ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > شخصيات اسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19/10/2010, 11:42 AM
 
محمدكو
بـاشـمهندس

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمدكو غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 178679
تاريخ التسجيل : Oct 2009
العمـر : 44
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 41 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 125
قوة التـرشيـح : محمدكو يستاهل التميزمحمدكو يستاهل التميز
افتراضي ابا ذر الغفاري رضوان الله عليه

من هو ابو ذر الغفاري الصحابي الجليل رضي الله عنه

ابوذر جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري
و في الاستيعاب و يقال أبو الذر و الاول اكثر توفي بالربذة سنة 31 أو 32 و قيل سنة 24 و الأول أصح‏[صلى عليه‏] ابن مسعود و مات بعده في ذلك العام و قيل صلى عليه مالك بن الحارث الاشتر .

(و الربذة )بفتح الراء المهملة و الباء الموحدة و الذال المعجمة على وزن قصبة في القاموس هي مدفن ابي ذر الغفاري قرب المدينة .و في المصباح المنير :هي قرية كانت عامرة في صدر الاسلام و بها قبر ابي ذر الغفاري و هي في وقتنا هذا دراسة لا يعرف لها رسم و هي من المدينة في جهة الشرق على طريق الحاج نحو ثلاثة ايام،هكذا اخبرني به جماعة من اهل المدينة 0 سنة 723 اه و في الخلاصة ( جندب )بالجيم المضمومة و النون الساكنة و الدال المهملة المفتوحة و الباء الموحدة(و جنادة )بالجيم المضمومة و النون و الدال المهملة بعد الالف اه (و الغفاري)بكسر الغين و تخفيف الفاء نسبة الى غفار قبيلة.

الخلاف في اسمه
في الاستيعاب:اختلف في اسمه اختلافا كثيرا فقيل جندب بن جنادة و هو اكثر و أصح ما قيل فيه إن شاء الله تعالى و قيل بدر[ بدير] بن جندب و يقال برير بن عشرقة و برير بن جنادة و يقال برير[ بر] بن جنادة كذا قال ابن اسحاق و قيل بر[ برير] بن جندب ايضا عن ابن اسحاق و يقال جندب بن عبد الله (او جندب بن عبد) و يقال جندب بن سكن و المشهور المحفوظ جندب بن جنادة اه و زاد في باب الكنى و قيل برير بن عبد الله و في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن عبد الله المجمر قال اسم ابي ذر جندب بن جنادة قال و كذلك قال محمد بن عمر (الواقدي) و هشام بن محمد بن السائب الكلبي و غيرهما من أهل العلم قال محمد بن عمر سمعت أبا معشر نجيحا يقول اسم ابي ذر برير بن جنادة اه و في رجال ابن داود قيل اسمه برير بالباء المفردة المفتوحة و الراء المكسورة و الياء المثناة تحت و الراء اخيرا اه و في اسد الغابة المشهور انه جندب بن حنادة[ جنادة[ و قيل اسمه بر و قيل بالتصغير و قيل اسمه السكن بن جنادة اه و في المستدرك للحاكم باسناده عن ابي عبيدة معمر بن المثنى ابو ذر الغفاري جندب بن جنادة الخ قال ابن سلام و يقال اسمه يزيد و بسنده عن محمد بن عبد الله بن نمير قال أبو ذر جندب بن جنادة الخ و اما ما ذكر من ان اسمه يزيد فقد روي ان النبي (ص) سماه به اه و في الدرجات الرفيعة : أبو ذر الغفاري اسمه جندب بن جنادة على الاصح اه.

نسبه
في الاستيعاب:اختلف فيما بعد جنادة أيضا فقيل جندب بن جنادة ابن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار و قيل جندب بن جنادة بن صعير بن عبيد بن حرام بن غفار و قيل جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار اه و زاد في الكنى:و قيل جندب بن سفيان بن جنادة بن عبيد بن الواقفة بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار الغفاري اه

و في طبقات ابن سعد الكبير أبو ذر و اسمه جندب بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر اه و في اسد الغابة المشهور انه جندب بن جنادة بن سكن و قيل ابن عبد الله و الاختلاف في ابيه كالاختلاف في اسمه الا في السكن قيل يزيد بن عرفة(عشرقة) و قيل اسمه هو السكن بن جنادة بن قيس بن بياض بن عمرو بن مليل بلامين مصغرا ابن صعير بمهملتين مصغرا ابن حرام بمهملتين ابن غفار و قيل اسم جده سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار قال و وقع في رواية لابن ماجة ان رسول الله (ص) قال: لأبي ذر يا جنيدب بالتصغير و هذا الاختلاف في اسمه و اسم ابيه اسنده كله ابن عساكر الى قائليه و قال هو ان بريرا تصحيف بريق و كذا زيد و يزيد و عرفة اه و لا وجود له في تاريخ ابن عساكر المطبوع مع انه ورد الشام و ذلك يدل على نقصان النسخة المطبوعة كما ذكرناه في جارية بن قدامة و غيره،و في المستدرك بسنده عن ابي عبيدة معمر بن المثنى قال أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة ابن سفيان بن عبيد بن حرام (و بسنده)عن محمد بن عبد الله بن نمير قال ابو ذر جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن صعير بن حرام بن غفار اه و في الدرجات الرفيعة اسمه جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن ربيعة ابن حرام بن غفار و قيل اسم ابيه برير بموحدة مصغرا و بكسر او عشرقة أو عبد الله او السكن اه و ياتي ما ذكره أصحابنا من الخلاف في اسمه .

أمه
في الاستيعاب:امه رملة بنت الرفيعة ـاو الوقيعة ـمن بني غفار بن مليل ايضا اه و في الاصابة يقال انه اخو عمرو بن عبسة لامه اه و أسلمت امه معه لما اسلم و اخوه انيس .و في المستدرك للحاكم امه رملة بنت الوقيعة من بني غفار اه .

صفته
في اسد الغابة في الاسماء: كان ابو ذر آدم طويلا أبيض الرأس و اللحية و في باب الكنى كان أبو ذر طويلا عظيما اخرجه أبو عمر اه و لم اجده في الاستيعاب .و في الطبقات الكبير بسنده عن الاحنف بن قيس رأيت أبا ذر رجلا طويلا آدم البيض الرأس و اللحية و في الاصابة كان طويلا اسمر اللون نحيفا و فيها عن رجل من بني عامر دخلت مسجد منى فاذا شيخ معروق آدم عليه حلة قطري فعرفت انه ابو ذر بالنعت.

خبر اسلامه
في الاستيعاب في باب الكنى: له في اسلامه خبر حسن يروى من حديث ابن عباس عنه و من حديث عبد الله بن الصامت عنه ثم ذكر سنده من حديث ابن عباس انه قال لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله (ص) بمكة قال لأخيه انيس :اركب الى هذا الوادي و اعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم انه ياتيه الخبر من السماء و اسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الاخ حتى قدم مكة و سمع من قوله ثم رجع الى ابي ذر فقال رأيته يامر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يامر بمكارم الاخلاق و سمعت منه كلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني فيما اردت فتزود و حمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فاتى المسجد فالتمس النبي (ص) و لا يعرفه و كره ان يسال عنه حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي بن ابي طالب "رضي الله عنه"فقال كان الرجل غريب قال نعم قال انطلق الى المنزل فانطلقت معه لا يسالني عن شي‏ء و لا اساله قال فلما أصبحت من الغد رجعت الى المسجد فبقيت يومي حتى امسيت و سرت الى مضجعي فمر بي علي فقال أ ما آن للرجل ان يعرف منزله فاقامه و ذهب به معه و ما يسال واحد منهما صاحبه عن شي‏ء حتى إذا كان اليوم الثالث فعل ذلك فاقامه علي معه ثم قال له أ لا تحدثني ما الذي اقدمك هذا البلد قال ان اعطيتني عهدا و ميثاقا لترشدني فعلت ففعل فاخبره" علي رضي الله عنه"انه نبي و ان ما جاء به حق و انه رسول الله(ص)فاذا أصبحنا فابتغي فاني رأيت شيئا قمت كاني أريق الماء فان مضيت فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي.قال فانطلقت و دخلت معه و حييت رسول الله(ص) بتحية الاسلام فقلت السلام عليك يا رسول الله فكنت اول من حياه بتحية الاسلام فقال و عليك السلام من انت قلت رجل من بني غفار فعرض علي الاسلام فاسلمت و شهدت ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله فقال لي رسول الله(ص) راجع الى قومك فاخبرهم و أكتم امرك عن اهل مكة فاني اخشاهم عليك فقلت و الذي نفسي بيده لاصوتن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى اتى المسجد فنادى باعلى صوته أشهد ان لا اله الا الله و أشهد أن محمدا رسول الله فثار القوم اليه و ضربوه حتى اضجعوه و اتى العباس فاكب عليه و قال ويلكم أ لستم تعلمون انه من بني غفار و ان طريق تجارتكم الى الشام عليهم و انقذه منهم ثم عاد من الغد الى مثلها و ثاروا عليه فضربوه فاكب عليه العباس فانقذه ثم لحق بقومه فكان هذا اول اسلام ابي ذر . و رواه الحاكم في المستدرك بسنده نحوه ثم روى في الاستيعاب بسنده عن يزيد بن ابي حبيب قال:قدم ابو ذر على النبي (ص) و هو بمكة فاسلم ثم رجع الى قومه فكان يسخر بالهتهم ثم انه قدم على رسول الله(ص) المدينة "الحديث" و في المستدرك للحاكم بسنده عن ابي ذر قال كنت ربع الاسلام اسلم قبلي ثلاثة نفر و انا الرابع اتيت النبي (ص) فقلت السلام عليك يا رسول الله أشهد ان لا اله الا الله و أشهد ان محمدا رسول الله فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله(ص) اه .

مؤاخاته
في الطبقات الكبير لابن سعد قال محمد بن اسحاق آخى رسول الله (ص) بين ابي ذر الغفاري و المنذر بن عمرو احد بني ساعدة و انكر محمد بن عمر.الواقدي ـهذه المؤاخاة بين ابي ذر و المنذر بن عمرو و قال لم تكن المؤاخاة الا قبل بدر فلما نزلت آية المواريث انقطعت المؤاخاة و أبو ذر حين اسلم رجع إلى بلاد قومه فاقام بها حتى مضت بدر و أحد و الخندق ثم قدم على رسول الله (ص) المدينة بعد ذلك اه و في رجال بحر العلوم :

آخى رسول الله (ص) بينه و بين المنذر بن عمرو في المؤاخاة الثانية و هي مؤاخاة الأنصار مع المهاجرين و كانت بعد الهجرة بثمانية أشهر اه و روى الكشي في ترجمة سلمان الفارسي بسنده عن جعفر عن ابيه في حديث ان رسول الله ص آخى بين ابي ذر و سلمان . و روى الكليني في روضة الكافي بسنده عن ابي عبد الله (ع) انه قال آخى رسول الله (ص) بين سلمان و ابي ذر و اشترط على ابي ذر ان لا يعصي سلمان (اه) .

أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (ص) فقال: جندب بن جنادة الغفاري ابو ذر رحمه الله و قيل جندب بن السكن و قيل اسمه برير بن جنادة مهاجري مات في زمن عثمان بالربذة و ذكره في أصحاب علي (ع) فقال جندب بن جنادة و يقال جندب بن السكن يكنى أبا ذر احد الاركان الاربعة و في الفهرست جندب بن جنادة و يقال ابو ذر الغفاري رحمه الله احد الاركان الاربعة له خطبة يشرح فيها الأمور بعد النبي (ص) اخبرنا بها الحسين بن عبيد الله عن الدرري‏[ الدوري‏[ عن الحسن بن علي البصري عن العباس بن بكار عن الاشهب عن ابي رجاء العطاردي قال خطب ابو ذر و ذكرها بطولها اه و في الخلاصة جندب بن جنادة الغفاري أبو ذر و قيل جندب بن السكن و قيل اسمه يزيد بن جنادة مهاجري احد الاركان الاربعة روي عن الباقر (ع) انه لم يتغير مات في زمن عثمان بالربذة ،له خطبة يشرح فيها الأمور بعد النبي (ص) اه و قال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة قوله مات في زمن عثمان توفي أبو ذر سنة 32

و صلى عليه ابن مسعود و قدم المدينة فاقام عشرة ايام فمات عاشرها،قوله احد الاركان الاربعة و هم سلمان و المقداد و أبو ذر و حذيفة اه و قال ابن داود في رجاله جندب بضم الدال و فتحها ابن جنادة ابو ذر الغفاري و قيل جندب بن السكن بالفتحتين و قيل اسمه برير بالباء المفردة المفتوحة و الراء المكسورة و الياء المثناة تحت و الراء اخيرا اه و مراده بذلك الرد على العلامة في قوله ان جندب بفتح الدال و في قوله و قيل اسمه يزيد فان احدا لم يقل ان اسمه يزيد و انما قيل اسمه برير و في منهج المقال في رجال الكشي احاديث كثيرة في مدحه الا انه لشهرته بالكنية نذكره في باب الكنى إن شاء الله و نورد تلك الاحاديث هناك و قال في باب الكنى ابو ذر رحمه الله اسمه جندب و قيل برير تقدم اه فكانه لما وصل الى باب الكنى نسي انه لم يذكرها في باب الاسماء ففاته ذكرها في البابين،و في الاستيعاب في باب الاسماء:كان اسلام ابي ذر قديما يقال بعد ثلاثة و يقال بعد اربعة و قد روي عنه انه قال انا ربع الاسلام و قيل كان خامسا ثم رجع الى بلاد قومه بعد ما اسلم فاقام بها حتى مضت بدر و أحد و الخندق ثم قدم على النبي (ص) فصحبه الى ان مات ثم خرج بعد وفاة ابي بكر الى الشام فلم يزل بها حتى ولي عثمان ثم استقدمه عثمان لشكوى معاوية فنفاه و أسكنه الربذة فمات بها،روي عنه جماعة من الصحابة و كانوا اوعية العلم المبرزين في الزهد و الورع و القول بالحق.و في باب الكنى:كان من كبار الصحابة قديم الاسلام يقال اسلم بعد اربعة فكان خامسا ثم انصرف الى بلاد قومه فاقام بها حتى قدم على النبي (ص) المدينة اه و في اسد الغابة :هو اول من حيا رسول الله (ص) بتحية الاسلام و كان يعبد الله قبل مبعث النبي (ص) بثلاث سنين و بايع النبي (ص) على ان لا تاخذه في الله لومة لائم و على ان يقول الحق و ان كان مرا اه و في الاصابة : أبو ذر الغفاري الزاهد المشهور الصادق اللهجة كان من السابقين الى الاسلام ثم ذكر خبر اسلامه عند مسلم من طريق عبد الله بن الصامت عن ابي ذر و في اوله صليت قبل ان يبعث النبي (ص) حيث وجهني الله اه و هذا معنى ما مر عن اسد الغابة انه صلى قبل البعثة بثلاث سنين. و في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن عبد الله بن الصامت الغفاري عن ابي ذر في حديث انه قال:و قد صليت يا ابن اخي قبل ان القى رسول الله (ص) ثلاث سنين فقالت‏[ فقلت‏[ لمن قال لله فقلت اين توجه قال اتوجه حيث يوجهني الله اصلي عشاء حتى إذا كان من آخر السحر ألفيت كاني خفاء (1) الخفاء الكساء وزنا و معنى ـالمؤلفـ حتى تعلوني الشمس"الحديث"و رواه في حلية الأولياء بسنده عن ابي ذر مثله و روى في حلية الأولياء ايضا بسنده عن ابي ذر :صليت قبل الاسلام باربع سنين قيل له من كنت تعبد قال اله السماء قيل فاين كانت قبلتك قال حيث وجهني الله عز و جل .و روى ابن سعد في الطبقات ـبسنده كان ابو ذر رجلا يصيب الطريق و كان شجاعا يتفرد وحده بقطع الطريق و يغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه او على قدميه كانه السبع فيطرق الحي و ياخذ ما اخذ ثم ان الله قذف في قلبه الاسلام "الحديث" (اقول)هذا ينافي ما ذكره ابن سعد في طبقاته ايضا قال اخبرنا محمد بن عمر حدثني نجي ابو معشر قال كان ابو ذر يتاله في الجاهلية و يقول لا اله الا الله و لا يعبد الاصنام الحديث فمن يكون متالها لا يكون من قطاع الطريق.نعم روى ابن سعد باسناده في حديث ان أبا ذر بعد ما اسلم قال يا رسول الله اني منصرف الى اهلي و ناظر متى يؤمر بالقتال فالحق بك فاني ارى قومك عليك جميعا،فقال رسول الله (ص) :أصبت!فانصرف فكان يكون باسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول:لا ارد اليكم منها شيئا حتى تشهدوا ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله،فان فعلوا رد عليهم ما اخذ منهم و ان أبوا لم يرد عليهم شيئا،فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله (ص) و مضى بدر و أحد ثم قدم فاقام بالمدينة مع النبي (ص) .

و روى ايضا بسنده في آخر الحديث الذي فيه انه كان يتاله:انه بعد ما اسلم رأى امرأة تطوف بالبيت و تدعو باحسن دعاء في الارض و تقول:

اعطني كذا و كذا،ثم قالت في آخر ذلك يا اساف و يا نائلة !فقال ابو ذر انكحي احدهما صاحبه فتعلقت به و قالت انت صابي‏ء،فجاء فتية من قريش فضربوه و جاء ناس من بني بكر فنصروه،فجاء الى النبي (ص) فقال يا رسول الله اما قريش فلا أدعهم حتى اثار منهم ضربوني،فخرج حتى اقام بعسفان ،و كلما اقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقي احمالها فجمعوا الحنط قال يقول ابو ذر لقومه:لا يمس احد حبة حتى يقولوا لا إله إلا الله،فيقولون لا اله إلا الله و ياخذون الغرائر.

و روى في الطبقات ايضا باسناده عن أبي ذر :كنت في الاسلام خامسا،و باسناده عن حكام بن ابي الوضاح البصري :كان اسلام ابي ذر رابعا او خامسا.و بسنده عن ابي ذر في حديث انه قال:ما زال في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقا .و في المستدرك للحاكم :ذكر مناقب ابي ذر الغفاري ثم روى بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال ابو ذر جندب بن جنادة و قيل يزيد بن جنادة ،توفي بالربذة سنة32 و أختلفوا فيمن صلى عليه فقيل عبد الله بن مسعود و قيل جرير بن عبد الله البجلي اه .و عن ابن حجر في التقريب :تقدم اسلامه و تاخرت هجرته فلم يشهد بدرا ،و مناقبه كثيرة جدا اه .و في الدرجات الرفيعة :و قال غير ابن حجر اسلم خامس خمسة ثم رجع أي ارض قومه و قدم بعد الهجرة ،و كان من اكابر العلماء و الزهاد كبير الشأن،كان عطاؤه في السنة اربعمائة دينار،و كان لا يدخر شيئا اه.ثم قال:كان ابو ذر من اعاظم الصحابة و كبرائهم الذين اوفوا بما عاهدوا عليه الله و هو احد الاركان الاربعة و كفاه شرفا ما رواه في وصيته المشهورة التي اوصاه بها رسول الله (ص) حين قال له يا رسول الله بأبي انت و امي اوصني بوصية ينفعني الله بها!فقال ص:نعم و أكرم بك يا أبا ذر !انك منا اهل البيت ،و اني موصيك بوصية فاحفظها،ثم ذكر الوصية قال:و لو لا طولها و ما اشترطناه على انفسنا من الاختصار لاوردناها اه و سنذكرها بتمامها "انش"عند ذكر وصايا النبي (ص) له و في حلية الأولياء :و منهم العابد الزهيد،القانت الوحيد،رابع الاسلام ،و رافض الازلام قبل نزول الشرع و الاحكام،تعبد قبل الدعوة بالشهور و الاعوام،و أول من حيا الرسول بتحية الاسلام ،لم تكن تاخذه في الحق لائمة اللوام،و لا تفزعه سطوة الولاة و الحكام اول من تكلم في علم البقاء و الفناء،و ثبت على المشقة و العناء،و حفظ العهود و الوصايا،و صبر على المحن و الرزايا،!

و اعتزل مخالطة البرايا،الى ان حل بساحة المنايا. ابو ذر الغفاري رضي الله عنه.خدم الرسول ،و تعلم الاصول،و نبذ الفضول.و قد قيل:ان التصوف التاله و التدله،عن غلبات التوله.ثم قال و كان ابو ذر رضي الله تعالى عنه للرسول (ص) ملازما و جليسا،و على مسالته و الاقتباس منه حريصا،و للقيام على ما استفاد منه انيسا ساله عن الاصول و الفروع، و ساله عن الايمان و الاحسان،و ساله عن رؤية ربه تعالى،و ساله عن احب الكلام الى الله تعالى،و ساله عن ليلة القدر أ ترفع مع الأنبياء ام تبقى،و ساله عن كل شي‏ء حتى عن مس الحصا في الصلاة تخلى من الدنيا و تشمر للعقبى و عانق البلوى الى ان لحق بالمولى اه.و اراد بمس الحصا ما رواه هو بسنده عن ابي ذر :سالت رسول الله (ص) عن كل شي‏ء حتى سالته عن مس الحصا فقال :مسه او دع اه ثم روى بسنده عن أبي ذر كنت رابع الاسلام اسلم قبلي ثلاثة و انا الرابع اه .

و في رجال بحر العلوم : جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري رابع الاسلام و خادم رسول الله (ص) و احد الحواريين الذين مضوا على منهاج سيد المرسلين ثم ذكر بدء اسلامه و ذهابه الى بلاد قومه ثم هجرته الى المدينة و مؤاخاته و قال ثم شهد مشاهد رسول الله (ص) و لزم بعده امير المؤمنين (ع) و كان من المجاهرين بمناقب اهل البيت (ع) و مثالب اعدائهم لم تاخذه في الله لومة لائم عند ظهور المنكر و انتهاك المحارم ثم ذكر ما قاله فيه النبي و الوصي (ع) ثم قال و كان بينه و بين عثمان مشاجرة في مسالة من مسائل الزكاة فتحا كما عند رسول لله (ص) فحكم لابي ذر على عثمان .قال و ذكر ابن شهرآشوب انه ثاني اثنين صنفا في الاسلام .قال:و روي انه لما اشتد انكار ابي ذر على عثمان نفاه الى الشام و اخذ في النكير عليه و على معاوية ،و كان يقول:و الله اني لارى حقا يطفى و باطلا يحيى و صادقا مكذبا و أثرة بغير تقى و صالحا مستاثرا عليه،فكتب معاوية الى عثمان :ان أبا ذر قد صرف قلوب اهل الشام عنك و بغضك اليهم،فلا يستفتون غيره و لا يقضي بينهم الا هو.فكتب الى معاوية ان أحمل أبا ذر على ناب صعبة و قتب ثم ابعث به مع من ينخش به نخشا عنيفا حتى يقدم به علي.فلما قدم به على عثمان كان مما انبه به ان قال انه يقول انه خير من الشيخين !فقال أبو ذر :اجل و الله لقد رأيتني رابع اربعة مع رسول الله (ص) ما اسلم غيرنا و لا اسلما!فقال علي :و الله لقد رأيته و هو ربع الاسلام .ثم ان عثمان نفاه الى الربذة فلم يزل بها حتى مات سنة 32 من الهجرة ،و قبره بالربذة معروف اه.

