ياسر أيوب يكتب: محمد بركات

[mohamedenan]

سواء انتقل محمد بركات بعد خمسة أشهر إلى أحد الأندية الخليجية، كما أكد ذلك فى «أبوظبى» أمس الأول، أو بقى مرتدياً الفانلة الحمراء منتمياً إليها ومدافعاً عن انتصاراتها.. فمن المؤكد أن كل العواصف التى هبت بالفعل غاضبة وهائجة بسبب رفض بركات تجديد تعاقده مع الأهلى، والتى ستبقى تصاحبنا لوقت طويل، ستتحول إلى نقطة فاصلة ليس فقط فى علاقة بركات بالأهلى.. وإنما فى علاقة جماهير الكرة المصرية بلاعبى ونجوم أنديتها..

وبعيدا عن الانفعال الصاخب والتناول السطحى والساذج لكل قضايا الكرة وغير الكرة فى بلادنا.. فإننا كلنا مطالبون الآن بمعاودة النظر فى أمور كثيرة كنا نتعامل معها طول الوقت باعتبارها حقائق وبديهيات، مع أنها ليست إلا قناعات زائفة صاغها وأبقى عليها إعلام رياضى عاجز عن التغير والتحول.. ومجتمع رياضى بأكمله لايزال يدير لعبته المفضلة بأحكام الهواية وقواعدها فى زمن الاحتراف.. ويرجع الفضل الآن لمحمد بركات فى ضرورة أن نجلس كلنا الآن لترتيب أوراقنا وحساباتنا من جديد.. فمحمد بركات أول من يعرف أنه قطار شارف على محطة النهاية فى ملاعب الكرة..

وسرعان ما سيضطر للخروج منها لمستقبل غامض من الصعب الآن تحديد ملامحه وتشكيل تفاصيله.. وهو يريد كإنسان وكزوج وأب.. استثمار القليل الذى بقى له فى الملاعب مع أحد الأندية الخليجية التى ستدفع كثيراً مقابل موهبة بركات أو لمجرد التباهى والزهو بانضمامه إليها.. وكل إنسان يفكر بهدوء وحكمة سيجد لبركات العذر والمبرر والدافع، خاصة أن الأهلى رفض تماماً أن يدفع كل هذه الملايين التى يطلبها بركات للبقاء بكل شروط اللاعب الإضافية، سواء الخاصة بعدم سداد الضرائب أو بحصص مالية إضافية من الإعلانات.. ولا يمكن لأحد اتهام بركات بالخيانة..

فلو كان كل من يترك ناديه القديم لينتقل لناد آخر بأوضاع مالية أفضل خائنا.. لكان من الأولى اتهام بركات بالخيانة حين ترك الإسماعيلى ليلعب فى الخليج ثم يعود منه للأهلى.. والحقيقة تبقى أن لاعب الكرة.. فى زمن الاحتراف.. ليس خائنا على الإطلاق حين يبحث طول الوقت عن شروط أفضل من وجهة نظره ووفق حساباته ومصالحه الشخصية.. لأن كل ناد فى زمن الاحتراف يبحث عن نجوم يتعاقد معهم بأرقام محددة ومقابل مالى متفق عليه، وليس بوثيقة دم وانتماء يصبح النادى بعدها بمثابة وطن..

ولا يمكن لجماهير الأهلى أن تنسى الآن كل الأفراح والأهداف والانتصارات التى أهداها لها بركات مع زملائه غالباً وبمفرده أحيانا.. ولا يمكن أن نشطب كل ذلك الآن بمجرد أن بركات لن يعتزل فى الأهلى.. وإذا كنا سنمنح بركات وغيره من اللاعبين حق الانتقال وقتما يشاءون وفقاً لتعاقداتهم ومصالحهم ومكاسبهم.. فلابد أن يتزامن ذلك مع تغيير حقيقى فى العقيدة الكروية المصرية.. لابد أولاً أن تصبح الأندية المصرية محترفة هى الأخرى.. فلا ولاء ولا انتماء ولا روح للفانلة أو كبرياء للتاريخ.. لا تدليل ولا تسامح أو تساهل أو مجاملات.. إنما عقود صريحة وواضحة وصارمة يلتزم بها الاثنان معا.. النادى واللاعب..

ولابد ثانياً أن توقن جماهير الأهلى.. والزمالك والإسماعيلى والاتحاد والمصرى وكل الأندية الأخرى التى لها جماهير.. أنها تشجع ناديها وتنتمى له وليست تشجع من يلعب الآن لناديها ويرتدى فانلته.. ففى زمن الاحتراف.. تسقط كل المعانى البلاغية سواء كانت حقيقية أو زائفة وتبقى علاقة الجماهير بأنديتها هى وحدها قصة الحب الحقيقية المؤكدة دون أى تعاقدات أو حسابات أو مقابل.. وبالتأكيد تبقى للنجوم الكبار شعبيتهم ومكانتهم واحترام الناس وحبهم بصرف النظر عن ألوان فانلاتهم.. وفى النهاية سيبقى بركات هو بركات مهما كان قراره

[samy.h]

بارك الله فيك اخى

[patomilla7]

بارك الله فيك وفى جهودك
يعطيك العافيه