الحجُّ.. دروس وعبر

[كوران محمد]

م الله الرحمن الرحيم

يتعلّم المسلم وهو يتدبّر شعائر الحجّ ومناسكه أن يُلبي نداء الله تعالى، وهو يقول مع الحجيج: ''لبّيك اللّهمّ لبّيك''، وتعني هذه التلبية الإجابة الكاملة لأمر الله والانقياد التام لشرعه، والخضوع والاستسلام لأوامره.

إنّ المتأمل في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام ليجد أنّ هناك العديد من الدروس والعبر، فالحجّ تجتمع فيه مختلف أنواع العبادات البدنية والمالية؛ فيحجّ الحاج بنفسه ويؤدي العبادة من طواف وسعي ووقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة ورمي للجمار، وغير ذلك من أعمال الحجّ، ويدفع الحاج ماله من أجل ذلك، كما أنه يدفع ماله من أجل ذبح الهدي إن كان متمتعًا أو قارنًا، ويمكن استخلاص أبرز تلك الدروس والعبر المستفادة من الحج فيما يلي:

تحقيق تقوى الله عزّ وجلّ بتوحيده: فالمسلم بأدائه هذا الركن العظيم يحقّق التّقوى الّتي أمره الله تعالى بالتزود منها، بعدما نهى عباده عن فعل المعاصي والآثام وأمرهم باجتناب الرفث والفسوق والجدال في الحجّ، فقال سبحانه وتعالى: {الحجّ أشهر معلومات فمَن فَرَضَ فيهنّ الحجّ فلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ ولا جِدَالَ في الحجّ وما تفعلوا من خير يعلمُه الله وتزوّدوا فإنّ خيرَ الزّاد التّقوى واتّقون يا أولي الألباب} البقرة:197.

يُحقِّق وحدة المسلمين وقوتهم: الحجاج إلى بيت الله الحرام تختلف بلدانهم ولغاتهم وألوانهم لكن يجمعهم شيء واحد هو الإسلام، فيجتمعون في الحجّ وتبلغ أعدادهم ملايين الأشخاص، وينتقلون من مشعر إلى مشعر في منظر يشعر بالرّهبة، ويدل على أن قوّة المسلمين هي في اجتماعهم على كتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وهذا يغيظ الشيطان كما ورد ذلك عن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: فما رئي الشيطان أصغر ولا أحقر ولا أذل منه في يوم عرفة إلاّ ما رئي منه يوم بدر، وهذا يغيظ أعداء الرّحمن وأولياء الشّيطان.

يبرز الأخوة الإسلامية: تبرز الأخوة بين المسلمين بشكل واضح في الحجّ وتختفي الفوارق بينهم، ويُرَى بشكل واضح التعاون والتآلف والمحبّة في أروع صورها، فتجد أنّ القوي يعين الضعيف وربّما حمله إن كان يستطيع حمله، وتجد أنّ من يمتلك الطعام يطعم مَن لا طعام لديه و...، فيرتسم في مخيلة كلّ مسلم ومسلمة حديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ''مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسّهر''، رواه مسلم.

يُعلِّم الصّبر على طاعة الله: لكي يؤدّي الحاجّ حجّه فإنّه يعرض له الكثير من المشقة والتعب، ويواجهه الكثير من الزحام والبقاء مدّة طويلة في الانتظار، وهذا يعوّده على الصّبر على طاعة الله عزّ وجلّ، لاسيما والمسلم مأمور بالصّبر على طاعة ربّه تعالى. وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالصّبر، فقال: {يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا الله لعلّكم تُفلحون} آل عمران:200.

يُعوِّد المسلم على الدُّعاء: فالله سبحانه وتعالى قريبٌ يجيب دعاء السّائلين، ولقد بيَّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن فضل الله تعالى كبير، وأنّه سبحانه وتعالى يستجيب دعاء السّائلين، ويعتق عباده في يوم عرفة أكثـر ممّا يعتقهم فيما سواه من الأيّام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''ما من يوم أكثـر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النّار من يوم عرفة'' رواه مسلم، ولذلك حثّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على الدعاء، خصوصًا في يوم عرفة، فقال: ''خيرُ الدعاء يوم عرفة وخير ما قلتُ أنا والنبيُّون من قبلي لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير''، رواه الترمذي.

وإنّ اعتياد الحاجّ على الدعاء في هذه الأيّام يجعله يعتاده فيما بعد، ويشجّع غير الحاجّ على دعاء الكريم سبحانه، الّذي وعد بإجابة الدّاعين فقال: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيبُ دعوةَ الدّاعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشُدون} البقرة:186.

يُكفِّر الذُّنوب ويوجِب دخول الجنّة: فكونه يُكفِّر الذُّنوب، قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنّ متابعة بينهما تنفي الفقر والذّنوب كما ينفي الكير خُبث الحديد''، رواه ابن ماجه وأحمد. وأمّا كونه سببا لدخول الجنّة، فلقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''العُمرة إلى العُمرة كفّارة لما بينهما والحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة''، متفق عليه.

[ابوعلاء عز]

اللهم ارزقنا حج بيتك
شكرا اخى

[ابوطالب 101]

جزاك الله خيرا

[tarekmattar]

اللهم ارزقنا الحج يا رحمن

[محمودذكى]

شكرا لك اخى

[محمد الزمالكاوي]

بارك الله فيك يا غالى