فيلاس بواش يدفع ثمن الشرب من كأس تشيلسي المسمومة

[مصطفى صدقى]

© رويترز

كان اندريه فيلاس بواش يعرف أن النتائج هي ما ستضمن له الاستمرار كمدرب لتشيلسي المنتمي للدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم لكنه فقد المنصب أمس الأحد بعد أقل من تسعة أشهر من تعيينه.

وفشلت تجربة رومان ابراموفيتش مالك تشيلسي بالاستعانة بمدرب واعد بدلا من الاسماء المرموقة السابقة بعد الاطاحة بستة مدربين.

وتعد الالقاب هي كلمة السر في تشيلسي لكن الفريق بات بعيدا عن المنافسة على لقب الدوري الممتاز إذ يأتي في المركز الخامس كما انه يواجه خطر الخروج من دور الستة عشر بدوري ابطال اوروبا مما أدى الى اقالة المدرب البرتغالي الشاب بعد سابع هزيمة في الدوري أمس السبت.

ونقل تلفزيون سكاي سبورتس عن افرام جرانت الذي أقيل من تدريب تشيلسي عام 2008 بعد خسارة نهائي دوري ابطال اوروبا قوله "عندما تتولى تدريب تشيلسي فان الشيء الوحيد الذي تحتاجه هو تحقيق نتائج وان تظهر ان الفريق يسير على الطريق السليم."

وأضاف "النتائج هي كلمة السر. لم تكن النتائج جيدة وبالتالي لم يقدم الفريق عروضا جيدة. أفضل دائما التحلي بالصبر لكن لا يمكن توقع ذلك."

وعندما تولى فيلاس بواش منصبه في يونيو حزيران الماضي اصبح مطالبا "بتحقيق نجاحات أكبر في المسابقات المحلية والاوروبية" مما أدى الى اقالته نظرا لان "النتائج وعروض الفريق لم تكن جيدة بما يكفي".

وكان فيلاس بواش (34 عاما) هو أصغر مدرب سنا في اندية الدوري الممتاز وراجت تقارير بشأن خلافات مع لاعبين مخضرمين في نفس عمره تقريبا.

ووصف لاعب الوسط فرانك لامبارد علاقته بالمدرب البرتغالي بأنها "ليست مثالية" بينما ذكرت صحف أن العديد من اللاعبين انتقدوا خطط مدربهم الشهر الماضي.

وعندما زار ابراموفيتش مقر تدريب الفريق في الشهر الماضي بدا وضع المدرب أكثر سوءا عندما قال إنه لا يحتاج الدعم الكامل من فريقه بل مساندة المالك.

وهذه المساندة تبخرت عندما اصبح تشيلسي مهددا بعدم التأهل لدوري أبطال اوروبا الموسم المقبل وهي البطولة التي يرغب ابراموفيتش بشدة أن يحرز الفريق لقبها.

ولم يسبق أن أنهى تشيلسي الموسم خارج المراكز الاربعة الاولى منذ استحواذ ابراموفيتش على النادي عام 2003 وتم تعيين روبرتو دي ماتيو مساعد المدرب لتولي تدريب الفريق مؤقتا لضمان أن يسير الوضع هكذا.

ووصف اليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الرغبة الكبرى لدى ابراموفيتش في الفوز بدوري أبطال اوروبا بأنها بمثابة "هاجس" وعندما تم تعيين فيلاس بواش مدربا اعتبر الكثيرون المنصب بمثابة كأس مسمومة.

وجذب فيلاس بواش انظار تشيلسي بفضل الكرة الهجومية الممتعة التي كان يقدمها فريقه السابق بورتو الذي فاز بكأس الاندية الاوروبية والدوري الممتاز البرتغالي والكأس البرتغالية.

ودفع تشيلسي 13.3 مليون جنيه استرليني (21.09 مليون دولار) قيمة الشرط الجزائي في عقد فيلاس بواش مع بورتو على امل أن ينجح في اعادة الحيوية الى تشكيلة تشيلسي التي تقدمت في السن ويصنع فريقا يقدم عروضا ممتعة ويحقق نتائج جيدة لكن سريعا ما تسلطت الاضواء على مسيرة المدرب مع الفريق.

ومثلما حدث مع الايطالي كارلو انشيلوتي فقد عجز فيلاس بواش عن اخراج أفضل ما لدى فرناندو توريس صاحب أغلى صفقة انتقال بريطانية وتجاهل لاعبين كبارا مثل لامبارد مما أدى الى ضعف شعبيته لدى المشجعين واللاعبين.

ومني تشيلسي بهزائم متتالية في نوفمبر تشرين الثاني وبدأ فيلاس بواش يشعر بتعقد موقفه.

لكن كانت هناك لحظات من التوفيق مثلما حدث عندما حول تأخره الى فوز على مانشستر سيتي في ديسمبر كانون الاول الماضي لكن الهزيمة أمام فرق مثل ايفرتون أدت الى مطالبة المشجعين بعودة جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد الاسباني حاليا.

وربما كان فيلاس بواش يشعر بأن أيامه في ستامفورد بريدج معقل تشيلسي باتت معدودة لذا قال إن مدربين "في مواقف مشابهة" تم الاستغناء عن خدماتهم ثم زاد الطين بلة بالقول إن مانشستر سيتي فريقه أفضل.

وسيبدأ تشيلسي البحث عن مدرب جديد عند نهاية الموسم وسيكون مورينيو في طليعة المرشحين للعودة.