ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > قسم علوم القرآن

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30/10/2008, 09:28 PM
 
ايهاب هاشم
صديق المهندسين العرب

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ايهاب هاشم غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 83426
تاريخ التسجيل : Dec 2007
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 6,719 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 105
قوة التـرشيـح : ايهاب هاشم يستاهل التميزايهاب هاشم يستاهل التميز
افتراضي التفسير التحليلي لآيات التخيير

إن قيمة أي علم وأهميته إنما تقاس بأهمية المعلوم ، وبمقدار حاجة العباد إلى ذلك العلم وضرورتهم إليه، ومن ثَم كان علم تفسير القرآن من أجل العلوم و أرفعها قدرًا ، لأن موضوعه كلام الله تعالى ، و مقصده هداية البشر ، و إسعادهم في الدارين ... ولقد كتب في علم التفسير رجال عظام من أساطين العلماء وفحول النبغاء كل أدلى بدلوه في خدمة الكتاب العزيز فمنهم من ألف في غريبه ومنهم من ألف في ناسخه ومنسوخه ومنهم من كانت همته في جمع الاخبار وتنقيح الآثار وآخرون أفنوا أعمارهم في استنباط الاحكام من آي القرآن واستخراج ما فيها من دقائق المعرفة وأصول الاحكام.
ومع كل ما صنف العلماء وألفوا وتبحروا فيه خدمة للكتاب العزيز فإن علم التفسير لا يزال بحرا لجيا زاخرا بالدرر والنفائس يحتاج إلى من يغوص في أعماقه ليستخرج منه الدرر الكريمة واللآلئ الثمينة ... وكل علم شاط واحترق إلا علم التفسير فإنه لا يزال غضا طريا يحتاج إلى بحث وتنقيب ودراسة وتمحيص لاستخراج كنوزه الدفينة والاستفادة من ثماره العجيبة...كما قال بديع الزمان النورسي : [ كلّما شاخ الزمان شبّ القرآن و اتضحت رموزه.] ...
و أنا في تفسيري لآيات التخيير انتهجت منهج التفسير التحليلي الذي أصبح اليوم مادة أساسية لايستغن عنها باحث و لا طالب علم في الجامعات الإسلامية عامة ، و أقسام "الكتاب و السنة" خاصة .
و التفسير التحليلي معناه أن يتولّى المفسر فيه بيان معنى الألفاظ في الآية ، وبلاغة التراكيب والنظم ، وأسباب النزول ، واختلاف المفسرين في الآية ، ويذكر حكم الآية وأحكامها ، وقد يزيد بتفصيل أقوال العلماء في مسألة فقهية أو نحوية أو بلاغية ، ويهتم بذكر الروابط بين الآيات والمناسبات بين السور ونحو ذلك . وهذا اللون من التفسير هو أسبق أنواع التفسير وعليه تعتمد بقيتها ، و أول من التفت إلى هذا اللون في القرن -2 هج- سيبويه، ويتفاوت فيه المفسرون إطناباً وإيجازاً ،ويتباينون فيه من حيث المنهج ، فمنهم من يركز على الفقهيات ، ومنهم من يهتم بالبلاغيات ، ومنهم من يميل إلى القصص وأخبار التاريخ ، ومنهم من ، ومنهم من يعتني بالآيات الكونية أو الصور الفنية أو المقاطع الوعظية أو بيان الأدلة العقدية . وبذلك يكون هذا اللون من التفسير هو الغالب على مصنفات العلماء وأكثر كتب التفسير على هذا اللون .

ما جاء في فضل هذه الآيات
قال أبو رافع كان عمر كثيراً ما يقرأ سورة يوسف وسورة الأحزاب في الصبح ، فكان إذا بلغ { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) } رفع بها صوته ، فقيل له فقال أذكرهن العهد ...
الجانب اللغوي و البياني
إعراب (يا أيها النبي) :
[يا] : أداة نداء تنوب مناب ادعو و أنادي [أي] : نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب ، و [ها] : حرف تنبيه لا محل له ، و أقحم للتوكيد ، و هو عوض من المضاف إليه [النبيّ] : بعضهم يعرب هذا و أمثاله نعتا ، و بعضهم يعربه بدلا ، و القول الفصل أن الإسم الواقع بعد أي ، و بعد اسم الإشارة ، إن كان مشتقا ؛ فهو نعت ، و إن كان جامدا ؛ فهو بدل ، أو عطف بيان ، و المتبوع أعني [أي] منصوب محلا فكذا التابع أعني – النبيّ – و أمثاله منصوب ، و علامة نصبه فتحة مقدّرة على آخه منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة لاتباع اللفظية... [1]
البلاغة و اللّطائف اللّفظية :

البلاغة : (إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا) و (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ..) بينهما ما يسمّى المقابلة
اللّطائف اللفظية : منها تقديم اختيار الدنيا ، إشارة إلى أنّ النبيّ – صلّى الله عليه و سلم – غير ملتفت إلى جانبهن غاية الإلتفات ، و كيف و هو مشغول بعبادة ربه ، و متعلق بالشوق إلى لقائه ... [2]
و منها (وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا) إشارة إلى ما ذكرنا ، فإنّ السراح الجميل مع التأذي القوي ، لا يجتمع في العادة ، فعلم النبيّ - صلّى الله عليه و سلم – ما كان يتأثر من اختيارهن فراقه بدليل التسريح الجميل منه .
المفردات اللغوية :

[ لأزواجك ] هن تسعً ، و طلبن منه زينة الدنيا ما ليس عنده [ الحياة الدنيا ] السَعة ، و التنعم فيها [ و زينتها ] زخارفها و بهجتها [ أمتعكن ] أُعطيكن المتعة ، و هي متعة الطلاق ، و هي قدر من المال ، و هذه المتعة سنّة ، إن كان الزوج أعطاها جميع حقوقها [ تعالين ] قال ابن هشام في قطر الندى : " أمّا هات ، و تعال ، فعدهما جماعة من النحويين في أسماء الأفعال ، و الصواب أنّهما فعلا أمر ، بدليل أنهما دالان على الطلب و تلحقهما ياء المخاطبة ، فنقول هاتي و تعالي و اعلم أنّ آخر تعال مفتوح في جميع أحواله من غير استثناء نقول : تعال يا زيد ، و تعالي يا هند ، و تعالوا يا زيدون ، و تعالين يا هندات : أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا***تعالي أقاسمك الهموم تعالي .
[ و أسرحكن سراحا جميلا ] من غير ضرار طلاقا بالسنّة [ منكن ] للبيان لا للتبعيض [ الفاحشة ] السيئة البليغة في القبح ، و هي الكبيرة ، و المبينة الظاهر فحشها...

القراءات :

[ يضاعف لها العذاب ضعفين ] : اختلفوا في قوله يضاعف لها العذاب ضعفين
قرأ ابن كثير ، و ابن عامر[ نُضعّف ] بالنون ، و تشديد العين ، و كسرها ، و [العذابَ ] نصبا
و قرأ أبو عمر يضعّف بالياء ، و تشديد العين و فتحها ، و العذابُ رفعا..
و قرأ نافع ، وعاصم ، و حمزة ، و الكسائي يضاعف لها بالألف ، العذابُ على ما لم يسم فاعله...[3]
مناسبة الآيات و وجه التعلق بما قبلها و بعدها:
مناسبة الآيات لما قبلها:
لمّا نصرالله نبيّه ، و فرّق عنه الأحزاب ، و فتح عليه قريظة و النظير ، ظنّ أزواجه أنّه اختصّ بنفائس اليهود ، و بذخائرهم ، فقعدن حوله و قلن : " يا رسول الله بنات كسرى ، و قيصر في الحليّ و الحلل ، و الإماء و الخَول ، و نحن على ما تراه من الفاقة و الضيق ." ، فآلمن قلبه بمطالبتهن له بتوسعة الحال ، و أن يعاملهن بما يعامل به الملوك الأكابر أزواجهم ، فأمره الله تعالى أن يتلوَ عليهن ما نزل في أمرهن ، و أزواج النبي – صلّى الله عليه و سلّم – إذ ذاك تِسعً : هن خمس من قريش ، و هن عائشة بنت أبي بكر، و حفصة بنت عمر ، و أم حبيبة بنت أبي سفيان ، و سودة بنت زمعة ، و أم سلمة بنت أبي اميّة ، و أربعة من غير قريش : ميمونة بنت الحارث الهلالية ، و زينب بنت جحش الأسدية ، و جويرية بنت الحارث المصطلقية ، و صفيّة بنت حييى بن أخطب الخيبرية ... فلمّا خيرهن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – اخترن كلهن الله و رسوله رضي الله عنهن أجمعين [4].

