ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يمنحنا السعادة والسلام في هذا العيد وفي كل أيام حياتنا.
العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > قسم علوم القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 5/8/2016, 01:22 AM
 
2hossain
بـاشـمهندس

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  2hossain غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 382591
تاريخ التسجيل : Feb 2015
العمـر : 68
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 57 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 50
قوة التـرشيـح : 2hossain يستاهل التقييم
افتراضي خواطر حول سورة الكهف ــ 11 / ذو القرنين

ذو القــــرنين :
أعـوذ بالله من الشيطان الرجـيم بسم الله الرحمن الرحـيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعـوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعـين وبعـد :
مع الحقائق المستورة فى سورة الكهف ما زلنا نعيش فى كهف النور، كهف الفتية المؤمنون، ومع ختام المطاف فى ذلك الكهف الذى بين لنا أن الكون الذى نعيش فيه مليء بأسرار كثيرة منها ما
يصدقه العقل، ومنها ما لا يصدقه العقل ولكن لا نكذبه، فإن صادفك فى هذه الحياة ما لا يصدقه عقلك فلتسكت ولا تحاول أن تعـطى الأشياء غير حقيقتها، ذلك أن الكون مليء بأسرار لا نعلمها
وجعل تلك الأسرار كهوفا توارى الحقائق عنا والله سبحانه وتعالى خلق الكون وما فيه من مخلوقات منصاع لأمره وجعل من بين هذه المخلوقات، قوى مختارة ميزها الله بقدرة العقل والفكر والإختيار
ولم يميز الملائكة بالإختيار، لأن الملائكة ليس لهم إختيارات إنما يفعلون ما يؤمرون... وخلق لنا ما يشغل العـقل فى هذه الحياة الدنيا ولكن بعـض من شغلتهم الحياة الدنيا يحاولون استخدام العـقل
فيما لا ينفع الناس بل يضرهم : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) ـــ 103ـــ 104 سورة الكهف
فالعقل له حدود وخالق العقل ليس له حدود ولا تحده قيود ومن هنا فإن وظيفة العقل البشرى أن يشغل نفسه فيما خلق الله له وهى الأرض وما وضع فيها من أسرار وإلى السماء وما خلق فيها من
من كواكب ونجوم : ( ... ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك.... ) ـــ 191 سورة آل عمـران وحتى يحين وقت يكشف فيه الله للإنسان من الأسرار المستورة عنه
ما دام يتخذ العلم سبيلا ... وإذا كان هذا علم للإنسان من الله فاعلم أن علم الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يحيط به أحد ،لكن هناك علم يختص الله به نفسه ولا يعطيه لأحد من عباده :
( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ـــ 85 سورة الإسراء وعلم يعـطيه لمن شاء من عباده، وهذا العلم يختص به الرسل والأنبياء والأولياء الصالحين ولا
يمكن التحدث فيه لأنه عطاء محدود بين العبد وربه ... وعلم يعـطيه للبشرية كلها وهو العلم المادى أو العلم الأرضى الذى يكشف الله عنه للبشرية جيلا بعـد جيل، كيف يكون هذا ؟ نقول إذا صادف
العلم مجموعة من الباحثين يجتهدون فى البحث للوصول إلى إختراع ما يفيد البشرية أعطاهم الله سبحانه وتعالى ما يجتهدون ويبحثون فيه... وهو فى علم الله مخزون ينتظر الإذن من الله لوجوده
( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) ـــ 40 سورة النحل فيتوارثه العلماء جيلا بعـد جيل بأبحاث ومعلومات تضيف الجديد فيه، هذا هو العلم البشرى أما من أعطاه الله العلم ومكن له
الأسباب فلا نقاش فيه لا كيف ولا متى لأن العلم البشرى مهما ارتقى محدود، فالذين يبحثون فى القرآن الكريم يجب أن يتأملوا ويتدبروا فى كلام الله سبحانه وتعالى... فالله سبحانه وتعالى وضع فى
آياته من الأسرار ما يحتاج إلى التأمل وعدم المرور عليها مرورا عابرا وكما قلنا أن سورة الكهف ما هى إلا كهوف معنوية فى كهف حسى لا نعلم باطنه إلا إذا بحثنا قليلا ونكشف ما بداخله ولن ننتهى
من غايته لماذا ؟ يقول الله فى نفس السورة وكأنه يلفتنا إلى أن علمنا محدود مهما ارتقينا ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا )
فإلى الكهف الذى نبحث فى داخله عن بصيص من النور حول قصة ذى القرنين وهذه القصة جاءت فى ستة عشرة آية بدءا من الآية 83 وحتى الآية 98 من سورة الكهف.....
