الصلاة على النبى

[mercurialamr]

هل صحيح الصلاة على النبى
-----------------------------------------
( هل الأمر بالصلاة على النبى أمر بأفعال ام أقوال )

هل تتحقق الصلاة على النبى بقول ( اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد ) أو بقول الصيغة الابراهيمية ( اللهم صلى على محمد كما صليت إبراهيم ) او غير هذا او ذاك أنها غير هذا او ذاك ....أن الصيغة الأبراهيمية فى نصف التشهد الأخير من التحيات فى الصلاة وبعد التكبيرة الثانية فى صلاة الجنازة على غير ما أمر الله لان تفسير الاية التى يقول فيها سبحانه وتعالى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) الأحزاب 56...لم يتم تفسيرها بالأسلوب الصحيح لأنهم جعلوا الحديث الذى ورد بهذا الشأن مفسرا لهذة الاية والذى يقال فيه بأن الصحابة سألوا الرسول عند نزول هذه الأية كيف نصلى عليك يا رسول الله وأنه قال ( قولوا اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد)....ونظرا لان احتمال خطأ الحديث كليا او جزئيا وانه لم يقل به الرسول مهما كان قدر جامع الحديث واحد فى المليون اما القرءان فلا يوجد به اى احتمال لخطأ فى اى كلمة بل فى اى حرف ولو بنسبة واحد من مليون فى المليون...ولذلك فأن الأسلوب الصحيح عند تفسير اى اية من القرءان أن نضع الحديث الذى يتكلم فى موضوع الاية جانبا مؤقتا ونتفرغ لتفسير الاية غير متأثرين بالحديث فأن كان معنى الأية واضحا ولا خلاف عليه نأتى بالحديث ونضعه بجوار الاية فان تطابق معنى الحديث مع معنى الاية كان هذا دليلا على صحة الحديث وان لم يتطابق كان هذا دليلا على عدم صحة الحديث وسنوضح عدم تطابق هذا الحديث مع الاية....أن عدم أتباع الأسلوب الصحيح وهو تفسير القرأن بالقرأن عند السادة العلماء جعلهم فى حيرة من أمرهم فى تفسير معنى كلمة يصلى أو صلوا وللخروج من هذة الحيرة قالوا أن صلاة الله رحمة وصلاة الملائكة أستغفار وصلاة المسلم دعاء ولكنهم بهذا التفسير أدخلونا فى حيرة أكبر لأن كلمة دعاء تسمية لمحتوى كلامى كأن يقول قائل ( اللم وسع لى فى رزقى ) فنقول بأن هذه الكلمات دعاء وأذا كان قول ( اللهم صلى ) دعاء فما هو محتواها...لم يخبرونا بهذا المحتوى...وما فائدة أن نطلب من الله أن يصلى على سيدنا محمد وهو يقول أنه يصلى عليه وكيف يطلب سبحانه وتعالى منا الصلاة على النبى حسب تفسيرهم بأن نقول ( اللهم صلى على محمد ) وبهذة الصلاة فأننا نردها على الله وكأننا نقول له ( صلى انت ) بصيغه اللهم صلى على محمد وهذا الكلام غير منطقى على الاطلاق او بالصيغة الأبراهيمية ( اللهم صلى على محمد كما صليت على أبراهيم) توحى بأن الله لم يصلى على محمد رغم ثبوت ذلك وانه يصلى على ابراهيم لقول كلمة (كما ) صليت على أبراهيم.

وأذا أردنا تفسير الاية بعيدا عن الحديث فلابد وان نعرف ما هو المعنى المقصود من كلمة يصلى وكلمة صلوا، ان هذه الكلمات فيها معنى الصلة لوجود تطابق حرفين فى الكلمتين صلى وصلة كما يتطابق معنى الخفاء فى كلمتى ( جن وجنة ) وكما زكرنا بان الدعاء لابد وان يكون له محتوى فان هذه الصلة لا معنى لها بدون شكلها ومن اشكالها المتعددة فهناك صلة بالود وصلة بالتراحم لمن تصلة وبالحماية لمن تصله وبمال لمن تصلة...وأذا نظرنا الى قول الله ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) وجدنا بأن هذه الأية قد أوضحت شكل صلة الله والملائكة لنا بأنها صلة بمعونة بما يخرجنا من الظلمات الى النور وعلى سبيل المثال لا الحصر (َ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) الحجرات7....وبهذا نجد بأن معنى الاية الكريمة ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) الأحزاب 56.... هو أن الله والملائكة يصلون الرسول بالمعونة فى كل شىء وعلى سبيل المثال لا الحصر ( سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ) – ( لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الأنفال 63 ومعنى انه يطلب منا أن نصلى عليه اى نصله بالمعونة فى نشر دعوته وحمايته (النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم) ومعنى سملوا تسليما هو أن نسلم لكل ما جاء به الرسول ولكل ما يقوله وما يأمرنا به هذا فى حياته وبعد وفاته فأن التوجيه لنا قائم لاستمارا دعوته ولذلك علينا المعاونة فى نشر دعوته ونشر الخير فى الناس وفى أنفسنا....ومن هذا يتبين لنا بأن الصلاة على النبى بصيغها المختلفة لم يطلبها منا الخالق سبحانه وتعالى وكان طلبه منا أمرا بفعل وليس أمرا بدعاء ووجود الصلاة على النبى بالصيغة الابراهيمية فى التحيات فى الصلاة بعد التكبيرة الثانية فى صلاة الجنازة يدل على أن هذا كان أجتهاد علماء بنى على تفسير خاطىء وما دام أجتهاد العلماء فأن الأولى أن تقول فى صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية قرأنا استئناسا بما يتم فى الصلاة المكتوبة من فاتحة ومن بعض أيات القرأن وهو أن نقول ( أن لله وأنا أليه راجعون ).

إننى أتقدم بهذة الرؤية الى العلماء والمفكرين لأبداء الرأى إتفاقا او أختلافا وإن كان هناك إتفاق فعليهم نشر هذه المعلومات بين المسلمين.

-----------------------------------------------

أبراهيم أبراهيم أبو خليل

12 من جماد الأول 1429

17-5-2008

هل دة الموضوع دة صحيح او لا