مناسبة الآيات لما بعدها و ما قبلها :

لمّا خيّرهن النبيّ – صلّى الله عليه و سلّم – اخترن الله و رسوله ، أدبهن و هددهن للتوقّي عمّا يسوء النبي – صلّى الله عليه و سلّم – و يقبح بها الفاحشة التي هي أصعب على الزوج من كلّ ما تأتي به زوجته ، و أوعدهن بتضعيف العذاب بيانا لزيادة ثوابهن ، كما بيّن زيادة عقابهن ( نؤتها أجرها مرّتين ) في مقابلة قوله تعالى ( يضاعف لها العذاب ضعفين ) مع لطيفة ؛ و هي عند إيتاء الأجر ذكر المؤتي ؛ و هو الله ، و عند العذاب لم يصرّح بالمعذب فقال [ يضاعف ] إشارة إلى كمال الرحمة ،و الكرم ، كما أن الكريم الحي عند النفع يظهر نفسه و فعله ، و عند الضر لا يذكر نفسه...
وجه التعلـــــــــق :
وجه التعلق هو أن مكارم الأخلاق منحصرة في شيئين التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله ، وإلى هذا أشار عليه السلام بقوله : « الصلاة وما ملكت أيمانكم » ثم إن الله تعالى لما أرشد نبيه إلى ما يتعلق بجانب التعظيم لله بقوله : { ياأيها النبى اتق الله } [ الأحزاب : 1 ] ذكر ما يتعلق بجانب الشفقة وبدأ بالزوجات فإنهن أولى الناس بالشفقة ، ولهذا قدمهن في النفقة ، وفي الآية مسائل فقهية منها أن التخيير هل كان واجباً على النبي عليه السلام أم لا؟ فنقول التخيير قولاً كان واجباً من غير شك لأنه إبلاغ الرسالة ، لأن الله تعالى لما قال له قل لهم صار من الرسالة... [5]

سبب نزول آية الخيــــــــــــار :
اختلف الناس في سبب هذه الآية ، فقالت فرقة سببها غيرة غارتها عائشة ، وقال ابن زيد وقع بين أزواجه عليه السلام تغاير ونحوه مما شقي هو به فنزلت الآية بسبب ذلك ، ويسر الله له أن يصرف إرادته في أن يؤوي إليه من يشاء ، وقال ابن الزبير : نزل ذلك بسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله أزواجه النفقة وتشططن في تكليفه منها فوق وسعه ، وقالت فرقة بل سبب ذلك أنهن طلبن منه ثياباً وملابس وقالت واحدة : لو كنا عند غير النبي لكان لنا حلي ومتاع . و الطرق كثيرة ، و لسنا هنا بصدد تخريج الحديث ، و لكنني اخترت طريقين ، أراهما و الله أعلم من أقربها إلى الصواب :
الطريق الأول :
أخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت : فبدأ بي فقال : إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك ، قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ، فقال : إن الله قال { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها } إلى تمام الآيتين . فقلت له : ففي أي هذا استأمر أبوي ، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ، وفعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت » .

الطريق الثاني :أخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن مردويه من طريق أبي الزبير عن جابر قال : « أقبل أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والناس ببابه جلوس ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ، فلم يؤذن له ، ثم أذن لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فدخلا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نساؤه وهو ساكت فقال عمر رضي الله عنه :‘‘ لأكلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعله يضحك ، فقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفاً فوجأت عنقها ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدا ناجذه ، وقال : هن حولي يسألنني النفقة . فقام أبو بكر رضي الله عنه إلى عائشة رضي الله عنها ليضربها ، وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان : تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده . فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا ، فقلن نساؤه : والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ما ليس عنده . وأنزل الله الخيار فبدأ بعائشة رضي الله عنها فقال » إني ذاكر لك أمراً ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك . قالت : ما هو؟ فتلا عليها { يا أيها النبي قل لأزواجك . . . } . قالت عائشة رضي الله عنها : أفيك استأمر أبوي؟! بل اختار الله ورسوله ، وأسألك أن لا تذكر إلى امرأة من نسائك امرأة ما اخترت ، فقال : إن الله لم يبعثني متعنتاً ، وإنما بعثني معلماً مبشراً ، لا تسألني امرأة منهن عما اخترت إلا أخبرتها » . [6]
و لكن ابن حجر العسقلاني خالف جميع الروايات التي أوردها جلال الدين السيوطي في كتابه "الدر المنثور" ، و جميع المفسرين حيث خلص إلى أن آية التخيير كانت في سنة تسع ، و ليس في السنة السادسة...[*]

التفسير الجملي للآيات :

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا

يأمر الله تعالى رسوله بتخيير نسائه بين ملك الدنيا ، و نعيم الآخرة ، و المعنى ؛ يا أيها الرسول قل لأزواجك : اخترن لأنفسكن إحدى حالين : إمّا المفارقة إن أجبتن ، و كان عظيم همكن التعمق في لذّات الحياة الدنيا و زينتها و متاعها و نعيمها ، و حينئذ أعطيكن متعة الطلاق المستحقة ؛ و هي مال يُهدى للزوجة المطلقة تطييبا لخاطرها ، و أطلقكن طلاقا لا ضرر فيه و لا بدعة ، و إمّا الصبر على ما عندي من ضيق الحال ؛ و هو المذكور في الآية التالية : [ وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ] أي ؛ و إن أردتن رضا الله و رسوله ، و الدار الآخرة و هو الجنّة ؛ فإنّ الله أعدّ للمحسنات منكن ثوابا عظيما ، تُستحقر زينة الدنيا دونه ، و هذا دليل على أنّ من أراد الله و رسوله و الدار الآخرة كان محسنا صالحا ، و قوله تعالى : [ تردن الله و رسوله و الدار الآخرة ] ؛ فيه معنى الإيمان ، و لمّا خيرهن رسول الله – صلّى الله عليه و سلّم – بين الدنيا و الآخرة ، اخترن جميعا الآخرة ، فسُرّ بذلك و شكرهن الله على حسن اختيارهن ، و كرمنهن فقال : ل[ لا يحلّ لك النّساء من بعد و لا أن تبدل بهن من أزواج..] ...[7] و زوجات النبيّ – صلى الله عليه و سلم – اثنتا عشرة ، و هن أمّهات المؤمنين ، و لم يتزوج إلاّ بكرا واحدة ؛ هي السيدة عائشة ، و كان زواجه بالأخريات تأليفا للقلوب ، و من أجل نشر الدّعوة الإسلامية ، و بناء الدولة ، و توحيد الكلمة و هن :
1- خديجة بنت خويلد : أوّل من تزوج من النساء ، تزوجها بمكة ، و مكثت معه بعد النبوة سبع سنين ، و لم يتزوج غيرها حتى ماتت ، و هي أول من آمن من النساء و كان لها فضل ، و عقل ، و بصر بالحياة ، وكانت لها مكانة في قريش..
2- سودة بنت زمعة بنت عبد شمس العامرية : دخل بها بمكة و تُوفيت بالمدينة..
3- عائشة بنت أبي بكر " الصدّيقة بنت الصديق" حبيبة رسول الله – صلى الله عليه و سلم - ، و بنت حبيبه ، و لها مكانتها في العلم ، و السبق في الدين ، " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء " ، و لم يتزوج النبي بكرا غيرها..
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب القرشية : تزوجها رسول الله صلّى الله عليه و سلم ، ثمّ طلّقها ، فأتاه جبريل فقال : " إنّ الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنّها صوّامة قوّامة "...
5- أم سلمة هند بنت أبي أميّة المخزومية : تزوجها من ابنها سلمة على الأصح...
6- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان : تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و بنا بها بعد الهجرة بسبع سنين ، و الذي أصدقها هو النجاشي لمّا مات زوجها تزوجها الرسول..
7- زينب بنت جحش : تزوجها النبي بعد طلاقها من زوجها زيد بن حارثة...
8- زينب بنت خزيمة بن الحارث : تزوجها ، و مكثت عنده ثمانية أشهر ثم ماتت..
9- صفية بنت حيي بن أخطب الهارونية : سباها النبي يوم خيبر و تزوجها بعد أن أعتقها..
10 – ريحانة بنت زيد : تزوجها في سنة ست و ماتت بعد مرجعها من حجة الوداع...
11- ميمونة بنت الحارث الهلالية : و كلنت لآخر امرأة يتزوجها...
هؤلاء المشهورات من أزواجه صلى الله عليه و سلم ، و هن اللاتي دخل بهن ، و بعد أن خيرهن ، و اخترن الله و رسوله ، و الدار الآخرة ، وعظهن ، و هددهن بمضاعفة العذاب على المعصية ، فقال تعالى : [ يا نساء النبي من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين و كان ذلك على الله يسيرا .] أي : يا نساء النبي ، و أمهات المؤمنين ، من يرتكب منكن معصية كبيرة ظاهرة القبح ، كالنشوز ، و عقوق الزوج ، و سوء الخلق ، يكون عقابها مضاعفا ، لشرف منزلتكن ، و فضل درجتكن ، و تقدمكن على سائر النساء ، فأنتن أهل بيت النبوة ، و كان تضعيف العذاب لهن يسيرا هينا على الله ، الذي لا يحابي أحدا لأجل أحد...قال أبو حيّان التوحيدي : " و لا يُتوهم أن الفاحشة الزنى ، لعصمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك ، و لأنه تعالى و صف الفاحشة بالتبين ، و الزنى يستتر به ، و ينبغي حمل الفاحشة على عقوق الزوج ، و فساد عشرته ، و لمّا كان مكانهن مهبط الوحي من الأوامر و النواهي لزمهن سبب ذلك ، و كونهن تحت رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر ممّا يلزم غيرهن ، فضوعف لهن الأجر و العقاب ."


