سجدة الفرحة ....في الملاعب ..!!

[malek_3006]

السجود لله في الملاعب.. فرحة الشاكرين

سجود جماعي للاعبي الأهلي في مباراته الأخيرة




عادة جميلة تتزين بها ملاعبنا، في العالم العربي، ونراها كلما أحرز أحد اللاعبين هدفًًا يخر لله ساجدًا، سجدة شُكر، ويتكرر هذه المشهد فرديًّا أو بشكل جماعي، كما حدث من لاعبي المنتخب الوطني مؤخرا وقبل ذلك

وبينما يجمع النقاد الرياضيون على أن "سجدة الشكر" اقترنت بإحراز الأهداف وتحقيق الفوز، وحصد البطولات يؤكد خبراء النفس أنها تزيد طاقة الإنسان، وتساعد على اتزانه الروحي، يصفها علماء وفقهاء بأنها "سنة مُستحبة" من المسلم عند حدوث أمر مبهج، وأنها "مظهر إسلامي" يعكس قناعة فاعلها، بأن الفوز والنجاح والفلاح من عند الله عز وجل.

في البداية؛ يقولأحد اللاعبين: "أحرص على هذه السجدة دائماً، كنوع من الشكر لله عز وجل، عند إحراز أي هدف، وهي بديل إسلامي عما يقوم به بعض اللاعبين من رقصات أو إيماءات أو حركات بهلوانية غريبة على ثقافتنا الإسلامية ومجتمعاتنا العربية".

ويعرب عن سروره بانتشار هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أنها تقدم صورة طيبة عن اللاعب المسلم الملتزم، وأنها بداية عودة الانضباط إلى الملاعب العربية والإسلامية.

تُذهِب الاعتداد بالذات

لاعبو السعودية يسجدون لله بعد التعادل مع تونس بمونديال 2006 في ألمانيا

سجدة الشكر في الملاعب العربية ظاهرة جديدة، عمرها لا يتجاوز عشر سنوات، كما يؤكد عصام عبد المنعم -الرئيس الأسبق للاتحاد المصري لكرة القدم، واللاعب والناقد الرياضي- مضيفًا: "أنها جزء من مجموعة مظاهر دينية يحرص على أدائها اللاعبون كقراءة الفاتحة، أو ترديد آية أو دعاء مُعين قبل المباراة.

وقد انتشرت هذه الروح، ووصلت إلى حد قراءة القرآن بشكل جماعي في جلسات خاصة يعقدها اللاعبون خلال التدريبات أو في أثناء التجهز للمباريات.

وتتجلى الانعكاسات الإيمانية للسجدة في أنفس الرياضيين، إذ تقضي على المبالغة في إظهار مشاعر الفرحة والحزن، وتقضي على الاعتداد بالذات.

ويرتبط التفوق الرياضي بالالتزام الديني في الإسلام، فالإيمان قوة مرجحة، واللاعب يستعين بإيمانه على تحقيق النصر، فكلما حقق إنجازًا سجد لله ناسبًا الفضل إليه سبحانه، كما يتقبل الخسارة بشكل رحب، موقنًا بأن الله تعالى سوف يعوضه".

ويعود عبد المنعم بذاكرته إلى الوراء عندما كان رئيسًا للاتحاد، إذ بدأت إرهاصات التدين في الملاعب المصرية على وجه التحديد، قائلاً: "كنا نبدأ اجتماعاتنا بالصلاة في مسجد البلد الذي نسافر إليه في المباريات الدولية، مع تخصيص غرفة معينة في الفندق الذي ننزل فيه للصلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله تعالى.

ويشجع هذا الجو الديني على ممارسة الرياضة، برغم التصورات القديمة بأن ممارسة كرة القدم لهو عن ذكر الله، أما الآن فها هي تصبح عند البعض طريقاً إلى ذكر الله وشكره".