شيء هام يجب أن ننوه إليه قبل البدء فى كتابة تلك الخواطر ألا وهو أن المسلم الذى يشكل عليه فهم آية من كتاب الله عليه أن يدعوا الله عز وجل أن يهدى ويكشف بصيرته فيما خفى عنه من آيات الله
وأن يصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه العالم بالقرآن والعارف بُمنزل القرآن ثم يجتهد فى البحث عن طريق ما خلفه السلف الصالح من تفاسير وآراء وشروحات لا غنى عنها بالمرة
لأنها المرجع والأساس فى معرفة ما خفى عنا فى القرآن الكريم ثم يجتهد فى البحث عن آراء الأئمة والعلماء الكبار الموثوق فيهم وعليه أن يكف فى الخوض فى معانى القرآن الكريم بدون إتخاذ
الوسائل العلمية وآراء الأئمة للوصول إلى حقائق الآيات التى تكون مبهمة عليه وكما أوضحنا من قبل، كان من الأولى أن يفسرها من أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم لأنه العالم بالقرآن
والعارف بمنزل القرآن وإنما فسرالأحكام التكليفية التى لا تغيير فيها ولا تبديل، كالصلاة والصوم والزكاة والحج، هذه الأحكام التكليفية لا تبديل فيها ولا تغيير ... الصلاة خمس مرات فى اليوم، الصوم
فى شهر رمضان، إلى أخر تلك الفروض، أما يتصل بقوانين الكون والزمن والخلق وما شابه ذلك فإنه لم يكن للعقل البشرى الإستعـداد العلمى وقت نزول القرآن ليفهمها ... ولكن مر عليها الرسول
صلى الله عليه وسلم مرورا عابرا وترك للعقل البشرى فى كل جيل أن يأخذ قدر حجمه وحظه فى البحث، نقول هذا لأن قصة ذى القرنين فيها من الكهوف التى توارى بداخلها حقائق لا بد أن نبحث
فيها بالعلم وآراء السلف الصالح ثم آراء الأئمة المعاصرين لعلنا نصل إلى حقيقة كانت خافية عنا، هذا بفضل الله أولا ...ثم الإجتهاد ثانيا
( ويسئلونك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا ) ــــ 83
قصة ذو القرنين هى ككل قصص القرآن الكريم، فالقصة فى القرآن الكريم لا تروى للتسلية والتشوق للحدث،وإنما تروى للعبرة ( لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ...) ـــ 111 سورة يوسف
والعبرة مأخوذة من عَـبَرَ : وهو الأنتقال من شيء إلى شيء والعبرة معناها : الإتعـاظ والإعتبار من أحداث الحياة برؤية الحدث سواء خيرا أم شرا ... فقصص القرآن الكريم أخبار ووقائع حقيقية
وقعت الغرض منها يريك كيف يحق الله الحق بكلماته وكيف ينتصر الحق على الباطل وفى قصة ذى القرنين حاول بعض الناس أن يخرج بالصورة عن الهدف، فليس المطلوب اليحث عن ذى القرنين
من هـو ومتى عاش وأين مكان دعوته إلى أخر هذه الأسئلة المتعلقة بشخصية الإنسان ...فكل هذا لا يفيد بالمرة فهو علم لا ينفع وجهل لا يضر، ولقد شاءت كل قصص سورة الكهف بدءا من أصحاب
الكهف ومرورا بصاحب الجنتين إلى قصة موسى والعبد الصالح ثم قصة ذو القرنين أن يبهـم الله أسماء أصحابها وزمن وقوع أحداثها وحتى مكان أحداثها مهما قال القائلون فالله أعلم ليس إلا ما
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من الأولى أن يصرح القرآن الكريم بأسماء هؤلاء كما صرح بأسماء بعض الرسل والأنبياء لكن القرآن الكريم أبهم كل هذا لأنه ليس مطلوبا منا أن نبحث
عن هوية هؤلاء الصالحين وزمانهم فعندما ذكر قصة أصحاب الكهف كان الهدف البارز فيها إختيار الصحبة الصالحة واللجوء إلى الله فى السراء والضراء... وقصة صاحب الجنتين تعلمنا ألا نعبد
الأسباب ونترك خالق الأسباب والا نغتر بكثرة الأموال وننسى واهب النعم ... ثم قصة العبد الصالح وموسى عليه السلام تعلمنا أنه مهما أوتينا من العلم فعلمنا محدود ولا يقاس بعلم علام الغيوب
لقد رأينا من العبد الصالح أحداثا تنكرها الشرائع السماوية وموسى عليه السلام كليم الله ومن أولى العزم من الرسل ببشريته لم يستطع الصبر على ما رأى ولكن فى حقيقتها كانت خيرا ... فما ظنك
ببشريتنا الضعيفة وعلمنا المحدود وعقولنا القاصرة ؟ للأسف الإنسان عنده غرور كبير فى كل شيء خاصة فى العلم وظن الإنسان أنه قادر على كل شيء متناسيا قول الحق تبارك وتعالى :
( ... حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن كأن لم تغـن بالأمس.... ) ــــ 24 سورة يونس
ونرجع إلى ذى القرنين فى قوله تعالى : ( ويسألونك .... ) إذن هناك من يسأل وأمامه المجيب فالذى يسأل لا يسأل دون أن يكون هناك من يجيب عليه فالذين سألوا هم اليهود ومن يسألون ؟
يسألون محمدا صلى الله عليه وسلم ولنرجع قليلا إلى الوراء عن أسباب نزول سورة الكهف... لما سأل كفار مكة اليهود عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قالت لهم اليهود اسألوه عن ثلاث
وكان من هذه الثلاث.... اسئلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما خبره ؟ لماذا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ لأن اليهود كان عندهم فى التوراة أخبار ذو القرنين فأرادوا
أن يمتحنوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم لعله يأتى بقصة من عنده تتخذ وسيلة للطعن فى الإسلام فأوحى الله إليه بخبر ذى القرنين ليرد عليهم ويخرصهم ......
