الترجي خبير المواعيد الكبرى

[ميدو الشورة]

تمكن نادي الترجي الرياضي التونسي من التغلب على نظيره النادي الأفريقي بثلاثة أهداف لهدف وحيد في المباراة التي جرت بينهما اليوم ضمن منافسات الجولة قبل الآخيرة بالرابطة المحترفة الأولى .

والآن إلى أبرز إيجابيات وسلبيات المقابلة من الفريقين..

الإيجابيات

ربما يمكنني أن أعنون انتصار الترجي اليوم بانتصار الخبرات ، فبدون أدنى شك كانت خبرات لاعبي فريق باب سويقة هي العامل الأول الذي رجح كفته أمام فريق ربما يعتمد أكثر على عناصر شبابية داخل تشكيلته .

نبقى مع الترجي، والحديث عن التشكيلة المحكمة التي دفع بها الكنزاري اليوم ، وأختص بالذكر ثلاثي وسط الميدان المولهي والتراوري والراقد وحتى اختيار هذا الآخير بالرغم من ابتعاده عن التشكيلة لفترة طويلة وبرغم أن غياب المساكني إيهاب أجبر الكنزاري على الدفع به ، لكنه في وجهة نظري كان الاختيار الأمثل ، فالثلاثي الذي أبدع اليوم كان له دوراً كبيراً في الإحكام والحد من خطورة وسط الميدان الهجومي للأفريقي ، خاصةً جابو الذي كان اختفائه اليوم بمثابة خيبة الأمل لأنصار نادي الشعب لا سيما وأنه يمثل أكثر من نصف القوة الهجومية لفريقه ،وهو ما يُفسر ظهور الفريق بدون أنياب هجومية .

تحركات يوسف البلايلي وهاريسون آفول من الرواقين كانت مثمرة للغاية وأرهقت كثيراً مدافعي النادي الأفريقي الذين خرج معظمهم عن الإطار المألوف ،وبدى عليهم العصبية الواضحة وهو ما أثر بطبيعة الحال على مردودهم الفني .

السلبيات

نوهنا أكثر من مرة قبيل المقابلة أن الأفريقي سيعاني كثيراً أمام الترجي إذا ما اختار اللعب على الكرات الطولية والعرضية ، لسببين أولهما أن الترجي يمتلك أطوال بمناطقه الخلفية تتمثل في الذوادي وعنتر يحيى ، وثانيهما لأن النادي الأفريقي يتميز باللعب الأرضي ، خاصةً وأنه يمتلك عناصر قادرة على التفوق ميدانياً بمهارتها الفنية ، لكن الكوكي أصر على اللعب على الرواقين ، ولم يفشل في ذلك فحسب بل أنه حتى أفقد فريقه ميزته التي تحدثتنا عنها عن امتياز اللعب الأرضي ، والذي كان دائماً ما يُرجح كفته .

مردود الذوادي وجابو كان نقطة سلبية واضحة في اللقاء وربما ما تحدثت عنه في النقطة السابقة من أن طريقة اللعب ربما لم تخدمهما وهو ما جعلهما يظهران على هذا المستوى ، لكن خبراتهما في مثل تلك المواعيد الكبر كانت تستوجب عليهما التعامل بحنكة أفضل من ذلك .

خالد السويسي ربما يمكنك أن تقول عنه ما تشاء ، ويمكنك أن تحمله وحده خسارة النادي الأفريقي إن شئت ،فالسويسي كان سبباً واضحاً فيما أظهره البلايلي من مردود رائع ، وإن كان هذا لا يقلل أبداً مما قدمه يوسف ، وفي اعتقادي أن السويسي أثبت اليوم أنه لا يصلح للتواجد بهكذا مقابلات .