اتصال بالله

يرى د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن سجدة الشكر "جزء من ظواهر أخرى للالتزام الديني، كقراءة اللاعبين لسورة الفاتحة قبل المباراة، مما يعطيهم إحساسًا بالدعم النفسي، سواء في النصر أو الخسارة، وأن الله معهم، الأمر الذي يرفع الروح المعنوية لهم، ويرتقي بمستوى الأداء، ويقوي جهاز المناعة، ويزيد نشاط الغدد الصماء.

كما يؤدي إلى حالة من الثبات الانفعالي، ويتجلى بقدرة لا نهائية من التوهج الإيماني، لأن المشاعر الدينية عندما تكون رشيدة وناضجة يتحقق التوازن الانفعالي للإنسان، وتزداد طاقته، كما أن سجدة الشكر تدعو للطمأنينة، لما فيها من اتصال بالله عز وجل".

ويضيف المهدي: "إنها رسالة جميلة وراقية لمشجعي كرة القدم ومتابعي الرياضة بصفة عامة، ورسالة محترمة وعميقة ومؤثرة، وهي نوع من الحفاظ على هُويتنا وثقافتنا، وتعبير عن ابتهاجنا وفرحنا على طريقتنا، علمًا بأن أي نشاط، سواء رياضي أو غير رياضي، إنما يعبر عن حركة الثقافة العامة في المجتمع، والجذور الخلقية لأبنائه".

ويتابع: "لقد أُجريت دراسة حول تأثير سماع القرآن على الحالة النفسية وجهاز المناعة، وعن الصلاة وآثارها، وكذلك تأثير الدعاء والتوبة والصوم والحج على طاقة الإنسان وثباته الانفعالي وقدرته على الانجاز، فتبين أن هناك علاقة طردية بين الطاقة والثبات الانفعالي والتوازن الجسدي والنفسي.

وتدعو ظاهرة سجود الشكر في الملاعب للطمأنينة، إذ يبذل الإنسان قصارى جهده، ويشعر بمزيد من الاحتياج إلى الدعم الخارجي، وأن يوفقه الله تعالى، فالتأثير الإلهي له أسرار عميقة، واللاعبون هنا قدوة للشباب في أن يشكروا الله تعالى، ويطلبوا الدعم منه".

مظهر للعبودية

ومن جهته، يشير د. أحمد العسال -مستشار رئيس الجامعة الإسلامية بإسلام آباد- إلى فضل سجدة الشكر، قائلا: "يحب الله -جلَّ في عليائه- الذين يذكرونه كثيرًا، ويشكرونه على النعماء، ويصبرون على البلاء. فيقول تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}، أي المنيبين إلى الله. وسجدة الشكر من كمال العبودية لله، ذلك أن شكر الله مظهر من مظاهر العبادة له سبحانه".

ويجمع جمهور الفقهاء على استحباب سجدة الشكر، لا سيما لمن تجددت له نعمة أو انزاحت عنه نقمة. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو بُشر به، يخر ساجدًا شكرًا لله تعالى.. وكان الصحابة يفعلونها، إذ سجد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- حين جاءه خبر قتل مسيلمة، وسجد كعب بن مالك -رضي الله عنه- لما جاءته البشرى بتوبة الله عليه.

ويشير الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إلى أن سجدة الشكر سنة مُستحبة عند حدوث أي شيء يمنح السعادة والفرح للإنسان، أيًّا كان هذا الشيء الذي يسعده، ما دام مباحًا، حتى لو كانت كرة القدم، لأنها مُباحة في أصلها".

ويقول عثمان: "ولا مانع من الصلاة في الملعب، فقد ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جُعلت لي الأرض مسجدًا، وترابها طهورًا"، مشيراً إلى أن "الأصل في سجدة الشكر أنها تؤدى في أي مكان طاهر، والأصل في الأرض الطهارة، إلا إذا غلب على ظننا أن المكان قد تنجس بشيء مما يغير صفة الطهارة".

[malek_3006]

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
----------------- سورة العصر

[على زكي]

مشكوووور

[ايهاب هاشم]

بارك الله فيك

وجزاك خيرا