التحذير من الظن

[helmy40]

التحذير من الظن



عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث متفق عليه.

--------------------------------------------------------------------------------

وهذا تقدم، تقدم وتقدم الكلام عليه، لكنه أشار إليه؛ لأنه يحسن ذكره هنا وهنا، والحديث من باب التحذير من الظن الذي لا مستند له كما تقدم، وأنه أكذب الحديث بمعنى أنه يضل الناس أن الناس ينخدعون تقدم الإشارة إلى أن فيه شبه من أقوال المنافق من جهة انخداعه لأنه يخدع، ومن يسمعه يصدقه، فيظن أن قوله صادق، وهو يعلم من نفسه أنه باطل، ومن يخاطبه أو يكلمه أو يكتب له يظن أنه صادق لأنه استند إلى سبب.

والناس قد لا يميزون بين الأسباب الباطلة والأسباب الصحيحة، لذا قال: أكذب الحديث، بخلاف الكذب الصريح، هذا أمره واضح، مثل ما تقدم المنافق مع الكافر، وأن المنافق أخطر، هكذا الذي يظهر أنه يقول قولا ويزعم أنه مستند، مثل الإنسان الذي يغتاب بصورة التعطف على إنسان، يغتاب يقول: فلان كذا، فلان المسكين، فلان كذا، ألا ترى إلى فلان، والذي يسمعه يظنه أنه من خير المصلحين، وقلبه يغلي على أخيه، لكن لم يتمكن أن يظهره بصورة الغيبة؛ إما لأن مقامه بينهم يمنع ذلك لأنه قد يظن فيه الخير، أو قد يكون يدرج شره وفساده بهذا الأسلوب، فلهذا كانت هذه من أقبح الغيبة، وذلك يظهر أنه باطلا بصورته، يقصد باطلا بصورة حق، والظن أكذب الحديث، تقدم الإشارة إلى هذا المعنى، وتقدم الإشارة إلى أن الحذر أمر مطلوب، وأنه ليس من الظن الباطل وقد تقدم معنا في الأخبار أنه -عليه الصلاة والسلام- عمل بالظن الذي يستند إلى دليل، وكذلك الحذر، الحذر لا بأس به وأخذ الحيطة عند وجود أسبابها، مثل الحذر من الكفار، الحذر من أهل الشر، وما أشبه ذلك، هذا أمر مطلوب.

وقال النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في الصحيحين: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وهذا يبين يحترس، وجاء في خبر أيضا في هذا الباب رواه أبو داود أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: أرسل رجلا من الصحابة إلى عمرو بن الفغواء الخزاعي إلى أهل مكة بعد الحديبية أو بعد فتح مكة إلى أبي سفيان بمال لبعض المساكين في مكة، أرسله إلى أبي سفيان لكي يقسمه عليهم، وأرسل عمرو بن الفغواء الخزاعي إلى مكة، فقال له النبي -عليه الصلاة والسلام-: انظر من يصحبك فحضر معه عمرو بن أمية الحضرمي، فجاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فقال من؟ فأخبره أن معه عمرا فقال -عليه الصلاة والسلام-: إذا انتهيت إلى دار قومه فاحذر؛ فإنه كما قيل: أخوك البكري لا تأمنه من أمثلة العرب ثم لما جاء ووصل إلى قريب من بلاد قومه، قال إن لي حاجة إلى أهلي أو قومي فانتظرني، فقال: نعم، قال: فتذكرت قول النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم شددت رحلي فاعترضني هو وقومه، ثم أسرعت ثم لما فتهم جاء إلي فقال: إنما كانت لي حاجة إلى قومي، قال: قلت: نعم ثم ذهب. القصة ضعيفة هي في إسنادها لكن الشاهد فيها من جهة أن أخذ الحذر عند أسبابه أمر مطلوب وحمل عليه ذلك الأثر. احترسوا من الناس بسوء الظن وهو ضعيف، كما تقدم وأنه إنما ثبت مقطوعا على مطرف بن عبد الله الشخير وهو ما أشبهه.

ولهذا المؤمن عليه أن إذا لم يكن هناك أسباب لسوء الظن فلا يجوز هذا هو الأصل، يعني تارة الأحوال ثلاثة: تارة عندك أشياء تستند إليها في سوء الظن، مثل إنسان من أهل الشر والبدعة والفساد، هذا يجب التحذير منه، مثل ها البدع فالإنسان يقول والله نحسن الظن بأهل البدع وأهل الضلالات، وأعداء السنة، هذا ما يجوز الثقة بهم، بل يجب الحذر منهم والتحذير منهم، يجب الحذر والتحذير منهم ولا يقول نحسن بهم الظن، هذا إفساد، ولا يحسن بهم الظن، بمعنى أنه يحسن باطلهم أو ما هم عليه، أما أن يدعو إلى الله، وأن يجتهد في دعوتهم، هذا أمر +واجب، لكن فرق بين إحسان الظن بهم على وجه تكون مصلحته منغمرة في مفسدته، وبين دعوتهم.

الحال الثاني: أن تظهر أسباب تدعو إلى حسن الظن، وهذا هو الأصل وهو الواجب، وفي هذه الحال تعين.

الحال الثالث: تجهل الأمر مثل المسلم المستور، هذا لا يجوز أن تسيء به الظن، بل تحمله على حسن الحال، بل إنك لو رأيت منه عورة وجب عليك أن تسترها ما لم يكن متهتكا مظهرا للشر والفساد فيمن يجب إظهاره حتى يدفع شره ويحصل الخير بذلك،

[محمود ابواحمد]

باقه ورد اقدمها لك
جزاك الله خيرا

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود ابواحمد

باقه ورد اقدمها لك
جزاك الله خيرا

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[انطونى سات]

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انطونى سات

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[hassanelaiwa]

باقه ورد اقدمها لك
جزاك الله خيرا

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasanelawa

باقه ورد اقدمها لك
جزاك الله خيرا

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[مهندس محمد عبدة]

بارك الله فيك اخى الغالى

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهندس محمد عبدة

بارك الله فيك اخى الغالى

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب