ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > المنتدى الادبى > المنتديات الادبيه العامه > قسم القصه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27/1/2009, 10:42 PM   رقم المشاركة : ( 676 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودر لما ضربه خدام الكنز ورموه خارج الباب وانغلقت الأبواب وجرى النهر كما كان أولاً قام عبد الصمد المغربي فقرأ على جودر حتى أفاق وصحا من سكرته، فقال له أي شيء عملت يا مسكين، فقال له أبطلت الموانع كلها ووصلت إلى أمي ووقع بيني وبينها معالجة طويلة وصارت يا أخي تخلع ثيابها حتى لم يبق عليها إلا اللباس، فقالت لا تفضحني فإن كشف العورة حرام فتركت لها اللباس شفقة عليها وإذا بها صاحت وقالت غلط فاضربوه فخرج لي ناس لا أدري أين كانوا، ثم إنهم ضربوني علقة حتى أشرفت على الموت، ودفعوني ولم أدر بعد ذلك ما جرى لي، فقال له أما قلت لك لا تخالف ما قلته لك والآن قد أسأتني وأسأت نفسك فلو خلعت لباسها كنا بلغنا المراد، ولكن حينئذ تقيم عندي إلى العام القابل لمثل هذا اليوم، ونادى العبدين في الحال فحلا الخيمة وحملاها ثم غابا قليلاً ورجعا بالبغلتين فركب كل واحد بغلة ورجعا إلى مدينة فاس فأقام عنده في أكل طيب وكل يوم يلبسه حلة فاخرة إلى أن فرغت السنة، وجاء ذلك اليوم فقال له المغربي هذا هو اليوم الموعود فامض بنا قال له نعم فأخذه إلى خارج المدينة فرأيا العبدين بالبغلتين.
ثم ركبا وسارا حتى وصلا إلى النهر، فنصب العبدان الخيمة وفرشا وأخرج المغربي السفرة فتغذيا، وبعد ذلك أخرج القصبة والألواح مثل الأول وأوقد النار وأحضر له البخور، وقال له يا جودر مرادي أن أوصيك فقال له يا سيدي الحاج إن كنت نسيت العلقة أكون نسيت الوصية، فقال له هل أنت حافظ الوصية قال: نعم، قال احفظ روحك ولا تظن أن المرأة أمك وإنما هي رصد في صورة أمك ومرادها أن تغلطك، وإن كنت أول مرة طلعت حياً فإنك في هذه المرة إن غلطت يرموك قتيلاً قال إن غلطت أستحق أن يحرقوني.
ثم إن المغربي وضع البخور وعزم فنشف النهر، فتقدم جودر إلى الباب ورقه فانفتح وأبطل الأرصاد السبعة إلى أن وصل إلى أمه فقالت مرحباً يا ولدي، فقال لها من أين أنا ولدك يا معلونة اخلعي فجعلت تخادعه وتخلع شيئاً بعد شيء حتى لم يبق عليها غير اللباس وصارت شبحاً بلا روح فدخل ورأى الذهب كيماناً فلم يعتن بشيء، ثم أتى المقصورة ورأى الكهين الشمردل راقداً متقلداً بالسيف والخاتم في اصبعه والمكحلة في صدره، ورأى دائرة الفلك فوق رأسه فتقدم وفك السيف وأخذ الخاتم ودائرة الفلك والمكحلة، وخرج.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة العشرون بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودر أخذ المكحلة وخرج وإذا بنوبة دقت له وصار الخدام ينادونه هنيت بما أعطيت يا جودر ولم تزل النوبة تدق إلى أن خرج من الكنز ووصل إلى المغربي فأبطل العزيمة البخور وقام وحضنه وسلم عليه وأعطاه جودر الأربعة ذخائر فأخذها وصاح على العبدين فأخذا الخيمة وردها ورجع بالبغلتين فركباهما ودخل مدينة فاس فأحضر الخرج وجعل يطلع منه الصحون وفيها الألوان وكملت قدامه سفرة الطعام وقال يا أخي يا جودر كل فأكل حتى اكتفى، وفرغ بقية الأطعمة ثم جاؤا بصحون غيرها ورموا الفوارغ في الخرج، ثم إن المغربي عبد الصمد قال يا جودر أنت فارقت أهلك وبلادك من أجلنا وقضيت حاجتنا وسار لك علينا أمنية ما تطلب فإن الله تعالى أعطاك ونحن السبب فاطلب مرادك ولا تستح فإنك تستحق.
فقال يا سيدي تمنيت على الله ثم عليك أن تعطيني الخرج فجاء به وقال خذه فإنه حقك ولو كنت تمنيت غيره لأعطيناك إياه ولكن يا مسكين هذا ما يفيدك غير الأكل وأنت تعبت معنا، ونحن وعدناك أن نرجعك إلى بلادك مجبور الخاطر والخرج هذا تأكل منه ونعطيك خرجاً آخر ملآناً من الذهب والجواهر ونوصلك إلى بلادك فتصير تاجراً واكس نفسك وعيالك ولا تحتاج إلى مصروف وكل أنت وعيالك من هذا الخرج، وكيفية العمل به أنك تمد يدك فيه وتقول بحق ما عليك من الأسماء العظام يا خادم هذا الخرج أن تأتيني باللون الفلاني فإنه يأتيك بما تطلبه ولو طلبت كل يوم ألف لون ثم إنه أحضر عبداً ومعه بغلة وملأ به خرجاً، عيناً من الذهب وعيناً من الجواهر والمعادن وقال له اركب هذه البغلة والعبد يمشي قدامك فإنه يعرفك الطريق إلى أن يوصلك إلى باب دارك، فإذا وصلت فخذ الخرجين وأعطيه البغلة فإنه يأتي بها ولا تظهر أحد على سرك واستودعناك الله.



فقال له كتر الله خيرك وحط الخرجين على ظهر البغلة وركب والعبد مشى قدامه وصارت البغلة تتبع العبد طول النهار وطول الليل وثاني يوم ي الصباح دخل من باب القصر فرأى أمه قاعدة تقول شيئاً لله فطار عقله ونزل من فوق ظهر البغلة ورمى روحه عليها، فلما رأته بكت ثم إنه أركبها على ظهر البغلة ومشى في ركابها إلى أن وصل إلى البيت فأنزل أمه وأخذ الخرجين وترك البغلة للعبد فأخذها وراح لسيده لأن العبد الشيطان والبغلة شيطان، وأما ما كان من جودر فإنه صعب عليه كون أمه تسأل، فلما دخل البيت قال لها هل أخواي طيبان، قالت طيبان، قال لأي شيء تسألين في الطريق قالت يا ابني من جوعي، قال لها أنا أعطيتك قبل ما أسافر مائة دينار في أول يوم ومائة دينار في ثاني يوم وأعطيتك ألف دينار يوم أن سافرت فقالت له يا ولدي إن أخويك قد مكرا علي وأخذاهما مني وقالا مرادنا أن نشتير بها شيئاً.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الواحدة والعشرين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن أم جودر قالت إن أخويك مكرا علي فأخذاهما مني وطرداني فصرت أسال في الطريق من شدة الجوع فقال يا أمي ما عليك بأس حيث جئت فلا تحملي هماً أبداً هذا خرج ملآن ذهباً وجواهر والخير كثير فقالت يا ولدي أنت مسعد الله يرضى عليك ويزيدك من فضله قم يا ابني هات لنا عيشاً فإني بائتة بشدة الجوع من غير عشاء فضحك وقال لها مرحباً بك يا أمي فاطلبي أي شيء أحضره لك في هذه الساعة ولا أحتاج لشرائه من السوق ولا لمن يطبخ فقالت يا ولدي ما أنا ناظرة شيئاً فقال معي في الخرج من جميع الألوان فقالت يا ولدي كل شيء حضر يسد الرمق قال صدقت فعند عدم الموجود يقنع الإنسان بأقل الشيء وأما إذا كان الموجود حاضراً فإن الإنسان يشتهي أن يأكل من الشيء الطيب وأنا عندي الموجود فاطلبي ما تشتهين.
قالت له يا ولدي عيشاً سخناً وقطعة جبن فقال يا أمي ما هذا من مقامك فقالت له أنت تعرف مقامي فالذي من مقامي أطعمني منه فقال يا أمي أنت من مقامك اللحم المحمر والفراخ المحمرة والأرز المفلفل ومن مقامك المنبار المحشي والقرع المحشي والخروف المحشي والضلع المحشي والكنافة بالمكسرات والعسل والسكر والقطايف والبقلاوة فظنت أنه يضحك عليها ويسخر منها فقالت له يوه يوه أي شيء جرى لك هل أنت تحلم وإلا جننت فقال لها من أين علمت أني جننت قالت له لأنك تذكر لي جميع الألوان الفاخرة فمن يقدر على ثمنها ومن يعرف أن يطبخها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية والعشرين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن أم جودر لما قالت له ومن يعرف يطبخها فقال لها وحياتي لابد أن أطعمك من جميع الذي ذكرته لك في هذه الساعة، فقالت له هاأنا ناظرة شيئاً فقال لها هات الخرج فجاءت بالخرج وجسته فرأته فارغاً وقدمته إليه فصار يمد يديه ويخرج صحوناً ملآنة حتى أنه أخرج لها جميع ما ذكره، فقالت له أمه يا ولدي إن الخرج صغير وكان فارغاً وليس فيه شيء، وقد أخرجت منه هذه الأطعمة كلها فهذه الصحون أين كانت فقال لها يا أمي اعلمي أن هذا الخرج أعطانيه المغربي وهو مرصود وله خادم إذا أراد الإنسان شيئاً وتلا عليه الأسماء وقال يا خادم هذا الخرج هات لي اللون الفلاني فإنه يحضره.
فقالت له أمه هل أمد يدي وأطلب منه شيئاً قال مدي يدك، فمدت يدها وقالت بحق ما عليك من الأسماء يا خادم هذا الخرج أن تجيء لي بضلع محشي فرأت الصحن صار في الخرج فمدت يدها فأخذته فوجدت فيه ضلعاً محشياً نفيساً، ثم طلبت العيش وطلبت كل شيء أرادته من أنواع الطعام فقال لها يا أمي بعد أن تفرغي من الأكل أفرغي بقية الأطعمة في صحون غير هذه الصحون وارجعي الفوارغ في الخرج فإن الرصد على هذه الحالة واحفظي الخرج فنقلته وحفظته وقال لها يا أمي اكتمي السر وأبقيه عندك، وكلما احتجت لشيء أخرجيه من الخرج وتصدقي وأطعمي أخواي سواء كان في حضوري أو في غيابي، وجعل يأكل هو وإياها، وإذا بأخويه داخلان عليه وكان بلغهم الخبر من رجل من أولاد حارته قال لهم أخوكم أتى وهو راكب على بغلة وقدامه عبد وعليه حلة ليس لها نظير
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:43 PM   رقم المشاركة : ( 677 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فقالا لبعضهما يا ليتنا ما كنا شوشنا على أمنا لابد أنها تخبره بما عملنا فيها يا فضيحتنا منه فقال واحد منهما أمنا شفوقة فإن أخبرته فأخونا أشفق منها علينا وإذا اعتذرنا إليه يقبل عذرنا ثم دخلا عليه فقام لهما على الأقدام وسلم عليهما غاية السلام وقال لهما اقعدا وكلا فقعدا وأكلا وكانا ضعيفين من الجوع فما زالا يأكلان حتى شبعا، فقال لهما جودر يا أخواي خذا منه بقية الطعام وفرقاه على الفقراء والمساكين فقالا يا أخانا خله لنتعشى به فقال لهما وقت العشاء يأتيكما أكثر منه، فأخرجا بقية الأطعمة وصارا يقولان لكل فقير جاز عليهما خذ وكل حتى لم يبق شيء ورد الصحون وقال لأمه حطيها في الخرج.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة والعشرين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودر لما انتهى أخويه من الغداء قال لأمه حطي الصحون في الخرج وعند المساء دخل القاعة وأخرج من الخرج سماطاً أربعين لوناً وطلع فلما جلس بين أخويه قال لأمه هات العشاء فلما دخلت رأت الصحون ممتلئة، فحطت السفرة ونقلت الصحون شيئاً بعد شيء حتى كملت الأربعين صحناً، فتعشوا وبعد العشاء قال خذوا وأطعموا الفقراء والمساكين فأخذوا بقية الأطعمة وفرقوها وبعد العشاء خرج لهم حلويات فأكلوا منها والذي فضل منهم قال أطعموه للجيران، وفي ثاني يوم الفطور كذلك وما زالوا على هذه الحالة مدة عشرة أيام ثم قال سالم لسليم ما سبب هذا المر إن أخانا يخرج لنا ضيافة في الصبح وضيافة في الظهر وضيافة في المغرب وفي آخر الليل يخرج حلويات وكل شيء يفرقه على الفقراء وهذا فعل السلاطين ومن أين أتته هذه السعادة ألا نسأل عن هذه الأطعمة المختلفة وعن هذه الحلويات ولا نراه يشتري شيئاً أبداً ولا يوقد ناراً وليس له مطبخ ولا طباخ.
فقال أخوه والله لا أدري ولكن هل تعرف من يخبرنا بحقيقة هذا الأمر قال له لا يخبرنا إلا أمنا فدبرا لها حيلة ودخلا على أمهما في غياب أخيهما وقالا يا أمنا نحن جائعان فقالت لهما أبشرا ودخلت القاعة وطلبت من خادم الخرج وأخرجت لهما أطعمة سخنة فقالا يا أمنا هذا الطعام سخن وأنت لم تطبخي ولم تنفخي فقالت لهما إنه من الخرج فقال لها أي شيء هذا الخرج فقالت لهما إن الخرج مرصود والطلب من الرصد وأخبرتهما بالخبر وقالت لهما اكتما السر فقالا لها السر مكتوم يا أمنا ولكن علمينا كيفية ذلك فعلمتهما وصارا يمدان أياديهما ويخرجان الشيء الذي يطلبانه وأخوهما ليس عنده خبر بذلك فلما علما بصفة الخرج قال سالم لسليم يا أخي إلى متى ونحن عند جودر في صفة الخدامين ونأكل صدقته، ألا نعمل عليه حيلة ونأخذ هذا الخرج ونفوز به فقال كيف تكون الحيلة قال نبيع أخانا لرئيس بحر السويس.
فقال له: وكيف نصنع حتى نبيعه? فقال أروح أنا وأنت لذلك الرئيس ونعزمه مع اثنين من جماعته والذي أقوله لجودر تصدقني فيه وآخر الليل أريك ما أصنع ثم اتفقا على بيع أخيهما، وراحا بيت رئيس بحر السويس ودخل سالم وسليم وقالا له يا رئيس جئناك في حاجة تسك فقال خيراً قالا له نحن أخوان ولنا أخ ثالث معكوس لا خير فيه، ومات أبونا وخلف لنا جانباً من المال ثم إننا قسمنا المال وأخذ هو ما نابه من الميراث فصرفه في الفسق والفساد ولما افتقر تسلط علينا وصار يشكونا إلى الظلمة ويقول أنتما أخذتما مالي ومال أبي وبقينا نتراجع إلى الحكام وخسرنا المال وصبر علينا مدة واشتكانا ثانياً حتى أفقرنا ولم يرجع عنا وقد قلقنا منه والمراد أنك تشتريه منا.


فقال هل تقدران أن تحتالا عليه وتأتياني به إلى هنا وأنا أرسله سريعاً إلى البحر فقالا ما نقدر أن نجيء به ولكن أنت تكون ضيفنا وهات معك اثنين من غير زيارة، فحين ينام نتعاون عليه نحن الخمسة فتقبضه ونجعل في فمه العلقة وتأخذه تحت الليل وتخرج به من البيت وافعل معه ما شئت، فقال لهما: سمعاً وطاعة أتبيعانه بأربعين ديناراً فقالا له: نعم وبعد العشاء تأتوا الحارة الفلانية فتجدوا خادمنا ينتظركم، فقعد على باب الزاوية ليعيد العشاء وإذا بهم قد أقبلوا عليه فأخذهم ودخل بهم إلى البيت فلما رآهم جودر قال لهم مرحباً بكم وأجلسهم وعمل معهم صحبة وهو لا يعلم ما في الغيب منهم ثم إنه طلب العشاء من أمه فجعلت تخرج من الخرج وهو يقول هات اللون الفلاني حتى صار قدامهم أربعون لوناً فأكلوا حتى اكتفوا، ورفعت السفرة والبحرية يظنون أن هذا الإكرام من عند سالم فلما مضى ثلث الليل أخرج لهم الحلويات وسالم هو الذي يخدمهم وجودر وسليم قاعدان إلى أن طلبوا المنام فقام جودر ونام وناموا حتى غفل فقاموا وتعاونوا عليه، فلم يفق إلا والعلقة في فمه وكتفوه وحملوه وخرجوا به من القصر تحت جنح الليل.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والعشرين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودر لما أخذوه وحملوه وخرجوا به من تحت القصر تحت الليل أرسلوه إلى السويس وحطوا في رجليه القيد وأقام يخدم وهو ساكت ولم يزل يخدم خدمة الأسارى والعبيد سنة كاملة هذا ما كان من أمر جودر وأما ما كان من أمر أخويه فإنهما لما أصبحا دخلا على أمهما وقالا لها يا أمنا أخانا جودر لم يستيقظ فقالت لهما أيقظاه قالا لها أين هو راقد قالت لهما عند الضيوف قالا لعله راح مع الضيوف ونحن نائمان يا أمي كان أخانا ذاق الغربة ورغب في دخول الكنوز وقد سمعناه يتكلم مع المغاربة فيقولون له نأخذك معنا ونفتح لك الكنز، فقالت هل اجتمع مع المغاربة قالوا لها أما كانوا ضيوفاً عندنا قالت لعله راح معهم ولكن الله يرشد طريقه هذا مسعد لابد أن يأتي بخير كثير وبكت وعز عليها فراقه فقالا لها يا ملعونة أتحبين جودراً كل هذه المحبة، ونحن إن غبنا أو حضرنا فلا تفرحي بنا ولا تحزني علينا أما نحن ولداك كما أن جودر ابنك، فقالت أنتما ولاداي ولكن أنتما شقيان ولا لكما علي فضل ومن يوم مات أبوكما ما رأيت منكما خيراً وأما جودر فقد رأيت منه خيراً كثيراً وجبر بخاطري وأكرمني فيحق لي أن أبكي عليه لأن خيره علي وعليكما.
فلما سمعا هذا الكلام شتماها وضرباها ودخلا وصارا يفتشان على الخرج حتى عثروا به وأخذا الجواهر من العين الأولى والذهب من العين الثانية والخرج المرصود وقالا لها هذا مال أبينا فقالت لا والله إنما هو مال أخيكما جودر وجاء به من بلاد المغاربة فقالا لها كذبت بل هذا مال أبينا نتصرف فيه فقسماه بينهما ووقع الاختلاف بينهما في الخرج المرصود، فقال سالم أنا آخذه، وقال سليم أنا آخذه ووقعت بينهما المعاندة فقالت أمهما يا ولداي الخرج الذي فيه الجواهر والذهب قسمتماه وهذا لا ينقسم ولا يعادل بمال وإن انقطع قطعتين بطل رصده، ولكن اتركاه عندي وأنا أخرج لكما ما تأكلانه في كل وقت وأرضى بينكما باللقمة وإن كسوتماني شيئاً من فضلكما وكل منكما يجعل له معاملة مع الناس وأنتما ولداي وأنا أمكما وخلونا على حالنا فربما يأتي أخوكما فيحصل لكما منه الفضيحة فما قبلا كلامها وباتا يختصمان تلك الليلة فسمعهما رجل قواس من أعوان الملك وكان معزوماً في بيت بجنب بيت جودر طاقته مفتوحة فطل القواس من الطاقة وسمع جميع الخصام وما قالوه من الكلام والقسمة، فلما أصبح الصباح دخل ذلك الرجل القواس على الملك وكان اسمه شمس الدولة وكان ملك مصر في ذلك العصر، فلما دخل عليه القواس أخبره بما قد سمعه، فأرسل الملك إلى أخوي جودر وجاء بهما ورماهما تحت العذاب فأقروا وأخذوا الخرجين منهما ووضعهما في السجن، ثم إنه عين إلى أم جودر من الجرايات في كل يوم ما يكفيها هذا ما كان من أمرهم.
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:43 PM   رقم المشاركة : ( 678 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

وأما ما كان من أمر جودر فإنه أقام سنة كاملة يخدم في السويس وبعد سنة كانوا في مركب فخرج عليهم ريح رمى المركب الذي هم فيه على جبل فانكسر وغرق جميع ما فيه، ولم يحصل البر إلا جودر والبقية ماتوا فلما حصل البر سافر حتى وصل إلى نجع عرب فسألوه عن حاله فأخبرهم أنه كان بحرياً بمركب وحكى لهم قصته، وكان في النجع رجل تاجر من أهل جدة فحن عليه وقال له تخدم عندنا يا مصري وأنا أكسوك وآخذك معي إلى جدة، فخدم عنده وسافر معه إلى أن وصلا إلى جدة فأكرمه إكراماً كثيراً ثم إن سيده التاجر طلب الحج فأخذه معه إلى مكة فلما دخلاها راح جودر يطوف البيت الحرام، فبينما هو يطوف وإذا بصاحبه المغربي عبد الصمد يطوف.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والعشرين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودر لما كان ماشياً في الطواف وإذا هو بصاحبه المغربي عبد الصمد يطوف، فلما رآه سلم عليه وسأله عن حاله فبكى ثم أخبره بما جرى له فأخذه معه إلى أن دخل منزله وأكرمه وألبسه حلة ليس لها نظير وقال له زال عنك الشر يا جودر وضرب له تخت رمل فبان له الذي جرى لأخويه فقال له اعلم يا جودر أن أخويك جرى لهما كذا وكذا وهما محبوسان في سجن ملك مصر، ولكن مرحباً بك حتى تقضي مناسكك ولا يكون إلا خيراً.
فقال له ائذن لي يا سيدي حتى أروح آخذ خاطر التاجر الذي أنا عنده واجيء غليك فقال: هل عليك مال? قال لا، فقال رح خذ بخاطره وتعال في الحال إن العيش له حق عند أولاد الحلال فراح وأخذ بخاطر التاجر وقال له إني اجتمعت على أخي فقال له رح هاته فنعمل له ضيافة فقال له ما يحتاج فإنه من أصحاب النعم وعنده خدم كثير، فأعطاه عشرين ديناراً وقال له ابرئ ذمتي فودعه وخرج من عنده فرأى رجلاً فقيراً فأعطاه العشرين ديناراً ثم إنه ذهب إلى عبد الصمد المغربي، فأقام عنده حتى قضى مناسك الحج وأعطاه الخاتم الذي أخرجه من كنز الشمردل وقال له خذ هذا الخاتم أنه يبلغك مرادك لأن خادمه اسمه الرعد القاصف، فجميع ما تحتاج إليه من حوائج الدنيا، فأدعكه يظهر لك الخادم وجميع ما تأمره به يفعله لك ودعكه قدامه فظهر له الخادم ونادى لبيك يا سيدي أي شيء تطلب فتعطى فهل تعمر مدينة خربة أو تخرب مدينة عامرة أو تقتل ملكاً أو تكسر عسكراً، فقال المغربي يا رعد.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والعشرين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الخادم قال للمغربي ما تطلب قال له: يا رعد هذا صار سيدك فاستوص به، ثم صرفه وقال له ادعك الخاتم فيحضر بين يديك خادمه فأمره بما في مرادك فإنه لا يخالفك وامض إلى بلادك واحتفظ عليه فإنك تكيد به أعداءك ولا تجهل مقدار هذا الخاتم، فقال له يا سيدي عن إذنك أسير إلى بلادي قال له ادعك هذا الخاتم يظهر لك الخادم فاركب على ظهره وإن قلت له أوصلني في هذا اليوم إلى بلادي فلا يخالف أمرك ثم ودع جودر عبد الصمد ودعك الخاتم فحضر له الرعد القاصف وقال له لبيك اطلب تعطى فقال له أوصلني إلى مصر في هذا اليوم فقال له لك ذلك وحمله وطار به من وقت الظهر إلى نصف الليل ثم نزل في بيت أمه وانصرف فدخل على أمه، فلما رأته قامت وبكت وسلمت عليه وأخبرته بما جرى لأخويه من الملك وكيف ضربهما وأخذا الخرج المرصود والخرج الذهب والجواهر فلما سمع جودر ذلك لم يهن عليه أخواه فقال لأمه لا تحزني على ذلك ففي هذه الساعة أريك ما أصنع وأجيء بأخواي ثم إنه دعك الخاتم فحضر له الخادم وقال: لبيك اطلب تعطى فقال له أمرتك أن تجيء بأخواي من سجن الملك فنزل إلى الأرض ولم يخرج إلا من وسط السجن، وصارا يتمنيان الموت وأحدهما يقول للآخر والله يا أخي قد طالت علينا المشقة وإلى متى ونحن في هذا السجن، فالموت فيه راحة لنا.