ما ورد فيه من الروايات قال الكشي في رجاله : ابو ذر ابو الحسن محمد بن سعد بن مزيد و محمد بن ابي عوف قالا حدثنا محمد بن أحمد بن حماد أبو علي المحمودي المروزي رفعه قال ابو ذر الذي قال رسول الله (ص) في شانه: ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر ،يعيش وحده و يموت وحده و يبعث وحده و يدخل الجنة وحده ،و هو الهاتف بفضائل أمير المؤمنين (ع) ،و وصي رسول الله (ص) و استخلافه اياه.فنفاه القوم عن حرم الله و حرم رسوله بعد حملهم اياه من الشام على قتب بلا وطاء(الى ان قال):فقتلوه فقرأ و جوعا و ذلا و ضمرا(و ضرا)و صبرا.

و في الاستيعاب في باب الاسماء: سئل علي رحمه الله عن ابي ذر فقال ذاك رجل وعى علما عجز عنه الناس ثم اوكا عليه و لم يخرج شيئا منه اه.

اقول:معنى قوله"عجز عنه الناس"ـو الله اعلمـ:انه وعى علما كثيرا عجز غيره عن ان يعي مثله لكثرته،و حاصله انه كان شديد الطلب للعلم و لم يقدر غيره ان يطلب من العلم و يحفظ منه بقدر ما طلب هو و حفظ من العلم لشدة رغبته في اخذ العلم و وعيه،و قوله"ثم اوكا عليه و لم يخرج شيئا منه":دال على ان ذلك العلم كان مما لا تطيق عقول الناس حمله و لا تقبل نفوسهم التصديق به،فلذلك كتمه عنهم،و اوكا عليه كالذي يوكي‏ء على مال او غيره.و الا فليس يخفي علي ابي ذر ما جاء من الذم في حق كاتم العلم،و يحتمل ان يراد بعجز الناس عنه عجز عقولهم عن حمله و قبوله و نفوسهم عن التصديق به،و ما في هذا الحديث يفسر ما في الحديث الذي رواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن زاذان قال :سئل علي عن ابي ذر فقال وعى علما عجز فيه و كان شحيحا حريصا شحيحا على دينه حريصا على العلم و كان يكثر السؤال فيعطى و يمنع اما انه قد ملى‏ء له في وعائه حتى امتلأ .فلم يدروا ما يريد بقوله"وعى علما عجز فيه:اعجز عن كشف ما عنده من العلم ام عن طلب ما طلب من العلم الى النبي (ص) اه .

فان الحديث المروي في الاستيعاب صريح في ان الناس عجزوا عن هذا العلم لا هو،و حنئذ[ حينئذ[ فالظاهر ان يقرأ عجز فيه بالبناء للمجهول اي عجز الناس فيه،و يمكن ان يكون اصله عجز عنه فصحف من النساخ، و قوله:"فلم يدروا الخ.."غير بعيد ان يكون المراد به ان من تاخر عن ذلك العصر لم يدر ما يريد به و لو كان الذين سمعوه لم يدروا ما اراد لسالوه عن مراده،و الله اعلم.و لا يخفى ما في هذه الاحاديث من المدح العظيم لابي ذر بالعلم من انه وعى من العلم ما عجز عنه الناس،و انه ملي‏ء له في وعائه حتى امتلأ،و أي فضل أفضل من العلم و اي درجة اعلى من درجة العلم.و في الاستيعاب في الاسماء: روي عن النبي (ص) انه قال :في امتي ابو ذر شبيه عيسى بن مريم في زهده و بعضهم يرويه: من سره ان ينظر الى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى ابي ذر .و من حديث ورقاء و غيره عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة قال رسول الله (ص) ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من ابي ذر و من سره ان ينظر الى تواضع عيسى بن مريم فلينظر الى ابي ذر اه .و في اسد الغابة : روي ان النبي (ص) قال أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى بن مريم . و في الاستيعاب في الأسماء:و روى الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمان بن غنم قال :كنت عند أبي الدرداء إذ دخل رجل من أهل المدينة فساله فقال أين تركت أبا ذر قال بالربذة فقال أبو الدرداء : إنا لله و إنا إليه راجعون لو أن أبا ذر قطع مني عضوا ما هجته لما سمعت من رسول الله (ص) يقول فيه (و فيه)في باب الكنى بسنده عن أبي الدرداء أن الرسول (ص) قال :ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء اصدق لهجة من أبي ذر قال:و قال أبو ذر لقد تركنا رسول الله (ص) ما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علما اه و في الاصابة اخرج الطبراني من حديث أبي الدرداء كان رسول الله (ص) يبتدي‏ء أبا ذر إذا حضر و يتفقده إذا غاب اه

و روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن عبد الله بن عمر سمعت رسول الله (ص) يقول ما اقلت الغبراء و لا اظلت الخضراء من رجل اصدق من أبي ذر .و بسنده عن أبي هريرة قال رسول الله (ص) ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر من سره أن ينظر الى تواضع عيسى بن مريم فلينظر الى أبي ذر .و بسنده عن مالك بن دينار أن النبي (ص) قال أيكم يلقاني على الحال التي أفارقه عليها فقال أبو ذر أنا فقال له النبي (ص) صدقت ثم قال ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر من سره أن ينظر الى زهد عيسى بن مريم فلينظر الى أبي ذر و بسنده عن أبي الدرداء قال رسول الله (ص) ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر و بسنده عن محمد بن سيرين قال رسول الله (ص) ما اقلت الغبراء و لا اظلت الخضراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر ،و بسنده عن علي أنه قال لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر و لا نفسي ثم ضرب بيده الى صدره (قوله)و لا نفسي ان صح حمل على التواضع و هضم النفس و الا فمن الذي لا يخشى في الله لومة لائم مثل علي(ع) . و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال:قال رسول الله (ص) ما تقل الغبراء و ما تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق‏[ و[ لا أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله فنعرف ذلك له قال نعم فاعرفوه له ،قال هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه،و بسنده عن عبد الله بن عمر سمعت عن أبي الدرداء قال:قال سمعت النبي ص يقول: ما اظلت الخضراء و ما اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر ،و في الدرجات الرفيعة روي عن النبي (ص) من أراد أن ينظر الى زهد عيسى بن مريم فلينظر الى زهد أبي ذر قال:و أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء عن زيد بن وهب و أبو علي المحمودي المروزي في أماليه أنه قال (ص) ما اظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر و في رواية الترمذي اصدق و أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم ثم قال عمر بن الخطاب يا رسول الله أ فنعرف ذلك له فقال نعم فاعرفوه و في رواية المحمودي يعيش وحده و يموت وحده و يبعث وحده و يدخل الجنة وحده .

(و روى) الصدوق في العيون باسناده عن الرضا عن آبائه عن علي (ص) قال:قال رسول الله (ص) أبو ذر صديق هذه الأمة اه و قال ابن أبي الحديد في شرح النهج :قد جاء في الاخبار الصحيحة أن رسول الله (ص) قال إن الجنة لتشتاق الى أربعة علي و عمار و أبي ذر و المقداد اه.

زهده
قال الكشي في رجاله : حدثني علي بن محمد القثيبي‏[ القتيبي‏[ حدثنا الفضل ابن شاذان حدثني أبي عن علي بن الحكم عن موسى بن بكير قال:قال أبو الحسن(ع) قال أبو ذر من جزى الله عنه الدنيا خيرا فجزاها الله عني مذمة بعد رغيفي شعير أتغدى باحدهما و أتعشى بالآخر و بعد شملتي صوف اتزر باحداهما و ارتدي بالأخرى قال و قال ان أبا ذر بكى من خشية الله حتى اشتكى عينيه فخافوا عليهما فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك فقال اني عنهما لمشغول و ما عناني اكثر فقيل له و ما شغلك عنهما قال العظيمتان الجنة و النار قال و قيل له عند الموت يا أبا ذر ما مالك قال عملي قالوا أنا نسالك عن الذهب و الفضة قال ما أصبح فلا أمسى و ما أمسى فلا أصبح لنا كندوج (1) الكندوج بفتح الكاف و سكون النون و ضم الدال المهملة و بعد الواو جيم شبه المخزن لفظ معرب .ـالمؤلفـ ندع فيه خير(حر)متاعنا سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول كندوج المرء قبره ،و في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن عبد الله بن خراش رأيت أبا ذر في مظلة و في رواية في مظلة شعراء و تحته امرأة سحماء .

و بسنده عن محمد سالت ابن أخت لأبي ذر ما ترك أبو ذر فقال ترك تانين و عفوا و أعنزا و ركائب فقال العفو الحمار الذكر و بسنده عن جعفر بن برقان عن غالب بن عبد الرحمن لقيت رجلا قال كنت أصلي مع أبي ذر في بيت المقدس فكان إذا دخل خلع خفيه فاذا بزق أو تنخع تنخع عليهما و لو جمع ما في بيته لكان رداء هذا الرجل أفضل من جميع ما في بيته قال جعفر فذكرت هذا الحديث لمهران بن ميمون فقال ما أراه كان ما في بيته يسوى درهمين و في الاستيعاب روى ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كان قوتي على عهد رسول الله (ص) صاعا من تمر فلست بزائد عليه حتى القى الله (و في الطبقات )بسنده عن عطاء بن أبي مروان أنه رأى أبا ذر في نمرة مؤتزرا بها قائما يصلي قال فقلت يا أبا ذر أ مالك ثوب غير هذه النمرة قال لو كان لي لرأيته علي قال فاني رأيت عليك منذ أيام ثوبين فقال يا بن أخي أعطيتهما من هو أحوج اليهما مني قلت و الله انك لمحتاج اليهما قال اللهم غفرا انك لمعظم الدنيا أ ليس ترى علي هذه البردة و لي أخرى للمسجد و لي أعنز نحلبها و لي أحمرة نحتمل عليها ميرتنا و عندنا من يخدمنا و يكفينا مهنة طعامنا فاي نعمة أفضل مما نحن فيه(و بسنده)عن أبي شعبة قال جاء رجل من قومنا أبا ذر يعرض عليه نفقة فابى أبو ذر أن ياخذ و قال لنا أحمرة نحتمل عليها و أعنز نحلبها و محررة تخدمنا و فضل عباءة عن كسوتنا و اني لأخاف ان احاسب بالفضل .و بسنده عن عيسى بن عميلة الفزاري قال اخبرني من رأى أبا ذر يحلب غنيمة له فيبدأ بجيرانه و أضيافه قبل نفسه و لقد رأيته ليلة حلب حتى ما بقي في ضروع غنمه شي‏ء الا مصره و قرب اليهم تمرا و هو يسير ثم تعذر اليهم و قال لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا به قال:

و ما رأيته ذاق تلك الليلة شيئا.و بسنده عن خالد بن حيان قال:كان أبو ذر و أبو الدرداء في مظلتين من شعر بدمشق .و بسنده عن عبد الله بن خراش الكعبي قال:وجدت أبا ذر في مظلة شعر بالربذة تحته امرأة سحماء فقلت يا أبا ذر تزوج سحماء قال اتزوج من تضعني أحب الي ممن ترفعنيـ الحديث.و بسنده:كسي أبو ذر بردتين فائتزر باحداهما و ارتدى بشملة و كسا احداهما غلامه ثم خرج على القوم فقالوا له:لو كنت لبستهما جميعا كان أجمل!قال أجل،و لكني سمعت رسول الله (ص) يقول :اطعموهم مما تاكلون و ألبسوهم مما تكسون . و في حلية الأولياء بسنده عن عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر قال:دخلت مع عمي على عثمان !الى ان قال:

ثم قامـيعني أبا ذر ـفقال اعزموا دنياكم و دعونا و ربنا و ديننا،و كانوا يقتسمون مال عبد الرحمن بن عوف ،و كان عنده كعب ،فقال عثمان لكعب :ما تقول فيمن جمع هذا المال فكان يتصدق منه و يعطي في السبل و يفعل و يفعل قال اني لارجو له خيرا.فغضب أبو ذر و رفع العصا على كعب و قال:و ما يدريك يا ابن اليهودية!ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة لو كانت عقارب تلسع السويداء من قلبه اه .و في الدرجات الرفيعة :روي أنه لما توفي عبد الرحمن بن عوف قال أناس من أصحاب رسول الله (ص) انا نخاف على عبد الرحمن فيما ترك!فقال كعب :و ما تخافون عليه كسب طيبا و أنفق طيبا.فبلغ ذلك أبا ذر رحمة الله عليه، فخرج مغضبا يريد كعبا فمر فلحق عظم بعير فاخذه بيده ثم انطلق يطلب كعبا فقيل لكعب أن أبا ذر يطلبك فخرج هاربا حتى دخل على عثمان يستغيث به و أخبره الخبر فاقبل أبو ذر يقتص الخبر في طلب كعب حتى انتهى الى دار عثمان فلما دخل قام كعب فجلس خلف عثمان هاربا من أبي ذر رحمه الله فقال أبو ذر ههنه يا ابن اليهودية تزعم أنه لا باس بما ترك عبد الرحمن لقد خرج رسول الله (ص) نحو أحد و انا معه فقال: يا أبا ذر فقلت لبيك يا رسول الله فقال الاكثرون هم الاقلون يوم القيامة الا من قال هكذا و هكذا عن يمينه و شماله و فوقه و خلفه و قدامه و قليل ما هم ثم قال يا أبا ذر قلت نعم يا رسول الله بأبي أنت و أمي قال ما سرني أن لي مثل أحد أنفقه في سبيل الله أموت ثم أموت و لا أترك منه قيراطين ثم قال يا أبا ذر أنت تريد الأكثر و أنا أريد الأقل فرسول الله ص يريد هذا و أنت تقول يا ابن اليهودية لا باس بما ترك عبد الرحمن بن عوف كذبت و كذب من قال فلم يرد عليه حرفا حتى خرج (و في حلية الأولياء )بسنده عن عبد الله ابن خراش :رأيت أبا ذر بالربذة في ظلة له سوداء،له امرأة سحماء،و هو جالس على قطعة جوالق فقيل له انك امرؤ ما يبقى لك ولد.فقال:الحمد لله الذي ياخذهم في دار الفناء و يدخرهم في دار البقاء.قالوا يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه قال:لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني.فقالوا له لو اتخذت بساطا الين من هذا،قال اللهم غفرا،خذ مما خولت ما بدا لك و بسنده عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل على أبي ذر و هو بالربذة ،و عنده امرأة له سوداء شعثة ليس عليها أثر المجاسد و الخلوق،قال فقال أ لا تنظرون الى ما تامرني به هذه السوداء تامرني أن آتي العراق ،فاذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم،و ان خليلي عهد الي ان دون جسر جهنم طريقا ذا دحض و مزلة،و انا ان ناتي عليه و في احمالنا اقتدار،احرى ان ننجو من ان ناتي عليه و نحن مواقير،و بسنده عن أبي بكر بن المنكدر قال بعث حبيب بن مسلمة ـو هو أمير الشام ـالى أبي ذر بثلاثمائة دينار و قال استعن بها على حاجتك.فقال أبو ذر :ارجع بها اليه،أ ما وجد أحدا أغر بالله منا،ما لنا الا ظل نتوارى به،و ثلة من غنم تروح علينا،و مولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ثم اني لاتخوف الفضل(و بسنده)عن محمد بن سيرين .قال:بلغ الحارث ـرجلا كان بالشام ـمن قريش ـان أبا ذر به عوز،فبعث اليه بثلثمائة دينار.فقال:ما وجد عبد الله تعالى هو أهون عليه مني سمعت رسول الله (ص) يقول:"من سال و له أربعون فقد الحف"

و لآل أبي ذر أربعون درهما و أربعون شاة(و بسنده)عن أبي ذر قال:كان قوتي على عهد رسول الله (ص) صاعا،فلا أزيد عليه حتى القى الله عز و جل (و بسنده)عن أبي ذر قيل له أ لا تتخذ ضيعة كما اتخذ فلان و فلان قال و ما أصنع بان اكون أميرا،و إنما يكفيني كل يوم شربة ماءـأو لبنـو في الجمعة قفيز من قمح(و بسنده)عن ثابت ان أبا ذر مر بأبي الدرداء و هو يبني بيتا له.فقال:لقد حملت الصخر على عواتق الرجال فقال:إنما هو بيت ابنيه.فقال له أبو ذر رضي الله تعالى عنه:مثل ذلك،فقال يا أخي لعلك وجدت علي في نفسك من ذلك.قال :لو مررت بك و أنت في عذرة أهلك كان أحب إلي مما رأيتك فيه(و بسنده)عن أبي ذر انه قال يولدون للموت، و يعمرون للخراب و يحرصون على ما يفنى،و يتركون ما يبقى،الا حبذا المكروهان الموت و الفقر.و بسنده عن أبي ذر انه قال:في المال ثلاثة شركاء:

القدر لا يستامرك أن يذهب بخيرها أو شرها من هلاك أو موت،و الوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقها و أنت ذميم.فان استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة فلا تكونن فان الله عز و جل يقول: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما[ مما[ تحبون" الا و ان هذا الجمل مما كنت احب من مالي،فاحببت ان اقدمه لنفسي.و بسنده عن أبي السليل قال:جاءت ابنة أبي ذر و عليها مجنبتا صوف سفعاء الخدين و معها قفة لها،فمثلت بين يديه و عنده أصحابه فقالت:يا أبتاه زعم الحراثون و الزراعون أن أفلسك هذه بهرجة!فقال:يا بنية ضعيها فان أباك أصبح بحمد الله ما يملك من صفراء و لا بيضاء الا أفلسه هذه.و بسنده عن أبي ذر قال:ذو الدرهمين أشد حسابا من ذي الدرهم .و روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي ذر انه قال :اني لاقربكم مجلسا من رسول الله (ص) يوم القيامة،و ذلك اني سمعته يقول:

أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهياة ما تركته فيها ،و انه و الله ما منكم من أحد الا و قد تشبث منها بشي‏ء غيري. و في البحار عن كتاب الحسين بن سعيد عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر(ع)

قال :أتى أبا ذر رجل يبشره بغنم له قد ولدت فقال:يا أبا ذر أبشر فقد ولدت غنمك و كثرت !فقال:ما يسرني كثرتها و ما أحب ذلك،فما قل و كفى أحب الي مما كثر و إلهي!اني سمعت رسول الله (ص) يقول على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم و الامانة،فاذا مر عليه الوصول للرحم المؤدي للامانة لم يتكفا به في النار اه.

عبادته
روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي عثمان النهدي قال رأيت أبا ذر يميد على راحلته و هو مستقبل مطلع الشمس فظننته نائما فدنوت منه فقلت أ نائم انت يا أبا ذر قال لا بل كنت أصلي (و في حلية الأولياء )بسنده عن محمد بن واسع ان رجلا من البصرة ركب الى أم ذر بعد وفاة أبي ذر يسالها عن عبادة أبي ذر فقال جئتك لتخبريني عن عبادة أبي ذر قالت كان النهار أجمع خاليا يتفكر. و روى الصدوق في الخصال بسنده عن الصادق (ع) قال كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر .

شدة خوفه من الله
في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر قال و الله لو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم الى نسائكم و لا تقاررتم على فرشكم،و الله لوددت ان الله عز و جل خلقني يوم خلقني شجرة تعضد و يؤكل ثمرها. و روى الصدوق في الخصال بسنده عن الصادق عن أبيه (ع) قال :بكى أبو ذر من خشية الله عز و جل حتى اشتكى بصره،فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله ان يشفي بصرك!فقال:اني عنه لمشغول و ما هو من أكبر همي!قالوا و ما يشغلك عنه قال:العظيمان الجنة و النار اه .و في البحار عن كتاب الحسين بن سعيد عن ابن محبوب عن الثمالي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) قال :إن أبا ذر عير رجلا على عهد النبي (ص) بامه فقال له:

يا ابن السوداءـو كانت أمه سوداءـفقال له رسول الله (ص) تعيره بامه يا أبا ذر !فلم يزل أبو ذر يمرغ وجهه في التراب و رأسه حتى رضي رسول الله (ص) عنه اه .

بعض فتاواه
في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر ان رجلا أتاه فقال:ان مصدقي عثمان ازدادوا علينا أ نغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال لا قف ما لك و قل ما كان لكم من حق فخذوه،و ما كان باطلا فذروه،فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة و على رأسه فتى من قريش .فقال:أ ما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا فقال:أ رقيب انت علي، فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصمامة ههنا،ثم ظننت اني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله (ص) قبل ان تحتزوا لأنفذتها اه .

موالاته لعلي(ع)
في كشف الغمة عن أحمد بن مردويه في كتاب المناقب عن محمد بن علي بن رحيم عن الحسن بن الحكم الخيري عن سعد بن عثمان الخزاز عن أبي مريم عن داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة الليثي قال:أ لا احدثك بحديث لم يختلط قلت بلى!قال:مرض أبو ذر فاوصى الى علي (ع) فقال بعض من يعوده لو أوصيت الى أمير المؤمنين عثمان كان أجمل لوصيتك من علي !قال و الله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير المؤمنين!

و الله انه للربيع الذي يسكن اليه و لو قد فارقكم،لقد انكرتم الناس و انكرتم الأرض،قال قلت يا أبا ذر انا لنعلم ان احبهم الى رسول الله (ص) احبهم اليك!قال اجل!قلنا فايهم احب اليك قال هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه،يعني علي بن أبي طالب .

و في شرح النهج لابن أبي الحديد عن أبي جعفر الاسكافي قال روى محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال أتيت أبا ذر بالربذة أودعه،فلما أردت الانصراف قال لي و لأناس معي:ستكون فتنة فاتقوا الله و عليكم بالشيخ: علي بن أبي طالب فاتبعوه .

بعض اخباره
روى الكليني في روضة الكافي عن شعيب العقرقوفي قلت لأبي عبد الله(ع) شي‏ء يروى عن أبي ذر رضي الله عنه انه كان يقول ثلاث يبغضها الناس و أنا أحبها أحب الموت و أحب الفقر و أحب البلاء.فقال ان هذا ليس على ما ترون انما عنى بالموت في طاعة الله أحب الي من الحياة في معصية الله،و البلاء في طاعة الله أحب الي من الصحة في معصية الله، و الفقر في طاعة الله أحب الي من الغنى في معصية الله اه.

و روى الكليني في روضة الكافي بسنده عن أبي عبد الله(ع) قال :

كان رجل بالمدينة يدخل مسجد الرسول (ص) فقال:اللهم آنس وحشتي و صل وحدتي و ارزقني جليسا صالحا فاذا هو برجل في أقصى المسجد فسلم عليه و قال له من أنت يا عبد الله فقال أنا أبو ذر فقال الرجل الله أكبر الله أكبر فقال أبو ذر و لم تكبر يا عبد الله فقال إني دخلت المسجد فدعوت الله عز و جل أن يؤنس وحشتي و ان يصل وحدتي و ان يرزقني جليسا صالحا فقال له أبو ذر انا احق بالتكبير منك إذا كنت ذلك الجليس فاني سمعت رسول الله (ص) يقول انا و انتم على ترعة يوم القيامة حتى يفرغ الناس من الحساب ثم يا عبد الله فقد نهى السلطان عن مجالستي اه. و في لباب الآداب :أورد الامام أبو الحسن يحيى بن نجاح في كتاب سبل الخيرات ان عثمان بن عفان أرسل الى أبي ذر الغفاري صبرة فيها نفقة على يد عبد له و قال ان قبلها فانت حر فاتاه بها فلم يقبلها فقال اقبلها يرحمك الله فان فيها عتقي فقال ان كان فيها عتقك فان فيها رقي و أبي أن يقبلها اه و روى الحميري في المحاسن بسنده عن الصادق(ع) و قال رؤي أبو ذر يسقي حمارا له بالربذة فقال له بعض الناس أ ما لك يا أبا ذر من يسقي لك هذا الحمار فقال سمعت رسول الله (ص) يقول ما من دابة الا و هي تسال كل صباح اللهم ارزقني مليكا صالحا يشبعني من العلف و يرويني من الماء و لا يكلفني فوق طاقتي فانا أحب أن أسقيه بنفسي اه .

