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من القطاع علي بلدة سديروت جنوب إسرائيل ، مما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية «انتهاكا خطيرًا» لاتفاق الهدنة.

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن باراك قرر إغلاق جميع المعابر التجارية مع غزة، وأن الحكومة رفضت فتح معابر كارني وصوفا ونحال عوز التي تستخدم لنقل البضائع والوقود إلي القطاع وقالت الإذاعة إن باراك سيجري مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في وقت لاحق لتحديد مواصلة الإغلاق أو رفعه، كما قدمت إسرائيل شكوي رسمية إلي مصر حول ما وصفته «خرقا فلسطينيا للتهدئة»، وقال بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «سنبقي حتي إشعار آخر علي معابر كارني ونحال عوز وصوفا مغلقة بعد إطلاق صواريخ مما شكل انتهاكا فاضحا للتهدئة»، وأضاف أنه لن يدخل أي شيئ إلي غزة، موضحا أن إمداد القطاع بالبضائع الذي بدأ الأحد الماضي بكميات محدودة معلق في الوقت الحالي،

وقال إن معبر إيريز المخصص لعبور الأشخاص سيبقي مفتوحا لمرور المرضي، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أجري مشاورات مع باراك لمناقشة كيفية الرد الإسرائيلي علي إطلاق الصواريخ، حيث سقط صاروخان منها علي سديروت ونجم عنهما أضرار مادية وإصابة شخصين بجراح طفيفة، بينما سقط الثالث في أحد الحقول خارج البلدة، واعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إطلاق الصواريخ انتهاكا «خطيرا للهدنة» لكنه أكد استمرار إسرائيل التزام بالتهدئة.

كانت حركة حماس قد أكدت استمرار الهدنة مع إسرائيل، وقال سامي أبوزهري المتحدث باسم حماس إن الحركة ستتابع مع القوي الفلسطينية الالتزام بالتهدئة مع إسرائيل، وقال أبوزهري إن قرار إسرائيل إغلاق المعابر يمثل انتهاكا إسرائيليا لاتفاق التهدئة ويعكس سوء النوايا الإسرائيلية.

يذكر أنه كان من المقرر فتح المعابر في تمام الساعة الـ ٨ صباحًا بتوقيت جرينتش للسماح بدخول السلع والبضائع والوقود التي زاد حجمها بعد بدء سريان اتفاق التهدئة، بينما أعلن محمود الخازندار رئيس جمعية أصحاب محطات الوقود في القطاع أن السلطات الإسرائيلية منعت السولار والبنزين عن القطاع عبر معبر نحال عوز المخصص لتوريد الوقود شرق غزة، مشيرا إلي أن القطاع يعاني نقصًا شديدًا في إمدادات الوقود وأنه لا يزال بحاجة إلي ١٢ ألف طن منها فورا.

كانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي أمس الأول وهو الأول من نوعه منذ بدء سريان اتفاق الهدنة الخميس قبل الماضي مؤكدة أنه جاء ردا علي قتل إسرائيل أحد كوادرها وزميله في مدينة نابلس بالضفة الغربية، إلا أن الحركة أكدت أن الرد «رسالة استثنائية» وأنها ملتزمة بالتهدئة رغم تحفظها عليها ولكن بالقدر الذي تلتزم به إسرائيل. في غضون ذلك، قالت مصادر طبية وشهود عيان إن مزارعا فلسطينيا أصيب بإصابة خطيرة صباح أمس برصاص الجيش الإسرائيلي شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

ومن جانبها، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير فلسطين أنها لن تقف ساكتة أمام التصعيد الإسرائيلي في الضفة حيث اعتقلت قوات الاحتلال ٨ فلسطينيين وصفهم بأنهم مطلوبون في مناطق متفرقة بالضفة.

وعلي الصعيد السياسي الإسرائيلي الداخلي، نزع حزب العمل فتيل الأزمة مع شريكه في الائتلاف الحاكم حزب كاديما بزعامة أولمرت بعد أن قرر حزب العمل التخلي عن طرح قانون كان مقررا أمس علي التصويت لحل البرلمان مما كان سيؤدي إلي سقوط حكومة أولمرت لضلوع الأخير في قضايا فساد ،واتخذ الحزب قراره اثر اتفاق حصل بين حزب كاديما الوسطي وحزب العمل بزعامة وزير الدفاع إيهود باراك.

وذكرت إذاعة إسرائيل أن التغيير في موقف حزب العمل جاء بعدما وافق أولمرت علي طلب لحزب العمل بتحديد تاريخ إجراء انتخابات داخلية في حزب كاديما لاختيار زعيم جديد له وبموجب الاتفاق يتعهد كاديما بتشكيل لجنة لتحديد ميعاد الانتخابات التمهيدية لاختيار زعيم جديد للحزب. ومن المقرر أن تناقش كتلة كاديما النتائج الاثنين المقبل ثم يجتمع مجلس الحزب بعد ذلك بعشرة أيام لتحديد تاريخ للانتخابات التمهيدية علي أن تجري يوم ٢٥ سبتمبر المقبل.

وجاء ذلك بعد أن كان أولمرت قد وجه تهديدات علنية بطرد وزراء حزب العمل من الحكومة إن أيد طرح قانون للتصويت بحل البرلمان في خطوة تستهدف إسقاط حكومة أولمرت