فبيمنا هما كذلك وإذا بالأرض قد انشقت وخرج لهما الرعد القاصف وحمل الاثنين ونزل بهما في الأرض فغشي عليها من شدة الخوف فلما أفاقا وجدا أنفسهما في بيتهما ورأيا أخاهما جودر جالساً وأمه في جانبه فقال لهما سلامات يا أخواي أنسيتماني فطأطأا وجهيهما في الأرض وصارا يبكيان، فقال لهما لا تبكيان فالشيطان والطمع ألجأكما إلى ذلك، وكيف تبيعاني ولكني أتسلى بيوسف فإنه فعل به اخوته أبلغ من فعلكما معي حيث رموه في الجب.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والعشرين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودر قال لأخويه كيف فعلتما معي هذا الأمر ولكن توبا إلى الله واستغفراه فيغفر لكما الغفور الرحيم، وقد عفوت عنكما ومرحباً بكما ولا بأس عليكما وجعل يأخذ بخاطرهما حتى طيب قلوبهما، وصار يحكي لهما جميع ما قاساه وما حصل له إلى أن اجتمع بالشيخ عبد الصمد وأخبرهما بالخاتم فقالا يا أخانا لا تؤاخذنا في هذه المرة إن عدنا لما كنا فيه فافعل بنا مرادك، فقال لا بأس عليكما ولكن أخبراني بما فعل بكما الملك فقالا ضربنا وأخذ الخرجين منا، فقال ما أبالي بذلك ودعك الخاتم فحضر له الخادم فلما رآه أخواه خافا منه وظنا أنه يأمر الخادم بقتلهما فذهبا إلى أمهما وصارا يقولان يا أمنا نحن في عرضك، يا أمنا اشفعي فينا، فقالت لهما يا ولداي لا تخافا ثم إنه قال للخادم أمرتك أن تأتيني بجميع ما في خزانة الملك من الجواهر وغيرها، ولا تبقي فيها شيئاً وتأتي بالخرج المرصود والخرج والجواهر الذين أخذهما من أخواي فقال السمع والطاعة وذهب في الحال وجمع ما في الخزانة وجاء بالخرجين وأمانتهما، ووضع جميع ما كان في الخزانة قدام جودر وقال يا سيدي ما بقيت في الخزانة شيئاً، فأمر أمه أن تحفظ خرج الجواهر وحط الخرج المرصود قدامه وقال للخادم أمرتك أن تبني لي في هذه الليلة قصراً عالياً وتزوقه بماء الذهب وتفرشه فرشاً فاخراً، ولا يطلع النهار إلا وأنت خالص من جميعه، فقال له لك ذلك ونزل في الأرض وبعد ذلك أخرج جودر الأطعمة وأكلوا وانبسطوا وناموا.
وأما ما كان من أمر الخادم فإنه جمع أعوانه وأمرهم ببناء القصر، فصار البعض منهم يقطع الحجارة والبعض يبني والبعض يبيض والبعض ينقش والبعض يفرش، فلما طلع النهار حتى تم انتظام القصر ثم طلع الخادم إلى جودر وقال: يا سيدي إن القصر كمل وتم نظامه فإن كنت تطلع تتفرج عليه فاطلع، فطلع هو وأمه وأخواه، فرأوا أن القصر ليس له نظير يحير العقول من حسن نظافة ففرح به جودر، وكان على قارعة الطريق ومع ذلك لم يتكلف عليه شيء فقال لأمه هل تسكنين في هذا القصر? فقالت يا ولدي أسكن ودعت له فدعك الخاتم وإذا بالخادم يقول لبيك فقال أمرتك أن تأتيني بأربعين جارية بيضاً ملاحاً وأربعين جارية سوداً وأربعين مملوكاً وأربعين عبداً، فقال لك ذلك، وذهب مع أربعين من أعوانه إلى بلاد الهند والسند وصاروا كلما رأوا بنتاً جميلة يخطفونها أو غلاماً يخطفونه ونفذ أربعين عوناً آخر فجاءوا بجوار سود ظراف وأربعين جاءوا بعبيد وأتى الجميع دار جودر فملؤوها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والعشرين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الأعوان جاءوا بالجواري والعبيد ودخلوا على جودر فقال يا رعد هات لكل شخص حلة من أفخر الملبوس قال حاضر وقال هات حلة تلبسها أمي وحلة ألبسها أنا فأتى بالجميع وألبس الجواري، وقال لهم هذه سيدتكم فقبلوا يدها ولا تخالفوها واخدموها بيضاً وسوداً، وألبس المماليك وقبلوا يد جودر وألبس أخويه وصار جودر كناية عن ملك وأخواه مثل الوزراء وكان بيته واسعاً فأسكن سالم وجارية في جهة وسكن هو وأمه في القصر الجديد وصار كل منهم في محله مثل السلطان هذا ما كان من أمرهم.
وأما ما كان من خازندار الملك فإنه أراد أن يأخذ بعض مصالح من الخزانة فدخل فلم ير فيها شيئاً بل وجدها كقول من قال: كانت خاليات نحل وهي عامرة لما خلا نحلها صارت خاليات
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:44 PM   رقم المشاركة : ( 679 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فصاح صيحة عظيمة ووقع مغشياً عليه فلما أفاق خرج من الخزانة وترك بابها مفتوحاً ودخل على الملك شمس الدولة وقال يا أمير المؤمنين الذي نعلمك به أن الخزانة قد فرغت في هذه الليلة فقال له ما صنعت بأموالي التي في خزانتي فقال والله ما صنعت فيها شيئاً ولا أدري ما سبب فراغها بالأمس دخلتها فرأيتها ممتلئة واليوم دخلتها فرأيتها فارغة ليس فيها شيء، والأبواب مغلوقة ولا ثقبت ولا كسر جنبها ولم يدخلها سارق فقال هل راح منها الخرجان فقال نعم فطار عقله من رأسه.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والعشرين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن خازندار الملك لما دخل عليه وأعلمه أن ما في الخزانة ضاع وكذلك الخرجان طار عقله من رأسه، إلا والقواس الذي بلغه سابقاً على سليم وسالم داخل على الملك، وقال يا ملك الزمان طول الليل وأنا أتفرج على بنائين يبنون، فلما طلع عنها النهار رأيت قصراً مبنياً ليس له نظير فسألت لمن هذا القصر فقيل لي إن جودر أتى وبنى هذا القصر وعنده مماليك وعبيد وجاء بأموال كثيرة وخلص أخويه من السجن وهو في داره كأنه السلطان، فقال الملك انظروا السجن فنظروه فلم يروا سالم وسليم، فرجعوا وأعلموه بما جرى فقال الملك بأنه غريمي فالذي خلص سالم وسليم من السجن هو الذي أخذ مالي فقال الوزير يا سيدي من هو? قال أخوكم جودر وأخذ الخرجين، ولكن يا وزير أرسل لهم أمير بخمسين رجلاً يقبضوا عليه وعلى أخويه ويضعون الختم على ماله ويأتون بهم حتى أشنقهم جميعاً وغضب غضباً شديداً وقال هيا بالعجل ابعث لهم أمير يأتيني بهم لأقتلهم فقال الوزير احلم فإن الله حليم لا يعجل على عبده إذا عصاه فإن الذي يبني قصراً في ليلة واحدة كما قالوا لن يقضِ عليه أحد في الدنيا، وإني أخاف على الملك أن يجري له مشقة من جودر فاصبر حتى أدبر لك تدبيراً وتنظر حقيقة الأمر والذي في مرادك أنت لاحقه يا ملك الزمان، فقال الملك دبر لي تدبيراً يا وزير قال له: أرسل له أميراً واعزمه ثم تظهر له الود واسأله عن حاله، وبعد ذلك ننظر إن كان عزمه شديداً نحتال عليه، وإن كان عزمه ضعيفاً فاقبض عليه وافعل به مرادك فقال الملك أرسل اعزمه فأمر أميراً اسمه الأمير عثمان أن يروح إلى جودر ويعزمه ويقول له الملك يدعوك للضيافة، وقال له الملك لا تجيء إلا به وكان ذلك الأمير أحمق متكبراً في نفسه فلما نزل رأى قدام باب القصر طواشياً جالساً على كرسي في باب القصر، فلما وصل الأمير عثمان إلى القصر لم يقم له وكأن لم يكن مقبلاً عليه أحد ومع ذلك كان مع الأمير عثمان خمسون رجلاً.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثلاثين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الطواشي لما رأى الأمير عثمان لم يعتن به وكأن لم يكن مقبلاً عليه أحد وكان مع الأمير عثمان خمسون رجلاً وقال: يا عبد أين سيدك? قال: في القصر وصار يكلمه وهو متكئ فغضب الأمير عثمان وقال له: يا عبد النحس أما تستحي مني وأنا أكلمك وأنت مضطجع مثل العلوق? فقال له: امش لا تكن كثير الكلام فلما سمع منه هذا الكلام حتى امتزج بالغضب وسحب الدبوس وأراد أن يضرب الطواشي ولم يعلم أنه شيطان فلما رآه سحب الدبوس قام واندفع عليه وأخذ منه الدبوس وضربه أربع ضربات فلما رآه الخمسون رجلاً صعب عليهم ضرب سيدهم، فسحبوا السيوف وأرادوا أن يقتلوا العبد فقال لهم: أتسحبون السيوف يا كلاب وقام عليهم وصار كل من لطشه دبوساً يهشمه ويغرقه في الدم، فانهزموا قدامه وما زالوا هاربين وهو يضربهم إلى أن بعدوا عن باب القصر، ورجع وجلس على كرسيه ولم يبال بأحد.



وأما ما كان من أمر الأمير عثمان وجماعته، فإنهم رجعوا مهزومين مضروبين إلى أن وقفوا قدام الملك شمس الدولة وأخبره بما جرى لهم وقال الأمير عثمان: يا ملك الزمان لما وصلت إلى باب القصر رأيت طواشياً جالساً على الباب على كرسي من الذهب وهو متكبر فلما رآني مقبلاً عليه اضطجع بعد أن كان جالساً واحتقرني ولم يقم لي فصرت أكلمه فيجيبني وهو مضطجع فأخذتني الحدة وسحبت الدبوس وأردت ضربه فأخذ الدبوس مني وضربني وضرب جماعتي وبطحهم فهربنا قدامه ولم نقدر عليه فحصل للملك غيظ وقال: ينزل إليه مائة رجل فنزلوا إليه وأقبلوا عليه فقام لهم بالدبوس وما زال يضرب فيهم حتى هربوا من قدامه فرجع وجلس على الكرسي فرجع المائة رجل ولما وصلوا إلى الملك وأخبروه وقالوا له: يا ملك الزمان هربنا من قدامه خوفاً منه فقال الملك: تنزل مائتان فنزلوا فكسرهم ثم رجعوا فقال الملك للوزير: ألزمتك أيها الوزير أن تنزل بخمسمائة رجل وتأتيني بهذا الطواشي سريعاً وتأتي بسيده جودر وأخويه فقال: يا ملك الزمان لا أحتاج لعسكر بل أروح إليه وحدي من غير سلاح فقال له: رح وافعل الذي تراه مناسباً فرمى الوزير السلاح ولبس حلة بيضاء وأخ في يده مسبحة ومشى وحده من غير تأن حتى وصل إلى قصر جودر فرأى العبد جالساً، فلما رآه أقبل عليه من غير سلاح وجلس جنبه بأدب ثم قال: السلام عليكم فقال: وعليكم السلام يا انسي ما تريده? فلما سمعه يقول يا انسي ما تريده علم أنه من الجن فارتعش من خوفه وقال له: يا سيدي هل سيدك جودر هنا? قال: نعم في القصر، فقال له: يا سيدي اذهب إليه وقل له إن الملك شمس الدولة يدعوك وعامل لك ضيافة ويقرؤك السلام ويقول لك شرف منزله واحضر ضيافته.
فقال له: قف أنت هنا حتى أشاوره فوقف الوزير متأدباً وطلع المارد من القصر وقال لجودر: اعلم يا سيدي أن الملك أرسل إليك أميراً فضربته وكان معه خمسون رجلاً فهزمتهم، ثم أرسل مائة رجل فضربتهم، ثم أرسل مائتي رجل فهزمتهم، ثم أرسل إليك الوزير من غير سلاح يدعوك إليه لتأكل من ضيافته فماذا تقول? فقال له: رح هات الوزير إلى هنا فنزل من القصر وقال له: يا وزير كلم سيدي فقال على الرأس ثم إنه طلع ودخل على جودر فرآه أعظم من الملك جالساً على فراش لا يقدر الملك أن يفرش مثله فتحير فكره من حسن القصر ومن نقشه وفرشه حتى كان الوزير بالنسبة غليه فقير فقبل الأرض ودعا له فقال له: ما شأنك أيها الوزير? فقال: يا سيدي إن الملك شمس الدولة حبيبك يقرؤك السلام ومشتاق إلى النظر لوجهك، وقد عمل لك ضيافة، تجبر خاطره فقال جودر حيث كان حبيب فسلم عليه وقل له يجيء هو عندي فقال له: على الرأس ثم أخرج الخاتم ودعكه فحضر الخادم فقال له: هات لي حلة من خيار الملبوس، فاحضر له حلة فقال: البس هذه يا وزير فلبسها ثم قال له: رح أعلم الملك بما قلته، فنزل لابساً تلك الحلة التي لم يلبس مثلها، ثم دخل على الملك وأخبره بحال جودر وشكل القصر وما فيه وقال إن جودراً عزمك فقال: قوموا يا عسكر فقاموا كلهم على الأقدام وقال اركبوا خيلكم وهاتوا جوادي حتى نروح إلى جودر، ثم إن الملك ركب وأخذ العساكر وتوجهوا إلى بيت جودر، وأما جودر فإنه قال للمارد: مرادي أن تأتي لنا من أعوانك عفاريت في صفة الإنس يكونوا عسكراً، ويقفون في ساحة البيت حتى يراهم الملك فيرعبونه ويفزعونه فيرتجف قلبه ويعلم أن سطوتي أعظم من سطوته فأحضر مائتين في صفة عسكر متقلدين بالسلاح الفاخر وهم شداد غلاظ، فلما وصل الملك رأى القوم الشداد الغلاظ فخاف قلبه منهم، ثم إنه طلع القصر ودخل على جودر فرآه جالساً جلسة لم يجلسها ملك ولا سلطان فسلم عليه وتمنى بين يديه وجودر لم يقم له ولم يعمل له مقاماً ولم يقل له اجلس بل تركه واقفاً.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الواحدة والثلاثين بعد الستمائة
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:46 PM   رقم المشاركة : ( 680 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودراً لما دخل عليه الملك لم يقم له ولم يعتبره ولم يقل له اجلس بل تركه واقفاً حتى داخله الخوف فصار لا يقدر أن يجلس ولا يخرج وصار يقول في نفسه لو كان خائفاً مني ما كان تركني عن ابله وربما يؤذيني بسبب ما فعلت مع أخويه ثم إن جودراً قال: يا ملك الزمان ليس شيئاً مثلكم أن يظلم الناس ويأخذ أموالهم فقال: يا سيدي لا تؤاخذني فإن الطعم أحوجني إلى ذلك ونفذ القضاء ولولا الذنب ما كانت المغفرة، وصار يعتذر إليه على ما سلف منه، ويطلب منه العفو والسماح حتى من جملة الاعتذار أنشد هذا الشعر: يا أصيل الجدود سمح السجايا لا تلمني فيما حصل منـي
إن تكن ظالماً فعنك عفونـا وإن أكن ظالماً فعفوك عني
وما زال يتواضع بين يديه حتى قال له: عفا الله عنك وأمره بالجلوس، فجلس وخلع عليه ثياب الأمان، وأمر أخويه بمد السماط وبعد أن أكلوا كسى جماعة الملك وأكرمهم، وبعد ذلك أمر الملك بالمسير فخرج من بيت جودر، وصار كل يوم يأتي إلى بيت جودر ولا ينصب الديوان إلا في بيت جودر وزادت بينهما العشرة والمحبة ثم إنهم قاموا على هذه الحالة مدة وبعد ذلك خلا بوزيره وقال له يا وزير أنا خائف أن يقتلني جودر ويأخذ الملك مني فقال له: يا ملك الزمان أما من قضية أخذ الملك فلا تخف فإن حالة جودر التي هو فيها أعظم من حالة الملك وأخذ الملك حطه في قدره فإن كنت خائفاً أن يقتلك فإن لك بنتاً فزوجها له وتصير أنت وإياه حالة واحدة فقال له: يا وزير أنت تكون واسطة بيني وبينه فقال له: اعزمه عندك ثم إننا نسهر في قاعة وأمر بنتك أن تتزين بأفخر الثياب وتمر عليه من باب القاعة فإنه متى رآها عشقها فإذا فهمنا منه ذلك فأنا أميل عليه وأخبره أنها ابنتك وأدخل وأخرج معه في الكلام بحيث انه لم يكن عندك خبر بشيء من ذلك حتى يخطبها منك ومتى زوجته البنت صرت أنت وإياه شيئاً واحداً وتأمن منه وإن مات ترث منه الكثير.
فقال له: صدقت يا وزير وعمل الضيافة وعزمه فجاء إلى سرايا السلطان وقعدوا في القاعة في أنس زائد إلى آخر النهار، وكان الملك أرسل إلى زوجته أن تزين البنت بأفخر زينة وتمر بها على باب القاعة، فعملت كما قال ومرت بالبنت فنظرها جودر وكانت ذات حسن وجمال وليس لها نظير، فلما حقق جودر النظر فيها قال: آه وتفكفكت أعضاؤه واشتد به العشق والغرام وأخذه الوجد والهيام واصفر لونه، فقال له الوزير: لا بأس عليك يا سيدي ما لي أراك متغيراً متواجعاً? فقال: يا وزير هذه البنت بنت من فإنها سلبتني وأخذت عقلي، فقال: هذه بنت حبيبك الملك فإن كانت أعجبتك أنا أتكلم مع الملك يزوجك إياها. فقال: يا وزير كلمه وأنا وحياتي أعطيك ما تطلب وأعطي الملك ما يطلبه في مهرها ونصير أحباباً وأصهاراً، فقال له الوزير: لابد من حصول غرضك ثم إن الوزير حدث الملك سراً وقال له: يا ملك الزمان إن جودراً حبيبك يريد القرب منك، وقد توسل بي إليك أن تزوجه ابنتك السيدة آسية فلا تخيبني واقبل سياقي مهما تطلبه في مهرها يدفعه، فقال الملك: المهر قد وصلني والبنت جارية في خدمته وأنا أزوجه إياها وله الفضل في القبول.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية والثلاثين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك شمس الدولة لما قال له وزيره إن جودر يريد القرب منه بتزويجه ابنتك قال له المهر قد وصلني والبنت جارية في خدمته وله الفضل في القبول وباتوا تلك الليلة ثم أصبح الملك نصب ديواناً وأحضر فيه الخاص والعام وحضر شيخ الإسلام، وجودر خطب البنت وقال: المهر قد وصل وكتبوا الكتاب فأرسل جودر لإحضار الخرج الذي فيه الجواهر وأعطاه للملك في مهر ابنته، ودقت الطبول وغنت الزمور وانتظمت عقود الفرح ودخل على البنت وصار هو والملك شيئاً واحداً وأقاما مع بعضهما مدة من الأيام ثم مات الملك فصارت العساكر تطلب جودراً للسلطنة ولم يزالوا يرغبونه وهو يمتنع منهم حتى رضي، فجعلوه سلطاناً فأمر ببناء جامع على قبر الملك شمس الدولة، ورتب له الأوقاف، وهو في خط البندقيين وكان بيت جودر في حارة اليمانية.