خبره في غزوة تبوك
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن مسعود قال لما سار رسول الله (ص) الى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه ان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم و ان يك غير ذلك فقد اراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر و أبطا به بعيره فقال رسول الله ص دعوه ان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم و ان يك غير ذلك فقد اراحكم الله منه فتلوم أبو ذر على بعيره فلما أبطا عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله (ص) ماشيا و نزل رسول الله (ص) في بعض منازله و نظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق فقال رسول الله (ص) كن أبا ذر فلما تامله القوم قالوا يا رسول الله هو و الله أبو ذر فقال رسول الله (ص) رحم الله أبا ذر يمشي وحده و يموت وحده و يبعث وحده . و في تفسير علي بن ابراهيم :كان أبو ذر تخلف عن رسول الله (ص) ثلاثة أيام و ذلك ان جمله كان اعجف فلحق بعد ثلاثة أيام و وقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه و حمل ثيابه على ظهره فلما ارتفع النهار نظر المسلمون الى شخص مقبل فقال رسول الله (ص) كن أبا ذر فقالوا هو أبو ذر فقال رسول الله (ص) أدركوه بالماء فانه عطشان فادركوه بالماء و وافى أبو ذر رسول الله (ص) و معه أداوة فيها ماء فقال رسول الله (ص) يا أبا ذر معك ماء و عطشت فقال نعم يا رسول الله بأبي أنت و أمي انتهيت الى صخرة و عليها ماء السماء فذقته فاذا هو عذب بارد فقلت لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله فقال رسول الله (ص) يا أبا ذر رحمك الله تعيش وحدك و تموت وحدك و تبعث وحدك و تدخل الجنة وحدك يسعد بك قوم يتولون غسلك و تجهيزك و دفنك(الحديث) .

ما روي عنه من الاخبار
في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر قال لياتين عليكم زمان يغبط الرجل فيه بخفة الحاذ كما يغبط اليوم فيكم أبو عشرة اه. الحاذ الظهر كني به عن قلة المال و الولد .و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر الغفاري عن أبيه عن جده عن رسول الله (ص) قال إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة و كثرت التجارة و كثر المال و عظم رب المال بماله و كثرت الفاحشة و كانت امارة الصبيان و كثر النساء و جار السلطان و طفف في المكيال و الميزان و يربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدا له و لا يوقر كبير و لا يرحم صغير و يكثر أولاد الزنا حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان لو اعتزلتما عن الطريق و يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن. ما رواه من المواعظ و الحكم (عن رسول الله (ص) )

في أسد الغابة بسنده عن ابي ذر عن رسول الله (ص) عن جبريل (ع) عن الله تبارك و تعالى انه قال :يا عبادي اني قد حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظلموا يا عبادي انكم تخطئون بالليل و النهار و انا الذي أغفر الذنوب و لا أبالي‏[ ابالى‏[ فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم.يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم،يا عبادي لو ان اولكم و آخركم و انسكم و جنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم و آخركم و انسكم و جنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم و آخركم و انسكم و جنكم كانوا في صعيد واحد فسالوني فاعطيت كل انسان ما سال لم ينقص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص البحر ان يغمس فيه المخيط غمسة واحدة يا عبادي انما هي اعمالكم احفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه اه (و روى) الحاكم في المستدرك بسنده عن ابي ذر عن رسول الله (ص) خالقوا الناس باخلاقهم و خالفوهم في اعمالهم . (و بسنده)عن صدقة بن ابي عمران بن حطان قال اتيت أبا ذر فوجدته في المسجد محتبئا بكساء اسود وحده فقلت يا أبا ذر ما هذه الوحدة فقال سمعت رسول الله (ص) يقول الوحدة خير من جليس السوء و الجليس الصالح خير من الوحدة و املاء الخير خير من السكوت و السكوت خير من املاء الشر .

و في الطبقات الكبير بسنده عن ابي ذر :اوصاني خليلي بسبع امرني بحب المساكين و الدنو منهم و امرني ان انظر الى من هو دوني و لا انظر الى من هو فوقي و امرني ان لا أسال احدا شيئا و امرني ان اصل الرحم و ان أدبرت و امرني ان اقول الحق و ان كان مرا و أمرني ان لا أخاف في الله لومة لائم و امرني ان اكثر من لا حول و لا قوة الا بالله فانهن من كنز تحت العرش .

و بسنده عن ابي ذر قال ان خليلي عهد الي ان اي مال ذهب او فضة او كي عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله .و بسنده عن ابي ذر انه قال ليس من وعى ذهبا او فضة يوكي عليه الا و هو يتلظى على صاحبه و في حلية الأولياء بسنده عن ابي ذر ان خليلي (ص) عهد الي أنه ايما ذهب او فضة او كي‏ء عليه فهو جمر على صاحبه حتى ينفقه في سبيل الله عز و جل .

و بسنده عن ابي ذر : نبي الله (ص) يتلو علي هذه الآية: (و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب) عن ابي ذر قال رسول الله (ص) يا أبا ذر اني لأعلم آية لو اخذ الناس بها لكفتهم (و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب) فما زال يقولها و يعيدها علي.

وصايا النبي (ص) لأبي ذر
روى الصدوق في الخصال و معاني الأخبار بسنده عن عتبة بن عمير الليثي عن ابي ذر ،و رواه ابو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء باسانيده عن ابي إدريس الخولاني عن ابي ذر و اللفظ بحلية الأولياء قال ابو ذر دخلت المسجد و إذا رسول الله (ص) جالس وحده فجلست اليه فقال "يا أبا ذر ان للمسجد تحية و ان تحيته ركعتان فقم فاركعهما"فقال فقمت فركعتهما ثم عدت فجلست اليه فقلت يا رسول الله انك أمرتني بالصلاة فما الصلاة قال"خير موضوع استكثر او استقل"قلت يا رسول الله فاي الأعمال أفضل قال:"ايمان بالله عز و جل،و جهاد في سبيله "قال قلت يا رسول الله فاي المؤمنين اكملهم ايمانا قال:"احسنهم خلقا"قال قلت يا رسول الله فاي المؤمنين اسلم قال"من سلم الناس من لسانه و يده"قال:قلت يا رسول الله فاي الهجرة أفضل قال:"من هجر السيئات"قال:قلت يا رسول الله فاي الصلاة أفضل قال"طول القنوت"قال قلت يا رسول الله فما الصيام قال"فرض مجز و عند الله اضعاف كثيرة"قال:قلت يا رسول الله فاي الجهاد أفضل قال"من عقر جواده و أهريق دمه"قال:قلت يا رسول الله فاي الرقاب أفضل قال"أغلاها ثمنا و أنفسها عند ربها"قال:

قلت يا رسول الله فاي الصدقة أفضل قال:"جهد من مقل يسر الى فقير"

قلت يا رسول الله اوصني!قال"اوصيك بتقوى الله فانه رأس الأمر كله"

قلت يا رسول الله زدني!قال"عليك بتلاوة القرآن فان‏[ فانه‏[ نور لك في الأرض و ذكر لك في السماء"قلت يا رسول الله زدني!قال"اياك و كثرة الضحك فانه يميت القلب و يذهب بنور الوجه"قلت يا رسول الله زدني!قال"عليك بالجهاد فانه رهبانية امتي"قلت يا رسول الله زدني !قال"احب المساكين و جالسهم"قلت:يا رسول الله زدني!قال"انظر الى من تحتك و لا تنظر الى من فوقك فانه اجدر ان لا تزدري نعمة الله عندك"قلت زدني يا رسول الله !قال"صل قرابتك و ان قطعوك"قلت يا رسول الله زدني قال"لا تخف في الله تعالى لومة لائم"قلت يا رسول الله زدني قال:"قل الحق و ان كان مرا"قلت يا رسول الله زدني،قال:"يردك عن الناس ما تعرف من نفسك،و لا تجد عليهم فيما تاتي،و كفى به عيبا ان تعرف من الناس ما تجهل من نفسك،او تجد عليهم فيما تاتي".ثم ضرب بيده على صدري فقال"يا أبا ذر !لا عقل كالتدبير،و لا ورع كالكف،و لا حسب كحسن الخلق" . و روى الحميري في قرب الاسناد بسنده عن ابي ذر قال :اوصاني رسول الله (ص) بسبع:اوصاني ان لا انظر الى من هو فوقي،و اوصاني بحب المساكين و الدنو منهم،و أوصاني ان لا أسال أحدا شيئا،و أوصاني ان أقول الحق و ان كان مرا،و أوصاني ان اصل رحمي و ان ادبرت،و أوصاني ان لا اخاف في الله لومة لائم،و أوصاني ان استكثر من قول لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم فانها من كنوز الجنة .

وصية النبي الطويلة لأبي ذر
و هذه الوصية رواها الطبرسي في مكارم الأخلاق و الشيخ الطوسي في اماليه باسنادهما الى ابي حرب بن ابي الأسود الدؤلي عن ابيه،و اوردها ورام في مجموعته مرسلة عن ابي حرب عن ابيه،و قد كرر لفظ يا أبا ذر في اول كل جملة من هذه الوصية و نحن حذفناه اختصارا فليعلم ذلك. قال ابو الأسود الدؤلي :قدمت الربذة فدخلت على ابي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه فحدثني ابو ذر قال:دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله (ص) في مسجده فلم ار في المسجد احدا من الناس الا رسول الله (ص) و علي الى جانبه،فاغتنمت خلوة المسجد فقلت يا رسول الله بأبي انت و امي اوصني بوصية ينفعني الله بها!فقال نعم و أكرم بك يا أبا ذر انك من أهل البيت و اني موصيك بوصية فاحفظها فانها جامعة لطرق الخير و سبله فانك ان حفظتها كان لك بها كفل:اعبد الله كانك تراه فان كنت لا تراه فانه يراك،و اعلم ان اول عبادة الله المعرفة به انه الله الأول قبل كل شي‏ء فلا شي‏ء قبله و الفرد فلا ثاني له و الباقي لا الى غاية فاطر السماوات و الأرض و ما فيهما و ما بينهما من شي‏ء و هو الله اللطيف الخبير و هو على كل شي‏ء قدير،ثم الايمان به و الاقرار بان الله تعالى ارسلني الى كافة الناس بشيرا و نذيرا و داعيا الى الله باذنه و سراجا منيرا،ثم حب اهل بيتي الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و اعلم ان الله عز و جل جعل اهل بيتي في امتي كسفينة نوح من ركبها نجا و من رغب عنها غرق و مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله كان آمنا.احفظ ما اوصيك به تكن سعيدا في الدنيا و الآخرة.نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ.اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك.اياك و التسويف باملك فانك بيومك و لست بما بعده فان يكن غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم و ان لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم،كم مستقبل يوما لا يستكمله و منتظر غدا لا يبلغه،لو نظرت الى الأجل و مصيره لا بغضت الأمل و غروره،كن كانك في الدنيا كعابر سبيل و عد نفسك من أصحاب القبور .إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء و إذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح و خذ من صحتك قبل سقمك و من حياتك قبل موتك فانك لا تدري ما اسمك غدا،اياك ان تدركك الصرعة عند العثرة فلا تقال العثرة و لا تمكن من الرجعة و لا يحمدك من خلفت بما تركت و لا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت به،كن على عمرك اشح منك على درهمك و دينارك،هل ينتظر احدكم الا غنى مطغيا او فقرأ منسيا او مرضا مفسدا او هرما منفذا او موتا محيرا او الدجال فانه شر غائب ينتظر او الساعة فالساعة أدهى و امر،ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه و من طلب علما ليصرف به وجوه الناس اليه لم يجد ريح الجنة،من ابتغى العلم ليخدع به الناس لم يجد ريح الجنة،إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل لا اعلمه تنج من تبعته و لا تفت بما لا علم لك به تنج من عذاب الله يوم القيامة.يطلع قوم من اهل الجنة الى قوم من اهل النار فيقولون ما ادخلكم النار و قد دخلنا الجنة لفضل تاديبكم و تعليمكم فيقولون انا كنا نامر بالخير و لا نفعله.ان حقوق الله جل ثناؤه اعظم من ان يقوم بها العباد و ان نعم الله اكثر من ان يحصيها العباد و لكن امسوا و أصبحوا تائبين.انكم في ممر الليل و النهار في آجال منقوصة و اعمال محفوظة و الموت ياتي بغتة من يزرع خيرا يوشك ان يحصد خيرا و من يزرع شرا يوشك ان يحصد ندامة و لكل زارع مثل ما زرع،و لا يسبق بطي‏ء بحظه و لا يدرك حريص ما لم يقدر له،و من اعطي خيرا فان الله اعطاه و من وقي شرا فان الله وقاه.المتقون سادة و الفقهاء قادة و مجالسهم زيادة،ان المؤمن ليرى ذنبه كانه تحت صخرة يخاف ان تقع عليه،و ان الكافر ليرى ذنبه كانه ذباب مر على انفه.ان الله تبارك و تعالى إذا اراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثلة الاثم عليه ثقيلا وبيلا و إذا اراد بعبد شرا انساه ذنوبه.لا تنظر الى صغر الخطيئة و لكن انظر الى من عصيت،ان نفس المؤمن اشد ارتكاضا من الخطيئة من العصفور حين يقذف به في شركه.من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه،و من خالف قوله فعله فانما يوبخ نفسه.