وقصة ذو القرنين جاءت مبهمة فى القرآن الكريم لم يبين فيها زمانه ولا مكانه ...إن كل ما يهم هو أن القرآن صرح بأن اسمه ذى القرنين ... وجاءت عن ذى القرنين روايات كثيرة، ما يقرب
من عشر روايات أشهرها أنه الإسكندر المقدونى،وأنه كان على عهد نبى الله ابراهيم عليه السلام أو قريب من عهد عيسى عليه السلام ... أقوال كثيرة تجعل الإنسان مشتت أيهما يصدق ولهذا لا
داعى لمناقشتها ... فماذا نستفيد حتى لو كان ذو القرنين هو الإسكندر المقدونى أو غيره ممن جاء فى الأقوال ؟ إعلم أن ذو القرنين شخصية حيرت المفسرين والمؤرخين وجادلوا كثيرا وتناقشوا
ولم يصلوا إلى نتيجة!! بل ألفوا كتبا كثيرة بها أبحاث عن ذى القرنين وتحديد مكان وزمان وأحداث أبطال القصة ولكنهم لم يستطيعوا أن يحددوا شخصية ذو القرنين ولم يتفقوا على رأى واحد
إن قصة ذو القرنين لغز محير حتى فى البحث عن المصادر اليقينية الصحيحة التى لا يتطرق إليها الشك أو التحريف : الكتاب والسنة... ففى كتاب الله القرآن الكريم لا يوجد ذكر لذى القرنين إلا فى
سورة الكهف، ولا أى تفصيلات عنه وعن أماكن رحلاته الثلاث وأما فى السنة المطهرة فلا توجد أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تتحدث عن ذي القرنين ولا عن رحلاته
أو لماذا سماه القرآن بذى القرنين !! فإذا كان هذين المصدرين لم يتحدثا بالتفصيل عنه فكيف نحن نعرف تفصيلات حياته ؟ من الذى يستطيع أن يقول شيئا عن تلك الغيوب التى سكت عنها القرآن ؟
وسكت عنها الحديث الصحيح والصحابة الكرام ؟ كان من الأولى أن يتكلم فيها من أنزل عليه القرآن والعالم بالقرآن الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إن ما ترتاح إليه النفس أن نتبع ما أشارت إليه
الآيات القرآنية وأن نقف عند دلالة الأحاديث النبوية الصحيحة وأن نسكت عما سكتا عنه من هذه الغيوب وإنها لحكمة سوف تكشف عنها الأجيال القادمة متى شاء الله ذلك .....
ومن هذا المنطلق لا داعى يا أخى الكريم أن تجهد نفسك فى بحث لا ينفع فالسابقون الأولون والأكثر منا علما أجهدوا أنفسهم ولم يصلوا إلى نتيجة ....
( إنا مكـنا لـه فى الأرض وأتيناه من كل شيء سببا ) ـــ 84
( إنا مكـنا لـه فى الأرض معنى التمكين: على وزن تفعيل مصدر للفعل مكّن ـــ ومكن له فى الشيء : أى جعل له عليه سلطانا وقدرة وقد ورد لفظ ( التمكين ) بمشتقاته لغـوية عديدة فى القرآن
الكريم ثمانية عشر موضعا على صورة فعل ماضى وفعل مضارع واسم نذكرها من باب العلم وجاء بدلالات متعددة تشير إلى تعدد غاياته ومجالاته...