فلما تسلطن بنى أبنية وجامعاً وقد سميت الحارة باسمه وصار اسمها الجودرية وأقام ملكاً مدة وجعل أخويه وزيرين فقال سالماً لسليم: يا أخي إلى متى هذا الحال فهل نقضي عمرنا كله ونحن خادمان لجودر ولا نفرح بسيادة ولا سعادة مادام جودر حياً قال: وكيف نصنع حتى نقتله ونأخذ منه الخاتم والخرج فقال سليم لسالم: أنت أعرف مني فدبر لنا حيلة لعلنا نقتله بها فقال: إذا دبرت لك حيلة على قتله هل ترضى أن أكون سلطاناً، وأنت وزير ميمنة ويكون الخاتم لي والخرج لك? قال: رضيت فاتفقا على قتل جودر من شأن حب الدنيا والرياسة، ثم إن سليماً وسالماً دبرا حيلة لجودر وقالا له: يا أخانا يجب أن نفتخر بك، فتدخل بيوتنا وتأكل ضيافتنا وتجبر خاطرنا فصارا يخادعانه ويقولا له اجبر خاطرنا وكل ضيافتنا، فقال لا بأس فالضيافة في بيت من منكم? قال سالم: في بيتي وبعدما تأكل ضيافتي تأكل ضيافة أخي، قال: لا بأس وذهب مع سليم إلى بيته فوضع له الضيافة وحط فيها السم، فلما أكل تفتت لحمه مع عظمه، فقام سالم ليأخذ الخاتم من إصبعه فعصى منه، فقطع إصبعه بالسكين، ثم إنه دعك الخاتم فحضر له المارد وقال: لبيك فاطلب ما تريد فقال له: أمسك أخي واقتله واحمل الاثنين المسموم والمقتول وارمهما قدام العسكر، فأخذ سليماً وقتله وحمل الاثنين وخرج بهما ورماهما قدام أكابر العسكر وكانوا جالسين على السفرة في مقعد البيت يأكلون. فلما نظروا جودراً وسليماً مقتولين والوزير هذه الفعال? فقال لهم: أخوهم سالم وإذا بسالم أقبل عليهم وقال: يا عسكر كلوا وابنسطوا، فإني ملكت الخاتم من أخي جودر وهذا المارد خادم الخاتم قدامكم وأمرته بقتل أخي سليم حتى لا ينازعني في الملك لأنه خائن، وأنا أخاف أن يخونني وهذا جودر صار مقتولاً، وأنا بقيت سلطاناً عليكم هل ترضون بي وإلا أدعك الخاتم فيقتلكم خادمه كباراً وصغاراً.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة والثلاثين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن سالماً لما قال للعسكر: هل ترضون بي عليكم سلطاناً وإلا أدعك الخاتم فيقتلكم خادمه كباراً وصغاراً، وذهب ناس في تلك الجنازة وناس مشوا قدامه بالموكب ولما وصلوا إلى الديوان جلس على الكرسي وبايعوه على الملك، وبعد ذلك قال: أريد أن أكتب كتابي على زوجة أخي فقالوا: حتى تنقضي العدة فقال: أنا لا أعرف عدة ولا غيرها وحياة رأسي لابد أن أدخل عليها هذه الليلة فكتبوا له الكتاب، وأرسلوا أعلموا زوجة جودر بنت الملك شمس الدولة فقالت: دعوه ليدخل فلما دخل عليها أظهرت له الفرح وأخذته بالترحيب وحطت له السم في الماء فأهلكته ثم إنها أخذت الخاتم وكسرته حتى لا يملكه أحد وشقت الخرج ثم أرسلت أخبرت شيخ الإسلام وأرسلت تقول لهم: اختاروا لكم ملكاً يكون عليكم سلطاناً وهذا ما انتهى إلينا من حكاية جودر بالتمام والكمال.

حكاية هند بنت النعمان
وحكي أيضاً أن هند بنت النعمان كانت أحسن نساء زمانها فوصف للحجاج حسنها وجمالها فخطبها وبذل لها مالاً كثيراً وتزوج بها وشرط لها عليه بعد الصداق مائتي ألف درهم فلما دخل بها مكث معها مدة طويلة ثم دخل عليها في بعض الأيام وهي تنظر وجهها في المرآة وتقول: وما هند إلا مهـرة عـربـية سلالة أفراس تحللها بـغـل
فإن ولدت فحلاً فللـه درهـا وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل
فلما سمع الحجاج ذلك انصرف راجعاً ولم يدخل عليها ولم تكن علمت به فأراد الحجاج طلاقها فبعث إليها عبد الله بن طاهر يطلقها فدخل عبد الله بن طاهر عليها فقال لها: يقول لك الحجاج أبو محمد كان تأخر لك عليه من الصداق مائتي ألف درهم وهي هذه حضرت معي ووكلني في الطلاق فقالت: اعلم يا ابن طاهر أننا كنا معه والله ما فرحت به يوماً قط وإن تفرقنا والله لا أندم عليه أبداً وهذه المائتا ألف درهم لك بشارة خلاصي من كلب ثقيف ثم بعد ذلك بلغ أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان خبرها ووصف له حسنها وجمالها وقدها واعتدالها وعذوبة ألفاظها وتغزل ألحاظها فأرسل إليها يخطبها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والثلاثين بعد الستمائة



قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان لما بلغه حسن الجارية وجمالها أرسل إليها يخطبها فأرسلت إليه كتاباً تقول فيه: بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد فاعلم يا أمير المؤمنين أن الكلب ولغ في الإناء فلما قرأ كتابها أمير المؤمنين ضحك من قولها وكتب لها قوله صلى الله عليه وسلم: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب وقال: اغسلي القذى عن محل الاستعمال فلما قرأت كتاب أمير المؤمنين لم يمكنها المخالفة، وكتبت إليه تقول: بعد الثناء على الله تعالى يا أمير المؤمنين إني لا أجري العقد إلا بشرط فإن قلت ما الشرط أقول أن يقود الحجاج محملي إلى بلدك التي أنت فيها ويكون حافياً بملبوسه.
فلما قرأ عبد الملك الكتاب ضحك ضحكاً عالياً شديداً وأرسل إلى الحجاج يأمره بذلك فلما قرأ الحجاج رسالة أمير المؤمنين أجاب ولم يخالف وامتثل الأمر ثم أرسل الحجاج إلى هند يأمرها بالتجهيز فتجهزت في محمل وجاء الحجاج في موكبه حتى وصل إلى باب هند فلما ركبت المحمل وركب حولها جواريها وخدمها ترجل الحجاج وهو حاف وأخذ بزمام البعير يقوده وسار بها فصارت تسخر منه وتهزأ به وتضحك عليه مع بلانتها وجواريها ثم إنها قالت لبلانتها: اكشفي لي ستارة المحمل فكشفتها حتى قابل وجهها وجهه فضحكت عليه فأنشد هذا البيت: فإن تضحكي يا هند رب ليلة تركتك فيها تسهرين نواحـا
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والثلاثين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الحجاج لما أنشد البيت أجابته هند بهذين البيتين: وما نبالي إذا أرواحنـا سـلـمـت فما فقدناه من مال ومـن نـسـب
المال مكتسب والعـز مـرتـجـع إذا اشتفى المرء من داء ومن عطب
ولم تزل تضحك وتلعب إلى أن قربت من بلد الخليفة فلما وصلت إلى البلد رمت من يدها ديناراً على الأرض، وقالت له: يا جمال إنه قد سقط منا درهم فانظر وناولنا إياه، فنظر الحجاج إلى الأرض فلم ير إلا ديناراً فقال لها: هذا دينار فقالت له: بل هو درهم، فقال لها: بل هو دينار فقالت: الحمد لله الذي عوضنا بالدرهم ديناراً فناولنا إياه فخجل الحجاج من ذلك، ثم إنه أوصلها إلى قصر أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، ودخلت عليه وكانت محظية عنده.

حكاية هارون الرشيد مع البنت العربية
وحكي أيضاً أن أمير المؤمنين هارون الرشيد مر في بعض الأيام وصحبته جعفر البرمكي وإذا هو بعدة بنات يسقين الماء فعرج يريد الشرب وإذا إحداهن التفتت إليهم وأنشدت هذه الأبيات: قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت المنام كي أستريح وتنطفي نار تأجج في العظـام
دنف تقلبه الأكف على بساط مـن سـهـام أما أنا فكما علمت فهل لوصلك مـن دوام
فأعجب أمير المؤمنين ملاحتها وفصاحتها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والثلاثين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن أمير المؤمنين لما سمع هذه الأبيات من البنت أعجبته ملاحتها وفاصحتها فقال لها: يا بنت الكرام هذا من مقولك أم من منقولك? قال: من مقولي قال: إذا كان كلامك صحيحاً فأمسكي المعنى وغيري القافية فأنشدت تقول: قولي لطيفك ينثني عن مضعجي وقت الوسن كي أستريح وتنطفي نار تأجج في الـبـدن
دنف تقلبه الأكف على بلاط مـن شـجـن أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من ثـمـن
فقال لها: والآخر مسروق قالت: بل كلامي فقال لها: إن كان كلامك أيضاً فأمسكي المعنى وغيري القافية فجعلت تقول: قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الرقاد كي أستريح وتنطفي نار تأجـج الـفـؤاد
دنف تقلبه الأكف على بساط مـن سـهـاد أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من سـداد
فقال لها: والآخر مسروق، فقالت: بل كلامي فقال لها: إن كان كلامك فأمسكي المعنى وغيري القافية فقالت: قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الهجوع كي أستريح وتنطفي نار تأجج في الضلـوع
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:48 PM   رقم المشاركة : ( 681 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

دنف تقلبه الأكف على بساط مـن دمـوع أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من رجوع
فقال لها أمير المؤمنين: من أي حي أنت? قالت: من أوسطه بيتاً وأعلاه عاموداً فعلم أمير المؤمنين أنها بنت كبير الحي، ثم قالت له: وأنت من أي رعاة الخيل? فقال: من أعلاه شجرة وأينعها ثمرة، فقبلت الأرض وقالت: أيدك الله يا أمير المؤمنين ودعت له ثم انصرفت مع بنات العرب فقال الخليفة لجعفر: لابد من زواجها فتوجه إلى أبيها وقال له: إن أمير المؤمنين يريد ابنتك فقال: حباً وكرامة تهدى جارية إلى حضرة مولانا أمير المؤمنين، ثم جهزها وحملها إليه فتزوجها ودخل بها فكانت عنده من أعز نساءه وأعطى والدها ما يستره بين العرب من الأنعام. ثم بعد ذلك انتقل والدها إلى رحمة الله تعالى فورد على الخليفة خبر وفاة أبيها، فدخل عليها وهو كئيب فلما شاهدته وعليه الكآبة نهضت ودخلت إلى حجرتها وخلعت كل ما كان عليها ولبست الحداد وأقامت النعي عليه فقيل لها: ما سبب هذا? قالت: مات والدي فمضوا إلى الخليفة فأخبروه، فقام وأتى إليها وسألها من أخبرك بهذا الخبر? قالت: وجهك يا أمير المؤمنين قال: وكيف ذلك? قالت: لأني من منذ ما استقريت عندك ما رأيت هكذا إلا في هذه المرة ولم يكن لي ما أخاف عليه إلا والدي لكبره ويعيش رأسك يا أمير المؤمنين، فتغرغرت عيناه بالدموع وعزاها فيه وأقامت مدة حزينة على والدها ثم لحقت به رحمة الله عليهم أجمعين.
ما حكاه الأصمعي لهارون الرشيد من أخبار النساء وأشعارهن ومما يحكى أيها الملك السعيد، أن أمير المؤمنين هارون الرشيد أرق أرقاً شديداً في ليلة من الليالي فقام من فراشه وتمشى من مقصورة إلى مقصورة ولم يزل قلقاً في نفسه قلقاً زائداً فلما أصبح قال: علي بالأصمعي فخرج الطواشي إلى البوابين وقال: يقول لكم أمير المؤمنين أرسلوا إلى الأصمعي، فلما حضر علم به أمير المؤمنين فأمر بإدخاله وأجلسه ورحب به، وقال له: يا أصمعي أريد منك أن تحدثني بأجود ما سمعت من أخبار النساء وأشعارهن، فقال: سمعاً وطاعة لقد سمعت كثيراً ولم يعجبني سوى ثلاثة أبيات أنشدهن ثلاث بنات.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والثلاثين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الأصمعي قال لأمير المؤمنين: لقد سمعت كثيراً ولم يعجبني سوى ثلاثة أبيات أنشدهن ثلاث بنات، فقال: حدثني بحديثهن، فقال: اعلم يا أمير المؤمنين أني أقمت سنة في البصرة فاشتد علي الحر يوماً من الأيام فطلبت مقيلاً أقيل فيه فلم أجد، فبينما أنا ألتفت يميناً وشمالاً، وإذا ببساط مكنوس مرشوش وفيه دكة من خشب وعليها شباك مفتوح تفوح منه رائحة المسك فدخلت البساط وجلست على الدكة وأردت الاضطجاع فسمعت كلاماً عذباً من جارية وهي تقول: يا اخوتي إننا جلسنا يومنا هذا على وجه المؤانسة، فتعالين نطرح ثلاثمائة دينار وكل واحدة منا تقول بيتاً من الشعر فكل من قالت البيت الأعذب المليح، كانت الثلاثمائة دينار لها فقلن: حباً وكرامة فقالت الكبرى بيتاً وهو هذا: عجبت أن زار في النوم مضجعي ولو زارني مستيقظاً كان أعجبـا
فقالت الوسطى بيتاً وهو هذا: وما زارني في النوم إلا خياله فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبا
فقالت الصغرى بيتاً وهو هذا: بنفسي وأهلي من أرى كل ليلة ضجيعي ورباه من المسك أطيبا
فقلت: إن كان لهذا المثال جمال، فقد تم الأمر على كل حال فنزلت من على الدكة وأردت الانصراف، وإذا بالباب قد فتح وخرجت منه جارية وهي تقول: اجلس يا شيخ فطلعت على الدكة ثانياً وجلست فدفعت لي ورقة فنظرت فيها خطاً في نهاية الحسن، مستقيم الالفات مجوف الهاآت مدور الواوات مضمونها: نعلم الشيخ أطال الله بقاءه، أننا ثلاث بنات أخوات جلسنا على وجه المؤانسة وطرحنا ثلاثمائة دينار، وشرطنا أن كل من قالت البيت الأعذب الأملح كان لها الثلاثمائة دينار، وقد جعلناك الحاكم في ذلك فاحكم بما ترى والسلام فقلت للجارية: علي بداوة وقرطاس فغابت قليلاً وخرجت إلي بدواة مفضضة وأقلام مذهبة فكتبت هذه الأبيات: أحدث عن خود تـحـدثـن عـن حديث امرئ قاسى الأمور وجربا



ثلاث كبكرات الصبـاح صـبـاح تملكن قلباً للمـشـوق مـعـذبـا
خلون وقد نامـت عـيون كـثـيرة من الرأي قد أعرض عمن تجنبـا
فيحن بما يخفين من داخل الحـشـا نعم واتخذن الشعر لهواً وملـعـبـا
فقالت عـروب ذات تـيه عـزيزة تبسم عن عذاب المقـالة أشـنـبـا
عجبت له إن زار في النوم مضجعي ولو زارني مستيقظاً كان أعجـبـا
فلما انقضى ما خرقت بتضـاحـك تنفست الوسطى وقالت تـطـربـا
وما زارني في النـوم إلا خـيالـه فقلت له أهلاً وسهلاً ومـرحـبـا
وأحسنت الصغرى وقالت مـجـيبة بلفظ لها كان أشـهـى وأعـذبـا
بنفسي وأهلي مـن أرى كـل لـيلة ضجيعي ورباه من المسك أطـيبـا
فلما تدبرت الذي قـلـن وانـبـرى لي الحكم لم أترك لذي اللب معتبـا
حكمت لصغراهن في الشعر أننـي رأيت التي قالت إلى الحق أقـربـا
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والثلاثين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الأصمعي قال: وبعد أن كتبت الأبيات دفعت الورقة إلى الجارية، فلما صعدت نظرت إلى القصر وإذا برقص وصفق والقيامة قائمة فقالت: ما بقي لي إقامة فنزلت من فوق الدكة وأردت الانصراف وإذا بالجارية تنادي وتقول: اجلس يا أصمعي، فقلت: ومن أعلمك أني الأصمعي? فقالت: يا شيخ إن خفي علينا اسمك فما خفي علينا نظمك، فجلست وإذا بالباب قد فتح وخرجت منه الجارية الأولى وفي يدها طبق من فاكهة وطبق من حلوى فتفكهت وتحليت وشكرت صنيعها وأردت الانصراف، وإذا بالجارية تقول: اجلس يا أصمعي، فرفعت بصري إليها فنظرت كفاً أحمر في كم أصفر فخلته البدر يشرق من تحت الغمام ورمت صرة فيها ثلاثمائة دينار، هذه إلي وهو مني إليك هدية في نظير حكمك، فقال له أمير المؤمنين: لما حكمت للصغرى? فقال: يا أمير المؤمنين أطال الله بقاءك إن الكبرى قالت عجبت له أن زار في النوم مضجعي، وهو محجوب معلق على شرط يقع وقد لا يقع. وأما الوسطى فقد مر بها طيف خيال في النوم فسلمت عليه وأما بيت الصغرى فإنها ذكرت فيه أنها ضاجعته مضاجعة حقيقية، وشمت منه أنفاساً أطيب من المسك وفدته بنفسها وأهلها ولا يفدى بالنفس إلا من هو أعز منها، فقال الخليفة: أحسنت يا أصمعي ودفع إليه ثلاثمائة دينار مثلها في نظير حكايته.

حكاية جميل بن معمر لأمير المؤمنين هارون الرشيد
وحكي أيضا أن مسرور الخادم قال: أرق أمير المؤمنين هارون الرشيد ليلة أرقاً شديداً، فقال لي: يا مسرور من بالباب من الشعراء? فخرجت إلى الدهليز فوجدت جميل بن معمر العذري، فقلت له: أجب أمير المؤمنين، فقال سمعاً وطاعة فدخلت ودخل معي إلى أن صار بين يدي هارون الرشيد فسلم بسلام الخلافة فرد عليه السلام وأمره بالجلوس ثم قال له هارون الرشيد: يا جميل أعندك شيء من الأحاديث العجيبة? قال: نعم يا أمير المؤمنين أيها أحبب إليك وما عاينته ورأيته أو ما سمعته ووعيته، فقال: حدثني بما عاينته ورأيته قال: نعم يا أمير المؤمنين أقبل علي بكليتك واصغ إلي بأذنك، فعمد الرشيد إلى مخدة من الديباج الأحمر المزركش بالذهب محشوة بريش النعام، فجعلها تحت فخذيه ثم مكن منها مرفقيه، وقال: هلم بحديثك يا جميل، فقال: اعلم يا أمير المؤمنين أني كنت مفتوناً بفتاة محباً لها وكنت أتردد إليها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والثلاثين بعد الستمائة
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:48 PM   رقم المشاركة : ( 682 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الخليفة هارون الرشيد لما اتكأ على مخدة من الديباج قال: هلم بحديثك يا جميل، فقال: اعلم يا أمير المؤمنين أني كنت مفتوناً بفتاة محباً لها وكنت أتردد إليها إذ هي سؤالي وبغيتي من الدنيا ثم إن أهلها رحلوا بها لقلة المرعى فأقمت مدة لم أرها، ثم إن الشوق أقلقني وجذبني إليها فحدثتني نفسي بالمسير إليها فلما كنت ذات ليلة من الليالي هزني الشوق إليها فقمت وشددت رحلي على ناقتي وتعممت بعمامتي ولبست أطماري وتقلدت بسيفي واعتقلت رمحي وركبت ناقتي، وخرجت طالباً لها وكنت أسرع في المسير فسرت ذات ليلة وكانت ليلة مظلمة مدلهمة، وأنا مع ذلك أكابد هبوط الأودية وصعود الجبال فأسمع زئير الأسود وعواء الذئاب وأصوات الوحوش من كل جانب وقد ذهل عقلي وطاش قلبي ولساني لا يفتر عن ذكر الله تعالى فبينما أنا أسير على هذا الحال، إذ غلبني النوم فأخذت بي الناقة على غير الطريق التي كنت فيها وغلب علي النوم، وإذا أنا بشيء لطمني في رأسي فانتبهت فزعاً مرعوباً. وإذا بأشجار وأنهار وأطيار على تلك الأغصان تغرد بلغاتها وألحانها وأشجار ذلك المرج مشتبك بعضها ببعض، فنزلت عن ناقتي وأخذت بزمامها في يدي ولم أزل أتلطف بالخلاص، إلى أن خرجت بها من تلك الأشجار إلى أرض فلاة فأصلحت كورها واستويت راكباً على ظهرها، ولا أدري إلى أين أذهب ولا إلى أي مكان تسوقني الأقدار فمددت نظري في تلك البرية فلاحت لي نار في صدرها فوكزت ناقتي وسرت متوجهاً إليها حتى وصلت إلى تلك النار فقربت منها وتأملت وإذا بخباء مضروب ورمح مركوز ودابة قائمة وخيل واقفة وإبل سائحة فقلت في نفسي يوشك أن يكون لهذا الخباء شأن عظيم فإني لا أرى في تلك البرية سواه، ثم تدقمت إلى جهة الخباء وقلت: السلام عليكم يا أهل الخباء ورحمة الله وبركاته، فخرج إلي من الخباء غلام من أبناء التسع عشرة سنة فكأنه البدر إذا أشرق والشجاعة بين عينيه، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أخا العرب، إني أظنك ضالاً عن الطريق فقلت: الأمر كذلك أرشدني يرحمك الله.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الأربعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جميل قال للغلام أرشدني يرحمك الله فقال يا أخا العرب إن بلدنا هذه مسبعة وهذه الليلة مظلمة موحشة شديدة الظلمة والبرد ولا آمن عليك من الوحوش أن تفترسك فانزل عندي على الرحب والسعة فإذا كان الغد أرشدتك إلى الطريق فنزلت عن ناقتي وعلقتها بفضل زمامها ونزعت ما كان علي من الثياب وتخففت وجلست ساعة، وإذا بالشاب قد عمد إلى شاة فذبحها وإلى نار فأضرمها وأججها، ثم دخل الخباء وأخرج أبراراً ناعمة وملحاً طيباً وأقبل يقطع من ذلك اللحم قطعاً ويشويها على النار ويعطيني ويتنهد ساعة ويبكي أخرى ثم شهق شهقة عظيمة وبكى بكاء شديداً وأنشد يقول هذه الأبيات: لم يبق إلا نفس هـامـت ومقلة انسانهـا بـاهـت
لم يبق في أعضائه مفصل إلا وفيه سبقـم كـابـت
ودمعة جـار وأحـشـاؤه توقـد إلا أنـه سـاكـت
تبكي له أعـداؤه رحـمة يا ويح من يرحمه الشامت
قال جميل: فعلمت عند ذلك يا أمير المؤمنين، أن الغلام عاشق ولهان ولا يعرف الهوى إلا من ذاق طعم الهوى فقلت في نفسي: هل أسأله? ثم راجعت نفسي وقلت: كيف أتهجم عليه بالسؤال وأنا في منزله فرعت نفس وأكلت من ذلك اللحم كفايتي فلما فرغنا من الأكل قام الشاب ودخل الخباء وأخرج طشتاً نظيفاً وابريقاً حسناً، ومنديلاً من الحرير أطرافه مزركشة بالذهب الأحمر، وقمقماً ممتلئاً من ماء الورد الممسك فعجبت من ظرفه ورقة حاشيته وقلت في نفسي: لم أعرف الظرف في البادية ثم غسلنا يدينا وحدثنا ساعة ثم قام ودخل الخباء وفصل بيني وبينه بفاصل من الديباج الأحمر وقال: ادخل يا وجه العرب وخذ مضجعك فقد لحقك في هذه الليلة تعب وفي سفرتك هذه نصب مفرط فدخلت وإذا أنا بفراش من الديباج الأخضر، فعند ذلك نزعت ما علي من الثياب وبت ليلة لم أبت في عمري مثلها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الواحدة والأربعين بعد الستمائة



قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جميلاً قال: فبت ليلة لم أبت في عمري مثلها وكل ذلك وأنا متفكر في أمر هذا الشاب، إلى أن جن الليل ونامت العيون فلم أشعر إلا بصوت خفي لم أسمع ألطف منه ولا أرق حاشية فرفعت الفاصل المضروب بيننا وإذا أنا بصبية لم أر أحسن منها وجهاً وهي في جانبه وهما يبكيان ويتشاكيان ألم الهوى والصبابة والجوى وشدة اشتياقهما إلى التلاقي فقلت: يا للعجب من هذا الشخص الثاني لأني لما دخلت هذا البيت لم أر فيه غير هذا الفتى وما عنده أحد، ثم قلت في نفسي لاشك أن هذه البنت من بنات الجن تهوى هذا الغلام وقد تفرد بها في هذا المكان وتفردت به، ثم أمعنت النظر فيها فإذا هي أنسية عربية إذا أسفرت عن وجهها تخجل الشمس المضيئة وقد أضاء الخباء من نور وجهها، فلما تحققت أنها محبوبته تذكرت غيرة المحبة فأرخيت الستر وغطيت وجهي ونمت.
فلما أصبحت لبست ثيابي وتوضأت لصلاتي وصليت ما كان علي من الفرض ثم قلت له: يا أخا العرب هل لك أن ترشدني إلى الطريق وقد تفضلت علي، فنظر إلي وقال: على رسلك يا أخا العرب إن الضيافة ثلاثة أيام وما كنت بالذي يهديك إلا بعد ثلاثة أيام قال جميل فأقمت عنده ثلاثة أيام، فلما كان في اليوم الرابع جلسنا للحديث فحدثته وسألته عن اسمه ونسبه. فقال: أما نسبي فأنا من بني عذرة، وأما اسمي أنا فلان ابن فلان وعمي فلان فإذا هو ابن عمي يا أمير المؤمنين وهو من أشرف بيت من بني عذرة، فقلت يا ابن العم ما حملك على ما أراه منك من الانفراد في هذه البرية، وكيف تركت نعمتك ونعمة آبائك وكيف تركت عبيدك وإماءك وانفردت بنفسك في هذا المكان? فلما سمع يا أمير المؤمنين كلامي تغرغرت عيناه بالدموع والبكاء، ثم قال: يا ابن العم إني كنت محباً لابنة عمي مفتوناً بها هائماً بحبها مجنوناً في هواها لا أطيق الفراق عنها فزاد عشقي لها فخطبتها من عمي، فأبى وزوجها لرجل من بني عذرة ودخل بها وأخذها إلى المحلة التي هو فيها من العام الأول، فلما بعدت عني واحتجبت عن النظر إليها حملتني لوعات الهوى وشدة الشوق والجوى على ترك أهلي ومفارقة عشيرتي وخلاني وجميع نعمتي وانفردت بهذا البيت في البرية وألفت وحدتي فقلت: وأين بيوتهم? قال: هي قريبة في ذروة هذا الجبل وهي كل ليلة عند نوم العيون وهدوء الليل تنسل من الحي سراً بحيث لا يشعر بها أحد فأقضي منها بالحديث وطراً وتقضي هي كذلك، وها أنا مقيم على ذلك الحال أتسلى بها ساعة من الليل ليقضي الله أمراً كان مفعولاً أو يأتيني الأمر على رغم الحاسدين أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين، ثم قال جميل: فلما أخبرني الغلام يا أمير المؤمنين غمني أمره وصرت من ذلك حيران لما أصابني من الغيرة فقلت له: يا ابن العم هل أن أدلك على حيلة أشير بها عليك وفيها إن شاء الله عين الصلاح وسبيل الرشد والنجاح وبها يزيل الله عنك الذي تخشاه، فقال الغلام: قل لي يا ابن العم، فقلت له: إذا كان الليل وجاءت الجارية فاطرحها على ناقتي فإنها سريعة الرواح واركب أنت جوادك وأنا أركب بعض هذه النياق وأسير بكما الليلة جميعها، فما يصبح الصباح إلا وقد قطعت بكما براري وقفاراً وتكون قد بلغت مرادك وظفرت بمحبوبة قلبك وأرض الله واسعة فضاها وأنا والله مساعدك ما حييت بروحي ومالي وسيفي.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية والأربعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جميلاً لما قال لابن عمه على أخذ الجارية ويذهبان بها في الليل ويكون عوناً له ومساعداً مدة حياته فلما سمع ذلك قال: يا ابن العم حتى أشاورها في ذلك، فإنها عاقلة لبيبة بصيرة بالأمور قال جميل: فلما جن الليل وحان وقت مجيئها وهو ينتظرها في الوقت المعلوم، فأبطأت عن عادتها فرأيت الفتى خرج من باب الخباء وفتح فاه وجلس يتنسم هبوب الريح الذي يهب من نحوها وينشد هذين البيتين: ريح الصبا يهدي إلي نـسـيم من بلدة فيها الحبيب مـقـيم
يا ريح فيك من الحبيب علامة أفتعلمين متى يكـون قـدوم
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:50 PM   رقم المشاركة : ( 683 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

ثم دخل الخباء وقعد ساعة زمانية وهو يبكي ثم قال: يا ابن العم إن لابنة عمي في هذه الليلة نبأ وقد حدث لها أو عاقها عني عائق، ثم قال لي: كن مكانك حتى آتيك بالخبر ثم أخذ سيفه وترسه وغاب عني ساعة من الليل ثم أقبل وعلى يده شيء يحمله، ثم صاح علي فأسرعت إليه فقال يا ابن العم أتدري ما الخبر? فقلت: لا والله، فقال: لقد فجعت في ابنة عمي هذه الليلة لأنها قد توجهت إلينا فتعرض لها في طريقها أسد فافترسها ولم يبق منها إلا ما ترى ثم طرح ما كان على يده فإذا هو مشاش الجارية وما فضل من عظامها، ثم بكى بكاء شديداً ورمى القوس من يده وأخذ كيساً على يده ثم قال: لا تبرح إلى أن آتيك إن شاء الله تعالى ثم سار فغاب عني ساعة ثم عد وبيده رأس أسد فطرحه من يده، ثم طلب ماء فأتيته به فغسل فم الأسد وجعل يقبله ويبكي وزاد حزنه عليها وجعل ينشد هذه الأبيات: ألا أيها الليث المـغـر بـنـفـسـه هلكت وقد هيجت لي بعدها حزنـا
وصيرتني فرداً وقد كنـت ألـفـهـا وصيرت بطن الأرض قبراً لها رهنا
أقول الدهر ساءنـي بـفـراقـهـا معاذ إليها أن تريني لـهـا خـدنـا
ثم قال: يا ابن العم سألتك بالله وبحق القرابة والرحم التي بيني وبينك أن تحفظ وصيتي فستراني الساعة ميتاً بين يديك فإذا كان ذلك فغسلني وكفني أنا وهذا الفاضل من عظام ابنة عمي في هذا الثوب وادفنا جميعاً في قبر واحد واكتب على قبرنا هذين البيتين: كنا على ظهرها والعيش في رغد والشمل مجتمع والدار والوطـن
ففرق الدهـر والـتـصـريفـا وصار معنا في بطنها الكـفـن
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة والأربعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الغلام وصى جميل بأن يكتب بعد موته على قبره بيتين من الشعر ثم بكى بكاء شديداً ودخل الخباء وغاب عني ساعة وخرج وصار يتنهد ويصيح ثم شهق شهقة ففارق الدنيا. فلما رأيت ذلك منه عظم علي وكبر عندي حتى كدت أن ألحق به من شدة حزني عليه، ثم تقدمت إليه فأضجعته وفعلت به ما أمرني من العمل وكفنتهما ودفنتهما جميعاً في قبر واحد وأقمت عند قبرهما ثلاثة أيام، ثم ارتحلت وأقمت سنتين أتردد إلى زيارتهما وهذا ما كان من حديثهما يا أمير المؤمنين، فلما سمع الرشيد كلامه استحسنه وخلع عليه وأجازه جائزة حسنة.

حكاية ضمرة بن المغيرة
التي حكاها حسين الخليع لهارون الرشيد
وحكى أيضاً أيها الملك السعيد أن هارون الرشيد أرق ليلة فوجه إلى الأصمعي وإلى حسين الخليع فأحضرهما وقال: حدثاني وابدأ أنت يا حسين فقال: نعم يا أمير المؤمنين خرجت في بعض السنين منحدراً إلى البصرة ممتدحاً محمد بن سليمان الربعي بقصيدة فقبلها وأمرني بالمقام فخرجت ذات يوم إلى المريد وجعلت المهالبة طريقي فأصابني حر شديد، فدنوت من باب كبير لأستسقي، وإذا أنا بجارية كأنها قضيب يثني سناء العينين زجاء الحاجبين أسيلة الخدين عليها قميص جلناري ورداء صنعاني قد غلبت شدة بياض يديها حمرة قميصها يتلألأ من تحت القميص ثديان كرمانتين وبطن كطي القباطي بعكن كالقراطيس الناصعة المعقودة بالمسك محشوة، وهي يا أمير المؤمنين متقلدة بخرز من الذهب الأحمر وهو بين نهديها، وعلى صحن جبينها طرة كالسبح ولها حابان مقرونان وعينان نجلاوان وخدان أسيلان وأنف أقنى تحته ثغر كاللؤلؤ وأسنان كالدر وقد غلب عليها الطيب وهي والهة حيرانة ذاهبة تروح وتجيء تخطو على أكباد محبيها في مشيها وقد سيقانها أصوات خلخالها فهي كما قال فيها الشاعر: كل جزء في محاسنها مرسل من حسنها مثلا
فهبتها يا أمير المؤمنين ثم دنوت منها لأسلم عليها فإذا الدار والدهاليز والشارع قد عبق بالمسك فسلمت عليها فردت علي بلسان خاشع وقلب حزين بلهب الوجد محترق، فقلت لها: يا سيدتي إني شيخ غريب وأصابني عطش أفتأمرين لي بشربة ماء تؤجرين عليها? قالت: إليك عني يا شيخ فإني مشغولة عن الماء والزاد.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والأربعين بعد الستمائة



قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الجارية قالت: إني مشغولة عن الماء والزاد فقلت: لأي علة يا سيدتي? قالت: إني أعشق من لا ينصفني وأريد من لا يريدني ومع ذلك فإني ممتحنة بمراقبة الرقباء، فقلت: وهل يا سيدتي على بسيطة الأرض من تريدينه ولا يريدك? قالت: نعم وذلك أفضل ما ركب فيه من الجمال والكمال والدلال وقلت: وما وقوفك في هذا الدهليز? قالت: هاهنا طريقه وهذا وقت اجتيازه، وقلت لها: يا سيدتي فهل اجتمعتما في وقت من الأوقات وتحدثتما حديثاً أوجب هذا الوجد? فتنفست الصعداء وأرخت دموعها على خدها كظل سقط على ورد ثم أنشدت هذين البيتين: وكنا كغصني بانة فـوق روضة نشم جنى اللذات في عيشة رغد
فأفرد هذا الغصن من ذاك قاطع فيا من رأى فرداً يحن إلى فرد
قلت: يا هذا فما بلغ من عشقك لهذا الفتى? قالت: أرى الشمس على حيطان أهله فأحسب أنها هو وربما أراه بغتة فأبهت ويهرب الدم والروح من جسدي وأبقى الأسبوع والأسبوعين بغير عقل، فقلت لها: اعذريني فإني على مثل ما بك من الصبابة مشتغل البال بالهوى وانتحال الجسم وضعف القوى أرى بك من شحوب اللون ورقة البصر ما يشهد بتباريح الهوى وكيف لا يمسك الهوى وأنت مقيمة في أرض البصرة? قالت والله كنت قبل محبتي هذا الغلام في غاية الدلال بهيئة الجمال والكمال ولقد فتنت جميع ملوك البصرة حتى افتتن بي هذا الغلام قلت: يا هذه ما الذي فرق بينكما? قالت: نوائب الدهر ولحديثي وحديثه شأن عجيب وذلك أني قعدة في يوم نيروز ودعوت عدة من جواري البصرة وفي تلك الجواري جارية سيران، وكان ثمنها عليه من عمان ثمانين ألف درهم وكانت لي محبة وبي مولعة، فلما دخلت رمت نفسها وكادت ببطني قرضاً وعضاً ثم خلونا نتنعم بالشراب إلى أن يتهيأ طعامنا ويتكامل سرورنا وكانت تلاعبني وألاعبها فتارة أنا فوقها وتارة هي فوقي، فحملها السكر على أن ضربت يدها إلى دكتي فحلتها من غير ريبة كانت بيننا ونزل سروالي بالملاعبة فبينما نحن كذلك إذ دخل هو على حين غفلة، فرأى ذلك فاغتاظ لذلك وانصرف عني انصراف الهرة العربية إذا سمعت صلاصل لجامها فولى خارجاً.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والأربعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الجارية قالت لحسين الخليع: إن محبوبي لما رأى ما ذكرت لك من ملاعبتي مع جارية سيران خرج مغضباً مني، فأنا يا شيخ منذ ثلاث سنين لم أزل أعتذر إليه وأتلطف به وأستعطفه فلا ينظر إلي بطرف ولا يكتب إلي بحرف ولا يكلم لي رسولاً ولا يسمع مني قليلاً، قلت لها: يا هذه أمن العرب هو أم من العجم? قالت: ويحك هو من جملة ملوك البصرة فقلت لها: أشيخ هو أم شاب? فنظرت إلي شزراً وقالت: إنك أحمق هو مثل القمر ليلة البدر أجرد أمرد لا يعيبه شيء غير انحرافه عني. فقلت لها: ما اسمه? قالت: ما تصنع به? قلت: أجتهد في لقائه لتحصيل الوصال بينكما قالت: على شرط أن تحمل غليه رقعة قلت: لا أكره ذلك.
فقالت: اسمه ضمرة بن المغيرة ويكنى بأبي السخاء وقصره بالمريد ثم صاحت على من في الدار هاتوا الدواة والقرطاس وشمرت عن ساعدين كأنهما طوقان من فضة وكتبت بعد البسلمة: سيدي ترك الدعاء في صدر رقعتي ينبيء عن تقصيري واعلم أن دعائي لو كان مستجاباً ما فارقتني لأني كثيراً ما دعوت أن لا تفارقني وقد فارقتني ولولا أن الجهد تجاوز بي حد التقصير لكان ما تكلفته خادمتك من كتابة هذه الرقعة معيباً لها مع يأسها منك لعلمها أنك تترك الجواب وأقضي مرادها سيدي نظرة إليك وقت اجتيازك في الشارع إلى الدهليز تحيي بها نفساً ميتة واجل من ذلك عندها أن تحفظ بخط يدك بسطها الله بكل فضيلة رقعة تجعلها عوضاً عن تلك الخلوات التي كانت بيننا في الليالي الخاليات التي أنت ذاكر لها سيدي ألست لك محبة مدنفة، فإن أجبت إلى المسألة كنت لك شاكرة ولله حامدة والسلام.



فتناولت الكتاب وخرجت وأصبحت، عدوت إلى باب محمد بن سليمان فوجدت مجلساً محتفلاً بالملوك ورأيت غلاماً زان المجلس وفاق على من فيه جمالاً وبهجة قد رفعه الأمير فوقه فسألت عنه فإذا هو ضمرة بن المغيرة، فقلت في نفسي: معذورة المسكينة بما حل بها ثم قمت وقصدت المريد ووقفت على باب داره فإذا هو قد ورد في موكب فوثبت إليه وبلغت في الدعاء وناولته الرقعة، فلما قرأها وعرف قال لي: يا شيخ قد استبدلنا بها فهل لك أن تنظر البديل، قلت: نعم فصاح على فتاة وإذا هي جارية تخجل ناهدة الثديين تمشي مشية مستعجل من غير وجل فناولها الرقعة وقال: أجيبي عنها.
فلما قرأتها اصفر لونها حيث عرفت ما فيها. وقالت: يا شيخ استغفر الله بما جئت فيه فخرجت يا أمير المؤمنين وأنا أجر رجلي حتى أتيتها واستأذني عليها ودخلت فقالت: ما وراءك? قلت: البأس واليأس قالت: ما عليك منه? فأين الله والقدرة ثم أمرت لي بخمسمائة دينار وخرجت ثم جزت على ذلك المكان بعد أيام فوجدت غلماناً وفرساناً فدخلت وإذا هم أصحاب ضمرة يسألونها الرجوع فيه وهي تقول والله ما نظرت له في وجه فسجدت شكراً لله يا أمير المؤمنين شماتة بضمرة، وتقربت من الجارية فأبرزت لي رقعة فإذا فيها بعد التسمية سيدتي لولا إبقائي عليك أدام الله حياتك لو وصفت شطراً مما حصل منك وبسطت عذري في ظلامتك إياي إذا كانت الجانية على نفسك ونفسي المظهرة لسوء العهد وقلة الوفاء، والمؤثرة علينا غيرنا فخالفت هواي والله المستعان على ما كان من اختيارك والسلام، وأوقفتني على ما حمله إليها من الهدايا والتحف وإذا هو بمقدار ثلاثين ألف دينار، ثم رأيتها بعد ذلك وقد تزوج بها ضمرة فقال الرشيد: لولا أن ضمرة سبقني إليها لكان لي معها شأن من الشؤون.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

حكاية أحمد الدنف وحسن شومان
مع الدليلة المحتالة وبنتها زينب النصابة
وحكي أيضاً أيها الملك السعيد أنه كان في زمن هارون الرشيد رجل يسمى أحمد الدنف وآخر يسمى حسن شومان وكانا صاحبي مكر وحيل ولهما أفعال عجيبة فبسبب ذلك خلعلا الخليفة على أحمد الدنف خلعة وجعله مقدم الميمنة، وخلع على حسن شومان خلعة مقدم الميسرة، وجعل لكل منهما جامكية في كل شهر ألف دينار، وكان لكل واحد منهما أربعون رجلاً من تحت يده، وكان مكتوباً على أحمد الدنف درك البر فنزل أحمد الدنف ومعه حسن شومان والذين من تحت أيديهما راكبين والأمير خالد الوالي بصحبتهم والمنادي ينادي حسبما رسم الخليفة أنه لا مقدم ببغداد في الميمنة إلا المقدم أحمد الدنف، ولا مقدم ببغداد في الميسرة إلا حسن شومان وأنهما مسموعا الكلمة واجبا الحرمة وكان في البلدة عجوز تسمى الدليلة المحتالة ولها بنت تسمى زينب النصابة فسمعتا المناداة بذلك فقالت زينب لأمها الدليلة: انظري يا أمي هذا أحمد الدنف جاء من مصر مطروداً ولعب مناصف في بغداد، إلى أن تقرب عند الخليفة وبقي مقدم الميمنة وهذا الولد الأقرع حسن شومان مقدم الميسرة، وله سماط في الغداء وسماط في العشاء ولهما جوامك لكل واحد منهما ألف دينار في كل شهر ونحن معطلون في هذا البيت لا مقام لنا ولا حرمة وليس لنا من يسأل عنا وكان زوج الدليلة مقدم بغداد سابقاً وكان له عند الخليفة في كل شهر ألف دينار فمات عن بنتين بنت متزوجة ومعها ولد يسمى أحمد اللقيط، وبنت عازبة تسمى زينب النصابة وكانت الدليلة صاحبة حيل وخداع ومناصف، وكانت تتحيل على الثعبان حتى تطلعه من وكره وكان إبليس يتعلم منها المكر وكان زوجها براجاً عند الخليفة وكان له جامكية في كل شهر ألف دينار وكان يربي حمام البطاقة الذي يسافر بالكتب والرسائل وكان عند الخليفة كل طير لوقت حاجته أعز من واحد من أولاده، فقالت بغداد، وتكون لنا جامكية أبينا.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والأربعين بعد الستمائة
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:52 PM   رقم المشاركة : ( 684 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن زينب النصابة لما قالت لأمها: قومي اعملي لنا حيلاً ومناصف لعل بذلك يشيع لنا صيت في بغداد فتكون لنا جامكية أبينا فقالت لها: وحياتك يا بنتي لألعبن في بغداد مناصف أقوى من مناصف أحمد الدنف وحسن شومان، فقامت وضربت لثاماً ولبست لباس الفقراء من الصوفية ولبست لباساً نازلاً لكعبها وجبة صوف، وتحزمت بمنطقة عريضة، وأخذت إبريقاً وملأته ماء لرقبته وحطت في فمه ثلاثة دنانير وغطت فم الإبريق بليفة وتقلدت بسج قدر حملة حطب وأخذت راية في يدا وفيها شراطيط حمر وصفر، وطلعت تقول: الله الله واللسان ناطق بالتسبيح والقلب راكض في ميدان القبيح وصارت تتلمج لمنصف تلعبه في البلد فسارت من زقاق إلى زقاق حتى وصلت إلى زقاق مكنوس مرشوش وبالرخام مفروش فرأت باباً مقوصراً بعتبته من مرمر ورجلاً مغربياً واقفاً بالباب وكانت تلك الدار لرئيس الشاويشية عند الخليفة وكان صاحب الدار ذا زرع وبلاد جامكية واسعة وكان يسمى حسن شر الطريق وما سموه بذلك إلا لكون ضربته تسبق كلمته وكان متزوجاً بصبية مليحة، وكان يحبها وكانت ليلة دخلته بها حلفته أنه لا يتزوج عليها ولا يبيت في غير بيته إلى أن طلع زوجها يوماً من الأيام إلى الديوان فرأى كل أمير معه ولداً وولدان وكان قد دخل الحمام ورأى وجهه في المرآة فرأى بياض شعر ذقنه غطى سوادها، فقال في نفسه هل الذي أخذ أباك لا يرزقك ولداً? ثم دخل على زوجته وهو مغتاظ، فقالت له: مساء الخير فقال لها: روحي من قدامي من يوم رأيتك ما رأيت خيراً فقالت له: لأي شيء? فقال لها: ليلة دخلت عليك حلفتيني أني ما أتزوج عليك ففي هذا اليوم رأيت الأمراء كل واحد معه ولد وبعضهم معه ولدان فتذكرت الموت وأنا ما رزقت بولد ولا بنت ومن لا ذكر له لا يذكر وهذا سبب غيظي فإنك عاقر لا تحبلين مني.
فقالت له: اسم الله عليك أنا خرقت الأهوان من دق الصوف والعقاقير، وأنا ما لي ذنب والعاقة منك لأنك بغل أفطس، وبيضك رائق لا يحبل ولا يجيء بأولاد فقال لها: لما أرجع من السفر أتزوج عليك، فقالت له: نصيبي على الله تعالى وطلع من عندها وندما على معاضرة بعضهما فبينما زوجته تطل من طاقتها وهي كأنها عروسة كنز من المصاغ الذي عليها وإذا بدليلة واقفة فرأتها فنظرت عليها صغية وثياباً ثمينة، فقالت في نفسها: يا دليلة لا أصنع من أن تأخذي هذه الصبية من بيت زوجها وتعريها من المصاغ والثياب وتأخذي جميع ذلك فوقفت وذكرت تحت شباك القصر وقالت: الله الله! فرأت الصبية هذه العجوز وهي لابسة من الثياب البيض ما يشبه قبة من نور متهيئة بهيئة الصوفية وهي تقول: أحضروا يا أولياء الله، فطلت النساء من النوافذ وقالت شيء لله من المدد هذه شيخة طالع من وجهها النور، فبكت خاتون زوجة الأمير حسن وقالت لجاريتها: انزلي قبلي يد الشيخ أبو علي البواب، وقولي له خليه يدخل الشيخة لنتبرك بها، فنزلت وقبلت يده وقالت: سيدتي تقول لك خل هذه الشيخة تدخل إلى سيدتي لنتبرك بها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والأربعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الجارية لما نزلت للبواب وقالت له سيدتي تقول لك خل هذه الشيخة تدخل لنتبرك بها لعل بركتها تعم علينا فتقدم البواب وقبل يدها، فمنعته وقالت له ابعد عني لئلا تنقض وضوئي أنت الآخر مجذوب ومحلوظ من أولياء الله، الله يعتقك من هذه الخدمة يا أبا علي وكان للبواب أجرة ثلاثة أشهر على الأمير، وكان معسراً ولم يعرف أن يخلصها من ذلك الأمير.
فقال لها يا أمي اسقيني من إبريقك لأتبرك بك فأخذت الإبريق من على كتفها وبرمت به في الهواء وهزت يدها حتى طارت الليفة من فم الإبريق، فنزلت الثلاثة دنانير على الأرض فنظرها البواب والتقطها وقال في نفسه شيء لله هذه الشيخة من أصحاب التصرف، فإنها كاشفت علي وعرفت أني محتاج للمصروف فتصرفت لي في حصول ثلاثة الدنانير التي وقعت على الأرض من إبريقك.




