فضائل ذكر الله

[أحمد-الربيعي]

حضنا الله تعالى على الإكثار من ذكره ورتب عليه من الفضائل ما لم يرتب على غيره من الأعمال. فبه تستنزل الرحمات وتفرج الكربات، وتصقل القلوب وتغفر الذنوب، وبه تيسر الأسباب وتذلل الصعاب. فالزموا ذكر الله في جميع الأحيان والأحوال فإنه باب باف فضل عظيم ومفتاح خير عميم من تركه فقد خطئ طريق الجنة.

1/ الثناء على الذاكرين وبيان فضلهم

قال الله تعالى: اِنَّ فِي خَلْقِ اِلسَّمَـوَتِ وَالاَرْضِ وَاخْتِلَـفِ اليْلِ وَالنَّهَارِ ءَلايَـاتٍ لِّأُوْلِي اِلاَلْبَـبِ اِلذِينَ يَذْكُرُونَ اَللَّهَ قِيَـمًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ اِلسَّمَـوَتِ وَالاَرْضِ. آل عمران 190-191.

أسماء بنت يزيد: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ. قَالُوا بَلَى يَرَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى. ف.

قال الله سبحانه: وَالذَّكِرِينَ اَللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّكِرَاتِ أَعَدَّ اَللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا. الأحزاب 35.

2/ فضائل ذكر الله

معية الله وذكر في الملإ الأعلى

قال الله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلَا تَكْفُرُونِ. البقرة 152.

أبو هريرة: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي. فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ. متفق عليه.

معاوية: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا. قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ؟ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ. قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ. م.

أبو ذر الغفاري: عَلَيْكَ بِتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ، فَإنَّهُ ذِكْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ، وَنُورٌ لَكَ فِي الأرْضِ. ط.

النعمان بن بشير: إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللَّهِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا. أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ. ة.

تنزل الملائكة والرحمة والسكينة

أبو سعيد الخدري: مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ. م.

حنظلة الأُسيّدي: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ. م.

تزكية القلوب

عبد الله بن عمر: لِكُلِّ شَيْءٍ صَقَالَةٌ، وَصَقَالَةُ القُلُوبِ ذِكْرُ اللهِ. ب.ض.

قال الله تعالى: اِلذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اِللَّهِ. أَلَا بِذِكْرِ اِللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. الرعد 28.

مغفرة الذنوب

أنس بن مالك: مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ، لاَ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلاَّ وَجْهَهُ، إِلاَّ نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُوراً لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّآتُكُمْ حَسَنَاتٍ. ح.

أبو هريرة: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ. م.

عون على تذليل الصعاب

عطاء بن أبي مسلم: اذْكُرِ اللهَ فَإِنَّهُ عَوْنٌ لَكَ عَلَى مَا تَطْلُبُ. س.ض.

قال الله سبحانه: فَإِذَا قُضِيَتِ اِلصَّلَوةُ فَانتَشِرُواْ فِي اِلاَرْضِ وَابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اِللَّهِ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. الجمعة 10.

علي بن أبي طالب: أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا، فَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبِّرَا أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ، فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ. متفق عليه.

أبو هريرة: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ: سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ. قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَرَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ. م.

حرز من الشيطان

عبد الله بن عباس: الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ. فَإذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ وَإذَا غَفَلَ وَسْوَسَ. ط.

جابر بن عبد الله: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ. ف.م.

جابر بن عبد الله: أَجِِيفُوا الأبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَاباً أُجِيفَ وَذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ. ف.

استنزال النصر

قال الله سبحانه: يَأَيُّهَا اَلذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. الأنفال 45.

أبو هريرة: سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ. قَالُوا نَعَمْ يَرَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ قَالُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا. م.

مفتاح من مفاتيح الجنة

عبد الله بن عمرو: غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ الْجَنَّةُ. ح.

أنس بن مالك: إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا. قَالُوا وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْرِ. ت.

عبد الله بن مسعود: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ يَمُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. ت.

سلمان: إنَّ فِي الجَنَّةِ قِيعَانًا فَأَكْثِرُوا مِنْ غَرْسِهَا. قَالُوا يَرَسُولَ اللهِ وَمَا غَرْسُهَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ. ط.

[محمود الاسكندرانى]

بارك الله فيك

[أحمد-الربيعي]

بارك الله فيك أخي الكريم