مـكّنا ـــ 3 / مـكّناكم ـــ 2 / مـكّناهم ـــ 3 / مـكّنى ـــ 1 / فأمـكّن ـــ 1 / نُـمَـكّن ـــ3 / وليُمـَكّنن ـــ1 / ...... مـكين ـــ4
وسوف نتكلم عن صور التمكين فى القرآن الكريم بإيجاز ومدى توافق هذا المعـنى القرآنى مع المعـنى المستخدم فى حياتنا العملية، فنلاحظ أن التمكين جاء فى القرآن الكريم بصيغة الفعل المسند
إلى الله تعالى فهو وحده من يُمـكّن الإنسان لما يشاء ...وما يشاء بمعـنى أن التمكين يقـتضى العـلم والقـوة والسلطة وبموجبها يتم تزويد الإنسان من الله بهذه الوسائل لتحقيق المراد من أغراض
وهناك فى القرآن الكريم مستويين للتمكين ـــ مستوى مادى محسوس ومستوى معـنوى .... حيث أن المستوى الأول تمكين فردى اختص به الله الرسل والأنبياء إقرأ ما شئت قوله تعالى :
( وكذلك مـكّنا ليوسف فى الأرض يتبـوأ منها حيث يشاء ... ) ـــ56 سورة يوسف ....... وفى ذى القرنين يقول الله تبارك وتعالى :
( إنا مـكّنا لـه فى الأرض وآتيناه من كل شيء سببا ) .... فعلى المستوى الفردى مـكّن الله لذى القرنين مجموعة من الملكات المتعلقة بالعلم والقوة والحكمة والحُـلم وهى ملكات مكنته من إرساء
دعائم مُـلكِه بدليل ( وأتيناه من كل شيء سببا ) وانتهى هذا القسم بوفاة خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحى.....
المستوى المعـنوى : وفيه يتم تمكين الدين والأمن للإنسان وهذا المستوى من التمكين ينال الإنسان بموجبه على أهـم الأسس للحياة الكريمة وهو الدين بكل القيم الروحية والخُـلقية والإجتماعية :
( وعـد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ولَـيُمكنن لـهم دينهم الذى ارتضى لـهم ولـيُبدلنهم من بعد خوفهم ءامنا...... ) ـــ 55 سورة النور
أما على المستوى الجماعى ( ولقـد مكناكم فى الأرض وجعلنا لكم فيها معايش ... ) ــــ 10 سورة الأعراف ... وهنا يتم تمكين الإنسان من التصرف فى الأرض وجعلها موطنا لـه ومستقرا لمعاشه
( الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وءاتواالزكاة وأمروا بالمعروف ونَهـوا عن المنكـر ....) ـــ41 سورة الحـج ... ولاحظ فى هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى ربط التمكين فى الأرض بإقامة
الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولم يربط التمكين بالحج أوالصيام
والهدف من التمكين أن لكل فعل غاية ... فإذا كان الله خلق الإنسان ليعـبده كان لابد أن يرسل الرسل وينزل عليهم المنهج لتنظيم العلاقة بين العبد والمعـبود ..
وإذا كان الله يمنح التمكين للإنسان بالمعـنى الدينى ليصلح بين العباد فى الأرض بالعـدل فإن التمكين بالفهوم العصرى الذى نعيش فيه يحمل نفس الدلالات التى تتجلى فى صلاح الأرض وإعمارها
وهـو ليس مقتصرا على الرفاهية المادية ورغـد العيش وإنما ضمان الأمن النفسى والروحى للإنسان وما أقله فى هذه الأيام ....
مما سبق يتضح أن صلاح الأرض وإعمارها لا يتأتى إلا بتمكين جميع أفراد المجتمع رجالا ونساءا بمنحهم كل ما يحتاجون إليه لتنمية قدراتهم ومهارتهم عن طريق جهات أو مؤسسات وطنية
علمية فى المقام الأول لأن العلم أداة رئيسية فى التمكين ... فإذا مكننى الله علما من العلوم النافعة للبشرية يجب أن أنشره لينتفع به الناس ويتوارثونه
ومن هنا مكن الله سبحانه وتعالى لذى القرنين فى الأرض أى أعطاه الله المُـلك وأعطاه الله الأسباب التى تمكنه من من أن يفعل ما يريد ...فماذا فعل ذو القرنين بهذا المُـلك وهذا العطاء ....؟
( فأتـــبع ســـببا ) ــــ 85
ماذا فعل ذو القرنين عندما أعطاه الله كل الأسباب من عنده ؟ هـل اكتفى بذلك وسكت ووقف عن قوله تعالى " ما مكنى فيه ربى خيـر " ؟ لا... لم يكتف بتلك النعـم التى وهبها الله له !!
بل أتبعها بأسباب من فعله وهذه لفتة عظيمة فى القرآن الكريم لمن يتدبرها فيقول لنا أنه إذا مكننا الله فى الأرض بأسباب من عنده فلا بد أن نضيف إليه بأفعال من عندنا، أى نعـمة من نعم الله
مكننا الله فيها بالأسباب فيجب أن أضيف عليها من فعلى لأن الله هو صاحب الملك وهو صاحب الفعل المسند له بالتمكين " قل اللهـم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء "
وهكذا الملك بأسباب من الله وليس بأسباب من البشر ولو كان المُـلك بأسباب من البشر لا حتفظوا بـه وما نزع منهم ولكن للأسف أكحثر الناس لا يعلمون ....
( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجده تغرب فى عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعـذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا ) ـــ 86
حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة : ذهب ذو القرنين إلى أماكن ولها علامات ودلالات عرفها من الله سبحانه وتعالى ليقيم ميزان العـدل ويفرق بين الحق والباطل فيجتاح الأرض
شرقا وغربا لا يتجبر ولا يطغى ولا يتخذ من الفتوح مغنم مادى ولا يعامل أهل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق وإنما ينشر العـدل فى كل مكان يحل به ويستخدم العلم والقوة والهيبة التى مكنها الله له
فى تعمير البلاد والإصلاح ودفع العدوان عن الضعـفاء وهو فى هذه الآية لم يذكر القرآن سوى أن ذو القرنين بلغ مغرب الشمس مما يعـنى أن رحلته لم تكن من مشرق الأرض إلى مغربها أو العكس
بل رحل حتى أدركه الغروب فى مكان وهذه مسئلة من المسائل التى تشغل العقل والفكر معا لأن القرآن لم يحدد المكان ولكنه وصف طبيعة المكان " عين حمئة " وحال القوم " قوما " ولكن على
أى حال نتمسك بما قاله السلف الصالح من آراء وبما قاله العلماء المعاصرين فهو كهف من الكهوف التى يجب أن ندخلها ولكن بعلم وبتمهل ....
اولا..... لفظ " مغرب " تكرر هذا اللفظ بمشتقاته فى القرآن 16 مرة كالآتى دون التعرض لأرقام الآيات :
غربت ـــ تغرب ـــ الغروب ـــ غروبها ـــ المغارب ـــ مغاربها ـــ الغربى ـــ غربية ـــ المغربين ـــ المغرب تكرر 7 مرات ـــ المجموع 16 ..... فى المقابل لفظ " المشرق " ومشتقاته تكرر أيضا
فى القرآن الكريم 16 مرة كالآتى دون التعرض لأرقام الآيات :
شرقيا ـــ شرقية ـــ الإشراق ـــ مُشرقين 2 ـــ المشرقين 2 ـــ المشارق 3 ـــ المشرق تكرر 6 مرات ـــ المجموع 16
أما الآية " وأشرقت الأرض بنور ربها .... " فلا تدخل فى الإحصاء ... لأن هذا يكون فى الأخرة وعندما كنا فى الدنيا نعيش فى الأرض بنور الشمس وإشراق الشمس وطلوع الشمس أما وقد
وقد انتقلنا إلى الحياة الأخرة فالأرض هى التى تشرق، وأشرقت بنور من ؟ " بنور ربها ...." فليس هناك شمس تشرق لأن الأخرة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
وننتقل إلى موضوعنا إذن الشمس فى حالة غروب دائم مثلما تكون فى حالة شروق دائم !!!! وكيف يكون هذا إنه القرآن العـظيم الذى يصور لنا ما يراه الإنسان بشكل نسبى ... لأن الشمس لا تغرب
من مكان واحد ولا تشرق من مكان واحد بل كل مكان وله مشرق ومغرب فى ذات الوقت حسب إتساع الأفـق ولنضرب مثلا يوضح ذلك ولله المثل الأعلى يقول الله تعالى :
( رب المشرق والمغـرب ) ـــ ( رب المشرقين ورب المغـربين ) ـــ ( رب المشارق والمغارب )
لو أخذنا كل آية من هذه الآيات وقت نزول القرآن على حجم تفكير العقل البشرى فى ذلك الوقت، نجد أن مفهوم المشرق هو جهة شروق الشمس ومفهوم المغرب هو جهة غروب الشمس ، نأتى
