الحسد والعياذ بالله منه

[جمال عبد العال]

"
والحسد يعنى تمنى زوال النعمة عن الغير وهو اعتراض على عطاء الله .
و
وأدلة الحسد الشرعية كثيرة هناك فرق بين الحسد والتنافس ( الغبطة ) فكما أن الحسد هو تمنى زوال نعمة الغير فإن التنافس أو الغبطه تعنى تمنى مثل حال الآخرين من غير زوالها أو تحولها عن صاحبها .......
وللحسد فرع آخر دقيق يحدث لمعظم الناس وهو حسد الاستحسان والإعجاب دون ذكر الله أو مباركة على الشيء كما حدث بين أثنين
الحسد أصله من الحقد والحقد من الغضب ....من صحابه رسول الله حين أعجب أحدها بالأخر فقال له كلاماً يمدحه ويستحسنه دون أن يبارك أو يذكر الله له فهنا صرع المحسود ولما علم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال " على ما يقتل أحدكم أخاه ألا هل بركت له ؟ بمعنى اللهم بارك فيه ولا تضره. من الكتاب والسنه:
- من الكتاب:-
:- 1 ) أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله .. [ النساء 54 ]
2 ) ومن شر حاسد إذا حسد ....... [ الفلق 5 ] .
- ومن السنة:-
1 ) إن العين حق تدخل الرجل القبر والجمل القــدر... [ الألباني ] .
2 ) أن العين حق ولو كان هناك شئ سابق القدر لسبقته العين [ صحيح مسلم ] .
وبذلك يتضح أن الحسد والعين حقيقة لامراء فيها وهو ثابت الأدلة في الكتب والرسالات السماوية ويحس الناس ويشعرون به في واقع حياتهم
في النفس والمال والولد وجميع ما يخصهم. فا الحسد مرض خطير وداء عضال يهلك الحرث والنسل ولا يرحم طفلاً ولا شيخا ًو لا غنياً ولا فقيراً ولامريض ولا صحيحاً وقد ذكر الله لفظ حاسد ولفظ الحسد وسبقهماً لفظ الشر مما يدل على عظم هذا المرض ، وحديث العين حق تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر يعنى أن الحسد يصيب الرجل فيمرضه فيموت فيقبر وكذلك يصيب الجمل الضخم الذي كان يعتمد عليه الناس في ركائبهم فيذبح من أثر الحسد ليوضع في القدر ليؤكل لحماً .
وللحسد أثار خطيرة على الأمم والشعوب والمجتمعات ... ففى الحديث الشريف " إليكم وداء الأمم ... الحسد .. والبغضاء " مجتمع يتنفس فيه الحقد والحسد والبغضاء وما يترتب على ذلك من أثار خطيرة فلا ترى فى هذا المجتمع سوى الفرقة والتخلف والتنافر والتباغض والمرض والجهل والفقر .
فإن أول جريمة ارتكبت على هذه الأرض كانت بسبب الحسد فيقول العلماء ما قتل أبن آدم أخاه إلا حسداً ...
و ذلك ما فعل أخوة يوسف بيوسف إلا حسداً وقص الكتاب الكريم ذلك " اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخلوا لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين " فالحسد إذاً أكثر ما يكون بين الأقران [ الأهل –الزملاء - الأخوة – الأقارب الجيران ....... الخ ]
والحسد إنما يكون من النفس،و النفس من أعجب المخلوقات فهي كم تخترق من أسرار عجيبة تحير العقول والألباب ، وقد ذكر الله سبحانه [ ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ] . "الشمس"
والحسد فى قول بعض العلماء يمثل سهاماً تخرج من نفس ال الحسد أو العين وكان حذراً محصناً ليس بغافل فلا منفذ فيه للسهام وربما ارتدت السهام على الحاسد أو العائن .
حاسد أو العائن نحو المحسود سواء كان إنسان أو أى شئ تصيبه تارة وتخطئه أخرى فإن صادفته هذه العين وكان الانسان غافلا ً لا وقاية عليه ولا حصن له أثرت فيه ولابد، وإن صادفه ويؤيد بعض الأطباء أن الحسد مظهر من مظاهر قوى النفس وله تأثير فى النفوس الأخرى ويمثل الجانب السئ منها ولا عجب فهناك أشياء عجيبة تحدث فى هذا الكون ولا يزال الأطباء والعلماء فى شتى المجالات يبحثون فى ما هية النفس البشرية و أسرارها .
وأثبت العلم أن بعض الحيات والثعابين إذا رأت عدواً لها انفعلت وتغيظت وقذفت بسمها على فريستها، ففى الحديث الصحيح الذي رواه الأمام البخاري " فى الأبتر وذي الطفتين من الحيات أنهما يلتمسان البصر ويسقطان الحبلى " ،،معنى هذا أن هذا النوع من الحيات يؤثر على بصر الانسان وأيضا يؤثر في المرأة الحامل ،،وهذا يدل على تأثير قوة النفس والعين على الإنسان .
ومن نتائج الدراسات العلمية أيضاً ما أعلنته بعض الجامعات والمراكز البحثية العلمية من أن العين تخرج أشعة تستطيع أن تؤثر عن بعد فى الماديات فقد تمكنت فتاة روسية أن تفصل صفار بيضه عن بياضها وهى فى وعاء بعيد ، كذلك تمكن أحد العلماء فى أوربا من متابعة امرأة استطاعت تحريك إبرة البوصلة فى اتجاهات مختلفة استطاعت تحريك إبرة البوصلة فى اتجاهات مختلفة بمجرد النظر إليها، والأبحاث فى هذا المجال كثيرة ومتعددة .
وهناك قاعدة تقول ان:
( كل عائن حاسد وليس كل حاسد عائن). فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن .
الحاسد أشد خطراً على نفسه منه على الآخرين كما يقول الشاعر
" اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله ، كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله"
فها هي النفس وبعض أسرارها فى المخلوقات عامة

[الشيخ سيد]

بارك الله فيك اخى الكريم ولك جزيل الشكر