|
ارشيف الاخبار جميع المواضيع القديمه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قُبلة مكلفة جداً جداً
قُبلة مكلفة جداً جداً
الست كوندوليزا رايس حضرت للمنطقة لتهدئة الأوضاع.. ولكن الأوضاع زادت سخونة واشتعالا بعد زيارتها.. المهم أنها لم تخف شعورها، وأعربت عن قلقها من هذة الأوضاع، وبنفس الحرارة التي استقبلها بها فؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية، استقبلها أيضا إيهود أولمرت رئيس حكومة إسرائيل.. نفس الحضن، ونفس القبلة، للمعتدي والمعتدي عليه !! والصورتان تعكسان مدي حميمية العلاقة بين الثلاثة، ويستحيل معهما أن تتوقع مناخ الحرب لولا أننا نشاهد الضرب الإسرائيلي العنيف لكل ربوع لبنان بحجة ضرب البنية الأساسية لحزب الله يوميا علي كل المحطات الفضائية.. فالسنيورة يحضن كوندوليزا ويقبلها، وكذلك أولمرت.. وكأن الثلاثة لهم عدو مشترك. وكوندوليزا ـ سيدة العالم الأولي ـ في زيارتها، أكدت ضرورة استمرار إسرائيل في تدمير لبنانا سعياً وراء نصر الله وحزب الله، وبالطبع فإن إسرائيل خبرة في التدمير والقتل والاحتلال، وتجد في المنطقة المساندة من حلفاء يؤيدونها بمواقف مخزيه، وآخرين يؤيدونها بتصريحات أكثر خزيا، والأهم تلك التصريحات من داخل لبنان، التي تؤيد تصفية حزب الله، الذي اكتسب القوة والاحترام داخل لبنان علي حسابهم بفضل منه وعجز منهم، فبينما كانوا غير موجودين نهائيا علي الساحة، كان حزب الله يشن عمليات المقاومة التي دفعت إسرائيل دفعا للانسحاب من جنوب لبنان.. وهذه التيارات اللبنانية تصفي حساباتها الآن مع حزب الله، وتسعي لشطبه من الحسابات اللبنانية، وهم يتوهمون أنهم سيحصدون ما زرعه، وأنهم سيقتسمون الكعكة اللبنانية بدونه.. فلم يلفت نظرهم الغارات الإسرائيلية المتتابعة علي معظم الأراضي اللبنانية، أو هدم البنايات، أو قتل الأطفال والشيوخ والنساء، هم فقط يريدون أن تزول قوة حزب الله.. وهؤلاء ألقوا بأنفسهم في أحضان كوندوليزا وزيرة خارجية الولايات المتحدة التي أيدت ولا تزال تؤيد القوة الإسرائيلية الغاشمة ضد أي عربي في المنطقة، وتسعي لبناء شرق أوسط جديد تكون الكلمة الأولي والأخيرة فيه لحليفتها إسرائيل، ويكون العرب خداماً تحت أقدام إسرائيل. هكذا تري أمريكا المستقبل الذي يجب أن تكون عليه منطقة الشرق الأوسط.. ولهذا تجد لبنان يطحن، والعراق يذوب، وسوريا تختفي، ومصر تتضاءل، والسعودية تتمايل، والأردن تتلاعب.. كل دول المنطقة تلعب لحسابات شخصية تظن بها أنها تقوي وتكبر في نظر الأمريكان، يفرحون بقبلة كوندوليزا، فيغمضون أعينهم فرحاً بنشوة اللقاء، بينما هي تريدهم دائما في سبات عميق مغمضي العيون، مقطوعي الألسن، مشلولي الأيدي والأرجل. جاءت كوندوليزا، وحضنت الجميع، وقبلتهم.. وأرضت الجميع، فأعلنت قلقها، لترضي العرب، وليمارس كل زعيم عربي هوايته في أن يقول لشعبه إنه هو الذي أقنعها بالموقف العربي، وتسبب في قلقها، وكي تهنأ إسرائيل بغنيمتها، وتستفرد بها في هدوء، فهي تعلم أن السياسة الدولية تحكمها المصالح والاتفاقيات الموقعة التي يلتزم بها، فالقلق لايعني إلا ضوءاً أخضر لإسرائيل كي تواصل هجماتها وتكثفها لتحقيق هدفها في أقرب وقت ممكن. عادت كوندوليزا لأمريكا، وقد حققت هدفها، أعطت الرسالة لإسرائيل بالاستمرار، وأعطت العرب الأمر بالاستمرار أيضا.. فهذا وذاك يجعل الولايات المتحدة تقترب من الشرق الأوسط الكبير الذي تتحكم فيه إسرائيل، وتجني أمريكا مصالحها منه بكل سهولة.. جاءت كوندوليزا لتثبت أن المنطقة ملعب أمريكي، فلا يجب أن يحضر خافير سولانا المنسق الأوروبي للمنطقة في محاولة لوقف الحرب، فيبدو أن لأوروبا دوراً فاعلاً في المنطقة، فهي منطقتها في الأساس، ولايجب أن تترك الملعب لغير الأمريكان. نعم لقد أخطأ حزب الله في حساباته.. ولكن من العار أن نقف مع إسرائيل ضدة.. والعمل العربي ـ إذا كان شريفاً ـ يجب أن يعمل علي منع تدمير قوة حزب الله.. فتدميره يعني القضاء علي قوة المقاومة المنظمة الوحيدة في العالم العربي، وتدميره يعني تمزيق لبنان وإضعافه.. وتدميره يعني أن الملعب سيكون مفتوحاً تماماً لإسرائيل، وتدميره يعني عدم القدرة علي استعادة باقي لبنان المحتل، وتدميره يعني أن إسرائيل المتوحشة ستبحث عن صيد عربي آخر لتفترسه. البعض يزعم أن الحسابات العربية تقوم علي التدخل في حالة ضرب إسرائيل لسوريا أو أي بلد عربي آخر.. ولكن هذا الكلام لايصدقه طفل، خاصة مع الأحداث المتتالية المخزية، فالفئران لا تدافع عن بعضها، ولا تجيد إلا الهرب، ثم أن من يقول إن هناك حسابات عربية من ألأساس ليس في رأسه عقل. المهم.. لقد حضرت كوندوليزا، ورحلت.. ولم يشعر بها إلا من لطعت قبلتها علي خدودهم.. هنيئاً لهم بالقبلة.. ولكن ياست كوندوليزا هذة القبلة مكلفة جداً، تكلفنا بلداً عربياً بأكمله، والمئات من القتلي والآلاف من الجرحي.. وتكلفك أنت عناء سفرك الطويل، وتكاليف وقود الطائرة التي أقلتك.. كان من الممكن أن توجهي هذة القبلات لمن تحبين عبر شاشات التليفزيون مع تقليل المتعة قليلاً.. فالنتيجة واحدة.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~