الدعاء بين التشهد الأخير والتسليم

[helmy40]

الدعاء بين التشهد الأخير والتسليم:

يشرعُ للمصلِّي أن يدعوَ بعد التشهدِ الأخيرِ بما شاءَ من الدعوات فيسألُ اللهَ عَزَّ وجلَّ من خيري الدنيا والآخرةِ، والاقتصارُ على المأثورِ من الدعواتِ في الكتابِ والسنة أفضلُ، خاصةً مَا وردَ في هذا الموطنِ لما في التعيينِ من مزيد العناية ومُرَاعاةِ الأَصْلَحِ والأَلْيقِ بالمقامِ، ولا بأسَ أن يسألَ ربَّهُ شيئاً مما يخصُّ دنياه.
قال فضيلةُ الشيخ العثيمينَ رحمهُ اللهُ: ومن قالَ من أهلِ العلم إنه لا يدعو بأمر يتعلقُّ بالدنيا، فقوله ضعيف، لأنه يخالف عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (ثم ليتخيّرَ من الدعاءِ ما شَاءَ) متفق عليه.
ومن ِتلكَ الأدعيةِ الثابتةِ قبلَ التسليمِ: (اللهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ من المَأْثَمِ والمَغْرَمِ).

الشرح:
(المَأثَمُ): هو الأمرُ الذي يأثمُ بهِ الإنسانُ، أو هو الإثمُ نفسُهُ.
(المغرمُ): هو الدَّينُ، ويراد به ما استدين فيما يكرهه الله تعالى أو فيما يجوز، ثم عجز عن أدائه، وأما الدين إذا احتيج إليه شرعاً ويقدر المستدين على أدائه فلا يُستعاذ منه.

ومِنَ الثَّابتِ أيضًا قولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، ومِنْ عَذَابِ القبرِ، ومن فتنةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، ومِن شرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ) رواه مسلم.

الشرح:
لقد شُرِعَ لنا التعوذُ من هذهِ الأربعِ لأنها هي مجامعُ الشرِّ كلِّه، فإنَّ الشَّرَ إمَّا عذابُ الآخرةِ وإمَّا سببُه، والعذابُ نوعانِ: عذابُ في البرزخِ، وعذابٌ في الآخرةِ، وأعظمُ أسبابِ العذاب الفتنةُ، وهِيَ نوعانِ: كُبرَى وصُغْرَى، فالكبرى فتنة الدجال وفتنة الممات، الصغرى فتنة الحياة التي يمكن تداركها بالتوبة، بخلاف فتنة الممات وفتنة الدجال، فإن المفتون فيهما لا يتداركها.
حُكْمُ التَّعَوذِ من هذهِ الأربعِ:
قيل: واجبٌ، قِيلَ: سنةٌ. وقالَ فضيلةُ الشيخُ العثيمينَ رحمَهُ اللهُ: ولا شكَّ أنهُ لا ينبغي الإخلالُ بِهَا، فإِنْ أخلَّ بها فهو على خطر من أمرين: الإثم أو ألا تَصِحَّ صلاتُهُ، وقد اختار فضيلة الشيخ الألباني وجوبه.
قال فضيلةُ الشيخُ العثيمينَ رحمهُ اللهُ: والتعوذ من هذه الأربعِ في التشهد الأخير أمرَ بهِ النَّبِيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ، كما ثبتَ ذلكَ في صحيحِ مسلمٍ، وقد ذَهَبَ بعضُ العُلَمَاءِ إلى وجوب التَّعَوذِ من هذه الأربعِ في التشهدِ الأخيرِ وقال: لأنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أمرَ بهِ، وكثيرٌ من الناسِ اليومَ لا يُبالي بها، وكانَ طَاووسُ رحمَهُ اللهُ وهوَ من التابعينَ يَأمرُ مَنْ لمْ يتعوذْ من هذهِ الأربعِ بإعادةِ الصلاةِ، كما أمرَ ابنَهُ بِذلكَ، فالذي ينبغي لكَ ألا تدع التعوذَ بالله من هذه الأربعِ لِمَا في النَّجاةِ مِنهَا من السعادةِ في الدنيَا والآخرةِ. فعلى هذا ينبغي على المُصَلِّي عدمُ التساهلِ في هذا الأمرِ والتعوذِ من هذهِ الأربعِ عملاً بالأحوطِ وإدراكاً لما هوَ أفضلُ.

ومن الأدعيةِ الثابتةِ قولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ شرِّ مَا عَمِلْتَ، ومِنْ شَرِّ ما لمْ أَعْمَلْ) رواه مسلم.
الشرح: (مِنْ شرِّ مَا عَمِلتُ) أي ما عَمِلتُ مِنْ السيِّئات صغيرِها وكبيرِها.
وقوله: (ومن شرِّ مالم أعملْ): أي الحسناتِ، والمقصودُ التعوذُ من شرِّ تركِ العملِ بالحسناتِ.
والأدعيةُ الثابتةُ في هذا الموضعِ كثيرةٌ متنوعةٌ ينبغي للمسلمِ الوقوفُ عليها وحفظُهَا، والنظرُ في شروحِهَا ليحصلَ له بذلك الخيرُ الكثيرُ.

[احمدالعبيدي]

مشكوررر اللة يعطيك العافية جزاك اللة خير

[abualhajo]

بارك الله فيك

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمدالعبيدي

مشكوررر اللة يعطيك العافية جزاك اللة خير

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abualhajo

بارك الله فيك

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[انطونى سات]

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انطونى سات

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[الشعرانى]

شكرا لمجهود اخى الكريم
وجزاك الله خير الجزاء
وجعله فى ميزان حسناتك

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشعرانى

شكرا لمجهود اخى الكريم
وجزاك الله خير الجزاء
وجعله فى ميزان حسناتك

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب