|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اشتغال الرسول صلى الله عليه وسلم بالتجارة والعبرة من ذلك
اشتغال الرسول صلى الله عليه وسلم بالتجارة والعبرة من ذلك عباد الله: نعلم جميعاً أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان في كفالة عمه أبي طالب بعد وفاة أمه؛ وكان عمه لا يقصر في خدمته ورعايته؛ ومع ذلك كان – صلى الله عليه وسلم- لا يحب أن يكون عالة على الآخرين مع صغر سنه؛ ففي ذات مرة خرج عمه للسفر في تجارة إلى بلاد الشام؛ فتعلق النبي – صلى الله عليه وسلم – بعمه؛ فأخذه إرضاءً له؛ فمروا في طريقهم على صومعة فيها بحيرى الراهب؛ فدعاهم إلى الطعام؛ ثم نظر في وجه النبي – صلى الله عليه وسلم- فعرف فيه علامات النبوة؛ فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره فجعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته؛ ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده . فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب فقال له: ما هذا الغلام منك ؟ قال ابني . قال له بحيرى : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ؛ قال فإنه ابن أخي ؛ قال فما فعل أبوه ؟ قال مات وأمه حبلى به قال: صدقت ، فارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه يهود فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا ، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم؛ فأسرع به إلى بلاده .( انظر سيرة ابن هشام) ونحن نعلم كما جاء في كتب السير أنه – صلى الله عليه وسلم – كان يتاجر في مال السيدة خديجة مع غلامها ميسرة؛ فأعجبت بأمانته وأخلاقه حتى كان ذلك سبب زواجها منه. أيها المسلمون: إننا لو نظرنا إلى جميع الأنبياء نجد لهم دوراً بارزاً في العمل والتجارة والكسب ؛ فقد كان لكل واحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً حرفة يعيش منها، فكان آدم حراثا وحائكا، وكانت حواء تغزل القماش، وكان إدريس عليه السلام خياطا وخطاطا، وكان نوح وزكريا نجارين، وكان هود وصالح تاجرين، وكان إبراهيم زارعا ونجارا، وكان أيوب زراعا، وكان داود زرادا – أي يصنع الزرد – وهو درع من حديد يلبسه المحارب، وكان سليمان خواصا؛ وكان موسى وشعيب ومحمد – صلى الله عليه وسلم- وسائر الأنبياء عليهم السلام يعملون بمهنة رعي الأغنام. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟! فَقَالَ: نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ “.( البخاري) .” قال العلماء : الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم ، ولأن في مخالطتها ما يحصل لهم الحلم والشفقة لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى ونقلها من مسرح إلى مسرح ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق؛ وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة؛ ألفوا من ذلك الصبر على الأمة؛ وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها فجبروا كسرها ورفقوا بضعيفها وأحسنوا التعاهد لها؛ فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة؛ لما يحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم ، وخصت الغنم بذلك لكونها أضعف من غيرها ، ولأن تفرقها أكثر من تفرق الإبل والبقر لإمكان ضبط الإبل والبقر بالربط دونها في العادة المألوفة ، ومع أكثرية تفرقها فهي أسرع انقيادا من غيرها .”(فتح الباري). أحبتى في الله: ما أحوج الأمة – في هذه الظروف الراهنة والأزمات الطاحنة والغلاء الفاحش – إلى العمل والإنتاج؛ فهذا سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – صاحب الذكرى العطرة؛ ضرب لنا أروع الأمثلة في العمل والبناء والإنتاج ؛ فكان يقوم بمهنة أهله، يغسل ثوبه، ويحلب شاته، ويرقع الثوب، ويخصف النعل؛ ويعلف بعيره، ويأكل مع الخادم، ويطحن مع زوجته إذا عييت ويعجن معها، وكان يقطع اللحم مع أزواجه، ويحمل بضاعته من السوق، ونحر في حجة الوداع ثلاثا وستين بدنة بيده، وكان ينقل التراب يوم الخندق حتى اغبر بطنه، وكان ينقل مع صحابته اللبن – الطوب الترابي- أثناء بناء المسجد، فعمل فيه – رسول الله صلى الله عليه وسلم – ليرغب المسلمين في العمل والبناء والتعمير؛ فقام المهاجرون والأنصار وعملوا بجد ونشاط حتى قال أحدهم: لئن قعدنا والنبى يعمل………………. لذاك منا العمل المضلل عباد الله: إن لنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة؛ فإذا كان العالم كله يحتفي ويحتفل بمولده ؛ فإن احتفالنا واحتفاءنا به – صلى الله عليه وسلم- أن نتخذه قدوة وأسوة في العمل والإنتاج والبناء والتعمير . نحتاج إلى ولادة من جديد؛ وتغيير ما بي أنفسنا من عقائد فاسدة؛ وقلوب حاسدة؛ وأطماع حاقدة؛ وأمراض اجتماعية موجعة؛ وحوادث مفجعة؛ ووجوه عابسة؛ وأجسام متفرقة؛ ودعايات مغرضة؛ وصدق الله حيث يقول: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} ( الرعد: 11)
|
29/11/2016, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: اشتغال الرسول صلى الله عليه وسلم بالتجارة والعبرة من ذلك
بارك الله فيك أخى
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~