|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإيجابية درس عظيم من دروس الهجرة
الإيجابية درس عظيم من دروس الهجرة الإيجابية أصل عظيم من أصول الإسلام، وهي ميزة عظيمة ميز الله تعالى بها المسلم، فالإسلام يدعو إلى إيجابية الفرد نحو نفسه ونحو المجتمع، ونرى هذا الأصل العظيم فى القرآن الكريم؛ ففى سورة العصر التى قال عنها الإمام الشافعى:” لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم”؛ وذلك لأنها تجمع الدين كاملا؛ قال تعالى: { وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } ( العصر: 1-3 ) فهى توصى بإيجابية الفرد نحو نفسه ونحو من حوله، والقرآن الكريم به الكثير من الآيات التي توجِّه إلى التمسك والتحلي بهذا السلوك والتمسك بهذه القيمة؛ فالله سبحانه وتعالى ميز هذه الأمة بالإيجابية؛ فالمسلم لا يقف من الأحداث موقف المتفرج لقوله تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ } [آل عمران: 110] إننا لا نبالغ إذا قلنا أن الإيجابية هي الحياة؛ أو هي الدين كله؛ فالدين لم يقم في أرضه علي السلبية والخمول والتقاعس والكسل؛ وإنما قام علي الإيجابية؛ وإن شئت فقل الذاتية منذ أن خاطب الله نبيه فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ }( المدثر: 1 – 7 ) فالإسلام يحرص على أن يكون المسلم عضواً فعالاً إيجابياً منتجاً؛ نافعاً لنفسه وأهله ومجتمعه؛ فلا يكون إمعةً ؛فَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وإِن أساؤوا فَلَا تظلموا “. (الترمذي) وهكذا المسلم يرى الأمل دائما غير منقطع وينظر إلى الواقع وإن اشتد عليه بإيجابية وتفاؤل. وفي الحديث ” من قال هلك الناس فهو أهلكهم”. (رواه مسلم عن أبي هريرة). ( فهو أهلكهم أي أشدهم هلاكاً)..؛ في هذا الحديث يبين صلى الله عليه وسلم عظم من قال في الناس أنهم هلكى، لأن في ذلك حكم على عموم الناس بالهلاك وهو أمر غيبي لا يستطيع أحد الإطلاع عليه إلا بالوحي، والوحي قد انقطع من السماء. فكان جزاؤه أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن القائل بذلك أنه أهلك الناس وأفسدهم، وهذا على رواية الرفع (بضم الكاف من أهلكهم). أما على رواية النصب (بفتح الكاف من أهلكهم) فمعناها: أنه أهلك الناس بكلامه ذلك وقنطهم من رحمة الله تعالى. قال الحافظ ابن عبد البر: هذا الحديث معناه لا أعلم خلافا فيه بين أهل العلم أن الرجل يقول ذلك القول احتقارا للناس وازدراء بهم وإعجابا بنفسه..!! فانظروا إلى هذا القول فقط كيف يؤدي بالمرء إلى الهلاك والخسران، وهو مجرد قول لا مساس فيه بأموال الناس ودماءهم وأعراضهم، وكل هذا لأن قائل هذا القول نظرته للمجتمع نظرة سلبية سوداوية لا أمل فيها!! عباد الله: إن الهجرة تعطينا درسا عظيما في تطبيق مبدأ الإيجابية؛ فأعضاء ورموز الهجرة كلهم من أطياف الشعب رجالا ونساءً وشباباً؛ المسلم منهم وغير المسلم؛ فلكل دوره الإيجابي؛ وتوزيع الأدوار جاء مرتباً مخططاً منظماً وفق خطة علمية إيجابية مدروسة، فالقائد : محمد ، والمساعد : أبو بكر ، والفدائي : علي ، والتموين : أسماء ، والاستخبارات : عبدالله ، والتغطية وتعمية العدو : عامر ، ودليل الرحلة : عبدالله بن أريقط ، والمكان المؤقت : غار ثور ، وموعد الانطلاق : بعد ثلاثة أيام ، وخط السير : الطريق الساحلي. وهذا كله شاهد على عبقريته وإيجابيته وحكمته صلى الله عليه وسلم، وفيه دعوة للأمة إلى أن تحذو حذوه في حسن التخطيط والإيجابية والتدبير وإتقان العمل واتخاذ أفضل الأسباب؛ مع الاعتماد على الله مسبب الأسباب أولاً وآخراً .
|
14/10/2015, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: الإيجابية درس عظيم من دروس الهجرة
الله يعطيك العافيه اخي
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~