الأحكام المستفادة :

*- الآيات حث واضح على منع إيذاء النبيّ – صلّى الله عليه و سلّم – أو مضايقته ، و لو من أقرب النّاس إليه ، و فيها أدب عالِ لبيت النبوّة الطاهر ، و تسامِ لمستوى الأنبياء ، و ترفع عن حطام الدنيا ، و تربية لنساء النبيّ – صلّى الله عليه و سلّم – على الزهد و العفّة و الخلق السامي ، و إعظام الله و رسوله .
**- القول الأصح في كيفية تخيير النبيّ – صلّى الله عليه و سلّم – أزواجه ، أنّه خيرهن بإذن الله تعالى في البقاء على الزوجية ، أو الطلاق ، فاخترن البقاء ، فلم يعده – صلّى الله عليه و سلّم – طلاقا ...
***- اختلف العلماء في المخيّرة إذا اختارت زوجها ، فقال جمهور العلماء أنه لا يلزمه طلاق ، و لا واحدة ، و لا أكثر ؛ لقول عائشة – رضي الله عنها – فيما أخرجه الصحيحان : خيّرنا رسول الله – صلّى الله عليه – فاخترناه فلم يعده علينا طلاقا... و روى عن عليّ – رضي الله عنه – أنها إذا اختارت زوجها فواحدة رجعية ، و هذا غريب ...و في رواية أخرى عن عليّ ، و هو قول الحنفية ؛ أنها إذا اختارت نفسها فواحدة بائنة... و ذهب جماعة من المدنيين و غيرهم إلى أن التمليك و التخيير سواء ، و المشهور من مذهب مالك الفرق بينهما ... و يكون طلاق المخيرة عند الإمام مالك ثلاثا... و أكثر الفقهاء في تحديد زمن الخيار على أنها لها الخيار ، ما دامت في المجلس قبل القيام ، أو الإشتغال بما يدل على الإعراض ، فإن لم تختر و لم تقض شيئا ، حتى افترقا من مجلسها ؛ بطل ما كان من ذلك إليها ... و يروي آخرون أن ما ملكته يبقى في يدها كبقائه في يد زوجها ، و هذا عند المالكية هو الصحيح كما جاء على لسان عائشة " تستأمري أبويك " دليل على استمرار التخيير...
و الظاهر من اختارت الله و رسوله ، كان يحرم على النبيّ – صلّى الله عليه و سلّم – طلاقها ، أي لا يباشره أصلا ....
ولذلك كان ذم العقلاء للعاصى العالم : أشد منه للعاصى الجاهل ، لأن المعصية من العالم أقبح .
وقد روى عن زين العابدين بن على بن الحسين - رضى الله عنهم - أنه قال له رجل : إنكم أهل بيت مغفور لكم ، فغضب ، وقال نحن أحرى أن يجرى فينا ، ما أجرى الله - تعالى - على نساء نبيه صلى الله عليه وسلم من أن لمسيئنا ضعيفين من العذاب ، ولمحسننا ضعفين من الأجر .