للآية " رب المشرقين ورب المغربين " قالوا إذا كان المشرق هوجهة الشرق فإن رب المشرقين تجمع بين عمومية الجهة وبين المكان الحدد لشروق الشمس، ثم نأتى بعد ذلك للآية :
" رب المشارق والمغارب " وقالوا أن لكل بلد له مشرق وله مغرب ومن هنا فإن الله هو رب المشارق كلها ورب المغارب كلها ... وذلك على قدر علم ذلك العصر
ولو جئنا بهـذه الآيات اليوم نجد أن تفسيرها يختلف وفكر قليلا لماذا قرن الله المشرق بالمغرب ؟ لأنه لا يوجد مشرق بدون مغرب بسبب كروية الأرض وحركة دوران الأرض حول نفسها وحول
ثم نأتى إلى قوله تعالى : ( رب المشرقين ورب المغـربين ) بعد إكتشاف كروية الأرض نجد أن الكرة الأرضية مقسمة إلى جزءين... نصف مضيء له مشرق ومغرب .. ونصف معـتم مظلم تماما
فإذا استدارت الكرة نصف دورة أصبح نصف الكرة المعـتم المظلم يواجه الشمس ..والجزء الذى كان مضيئا أصبح يسبح فى ظلام دامس ومن هنا أصبح لها مشرقين ومغربين وبعد تقدم علم الفلك
نجد أنه لا يوجد مشرق واحد ومغرب واحد لأى دولة فى العالم بل مشارق ومغارب يذكر فيها اسم الله على مدى اليوم لا ينقطع فيها نداء الله أكبر... إذن فزاوية الشروق تتغير وتبعا لها تتغير
زاوية الغروب وذلك سيدخلنا فى مسائل فلكية لا داعى لها ولكن ببساطة ننظر إلى صيام شهر رمضان ففى كل يوم تفطر فى مغرب مختلف عن المغرب الذى قبله فى الوقت الزمنى، إن التقدم العلمى
الذى غير كثيرا من مفاهيم الكون لم يستطع أن يغير معنى الآيات بل انسجم معها تمام الإنسجام وهذه من عظمة القرآن وإعجازه .... تلك هى المقدمة التى تفسح الطريق لمعرفة قوله تعالى :
( ..... وجدها تغرب فى عين حمئة ..... )
هذه المسئلة بالذات اصطنعها بعض المتشككين وقالوا كيف للشمس أن تسقط فى مستنقع من الطين مع أن الشمس أكبرحجما من الأرض مرات عديدة، إن هذا القرآن ليس بكتاب الله ! هذا ما قالوه
بأفواههم ودأبوا على تكراره ويحاربون به القرآن ونبى القرآن... ولو أنهم كلفوا أنفسهم فى الجهد وقرءوا كتاب الله وتعلموا اللغـة العربية ومعانيها لوجدوا أنفسهم هم المخطئون والكاذبون ....
ولنبدأ فى معنى " عين حَـمِئة " ... حمـئة فى اللغة العربية : تعنى الطين الأسود المبلل بالماء، كالذى نراه فى المستنقعات المائية، فذو القرنين وصل إلى مكان وجد فيه الشمس تختفى وتغيب وراء
مستنقع طينى...فالقرآن يصور لنا رؤية ذو القرنين ... فالفظ " العين " فى اللغـة تعنى عين ماء ... فذو القرنين وصل إلى منطقة فى أقصى الغرب لم يحددها القرآن ولكنه حدد طبيعة أرضها
مستنقعات كبيرة كالتى نراه اليوم فى دول جنوب الأمريكتين وتعتبر من المناظر الطبيعية الخلابة والتى تستدعى منا التأمل فى جمال صنع الخالق...وقد كتب هذاالإمام ابن كثير فى تفسيره فقال :
" أى رأى الشمس فى منظره تغرب فى البحر المحيط وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه " وهذه حقيقة نسبية ملموسة يراها سكان المدن الساحلية عند غروب الشمس
يرون قرص الشمس فى الأفق وقت الغروب يغيب ويختفى فى البحـر وكأن الشمس سقطت فى البحر، هذا ما يراه الناس فى المدن الساحلية من منظورهم ولكن هل يشاهد هذا سكان البادية ؟
بالطبع لا ... فكانت هذه هى رؤية ذو القرنين " وجدها تغرب .... " والنبى العربى الكريم صلى الله عليه وسلم كان يعـيش فى بيئة صحراوية ولا يعرف شيئا عن هذه البيئة ولم ير بيئة مثلها
فى الجزيرة العربية، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يصف له غروب الشمس فى مناطق المستنقعات المائية الموحلة دون أن يراها ... مثلما انتقل به إلى المناطق القطبية دون أن يراها ولنا فى هذا