فقالت له العجوز: ابعدها عني فإني من ناس لا يشتغلون بدنيا أبداً خذها ووسع بها على نفسك عوضاً عن الذي لك عند الأمير، فقال شيء لله من المدد وهذا من باب الكشف وإذا بالجارية قبلت يدها وأطلعتها لسيدتها فلما دخلت رأت سيدة الجارية كأنها كنز انفكت عنه الطلاسم، فرحبت بها وقبلت يدها فقالت لها يا ابنتي أنا ما جئتك إلا بمشورة فقدمت لها الأكل، فقالت لها: يا ابنتي أنا ما آكل إلا من مأكل الجنة وأديم صيامي فلا أفطر إلا خمسة أيام في السنة، ولكن يا بنتي أنا أنظرك مكدرة ومرادي أن تقولي لي على سبب تكديرك.
فقالت يا أمي في ليلة ما دخلت حلفت زوجي أنه لا يتزوج غيري فرأى الأولاد فتشوق إليهم فقال لي: أنت عاقر، فقلت له: أنت بغل لا تحبل فخرج غضبان وقال لي لما أرجع من السفر أتزوج عليك، وأنا خائفة يا أمي أن يطلقني ويتزوج غيري فإن له بلاداً وزروعاً وجامكية واسعة، فإذ جاء أولاد من غيري يملكون المال والبلاد مني فقالت لها يا بنتي هل أنت عمياء عن شيخي أبي الحملات، فكل من كان مديوناً وزاره قضى الله دينه، وإن زارته عاقر فإنها تحبل فقالت يا أمي أنا من يوم دخلت ما خرجت لا معزية ولا مهنية، فقالت لها العجوز: يا بنتي أنا آخذك معي وأورك أبا الحملات وأرمي حملتك عليه وانذري له نذراً عسى أن يجيء زوجك من السفر ويجامعك فتحبلي منه ببنت أو ولد وكل شيء ولدتيه إن كان أنثى أو ذكر يبقى درويش الشيخ أبي الحملات فقامت الصبية ولبست مصاغها جميعه ولبست أفخر ما كان عندها من الثياب وقالت للجارية ألقي نظرك على البيت فقالت سمعاً وطاعة يا سيدتي.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والأربعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الصبية لما قالت للجارية: ألقي نظرك على البيت قالت سمعاً وطاعة ثم نزلت فقابلت الشيخ أبو علي البواب فقال لها إلى أين يا سيدتي فقالت أنا رائحة لأزور الشيخ أبو الحملات فقال البواب صوم العام يلزمني إن هذه من الأولياء وملآنة بالولاية وهي يا سيدتي من أصحاب التصريف لأنها أعطتني ثلاثة دنانير من الذهب الأحمر وكاشفت علي من غير أن أسألها وعلمت أني محتاج فخرجت العجوز والصبية زوجة الأمير حسن شر الطريق معه، والعجوز الدليلة المحتالة تقول للصبية إن شاء الله يا بنتي لما تزورين الشيخ أبا الحملات يحصل لك جبر الخاطر، وتحبلين بإذن الله تعالى ويحبك زوجك الأمير حسن ببركة هذا الشيخ ولا يسمعك كلمة تؤذي خاطرك بعد ذلك فقالت لها أزوره يا أمي، ثم قالت العجوز في نفسها إني أغريها وآخذ ثيابها والناس رائحة وغادية فقالت لها يا بنتي إذا مشيت فامشي ورائي على قدر ما تنظرينني لأن أمك صاحبة حمل كثيرة وكل من كان عليه حمل يرميها علي وكل من كان معه نذر يعطيه لي ويقبل يدي، فمشت الصبية وراءها بعيداً عنها والعجوز قدامها إلى أن وصلتا سوق التجار والخلخال يرن والعقوص تشن على دكان ابن تاجر يسمى سيدي حسن وكان مليحاً جداً لا نبات بعرضيه فرأى الصبية مقبلة فصار يلحظها شزراً، فلما لحظت ذلك العجوز، غمزت الصبية وقالت لها اقعدي في هذا الدكان حتى أجيء إليك فامتثلت أمرها وقعدت قدام دكان ابن التاجر، فنظرها ابن التاجر نظرة أعقبته ألف حسرة، ثم أتته العجوز وسلمت عليه وقالت له هل أنت اسمك سيدي حسن ابن التاجر محسن، فقال لها نعم من أعلمك باسمي، فقالت دلني عليك أهل الخير واعلم أن هذه الصبية بنتي، وكان أبوها تاجراً فمات وخلف لها مالاً كثيراً وهي بالغة وقالت العقلاء أخطب لبنتك ولا تخطب لابنك وعمرها ما خرجت إلا في هذا اليوم وقد جاءت الإشارة ونويت في سري أن أزوجك بها وإن كنت فقيراً أعطيتك رأس المال وأفتح لك عوض الدكان اثنين، فقال ابن التاجر في نفسه قد سألت الله عروسة فمن علي بثرثة أشياء كيس وكس وكساء، ثم قال لها: يا أمي ما شرت به علي فإن أمي طالما قالت فقالت له: قم على قدميك واتبعني وأنا أريها لك عريانة فقام معها وأخذ معه ألف دينار وقال في نفسه ربما نحتاج إلى شيء فنشتريه.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والأربعين بعد الستمائة


قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن العجوز قالت لحسن ابن التاجر محسن قم واتبعني وأنا أريها لك عريانة، فقام معها وأخذ ألف ديار وقال في نفسه ربما نحتاج إلى شيء فنشتريه ونحط معلوم العقد ثم قالت له العجوز كن ماشياً بعيداً عنها على قدر ما تنظرها بالعين، وقالت العجوز في نفسها أين تروحين بابن التاجر وقد قفل دكانه فتعريه هو والصبية، ثم مشت والصبية تابعة لها وابن التاجر تابع للصبية إلى أن أقبلت على مصبغة وكان بها واحد معلم يسمى الحاج محمد وكان مثل سكين القلاقسي يقطع الذكر والأنثى يحب أكل التين والرمان فسمع الخلخال يرن فرفع عينه فرأى الصبية والغلام وإذا بالعجوز قعدت عنده وسلمت عليه وقالت له أنت الحاج محمد الصباغ فقال لها نعم أنا الحاج محمد أي شيء تطلبين فقالت له أنا دلني عليك أهل الخير فانظر هذه الصبية المليحة بنتي وهذا الشاب الأمرد المليح ابني وأنا ربيتهما وصرفت عليهما أموالاً كثيرة واعلم أن لي بيتاً كبيراً قد خسع وصلبته على خشب وقال لي المهندس اسكني في مطرح غيره لربما يقع عليك حتى تعمريه، وبعد ذلك ارجعي إليه واسكني فيه طلعت أفتش لي على مكان فدلني عليك أهل الخير ومرادي أن أسكن عندك بنتي وابني فقال الصباغ في نفسه قد جاءتك زبدة على فطيرة، فقال لها إن لي بيتاً وقاعة وطبقة ولكن أنا ما أستغني عن مكان منها للضيوف والفلاحين أصحاب النبلة، فقالت له يا ابني معظمه شهر أو شهرين حتى نعمر البيت، ونحن ناس غرباء فاجعل مكان الضيوف مشتركاً بيننا وبينك وحياتك يا ابني إن طلبت أن ضيوفك تكون ضيوفنا فمرحباً بهم نأكل معهم وننام معهم، فأعطاها المفاتحي واحداً كبيراً وآخر صغيراً ومفتاح أعوج وقال لها المفتاح الكبير للبيت والأعوج للقاعة والصغير للطبقة فأخذت المفاتيح وتبعتها الصبية ووراءها ابن التاجر إلى أن أقبلت على زقاق فرأت الباب ففتحته ودخلت، ودخلت الصبية وراءها وقالت لها: يا بنتي هذا بيت الشيخ أبي الحملات وأشارت لها إلى القاعة ولكن اطلعي الطبقة وحلي أزرارك حتى أجيء إليك فدخلت الصبية في الطبقة وقعدت فأقبل ابن التاجر فاستقبلته العجوز، وقالت له اقعد في القاعة حتى أجيء إليك ببنتي لتنظرها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخمسين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن العجوز استقبلت ابن التاجر وقالت اقعد في القاعة حتى أجيء إليك فدخل وقعد في القاعة، ودخلت العجوز على الصبية فقالت لها الصبية أنا مرادي أن أزور أبا الحملات قبل أن يجيء الناس فقالت لها يا بنتي يخشى عليك فقالت لها: من أي شيء فقالت لها هناك ولدي أهبل لا يعرف صيفاً من شتاء دائماً عريان وهو نقيب الشيخ فإن دخلت بنت ملك مثلك لتزور الشيخ يأخذ حلقها ويشرم أذنها ويقطع ثيابها الحرير فأنت تقلعين صيغتك وثيابك لأحفظها لك حتى تزوري، فقلعت الصبية الصيغة والثياب وأعطت العجوز إياها، وقالت لها إني أضعها لك على ستر الشيخ فتحصل لك البركة، ثم أخذتها العجوز وطلعت وخلتها بالقميص واللباس وخبأتها في محل السلالم ثم دخلت العجوز على ابن التاجرفوجدته في انتظار الصبية، فقال لها أين بنتك حتى أنظرها فلطمت على صدرها فقال لها: مالك، فقالت له: لا عاش جيران السوء ولا كان جيران يحسدون، لأنهم رؤوك داخلاً معي فسألوني عنك فقلت أنا خطبت لبنتي هذا العريس، فحسدوني عليك فقالوا لبنتي هل أمك تعبت من مؤنتك حتى تزوجك لواحد مبتلي فحلفت لها أني ما أخليها تنظرك إلا وأنت عريان، فقال أعوذ بالله من الحاسدين وكشف عن ذراعيه فرأتهما مثل الفضة فقالت له لا تخشى من شيء فإني أدعك تنظرها عريانة مثل ما تنظرك عرياناً، فقال لها خليها تجيء لتنظرني وقلع الفروة السمور والحياطة والكسين وجميع الثياب حتى صار بالقميص واللباس وحط الألف دينار في الحوائج فقالت له هات حوائجك حتى أحفظها لك وأخذتها ووضعتها على حوائج الصبية، وحملت جميع ذلك وخرجت به من الباب وقفلته عليهما وراحت إلى حال سبيلها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الواحدة والخمسين بعد الستمائة
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:53 PM   رقم المشاركة : ( 685 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن العجوز لما أخذت حوائج ابن التاجر وحوائج الصبية وقفلت الباب عليهما وراحت إلى حال سبيلها وأودعت الذي كان معها عند رجل عطار وراحت إلى الصباغ فرأته قاعداً في انتظارها، فقال لها إن شاء الله يكون البيت أعجبكم فقالت فيه بركة وأنا رائحة أجيء بالحمالين يحملون حوائجنا وفرشنا وأولادي قد اشتهوا علي عيشاً بلحم فأنت تأخذ هذا الدينار وتعمل لهما عيشاً بلحم وتروح تتغدى معهم، فقال الصباغ ومن يحرس المصبغة وحوائج الناس فيها فقالت صبيك قال وهو كذلك، ثم أخذ صحناً ومكبة معه وراح يعمل الغداء هذا ما كان من أمر الصباغ وله كلام يأتي.
وأما ما كان من أمر العجوز فإنها أخذت من العطار حوائج الصبية وابن التاجر ودخلت المصبغة وقالت لصبي الصباغ: الحق معلمك وأنا لا أبرح حتى تأتياني فقال لها سمعاً وطاعة، ثم أخذت جميع ما فيها وإذا برجل حمار حشاش له أسبوع وهو بطال فقالت له العجوز: تعال يا حمار فجاءها فقالت له: هل أنت تعرف ابني الصباغ، قال لها: أعرفه قالت له: هذا مسكين قد أفلس وبقي عليه ديون، ولكما يحبس أطلقه ومرادنا أن نثبت إعساره وأنا رائحة أعطي الحوائج لأصحابها ومرادي أن تعطيني الحمار حتى أحمل عليه الحوائج للناس وخذ هذا الدينار كراءة وبعد أن أروح تأخذ الدسترة وتنزح بها الذي في الخوابي ثم تكسر الخوابي والدنان لأجل إذا نزل كشف من طرف القاضي لا يجد شيء في المصبغة فقال لها: إن المعلم فضله علي وأعمل شيء لله، فأخذت الحوائج وحملتها فوق الحمار وستر عليها الستار وعمدت إلى بيتها فدخلت على بنتها زينب فقالت لها: قلبي عندك يا أمي أي شيء عملت من المناصف? فقالت لها: أنا لعبت أربع مناصف على أربعة أشخاص ابن التاجر وامرأة شاويش وصباغ وحمار وجئت لك بجميع حوائجهم على حمار الحمار فقالت لها: يا أمي ما بقيت تقدري أن تشقي في البلد من الشاويش الذي أخذت حوائج امرأته وابن التاجر الذي عريته، والصابغ الذي أخذت حوائج الناس من مصبغته والحمار صاحب الحمار، فقالت: آه يا بنتي أنا ما أحسب إلا حساب الحمار فإنه يعرفني.
وأما ما كان من أمر المعلم الصباغ فإنه جهز العيش باللحم وحمله على رأس خادمه، وفات على المصبغة فرأى الحمار يكسر في الخوابي ولم يبق فيها قماش ولا حوائج ورأى المصبغة خراباً، فقال له: ارفع يدك يا حمار فرفع يده وقال له الحمار: الحمد لله على السلامة يا معلم قبلي عليك فقال له: لأي شيء وما حصل لي: فقال له: صرت مفلساً وكتبوا حجة إعسارك، فقال له: ومن قال لك? فقال: أمك قالت لي وأمرتني بكسر الخوابي ونزح الدكان خوفاً من الكشاف إذا جاء ربما يجد في المصبغة شيء فقال: الله يخيب البعيد إن أمي ماتت من زمان ودق صدره بيده وقال: يا ضياع مالي ومال الناس، فبكى الحمار وقال: يا ضيعة حماري، ثم قال للصباغ: يا صباغ هات لي حماري من أمك، فتعلق الصباغ بالحمار وصار يكلمه ويقول: أحضر لي العجوز فقال له: أحضر لي الحمار فاجتمعت عليهما الخلائق.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية والخمسين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الصباغ تعلق بالحمار والحمار تعلق بالصباغ وتضاربا وصار كل واحد منهما يدعي على صاحبه فاجتمعت عليهما الخلائق فقال واحد: أي شيء الحكاية يا معلم محمد? قال له الحمار: أنا أحكي لكم الحكاية وحدثهم بما جرى له وقال: إني أظن أني مشكور عند المعلم، فدق صدره وقال لي: أمي ماتت وأنا الآخر أطلب حماري منه لأنه عمل علي هذا المنصف لأجل أن يضيع حماري فقالت الناس: يا معلم محمد وهذه أنت تعرفها لأنك استأمنتها على المصبغة والذي فيها فقال: لا أعرفها وإنما سكنت عندي في هذا اليوم هي وابنتها فقال واحد: في ذمتي إن الحمار في عهدة الصباغ فقيل له ما أصله فقال لأن الحمار ما اطمأن وأعطى العجوز حماره إلا لما رأى الصباغ استأمن العجوز على المصبغة والذي فيها فقال واحد: يا معلم لما سكنتها عندك وجب عليك أنك تجيء له بحماره ثم تمشوا قاصدين البيت لهم كلام يأتي.


وأما ابن التاجر فإنه انتظر مجيء العجوز حتى تجيء ببنتها، وأما الصبية فإنها انتظرت العجوز حتى تجيء لها بإذن من ابنها المجذوب الذي هو نقيب الشيخ أبي الحملات فلم ترجع إليها فقامت لتزوره وإذا بابن التاجر يقول لها: حين دخلت تعالي أين أمك التي جاءت بي لأتزوج بك? فقالت: إن أمي ماتت فهل أنت ابنها المجذوب نقيب الشيخ أبي الحملات? فقال: ما هذه ما هي أمي هذه عجوز نصابة نصبت علي حتى أخذت ثيابي والألف دينار فقالت له الصبية: وأنا الأخرى نصبت علي وجاءت بي لأزور أبا الحملات وعرتني فصار ابن التاجر يقول للصبية أنا ما أعرف ثيابي والألف دينار إلا منك، والصبية تقول له: أنا ما أعرف حوائجي وصيغتي إلا منك فأحضر لي أمك وإذا بالصباغ داخل عليهما فرأى ابن التاجر عرياناً والصبية عريانة، فقال: قولا لي أين أمكما? فحكت الصبية جميع ما وقع لها وحكى ابن التاجر جميع ما جرى له، فقال الصباغ: يا صباغ مالي ومال الناس وقال الحمار: يا ضياع حماري فقال الصباغ: هذه عجوز نصابة اطلعوا حتى أقفل الباب، فقال ابن التاجر: يكون عيباً عليك أن ندخل بيتك لابسين ونخرج منه عريانين.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة والخمسين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن ابن التاجر قال للصباغ يكون عيب عليك أن ندخل بيتك لابسين ونخرج عريانين فكساه وكسى الصبية وروحها بيتها ولها كلام يأتي بعد قدوم زوجها من السفر.
وأما ما كان من أمر الصباغ فإنه قفل المصبغة وقال لابن التاجر اذهب بنا لنفتش على العجوز ونسلمها للوالي فراح معه وصحبهما الحمار فحكوا له ما جرى لهم قوال: كم عجوز في البلد روحوا فتشوا عليها وأمسكوها وأنا أقررها لكم فداروا يفتشون عليها ولهم كلام يأتي.
وأما العجوز الدليلة المحتالة فإنها قالت لبنتها زينب: يا بنتي أنا أريد أن أعمل منصفاً فقالت لها: يا أمي أنا اخاف عليك فقالت لها: أنا مثل سقط الفول عاص على الماء والنار، فقامت ولبست ثياب خادمة من خدام الأكابر وطلعت تتلمح لمنصف تعمله فمرت على زقاق مفروش فيه قماش ومعلق فيه قناديل وسمعت فيه أغاني ونقر دفوف، ورأت جارية على كتفها ولد بلباس مطرز بالفضة وعليه ثياب جميلة وعلى رأسه طربوش مكلل باللؤلؤ وفي رقبته طوق ذهب مجوهر وعليه عباءة من قطيفة وكان هذا البيت لشاه بندر التجار ببغداد والولد ابنه وله أيضاً بنت بكر مخطوبة وهم يعملون أملاكها في ذلك اليوم وكان عند أمها جملة نساء ومغنيات فكلما تطلع أمه وتنزل يشبط معها الولد فنادت الجارية وقالت لها خدي سيدك لاعبيه حتى ينفض المجلس، ثم إن العجوز دليلة لما دخلت رأت الولد على كتف الجارية، فقالت لها: أي شيء عند سيدتك اليوم من الفرح? فقالت: تعمل أملاك بنتها وعندها المغنيات فقالت في نفسها: يا دليلة ما منصف إلا أخذ هذا الولد من هذه الجارية.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والخمسين بعد الستمائة


قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن العجوز لما قالت لنفسها يا دليلة ما منصف إلا أخذ هذا الولد من هذه الجارية قالت بعد ذلك: يا فضيحة الشوم ثم أطلعت من جيبها برقة صغيرة من الصفر مثل الدينار وكانت الجارية غشيمة ثم قالت العجوز للجارية: خذي هذا الدينار وادخلي لسيدتك وقولي لها: أم الخير فرحت لك وفضلك عليها ويوم المحضر تجيء هي وبناتها وينعمن على المواشط بالنقوط فقالت الجارية يا أمي وسيدي هذا كلما ينظر أمه يتعلق بها فقالت: هاتيه معي حتى تروحي وتجيئي فأخذت الجارية البرقة ودخلت، وأما العجوز فإنها أخذت الولد وراحت إلى زقاق قفعته الصيغة والثياب الي عليه وقالت لنفسها: يا دليلة ما شطارة إلا مثل ما لعبت على الجارية وأخذتيه منها أن تعملي منصفاً وتجعليه رهناً على شيء بألف دينار ثم ذهبت إلى سوق الجواهرجية، فرأت يهودياً صائغاً وقدامه قفص ملآن صيغة فقالت في نفسها ما شطارة إلا أن تحتالي على هذا اليهودي وتأخذي منه صيغة بألف دينار وتحطي الولد رهناً عنده عليها، فنظر اليهودي بعينه فرأى الولد مع العجوز فعرف أنه ابن شاه بندر التجار، وكان اليهودي صاحب مال كثير وكان يحسد جاره إذا باع بيعة ولم يبع هو فقال لها: أي شيء تطلبين يا سيدتي? فقالت له: أنت المعلم عذرة اليهودي لأنها سألت عن اسمه فقال لها نعم فقالت له: أخت هذا الولد بنت شاه بندر التجار مخطوبة وفي هذا اليوم عملوا أملاكها وهي محتاجة لصيغة فأت لنا بزوجين خلاخل ذهباً وزوج أساور ذهباً وحلق لؤلؤ وحياطة وخنجر وخاتم فأخذت منه شيئاً بألف دينار وقالت له: أنا آخذ هذا المصاغ على المشاورة فالذي يعجبهم يأخذونه وآتي إليك بثمنه وخذ هذا الولد عندك فقال: الأمر كما تريدين، فأخذت الصيغة وراحت بيتها فقالت لها بنتها: أي شيء فعلت من المناصف? فقالت لها: لعبت منصفا فأخذت ابن شاه بندر التجار وعريته ثم رحت رهنته على مصاغ بألف دينار فأخذتها من يهودي فقالت لها ابنتها: ما بقيت تقدري أن تمشي في البلد.
وأما الجارية فإنها دخلت لسيدتها وقالت: يا سيدتي أم الخير تسلم عليك وفرحت لك ويوم المحضر تجيء هي وبناتها ويعطين النقوط فقالت لها سيدتها: وأين سيدك? فقالت لها: خليته عندها خوفاً أن يتعلق بك وأعطتني نقوطاً للمغنيات فقالت لرئيسة المغنيات: خذي نقوطك، فأخذته فوجدته برقة من الصفر فقالت لها سيدتها: انزلي يا عاهرة انظري سيدك، فنزلت الجارية فلم تجد الولد ولا العجوز فصرخت وانقلبت على وجهها وتبدل فرحهم حزن.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والخمسين بعد الستمائة
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:54 PM   رقم المشاركة : ( 686 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الجارية لما نزلت لتنظر سيدها والعجوز فلم تجدهما فصرخت وانقلبت على وجهها وأخبرت سيدتها فتبدل فرحهم بحزن وإذا بشاه بندر التجار أقبل فحكت له زوجته جميع ما جرى فطلع يفتش عليه وصار كل تاجر يفتش من طريق، ولم يزل شاه بندر التجار يفتش على ابنه حتى رأى ابنه عرياناً على دكان اليهودي فقال: هذا ولدي، فقال اليهودي: نعم فأخذه أبوه ولم يسأل عن ثيابه لشدة فرحه به، وأما اليهودي فإنه لما رأى التاجر أخذ ابنه تعلق به وقال: الله ينصر فيك الخليفة فقال له التاجر: ما بالك يا يهودي? فقال اليهودي: إن العجوز أخذت مني صيغة لبنتك بألف دينار ورهنت هذا الولد عندي وما أعطيتها إلا لأنها تركت هذا الولد عندي رهناً على الذي أخذته وما ائتمنها إلا لكوني أعرف أن هذا الولد ولدك، فقال التاجر: إن ابنتي لا تحتاج إلى صيغة فأحضر لي ثياب الولد، فصرخ اليهودي وقال: أدركوني يا مسلمين، وإذا بالحمار والصباغ وابن التاجر دائرون يفتشون على العجوز فسألوا التاجر واليهودي عن سبب خناقهما، فحكيا لهم ما حصل فقالوا: إن هذه عجوز نصابة ونصبت علينا قبلكما وحكوا جميع ما جرى لهم معها، فقال شاه بندر التجار: لما لقيت ولدي فالثياب فداه إن وقعت العجوز طلبت الثياب منها فتوجه شاه بندر التجار بابنه لأمه ففرحت بسلامته وأما اليهودي فإنه لحق الثلاثة وقال لهم: أين تذهبون أنتم? فقالوا له: إننا نريد أن نفتش عليها فقال لهم: خذوني معكم، ثم قال لهم: هل فيكم من يعرفها? قال الحمار: أنا أعرفها فقال لهم اليهودي: إن طلعنا سواء لا يمكن أن نجدها وتهرب منا، ولكن كل واحد منا يروح من طريق ويكون اجتماعنا على دكان الحاج مسعود المزين المغربي فتوجه كل واحد من طريق، وإذا هي طلعت لتعمل منصفاً فرآها الحمار فعرفها فتعلق بها، وقال لها: ويلك إلك زمان على هذا الأمر قال لها: حماري هاتيه، فقالت له: استر ما ستر الله يا ابني أنت طالب حمارك وإلا حوائج الناس? فقال: طالب حماري فقط فقالت له: أنا رأيتك فقيراً وحمارك أودعته لك عند المزين المغربي فقف بعيداً حتى أصل إليه وأقول له بلطافة أن يعطيك إياه، وتقدمت للمغربي وقبلت يده وبكت فقال لها: مابالك? فقالت له: انظر ولدي الذي واقف كان ضعيفاً واستهوى فأفسد الهواء عقله وكان يقني الحمير فإن قام يقول حماري وإن قعد يقول حماري وإن مشى يقول حماري، فقال لي حكيم من الحكماء إنه اختل في عقله ولا يطيبه إلا قلع ضرسين ويكوى في أصداغه مرتين، فخذ هذا الدينار وناده وقل له: حمارك عندي، فقال المغربي: صوم رمضان يلزمني لأعطيه حماره في كفه وكان عنده اثنان صناعية فقال لواحد منهما رح احم مسمارين، ثم نادر الحمار والعجوز راحت إلى حال سبيلها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والخمسين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن المغربي قال لصانعه: احم مسمارين وناد الحمار والعجوز راحت إلى حال سبيلها فلما جاء قال له: حمارك عندي يا مسكين تعال خذه وحياتي لأعطيك إياه في كفك، ثم أخذه ودخل به في قاعة مظلمة وإذا بالمغربي لكمه فوقع فسحبوه وربطوا يديه ورجليه، وقام المغربي قلع له ضرسين وكواه على صدغه كيين ثم تركه فقام وقال: يا مغربي لأي شيء عملت معي هذا الأمر? فقال له: إن أمك أخبرتني أنك مختل العقل لأنك استهويت وأنت مريض، وإن قمت تقول حماري وإن قعدت تقول حماري وإن مشيت تقول حماري وهذا حمارك في يدك، فقال له: تلقى من الله بسبب تقليعك أضراسي فقال له: إن أمك قالت لي وحكي له جميع ما قالت فقال: الله ينكد عليها وذهب الحمار هو والمغربي يتخاصمان وتركا الدكان، فلما رجع المغربي إلى دكانه لم يجد فيها شيئاً وكانت العجوز حين راح المغربي هو والحمار، أخذت جميع ما في دكانه وراحت لبنتها زينب وحكت جميع ما وقع لها وما فعلت.



وأما المزين فإنه لما رأى دكانه خالية تعلق بالحمار، وقال له: أحضر أمك فقال له: ما هي أمي وإنما هي نصابة نصبت على ناس كثيرين وأخذت حماري وإذا بالصباغ واليهودي وابن التاجر مقبلون، فرأوا المغربي متعلقاً بالحمار والحمار مكوي على أصداغه فقالوا له: ما جرى لك يا حمار? فحكى لهم جميع ما جرى وكذلك المغربي حكى قصته فقالوا له: إن هذه عجوز نصابة نصبت علينا وحكوا له ما وقع، فقفل دكانه وراح معهم إلى بيت الوالي، وقالوا للوالي: ما نعرف حالنا وما لنا إلا منك فقال الوالي: وكم عجائز في البلد? هل فيكم من يعرفها? فقال الحمار: أنا أعرفها ولكن أعطنا عشرة من أتباعك، فخرج الحمار بأتباع الوالي والباقي وراءهم ودار الحمار بالجميع، وإذا بالعجوز دليلة مقبلة فقبضها هو وأتباع الوالي وراحوا بها إلى الوالي فوقفوا تحت شباك القصر حتى يخرج الوالي، ثم إن أتباع الوالي ناموا من كثرة سهرهم مع الوالي فجعلت العجوز نفسها نائمة فنام الحمار ورفقاؤه كذلك فانسلت منهم ودخلت إلى حريم الوالي فقبلت يدي سيدة الحريم وقالت لها: أين الوالي? فقالت: نائم، أي شيء تطلبين? فقالت: إن زوجي يبيع الرقيق فأعطاني خمسة مماليك أبيعهم وهو مسافر فقابلني الوالي بألف دينار ومائتين لي وقال لي: أرسليهم إلى البيت فأنا جئت بهم.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والخمسين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن العجوز لما طلعت إلى حريم الوالي قالت لزوجته: إن الوالي فصل مني المماليك بألف دينار، وقال: وصليهم إلى البيت وكان الوالي عنده ألف دينار، وقال لزوجته احفظيها حتى نشتري بها مماليك فلما سمعت من العجوز هذا الكلام تحققت من زوجها ذلك، فقالت: وأين المماليك? قالت: يا سيدتي هم نائمون تحت شباك القصر الذي أنت فيه فطلت السيدة من الشباك، فرأت المغربي لابسا لبس المماليك وابن التجار في صورة مملوك والصباغ والحمار واليهودي في صورة المماليك الحليق، فقالت زوجة الوالي: هؤلاء كل مملوك أحسن من ألف دينار ففتحت الصندوق وأعطت العجوز الألف دينار، وقالت لها: اصبري حتى يفيق الوالي من النوم ونأخذ لك منه المائتي دينار، فقالت لها: يا سيدتي منهما مائة دينار لك في نظير الشراب الذي شربته والمائة الأخرى احفظيها لي عندك حتى أحضر، ثم قالت: يا سيدتي اطلعيني من باب السر فأطلعتها منه وستر عليها الستار، وراحت لبنتها فقالت لها: يا أمي ما فعلت، فقالت: يا بنتي لعبت منصفاً وأخذت منه هذا الألف دينار من زوجة الوالي، وبعت الخمسة رجال لها الحمار واليهودي والصباغ والمزين وابن التاجر وجعلتهم مماليك ولكن يا بنتي ما علي أضر من الحمار فإنه يعرفني، فقالت لها: يا أمي اقعدي يكفي ما فعلت فما كل مرة تسلم الجرة.
وأما الوالي فإنه لما قام من النوم قالت له زوجته: فرحت لك بالخمسة مماليك الذين اشتريتهم من العجوز، فقال لها: أي مماليك? فقالت: لأي شيء تنكر مني إن شاء الله يصيرون مثلك أصحاب مناصب فقال لها وحياة رأسي ما اشتريت مماليك من قال ذلك? فقالت: العجوز الدلالة التي فصلتهم منها وواعدتها أنك تعطيها حقهم ألف دينار ومائتين لها فقال لها: وهل أعطيتها المال? قالت له: نعم وأنا رأيت المماليك بعيني كل واحد عليه بدلة تساوي ألف دينار وأرسلت وصيت عليهم المقدمين، فنزل الوالي فرأى اليهودي والحمار والمغربي والصباغ وابن التاجر.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والخمسين بعد الستمائة



قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الوالي لما نزل ورأى اليهودي والحمار والمغربي والصباغ وابن التاجر فقال: يا مقدمين أين الخمسة مماليك الذين اشتريناهم من العجوز بألف دينار? فقالوا: ما هنا مماليك وما رأينا إلا هؤلاء الخمسة الذين أمسكوا العجوز وقبضوا عليها فنمنا كلنا ثم إنها انسلت ودخلت الحريم وأتت الجارية تقول: هل الخمسة الذين جاءت بهم العجوز عندكم? فقلنا: نعم فقال الوالي: والله إن هذا أكبر منصف والخمسة يقولون ما نعرف حوائجنا إلا منك فقال لهم: إن العجوز صاحبتكم باعتكم لي بألف دينار، فقالوا: ما يحل من الله نحن أحرار لا نباع ونحن وإياك للخليفة، فقال لهم: ما عرف العجوز طريق البيت إلا أنتم ولكن أنا أبيعكم للأغراب كل واحد بمائتي دينار فبينما هم كذلك وإذا بالأمير حسن شر الطريق جاء من سفره ورأى زوجته عريانة وحكت له جميع ما جرى لها، فقال لها: أنا ما خصمي إلا الوالي فدخل عليه وقال له: هل أنت تأذن للعجائز أن تدور في البلد وتنصب على الناس وتأخذ أموالهم? هذا عهدتك ولا أعرف حوائج زوجتي إلا منك ثم قال للخمسة: ما خبركم? فحكوا جميع ما جرى فقال لهم: أنتم مظلومون، والتفت إلى الوالي وقال له: لأي شيء تسجنهم? فقال له: ما أعرف العجوز طريق بيتي إلا هؤلاء الخمسة حتى أخذت مالي الألف دينار وباعتهم للحريم، فقال: يا أمير امرأتك عندي وضمان العجوز علي ولكن من يعرفها منكم? قالوا كلهم: نحن نعرفها أرسل معنا عشرة مقدمين ونحن نمسكها فأعطاهم عشرة مقدمين فقال لهم الحمار: اتبعوني فإني أعرفها بعيون زرق، وإذا بالعجوز دليلة مقبلة من زقاق وإذا بهم قبضوا عليها وساروا بها إلى بيت الوالي.
فلما رآها الوالي قال: أين حوائج الناس? فقالت: لا أخذت ولا رأيت فقال للسجان: احبسها عندك للغد، قال السجان: أنا لا آخذها ولا أسجنها مخافة أن تعمل منصفاً وأصير أنا ملزوماً بها فركب الوالي وأخذ بصلبها من شعرها فسحبها المشاعلي في البكر واستحفظ عليها عشرة من الناس وتوجه الوالي لبيته إلى أن أقبل الظلام وغلب النوم على المحافظين وإذا برجل بدوي سمع رجل يقول لرفيقه: الحمد لله على السلامة أين هذه الغيبة? فقال له: في بغداد وتغديت زلابية بعسل، فقال البدوي: لابد من دخولي بغداد وآكل فيها زلابية بعسل وكان عمره ما أكلها زين وذمة العرب ما آكل إلا زلابية بعسل.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والخمسين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن البدوي لما ركب حصانه وأراد دخول بغداد سار وهو يقول لنفسه: أكل الزلابية زين وذمة العرب أنا لا آكل إلا زلابية بعسل إلى أن وصل عند مصلب دليلة فسمعته يقول لنفسه هذا الكلام فأقبل عليها وقال لها: أي شيء أنت? فقالت له: أنا في جيرتك يا شيخ العرب فقال لها: إن الله قد أجارك ولكن ما سبب صلبك? فقالت له: عدو لي زيات يقلي الزلابية فوقفت أشتري منه شيئاً فبزقت فوقعت بزقتي على الزلابية فاشتكاني للحاكم، فأمر الحاكم بصلبي وقال: خذوا لها عشرة أرطال زلابية بعسل وأطعموها إياها وهي مصلوبة فإن أكلتها فحلوها وإن لم تأكلها فخلوها مصلوبة وأنا نفسي ما تقبل الحلو، فقال البدوي: وذمة العرب ما جئت من النجع إلا لآكل الزلابية بالعسل وأنا آكلها عوضاً عنك، فقالت له: هذه ما يأكلها إلا الذي يتعلق موضعي فانطبقت عليه الحيلة فحلها وربطته موضعها بعدما قلعته الثياب التي كانت عليه، ثم إنها لبست ثيابه وتعممت بعمامته وركبت حصانه وراحت لبنتها، فقالت لها بنتها: ما هذا الحال? فقالت لها: صلبوني وحكت لها ما وقع لها من البدوي هذا ما كان من أمرها.
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:55 PM   رقم المشاركة : ( 687 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

وأما ما كان من أمر المحافظين فإنه لما صحى واحد منهم نبه جماعته فرأوا النهار قد طلع فرفع واحد منهم عينيه وقال دليلة، فأجابه البدوي وقال: والله ما نأكل بليلة هل أحضرتم الزلابية بالعسل? فقالوا: هذا رجل بدوي فقالوا له: يا بدوي أين دليلة ومن فكها? قال: أنا فككتها ما تأكل الزلابية بالعسل غضباً لأن نفسها لا تقبلها، فعرفوا أن البدوي جاهل بحالها فلعبت عليه منصفاً وقالوا لبعضهم: هل نهرب أو نستمر حتى نستوفي ما كتبه الله علينا وإذا بالوالي مقبل ومعه الجماعة الذين نصبت عليهم فقال الوالي للمقدمين: قوموا فكوا دليلة فقال البدوي: ما نأكل بليلة هل أحضرتم الزلابية بعسل فرفع الوالي عينيه إلى المصلب فرأى بدوياً بدل العجوز فقال للمقدمين: ما هذا? فقالوا: الأمان يا سيدي.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الستين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن المحافظين قالوا للوالي: الأمان يا سيدي فقال لهم: احكوا لي ما جرى فقالوا: نحن كنا سهرنا معك في الليل وقلنا دليلة مصلوبة ونعسنا فلما صحونا رأينا هذا البدوي مصلوباً ونحن بين يديك فقال: يا ناس هذه نصابة وأمان الله عليكم فحلوا البدوي فتعلق البدوي بالوالي وقال: الله ينصر فيك الخليفة أنا ما أعرف حصاني وثيابي إلا منك، فسأله الوالي فحكى له البدوي قصته فتعجب الوالي، وقال له: لأي شيء حللتها، فقال له: ما عندي خبر أنها نصابة، فقال للجماعة: نحن ما نعرف حوائجنا إلا منك يا والي فإننا سلمناها إليك وصارت في عهدتك ونحن وإياك إلى ديوان الخليفة، وكان حسن شر الطريق طلع الديوان وإذا بالوالي والبدوي والخمسة مقبلون وهم يقولون: إننا مظلومون فقال الخليفة: من ظلمكم? فتقدم كل واحد منهم وحكى له ما جرى عليه حتى الوالي قال: يا أمير المؤمنين إنها نصبت علي وباعت لي هؤلاء الخمسة بألف دينار مع أنهم أحرار، فقال الخليفة: جميع ما ضاع لكم عندي وقال للوالي: ألزمتك بالعجوز فنفض الوالي طوقه وقال: لا ألتزم بذلك بعدما علقتها في المصلب، فلعبت على هذا البدوي حتى خلصها وعلقته في موضعها وأخذت حصانه وثيابه فقال الخليفة: الزم بها غيرك فقال: الزم بها أحمد الدنف فإن له في كل شهر ألف دينار ولأحمد الدنف من الأتباع واحد وأربعون لكل واحد في كل شهر مائة دينار فقال الخليفة: يا مقدم أحمد قال: لبيك يا أمير المؤمنين قال له: ألزمتك بحضور العجوز فقال: ضمانها علي ثم إن الخليفة حجز الخمسة والبدوي عنده.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الواحدة والستين بعد الستمائة



قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الخليفة لما ألزم المقدم أحمد الدنف بإحضار العجوز قال له: ضمانها علي يا أمير المؤمنين، ثم نزل هو وأتباعه إلى القاعة فقالوا لبعضهم: كيف يكون قبضنا عليها وكم من عجائز في البلد? فقال واحد منهم يقال له علي كتف الجمل لأحمد الدنف: على أي شيء تشاورون حسن شومان وهل حسن شومان أمر عظيم? فقال حسن: يا علي كيف تستقلني والاسم الأعظم لا أرافقكم في هذه المرة وقام غضبان فقال أحمد الدنف: يا شبان كل قيم يأخذ عشرة ويتوجه بهم إلى حارة ليفتشوا على دليلة فذهب علي كتف الجمل بعشرة وكذلك كل قيم وتوجهت كل جماعة إلى حارة وقالوا قبل توجههم وافتراقهم: يكون اجتماعنا في الحارة الفلانية في الزقاق الفلاني فشاع في البلد أن أحمد الدنف التزم بالقبض على الدليلة المحتالة، فقالت زينب: يا أمي إن كنت شاطرة تلعبي على أحمد الدنف وجماعته فقالت: يا بنتي أنا ما أخاف إلا من حسن شومان فقالت البنت: وحياة مقصوصي لآخذ لك ثياب الواحد وأربعين، ثم قامت ولبست بدلة وتبرقعت وأقبلت على واحد عطار له قاعة ببابين فسلمت عليه وأعطته ديناراً وقالت له: خذ هذا الدينار حلوان قاعتك وأعطنيها إلى آخر النهار فأعطاها المفاتيح وراحت أخذت فرشاً على حمار الحمار وفرشت القاعة وحطت في كل ليوان سفرة طعام ومدام ووقفت على الباب مكشوفة الوجه وإذا بعلي كتف الجمل وجماعته مقبلون، فقبلت يده فرآها صبية مليحة فحبها وقال لها: أي شيء تطلبين? فقالت له: هل أنت المقدم أحمد الدنف? فقال: لا بل أنا من جماعته واسمي علي كتف الجمل فقالت لهم: أين تذهبون? فقال: نحن دائرون نفتش على عجوز نصابة أخذت أرزاق الناس ومرادنا أن نقبض عليها، ولكن من أنت وما شأنك? فقالت: إن أبي كان خماراً في الموصلي فمات وخلف لي مالاً كثيراً فجئت هذه البلدة خوفاً من الحكام وسألت الناس من يحميني فقالوا لي: ما يحميك إلا المقدم أحمد الدنف، فقال لها جماعته: اليوم تجمعين به فقالت لهم: اقصدوا جبر خاطري بلقمة وشربة ماء.
فلما أجابوها أدخلتهم فأكلوا وسكروا وحطت لهم البنج فبنجتهم وقلعتهم حوائجهم ومثل ما عملت فيهم عملت في الباقي فدار أحمد الدنف يفتش على دليلة فلم يجدها ولم ير من أتباعه أحد إلى أن أقبل على الصبية فقبلت يده فرآها فحبها فقالت له: أنت المقدم أحمد الدنف? فقال لها: نعم ومن أنت? قالت: غريبة من الموصل وأبي كان خماراً ومات وخلف لي مالاً كثيراً وجئت به إلى هنا خوفاً من الحكام، ففتحت هذه الخمارة فجعل الوالي علي قانوناً ومرادي أن أكون في حمايتك والذي يأخذه الوالي أنت أولى به فقال أحمد الدنف: لا تعطيه شيئاً ومرحباً بك فقالت له: اقصد جبر خاطري وكل طعامي، فدخل وأكل وشرب مداماً فانقلب من السكر فبنجته وأخذت ثيابه وحملت الجميع على فرس البدوي وحمار الحمار وأيقظت علياً كتف الجمل وراحت، فلما أفاق رأى نفسه عرياناً ورأى أحمد الدنف والجماعة مبنجين فأيقظهم بضد البنج فلما أفاقوا رأوا أنفسهم عرايا، فقال أحمد الدنف: ما هذا الحال يا شباب نحن دائرون لنصطادها فاصطادتنا هذه العاهرة يا فرحة حسن شومان فينا ولكن اصبر حتى تدخل العتمة ونروح، وكان حسن شومان قال للنقيب: أين الجماعة فبينما هو يسأل عنهم وإذا بهم قد أقبلوا وهم عرايا فأنشد حسن شومان هذين البيتين: والناس مشتبهون في ايرادهـم وتباين الأقوال في الأصـدار
ومن الرجال معالم ومجاهـل ومن النجوم غوامض ودراري
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية والستين بعد الستمائة




قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن حسن شومان قال للجماعة: من لعب عليكم وأعراكم? فقالوا: تعهدنا بعجوز نفتش عليها ولا أعرانا إلا صبية مليحة، فقال حسن شومان: نعم ما فعلت بكم فقالوا: هل أنت تعرفها يا حسن، فقال: أعرفها وأعرف العجوز، فقالوا له: أي شيء تقول عند الخليفة? فقال شومان: يا دنف نفض طوقك قدامه فإن قال لك لأي شيء ما قبضت عليها فقل أنا ما أعرفها والزم بها حسن شومان فإن ألزمني بها فأنا أقبضها وباتوا فلما أصبحوا طلعوا ديوان الخليفة فقبلوا الأرض بين يديه، فقال الخليفة: أين العجوز يا مقدم أحمد? فنفض طوقه فقال: لأي شيء فقال: أنا ما أعرفها والزم بها حسن شومان فإنه يعرفها هي وبنتها، وقال: إنها ما عملت هذه الملاعب طمعاً في حوائج الناس ولكن بيان شطارتها وشطارة بنتها لأجل أن ترتب لها راتب زوجها ولبنتها مثل راتب أبيها فشفع فيها شومان من القتل وهو يأتي بها فقال الخليفة: وحياة أجدادي إن أعادت حوائج الناس عليها الأمان وهي في شفاعتك فقال شومان أعطني الأمان يا أمير المؤمنين فقال له: هي في شفاعتك وأعطاه منديل الأمان، فقال الخليفة هي في كرامتك تعالي يا عجوز ما اسمك? فقالت: لها: أين أمك? فقالت: موجودة، فقال: قولي لها تجيء بحوائج الناس وتذهب معي لتقابل الخليفة وقد جئت لها بمنديل الأمان فإن كانت لا تجيء حوائج الناس مع حمار الحمار وفرس البدوي، فقال لها شومان: احضري ثياب كبيري وثياب جماعته فقالت والاسم الأعظم أني ما أعريتهم، فقال: صدقت ولكن هذا منصف بنتك زينب وهذه جميلة معك، وسار وهي معه إلى ديوان الخليفة فتقدم حسن وعرض حوائج الناس على الخليفة، وقدم دليلة بين يديه فلما رآها أمر برميها في بقعة الدم، فقالت: أنا في جيرتك يا شومان فقام شومان وقبل أيادي الخليفة وقال له: العفو أنت أعطيتها الأمان، فنزل شومان وراح إلى دليلة فصاح عليها فجاوبته بنتها زينب فقال اسمي دليلة فقالت: ما أنت إلا حيالة محتالة فلقبت بدليلة المحتالة، ثم قال لها: لأي شيء عملت هذه المناصف وأتعبت قلوبنا? فقالت: أنا ما فعلت هذه الفعال بقصد الطمع في متاع الناس ولكن سمعت بمناصف أحمد الدنف التي لعبها في بغداد ومناصف حسن شومان فقلت: أنا الأخرى أعمل مثلها وقد رددت حوائج الناس إليهم فقام الحمار وقال: شرع الله بيني وبينها فإنها ما كفاها أخذ حماري حتى سلطت علي المزين المغربي فقلع أضراسي وكواني في أصداغي كيين.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة والستين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الحمار لما قام وقال: شرع الله بيني وبينها فإنها ما كفاها أخذ حماري، حتى سلطت المزين المغربي فقلع أضراسي وكواني في أصداغي كيين، أمر الخليفة للحمار بمائة دينار وللصباغ بمائة دينار وقال: انزل عمر مصبغك فدعوا للخليفة ونزلا وأخذ البدوي حوائجه وحصانه وقال: حرام علي دخول بغداد وأكل الزلابية بالعسل وكل من كان له شيء أخذه وانفضوا كلهم. هذا ما جرى لدليلة المحتالة في مدينة بغداد
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:57 PM   رقم المشاركة : ( 688 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

وأما ما كان من أمر علي الزيبق المصري فإنه كان شاطراً بمصر في زمن رجل يسمى صلاح المصري مقدم ديوان مصر وكان له أربعون تابعاً وكان أتباع صلاح المصري يعملون للشاطر علي ويظنون أنه يقع فيها فيفتشون عليه فيجدونه قد هرب كما يهرب الزيبق، فمن أجل ذلك لقبوه بالزيبق المصري ثم إن الشاطر علي كان جالساً يوماً من الأيام في قاعة بين أتباعه فانقبض عليه وضاق صدره فرآه نقيب القاعة قاعداً عابس الوجه فقال له مالك يا كبيري إن ضاق صدرك فشق شقة في مصر فإنه يزول عنك الهم إذا مشيت في أسواقها فقام وخرج ليشق في مصر فازداد غماً وهماً فمر على خمارة فقال لنفسه ادخل وأسكر فدخل فرأى في الخمارة سبعة صفوف من الخلق فقال: يا خمار أنا ما أقعد إلا وحدي فأجلسه الخمار في طبقة وحده وأحضر له المدام فشرب حتى غاب عن الوجود ثم طلع من الخمارة وسار في مصر، ولم يزل سائراً في شوارعها حتى وصل إلى الدرب الأحمر وخلت الطريق قدامه من الناس هيبة له فالتفت فرأى رجل سقاء يسقي بالكوز، ويقول في الطريق: يا معوض ما شراب إلا من زبيب ولا وصال إلا من حبيب ولا يجلس في الصدر إلا لبيب فقال له: تعال اسقني فنظر إليه السقاء وأعطاه الكوز فطل في الكوز وخضه وكبه على الأرض فقال له السقاء: أما تشرب? فقال: اسقني فملأه وخضه وكبه في الأرض وثالث مرة كذلك، فقال له: إن كنت ما تشرب أروح فقال: اسقني فملأ الكوز وأعطاه إياه فأخذه منه وشرب، ثم أعطاه ديناراً وإذا بالسقاء نظر إليه واستقل به وقال له: أنعم بك يا غلام صغار قوم كبار آخرين.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والستين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الشاطر علي لما أعطى السقاء ديناراً نظر إليه واستقل به وقال له: انعم بك صغار قوم كبار قوم آخرين فنهض الشاطر علي وقبض على جلاليب السقاء وسحب عليه خنجراً مثمناً كما قيل في هذين البيتين: اضرب بخنجرك العنيد ولا تخف أحداً سوى من سطوة الخـلاق
وتجنب الخلق الذميم ولا تـكـن أبداً بغير مـكـارم الأخـلاق
فقال: يا شيخ كلمني بمعقول فإن قربتك إن غلا ثمنها يبلغ ثلاثة دراهم والكوزان اللذان دلقتهما على الأرض مقدار رطل من الماء قال له: نعم قال له: فأنا أعطيتك ديناراً من الذهب ولأي شيء تستقل بي فهل رأيت أحداً أشجع مني أو أكرم مني? فقال له: رأيت أشجع منك، فإنه ما دامت النساء تلد على الدنيا لا شجاع ولا كريم فقال له: من الذي رأيت أشجع مني وأكرم مني? فقال له: اعلم أن لي واقعة من العجب وذلك أن أبي كان شيخ السقائين بالشرابية في مصر فمات وخلف لي خمسة جمال وبغلاً ودكاناً وبيتاً، ولكن الفقير لا يستغني وإذا استغنى مات فقلت في نفسي: أنا أطلع الحجاز فأخذت قطار جمال ومازلت أقترض حتى صار علي خمسمائة دينار وضاع مني جميع ذلك في الحج فقلت في نفسي: إن رجعت إلى مصر تحبسني الناس على أموالهم فتوجهت إلى الحج الشامي حتى وصلت إلى حلب وتوجهت من حلب إلى بغداد ثم سألت عن شيخ السقاءين ببغداد فدلوني عليه، فدخلت وقرأت الفاتحة، فسألني عن حالي فحكيت له جميع ما جرى لي، فأخلى دكاناً وأعطاني قربة وعدة وسرحت على باب الله، وطفت في البلد فأعطيت واحدا الكوز ليشرب فقال لي: لم آكل شيء حتى أشرب عليه لأنه مر علي بخيل في هذا اليوم وجاءني بقلتين بين يديه.
فقلت له: يا ابن الخسيس هل أطعمتني شيئاً حتى تسقيني عليه فرح يا سقاء حتى آكل شيئا وبعد ذلك اسقني فجئت للثاني فقال: الله يرزقك فصرت على هذا الحال إلى وقت الظهر ولم يعطني أحد شيء فقلت: يا ليتني ما جئت إلى بغداد وإذا أنا بناس يسرعون في الجري فتبعتهم فرأيت موكباً عظيماً منجراً اثنين اثنين وكلهم بالطواقي والشدود والبرانس واللبد والفولاذ فقلت لواحد: هذا موكب من? فقال: موكب المقدام أحمد الدنف.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والستين بعد الستمائة


قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن أن السقاء قال: فسألت واحداً من الموكب فقال لأحمد الدنف فقلت له: أي شيء رتبته? فقال: مقدم الديوان ومقدم بغداد وعليه درك البر وله على الخليفة في كل شهر ألف دينار وهم نازلون من الديوان إلى قاعتهم وإذا بأحمد الدنف رآني فقال: تعال اسقني فملأت الكوز وأعطيته إياه، فخضه وكبه وثاني مرة كذلك وثالث مرة شرب رشفة مثلك وقال: يا سقاء من أين أنت? فقلت له: من مصر فقال: حيا الله مصر وأهلها وما سبب مجيئك إلى هذه المدينة? فحكيت له قصتي وأفهمته أني مديون وهربان من الدين والعيلة فقال: مرحباً بك ثم أعطاني خمسة دنانير وقال لأتباعه: اقصدوا وجه الله وأحسنوا إليه فأعطاني كل واحد دينار وقال: يا شيخ ما دمت في بغداد ذلك علينا لك كلما أسقيتنا، فصرت أتردد عليهم وصار يأتيني الخير من الناس ثم بعد أيام أحصيت الذي اكتسبته منهم فوجدته ألف دينار، فقلت في نفسي: صار رواحك إلى البلاد أصوب فرحت له القاعة وقبلت يديه فقال: أي شيء تطلب? فقلت له: أريد السفر، وأنشدته هذين البيتين: اقامات الغريب بـكـل أرض كبنيان القصور على الـرياح
يهب الريح تهـدم الـبـنـايا لقد عزم الغريب على الرواح
وقلت له: إن القافلة متوجهة إلى مصر ومرادي أن أروح إلى عيالي فأعطاني بغلة ومائة دينار وقال: غرضنا أن نرسل معك أمانة يا شيخ فهل أنت تعرف أهل مصر? فقلت له: نعم.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والستين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن السقاء لما قال: إن أحمد الدنف أعطاني بغلة ومائة دينار وقال: غرضنا أن نرسل معك أمانة فهل أنت تعرف أهل مصر? قال السقاء: نعم فقال: خذ هذا الكتاب وأوصله إلى علي الزيبق المصري، وقل له: كبيرك يسلم عليك وهو الآن عند الخليفة، فأخذت منه الكتاب وسافرت حتى دخلت مصر فرآني أرباب الديون فأعطيتهم الذي علي ثم عملت سقاء ولم أوصل الكتاب لأني لم أعرف قاعة علي الزيبق المصري، فقال له: يا شيخ طب نفساً وقر عيناً فأنا علي الزيبق المصري أول صبيان المقدم أحمد الدنف فهات الكتاب فأعطاه إياه، فلما فتحه وقرأه رأى فيه هذين البيتين: كتبت إلـيك يا زين الـمـلاح على ورق يسير مع الـرياح
ولو أني أطير لطرت شـوقـا وكيف يطير مقصوص الجناح
وبعد فالسلام من المقدم أحمد الدنف إلى أكبر أولاده علي الزيبق المصري والذي نعلمك به أني تقصدت صلاح الدين المصري ولعبت معه مناصف حتى دفتنته بالحياة وأطاعتني صبيانه ومن جملتهم علي كتف الجمل وتوليت مقدم مدينة بغداد في ديوان الخليفة ومكتوب على درك البر، فإن كنت ترعى العهد الذي بيني وبينك فأت عندي لعلك تلعب منصفاً في بغداد يقربك من خدمة الخليفة، فيكتب لك جامكية وجراية ويعمل لك قاعة وهذا هو المرام والسلام.


فلما قرأ الكتاب قبله وحطه على رأسه وأعطى السقاء عشرة دنانير بشارة ثم توجه إلى القاعة ودخل على صبيانه، وأعلمهم بالخبر وقال لهم: أوصيكم ببعضكم ثم قلع ما كان عليه ولبس مشلحاً وطربوشاً وأخذ عليه فيها مزراق من عود القناطر له أربعة وعشرون ذرعاً وهو معشق في بعضه، فقال له النقيب: أتسافر والمخزن قد فرغ? فقال له: إذا وصلت إلى الام أرسل إليكم ما يكفيكم وسار إلى حال سبيله فلحق ركباً مسافراً فرأى فيه شاه بندر التجار ومعه أربعون تاجراً قد حملوا حمولهم وحمول شاه بندر التجار على الأرض ورأى مقدمه رجلاً شامياً وهو يقول للبغالين: واحد منكم يساعدني فسبوه وشتموه فقال في نفسه: لا يحسن سفري إلا مع هذا المقدم، وكان علي أمرداً مليحاً فتقدم إليه وسلم عليه فرحب به وقال له: أي شيء تطلب? فقال له: يا عمي رأيتك وحيداً وحمولتك أربعون بغلاً ولأي شيء ما جئت لك بناس يساعدونك? فقال: يا ولدي قد اكتريت ولدين وكسوتهما ووضعت لكل واحد في جيبه مائتي دينار فساعداني إلى الخانكة وهربا، فقال له: وإلى أين تذهبون? قال: إلى حلب فقال له: أنا أساعدك فحملوا الحمول وساروا وركب شاه بندر التجار بغلته وسار ففرح المقدم الشامي بعلي وعشقه إلى أن أقبل الليل فنزلوا وأكلوا وشربوا فجاء وقت النوم فحط علي جنبه وجعل نفسه نائماً فنام المقدم قريباً منه، فقام علي من مكانه وقعد على باب صيوان التاجر فانقلب المقدم وأراد أن يأخذ علياً في حضنه فلم يجده، فقال في نفسه: لعله واعد واحداً فأخذه ولكن أنا أولى وفي غير هذه الليلة أحجزه، وأما علي فإنه لم يزل على باب صيوان التاجر إلى أن قرب الفجر فجاء ورقد عند المقدم.
فلما استيقظ المقدم وجده فقال في نفسه: إن قلت له أين كنت يتركني ويروح ولم يزل يخادعه إلى أن أقبلوا إلى مغارة في غابة وفي تلك الغابة سبع كاسر، وكلما تمر قافلة يعملون القرعة بينهم فكل من خرجت عليه القرعة يرمونه للسبع فعملوا القرعة فلم تخرج إلا على شاه بندر التجار، وإذا بالسبع قطع عليهم الطريق ينتظر الذي يأخذه من القافلة فصار شاه بندر التجار في كرب شديد وقال للمقدم: الله يخيب كعبك وسفرتك ولكن وصيتك بعد موتي أن تعطي أولادي حمولي، فقال الشاطر علي: ما سبب هذه الحكاية? فأخبروه بالقصة.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والستين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن التجار أخبروا علي المصري بالقصة فقال: ولأي شيء تهربون من قط البر? فأنا ألتزم لكم بقتله، فراح المقدم إلى التاجر وأخبره فقال: إن قتله أعطيته ألف دينار وقال بقية التجار: ونحن كذلك نعطيه، فقام علي وخلع المشلح فبان عليه عدة من بولاد فأخذ شريط بولاد وفرك لولبه وانفرد قدام السبع وصرخ عليه فهجم عليه السبع فضربه علي المصري بالسيف بين عينيه فقسمه نصفين، والمقدم والتجار ينظرونه قال للمقدم: لا تخف يا عمي فقال: يا ولدي أنا بقيت صبيك، فقام التاجر واحتضنه وقبله بين عينيه وأعطاه الألف دينار وكل تاجر أعطاه عشرين ديناراً، فحط جميع المال عند التاجر وباتوا وأصبحوا عامدين إلى بغداد فوصلوا إلى غابة الأساد ووادي الكلاب وإذا فيه رجل بدوي عاص قاطع الطريق ومعه قبيلة فطلع عليهم فولت الناس من بين أيديهم، فقال التاجر: ضاع مالي وإذا بعلي أقبل عليهم وهو لابس جلد ملآناً جلاجل واطلع المزارق وركب عقله في بعضها واختلس حصاناً من خيل البدوي وركبه وقال للبدوي: بازني بالرمح وهز الجلاجل فجفلت فرس البدوي من الجلاجل وضرب مزارق البدوي فكسره وضربه على رقبته فرمى دماغه فنظره قومه فانطبقوا على علي فقال: الله أكبر ومال عليهم فهزمهم وولوا هاربين، ثم رفع دماغ البدوي على رمح وأنعم عليه التجار وسافروا حتى وصلوا إلى بغداد فطلب الشاطر علي المال من التاجر، فأعطاه إياه فسلمه إلى المقدم وقال له: حين تروح مصر اسأل عن قاعتي وأعط المال لنقيب القاعة، ثم بات علي ولما أصبح دخل المدينة وشق فيها وسأل عن قاعة أحمد الدنف فلم يدله أحد عليها ثم تمشى حتى وصل إلى ساحة النفض فرأى أولاداً يلعبون وفيهم ولد يسمى أحمد اللقيط فقال علي: لا تأخذ أخبارهم إلا من صغارهم.
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 10:59 PM   رقم المشاركة : ( 689 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فالتفت علي فرأى حلوانياً فاشترى منه حلاوة وصاح على الأولاد وإذا بأحمد اللقيط طرد الأولاد عنه ثم تقدم هو وقال لعلي: أي شيء تطلب? قال له: أنا كان معي ولد مات فرأيته في المنام يطلب حلاوة فاشتريتها فأريد أن أعطي لكل ولد قطعة فنظرها فرأى فيها ديناراً لاصقاً بها فقال له: رح أنا ما عندي فاحشة واسأل عني فقال: يا ولدي ما يأخذ الكراء إلا شاطر وأنا درت في البلد أفتش عن قاعة أحمد الدنف فلم يدلني عليها أحد وهذا الدينار كرائك، فقال له:أنا أروح أجري قدامك وأنت تجري ورائي إلى أن أصل القاعة فآخذ في رجلي حصوة فأرمها على الباب فتعرفها فجرى الولد وجرى علي وراءه إلى أن أخذ الحصوة برجله ورماها على باب القاعة فعرفها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والستين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن أحمد اللقيط لما جرى قدام الشاطر علي وأراه القاعة وعرفها قبض على الولد وأراد أن يخلص منه الدينار فلم يقدر فقال له: رح تستاهل الإكرام لأنك ذكي كامل العقل والشجاعة وإن شاء الله تعالى إن عملت مقدماً عند الخليفة أجعلك من صبياني فراح الولد، وأما علي الزيبق المصري فإنه أقبل على القاعة وطرق الباب، فقال أحمد الدنف: يا نقيب افتح الباب هذه طرقة علي الزيبق المصري، ففتح له الباب ودخل على أحمد الدنف وسلم وقابله بالعناق وسلم عليه الأربعون ثم إن أحمد الدنف ألبسه حلة وقال له: إني لما ولاني الخليفة مقدماً عنده كسى صبياني فأبقيت لك هذه الحلة، ثم أجلسوه في صدر المجلس بينهم وأحضروا له الطعام فأكلوا والشراب فشربوا وسكروا إلى الصباح، ثم قال أحمد الدنف لعلي المصري: إياك أن تشق في بغداد بل استمر جالساً في هذه القاعة، فقال له: لأي شيء فهل جئت لأحبس أنا ما جئت إلا لأجل أن أتفرج.
فقال له: يا ولدي لا تحسب أن بغداد مثل مصر هذه بغداد محل الخلافة وفيها شطارى كثيرون وتنبت فيها الشطارة كما ينبت البقل في الأرض فأقام علي في القاعة ثلاثة أيام، فقال أحمد الدنف لعلي المصري: أريد أن أقربك عند الخليفة لأجل أن يكتب لك جامكية فقال له: حتى يؤون الأوان فترك سبيله ثم إن علياً كان قاعداً في القاعة يوماً من الأيام فانقبض قلبه وضاق صدره فقال لنفسه: قم شق في بغداد وينشرح صدرك فخرج وسار من زقاق إلى زقاق فرأى في وسط السوق دكاناً فدخل وتغدى فيه وطلع يغسل يديه وإذا بأربعين عبداً بالشريطات البولاد واللبد وهم سائرون اثنين اثنين وآخر الكل دليلة المحتالة راكبة فوق بغلة وعلى رأسها خوذة مطلية بالذهب وبيضة من بولاد وزردية وما يناسب ذلك، وكانت دليلة نازلة من الديوان ذاهبة إلى الخان. فلما رأت علياً الزيبق المصري تأملت فيه فرأته يشبه أحمد الدنف في طوله وعرضه وعليه عباء وبرنص وشريط من بولاد ونحو ذلك والشجاعة لائحة عليه تشهد له ولا تشهد عليه فسارت في الخان واجتمعت ببنتها زينب وأحضرت تخت رمل فضربت الرمل فطلع لها اسمه علي المصري وسعده غالب على سعدها وسعد بنتها زينب، فقالت لها: أي شيء ظهر لك حين ضربت هذا التخت? فقالت: أنا رأيت اليوم شاباً يشبه أحمد الدنف وخائفة أن يسمع أنك أعريت أحمد الدنف وصبيانه فيدخل الخان ويلعب معنا منصفا لأجل أن يخلص ثأر كبيره وثأر الأربعين، وأظن أنه نازل في قاعة أحمد الدنف فقالت لها بنتها زينب: أي شيء هذا أظن أنك حسبت حسابه ثم لبست بدلة من أفخر ما عندها وخرجت تشق في البلد.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والستين بعد الستمائة


قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن زينب بنت الدليلة المحتالة خرجت تشق البلد فلما رآها الناس يتعشقون فيها وهي توعد وتخلف وتسمع وتسطح وسارت من سوق إلى سوق حتى رأت علياً المصري مقبلاً عليها فزاحمته بكتفها والتفتت وقالت: الله يحيي أهل النظر فقال لها: أنت متزوجة أو عازبة? فقالت: متزوجة فقال لها: عندي أو عندك? فقالت: أنا بنت تاجر وزوجي تاجر وعمري ما خرجت إلا في هذا اليوم وما ذاك إلا أني طبخت طعاماً وأردت أن آكل فما لقيت لي نفساً ولما رأيتك وقعت محبتك في قلبي فهل يمكن أن تقصد جبر قلبي وتأكل عندي لقمة? فقال لها: من دعي فليجيب، ومشت وتبعها من زقاق إلى زقاق، ثم قال في نفسه وهو ماش خلفها: كيف تفعل وأنت غريب وقد ورد من زنى في غربته رده الله خائباً ولكن ادفعها عنك بلطف، ثم قال: خذي هذا الدينار واجعلي الوقت غير هذا فقالت له: والاسم الأعظم ما يمكن إلا أن تروح معي هذا البيت وأستضيفك فتبعها إلى أن وصلت باب دار عليها بوابة عالية والضبة مغلقة، فقالت له افتح هذه الضبة فقال لها: وأين مفتاحها? فقالت له: ضاع فقال لها: كل من فتح ضبة بغير مفتاح يكون مجرماً وعلى الحاكم تأديبه وأنا لا أعرف شيئاً حتى أفتحها بلا مفتاح فكشف الإزار عن وجهها فنظرها نظرة أعقبته ألف حسرة ثم أسبلت ازارها في الضبة وقرأت أسماء موسى ففتحها بلا مفتاح. ودخلت فتبعها فرأى سيوفاً وأسلحة من البولاد ثم إنها خلعت الازار وقعدت معه فقال في نفسه استوف ما قدره الله عليك ثم مال عليها يأخذ قبلة من خدها فوضعت كفها على خدها وقالت له: ما صفاء إلا في الليل وأحضرت سفرة طعام ومدام فأكلا وشربا وقامت ملأت الإبريق من البئر وكبت على يديه فغسلهما فبينما هما كذلك وإذا بها دقت على صدرها وقالت: إن زوجي كان عنده خاتم من ياقوت مرهون على خمسمائة دينار فلبسته فجاء واسعاً فضيقته بشمعة، فلما أدليت الدلو سقط الخاتم في البئر، ولكن التفت إلى جهة الباب حتى أتعرى وأنزل البئر لأجيء به، فقال لها: عيب علي أن تنزلي وأنا موجود فما ينزل إلا أنا فقلع ثيابه وربط نفسه في السلة وأدلته في البئر وكان الماء فيه غزيراً، ثم قالت له: إن السلة قد قصرت مني ولكن فك نفسك وانزل، ففك ونزل في الماء وغطس فيه قامات ولم يحصل قرار البئر، وأما هي فإنها لبست إزارها وأخذت ثيابه وراحت إلى أمها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السبعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن علياً المصري لما نزل في البئر وزينب أخذت ثيابه راحت إلى أمها وقالت لها: قد أعريت علياً المصري وأوقعته في بئر الأمير حسن صاحب الدار وهيهات أن يخلص وأما الأمير حسن صاحب الدار فإنه كان في وقتها غائباً في الديوان، فلما أقبل رأى بيته مفتوحاً فقال للسائس: لأي شيء ما أغلقت الضبة? فقال: يا سيدي إني أغلقتها بيدي فقال: وحياة راسي إن بيتي قد دخله حرامي، ثم دخل الأمير حسن وتلفت في البيت فلم يجد أحداً، فقال للسائس املأ الإبريق حتى أتوضأ فأخذ السائس الدلو وأدلاه، فلما سحبه وجده ثقيلاً فطل في البئر فرأى شيئاً قاعدا في السطل فلقاه في البئر ثانياً ونادى وقال: يا سيدي قد طلع لي عفريت من البئر.




