ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > شخصيات اسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25/4/2010, 12:10 AM
الصورة الرمزية mahmod88
 
mahmod88
بـاشـمهندس

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  mahmod88 غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 213640
تاريخ التسجيل : Feb 2010
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 66 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 10
قوة التـرشيـح : mahmod88 يستاهل التميز
new الصحابة المعتزلون للقتال في الفتنة

الصحابة المعتزلون للقتال في الفتنة


تباين مواقف الصحابة من القتال في الفتنة :


لما قتل الخليفة عثمان بن عفان –رضي الله عنه – اختلف الصحابة في أمر قتلته ، فطائفة طالبت الخليفة الجديد : علي بن أبي طالب-رضي الله عنه – بالإسراع في الاقتصاص من هؤلاء القتلة ،و طائفة ثانية طالبت عليا بالاقتصاص من القتلة و جعلته شرطا لمبايعته ، و طائفة ثالثة وافقت هؤلاء في ضرورة الاقتصاص من قتلة الخليفة الشهيد ، لكنها كانت ترى ضرورة تأخيره حتى تتهيأ الظروف لتنفيذه (1) .
فالطائفة الأولى مثّلها الصحابيان : طلحة بن عبيد الله ،و الزبير بن العوام –رضي الله عنهما – و كانا قد طلبا من علي أن يعينهما واليين ليجمعان له العساكر فلما لم يستجب لهما ، التحقا بمكة المكرمة و بها استنفرا الناس و جمعوهم للمطالبة بدم الخليفة الشهيد المقتول ظلما و عدوانا(2) .
و الطائفة الثانية هي أهل الشام ،و في مقدمتها : معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و النعمان بن بشير –رضي الله عنهم-(1) .

و أما الطائفة الثالثة فمثّلها الخليفة علي بن أبي طالب، و من معه كابن عباس ،و عمار بن ياسر ،و الحسن و الحسين،-رضي الله عنهم – و بما أن عليا هو الخليفة فإنه أصر على موقفه في تأجيل القصاص ،و عزم على استخدام القوة تجاه من خالفه و لم يبايعه من الطائفتين السابقتين ،و أعلن لجنده أن قراره هذا هو مجرد اجتهاد شخصي و رأي رآه أنه يحقق الطاعة و وحدة الجماعة ، و لم يدع أن معه نصوصا سمعها من رسول الله – -عليه الصلاة و السلام-(2) .
فهذا التباين في وجهات النظر ،و الإصرار على المواقف هما اللذان جرا الطوائف الثلاث إلى الاقتتال ، مما أدى إلى ظهور طائفة رابعة اعتزلت الجميع و نأت بنفسها بعيدا عن القتال ،و عدتّه فتنة ،و دعت الناس إلى عدم المشاركة فيه . فمن مثّل هذه الطائفة ؟ و ما هي مبرراتها و أدلتها التي اعتمدت عليها في اعتزالها للفتنة ؟ .

أشهر الصحابة المعتزلين للقتال في الفتنة :



اعتزل أكثر الصحابة القتال(1) في موقعتي الجمل و صفين في سنتي: 36-37ه، و أبوا أن يخوضوا في دماء المسلمين ، فمنهم من اعتزل الفتنة عزلة مطلقة ،و منهم من اعتزلها و اجتهد في دعوة الناس إلى اعتزالها ، و منهم من انتسب إلى إحدى الطائفتين المتنازعتين ثم انسحب كلية من الفتنة ، و منهم من اعتزلها في الجمل و صفين ثم انظم إلى علي في حربه للخوارج ، و منهم من حمد الله تعالى على ذهاب بصره قبل أن يراها .

فمن الذين اعتزلوا الفتنة مطلقا : سعد بن أبي وقاص ، و عبد الله بن عمر ،و محمد بن مسلمة الأنصاري ،و سلمة بن الأكوع ،و سعيد بن زيد(1) ،و صهيب بن سنان الرومي ،و أسامة بن زيد ،و أبو هريرة، و هبيب بن مغفل ،و المغيرة بن شعبة(2) ، و عبد الله بن سعد بن أبي سرح ،و سعيد بن العاص ، و معاوية بن حديج الأمير، و زيد بن ثابت ، و كعب بن عجرة (3) ،و سليمان بن ثمامة بن شراحيل ،و عبد الله بن مغفل ،و عبد الله بن سلام ،و أهبان بن صيفي ،و الحكم بن عمرو الغفاري(4)- رضي الله عنهم - .


