تواصل الاشتباكات المسلحة بين أنصار المعارضة والموالاة اللبنانية لليوم الثاني

[الديب sat]

تواصلت الاشتباكات المسلحة بين أنصار المعارضة والموالاة اللبنانية أمس، لليوم الثاني في حيي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس كبري مدن شمال لبنان.

وذكرت مصادر أمنية أن عدد ضحايا الاشتباكات ارتفع إلي ٩ قتلي و٥٠ مصابا. وألحقت الاشتباكات أضراراً بالعديد من المنازل والمتاجر والسيارات حول منطقة باب التبانة السنية الموالين للأغلبية وجبل محسن وسكانه من العلويين من أنصار المعارضة. وتبادل الجانبان إطلاق نيران مدافع رشاشة وقنابل وقذائف مورتر، وفرت العديد من العائلات بحثا عن ملاذ آمن بعيدا عن الاشتباكات.

كانت الاشتباكات التي وقعت أمس الأول قد أسفرت عن مقتل ٥ أشخاص وجرح ٣٣ آخرين علي الأقل بحسب حصيلة سابقة. وأنهي لبنان الشهر الماضي أزمة سياسية استمرت ١٨ شهرا بتوصل الائتلاف الحاكم والمعارضة بقيادة حزب الله، إلي اتفاق بوساطة قطرية، وكان الصراع قد أدي إلي أعمال عنف بين الجانبين هددت بوقوع البلاد في حرب أهلية جديدة. وتأتي هذه المواجهات بينما لم تشكل حتي الآن حكومة الوحدة الوطنية التي نص عليها اتفاق الدوحة في ٢١ مايو، ونتج عنه حتي الآن انتخاب رئيس للجمهورية.

من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الأمور لا تحتمل أن تستمر علي ما هي عليه علي صعيد تأليف الحكومة، مشيرًا إلي أنه كان من المفترض أن تؤلف الحكومة خلال الأسبوع الأول من التكليف. وأعرب بري عن أسفه لعدم حدوث ذلك حتي الآن في ظل الحديث عن مهلة مفتوحة لتشكيل الحكومة.

وفي الوقت نفسه، اعتبر رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون أنه لا علاقة للرئيس ميشال سليمان بالأزمة الحكومية الحالية. ورأي أنها «أزمة رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة الذي يفشل في تأليفها». واتهم عون السنيورة بأنه «مشروع حرب وليس مشروعا إيجابيا للحوار والتفاهم». ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن عون قوله إن السنيورة يريد أن يضع رئيس الجمهورية في مواجهة معه، مشيراً إلي أن المواجهة مع رئيس الحكومة المكلف وليست مع رئيس الجمهورية.

وفي غضون ذلك، حذر النائب مصطفي هاشم، عضو كتلة تيار المستقبل في البرلمان اللبناني، من إقدام أي طرف علي التراجع عن اتفاق الدوحة، معتبرا أن البديل عن هذا الاتفاق هو النزول إلي الشارع وتجدد الاشتباكات بين الفرقاء اللبنانيين.

ومن جهة أخري، شهدت العاصمة النمساوية فيينا أمس افتتاح مؤتمر دولي للمانحين، تنظمه الحكومة اللبنانية بالاشتراك مع البنك الدولي ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، من أجل جمع أموال لإعادة بناء مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، الذي شهد مواجهات عنيفة العام الماضي بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام الأصولي.

جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مصدر فلسطيني أن عماد ياسين أحد قياديي مجموعة «جند الشام» الفلسطينية، نجا من محاولة لاغتياله أمس الأول عند طرف مخيم عين الحلوة جنوب لبنان. وأوضح المصدر أن ياسين أصيب بجروح خطرة بسبب انفجار عبوة ناسفة وتم نقله إلي أحد مستشفيات المخيم بعد موافقة حركة فتح، التي تتولي المسؤولية الأمنية في المخيم، وذلك «لأسباب إنسانية».