الأهلي والزمالك.. "تعادل".. في حب مصر

[بازوكا]

الأهلي والزمالك.. "تعادل".. في حب مصر

الفريقان لعبا مباراة خالية الدسم.. عامرة بالفرص الضائعة بغرابة


في حب مصر.. تعادل فريقا الأهلي والزمالك بدون أهداف وبدون لعب في مباراة القمة الكروية المصرية التي تحمل الرقم "104".. بعد 90 دقيقة خالية من الابداع عامرة بالفرص الضائعة الغريبة جداً.. مباراة خالية الدسم من الفريقين لم تحرك شيئاً في ترتيب جدول الدوري حيث بقي الأهلي كما هو متصدرا دون مشاركة من أحد وبقي الزمالك كما هو في المركز ال 13 دون أن تشفع له النقطة التي حصل عليها من التعادل ولم تشفع لنا نحن نقاد وجماهير حالة الحب والود التي غلبت علي اللاعبين والمدرجات "معظم الوقت" في أن نستمتع بمباراة قوية مثيرة.
في حب مصر.. آثر حسام البدري وحسام حسن ألا يغضبا جمهور النادي الآخر.. فمال الأداء في أغلبه خلال التسعين دقيقة إلي الحذر البالغ والخوف من المجهول.. حتي أن الفرص التي لاحت نتيجة أخطاء دفاعية وحالات السرحان المتقطعة لمجموعتي الدفاع في الفريقين لم تجد من يستغلها ويترجم منها ولو هدفا واحدا سواء في شباك أحمد عادل عبدالمنعم أو شباك عبدالواحد السيد وتألق النجم الدولي والعالمي "ميدو" في اهدار أغرب فرصتين لاحراز هدفين لا يخطئ في أي منهما لاعب ناشئ تخض من الأضواء والجماهير الغفيرة والكاميرات.
ونافسه في الجانب الآخر أحمد حسن وأحمد بلال بإهدار فرصتين غاية في السهولة ولكن نقول إيه لما تكون النوايا خالصة للخروج بالمباراة إلي بر التعادل.. في حب مصر!!
الجمهور في المدرجات.. كان شيك جدا من اللحظة الأولي التي نزل فيها الفريقان وكان منظر الاستاد تحفة بالأعلام والرايات واللوحات العملاقة.. وتسبب اللاعبون بكسلهم في ان تنشغل بعض الأجناب في استاد القاهرة بأشياء غير رياضية بعيدة عن المباراة إلا انها كانت شاذة وغير محسوسة بحيث لم تؤثر علي الجو العام للمباراة.
والحكم البلجيكي لم يجد أي صعوبة في إدارة المباراة لأنها بالأصل كانت هادئة جداً واللعب الحماسي الذي يحتاج إلي يقظة من الحكم لم يكن موجوداً أيضا رغم أنه استعمل الكارت الأصفر عدة مرات للاعبي الفريقين.
الأهلي وصل للنقطة 28 ويلعب يوم السبت القادم مباراته المهمة جدا مع الاسماعيلي في الاسماعيلية وهي آخر المحطات الصعبة في الدور الأول والزمالك وصل للنقطة 12 ويلعب يوم السبت أيضا مع المصري ومن المؤكد ان لسان حال البدري والعميد قال في نفس واحد "الحمد لله.. التعادل نعمة"!
غياب نخبة النجوم في الفريقين أثرت تأثيرا واضحا علي مستوي الأداء والمتعة.. رغم ان هناك جهودا طيبة جدا من بعض الصاعدين الواعدين مثل أحمد شكري ومحمد طلعت من الأهلي وحازم إمام وعبدالشافي وأيوا في الزمالك.
غلب علي فكر البدري وحسام حسن حشد منطقة المناورات بأكبر عدد من اللاعبين وضيق اللعب في وسط الملعب لإبعاد الخطر عن منطقة الجزاء وتسهيل مهمة المدافعين هذا الحذر أفقد المباراة متعتها واثارتها إلا أنه حذر مشروع في ظل الغياب الجماعي لنجوم الأهلي وهدافيه وأيضا الموقف الصعب والحرج جدا لفريق الزمالك فكان حسام حسن بصفة خاصة قمة في الذكاء لأنه لم يطمع في فوز قد يكلفه خسارة في غير وقتها وهو الذي لم يمض مع الفريق أكثر من أسبوع واحد تلقي خلاله هزيمة سابقة أمام حرس الحدود وكان بالطبع يحتاج للستر في مباراة الأهلي.
ومن منطلق هذا الفكر الاحترازي والرغبة في البعد عن المغامرة التي قد تنقلب إلي هزيمة فإن الأوراق الهجومية لم تجد طريقها إلي المستطيل الأخضر إلا في الشوط الثاني خاصة من الأهلي بينما التزم الجهاز الفني للزمالك بالحذر الكامل حتي النهاية خاصة أنه اضطر لاجراء تبديل مبكر لاصابة الصفتي في الشوط الأول وتغيير مماثل في بداية الشوط الثاني لخروج حازم إمام مجهدا واحتفظ العميد بالتغيير الثالث بعدان اشتكي الحارس عبدالواحد السيد من شد مفاجئ في الشوط الثاني.