فقال له الأمير حسن: رح هات أربعة فقهاء يقرؤون القرآن عليه حتى ينصرف فلما أحضر الفقهاء، قال لهم: احتاطوا بهذا البئر واقرؤوا على هذا العفريت ثم جاء العبد والسائس وأنزلا الدلو وإذا بعلي المصري تعلق به وخبأ نفسه في الدلو وصبر حتى صار قريباً منهم ووثب من الدلو وقعد بين الفقهاء فصاروا يلطشون بعضهم بعضاً ويقولون: عفريت، عفريت فرآه الأمير حسن غلاماً إنسياً فقال له: هل أنت حرامي? فقال: لا، فقال: ما سبب نزولك في البئر? فقال له: أنا نمت واحتلمت فنزلت لأغتسل في بحر الدجلة فغطست فجذبني الماء تحت الأرض حتى خرجت من هذا البئر فقال له: قل الصدق فحكى له جميع ما جرى له فأخرج من البيت بثوب قديم، فتوجه إلى قاعة أحمد الدنف وحكى له ما وقع له فقال: ما قلت لك إن بغداد فيها نساء تلعب على الرجال فقال علي كتف الجمل: بحق الاسم الأعظم أن تخبرني كيف تكون رئيس فتيان مصر وتعريك صبية فصعب عليه ذلك وندم فكساه أحمد الدنف بدلة غيرها، ثم قال له حسن شومان: هل أنت تعرف الصبية? فقال: لا، فقال: هذه زينب بنت الدليلة المحتالة بوابة خان الخليفة فهل وقعت في شبكتها يا علي? قال: نعم، فقال له: يا علي إن هذه أخذت ثياب كبيرك وثياب جميع صبيانه، فقال: هذا عار عليكم، فقال له: وأي شيء مرادك? فقال: مرادي أن أتزوج بها فقال له: هيهات سل فؤادك عنها.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الواحدة والسبعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن حسن شومان قال لعلي المصري هيهات سل فؤادك عنها فقال له: وما حيلتي في زواجها يا شومان? فقال مرحباً بك إن كنت تشرب من كفي وتمشي تحت رايتي بلغت مرادك منها، فقال له: نعم، فقال له: يا علي اقلع ثيابك فقلع ثيابه وأخذ قدراً وغلى فيه شيئاً مثل الزفت ودهنه به فصار مثل العبد الأسود ودهن شفتيه وخديه وكحله بكحل أحمر وألبسه ثياب خدام وأحضر عنده سفرة كباب ومدام، وقال له: إن في الخان عبداً طباخاً وأنت صرت شبيهه ولايحتاج من السوق إلا اللحمة والخضار فتوجه إليه بلطف وكلمه بكلام العبيد وسلم عليه، وقل له: أنا من زمان ما اجتمعت بك في البوظة فيقول لك: أنا مشغول وفي رقبتي أربعون عبداً أطبخ لهم سماطاً في الغداء وسماطاً في العشاء وأطعم الكلاب وسفرة لدليلة وسفرة لبنتها زينب، ثم قال له: تعال نأكل كباباً ونشرب بوظة وادخل وإياه القاعة واسكره، ثم اسأله عن الذي يطبخه كم لون هو وعن أكل الكلاب وعن مفتاح المطبخ وعن مفتاح الكوار فإنه يخبرك لأن السكران يخبر بجميع ما يكتمه في حال صحوه، وبعد ذلك بنجه والبس ثيابه وخذ السكاكين في وسطك وخذ مقطف الخضار واذهب إلى السوق واشتر اللحم والخضار، ثم ادخل المطبخ والكرار واطبخ الطبيخ ثم اغرفه وخذ الطعام وادخل به على دليلة في الخان وحط البنج في الطعام حتى تبنج الكلاب والعبيد ودليلة وبنتها زينب ثم اطلع القصر وائت بجميع الثياب منه، وإن كان مرادك أن تتزوج بزينب تجيء معك بالأربعين طيراً التي تحمل الرسائل فطلع فرأى العبد الطباخ فسلم عليه وقال له: مر زمان ما اجتمعنا بك في البوظة فقال له: أنا مشغول بالطبيخ للعبيد والكلاب فأخذه وأسكره وسأله عن الطبيخ كم لون هو فقال له: كل يوم خمسة ألوان في العشاء، وطلبوا مني أمس لوناً سادساً وهو الزردة ولوناً سابعاً وهو طبيخ حب الرمان، فقال: وأي شيء حال السفرة التي تعملها? فقال: أودي السفرة إلى زينب، وبعدها أودي سفرة لدليلة وأعشي العبيد وبعدهم أعشي الكلاب وأطعم كل واحد كفايته من اللحم، وأقل ما يكفيه رطل وأنسته المقادير أن يسأله عن المفاتيح ثم قلعه ثيابه ولبسها هو وأخذ المقطف وراح إلى السوق وأخذ اللحم والخضار.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية والسبعين بعد الستمائة
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 11:01 PM   رقم المشاركة : ( 690 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن علياً المصري لما بنج العبد الطباخ أخذ السكاكين وحطها في حزامه وأخذ مقطف الخضار، ثم ذهب إلى السوق واشترى اللحم والخضار، ثم رجع ودخل الخان فرأى دليلة قاعدة تنفذ الداخل والخارج ورأى الأربعين عبداً مسلحين فقوي قلبه، فما رأته دليلة عرفته فقالت له: ارجع يا رئيس الحرامية أتعمل علي منصفاً في الخان، فالتفت علي المصري وهو في صورة العبد إلى دليلة وقال لها: ما تقولين يا بوابة? فقالت له: ماذا صنعت بالعبد الطباخ? وأي شيء فعلت فيه فهل قتلته أو بنجته? فقال لها: أي طباخ فهل هناك طباخ غيري? فقالت: تكذب أنت يا علي الزيبق المصري فقال لها بلغة العبيد: هل المصريين بيضاً أو سوداً أنا ما بقيت أخدم، فقال العبيد: ما لك يا ابن عمنا فقالت دليلة: ماذا هو ابن عمك هذا علي الزيبق المصري وكأنه بنج ابن عمكم أو قتله، فقالوا: هذا ابن عمنا سعد الله الطباخ، فقالت لهم: ما هو ابن عمكم بل هو علي المصري وصبغ جلده فقال لها: من علي? أنا سعد الله فقالت: إن عندي دهان الاختبار وجاءت بدهان فدهنت به ذراعيه وحكته فلم يطلع السواد فقال العبيد: خليه يروح ليعمل لنا الغداء فقالت لهم: إن كان ابن عمكم يعرف أي شيء طلبتم منه ليلة أمس، ويعرف كم لون يطبخ في كل يوم فسألوه عن الألوان وعما طلبوه ليلة أمس فقال: عدس وأرز وشربة ويخني وماء وردية ولون سابع وهو حب الرمان وفي العشاء مثلها فقال العبيد: صدقت فقالت لهم: ادخلوا معه فإن عرف المطبخ والكرار فهو ابن عمكم وإلا فاقتلوه لأن الطباخ قد ربى قطاف كلما يدخل الطباخ يقف القط على باب المطبخ ثم ينط على أكتافه إذا دخل.
فلما دخل ورآه القط نط على أكتافه، فرماه فجرى قدامه إلى المطبخ فلحظ أن القط ما وقف إلا على باب المطبخ فأخذ المفاتحي فرأى مفتاحاً عليه أثر الريش فعرف أنه مفتاح المطبخ ففتحه وحط الخضار وخرج فجرى القط قدامه وعمد إلى باب الكرار فلحظ أنه الكرار فأخذ المفاتيح فرأى مفتاحاً عليه أثر الدهان فعرف أنه مفتاح الكرار ففتحه، فقال العبيد: يا دليلة لو كان غريباً ما عرف المطبخ والكرار، ولا يعرف مفتاح كل مكان من بين المفاتيح وإنما هذا ابن عمنا سعد الله.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة والسبعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن العبيد قالوا لدليلة المحتالة: هذا ابن عمنا سعد الله فقالت: إنما عرف الأماكن فقط وميز المفاتيح من بعضها بالقرينة وهذا الأمر لا يدخل علي ثم إنه دخل المطبخ وطبخ الطعام وطلع سفرة إلى زينب فرأى جميع الثياب في قصرها ثم نزل وطلع سفرة لدليلة وغدى العبيد وأطعم الكلاب وفي العشاء كذلك وكان الباب يفتح ولا يقبل إلا في الغداة والعشاء، ثم إن علياً قادم ونادى في الخان يا سكان الخان قد سهرت العبيد للحرس وأطلقنا الكلاب وكل من يطلع لا يلوم إلا نفسه، وكان علي قد أحضر العشاء للكلاب وحط فيه السم، ثم قدمه إليها فلما أكلته ماتت وبنج جميع العبيد ودليلة وبنتها زينب، ثم طلع فأخذ جميع الثياب وحمام البطاقة وفتح الخان وخرج وسار إلى أن وصل إلى القاعة، فرآه حسن شومان فقال له: أي شيء فعلت? فحكى له جميع ما كان فشكره، ثم إنه قام إلى ثيابه وغلى الماء وغسله فعاد أبيض كما كان، وراح إلى العبد وألبسه ثيابه وأيقظه من البنج فقام العبد وذهب إلى الخضري فأخذ الخضار ورجع إلى الخان، هذا ما كان من أمر علي الزيبق المصري.


وأما ما كان من أمر الدليلة المحتالة فإنه طلع من طبقها رجل تاجر من السكان عندما لاح الفجر فرأى باب الخان مفتوحاً والعبيد مبنجة والكلاب ميتة فنزل إلى دليلة فرآها مبنجة وفي رقبتها ورقة ورأى عند رأسها سفنجة ضد البنج فحطها على مناخيرها فأفاقت، فلما أفاقت قالت: أين أنا? فقال لها التاجر: أنا نزلت فرأيت باب الخان مفتوحاً ورأيتك مبنجة، وكذلك العبيد أما الكلاب فرأيتها ميتة فأخذت الورقة فرأيت فيها ما عمل هذا إلا علي المصري ثم قالت للعبيد: اكتموا هذا الأمر وقالت لبنتها: كم قلت إن علياً ما بخلي ثأره وقد عمل هذا العمل في نظير ما فعلت معه وكان قادراً أن يفعل معك شيء غير هذا، ولكنه اقتصر على هذا إبقاء للمعروف وطالباً للمحبة بيننا، ثم إن دليلة خلعت لباس الفتوة ولبست لباس النساء وربطت المحرمة في رقبتها وقصدت قاعة أحمد الدنف وكان علي حين دخل القاعة بالثياب وحمام الرسائل قام شومان وأعطى للنقيب حق أربعين حمامة فاشتراها وطبخها بين الرجال وإذا بدليلة تدق الباب، فقال أحمد الدنف: هذه دقة دليلة قم افتح لها يا نقيب فقام وفتح لها فدخلت دليلة.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والسبعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن النقيب لما فتح القاعة لدليلة دخلت فقال لها شومان: ما جاء بك هنا يا عجوز النحس وقد تحزبت أنت وأخوك زريق السماك? فقالت: يا مقدم إن الحق علي على هذه رقبتي بين يديك ولكن الفتى الذي عملي معي هذا المنصف من هو منكم? فقال أحمد الدنف: هو أول صبياني فقالت له: أنت سياق الله عليه أنه يجيء لي بحمام الرسائل وغيره ونجعل ذلك إنعاماً علي، فقال حسن شومان: الله يقابلك بالجزاء يا علي لأي شيء طبخت ذلك الحمام? فقال عليك ليس عندي خبر أنه حمام رسائل، ثم قال أحمد الدنف: يا نقيب هات نائبها فأعطاها قطعة من حمامة ومضغتها فقالت: هاذا ما هو لحم طير الرسائل فإني أعلفه حب المسك ويبقى لحمه كالمسك، فقال لها شومان: إن كان مرادك أن تأخذي حمام الرسائل فأقضي حاجة علي المصري، فقالت: أي شيء حاجته? فقال لها: أن تزوجيه بنتك زينب، فقالت: أنا ما أحكم عليها إلا بالمعروف، فقال حسن لعلي المصري: أعطها الحمام فأعطاها إياه، فأخذته وفرحت به فقال شومان: لابد أن تردي علينا جواباً كافياً.
فقالت: إن كان مراده أن يتزوج بها فهذا المنصف الذي عمله ما هو شطارة والشطارة أن يخطبها من خالها المقدم زريق فإنه كان وكيلها الذي ينادي: يا رطل سمك بجديدين وقد علق في دكانه كيساً حط فيه من الذهب ألفين، فعندما سمعوها تقول ذلك قاموا وقالوا: ما هذا الكلام يا عاهرة إنما أردت أن تعدمينا أخانا علياً المصري، ثم إنها راحت من عندهم إلى الخان فقالت لبنتها: قد خطبك مني علي المصري، ففرحت لأنها أحبته لعفته عنها وسألتها عما جرى فحكت لها ما وقع وقالت: شرطت عليه أن يخطبك من خالك، وأوقعته في الهلاك.
وأما علي المصري فإنه التفت إليهم وقال إليهم ما شأن زريق وأي شيء يكون هو? فقالوا: هو رئيس فتيان أرض العراق يكاد أن ينقب الجبل ويتناول النجم ويأخذ الكحل من العين وهو في هذا الأمر ليس له نظير ولكنه تاب عن ذلك وفتح دكان سمك، فجمع من السماكة ألف دينار ووضعها في كيس وربط في الكيس قيطاناً من حرير ووضع في القيطان جلاجلاً وأجراساً من نحاس وربطه في وتد من داخل باب الدكان متصلاً بالكيس وكلما يفتح الدكان يعلق الكيس وينادي: أين أنتم يا شطار مصر ويا فتيان العراق ويا مهرة بلاد العجم زريق السماك علق كيس على وجه الدكان كل من يدعي الشطارة ويأخذه بحيلة فإنه يكون له فتأتي الفتيان من رصاص وهو يقلي ويوقد النار، فإذا جاء الطماع ليساهيه ويأخذه يضربه برغيف من رصاص فيتلفه أو يقتله، فيا علي إذا تعرضت له تكون كمن يلطم في الجنازة ولا يعرف من مات فما لك على مقارعته فإنه يخشى عليك منه ولا حاجة لك بزواجك زينب ومن ترك شيئاً عاش بلاه.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والسبعين بعد الستمائة


قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن حسن شومان ومن معه صاروا ينهون علي المصري بالعدول على زواج زينب بنت الدليلة المحتالة، فقال: هذا عيب يا رجال فلابد لي من أخذ الكيس ولكن هاتوا لي لبس صبية فأحضروا له لبس صبية فلبسه وتحنى وأرخى لثاماً وذبح خروفاً وأخذ دمه وطلع المصران ونظفه وعقده من تحت وملأه بالدم وربطه على فخذه ولبس عليه اللباس والخف وعمل نهدين من حواصل الطير وملأها باللبن وربط على بطنه بعض قماش ووضع بينه وبين بطنه قطناً وتحزم عليه بفوطة كلها نشاء قصار كل من ينظر يقول: ما أحسن هذا الكفل وإذا بحمار مقبل فأعطاه ديناراً وركب الحمار وسار به في جهة دكان زريق السماك فرأى الكيس معلقاً ورأى الذهب ظاهراً منه وكان زريق يقلي السمك، فقال علي: يا حمار ما هذه الرائحة? فقال له: رائحة سمك زريق فقال له: أنا امرأة حامل والرائحة تضرني هات لي منه قطعة سمك.
فقال الحمار لزريق: هل أصبحت تفوح الرائحة على النساء الحوامل أنا معي زوجة الأمير حسن شر الطريق قد شمت الرائحة وهي حامل فهات لها قطعة سمك لأن الجنين تحرك في بطنها، فقال زريق: يا ستار اللهم اكفنا شر هذا النهار، وأخذ قطعة سمك وأراد أن يقليها فانطفأت النار فدخل ليوقد النار وكان علي المصري قاعداً فاتكأ على المصران فقطعه فساح الدم من بين رجليه فقال: آه يا جنبي يا ظهري فالتفت الحمار فرأى الدم سائحاً فقال لها: ما لك يا سيدتي? فقال له وهو في صورة المرأة قد أسقطت الجنين فطل زريق فرأى الدم فهرب من الدكان وهو خائف فقال له الحمار: الله ينكد عليك يا زريق إن الصبية قد أسقطت الجنين وإنك ما تقدر على زوجها فلأي شيء أصبحت تفوح الرائحة وأنا أقول لك هات لها قطعة سمك فما ترضى، ثم أخذ الحمار حماره وتوجه إلى حال سبيله وحين هرب زريق داخل الدكان مد علي المصري يده إلى الكيس، فلما حصله خشخش الذهب الذي فيه وصلصلت الجلاجل والأجراس والحلق.
فقال زريق: ظهر خداعك يا علي أتعمل منصفاً علي وأنت في صورة صبية ولكن خذ ما جاءك وضربه برغيف من رصاص، فراح خائباً وحط يده في غيره فقام عليه الناس وقالوا: هل أنت سوق وإلا مضارب فإن كنت سوقياً فنزل الكيس واكف الناس شرك فقال لهم: باسم الله على الرأس، وأما علي فإنه راح إلى القاعة فقال له شومان: ما فعلت? فحكى له جميع ما وقع له ثم قلع لبس النساء وقال: يا شومان أحضر لي ثياب سائس فأحضرها له فأخذها ولبسها ثم أخذ صحناً وخمسة دراهم وراح لزريق السماك، فقال له: أي شيء تطلب يا أسطا? فأراه الدراهم في يده فأراد أن يعطي له من السمك الذي على الطبلية، فقال له: أنا ما آخذ إلا سمكاً سخناً فحط الطاجن وأراد أن يقليه فانطفأت النار فدخل ليوقدها فمد علي المصري يده ليأخذ الكيس فحصل طرفه فخشخشت الأجراس والحلق والجلاجل فقال له زريق: ما دخل على منصفك ولو جئتني في صورة سائس وأنا عرفتك من قبض يدك على الفلوس والصحن.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والسبعين بعد الستمائة



قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن علياً المصري لما مد يده ليأخذ الكيس خشخشت الأجراس والحلق، فقال له زريق: ما دخل علي منصفك ولو جئتني في صورة سائس فأنا عرفتك من قبض يدك على الفلوس والصحن وضربه رغيف من رصاص فزاغ عنه علي المصري، فلم ينزل الرغيف إلا في طاجن ملآن باللحم الساخن فانكسر ونزل بمرقته على كتف القاضي وهو سائر ونزل الجميع في عب القاضي حتى وصل إلى محاشمه فقال القاضي: يا محاشمي ما أقبحك يا شقي من عمل معي هذه العملة? فقال له الناس: يا مولانا هذا ولد صغير رجم بحجر فوقع في الطاجن ما دفع الله كان أعظم ثم التفتوا فوجدوا الرغيف الرصاص والذي رماه إنما زريق السماك فقاموا عليه وقالوا: ما يحل منك يا زريق نزل الكيس أحسن لك فقال: إن شاء الله أنزله، وأما علي المصري فإنه راح إلى القاعة ودخل على الرجال فقالوا له: أين الكيس? فحكى لهم جيمع ما جرى له فقالوا له: أنت أضعت ثلثي شطارته، فقلع ما عليه ولبس بدلة تاجر وخرج فرأى حاوياً معه جراب فيه ثعابين وجربندية فيها أمتعته، فقال له: يا حاوي مرادي أن تفرج أولادي وتأخذ إحساناً فأتى به إلى القاعة وأطعمه وبنجه ولبس بدلته وراح إلى زريق السماك وأقبل عليه وزمر بالزمارة فقال له: الله يرزقك وغذا به طلع الثعابين ورماها قدامه وكان زريق يخاف من الثعابين فهرب منها داخل الدكان فأخذ الثعابين ووضعها في الجراب ومد يده إلى الكيس فحصل طرفه فشن الحلق والجلاجل والأجراس فقال له: مازلت تعمل علي المناصف حتى عملت حاوياً، ورماه برغيف من رصاص وإذا بواحد جندي سائر ووراءه السائس، فوقع الرغيف على راس السائس فبطحه.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والسبعين بعد الستمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن زريق لما رمى الرغيف الرصاص وقع على السائس فبطحه فقال الجندي: من بطحه? فقال له الناس: هذا حجر نزل من السقف فسار الجندي والتفتوا فرأوا رغيف الرصاص فقاموا عليه وقالوا له: نزل الكيس فقال: إن شاء الله أنزله في هذه الليلة وما زال علي يلعب مع زريق حتى عمل معه سبعة مناصف ولم يأخذ الكيس، ثم إنه أرجع ثياب الحاوي ومتاعه إليه وأعطاه إحساناً ورجع إلى دكان زريق، فسمعه يقول: أنا إن بيت الكيس في الدكان نقب عليه وأخذه ولكن آخذه معي إلى البيت، ثم قام زريق وعزل الدكان ونزل الكيس وحطه في عبه، فتبعه علي إلى أن قرب من البيت فرأى زريق جاره عنده فرح، فقال زريق في نفسه: أروح البيت وأعطي زوجتي الكيس وألبس حوائجي، ثم أعود إلى الفرح، ومشى وعلي تابعه وكان زريق متزوجاً بجارية سوداء من معاتيق الوزير جعفر ورزق منها بولد وسماه عبد الله، وكان يوعدها أن يطاهر الولد بالكيس ويزوجه ويصرفه في فرحه، ثم دخل زريق على زوجته وهو عابس الوجه، فقالت: ما سبب عبوسك? فقال لها: ربي بلاني بشاطر لعب معي سبعة مناصف على أنه يأخذ الكيس فما قدر أن يأخذه فقالت: هاته حتى أدخره لفرح الولد فأعطاها إياه، وأما علي المصري فإنه تخبأ في مخدع وصار يسمع ويرى فقام زريق وخلع ا عليه ولبس بدلته وقال لها: احفظي الكيس يا أم عبد الله وأنا رائح إلى الفرح، فقالت له: نم لك ساعة فنام، فقام علي ومشى على أطراف أصابعه وأخذ الكيس وتوجه إلى بيت الفرح ووقف يتفرج.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~