الصَّلَاةُ وَالْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ

[helmy40]

الصَّلَاةُ وَالْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.





عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلي، وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم متفق عليه.

--------------------------------------------------------------------------------


الحمد لله، وصلى الله وسلم، وبارك على عبده، ورسوله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه.

مالك بن الحويرث رضي الله عنه وفد هو وجمع من جماعته على النبي صلى الله عليه وسلم، وأقاموا معه مدة، وتعلموا من أقواله، وأفعاله في صلاته، وغيرها، فلما أرادوا الرجوع إلى أهلهم وصاهم بهذه الوصايا فقال: صلوا كما رأيتموني أصلي .

هذه، هذا كلام جامع؛ فإنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي بهم، وهم يرونه في صلاته، فرضها، ونفلها، ويقتدون به عليه الصلاة والسلام، وقد بين عليه الصلاة والسلام صفة الصلاة؛ فإن الله أمر بإقام الصلاة في كتابه، وذكر بعض أحكام الصلاة، ولكن تفصيل أحكامها، وبيان صفتها إنما علم بالسنة، سنة النبي عليه الصلاة والسلام القولية، والفعلية، والتقريرية، وكانوا يسألونه عما خفي عليهم من صلاته، ويعلمهم الأقوال، والأفعال، فأما الأفعال فهي مشاهدة، وأما الأقوال فهي بالبيان والكلام، ومن ذلك أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: يا رسول الله أرأيتك سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟

فذكر الاستفتاح المعروف: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب... إلى آخر الحديث، وكذلك الأقوال التي يجهر بها كالتكبير، أخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يكبر في كل خفض ورفع، هذا تلقاه بالسماع، كان يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين، ويصفون أفعاله في أركان الصلاة، إذا ركع حصر ظهره، ولم يصوب رأسه، ولم يشخصه، بل يكون يعني مستويا مع ظهره، ووصفوا ركوعه وسجوده، وأنه كان يجافي عضديه عن جنبيه صلى الله عليه وسلم، وجاءت في صفة صلاة النبي رواها الصحابة رضي الله عنهم، نقلوا ما سمعوه، وما رأوه، وهذا الحديث، التوصية بأن يصلي المسلم كما صلى النبي عليه الصلاة والسلام صلوا كما رأيتموني أصلي حتى إن مالك بن الحويرث نقل شيئا من صفة صلاته عليه الصلاة والسلام لم ينقله أكثر الصحابة، ألا وهي جلسة الاستراحة ذكر أنه عليه الصلاة والسلام إذا كان في وتر من صلاته وأراد أن ينهض جلس ثم نهض، إذا كان في وتر من صلاته، يعني في الركعة الأولى وفي الركعة الثالثة. في الركعة الأولى إذا رفع من السجدة الثانية جلس استوى، إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي جالسا وتسمى جلسة الاستراحة. واختلف أهل العلم في مشروعيتها هل فعلها الرسول عليه الصلاة والسلام تشريعا أو فعلها للحاجة، يعني بمقتضى الطبيعة، يعني بعدما ثقل عليه الصلاة والسلام، والصحيح أنها سنة؛ لأن الذي نقلها هو الذي نقل لنا قوله عليه الصلاة والسلام: صلوا كما رأيتموني أصلي .

وقد رأى مالك بن الحويرث النبي عليه الصلاة والسلام يجلس هذه الجلسة، فقوله عليه الصلاة والسلام: صلوا كما رأيتموني أصلي يشمل كل أقوال وأفعال الصلاة من التكبير إلى الاستفتاح، إلى القراءة، إلى الركوع والاعتدال إلى .. إلى ما يقوله إلى السلام، ويدخل في ذلك رفع اليدين في المواضع التي ورد أنه عليه الصلاة والسلام كان يرفع يديه فيها: عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع والرفع منه، وعند القيام للركعة الثالثة، يعني بعد التشهد الأول، كل هذا داخل.

وأمره صلى الله عليه وسلم ذلك نظير قوله في الحج: خذوا عني مناسككم أو لتأخذاوا مناسككم ، فهو عليه الصلاة والسلام يُعَلِّمُ وعَلَّمَ الناس صفة الحج بأقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم كما علمهم الصلاة؛ بين لهم مواقيت الحج، أيام الحج التي تؤدى فيها المناسك: يوم التروية، يوم عرفة، يوم النحر، أيام التشريق، ستة أيام، وقال: لتأخذاوا مناسككم خذوها عني، تلقوا عني. فعلمنا صفة الصلاة وعلمنا صفة الحج بنقل الصحابة فمن بعدهم من العدول، وذلك من حفظ الله لدينه، لكتابه، ولسنة نبيه عليه الصلاة والسلام

فينبغي للمسلم أن يجتهد في أن يعمل ما ندب إليه الرسول في الصلاة مستكملا أركانها وواجباتها وسننها؛ لأنه باتفاق أهل العلم أن أفعال الصلاة وأقوال الصلاة ليست على مرتبة واحدة، فمنها ما تبطل الصلاة بتركه مطلقا، ومنها ما تبطل بتركه عمدا، ومنها ما لا تبطل الصلاة بتركه. وعبر العلماء عن ذلك بالأركان والواجبات والسنن والمستحبات.