و من مواقفهم في اعتزال الفتنة : موقف الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ، فقد جاء في خبر صحيح الإسناد ، عن عبد الرزاق ، عن معمر بن راشد ، عن أيوب السختياني ،و عن محمد بن سيرين ، أنه قيل لسعد : ألا تقاتل ، فانك من أهل الشورى ،و انت أحق بهذا الأمر من غيرك ؟ قال : (( لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ،و لسان و شفتان ، يعرف الكافر من المؤمن ،و قد جاهدت و أنا أعرف الجهاد ،و لا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا مني ))(1)
و ورد في رواية أخرى أن أحد أبناء سعد بن أبي وقاص ، قال لوالده : نزلت في إبلك و غنمك و تركت الناس يتنازعون الملك ، فضرب سعد صدر ولده عمر و قال له : (( اسكت سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم-يقول :إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ))(2) . و في رواية لأحمد بن حنبل أن سعدا قال لابنه عمر : (( أي بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا ، لا و الله حتى أعطي سيفا إن ضربت به مؤمنا نبا عنه ،و إن ضربت به كافرا قتلته ،و قد سمعت رسول الله –صلى الله عليه و سلم- يقول : ((إن الله عز وجل يحب الغني الخفي التقي )) (3) .

و جاء رجل إلى سعد بن أبي وقاص ،و قصّ عليه مناما رآه عن الفتنة ، ثم قال له : مع أي الطائفتين أنت ؟ فقال سعد : ما أنا مع واحدة منهما ، فقال الرجل : فما تأمرني ؟ قال : هل لك من غنم ؟ قال : لا ، فقال له سعد : فاشتر غنما ، فكن فيها حتى تنجلي الفتنة (4)

و روى المؤرخ شمس الدين الذهبي –بلا إسناد- أن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- كان يغبط سعد بن أبي وقاص ،و عبد الله بن عمر –رضي الله عنهم – و يقول : (( لله منزل نزله سعد و ابن عمر ، لئن كان ذنبا لصغير ،و لئن كان حسنا إنه لعظيم ))(1) . و قوله هذا صحيح المعنى و جدير بالتنويه و الاعتبار ، لأن الفتنة جرّت على المسلمين مصائب كثيرة ،و أورثتهم الفرقة و العداوة ،و البغضاء و الاقتتال ،و لم ينج منها إلا الذين اعتزلوها .
و أما محمد بن مسلمة الأنصاري –رضي الله عنه – فقد اعتزل موقعتي الجمل و صفين و اتخذ سيفا من خشب ، و خرج من المدينة إلى بادية الرّبذة و أقام بها ، و كان ذلك بأمر نبوي ، على ما ذكره الحافظ الذهبي .و هو من نجباء الصحابة ، شهد بدرا و المشاهد الأخرى (2) . و هو الذي قال فيه رسول الله –صلى الله عليه و سلم-: (( لا تضرّه الفتنة )) و في رواية (( لا تضرّك الفتنة ))(3) .

و في رواية(1) للتابعي أبي بردة بن أبي موسى (ت104ه) أنه مر-أيام الفتنة- بمحمد بن مسلمة بالربذة ، فقال له : لو خرجت إلى الناس فأمرت و نهيت ، فقال له : قال لي النبي –عليه الصلاة و السلام- (( يا محمد ستكون فرقة و فتنة و اختلاف ، فاكسر سيفك ،و اقطع وترك ،و اجلس في بيتك )) ففعلت ما أمرني(2) . و هناك أربعة أحاديث أخرى متشابهة المتون ، فيها أمر نبوي صريح ، لمحمد بن مسلمة باعتزال الفتنة و عدم الخوض فيها ، أولها أن الرسول –صلى الله عليه و سلم – قال له : (( إذا رأيت الناس يقتتلون على الدنيا فاعمد بسيفك على أعظم صخرة في الحرة ، فاضربه بها ، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية )) ، ثم قال محمد بن مسلمة : ففعلت ما أمرني به رسول الله –صلى الله عليه و سلم ))(3) .
و الحديث الثاني ، فيه أن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- أعطى سيفا لمحمد بن مسلمة ، -رضي الله عنه – و قال له : (( جاهد بهذا ، في سبيل الله ، فإذا اختلفت أعناق الناس ، فاضرب به الحجر ، ثم ادخل بيتك ، فكن حلسا ملقى ، حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية ))(4)

و في الحديث الثالث ، أن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- جاء –أيام الفتنة-إلى محمد بن مسلمة ، و قال له : (( ما خلفك عن هذا الأمر ؟ فقال له : دفع إلي ابن عمك –يعني الرسول – سيفا و قال لي : قاتل به ما قوتل العدو ، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضا ، فاعمد به إلى صخرة فاضربه بها ، ثم ألزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية ، أو يد خاطئة )) فقال علي خلّو عنه (1) .
و آخرها –أي الحديث الرابع- فيه أن رسول الله –عليه الصلاة و السلام – قال لمحمد بن مسلمة: (( إنها ستكون فتنة و فرقة و اختلاف ، فإذا كان كذلك فأت بسيفك أُحدا فاضربه حتى ينقطع ، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية )) ، ثم قال محمد بن مسلمة –أيام الفتنة- : فقد فعلت ما قاله لي رسول الله –عليه الصلاة و السلام -(2) .
و منهم –أيضا- أسامة بن زيد –رضي الله عنه- فإنه عندما أرسل مولاه حرملة إلى علي بن أبي طالب زمن الفتنة ، قال لمولاه عن علي ، إنه يسألك عن تخلفي عنه ، فقل له يقول لك : (( لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ، لكن هذا الأمر لم أره ))(1) .و في رواية أخرى عن معمر بن راشد عن الشهاب الزهري ، أن عليا لقي أسامة –رضي الله عنهما – فقال له : ما كنا نعدك إلا من أنفسنا يا أسامة ، فلم لا تدخل معنا –أي في القتال- فقال له : يا أبا حسن ، إنك و الله لو أخذت بمشفر –أي الشفة- الأسد لأخذت بمشفره الآخر معك حتى نهلك جميعا ، أو نحيا جميعا ، و أما هذا الأمر الذي أنت فيه ، فو الله لا أدخل فيه ))(2) .
و أما الصحابي سلمة بن الأكوع ، - رضي الله عنه- فإنه لما استشهد عثمان –رضي الله عنه- و حدثت الفتنة اعتزل الناس ،و خرج من المدينة إلى بادية الرّبذة و سكنها ، و تأهل بها و لم يلابس شيئا من الفتنة . و عندما قيل له : لماذا تعرّبت –أي أصبح أعرابيا- قال : إن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- أذن لي في التعرّب و سكن البادية (3) .
و منهم الصحابي الجليل : أبو هريرة -رضي الله عنه- فقد اعتزل الفتنة و لم يلابسها (1) ،و يبدوا أنه اتخذ هذا الموقف تمسكا بالحديث المشهور عن اعتزال الفتنة ، لأنه هو أحد رواته ، فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة ، أن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- قال : (( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ،و القائم فيها خير من الماشي ، و الماشي فيها خير من الساعي ،و من تشرّف لها تستشرفه ، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذبه ))(2) .