ان الرجل ليحرم رزقه بالذنب يصيبه.دع ما لست منه في شي‏ء و لا تنطق فيما لا يعنيك،و اخزن لسانك كما تخزن ورقك.ان الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى يملوا و فوقهم قوم في الدرجات العلى فاذا نظروا اليهم عرفوهم فيقولون ربنا اخواننا كنا معهم في الدنيا فبم فضلتهم علينا فيقال هيهات هيهات انهم كانوا يجوعون حين تشبعون و يظماون حين تروون و يقومون حين تنامون و يشخصون حين تحفظون.جعل الله ثناءه قرة عينى في الصلاة و حبب الي الصلاة كما حبب الى الجائع الطعام و الى الظمان الماء و ان الجائع إذا اكل شبع و ان الظمان إذا شرب روي و انا لا اشبع من الصلاة.ايما رجل تطوع في يوم و ليلة اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقا واجبا بيت في الجنة.ما دمت في الصلاة فانك تقرع باب الملك الجبار و من يكثر قرع باب الملك يفتح له.ما من مؤمن يقوم مصليا الا تناثر عليه البر ما بينه و بين العرش و وكل به ملك ينادي:يا بن آدم لو تعلم ما لك في الصلاة و من تناجي ما انفتلت،طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة يحملونها فيسبقون الناس الى الجنة الا و هم السابقون الى المساجد بالأسحار و غير الأسحار.الصلاة عماد الدين و اللسان اكبر.

و الصدقة تمحو الخطيئة و اللسان اكبر و الصوم جنة من النار و الجهاد نباهة و اللسان اكبر.الدرجة في الجنة كما بين السماء و الأرض و ان العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره فيفزع لذلك فيقول ما هذا فيقال هذا نور اخيك فيقول اخي فلان كنا نعمل جميعا في الدنيا و قد فضل علي هكذا فيقال له انه كان أفضل منك عملا ثم يجعل في قلبه الرضى حتى يرضى.

الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و ما أصبح فيها مؤمن الا حزينا فكيف لا يحزن المؤمن و قد اوعده الله جل ثناؤه انه وارد جهنم و لم يعده انه صادر عنها و ليقين امراضا و مصيبات و امورا تغيظه و ليظلمن فلا ينتصر يبتغي ثوابا من الله تعالى فما يزال فيها حزينا حتى يفارقها فاذا فارقها أفضى الى الراحة و الكرامة.ما عبد الله عز و جل بمثل طول الحزن .من اوتي من العلم ما لا يبكيه لحقيق ان يكون قد اوتي علم ما لا ينفعه لأن الله نعت العلماء فقال جل و عز: (ان الذين اوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا و يقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا و يخرون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعا) .من استطاع ان يبكي فليبك و من لم يستطع فليشعر قلبه الحزن و ليتباك ان القلب القاسي بعيد من الله تعالى و لكن لا تشعرون.ما من خطيب الا عرضت عليه خطبته يوم القيامة و ما اراد بها.

يقول الله تبارك و تعالى:لا اجمع على عبدي خوفين و لا اجمع له امنين فاذا امنني في الدنيا اخفته يوم القيامة و إذا خافني في الدنيا امنته يوم القيامة.لو ان رجلا كان له كعمل سبعين نبيا لاحتقره و خشى ان لا ينجو من شر يوم القيامة.ان العبد ليعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيمر بذنب من ذنوبه فيقول اما اني كنت مشفقا فيغفر له.ان الرجل يعمل الحسنة فيتكل عليها و يعمل المحقرات حتى ياتي الله عليه و هو عليه غضبان،و ان الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها فياتي الله تعالى عز و جل آمنا يوم القيامة.ان العبد ليذنب فيدخل بذنبه ذلك الجنة،فقلت و كيف ذلك بأبي انت و أمي يا رسول الله قال يكون الذنب ذلك نصب عينيه تائبا منه فارا الى الله عز و جل حتى يدخل الجنة.ان الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد و العاجز من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله عز و جل الأماني.اول شي‏ء يرفع من هذه الأمة الأمانة و الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا،و الذي نفس محمد بيده لو ان الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضة او ذباب ما سقى الكافر و الفاجر منها شربة من ماء.الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ما ابتغى به وجه الله،ما من شي‏ء ابغض الى الله تعالى من الدنيا خلقها ثم اعرض عنها فلم ينظر اليها و لا ينظر اليها حتى تقوم الساعة،و ما من شي‏ء احب الى الله تعالى من ايمان به و ترك ما امر بتركه.ان الله تبارك و تعالى اوحى الى اخي عيسى(ع) :يا عيسى لا تحب الدنيا فاني لست احبها و احب الآخرة فانما هي دار القرار.ان جبرائيل اتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء فقال لي يا محمد هذه خزائن الدنيا و لا ينقصك من حظك عند ربك!فقلت يا حبيبي جبرائيل لا حاجة لي فيها إذا شبعت شكرت ربي و إذا جعت سالته .إذا اراد الله عز و جل بعبد خيرا فقهه في الدين و زهده في الدنيا و بصره بعيوب نفسه،ما زهد عبد في الدنيا الا اثبت الله الحكمة في قلبه و انطق بها لسانه و بصره عيوب الدنيا و داءها و دواءها و أخرجه منها سالما الى دار السلام.إذا رأيت اخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه فانه يلقي اليك الحكمة،فقلت يا رسول الله من ازهد الناس قال من لم ينس المقابر و البلى و ترك فضل زينة الدنيا و آثر ما يبقى على ما يفنى و لم يعد غدا من ايامه و عد نفسه في الموتى.ان الله تبارك و تعالى لم يوح الي ان اجمع المال و لكن اوحى الي ان سبح بحمد ربك و كن من الساجدين و اعبد ربك حتى ياتيك اليقين.اني البس الغليظ و أجلس على الأرض و ألعق أصابعي و اركب الحمار بغير سرج و اردف خلفي،فمن رغب عن سنتي فليس مني.حب المال و الشرف اذهب لدين الرجل من ذئبين ضاريين في زربة الغنم فاغارا فيها حتى أصبحا فما ذا ابقيا منها!قلت يا رسول الله الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا هم يسبقون الناس الى الجنة فقال لا و لكن فقراء المسلمين فانهم يتخطون رقاب الناس فيقول لهم خزنة الجنة كما انتم تحاسبون فيقولون بم نحاسب فوالله ما ملكنا فنجور و نعدل و لا افيض علينا فنقبض و نبسط،و لكنا عبدنا ربنا حتى دعانا فاجبنا.ان الدنيا مشغلة للقلوب و الأبدان و ان الله تبارك و تعالى سائلنا عما نعمنا في حلاله فكيف بما نعمنا في حرامه .اني قد دعوت الله جل ثناؤه ان يجعل رزق من يحبني الكفاف و ان يعطي من يبغضني كثرة المال و الولد.طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة الذين اتخذوا ارض الله بساطا و ترابها فراشا و ماءها طيبا،و اتخذوا كتاب الله شعارا و دعاءه دثارا يقرضون الدنيا قرضا .حرث الآخرة العمل الصالح و حرث الدنيا المال و البنون.ان ربي اخبرني فقال:و عزتي و جلالي ما أدرك العابدون درك البكاء و اني لأبني لهم في الرفيق الأعلى قصرا لا يشاركهم فيه احد،قال قلت يا رسول الله اي المؤمنين اكيس قال:اكثرهم للموت ذكرا و اكثرهم له استعدادا .إذا دخل النور القلب انفسح القلب و استوسع،قلت:فما علامة ذلك بأبي انت و امي يا رسول الله قال:الإنابة الى دار الخلود و التجافي عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل نزوله .اتق الله و لا تر الناس انك تخشى الله فيكرموك و قلبك فاجر.ليكن لك في كل شي‏ء نية حتى في النوم و الأكل.ليعظم جلال الله في صدرك فلا تذكره كما يذكره الجاهل عند الكلب اللهم اخزه و عند الخنزير اللهم اخزه ان لله ملائكة قياما من خيفته ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة فيقولون جميعا:

سبحانك و بحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك ان تعبد و لو كان لرجل عمل سبعين نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ،و لو ان دلوا صبت من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها،و لو زفرت جهنم زفرة لم يبق ملك مقرب و لا نبي مرسل الا خر جاثيا لركبتيه يقول رب نفسي نفسي حتى ينسى ابراهيم اسحاق ع يقول:يا رب انا خليلك ابراهيم فلا تنسني .لو ان المرأة من نساء اهل الجنة اطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضي‏ء القمر ليلة البدر،و لوجد ريح نشرها جميع اهل الأرض،و لو ان ثوبا من ثياب اهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر اليه و ما حملته ابصارهم.اخفض صوتك عند الجنائز و عند القتال و عند القرآن .إذا اتبعت جنازة فليكن عقلك فيها التفكر و الخشوع و اعلم انك لاحق به.اعلم ان كل شي‏ء إذا فسد فالملح دواؤه و إذا فسد الملح فليس له دواء .(قال الشيخ هذا المثل لعلماء السوء)و اعلم ان فيكم خصلتين الضحك من غير عجب و الكسل من غير سهر.ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة و القلب ساه.الحق ثقيل مر و الباطل خفيف حلو،و رب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا.لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس كلهم في جنب الله تبارك و تعالى امثال الأباعر ثم يرجع الى نفسه فيكون هو احقر حاقر لها.لا تصيب حقيقة الايمان حتى ترى الناس كلهم حمقى في دينهم عقلاء في دنياهم.

حاسب نفسك قبل ان تحاسب فهو اهون لحسابك غدا و زن نفسك قبل ان توزن و تجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفي على الله خافية.استح من الله فاني و الذي نفسي بيده لأظل حين اذهب الى الغائط متقنعا بثوبي استحي من الملكين اللذين معي.أ تحب ان تدخل الجنة قلت نعم فداك ابي!قال:فاقصر الأمل و اجعل الموت نصب عينيك،و استح من الله حق الحياء،قال:قلت يا رسول الله كلنا نستحي من الله،فقال ليس كذلك الحياء،و لكن الحياء ان لا تنسى المقابر و البلى و الجوف و ما وعى و الرأس و ما حوى،و من اراد كرامة الاخرة فليدع زينة الدنيا فاذا كنت كذلك أصبت ولاية الله.يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح.مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر.ان الله يصلح بصلاح العبد ولده و ولد ولده و يحفظه في دويرته و الدور حوله ما دام فيهم.ان ربك عز و جل يباهي الملائكة بثلاثة نفر رجل في ارض قفر فيؤذن ثم يقيم ثم يصلي،فيقول ربك للملائكة:انظروا الى عبدي يصلي و لا يراه احد غيري،فينزل سبعين ألف ملك يصلون وراءه و يستغفرون له الى الغد من ذلك اليوم،و رجل قام من الليل فصلى وحده فسجد و نام و هو ساجد فيقول الله تعالى انظروا الى عبدي روحه عندي و جسده في طاعتي ساجد، و رجل في زحف يفر أصحابه و ثبت و هو يقاتل حتى يقتل.ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض الا شهدت له بها يوم القيامة،و ما منزل ينزله قوم الا و أصبح ذلك المنزل يصلي عليهم او يلعنهم.ما من صباح و لا رواح الا و بقاع الأرض ينادي بعضها بعضا:يا جارتي هل مر بك ذاكر لله تعالى او عبد وضع جبهته عليك ساجدا لله،فمن قائلة لا و من قائلة نعم،فاذا قالت نعم اهتزت و انشرحت و ترى ان لها الفضل على جارتها .ان الأرض لتبكي على المؤمن إذا مات اربعين صباحا.إذا كان العبد في ارض قيـيعني قفرـ فتوضا او تيمم ثم أذن فاقام و صلى امر الله عز و جل الملائكة فصفوا خلفه صفا لا يري طرفاه يركعون بركوعه و يسجدون بسجوده و يؤمنون على دعائه.من اقام و لم يؤذن لم يصل معه الا ملكاه اللذان معه.ما من شاب يدع لله الدنيا و لهوها و أهرم شبابه في طاعة الله الا اعطاه الله اجر اثنين و سبعين صديقا.الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين.الجليس الصالح خير من الوحدة و الوحدة خير من جليس السوء و املاء الخير خير من السكوت و السكوت خير من املاء الشر.لا تصاحب الا مؤمنا و لا ياكل طعامك الا تقي و لا تاكل طعام الفاسقين أطعم طعامك من تحبه في الله و كل طعام من يحبك في الله عز و جل.ان الله عز و جل عند لسان كل قائل فليتق الله امرؤ و ليعلم ما يقول.اترك فضول الكلام،و حسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك.

كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما يسمع.ما من شي‏ء احق بطول السجن من اللسان.ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبة المسلم و اكرام حملة القرآن العاملين و اكرام السلطان المقسط .ما عمل من لم يحفظ لسانه.لا يزال العبد يزداد من الله بعدا ما سي‏ء خلقه.الكلمة الطيبة صدقة و كل خطوة تخطوها الى الصلاة صدقة.من اجاب داعي الله و احسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة،فقلت بأبي انت و امي يا رسول الله كيف تعمر مساجد الله قال:لا ترفع فيها الأصوات و لا يخاض فيها بالباطل و لا يشترى فيها و لا يباع،و اترك اللغو ما دمت فيها،فان لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة الا نفسك ان الله تعالى يعطيك ما دمت جالسا في المسجد بكل نفس تتنفس فيه درجة في الجنة،و تصلي عليك الملائكة و تكتب لك بكل نفس تنفست فيه عشر حسنات،و يمحى عنك عشر سيئات.أ تعلم في اي شي‏ء انزلت الآية "اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون" قلت:لا فداك ابي و امي!قال في انتظار الصلاة خلف الصلاة(كذا)اسباغ الوضوء في المكاره من الكفارات و كثرة الاختلاف الى المساجد فذلكم الرباط.يقول الله تبارك و تعالى ان احب العباد الي المتحابون بجلالي المتعلقة قلوبهم بالمساجد و المستغفرون بالاسحار اولئك إذا اردت باهل الأرض عقوبة ذكرتهم فصرفت العقوبة عنهم.كل جلوس في المسجد لغو الا ثلاثة:قراءة مصل او ذاكر لله او سائل عن علم.كن بالعمل بالتقوى اشد اهتماما منك بالعمل فانه لا يقبل عملا الا بالتقوى،و كيف تقل عمل يتقبل يقول الله عز و جل انما يتقبل الله من المتقين .لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه اشد من محاسبة الشريك شريكه فيعلم من اين مطعمه و من اين مشربه و من اين ملبسه أ من حل ذلك ام من حرام.من لم يبال من اين اكتسب المال لم يبال الله عز و جل من اين ادخله النار.من سره ان يكون اكرم الناس فليثق‏[ فليتق‏[ الله عز و جل.ان احبكم الى الله جل ثناؤه اكثركم ذكرا له و اكرمكم عند الله عز و جل اتقاكم له و انجاكم من عذاب الله أشدكم له خوفا.ان المتقين الذين يتقون الله عز و جل من الشي‏ء الذي لا يتقى منه خوفا من الدخول في الشبهة.من اطاع الله عز و جل فقد ذكر الله و ان قلت صلاته و صيامه و تلاوته القرآن .اصل الدين الورع و رأسه الطاعة.كن ورعا تكن اعبد الناس و خير دينكم الورع.فضل العلم خير من فضل العبادة و اعلم انكم لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا و صمتم حتى تكونوا كالأوتار ما ينفعكم الا بورع.ان اهل الورع و الزهد في الدنيا هم اولياء الله حقا.من لم يات يوم القيامة بثلاث فقد خسر قلت و ما الثلاث فداك ابي و امي قال ورع يحجزه عن ما حرم الله عز و جل عليه و حلم يرد به جهل السفيه و خلق يداري به الناس.ان سرك ان تكون اقوى الناس فتوكل على الله و ان سرك ان تكون اكرم الناس فاتق الله و ان سرك ان تكون أغنى الناس فكن بما في يد الله عز و جل اوثق منك بما في يديك.لو ان الناس كلهم اخذوا بهذه الآية لكفتهم و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره .يقول الله جل ثناؤه و عزتي و جلالي لا يؤثر عبدي هواي على هواه الا جعلت غناه في نفسه و همومه في آخرته و ضمنت السماوات و الأرض رزقه و كففت عليه ضيعة(كذا)و كنت له من وراء تجارة كل تاجر.لو ان ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت.الا اعلمك كلمات ينفعك الله عز و جل بهن قلت بلى يا رسول الله !قال احفظ الله تجده امامك،تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، و إذا سالت فاسال الله عز و جل و إذا استعنت فاستعن بالله فقد جرى القلم بما هو كائن الى يوم القيامة فلو ان الخلق كلهم جهدوا ان ينفعوك بشي‏ء لم يكتب لك ما قدروا عليه،و لو جهدوا ان يضروك بشي‏ء لم يكتبه الله عليك ما قدروا عليه،فان استطعت ان تعمل لله عز و جل بالرضى و اليقين فافعل و ان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا،و ان النصر مع الصبر و الفرج مع الكرب و ان مع العسر يسرا.استغن بغنى الله يغنك الله، فقلت ما هو يا رسول الله قال غداء يوم و عشاء ليلة فمن قنع بما رزقه الله فهو أغنى الناس .ان الله عز و جل يقول:اني لست كلام الحكيم اتقبل و لكن همه و هواه فان كان همه و هواه فيما أحب و ارضى جعلت صمته حمدا لي و وقارا و ان لم يتكلم.ان الله تبارك و تعالى لا ينظر الى صوركم و لا الى اموالكم و لكن ينظر إلى قلوبكم و اعمالكم.التقوى ههنا التقوى ههناـو أشار إلى صدره.اربع لا يصيبهن إلا مؤمن:الصمت و هو أول العبادة،و التواضع لله سبحانه،و ذكر الله تعالى على كل حال،و قلة الشي‏ءـيعني قلة المالـهم بالحسنة و ان لم تعملها لكي لا تكتب من الغافلين.من ملك ما بين فخذيه و بين لحييه دخل الجنة،قلت:يا رسول الله انا لنؤخذ بما تنطق به ألسنتنا!

فقال و هل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصايد ألسنتهم،انك لا تزال سالما ما سكت فاذا تكلمت كتب لك او عليك.ان الرجل يتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوي في جهنم ما بين السماء و الأرض.ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له.

من صمت نجا فعليك بالصدق و لا تخرجن من فيك كذبة ابدا،قلت يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمدا فقال:الاستغفار و صلاة الخمس تغسل ذلك.ايا[ اياك‏[ و الغيبة فان الغيبة اشد من الزنا،قلت يا رسول الله و لم ذاك بأبي انت و امي قال لأن الرجل يزني فيتوب الى الله فيتوب الله عليه،و الغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.سباب المسلم فسوق و قتاله كفر و اكل لحمه من معاصي الله و حرمة ماله كحرمة دمه،قلت يا رسول الله و ما الغيبة قال ذكرك اخاك بما يكره!قلت يا رسول الله فان كان فيه ذاك الذي يذكر به قال اعلم انك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته و إذا ذكرته بما ليس فيه بهته.من ذب عن اخيه المسلم الغيبة كان حقا على الله عز و جل ان يعتقه من النار.من اغتيب عنده اخوه المسلم و هو يستطيع نصره فنصره نصره الله عز و جل في الدنيا و الآخرة،فان خذلهـو هو يستطيع نصرهـخذله الله في الدنيا و الآخرة.لا يدخل الجنة قتات،قلت و ما القتات قال النمام .صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عز و جل في الآخرة.من كان ذا وجهين و لسانين في الدنيا فهو ذو لسانين في النار.

المجالس بالامانة و إفشاء سر اخيك خيانة فاجتنب ذلك و اجتنب مجلس العشيرة(الشعيرة).تعرض اعمال اهل الدنيا على الله من الجمعة الى الجمعة في يوم الاثنين و الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن الا عبدا كان بينه و بين اخيه شحناء،فيقال:اتركوا عمل هذين حتى يصطلحا.ايا[ اياك‏[

و هجران اخيك فان العمل لا يتقبل مع الهجران.انهاك عن الهجران و ان كنت لا بد فاعلا فلا تهجره ثلاثة ايام كملا فمن مات فيها مهاجرا لأخيه كانت النار اولى به.من احب ان يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار.و من مات و في قلبه مثقال ذرة من كبر لم يجد رائحة الجنة الا ان يتوب قبل ذلك،فقال رجل:يا رسول الله اني ليعجبني الجمال حتى وددت ان علاقة سوطي و قبال نعلي حسن فهل يرهب علي ذلك قال كيف تجد قلبك قال اجده عارفا للحق مطمئنا اليه،قال:ليس ذلك بالكبر، و لكن الكبر ان تترك الحق و تتجاوزه الى غيره و تنظر الى الناس و لا ترى ان احدا عرضه كعرضك و لا دمه كدمك.أكثر من يدخل النار المستكبرون، فقال رجل و هل ينجو من الكبر احد يا رسول الله قال نعم من لبس الصوب‏[ الصوف‏[ و ركب الحمار و حلب العنز و جالس المساكين.و من حمل بضاعته فقد بري‏ء من الكبرـيعني ما يشتري من السوقـ.من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله عز و جل اليه يوم القيامة.من كان له قميصان فليلبس احدهما و ليكس الآخر اخاه.سيكون ناس من امتي يولدون في النعيم و يغذون به همتهم الوان الطعام و الشراب و يمدحون بالقول اولئك شرار امتي.من ترك لبس الجمالـو هو يقدر عليهـتواضعا لله عز و جل فقد لبس حلة الكرامة.طوبى لمن تواضع لله تعالى في غير منقصة و أذل نفسه في غير مسكنة و انفق مالا جمعه في غير معصية و رحم اهل الذل و المسكنة و خالط اهل الفقه و الحكمة،طوبى لمن صلحت سريرته و حسنت علانيته و عزل عن الناس شره،طوبى لمن عمل بعمله‏[ بعلمه‏[ و انفق الفضل من ماله و امسك الفضل من قوله.البس الخشن من اللباس و الصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكا.يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف صيفهم و شتاءهم يرون ان لهم الفضل بذلك على غيرهم اولئك يلعنهم ملائكة السماوات و الارض.أ لا اخبرك باهل الجنة قلت بلى يا رسول الله قال كل أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه به لو اقسم على الله لأبره.