الموضوع وقفة عندما يحين وقت الكلام عـنها .... وهذا يعنى أن القرآن صادق فيما يقوله لأنه يصور لنا ما يراه الإنسان بشكل نسبى ويصور لنا الحقائق المطلقة، وهذا يعنى أن فى القرآن الكريم
اسلوبان نسبى ومطلق فالأوليمثل ما تراه العين، مثل الجبال، نراها ثابتة فى حين أنها تتحرك وذلك بصدق القرآن: ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب... ) ـــ 88 سورة النمل
وهنا قال الله تعالى " تحسبها " وذلك رحمة بالعقل البشرى فالإنسان يظن أن الجبال ثابتة من منظوره ولكن الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن هذه الجبال التى نراها أمامنا ونحسبها جامدة إنما تتحرك
من مكان إلى أخر، بمحرك يدفعها فما هو هذا المحرك ؟ إنه الأرض وكأن الجبال تتحرك بحركة دوران الأرض... فالله يقول لنا أنكم لا تدركون حركة الجبال بمنظوركم لأن وضعها ثابت بالنسبة للأرض
فهذا " صنع الله الذى أحسن كل شيء " وهذا بالنسبة للحقائق النسبية... أما المطلق فهو يمثل الحقائق العلمية التى يشير إليها ويلمح بها وذلك، علم الأجنة مثلا : بصدق القرآن العظيم :
( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر ) ـــ 12 المؤمنون
ووجد عـندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعـذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا :
هذه المناطق التى يمتزج فيها الماء بالبحيرات الطينية والمستنقعات " عين حمئة "، تدبر وتأمل منظر غروب الشمس فى هذه البيئة وكأنها تغـوص وتختفى داخل البحيرات الموحلة والمستنقعات
فى هذه المناطق وجد ذو القرنين "قوما " ولم يشر القرآن بحال هؤلاء القوم، مثلما أشار فى آيات أخرى بأكثر من عشر صفات مثل قوم كافرين، ظالمين أوفاسقين اوحتى صالحين إلى أخر هذه
الصفات التى يطلقها القرآن على قوم بعينهم ولكن قال " وجد عـندها قوما " فهو من ظاهر الآية مجتمع لا يعرف شيئا عن عبادة الله، مجتمع كثير العدد، مختلف الألسنة والأهواء لكن هذا لا يمنع
أن فيهم العاصى والطائع، والمحسن والمسيء والصالح والطالح، فكان لا بد أن يواجههم ذو القرنين بما مكنه الله له بكل أسباب الملك التى تمكنه من إقامة ميزان العـدل، المخطيء بالعـذاب والمحسن
بالحسنى، ولكن هـذه ىالدعوة هل ستتم مرة واحدة ؟ لا ... بل كان لا بد أن يدعوهم إلى معرفة الله وعبادته حتى يتبين له المحسن من المسيء والمؤمن بدعـوته من الذى يعرض عن دعـوته ,,,
وهنا خيـره الله المخطيء بالعذاب والمحسن بالحسنى ... فـعـند قوله تعالى " قلنا يا ذا القرنين .... " نقول : إن كان ذو القرنين نبيا فهذا وحى من الله تعالى وإن لم يكن نبيا فهو إلهام لكن الله أعلم
بـه ... لا نسرد ما جاء فى كتب السيرة والسلف الصالح كيف واجه ذو القرنين هؤلاء القوم ؟ ولكن نأخذ العـبرة من سرد قصة ذى القرنين وهى أن من يمكنه الله من الحكم والملك، كيف يحكم ؟
وكيف يقيم ميزان العـدل بين المحكومين ؟ فصورة الصلاح والإصلاح أعطاها لنا الله فى قصة ذى القرنين
( قال أما من ظلم فسوف نعـذبه ثم يرد إلى ربـه فيعـذبه عذابا نكرا * وأما من آمن وعمل صالحا فلـه جزاءً الحسنى وسنقول لـه من أمرنا يسرا ) ـــ 87 / 88
قال أما من ظلم فسوف نعـذبه : إشارة إلى المهلة الزمنية ... مهلة تمكنه من موعـظتهم وتذكيرهم بما هـو مطلوب من معرفة الله وعـبادته ... والظلم أنواع أعلاها وأكبرها الشرك بالله
( إن الشرك لظلم عظيم ) ـــ 13 سورة لقمان، وهـذه نقطة هامة فى صدر هذه الآية وهى أن قوانين الحياة الدنيا تقتضى الحساب أولا لتستقيم الأمور وإلا دنيا بلا حساب تساوى فوضى....
