أزمة قطر تفتح ملف الإصلاح بـ"الفيفا" عبر ثلاثة مسارات

[ميدو الشورة]

أوقعت المزاعم الخاصة بالفساد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في مصيدة التسلل. وظهرت تساؤلات حول كيفية فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022 على السطح قبل اقل من اسبوعين من بداية البطولة التي تقام كل اربع سنوات.. وهو توقيت سيء للغاية ربما أوقع الفيفا في حرج كبير.

وزادت الإصلاحات الأخيرة في أساليب الإدارة من قدرة الفيفا على التحقيق في اي سلوكيات وتصرفات وربما تقلل هذه الأساليب أيضا من احتمالية أي جدل مستقبلي.

ورغم ان الشكل الحالي للفيفا افضل مما كان فان المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي غير ممثل لاعضاء الفيفا كما ينبغي كما ان اللجنة التنفيذية كبيرة للغاية الى جانب تمتع رئيس الاتحاد بسلطات استثنائية. وهذه هي المسارات الثلاثة التي يتعين ان تسير فيها قاطرة الاصلاحات.

ونبدأ بالمؤتمر السنوي وهو اقرب حدث يملكه الفيفا لتجمع المعنيين بالامر. والى المؤتمر يتم ارسال وفود يمثلون كافة الاتحادات الاعضاء في الاتحاد الدولي وعددها 200 اتحاد. وربما يبدو من دواعي الفخر ان كافة الدول تبدو ممثلة لكن من الغريب ان تجد قوى كبرى مثل البرازيل والمانيا تقف على قدم المساواة مع دول صغيرة مثل سيشل وبرمودا. وسيكون اكثر منطقية ومما يدفع لاتخاذ قرارات افضل ان يكون التمثيل نسبيا مقارنة بعدد اللاعبين المسجلين في كل دولة وهو امر معروف بالفعل لدى الفيفا. كما يمكن الاخذ في الاعتبار نسبة المشاهدة التلفزيونية باعتبارها تعبيرا عن حماس شعبي اوسع للرياضة اضافة للحضور الجماهيري الكبير في الملاعب. ويمكن أن ترسل الدول الكروية الكبيرة اكثر من ممثل لها. وريما تتشارك الدول الكروية الصغيرة في ممثل واحد.

اما بالنسبة للجنة التنفيذية فهي النظير الذي يقدمه الفيفا لمجلس الادارة في الشركات. وتضم اللجنة التنفيذية 25 عضوا بما في ذلك الرئيس. وتبدو اللجنة التنفيذية كبيرة للغاية. وتتسم اللجان التنفيذية القوية بوجود مقاعد تعد على اصابع اليد الواحدة او اصابع اليدين على الاكثر. وفي ظل وجود لجان تنفيذية كبيرة يبدو من الصعب الوصول لاجماع على رأي. كما يبدو من السهل حدوث انقسامات او سيطرة اتجاه على آخر.

وينطبق الامر ذاته على الرئيس.

ويتولى الرئيس الحالي سيب بلاتر الكثير من الوظائف والمهام. ويشرف بلاتر على الوظائف الادارية للفيفا كما انه يدير العلاقات مع السياسيين واتحادات كرة القدم الاقليمية والوطنية وغيرها من الجهات الدولية. كما انه يمثل الفيفا من الناحية القانونية ويترأس الاجتماع السنوي واللجنة التنفيذية. ولو وضعنا هذا في سياق تجاري فسنجد ان الرئيس هو الرئيس التنفيذي أيضا.

ويجب على الفيفا ان يفصل بين تلك الادوار ويقسم مسؤوليات القيادة بين الرئيس والامين العام وهو منصب موجود بالفعل في الفيفا وذلك بطريقة تحول دون سيطرة احدهما.

ويحتاج الاتحاد الدولي لادارة على اعلى مستوى لكي يعمل بفاعلية وتأثير واستقامة. لكن كلما كبر حجم المنظمة واتسع حجم الاموال التي تتعامل بها كلما زادت الحاجة لاجراء المزيد من التدقيق والتوازن والمحاسبة. وستكون كرة القدم والتي يفترض انها رياضة جميلة اكثر جاذبية اذا ما استطاع الفيفا تطبيق الاصلاح في اقسامه الثلاثة.

* تنطلق نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل والتي ينظمها الاتحاد الدولي (الفيفا) في الثاني عشر من يونيو حزيران الجاري. وعلى هامش البطولة سيقام المؤتمر السنوي للفيفا والذي يستمر يومين في ساو باولو يومي العاشر والحادي عشر من يونيو.