ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20/9/2020, 11:28 AM
 
zoro1
كبير مشرفين المنتدي الاسلامى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  zoro1 غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 426233
تاريخ التسجيل : Mar 2020
العمـر :
الـجنـس :  sjv,k[
الدولـة :
المشاركـات : 5,237 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 135
قوة التـرشيـح : zoro1 يستاهل التقييمzoro1 يستاهل التقييم
افتراضي قضية الرزق وكيف نظر الإسلام إليها؟

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


اللهم ارزقنا الصبر عند البلاء ، والرضا بالقضاء


اللهم لا عظيم الا انت ولا رحيم الا انت ولا كريم الا انت ولا معطي


الا انت ولا اله الا انت

قضية الرزق وكيف نظر الإسلام إليها؟
أيها الأحبَّة، ما من إنسان على وجه الأرض مهما كانت عقيدتُه إلا وقضيةُ الرزق تَشغل بالَه في الليل والنهار، حينما تستمع إلى أحاديث الناس، فتجد أن جلَّ أسئلتهم عن هذه القضية، يَخرُج الإنسان من بيته في الصباح الباكر؛ لكي يوفر المال لنفسه وعياله.
الإنسان يفكِّر في احتياجات أُسرته؛ من مأكل، ومشربٍ، ومسكنٍ، يفكِّر في أولاده؛ في دروسهم، في ملابسهم، في أكْلهم وشربهم، ويستمر هذا التفكير، حتى يكبر أولاده، فيُفكر في تجهيزهم، وفي إعدادهم لمرحلة أخرى، هي مرحلة الزواج، هذه هي قضية الرزق في حياة كثير من الناس، والسؤال: ما هي وجهة نظر الإسلام في قضية الرزق؟ أو ما هي القواعد التي وضعها الإسلام لقضية الرزق؟ أو ما هي القواعد التي ينبغي للمسلم أن يَعتقدها وهو يتوجَّه في هذه الحياة للسعي وراء لُقمة عيشه؟
الإسلام يحثُّ على العمل، وينهى عن البطالة والكسل [1]:
لقد حثَّنا ديننا الإسلامي على العمل في كثيرٍ من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم.
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105]، ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15].
ومن هنا؛ فإن الرسول - عليه السلام - وأصحابه الكرام، ومَن سار على دَربهم - قد شمَّروا عن ساعد الجِد، وعمِلوا قدر استطاعتهم في خدمة دينهم وأُمتهم، حتى إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لو قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلةٌ، فليَغرسها))؛ أخرجه الإمام مسلم.
هذا ما أرشدنا إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم أن جاءه رجلٌ من الأنصار يسأله، فقال له الرسول الكريم: ((أمَا في بيتك شيء؟))، قال: بلى: حِلسٌ - كساء يُفرش في البيت - نَلبس بعضه ونَبسُط بعضه، وقَعْبٌ - إناء - نشرب فيه الماء، قال: ((ائتني بهما))، فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: ((مَن يشتري هذين؟))؛يعني: أجرى مزادًا عليهما، قال رجل: أنا آخُذُهما بدرهم، قال: ((مَن يَزيد على درهم؟)) مرتين أو ثلاثًا، قال رجل: أنا آخُذُهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين، وأعطاهما الأنصاري، وقال: ((اشترِ بأحدهما طعامًا وانبِذه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قَدُومًا فأْتِني به))، فشد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عودًا بيده، ثم قال له: ((اذهب فاحْتَطب وبِعْ، ولا أَرينَّك خمسة عشر يومًا))، فذهب الرجل يحتطب ويَبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((هذا خير لك من أن تَجيء المسألةُ نُكتةً في وجهك يوم القيامة))؛ أخرجه أبو داود.
فهذا حثٌّ مباشر من الرسول الكريم على العمل مهما كان صعبًا، وعلى الابتعاد عن مواطن الذُّل والسؤال، فالعمل شرفٌ مهما كان متواضعًا.
الرزق ليس هو المالَ فقط:
الكثير من الناس ينظرون إلى الرزق نظرةً ضيقة قاصرة، فهم يتصوَّرون أنه المال فحسب! كلاَّ؛ قال ابن منظور في لسان العرب( الرزق هو ما تقوم به حياة كلِّ كائن حيٍّ؛ ماديًّا كان، أو معنويًّا.)
فالإيمان رزق، وحبُّ النبي رزق، وحب الصحابة رزق، والعلم رزق، والخُلقُ رزق، والزوجة الصالحة رزق، والحب في الله رزق، والمال رزق، وما أنت فيه الآن رزق، وصيامك للنهار رزق، وقيامك الليلَ رزق، إلى غير ذلك، والرزاق بكل هذه الأرزاق هو الله؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6][2].