****- جعل الله ثواب طاعة أزواج النبي – صلى الله عليه و سلم - ، و عقاب معصيتهن أكثر ممّا لغيرهن بنص الآية ( يضاعف لها العذاب ضعفين ) ، و الآية التي بعدها : ( نؤتها أجرها مرتين ) ، و لذلك ضوعف حد الحر على العبد ، و الثيب على البكر...و لمّا كان أزواج النبيّ – صلّى الله عليه و سلم – في مهبط الوحي ، و في منزل أوامر الله و نواهيه ، قويَ الأمر عليهن ، و لزمهن بسبب مكانتهن ، أكثر ممّا يلزم غيرهن ، فضوعف لهن الأجر و العذاب..[8]

نتائج التحليل :

*- هذه الآيات درس عظيم من الله عزّ و جلّ إلى كلّ الدّعاة و العاملين في حقل الإسلام في كل مصر و عصر ، آيات تقرر بأنّ هذا الدين يتعامل مع الواقع ، و يريد القرآن بهذا أن ينشىء قلوبا نظيفة لحمل الأمانة ، بحيث لا تتطلّع إلى زهرة الدنيا و حطامها...
** - كما أنّها تقرر بأنّ منهج الله ؛ منهجُ ربّاني ، ولا يحمل هذا المنهج إلاّ من كان ربّانيا كالماء الزلال طاهرا في نفسه مطهرا لغيره ، و لهذا نجد السورة من بدايتها تلزم حامل هذا المنهج ، و مبلغ هذه الدعوة بالتقوى ، و طاعة الله ، و مخالفة أصحاب الأهواء ، و كثرة الذكر ، و تطهير البيت النبوي ، لئلا يجد المغرضون منافذا يتسللون إليها لضرب الأسرة التي ينبني على أساسها المجتمع الإسلامي .
*** - لقد اختار النبيّ – صلّى الله عليه و سلّم – و لأهل بيته معيشة الكفاف ، لا عجزا عن حياة المتاع ، فقد عاش حتى فتحت له الأرض ، و كثرت غنائمها ، و عمّ فيئها ، و مع هذا فقد كان يمضي الهلال و الهلال و لا توقد في بيوته نار ... و لكن ذلك كله كان بمحض إرادته ، و استعلاء على متاع الدنيا طمعا فيما ما عند الله ، و هو بصنيعه هذا لم يكلف أمته أن تعيش مثل هذه المعيشة التي أراد لنفسه ، إلاّ من يختارها من يريد الاستعلاء بروحه عن القيود الدنيوية إلى أشواق الآخرة و أفراحها...
**** - و في حادث التخيير تقرر الآيات الرغبة الطبيعية في نفوس نساء النبيّ – صلّى الله عليه و سلّم – في المتاع ، كما تقف بنا أمام صورة الحياة البيئية للنبي – صلّى الله عليه و سلّم – و نسائه – رضي الله عنهن ، و هن أزواج يراجعن زوجهن في أمر النفقة ! فيؤذيه و يأخذ بمجامع قلبه ، و لكنه رغم هذا لم يقبل من أبي بكر ، وعمر – رضي الله عنهما – أن يضربا عائشة و حفصة على هذه المراجعة ،... فالمسألة مسألة مشاعر ، و ميول بشرية ، و يظل الأمر كذلك حتى يأتيه أمر الله بتخيير نسائه ، فيخترن الله و رسوله ، و الدار الآخرة ، اختيارا لا إكراه فيه ، و لا كبت ، و لا ضغط ، فيفرح قلب رسول الله – صلّى الله عليه و سلّم – بارتفاع قلوب أزواجه إلى هذا الأفق السامي الوضىء ...
*****- و تقرر هذه الآيات بأن حكمة الله واضحة في اختيار رسله من البشر ، لا من الملائكة ولا من أي خلق آخر غير البشر . كي تبقى الصلة الحقيقية بين حياة الرسل وحياة أتباعهم قائمة؛ وكي يحس أتباعهم أن قلوبهم كانت تعمرها عواطف ومشاعر من جنس مشاعر البشر وعواطفهم ، وإن صفت ورفت وارتقت . فيحبوهم حب الإنسان للإنسان؛ ويطمعوا في تقليدهم تقليد الإنسان الصغير للإنسان الكبير .

ستظل هذه الآيات ترسم في الآفاق المنهج القويم للمجتمع الإسلامي ، و ستظل نبراسا تضيء طريق التائهين في صحاري المذاهب الفكرية المعاصرة ، و مدارس العلوم الإجتماعية التي ترمي إلى النيل من قدسية الأسرة باسم التحرر و المساواة و الجري وراء الملذات و الموضات ...و إنها لترشد بقوة أن الأسرة هي البؤرة الوحيدة لتشكيل الحياة العاطفية و الجنسية و الإجتماعية للزوجين ، و أن الخلل يأتي من خرق هذا الجدار الحصين و من نشأة علاقات عاطفية خارج الأسرة... و جاءت هذه الآيات لترفع من نظرة المجتمع إلى المرأة؛ وتؤكد الجانب الإنساني في علاقات الجنسين؛ فليست هي مجرد إشباع لجوعة الجسد ، وإطفاء لفورة اللحم والدم ، إنما هي اتصال بين كائنين إنسانيين من نفس واحدة ، بينهما مودة ورحمة ، وفي اتصالهما سكن وراحة؛ ولهذا الاتصال هدف مرتبط بإرادة الله في خلق الإنسان ، وعمارة الأرض ، وخلافة هذا الإنسان فيها بسنة الله و رسوله.
ـــــــــــــــــــــ
[1]- محمد علي طه الدرة : تفسير القرآن الكريم و إعرابه ، دار الحكمة ،دمشق ،ط1 ،1410هـ ، 11/346
[2]- د. وهبة الزحيلي : التفسير المنير 21 ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ط؟ ، 21/288
[3]- أبو بكر أحمد البغدادي : كتاب السبعة في القراءات ، دار المعارف القاهرة ، ط2/1400هـ/ 251
[4]- القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ، دار الشعب ، القاهرة ،/ط2/1400هـ ، 14/165
[5]- الفخر الرازي : مفاتيح الغيب ،، المكتبة الشاملة الإلكترونية ، الإصدار 3.11 ، 12/345
[6]- جلال الدين السيوطي : الدر المنثور ، المكتبة الشاملة الإلكترونية ، الإصدار 3.11 ، 8/150[*]- انظر كتاب الإصابة ،لابن حجر العسقلاني ، دار الجيل بيروت ، ط1 ، 1412 هـ ، 8/209
[7]- الطاهر بن عاشور : التحرير و التنوير ، دار المؤسسة الوطنية ، الجزائر ط؟/1984م ، 21/296
[8]- الطاهر بن عاشور : المصدر نفسه ،
توقيع » ايهاب هاشم

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

قديم 30/10/2008, 11:10 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
albagaa
مـهـند س مـحـتـرف


الملف الشخصي
رقم العضوية : 110395
تاريخ التسجيل : Aug 2008
العمـر : 47
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 1,792 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 81
قوة الترشيـح : albagaa يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

albagaa غير متصل

افتراضي رد: التفسير التحليلي لآيات التخيير

تسلم أخي ايهاب وجزاك الله خيرا
 
قديم 30/10/2008, 11:27 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
انور حافظ احمد
نـجـم الـنجوم الـمـميز بـالـمهندسين الـعرب

الصورة الرمزية انور حافظ احمد

الملف الشخصي
رقم العضوية : 35687
تاريخ التسجيل : Oct 2006
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : الاسماعيلية
المشاركات : 10,233 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 25
قوة الترشيـح : انور حافظ احمد يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

انور حافظ احمد غير متصل

new رد: التفسير التحليلي لآيات التخيير

 
قديم 31/10/2008, 02:24 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
alrays
مـهـند س مـمـيـز

الصورة الرمزية alrays

الملف الشخصي
رقم العضوية : 100240
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 688 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 818
قوة الترشيـح : alrays يسعي لتقييم اعلىalrays يسعي لتقييم اعلىalrays يسعي لتقييم اعلىalrays يسعي لتقييم اعلىalrays يسعي لتقييم اعلىalrays يسعي لتقييم اعلىalrays يسعي لتقييم اعلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

alrays غير متصل

افتراضي رد: التفسير التحليلي لآيات التخيير


 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~