السيدة هاجر أول امرأة تسكن "مكة" وتسعي بين "الصفا والمروة"

[ميدو الشورة]

مع حلول عيد الاضحي المبارك واقتراب مناسكه، نتذكر طقوس روحانية جميلة، وشخصيات اثرت التاريخ الاسلامي بكثير من العبر والمواقف العظيمة، نتذكرها لتكون عبرة لنا ونبراسا دينيا نسير علي هديه ونتاسي بنوره.

من هذه الشخصيات والتي كان لها الفضل الاول في نشاة الحياة بجوار البيت الحرام وتكوين المجتمع العمراني بهذه المنطقة الوعرة السيدة هاجر فهي اول من سكن مكة هي وولدها الرضيع سيدنا اسماعيل.. وذلك امتثالا لامر الله وحكمته.

لم تعترض او تضجر من هذا المكان الموحش المفقر حيث لازرع فيه ولا ماء ولادار ولا طعام فيه ولا شراب الا من كيس صغير به تمر وقربة بها قليل من الماء كانوا قد حملوها عند بدء رحلتهم.

لم تعترض علي هذا المصير المجهول بل كان كل خوفها وتوجسها علي ابنها الرضيع توسلت تضرعت لسيدنا إبراهيم الا يتركهما في هذا الخلاء الموحش وبادرته لماذا تتركنا وتذهب عنا.. فاجابها لقد امرني الله بذلك.. فردت عليه (اذا لن يضيعنا ) وامتثلت للامر الالهي وبلا تردد بدات تتعايش مع الوضع الجديد فاذا بالماء تنفد والتمر لم يعد يكفي لسد رمق رضيعها.. واذا بالطفل يتلوي من العطش وحرارة الجو انطلقت هاجر تبحث للرضيعها عن شربة ماء.. اخذت تهرول ما بين الجبيلين "الصفا والمروة" واخذت تدقق في هذه الصحراء الجدباء، فلا امل ولا هناك بارقة لاي تغيير من هذه الوضع.. اخذت تبحث ذهابا وايابا عن بعض من الماء ..وفي كل مرة يلوح لها بان هناك سراب من الماء في الجهة المقابلة من الجبل التي تقيم فيه.

لم تياس بل اخذت تجري وتهرول يمينا ويسارا 7 مرات ..وفي المرة السابعة كان العطش قد استبد بها واخذ منها التعب وانهكها المسير نظرت الي طفلها فاذا بالماء ينبع من تحت قدميه، واخذت تجمعه حول ابنها وهي تدعو الماء للتوقف قائلة (زمي.. زمي) وارتوي رضيعها وارتوت منه.. واكتملت رحلة السيدة هاجر رحلة السعي بين (الصفا والمروة ) لتصبح فيما بعد من اهم شعائر اتمام فريضة الحج وبات بئر زم زم من اهم معالم مدينة (مكة المكرمة ) وغدي الحجاج يتباركون به معتقدين فيه الشفاء من كل داء

[احمد سعيد ابوامير]

شكرااا لك اخى الغالى