كيفية احتساب الاجر

[مجدى الفاضى]

عفوا
ما معنى الاحتساب ؟؟

يجيبك ابن الأثير قائلا:
"الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر،أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها"

فاحتسب أعمالك اليومية كفعل الطاعات...والصبر على المكروهات...والحركات والسكنات...ليحسب ذلك من عملك الصالح...
إن الاحتساب عمل قلبي لامحل له في اللسان ،لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا بان النية محلها القلب ...
وأنت عندما تحتسب الأجر من الله ذلك يعنى انك تطلبه منه تعالى ، والله عز وجل لا يخفى عليه شئ
قال تعالى:

"قلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ " سورة آل عمران أية 29

والعمل لابد فيه من النية ... فالذي يحتسب وينوى بعمله وجهة الله فهو لله، والذي ينوى بعمله الدنيا فهو للدنيا فالأمر خطير جدا ..جدا.
والنيات تختلف اختلافا عظيما وتتباين تباينا بعيدا كما بين السماء والأرض ، من الناس من نيته فى القمة فى أعلى شئ ومن الناس من نيته فى القمامة فى أخس شئ وأدنى شئ .
فان نويت الله والدار الآخرة فى أعمالك الشرعية حصل لك ذلك ، وان نويت الدنيا فقد تحصل أو لا تحصل.
قال تعالى:

"مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ "سورة الإسراء أية 18

ما قال عجلنا له ما يريد!!بل قال ما نشاء- أى لا يشاء هو- لمن نريد - لا لكل إنسان - فقيد المعجل والمعجل له.
إذا من الناس من يعطى ما يريد من الدنيا ومنهم من يعطى شيئا منه ومنهم من لا يعطى شيئا أبدا .وهذا معنى قولة تعالى
" عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ "
أما قولة تعالى:

" وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا " سورة الإسراء أية 19

لابد أن يجنى هذا العمل الذى أراد به وجه الله والدار الآخرة وهذا يعنى الحرص على الاحتساب .
ولا تنسى كذلك اجر احتساب النية الصالحة الذى لا يضيعه الله أبدا حتى وان لم تتمكن من أداء العمل الصالح الذي تنوى القيام به!!
" إن الإنسان إذا نوى العمل الصالح ولكنه حبسه عنه حابس فانه يكتب له الأجر ، اجر ما نوى.
أما إذا كان يعمله فى حال عدم العذر اى لما كان قادرا كان يعمله ثم عجر عنه فيما بعد فانه يكتب له اجر العمل كامل، لان النبى صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما"

فمثلا إذا كان من عاداته أن يصلى تطوعا ولكنة منعه مانع ولم يتمكن منه فانه يكتب له أجره كامل ، أما إذا كان ليس من عاداته أن يفعله فانه يكتب له اجر النية فقط دون اجر العمل .
ولهذا ذكر النبى علية الصلاة والسلام فيمن أتاه الله مالا فجعل ينفقه فى سبيل الخير وكان رجل فقير يقول لو أن لى مال فلان لعملت فيه عمل فلان ، قال النبى صلى الله علية وسلم (فهو بنيته فهما فى الأجر سواء)
أي سواء فى النية أما العمل فلا يكتب له أجرة إلا إذا كان من عادته أن يعمله.

إن تعويد نفسك على احتساب الأعمال خير على خير ...فمن فضل الله ورحمته بعباده انه(من كان نيته عمل الخير ، ولكنه اشتغل بعمل أخر أفضل منه ،ولا يمكنه الجمع بين الأمرين :فهو أولى أن يكتب له ذلك العمل الذى منعه منه عمل أفضل منه،بل لو اشتغل بنظيرة وفضل الله تعالى عظيم)

[حبر الامه]

جزاك الله خيرا نعم الكلام الذى كتبت
لابد وان تكون نوايانا خالصة لوجه الله تعالى حتى يتقبل الله من الاعمال

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

[صلاح الخنانى]

[محمد ابوحماده]

[صلاح الخنانى]