وإنما الأمم الأخلاق مابقيت

[الشعرانى]

بسم الله الرحمان الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لاإلاه إلا الله وحده ولا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
تحية عطرة لكل الإخوان والأخوات .
وصف الله سبحانه وتعالى اللأمة الإسلامية أنها خير أمة أخرجت للناس.
لأن الأمة الإسلامية تمتاز عن غيرها من الأمم بالقيم الأخلاقية التي تحدث عنها القرآن الكريم، وتمثلت قولا وعملا في سلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن أتى بعدهم من السلف الصالح.
الأخلاق هي قوام المجتمعات ، وجوهر الرسالات الإلاهية ، فالإنسان دون أخلاق أدنى مرتبة من الحيوان.
بحيث تعدى بعض الشباب حدود الصواب حتى أصبح كالإناث المستهترات .. بل أشد ولا حول ولا قوة إلا بالله... صلاة متروكة وزكاة ممنوعة ، وقرآن مهجور،وتبرج ممقوت، ونساء وفتيات في الأسواق على الدين خارجات، وارتكاب لكل أنواع الموبيقات.
ـ قال تعالى( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)).

ولا يخفى على أحد أن المجتمعات الإسلامية اليوم تواكب العصر ، وقد ألفت أعرافا وعادات يرفضها الإسلام، تحت ستار مزيف من الدعوة إلى الحرية والتقدم، حيث غزت مظاهر وأعراف الحضارة الغربية لتقاليدنا الأصلية ، وهدف الغرب الوحيد هو خلخلة الكيان الإسلامي وإحتواء الأمة الإسلامية.
لهذا يجب أن تكون التربية منذ الطفولة ، لأنها هي طريق تنشئة الأجيال على الإستقامة والتحلي بالأخلاق الكريمة والآداب السامية التي حث عليها القرآن الكريم.
وعلى الإنسان أن يتوب ويرجع إلى الله قبل أن يشيب شعره ويقول ليت الشباب يعود يوما...
فحتى وإن كان الإنسان مثل الوردة ، لابد أن يذبل ، لابد أن يمر بجميع مراحل الحياة، إنها طبيعة الحياة بل سنة الله في خلقه ، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
وإنما الأمم الأخلاق مابقيت ** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ** فأقم عليهم مأتما وعويلا