أرزاق العباد على الله تعالى:
أكَّد الله - سبحانه - هذا المبدأَ، وأقرَّ هذه القاعدةَ في كتابه، فلا رازق سواه، كما أنه لا خالق غيرُه، خَلَق ورزَق دون عناءٍ ولا كلفة ولا مَشقة، فلو سأله الخَلْقُ جميعًا فأعطاهم، لم ينقص ذلك من ملكه شيئًا؛ كما قال في الحديث القدسي الجليل الذي رواه مسلم عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن الله - تبارك وتعالى - أنه قال: ((يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرَّمًا، فلا تَظالموا.
يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا مَن هديته، فاستهدوني أهْدِكم.
يا عبادي، كلكم جائعٌ إلا من أطعَمته، فاستطعموني أُطعمكم.
يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أَكسكم.
يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم.
يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضَرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.
يا عبادي، لو أن أوَّلكم وآخركم، وإنسكم وجِنَّكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا.
يا عبادي، لو أن أوَّلكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أفجرِ قلب رجلٍ واحد منكم، ما نقص ذلك من مُلكي شيئًا.
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان منهم مسألته، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المِخيَط إذا أُدخل البحر.
يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أُوفيكم إيَّاها، فمن وجَد خيرًا، فليحمد الله - عز وجل - ومن وجَد غير ذلك، فلا يَلومَنَّ إلا نفسه)).
ومن آيات ربِّنا - سبحانه - التي تُقرِّر هذه القاعدة قولُه - جل ذكره -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58].
وما جاء به في ختام الآية الثانية، فالرزَّاق من أبنية المبالغة، وهو يعني الذي يَرزق مرة بعد مرة، الرزاق لجميع عباده، وقوله: ﴿ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾، يدلُّ على أنه لا يُعجزه شيء من هذا العطاء والرزق، فيُعطي ويَخلق بالقدرة المعجزة التي لا نهاية لها!
وقال ربُّنا: ﴿ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ﴾ [ص: 54].
فما على الإنسان إلا أن يسعى في الطلب، ويُحسن التوكُّل على الله، والله تعالى يُفيض عليه من رزقه.
الرزق مكفول، فلِمَ الهمُّ؟
قال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22 - 23].
وعتَب على هؤلاء الذين يقتلون أولادهم بغير حقٍّ، لا لشيء إلا الخوف أن يأكلوا من طعامهم، فيُقللوا عليهم أرزاقهم، فقال - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31].
وقال تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 60].
والمعنى - كما يقول ابن كثير رحمه الله -: (لا تُطيق جمعه ولا تحصيله، ولا تدَّخر شيئًا لغدٍ، ﴿اللَّهُ يَرْزُقُهَا﴾؛ أي: يُقيِّض لها رزقها على ضَعفها، ويُيَسِّره عليها، فيَبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يُصلحه، حتى الذرِّ في قرار الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في الماء).