و منهم –أيضا- الصحابي أهبان بن صيفي البصري –رضي الله عنه- فإنه عندما اعتزل الفتنة ، جاءه علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- و طلب منه أن يلتحق به ، فقال له : نعم ثم دعا جارية له بأن تأتيه بسيفه ، فأخرجته فإذا هو من خشب ، و قال لعلي : (( إن خليلي ابن عمك -صلى الله عليه و سلم-عهد إلي إذا كانت الفتنة بين المسلمين ، فاتخذ سيفا من خشب ، فإن شئت خرجت معك ، قال علي : لا حاجة لي فيك و لا في سيفك (3) .
و منهم الصحابي عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- ، فقد حرص على ألا يقترب من الفتنة أبدا ،و لا يكون سببا في قتل أحد ، و كان يقول : من قال حي على الصلاة أجبته ، و من قال : حي على قتل أخيك المسلم و أخذ ماله ، فلا (1) .و عندما كلّفه علي بن أبي طالب-بعدما بايعه الناس- بالذهاب إلى الشام ليتولى إمارته ، اعتذر له و ترجاه بأن يعفيه ، فلم يقبل منه ، فظل ابن عمر يبحث عن المعاذير ، و استعان عليه بأخته حفصة أم المؤمنين –رضي الله عنها- ثم خرج ليلا إلى مكة فارا دون علم من علي ، فلما سمع بأمره سكن(2) .
و آخرهم الصحابي عبد الله بن سعد بن أبي سرح –رضي الله عنه- ، كان واليا لعثمان بن عفان- رضي الله عنه- على مصر ، فلما سمع باستشهاده سنة 35ه اعتزل الفتنة ،و التحق بفلسطين فرارا من منها - أي الفتنة- فبقي بها إلى أن وافته المنية ، و هو في الصلاة ، سنة 36ه (3) .

و من مظاهر الاعتزال الجماعي للفتنة ، أنه روي أن علي بن أبي طالب عندما ندب أهل المدينة للخروج معه للقتال لم يوافقوه ،و أبوا الخروج معه ، فكلّم عبد الله بن عمر شخصيا للخروج معه ، فقال له : أنا رجل من المدينة . ثم كرر عليهم دعوته للسير معه عندما سمع بخروج أهل مكة إلى البصرة ، فتثاقل عنه أكثرهم ،و استجاب له ما بين : 4-7 من البدريين(4) .


و أما الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة ،و كان لهم فيها نشاط بارز في دعوة الناس إلى اعتزالها ، فأولهم أبو موسى الأشعري –رضي الله عنه – فكان يجمع الناس في الكوفة ،و يحذرهم من المشاركة في الفتنة ،و يذكّرهم بما سمعه من رسول الله –صلى الله عليه و سلم- في دعوته لاعتزال الفتن . فمن ذلك أنه كان يقول لهم : يا أيها الناس إن هذه الفتنة ، فتنة باقرة كداء البطن ، لا ندري أنى تؤتى ، تأتيكم من مأمنكم ،و تدع الحليم كأنه ابن أمس ، قطّعوا أرحامكم ، و انتصلوا رماحكم(1) .
و عندما حل عمار بن ياسر –رضي الله عنه – بالكوفة و شرع في استنفار الناس ليلتحقوا بجيش علي ، أنكر عليه أبو موسى الأشعري ، و أبو مسعود البدري –رضي الله عنهما – فعله ، و قالا له : ما رأينا منك أمرا منذ أسلمت أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر . فقال عمار : ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر(1) .
و من الأحاديث النبوية التي رواها أبو موسى الأشعري في صده للناس عن الفتنة ثلاثة أحاديث ، أولها أن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- قال عن أيام الفتنة : (( كسّروا قسيّكم ،و قطّعوا أوتاركم ،و ألزموا أجواف البيوت ، و كونوا فيها كالخيّر من بني آدم ))(1) . و ثانيها أن أبا موسى الأشعري خطب في الناس زمن الفتنة ، فكان مما قاله لهم : (( قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم- إن من بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا ، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا ، القاعد فيها خير من القائم ،و القائم فيها خير من الماشي ، و الماشي فيها خير من الساعي ))(2) . و ثالثها قوله عليه الصلاة و السلام : (( إذا التقى المسلمان بسيفهما ، فالقاتل و المقتول في النار )) ، فقيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : (( إنه كان حريصا على قتل أخيه ))(3) .

و رُوي أن عليا و أصحابه كانوا منزعجين من نشاط أبي موسى الأشعري ، في دعوته للناس باعتزال الطائفتين المؤمنتين المتقاتلتين ، لأن عمله هذا كان يصد الناس عن الالتحاق بهم . فمن ذلك خبران ، أولهما ما رواه الطبري بقوله : حدثنا عمر بن شبّة ، حدثنا أبو الحسن-المديني- حدثنا بشير بن عاصم عن ابن أبي ليلى ، عن أبيه أنه قال : لما سمع علي بن أبي طالب بأن واليه على الكوفة أبا موسى الأشعري يدعوا الناس إلى اعتزال الفتنة ، بعث إليه كتابا مع هاشم ابن عتبة ، يخبره فيه أنه أرسل إليه هاشم بن عتبة ليحرّض أهل الكوفة على الالتحاق به ، ثم قال لأبي موسى : (( فإني لم أولك الذي أنت فيه إلا لتكون من أعواني على الحق )) ، فلما وصل الكتاب إلى أبي موسى لم يستجب لعلي فيما أمره به من تجميع الناس و الوقوف معه . فكتب هاشم بن عتبة إلى علي يقول له عن أبي موسى : (( إني قد قدمت على رجل غال ظاهر الغل و الشنآن ))- أي البغض- فأرسل إليه علي بن أبي طالب ، ابنه الحسن و عمار بن ياسر –رضي الله عنهم- ليستنفرا له الناس ، و بعث قرظة بن كعب الأنصاري أميرا على الكوفة خلفا لأبي موسى و كتب إليه يقول : (( إلى أبي موسى ، أما بعد فقد كنت أرى أن بعدك عن هذا الأمر ، الذي لم يجعل لك منه نصيبا ، سيمنعك من رد أمري . . . فاعتزل عملنا مذموما مدحورا ،و فإن لم تفعل فإني قد أمرته –أي قرظة بن كعب- أن ينابذك(1) ، فإن نابذته فظفر بك أن يقطّعك آرابا )) ، فلما وصل الكتاب إلى أبي موسى اعتزل الإمارة (2) . فهذه الرواية صريحة في أن أبا موسى الأشعري كان يعمل على عكس سياسة علي بن أبي طالب ، مما جعله ينزعج منه و يذمه ،و يهدده باستخدام القوة ضده ، إن هو لم يعتزل إمارة الكوفة . و أن أبا موسى قد أزعج عليا و أصحابه عندما حث الناس على اعتزال الفتنة ،و عدم القتال مع أي طائفة من الطائفتين المتنازعتين .
لكنني مع ذلك استبعد هذه الرواية ،و اعتقد أنها غير صحيحة في كثير مما ذكرته ، و ذلك لأمرين ، أولهما أن في إسنادها : ابن أبي ليلى عن أبيه ، و هو ليس بالقوي ،و مضطرب الحديث ،و لم يسمع من والده شيئا ، لأنه لم يدركه ، فقد توفي والده و هو طفل صغير(1) . و هذا يعني أن إسناد الرواية ضعيف ، فيه انقطاع و إرسال .

و الثاني أن متن الرواية فيه ما ينكر و يستهجن و يستبعد ، فهي زعمت أن أبا موسى الأشعري –رضي الله عنه- كان ظاهر الغل و البغض لعلي و أصحابه ، و هذا غير صحيح ، لأن أبا موسى سبق و أن ذكرنا أنه لم يكن يذم أحدا من المسلمين ، و إنما كان يحذّرهم من الفتنة ،و يثبّطهم عن المشاركة فيها شفقة عليهم .
كما أن في جواب علي لأبي موسى –رضي الله عنهما- شدة و مبالغة في الذم و التهديد و التوعّد بعزله و محاربته و تقطيعه إربا إربا إن هو أصر على بقائه أميرا على الكوفة . و هذا التصرّف-في اعتقادي- لا مبرر له و بعيد أن يصدر عن صحابي جليل كعلي بن أبي طالب ، تجاه صحابي جليل مسالم يدعوا إلى حقن دماء المسلمين .
و الرواية الثانية هي الأخرى للطبري ،و فيها أن نصر بن مزاحم قال : حدثنا عمر بن سعيد ، قال حدثني رجل عن نعيم ، عن أبي مريم الثقفي ، قال : عندما كان عمار بن ياسر و أبو موسى الأشعري يتجادلان في مسجد الكوفة دخل غلمان لأبي موسى المسجد و هم يصرخون ،و يقولون أن الأشتر النخعي(1) دخل قصر الإمارة و ضربهم و أخرجهم ، فخرج أبو موسى من المسجد و دخل قصر الإمارة ، فصاح عليه الأشتر قائلا : اخرج من قصرنا ، لا أم لك ، أخرج الله نفسك ، فو الله إنك لمن المنافقين قديما )) ، فقال له أبو موسى : اجلني هذه العشية ، فقال : هي لك ،و لا تبيتن في القصر الليلة . ثم دخل الناس القصر ينتهبون متاع أبي موسى ، فمنعهم الأشتر و أخرجهم من القصر ،و قال : إني قد أخرجته ، فكف الناس عنه (2) .
هذه الرواية هي الأخرى فيها تصوير ، لما كان يقوم به أبو موسى الأشعري في التصدي للفتنة و دعوة الناس إلى اعتزالها ،و رد فعل بعض أصحاب علي تجاه ما يقوم به ضد سياستهم ؛ لكنها –أي الرواية- لا تصح ، لأن في إسنادها : نصر بن مزاحم ، وهو كذاب متروك ، واهي الحديث رافضي جلد(3) . و في الإسناد – أيضا- مجهول ، قال عنه عمر بن سعيد : حدثني رجل عن نعيم . فمن هو هذا الرجل ؟ فهو إذن مجهول العين و الحال .
و من نشاط أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- في تسكين الفتنة بين الطائفتين المؤمنتين المتقاتلتين ، إنه قبل أن يكون أحد الحكمين في قضية التحكيم بعد معركة صفين ، فمثّل أهل العراق في اجتماعه بممثل أهل الشام عمرو بن العاص –رضي الله عنه- فقام الاثنان بدورهما كاملا ،و اتفقا على و ثيقة عمل لوضع حد للفتنة(1) .

و أما الصحابي الثاني ، فهو عمران بن حصين –رضي الله عنه- فقد اعتزل الفتنة و دعا الناس إلى اعتزالها ، و نهاهم عن بيع السلاح فيها(1) .و قال ابن جرير الطبري : حدثنا عمرو بن علي- أبو حفص الصيرفي- حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا أبو نعامة العدوي ، عن حجير بن الربيع(2) ، أنه قال : قال لي عمران بن حصين ، سر إلى قومك و اجمع ما يكونون ، فقم فيهم قائما ، فقل أرسلني إليكم عمران بن حصين صاحب رسول الله –صلى الله عليه و سلم- يقرأ عليكم السلام ، ثم ادعوهم إلى اعتزال الفتنة ، و إن اعتزالها على رأس جبل لرعي المعز ، هو أحب إلى عمران بن حصين، من أن يرمي بسهم واحد بين الفريقين . فلما ذهب إلى قومه و أخبرهم بما قاله لهم عمران بن حصين لم يسمعوا له ،و أصروا على الخوض في الفتنة و القتال فيها(3)

و الصحابي الثالث هو أبو بكرة نفيع بن الحارث – رضي الله عنه – اعتزل الفتنة و لم ينظم إلي أية طائفة (1) .و عندما التقى بالأحنف بن قيس حاملا سيفه ،و متوجها إلى الالتحاق بجيش علي بن أبي طالب ، أوقفه و أقنعه بالعدول عن رأيه ، بعدما أخبره أن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- قال : (( إذا تواجه المسلمان بسيفهما ، فالقاتل و المقتول في النار ، فقيل : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه أراد قتل صاحبه )) و في رواية : (( إنه كان حريصا على قتل صاحبه ))(2) .
و هو قد روي حديثا نبويا فيه أمر باعتزال الفتنة ، و مفاده أن الرسول -عليه الصلاة و السلام – قال : (( ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس ،و الجالس خيرا من القائم ،و القائم خيرا من الماشي ،و الماشي خيرا من الساعي ، )) فقال له أبو بكرة : يا رسول الله ما تأمرني ؟ قال : (( من كانت له إبل فليلتحق بإبله ،و من كانت له غنم فليلتحق بغنمه ،و من كانت له أرض فليلتحق بأرضه ،)) فقال له أبو بكرة : فمن لم يكن له شيء من ذلك ؟ قال : (( فليعمد إلي سيفه فليضربه بحده على حرة ، ثم لينجوا ما استطاع النجاء ))(3) .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~