ومن عجائب هذه المباراة "الحبية جداً" ان أياً من الفريقين كان يمكنه ان يخرج فائزاً بها بهدفين وليس بهدف واحد وكان يمكن أن تهتز الشباك بعدة أهداف من الفرص الغريبة التي أتيحت أمام المرميين إلا أنها لم تجد "قدماً مبروكة" تسكنها الشباك وتشعل المباراة وتجبر الفريق الآخر ان يلعب بكل قواه لذلك يمكن القول انه لم يكن هناك معالم لخطط واضحة في الملعب سواء من الأهلي أو الزمالك لأن الخوف من المجهول جعل الدور الدفاعي يغلب علي الجميع خاصة في الشوط الأول ولكن الصورة تحسنت نسبيا في الشوط الثاني.
شوط أبيض
الزمالك كان الأنشط في الشوط الأول وكأن البدري تعمد أن يترك للاعبي الزمالك ان يخرجوا كل ما عندهم في الشوط الأول ولكن النشاط الأبيض لم يكن له مخالب أو أنياب مجرد تحركات حماسية للضغط علي لاعبي الأهلي ثم إرسال كرة طويلة سهلة ومقروءة إلي شيكابالا أو ميدو وكادت تصيب في إحداها بعد 5 دقائق فقط عندما تلقي ميدو كرة طولية أرضية بين شريف عبدالفضيل ومعوض وانطلق ميدو وانفرد بالحارس أحمد عادل وبكل الثقة أرسلها إلي المرمي لكن الكرة أخطأت العنوان وذهبت بجوار القائم الأيمن تماما وكان يمكن لهذه الكرة ان تخلق سيناريو آخر للمباراة.
ويتسبب أحمد شكري في الدقيقة 12 في "تخبيط" قلوب الزملكاوية عندما حشر نفسه في كرة ضالة بين الصفتي وعبدالواحد السيد فاصطدما ببعضهما ولعب هو الكرة برأسه نحو الشباك لتخطئ العنوان أيضا وتذهب كذلك بجوار القائم الأيمن.. عجيبة!!
باقي أحداث هذا الشوط كانت متوسطة الحال جداً ومن النوع الدافئ فلا هو ميت تماما ولا هو ساخن ومثير وكأن لاعبي الفريقين اتفقوا- دون اتفاق- علي عدم إحراج بعضهم البعض ورفعوا معاً أكف الدعوات "يارب استرها معانا ولا تفضحنا.. وتزعل جماهيرنا.. ويا بخت من بات متعادل ولا بات مهزوم".
ولا أذكر من بقايا هذه الشوط إلا شوية تمريرات سيئة جدا من لاعبي الفريقين ولا أي تميز لأي خط من الخطوط ولا نجم لمع ولو لدقائق لينتزع الآهات ويحرك القدرات الكامنة لزملائه فسارت أحداث الشوط علي وتيرة واحدة حتي أراحنا الحكم البلجيكي.
شوط أحمر
إثارة حقيقية في هذا الشوط ولكن علي فترات.. وهيمنة حمراء إلا أنها أيضا تفتقد مهارة الكبار ومحترفي التهديف في هذه المباريات الكبري ومن البداية وضحت نوايا حسام البدري الهجومية فسحب فضل "المعطل" ليلعب الحاج بلال وفي الدقيقة 6 كاد محمد طلعت ان يقتحم بوابة التاريخ واخترق الدفاع الأبيض بتمريرة أمامية إلا أنه فاجأ الجميع بتوقف مفاجئ ليترك الكرة للحارس عبدالواحد السيد.. وبعدها بدقيقتين يهدر أحمد حسن فرصة ثمينة جدا من الكرة التي مررها بلال بعيدة عن الصقر فأضاع الكرة وكان يجب ان يسدد بلال مباشرة في المرمي.. ويخرج عبدالواحد فجأة في الدقيقة العاشر لكنه يعود للملعب بعد العلاج.
ومع تعدد الفرص يزداد نشاط الهجوم الأحمر خاصة من ناحية شكري الذي لعب خلف ظهير الزمالك عبدالشافي وضربة رأس من شكري يحولها عبدالواحد لضربة ركنية ومشاركة فعالة من وائل جمعة إلا ان كرته تتحول إلي ركنية وذلك في دقيقة واحدة.
ومع شدة هجوم الأهلي يهدر أحمد حسن فرصة سهلة حينما أراد مراوغة عبدالواحد مع ان الكرة واضحة وانه كان يستطيع التسديد مباشرة في المرمي وذلك في الدقيقة .25
ثم يأتي دور ميدو ليهدر فرصة عجيبة أخري استسلم لها كل الأهلاوية عندما تلقي عرضية من الايفواري ادكو ولكن الكرة ذهبت مرة أخري خارج القائم الأيمن وكأنه حالف ما يجيب جون!!
ويحلف بلال أيضا أنه ما يجيب جون وذلك في الدقيقة 36 عندما دخل بالكرة وهي في حضنه إلي حضن عبدالواحد بدلا من ان يدخل بها الشباك لتضيع فرصة حمراء أخري.. ويلعب جيلبرتو بدلا من معوض لكنه لم يقدم شيئا في الدقائق الباقية التي اختتمت بضربة حرة مباشرة سددها ميدو وأمسك بها أحمد عادل عبدالمنعم لتكون النهاية السعيدة للاعبي وجمهور الناديين وإلي اللقاء في القمة "105" التي ستكون حتما بحسابات أخري.

[ابو احمد العبيدي]

شكرا لك اخى الكريم

[رمضان غالي]

مشكور رررراخى