جلَس إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - يومًا، ووضَع بين يديه بعضًا من قِطَع اللحم المشوي، فجاءت قطة، فخطِفتْ قطعةً من اللحم وهرَبت، فقام وراءها وأخذ يُراقبها، فوجد القطة قد وضَعت قطعة اللحم في مكان مهجور أمام جُحرٍ في باطن الأرض وانصرَفت، فازداد عجبُه، وظلَّ يراقب الموقف باهتمام، وفجأة خرَج ثعبان أعمى فُقِئت عيناه، يخرج من الجُحر في باطن الأرض، ويجر قطعة اللحم إلى داخل الجحر مرة أخرى، فرفع الرجل رأسه إلى السماء وقال: سبحانك يا مَن سخَّرت الأعداء يَرزق بعضهم بعضًا.
وهذا أصل مهم من أصول الإيمان: أن يعلم الجميع أن رزقَ الله تعالى الذي قدَّره لا يَفُوتُ العبدَ، بل لا بد من تحصيله، وقد قال في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما ترَكت شيئًا مما أمرَكم الله به إلا وقد أمرتُكم به، ولا شيئًا مما نهاكم عنه إلا وقد نهيتُكم عنه، وإن الروح الأمين قد ألقى في رُوعي أنه لن تموت نفسٌ حتى تستوفي رزقَها)).
فلو أن الناس عمِلوا بذلك وآمَنوا به، لَما كان هناك سرقة ولا نهبٌ، ولا غصْب ولا اختلاس، ولا تحايُل على قضية الرزق، فما قدَّر الله تعالى آتٍ لا محالة، وما لم يُقدِّر، فلن يستطيعَه العبدُ ولو بذل في سبيل ذلك الدنيا وما فيها.
ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يقول ابن آدم: مالي، مالي، وهل لك يا بن آدمَ من مالك، إلا ما أكلتَ فأفْنيتَ، أو لبِستَ فأبليتَ، أو أعطيتَ فأمضيتَ))؛ رواه مسلم.
كثرة الرزق لا تدلُّ على محبة الله:
فالله - سبحانه - يرزق الجميع، ولكنه قد يزيد أهلَ الضلال والجهل في الرزق، ويوسِّع عليهم في الدنيا، وقد يَقتُر على أهل الإيمان، فلا يظن أن العطاء والزيادة دليلُ المحبَّة والاصطفاء!
بل إنه بيَّن أنه لولا أن يكفر الناس جميعًا، لأراهم الله تعالى عطاياه لأهل الكفر، فقال - جل ذكره -: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 33 - 35].
وقد قال ربنا: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 55 - 56].
وقد حكى لنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حال النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد دخَل عليه في غرفته وهو على حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أَدَمٍ، حَشوُها ليف، وإن عند رجليه قَرَظًا مصبوبًا، وعند رأسه أَهَبٌ معلَّقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه، فبكيت، فقال: ((ما يُبكيك؟))، فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله؟! فقال: ((أمَا ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟)).
والله يعطي الدنيا مَن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 15 - 16].
يقول: ما كلُّ مَن وسَّعتُ عليه أكرَمتُه، ولا كل من قَدَرتُ عليه، أكون قد أهنتُه، بل هذا ابتلاءٌ؛ ليشكر العبد على السرَّاء، ويصبر على الضرَّاء، فمَن رُزِق الشكر والصبر، كان كل قضاء يَقضيه الله خيرًا له؛ كما في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((لا يقضي الله للمؤمن من قضاءٍ إلا كان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاءُ شكَر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبَر، فكان خيرًا له)).
وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا ﴾ [مريم: 75].
قال الحكماء: والحكمة في هذا - يعني أن الفُضلاء يقلّل لهم، والجهلاء يُضيّق عليهم - لئلا يتوهَّم الفضلاء أن الفضل يرزقهم، وإنما يرزقهم الله تعالى.
ويُنسب للإمام الشافعي - رضي الله عنه - في ذلك:




لوْ كان بالحِيَل الغِنى لوجَدتَني
بنُجوم أفلاكِ السَّماء تَعلُّقِي

لكنَّ مَن رُزِق الحِجا حُرِم الغِنى
ضدَّان مُفْترقان أيَّ تفرُّقِ




ويُنسب لجعفر الصادق - رضي الله عنه -:




عتَبتُ على الدنيا وقلتُ: إلى متى
تُسيئين صُنعًا من ذَوِي الشَّرف الجَلِي؟

أفاقدةُ الإنصاف حتى عليهمُ
تَجُودين بالهمِّ الذي ليس يَنْجلي؟

فكلُّ شريفٍ من سُلالةِ هاشمٍ
بِسَيِّئ حظٍّ في مذاهبِه ابْتُلِي

ومعْ كوْنه في غاية العزِّ والعُلا
يكون عليه الرزقُ غيرَ مُسَهَّلِ

فقالت: نعم يا بْن البَتولِ لأنَّني
خَسيسةُ قدْرٍ عن عُلاكمْ بِمَعْزِلِ

وأمَّا إساءاتي فذلك أنَّني
حَقَدتُ عليكمْ حِين طلَّقني عَلِي




الله هو المتصرِّف في أرزاق العباد:
وهذا أصلُ مهمٌّ من أصول الإيمان بقضية الرزق، فالله - سبحانه - متصرِّف في أرزاق العباد، يجعل من يشاء غنيًّا، كثيرَ الرزق، ويَقدِر على آخرين، وله في ذلك حِكمٌ بالغة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا * وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 30 - 31].
قال ابن كثير: أي خبير بصير بمَن يستحق الغنى ومن يستحق الفقر، فمن العباد من لا يَصلُحُ حالُه إلا بالغنى، فإن أصابه الفقرُ، فسَد حالُه، ومنهم بضدِّ ذلك.
وقال في قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ﴾ [الشورى: 27]:
ولو أعطاهم فوق حاجتهم من الرزق، لحمَلهم ذلك على البغي والطُّغيان من بعضهم على بعض؛ أشرًا وبطرًا، ثم قال: ﴿ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾ [الشورى: 27]، وهذا كقوله: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الحجر: 21].
وقال تعالى في حكاية عن مريمَ وزكريا - عليهما السلام -: ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37].
الرزق يُبارَك فيه بالطاعة، ويمحق بالمعصية:
الرزق يُبارَك فيه بالطاعة، ويُمحَق بالمعصية، فتَذهب بركتُه وإن كان كثيرًا ظاهرًا؛ لأن ما عند الله تعالى لا يُنال إلا بطاعته؛ قال - سبحانه -: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].
وفي المسند: ((إن الرجل لَيُحرمُ الرزق بالذنب يُصيبه))، وكما أن تقوى الله مَجلبة للرزق، فترْك التقوى مَجلبة للفقر، فما استُجْلِب رزق بمثْل ترْك المعاصي، وفي هذا يقول ربُّنا - جل ذكره -: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].
وقد ضرب الله الأمثال لذلك في القرآن؛ قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].
وقال - سبحانه -: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴾ [القلم: 17 - 20].
من استعجَل الرزقَ بالحرام، مُنِع الحلالَ:
رُوِي عن علي - رضي الله عنه - أنه دخل مسجد الكوفة، فأعطى غلامًا دابَّته حتى يصلي، فلما فرَغ من صلاته، أخرج دينارًا ليُعطيه الغلام، فوجده قد أخذ خِطام الدابَّة وانصرَف، فأرسل رجلاً؛ ليشتري له خِطامًا بدينار، فاشترى له الخِطام، ثم أتى، فلمَّا رآه علي - رضي الله عنه - قال: سبحان الله! إنه خِطام دابَّتي، فقال الرجل: اشتريتُه من غلام بدينار، فقال علي - رضي الله عنه -: سبحان الله، أردتُ أن أُعطيه إياه حلالاً، فأبى إلا أن يأخذه حرامًا[3].
[1] الإسلام يحث على العمل ويحارب الكسل؛ الدكتور يوسف جمعة سلامة.
[2] قضية الرزق؛ محاضرة للشيخ محمد حسان.
[3] قضية الرزق؛ مقالة للدكتور محمد عمارة.

تحيتي

والله الموفق

حسام العيسوي إبراهيم

صيد الفوائد
رد مع اقتباس
قديم 20/9/2020, 01:19 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
م/عماد الجميل
استاذ فضائيات


الملف الشخصي
رقم العضوية : 369033
تاريخ التسجيل : Sep 2014
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 10,995 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 479
قوة الترشيـح : م/عماد الجميل يستحق التقييمم/عماد الجميل يستحق التقييمم/عماد الجميل يستحق التقييمم/عماد الجميل يستحق التقييمم/عماد الجميل يستحق التقييم

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

م/عماد الجميل غير متصل

افتراضي رد: قضية الرزق وكيف نظر الإسلام إليها؟

اللــــــــــــــــــــــــه ينور عليك اخى الكريم
  رد مع اقتباس
قديم 20/9/2020, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
تامرالقناوى
نجم المنتدي الاسلامي

الصورة الرمزية تامرالقناوى

الملف الشخصي
رقم العضوية : 353711
تاريخ التسجيل : Oct 2013
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 1,154 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 440
قوة الترشيـح : تامرالقناوى فعلا رائعتامرالقناوى فعلا رائعتامرالقناوى فعلا رائعتامرالقناوى فعلا رائعتامرالقناوى فعلا رائع

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

تامرالقناوى غير متصل

افتراضي رد: قضية الرزق وكيف نظر الإسلام إليها؟

بارك الله فيك أخي الكريم
توقيع » تامرالقناوى

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~