|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صور مشرقة لسلفنا الصالح في أخلاق البيع والشراء
هناك صورٌ مشرقةٌ لسلفنا الصالح في التحلي بالأخلاق الفاضلة من الصدق والأمانة والنصيحة في البيع والشراء: فهذا الإمام أبو حنيفة الذي يوصف بالأمانة الشديدة، والخلق الكريم؛ في تجارته وبيعه وشرائه؛ وقد كانت لأمانته صور عدة، وآثار كثيرة، منها: أن امرأة جاءته بثوب من الحرير تبيعه له، فقال: كم ثمنه؟ فقالت: مائة، فقال لها: هو خير من مائة، بكم تقولين؟ فزادت مائة ثم مائة حتى قالت: أربعمائة، قال: هو خير من ذلك، فقالت: أتهزأ بي؟ فقال: هاتي رجلًا يقوِّمْه، فجاءت برجل فاشتراه بخمسائة. فما أعظم أمانته! يحتاط لغيره أكثر مما يحتاط لنفسه، وفاءً لحق دينه عليه وأمانته، فكان رحمه الله تاجرًا عرف ربه وعرف حقَّ مجتمعه عليه، وعرف أن وراءه يومًا لابد أنه صائر إليه ومحاسب فيه على كل ما اكتسبت يداه. وكان غنياً يقرض الناس، فذهب مع الناس يعود مريضاً وقت الظهر، فاستظل الناس بحائط البيت وبقى هو واقفاً في الشمس ينتظرون أن يفتح الباب لهم، فقالوا له: اقترب تستظل بالحائط حتى يأذن لنا، فقال أبو حنيفة: لا.. إن صاحبكم مديون إليَّ وأخاف أن يجر الدين نفعاً فأكون قد رابيت. وكان الإمام أبو حنيفة، خزازا (تاجر حرير) وكان أول من ملك مركزاً تجارياً ووضع فيه نظام خدمة الزبائن، فكان يمنع الباعة أن يزكوا بضاعته للمشتري. فذات مرة جاءت امرأة تشتري الحرير ففتح ابنه حماد طاقة الحرير وقال: ما شاء الله فقال الإمام أبو حنيفة: يا حماد اجمع القماش فليست للبيع لقد زكيت. أيها المسلمون: إنما كانت أمانته كذلك لأن المال كان في يديه، ولم يتمكن من قلبه، فهو يعلم أن ذلك المال فضل من عند الله، ولذا كان يجعل أرباح تجارته لسد حاجات العلماء والمحدّثين والفقراء وقضاء حوائجهم ودفع خلتهم، فيجمع الأرباح من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائجهم وأقواتهم وكسوتهم ويدفع باقي الأرباح إليهم، ويقول: أنفقوا في حوائجكم ولا تحمدوا إلا الله؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا ولكن من فضل الله عليَّ فيكم، وهذه أرباح بضائعكم؛ فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغيره. رجل لو تشبه به كل تاجر مسلم ….ولو بعشر ما فعل….لكنا في سعادة ورخاء…ولم يبق فقير واحد في المسلمين. ومن هذه الصور ما روى ” أن ابن سيرين باع شاة ، فقال للمشتري : أبرأ إليك من عيب فيها ، إنها تقلب العلف برجلها. وباع الحسن بن صالح جارية ، فقال للمشتري : إنها تنخمت مرة عندنا دماً. فهكذا كانت سيرة أهل الدين ، فمن لا يقدر عليه فليترك المعاملة ، أو يوطن نفسه على عذاب الآخرة.” ( الإحياء للغزالي) وما أجمل هذه الصورة التي يحكيها لنا النبي صلى الله عليه وسلم؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي لَهُ الْأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ. وَقَالَ الْآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ. قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا”( البخاري ) تخيل لو حدث هذا في عصرنا الحاضر لرفعت قضايا إلى المحاكم وكلٌ يدعي أحقيته به !! ومن هذه الصور: ” أن أحد التجار الأمناء خرج ذات يوم في سفر له، وترك أحد العاملين عنده ليبيع في متجره، فجاء رجل يهودي واشتري ثوبًا كان به عيب. فلما حضر صاحب المتجر لم يجد ذلك الثوب، فسأل عنه، فقال له العامل: بعته لرجل يهودي بثلاثة آلاف درهم، ولم يطلع علي عيبه. فغضب التاجر وقال له: وأين ذلك الرجل؟ فقال: لقد سافر. فأخذ التاجر المسلم المال، وخرج ليلحق بالقافلة التي سافر معها اليهودي، فلحقها بعد ثلاثة أيام، فسأل عن اليهودي، فلما وجده قال له: أيها الرجل! لقد اشتريت من متجري ثوبًا به عيب، فخذ دراهمك، وأعطني الثوب. فتعجب اليهودي وسأله: لماذا فعلت هذا؟ قال التاجر: إن ديني يأمرني بالأمانة، وينهاني عن الخيانة، فقد قال رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا” (مسلم)، فاندهش اليهودي وأخبر التاجر بأن الدراهم التي دفعها للعامل كانت مزيفة، وأعطاه بدلاً منها، ثم قال: لقد أسلمت لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.” هذه رسالة للتجار والبائعين الذين لا يراعون في مؤمن إلا ولا ذمة. وصورة أخرى مشرقـة من صور حياة تجار سلفنا الصالح، فقد كان محمد بن المنكدر من معادن الصدق والأمانة، كان له سلع تباع بخمسة، وسلع تباع بعشرة، فباع غلامه في غَيبته شيئا من سلع الخمسة بعشرة , فلما عرف ابن المنكدر ما فعل غلامه اغتمّ لصنيعه، وطفق يبحث عن المشتري طوال النهار … حتى وجده، وكان من الأعراب، فقال له ابن المنكدر : إنَّ الغلام قد غلط فباعك ما يساوي خمسة بعشرة، فقال الأعرابي: يا هذا قد رضيت. فقال ابن المنكدر: وإن رضيت فإنّا لا نرضى لك إلا ما نرضاه لأنفسنا، فاختر إحدى ثلاث: إما أن تستعيد مالك وتعيد السلعة، وإما أن تُردَّ إليك خمسة، وإما أن تأخذ من سلعة الخمس سلعة العشر. فقال الأعرابي: أعطني خمسة، فرد عليه الخمسة وانصرف؛ فسأل الأعرابي أهل السـوق عن هذا التاجـــر الأمين؟ فقيل له: هذا محمد بن المنكدر، فقال: لا إله إلا الله، هذا الذي ملأ الآفاق ذكره. هكذا كانت معاني التجارة والبيع عند هؤلاء الصالحين؛ يقول أحد التجار الملتزمين: إنّ كلمة تاجر تعتبر عندنا معشرَ التجار اختصارا في أحرفها الأربعة لعدد مماثل من المعاني: فحرف التاء تعني التقوى، والألف أمانة والجيم جرأة والراء رحمة. -نعم فالتاجر يجب أن يكون أولا تقيّا، يهاب الله في أعماله وتجارته، وأمينا حيث تقتضي الأمانة في التعامل مع الناس ومع غيره من أولاد الصنعة؛ وأن يكون مؤتمنا على الأموال المودعة لديه، وأن يكون جريئا في الحق والعرض والطلب، وأن يكون رحيما بالناس. كل هذه الأخلاق العالية كانت سبباً في انتشار الإسلام في شتى بقاع العالم، فأين نحن منها الآن؟!!!
|
27/11/2015, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: صور مشرقة لسلفنا الصالح في أخلاق البيع والشراء
شكرا لك اخي
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~