وكل ما ورد في السنة من أقوال الرسول وأفعاله تفصيلا هو تفصيل لمضمون هذا الحديث، فهذا الحديث مجمل، والنصوص التي ورد فيها التصريح والتنصيص على ما كان يقوله ويفعله عليه الصلاة والسلام في صلاته هو تفصيل لهذا الحديث: صلوا كما رأيتموني أصلي لا بد من شرح هذا الحديث بالنصوص المتضمنة لتفصيل ما يشرع في الصلاة من أقوال وأفعال. كتاب الصلاة الذي ضمنه العلماء أبوابا كثيرة: باب المواقيت كذا، باب شروط الصلاة، عقدوا بابا " باب صفة الصلاة " ثم يضمنوه أبوابا، الحافظ ابن حجر عقد هذا الباب وضمنه سبعين حديثا، ومنها هذا الحديث، والباقي إنما هو تفصيل لما أجمل في هذا الحديث.

ومما أوصى به النبي عليه الصلاة والسلام مالك بن الحويرث وأصحابه قوله: فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم . " فليؤذن " اللام لام الأمر، " فليؤذن " الفعل مجزوم بلام الأمر. " وليؤمكم " فعل مجزوم، لكن الفتحة من أجل الإدغام " فليؤمكم أكبركم ".

أما قوله: " فليؤذن لكم " فهو أمر بالأذان لحضور الصلاة، وهذا من الأدلة على مشروعية الأذان، بل على وجوب الأذان، هذا يدل على وجوب الأذان. وقوله: " أحدكم " يدل على أن الأذان فرض كفاية، لا يجب الأذان على كل واحد. يؤذن واحد من الرفاق " فليؤذن لكم أحدكم " إما في أول الوقت وهو الأصل؛ لأن الأذان إنما شرع للإعلام بدخول الوقت، والمسافر له حال فيتأخر فيؤذن إذا تهيأ للصلاة وحضرت الصلاة، إذا نزل ولو بعد مضي بعض فإنه يؤذن، وهكذا في مساجد المسلمين، لا ينبغي ترك الأذان ولو أذن بعض المساجد، فإنه ولو تأخر المؤذن يؤذن ولو من غير إظهار؛ لعدم التشويش ولو قبل الإقامة، يعني ولو عند الإقامة وقرب الإقامة يؤذن للصلاة، فلا يترك " فليؤذن لكم أحدكم ".

والأذان صفته أيضا معلومة بالروايات الصحيحة المتضمنة؛ كحديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه وحديث ابن محذورة تضمنت صفة الأذان وجمل الأذان وجاءت الأحاديث في فضل الأذان وفيما يشرع عند سماع المؤذن، وحكم إجابة المؤذن: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ، وقال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة إلى آخر الحديث. فيها بيان لما أجمل في هذا الحديث " فليؤذن لكم أحدكم " معناه أنهم يعرفون الأذان كما أنهم عرفوا صفة الصلاة، فهم يعرفون صفة الأذان وجمل الأذان.

" وليؤمكم أكبركم " هذا يقتضي أن الأذان الأمر فيه واسع، لكن يراعى في المؤذان ما هو الأصل والأنسب للأذان، ولهذا قال أهل العلم: يستحب أن يكون صيتا (رفيع الصوت) أمينا على ضبط الوقت؛ صيتا أمينا.

أما الإمامة فقد عين صلى الله عليه وسلم أن يكون الإمام هو الكبير منهم، أكبرهم، بل أكبرهم، " وليؤمكم أكبركم " لكن جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة - إذا كانوا مهاجرين فيقدم الأقدم - فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما يعني إسلاما ، وذلك فيما اذا كانوا قد دخلوا في الإسلام بعد الكفر، فيقدم مع التساوي في الصفات المتقدمة، يقدم الأقدم إسلاما، وفي رواية: سِنًّا، " أقدمهم سنا ". يعني أكبرهم.

إذن حديث مالك بن الحويرث هنا إنما ذكر من صفات التقديم الصفات التي يقدم بها الإمام السن؛ التقدم في السن، " وليؤمكم أكبركم ". فما هو الجامع بين هذا الحديث الذي لم تذكر فيه موجبات التقديم وصفات التقديم؛ كالقراءة والعلم بالسنة؟ الجواب: أن مالك بن الحويرث وممن معه كانوا متماثلين في هذه الأمور، متماثلين في القراءة وفي السنة وفي الإسلام وفيما سوى ذلك، فنص على تقديم الأكبر منهم، " وليؤمكم أكبركم ".

وللإمامة أحكام معروفة؛ منها يقدم به في الإمامة، ومنها ما يجب على المأمومين من القدوة إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا صلى قائما فصلوا قياما، وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعين

ومن التوابع وكذلك مما يتعلق بالإمامة موقف المأموم من الإمام إذا كان واحدا أو أكثر من واحد، وموقف المرأة، فموقف الواحد فعن يمين، والعدد يكونون خلفه، والمرأة تكون خلفهم، كما دلت على ذلك سائر الأحاديث. نعم يا شيخ سليمان.

[جمعه الديسطي]

شكر لك اخي

[انطونى سات]

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمعه الديسطي

شكر لك اخي

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انطونى سات

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[مهندس محمد عبدة]

بارك الله فيك اخى الغالى

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهندس محمد عبدة

بارك الله فيك اخى الغالى

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب