ضمير الغائب

[Mr.Mostafa]

بعد الإعتماد التام على مؤهلاته العلمية ، وإيمانه أنها كافية،لتجعله وزيرا بل ورئيسا لدولة


"كل شيء كان"،وبعد أن تم نتف ريشَهُ ريشةً ريشةْ لصنع وسادات،تحت قدام أصحاب القرارغدى

الطاووس الوحيد بلا ريش ،ولم يهتم كثيرا للأمر ،كون الحرارة معظم السنة تبارز سطح الشمس ،

كما أن المذياع لا ينفك يحذر من أي طائر أو ريشة .. أو بقرة مجنونة..أو سمكة أسقمها أننا لم

نكتف باليابس فنزلنا حدود عالمها .. كما حذره الصوت الأبوي بالجهاز من مخاطر الخضراوات

المرشوشة والفاكهة المحقونة ..وأي طعام لا تسبقه كلمت فاست .. أو يتلوه ترجمة .

بعد الرفض لكل طلبات وتوسلات وشحاذة العمل والتعليق لحين النظر في توفر وظائف،

جاءالفرج..واسطة .

ولأنه وصل لمرحلة من الخمول خطيرة صحيا وذهنيا ..وطالت إقامته بالكرسي

المزروع ،بعقلية لا تعرف الزراعة،أمام التلفاز الذي تعددت قنواته التغييبيّة (أو الترفيهية

كما تعلم في المدارس) فغدا المرور عليها بصاروخ مرار الكرام يحتاج يوما أرضيا .

ولأن كرسيه هذا قد مل منه ونئى بجانبه و شق صدره من سيده حتى ظهر ما عتمر في نفسه .

ولأن العنكبوت قد نسج أوهن البيوت حوله، وباضت الحمامة واستعدت لإطلاق صغارها قبل

أن يحرك جانبه.، قرر أن يتنازل قليلا عن مبدأ اللا واسطة ، وأخذ كرت الشيخ سموه ابن سيادته

بابتسامة بلون قرص الشمس ، ليس لأنه من الكسل لم يغسل أسنانه لا سمح الله ،بل لأنه قد أَلقي

من لحظات ليست بالبعيدة محاضرة جدلية عن المبادئ وشعر من باب حمرة الخجل أو ما بقي منها

،أن الوقت لا يمكن أن يكون أسوأ إلا إذا تحول الموقف لفلم عقيم وأمطرت عليه لحظتها.

لكنه علل الوضع لضميره المصدوم بأنه مضطر، والمضطر يركب الصعب ويقول لمن هب ودب...يا سيدي.

وتذكر دعاء أحد الأمهات لإبنها الذي تشققت قدماه من الوقوف أمام مكاتب التوظيف..

وتشقق وجهه من ابتسامه مفتعله علها تصل قلب الموظف(إلاهي يوقعك في موظف مرتشي) يقبل

ببضع قروش ليضعك في مصاف الوظائف ..

وهنا ، عند هذه النقطة السوداء بسواد عادم السيارات الذي جعل منه مدخِنا رغما عنه ،

حضره نوع آخر من الضمائر.

ضمير الغائب

قرأ على روحه الفاتحة ووضع الكرت بهدوء أمام الموظف.

[انور حافظ احمد]

[هاشم2009]

مشكور يا غالي يعطيك العافية

[احمد دقدق25]

احسنت الاداء

[Mr.Mostafa]