أعيدوا قمة الأهلي والإسماعيلي.. بشرط!

[ميدو الشورة]

كنت أحد سعداء الحظ الذين تابعوا مباراة الأهلي والإسماعيلي التاريخية في موسم 2001-2002، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 4-4، من أرض الملعب، لكني لم أكتشف كم كنت محظوظا إلا عندما تابعت مباراة الفريقين أمس في الموسم الحالي.




فبعد عشر سنوات كاملة، ربما نسيت معظم تفاصيل المباراة، لكني لم أنس يوما انطباعي عنها ولا مشاعري المرتبطة بها كواحدة من أفضل المباريات التي شاهدتها في حياتي.. ربما شاهدت أفضل منها بعد ذلك من خلال الملاعب العالمية المختلفة، لكن يبقى انطباعي كما هو رغم مرور السنوات.




أما مباراة الأمس، فلم أتذكر منها شيئا بعد انتهائها بخمس دقائق، حتى أنني اضطررت لإعادة مشاهدتها حتى أكتب هذا المقال، بل أن مشاعري وزميلي زياد فؤاد تحولت من غضب لتفويتنا الشوط الأول إلى سعادة ورضا بأننا لم نشاهد سوى الشوط الثاني، بعد الأداء الفني الكارثي الذي شاهده الملايين أمام شاشات التلفاز.




صحيح أن الغياب الجماهيري أثر كثيرا على الأداء، لكن في الحقيقة المباراة افتقدت إلى أي فنيات، أو كرة قدم حقيقية، بما فيها "كوبري" جدو الذي شاهدته على جميع المواقع الإليكترونية، وهذا على عكس ما يظن البعض، دليل على مدى إفلاس المباراة من اللقطات الفنية الحقيقية!




ولأننا نلعب على الأهداف وليس على "الكباري"، فقد أظهرت أرقام المباراة كيف تحولت إحدى مباريات القمة في الموسم الكروي المصري إلى "مباراة قاع" بهذا الشكل المزري.




فنسبة التمرير لدى اثنين من كبار الكرة المصرية لم تزد في المباراة عن 79%، وهي نسبة كارثية، خاصة إذا علمنا أن نسبة التمرير الطولي بلغت 44% للأهلي مقابل 48% للإسماعيلي!.. أما نسبة العرضيات الصحيحة من الفريقين فلم تزد عن 16%!!




وما زاد من سوء شكل المباراة (أو شِكل إذا كنت تستمع للمعلق محمود بكر) فهو نسبة دقة التسديدات التي وصلت عند الإسماعيلي، صاحب ثلثي عدد التسديدات في المباراة، إلى 27%!.. فهل ظن اللاعبون أن الأداء "الخالي من الدسم" أصح من "الأداء المسبك"؟!.. إن بعض الظن إثم.




حتى في الجوانب التكتيكية، تجد مشهدا غير منتظم لتشكيلة اللاعبين سواء الخط الخلفي أو في وسط الملعب، فكأن الكل يجري خلف صاحب الكرة (ما أحلى أيام الطفولة ولعب الكرة بالزلط)!




والأكثر إثارة للدهشة من الأداء السيئ من الفريقين هو الاحتجاج الصارخ على التحكيم من الفريقين، فجهاز الإسماعيلي كان يصرخ على كل رمية تماس وكأنها "أصبحت زي البنالتي دلوقت" (الله يمسيك بالخير يا شربيني).




أما الأهلي، فيكفي أن تستمع لتصريحات مسؤوليه من عينة "التحكيم مضر بالأهلي" و"نحن الأكثر تضررا من الحكام" و"الحكام يعاندونا"، لتعلم كيف يتعامل الجميع مع أي مشكلة يواجهها بنظرية المؤامرة!




وبصراحة شديدة أنا لا أجد تعمدا من التحكيم ضد أي فريق أو لمساندة أي فريق، لأن من الأساس مستوى التحكيم ليس بارعا لتلك الدرجة التي يستطيع فيها التحكم في التأثير على المباريات، إنما سوء مستوى التحكيم الذي نشهده حاليا يتناسب طرديا مع سوء مستوى الدوري فنياً وإدارياً وأي "إياً"!.. لكن المشكلة أن الأضواء لا تسلط إلا على مباريات الأهلي والزمالك وأحيانا الإسماعيلي، أما خطايا الحكام في المباريات الأخرى، فلا حس ولا خبر.




بالله عليكم.. هل هذه مباراة كرة قدم يا سادة؟ هل هذا أهلي وهل هذا إسماعيلي؟.. إن المباراة - التي لا تستحق كل هذا التحليل - نموذج صارخ للانهيار الحاد التي تعانيه الكرة المصرية في الآونة الأخيرة، وتسبب في فشلها بالتأهل لكأس الأمم الأفريقية لأول مرة.




إما أعيدوا المباراة بشرط أن تعود مثلما كانت عليه قمة حقيقية في السنوات الماضية وربما أكثر إمتاعا وإثارة من مباريات الأهلي والزمالك، أو الغوا مباراة دور الإياب وارحمونا من الإصابة بـ"الفشل الكروي".








* عندما جاء جونيور إلى مصر قال إنه لا يعرف شيئا عن الأهلي والكرة المصرية، وأعتقد أنه سيرحل دون أن يعرف شيئا عن الكرة من الأساس!




* الفريقان في مباراة الأمس فقدا الكرة أكثر مما استخلصاها.. هذا هو الدليل الحي على وجود الطرف الثالث!




* كلما أشاهد لقطة كعب حسن شحاتة في مباراة التليفونات، أكاد أجزم أنه بقليل من تدريبات اللياقة البدنية سيكون الأحق باللعب من الكثير من لاعبي الزمالك.




* عندما شاهدت دخلتي ألتراس أهلاوي وألتراس وايت في مباراتي المقاصة وتليفونات بني سويف، تأكدت أن الأقطاب المتصارعة في مصر تستطيع أن تتوحد على هدف أسمى، وتتخلص من الطرف الثالث.. والثاني أيضا!


بقلم

محمد سيف

[حسام مشعل]

الف شكر لك اخى الغالى

[ابوعبدة1]

شكرا لك ياغالي

[حسام مشعل]

الف شكر لك اخى الغالى تحياتى