إذن هنا الآية صريحة ، أن الظالم له حسابان عـقاب أرضى وعقاب سماوى... والعقاب الأرضى إنسان يرتكب جريمة سرقة أو قتل أو إغتصاب فهل يُترك ليفسد فى الأرض ؟ بالطبع لا فهناك
القانون الأرضى يقتص منه فى الدنيا وفائدته أنه يعـدل ميزان الحياة فلا نترك الناس تعبث فى الأرض الفساد دون حساب ولننظر إلى المجتمعات الكافرة التى لا تؤمن بالآخرة ونتعجب أنها
أخذت بمنهج الله فى ضرورة وجود العقاب الدنيوى رغم عـدم إيمانهم بوجود إله وبالتالى عـدم إيمانهم بالآخرة إنهم فعلوا ذلك لأنهم وجدوا أن الحياة لا تستقيم إلا بعـقاب المفسدين
وهذا لا يمنع من وجود مفسدين وظالمين وطغاة دون أن يحاسبوا أو بمعنى أخر أفلتوا من العـقاب،إن من يفلت من عـقاب الدنيا لن يفلت من عقاب الأخرة ..فوظيفة المُمَكن فى الأرض وضع
العقوبات الدنيوية التى تـحـد من الظلم والطغيان والفساد فى المجتمع بما يتناسب مع بشريته، ولكن هل هذا نهاية المطاف فى العقاب بقدرات البشر ؟ إنه بعـد ذلك يُرَد إلى خالقه .. ربـه لينال
عـقابه لا على قدرة البشر ولكن بقدرة الله سبحانه وتعالى وليس عذابا مؤقتا فعذاب الدنيا مؤقت ينتهى بنهاية الحياة ولكن عذاب الأخرة خالدا أبدا
وأما من آمن وعمل صالحا فلـه جزاءً الحسنى وسنقول لـه من أمرنا يسرا )
لماذا قدم الله العـقاب على الثواب ( أما من ظلم فسوف نعـذبه........ وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى .... ) ؟ إن المبدأ هـو الحساب يسبق الثواب أو المكافأة كما نسميها بلغتنا
وأما من آمن : الإيمان نقطة غـيبـية بين العبد وربه بمعنى أننا لا يمكن أن نفرق بين مدعى الإيمان والمؤمن الحقيقى فأمر هؤلاء متروك لله سبحانه وتعالى لأنه يعلم ما يسرون وما يعلنون وما
تخفى الصدور ومن هنا كان لا بد أن يكون هناك ثواب دنيوى لمن يعمل صالحا ونحن هنا لا نعلم المصلح الحقيقى من المصلح المنافق فالمصلح المنافق يعمل عملا ظاهره الخير وباطنه طلب الدنيا
وطلب الجاه ومن هنا قال الله " وأما من آمن وعمل صالحا " لأنه يعلم المؤمن الحقيقى من المؤمن المنافق والعياذ بالله ... فمهمة الممكن فى الأرض أن يعطى المحسن جزاء إحسانه :
" هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " ـــ 60 سورة الرحمن، لكن للأسف أخذ الإنسان هذا المبدأ العادل فأفسده بسوء تطبيقه !! كيف كان ذلك بدلا من أن يعطى المحسن يعـطى المنافق والذى يغـضب
الله ليرضى رؤسائه والذى يشهد الزور ليبريء متهم، إن قصة ذى القرنين تلفتنا إلى أن مهام الحاكم المُمَكن فى الأرض أن يضرب بيد من حديد على يد المسيء والمفسد وأن يعـطى المحسن
والمحسن هنا الذى يعمل أعمالا صالحة نافعة لوطنه وبنى أمته وإن لم يفعل ذلك فقد خان امانة الحكم وأفسد المجتمع وتكون النتيجة اختلال ميزان الثواب والعقاب وهو ما يؤدى إلى معاناة الناس
ونشر الظلم والفساد فى الأرض.... وعند هذه الآية أنتهت مهمة ذى القرنين عند مغرب الشمس... وذلك هـو الكهف الذى نبحث عنه فى هذه القصة الفريدة الجميلة ...
ولنا إن شاء الله لقاء مع " ذو القرنين ومطلع الشمس ويأجوج ومأجوج "
اللـهم إن كنت قد أصبت فهـذا فضل منك بما أنعـمت علىّ فلنحمده ونشكره وإن كان غير ذلك فهو من اجتهادى أدعـوا الله أن يكتب لى عليه ما يشاء من الثواب والله هـو خير ثوابا وأبقـى
وصلى اللهم وسلم على حبيبك محمد أخر ظهـور المرسلين والظاهـر شهودا فى النبيين وعلى آله وأصحابه أهل الحق واليقيـن.....
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم .... فى قرآنه العظيم
4 / 8 / 2016


















رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~