مواعظه و حكمه
في حلية الأولياء بسنده عن ابي ذر انه قال:من اراد الجنة فليصمد صمدها(و بسنده)عن ابي ذر هل ترى الناس ما اكثرهم ما فيهم خير الا تقي او تائب.(و بسنده)ان رجلا رأى أبا ذر و هو يتبوء مكانا فقال له ما تريد يا أبا ذر فقال اطلب موضعا انام فيه نفسي هذه مطيتي ان لم ارفق بها لم تبلغني(و من مواعظه)ما في حلية الأولياء و الدرجات الرفيعة و بينهما شي‏ء من التفاوت و نحن نجمع بين لفظي الروايتين فنذكر ما في الحلية و نزيد عليه ما في الدرجات و ما لا يمكن جمعه نذكره في الحاشية(ففي الحلية )بسنده المتصل الى سفيان الثوري قال قام ابو ذر الغفاري عند الكعبة فقال(و في الدرجات الرفيعة )روي عن ابي جعفر(ع) قال قام ابو ذر بباب الكعبة فقال أيها الناس انا جندب بن جنادة الغفاري هلموا الى الأخ الناصح الشفيق فاكتنفه الناس(فقالوا دعوتنا فانصح لنا)فقال أ رأيتم لو ان احدكم اراد سفرا أ ليس يتخذ من الزاد ما يصلحه و يبلغه قالوا بلى،قال فسفر طريق القيامة ابعد ما تريدون فما بالكم لا تتزودون له ما يصلحكم فيه قالوا و ما يصلحنا (1)قالوا و كيف نتزود لذلك "د".المؤلف قال حجوا حجة (2)يحج الرجل منكم حجة.المؤلف لعظام الأمور صوموا يوما شديدا حره لطول يوم النشور (3)و يصوم يوما شديدا الحر للنشورـدـ.المؤلف صلوا (4)و يصلىـدـ .المؤلف ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور (5)و يتصدق بصدقة على مسكين للنجاة من يوم عسير و يتكلم بكلمة حق فيجيره الله بها يوم يستجير و يسكت عن كلمة باطل ينجو بذلك من عذاب السعير"د".المؤلف كلمة خير تقولها او كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم تصدق بما لك لعلك تنجو من عسيرها اجعل الدنيا مجلسين مجلسا في طلب الآخرة و مجلسا في طلب الحلال و الثالث يضرك و لا ينفعك لا تريده (6)مجلسا في طلب الحلال و مجلسا للآخرة،و لا ترد الثالث فانه لا ينفعك"د"المؤلف (و اجعل الكلام كلمتين كلمة للآخرة و كلمة في التماس الحلال و الثالثة تضرك)اجعل المال درهمين درهما تنفقه على عيالك من حله و درهما تقدمه لآخرتك و الثالث يضرك و لا ينفعك لا تريده(و اجعل الدنيا ساعة من ساعتين ساعة مضت بما فيها فلست قادرا على ردها و ساعة آتية لست على ثقة من ادراكها و الساعة التي انت فيها ساعة عملك فاجتهد فيها لنفسك و اصبر فيها عن معاصي ربك فان لم تفعل فقد هلكت)ثم نادى باعلى صوته يا أيها الناس قد قتلكم حرص لا تدركونه(و في رواية الدرجات )قتلني هم يوم لا أدركه اه) و في الدرجات الرفيعة روي انه قال قتلني هم يوم لا أدركه قيل و كيف ذلك يا أبا ذر قال ان املي جاوز اجلي). قال و عن ابي عبد الله عن ابيه (ع) انه قال في خطبة ابي ذر رضي الله عنه يا مبتغي العلم لا يشغلك اهل و مال عن نفسك انت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت الى غيرهم.الدنيا و الآخرة كمنزل تحولت منه الى غيره و ما بين البعث و الموت الا كنومة نمتها ثم استيقظت منها يا جاهل العلم تعلم العلم فان قلبا ليس فيه شرف العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له (قال)و عن ابي جعفر(ع) عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال يا باغي العلم قدم لمقامك بين يدي الله فانك مرتهن بعملك كما تدين تدان يا باغي العلم صل قبل ان لا تقدر على ليل و لا نهار تصلي فيه انما مثل الصلاة لصاحبها كمثل رجل دخل على ذي سلطان فانصت له حتى فرغ من حاجته و كذلك المرء المسلم باذن الله عز و جل ما دام في الصلاة لم يزل الله عز و جل ينظر اليه حتى يفرغ من صلاته يا باغي العلم تصدق من قبل ان لا تعطى شيئا و لا جمعه انما مثل الصدقة و صاحبها مثل رجل طلبه قوم بدم فقال لهم لا تقتلوني اضربوا لي اجلا اسعى في رجالكم كذلك المرء المسلم باذن الله تعالى كلما تصدق بصدقة حل بها عقدة من رقبته حتى يتوفى الله عز و جل اقواما و هو عنهم راض و من رضي الله عز و جل عنه فقد امن من النار يا باغي العلم ان هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شر فاختم على فمك كما تختم على ذهنك و على ورقك يا باغي العلم ان هذه الأمثال ضربها الله عز و جل للناس و ما يعقلها الا العالمون اه (و في حلية الأولياء )بسنده كان ابو ذر يقول يا أيها الناس اني لكم ناصح،اني عليكم شفيق،صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور، صوموا في الدنيا لحر يوم النشور،تصدقوا مخافة يوم عسير.يا أيها الناس اني لكم ناصح،اني عليكم شفيق (و في الدرجات) من كلام ابي ذر :

الدنيا ثلاث ساعات ساعة مضت،و ساعة انت فيها،و ساعة لا تدري أ تدركها ام لا فلست تملك بالحقيقة الا ساعة واحدة إذ الموت من ساعة الى ساعة، و روى الكليني في الكافي بسنده عن ابي عبد الله(ع) قال كان ابو ذر يقول في خطبته يا مبتغي العلم كان شيئا من الدنيا لم يكن شيئا الا ما ينفع خيره و يضر شره الا من رحم الله يا مبتغي العلم لا يشغلك اهل و لا مال عن نفسك انت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم الى غيرهم و الدنيا و الآخرة كمنزل تحولت منه الى غيره و ما بين الموت و البعث الا كنومة نمتها ثم استيقظت منها يا مبتغي العلم قدم لمقامك بين يدي الله عز و جل فانك مثاب بعملك كما تدين تدان يا مبتغي العلم (و بسنده)عن ابي عبد الله(ع) قال :جاء رجل الى ابي ذر فقال يا أبا ذر ما لنا نكره الموت فقال:لانكم عمرتم الدنيا و خربتم الآخرة فتكرهون ان تنتقلوا من عمران الى خراب !فقال له:كيف ترى قدومنا على الله فقال اما المحسن منكم فكالغائب يقدم على اهله و اما المسي‏ء فكالآبق يرد على مولاه!قال:فكيف ترى حالنا عند الله قال اعرضوا اعمالكم على الكتاب،ان الله يقول (ان الأبرار لفي نعيم و ان الفجار لفي جحيم) قال فقال الرجل:فاين رحمة الله قال رحمة الله قريب من المحسنين . قال ابو عبد الله(ع) :و كتب رجل الى ابي ذر رضي الله عنه يا أبا ذر اطرفني بشي‏ء من العلم فكتب اليه:ان العلم كثير و لكن ان قدرت على ان لا تسي‏ء الى من تحبه فافعل!فقال له الرجل:و هل رأيت احدا يسي‏ء الى من يحبه فقال:نعم نفسك احب الأنفس اليك فان انت عصيت الله فقد أسات اليها . و روى الشيخ في الأمالي باسناده انه قيل لأبي ذر :كيف أصبحت يا صاحب رسول الله قال أصبحت بين نعمتين بين ذنب مستور و ثناء من اغتر به فهو مغرور. و في كتاب البخلاء :قال ابو ذر لمن بذل من أصحاب رسول الله (ص) :يخضمون و نقضم و الموعد الله ان الله قد فضلك فجعلك انسانا فلا تجعل نفسك بهيمة و لا سبعا،و احذر سرعة الكظة و سرف البطنة اه .

كلامه لما مات ابنه روى الكليني في الكافي بسنده عن علي بن ابراهيم رفعه قال:لما مات ذر بن ابي ذر مسح ابو ذر القبر بيده ثم قال:رحمك الله يا ذر و الله ان كنت بي بارا و لقد قبضت و اني عنك لراض،اما و الله ما بي فقدك و ما علي من غضاضة،و ما لي الى سوى الله من حاجة،و لو لا هول المطلع لسرني ان اكون مكانك،و لقد شغلني الحذر لك عن الحذر عليك،و الله ما بكيت لك،و لكن بكيت عليك،فليت شعري ما ذا قلت و ما ذا قيل لك.

ثم قال:اللهم اني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك،فانت احق بالحق مني. و رواه علي بن ابراهيم في تفسيره نحوه فقاله لما سير ابو ذر الى الربذة مات بها ابنه ذر ،فوقف على قبره فقال:رحمك الله يا ذر لقد كنت كريم الخلق بارا بالوالدين و ما علي في موتك من غضاضة،و ما بي الى غير الله من حاجة،و قد شغلني الاهتمام لك عن الاغتمام بك،و لو لا هول المطلع لأحببت ان اكون مكانك، فليت شعري ما قالوا لك و ما قلت لهم.ثم قال:اللهم انك فرضت لك عليه حقوقا و فرضت لي عليه حقوقا،فاني قد وهبت له ما فرضت عليه من حقوقي فهب له ما فرضت عليه من حقوقك فانك اولى بالحق و أكرم (و الكرم)مني اه .

نفيه الى الشام
قال الحاكم في المستدرك :محنة ابي ذر .قد صحت الرواية من اوجه عن مصعب بن سعد بن ابي وقاص عن ابيه عن ابيه عن النبي (ص) انه قال :اشد الناس بلاء الأنبياء ثم العلماء ثم الأمثل فالأمثل .ثم روى الحاكم بسنده عن ابي عثمان النهدي عن ابي ذر رضي الله عنه قال :قال لي رسول الله (ص) يا أبا ذر كيف انت إذا كنت في حثالة و شبك بين أصابعه قلت يا رسول الله فما تامرني قال:اصبر اصبر اصبر،خالقوا الناس باخلاقهم و خالفوهم في اعمالهم ـهذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه اه .و روى ابو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن ابي ذر قال:

بينا انا واقف مع رسول الله (ص) فقال لي :يا أبا ذر انت رجل صالح و سيصيبك بلاء بعدي،فقلت في الله ان بني امية تهددني بالفقر و القتل، و لبطن الأرض احب الي من ظهرها و للفقر احب الي من الغنى فقال له رجل:يا أبا ذر ما لك إذا جلست الى قوم قاموا
رد مع اقتباس
قديم 20/10/2010, 08:13 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
البحراوى 2010
مـهـندس مـحـتـرف

الصورة الرمزية البحراوى 2010

الملف الشخصي
رقم العضوية : 212937
تاريخ التسجيل : Feb 2010
العمـر : 51
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 1,848 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 1322
قوة الترشيـح : البحراوى 2010 يستاهل التميزالبحراوى 2010 يستاهل التميزالبحراوى 2010 يستاهل التميزالبحراوى 2010 يستاهل التميزالبحراوى 2010 يستاهل التميزالبحراوى 2010 يستاهل التميزالبحراوى 2010 يستاهل التميزالبحراوى 2010 يستاهل التميزالبحراوى 2010 يستاهل التميزالبحراوى 2010 يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

البحراوى 2010 غير متصل

افتراضي رد: ابا ذر الغفاري رضوان الله عليه

بارك الله فيك اخى الكريم
  رد مع اقتباس
قديم 13/9/2011, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
ابو جندية
مـهـند س مـحـتـرف

الصورة الرمزية ابو جندية

الملف الشخصي
رقم العضوية : 26791
تاريخ التسجيل : Sep 2006
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 1,588 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 8409
قوة الترشيـح : ابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميزابو جندية يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ابو جندية غير متصل

افتراضي رد: ابا ذر الغفاري رضوان الله عليه

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~