|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دور الوقف في تحقيق التكافل الاجتماعي
دور الوقف في تحقيق التكافل الاجتماعي عباد الله: للوقف دور كبير في تحقيق التكافل الاجتماعي؛ فهو مصدر تمويل دائم يحقق مصالح خاصة ومنافع عامة؛ ويمكن وصف الوقف أنه وعاء يصب فيه خيرات العباد، ومنبع يفيض بالخيرات على البلاد والعباد؛ ويظهر دور الوقف في تحقيق التكافل الاجتماعي من خلال النقاط التالية: – أن الوقف مصدر دائم ومستمر للفقراء والمساكين وذوي الحاجات: فهو يدر دخلا ما دامت عينه موجودة؛ ولا ينفد بموجب إنفاقه في مصلحة أو مهمة كالصدقات؛ ولهذا حث عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول الدهلوي : ” إن الرسول صلى الله عليه وسلم استنبط الوقف لمصالح لا توجد في سائر الصدقات ؛ فإن الإنسان ربما يصرف في سبيل الله مالاً كثيراً ثم يفنى ، فيحتاج أولئك الفقراء تارة أخرى ، وتجيء أقوام آخرون من الفقراء فيبقون محرومين ، فلا أحسن ولا أنفع للعامة من أن يكون شيء حبساً للفقراء وابن السبيل يصرف عليهم منافعه ويبقى أصله “. (حجة الله البالغة) – أن الوقف خير ورحمة للحي والميت على السواء: فأما الحي فينتشر التعاون والتكافل والتراحم بين أفراد المجتمع؛ ويحصل الاكتفاء الذاتي للفقراء والمعدمين؛ وأما الميت فإن عداد الحسنات يَعُدُّ له وهو في قبره ما دامت العين الموقوفة موجودة؛ ” فعن زيد بن ثابت – رضي الله عنه- أنه قال : لم نر خيرا للميت ولا للحي من هذه الحبس الموقوفة؛ أما الميت فيجري أجرها عليه وأما الحي فتحبس عليه ولا توهب ولا تورث ولا يقدر على استهلاكها”. ( الإسعاف في أحكام الأوقاف) وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَنْ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِيمَانًا بِاللَّهِ وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ؛ فَإِنَّ شِبَعَهُ وَرِيَّهُ وَرَوْثَهُ وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “. (البخاري). أي أن كل خدمة للفرس حتى الروث والطعام والشراب في ميزان حسنات صاحبه يوم القيامة؛ ويقاس عليه كل ما فيه مصلحة ومنفعة للمسلمين من المنقولات وغيرها ؛ مع وجوب الإخلاص فيها حتى تقبل عند الله تعالى. ( قال المهلب وغيره : في هذا الحديث جواز وقف الخيل للمدافعة عن المسلمين ويستنبط منه جواز وقف غير الخيل من المنقولات ومن غير المنقولات من باب الأولى . وفيه أن المرء يؤجر بنيته كما يؤجر العامل؛ وأنه لا بأس بذكر الشيء المستقذر بلفظه للحاجة لذلك . وقال ابن أبي جمرة : يستفاد من هذا الحديث أن هذه الحسنات تقبل من صاحبها لتنصيص الشارع على أنها في ميزانه بخلاف غيرها فقد لا تقبل فلا تدخل الميزان؛ وروى ابن ماجه من حديث تميم الداري مرفوعا ” من ارتبط فرسا في سبيل الله ثم عالج علفه بيده كان له بكل حبة حسنة ” ).( انظر فتح الباري) – أن الوقف يشترك في النفع به الغني والفقير والصغير والكبير والشريف والوضيع: وفي ذلك عوامل أخلاقية وإنسانية لمراعاة شعور الفقير؛ حيث إنه يجد نفسه هو والغني سواء في هذا النفع؛ ولذلك شرعت زكاة الفطر على الفقير ليشعر بذاته وكيانه أن يمد يده في هذا اليوم معطيا لا آخذا ؛ وشرع للغني أن يأكل من الأضحية كالفقير تماما ؛ وكل هذه المبادئ تشير إلى مراعاة الإسلام لشعور الفقراء حتى لا يقعوا في الحرج؛ وهذا التعاون والتشارك والتكافل يجعل الأفراد كلهم كالفرد الواحد وكالجسد الواحد؛ تسعد الأعضاء كلها بسعادته وتحزن لحزنه، فعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”.(مسلم). – أن الوقف يعمل على تحقيق مبدأ التكافل بين الأمة المسلمة وإيجاد التوازن في المجتمع: فإن الله – سبحانه وتعالى- جعل الناس مختلفين في الصفات متباينين في الطاقة والقدرة ، والوقف عامل من عوامل تنظيم الحياة بمنهج حميد يرفع من مكانة الفقير ويقوي الضعيف ، ويعين العاجز ، ويحفظ حياة المعدم ، من غير مضرة بالغني ولا ظلم يلحق بالقوي ، وإنما يحفظ لكل حقه بغاية الحكمة والعدل ، فتحصل بذلك المودة وتسود الأخوة ويعم الاستقرار ، وتتيسر سبل التعاون والتعايش بنفوس راضية مطمئنة .
|
23/11/2016, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: دور الوقف في تحقيق التكافل الاجتماعي
بارك الله فيك أخي
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~