خسارة مانشستر يونايتد على أولدترافورد أمام أتلتيك بلباو .. تؤكد استمرار خريف كرة القدم الإنجليزية

[مصطفى صدقى]

رغم أنها البلد الرائد في كرة القدم أوربياً وعالمياً ,إلا أن إنجازات المنتخب الإنجليزي لكرة القدم لا تتعدي فوزه بلقب يتيم ومثير للجدل في نهائي النسخة الثامنة لكأس العالم التي استضافها عام 1966 علي حساب نظيره الألماني بعد هدية الحكم السويسري جوتفريد دينست ومساعده السوفيتي توفيق باخراموف في لعبة الهدف الثالث لجيف هيرست.

منذ ذلك التاريخ لم يحرز منتخب "الأسود الثلاثة" أي إنجاز يليق بقيمة الكرة الإنجليزية التي تأسس إتحادها الوطني عام 1863 و نظمت مسابقات رسمية قبل أن تعرف كرة القدم طريقها لمعظم دول العالم.

وما بين الخروج المخزي من دور الستة عشر لكأس العالم الماضية بجنوب إفريقيا بعد الخسارة الساحقة أمام ألمانيا (1- 4) علي ملعب فري ستيت ، وقبلها الغياب عن نهائيات كأس الأمم الأوربية السابقة في النمسا وسويسرا 2008 بعد الخروج من الدور الأول للنسخة البرتغالية عام 2004 وحلوله ثالثاً في المجموعة الأولي خلف البرتغال ورومانيا .. أصبح نجاح المنتخب العريق في نهائيات "يورو 2012" التي تشهدها ملاعب بولندا وأوكرانيا في الصيف المقبل علي المحك بعد أن استقال مديره الفني الإيطالي فابيو كابيلو من منصبه وترك لخليفته القادم مهمة ثقيلة في مناطحة الثلاثي فرنسا و أوكرانيا والسويد ضمن المجموعة الرابعة التي يبدأ مشواره فيها بلقاء منتخب "الديوك الزرقاء" في الحادي عشر من يونيه المقبل بالجولة الأولي.

التراجع المخيف للكرة الإنجليزية لم يقتصر علي المنتخب الأول ومنتخبات الشباب و الناشئين التي عجزت عن لعب الأدوار الأولي في معظم مشاركاتها الأخيرة علي المستويين الأوربي و العالمي, بل امتد ليصل إلي الأندية التي بدأت التساقط كأوراق الخريف خلال الموسم الأوربي الحالي في دوري الأبطال و الدوري الأوربي.

خسارة مانشستر يونايتد ثاني مسابقة "البريمير ليج" و متزعم الكرة الإنجليزية في السنوات الأخيرة ، أمس علي أرضه و بين أنصاره في أولد ترافورد أمام أتلتيك بلباو رابع الدوري الأسباني (2- 3) و حاجته لمعجزة حقيقية لبلوغ دور الثمانية في الدوري الأوربي في لقاء العودة في الخامس عشر من مارس الجاري علي ملعب سان ماميس , تواكبت مع خسارة مماثلة لجاره مانشستر سيتي متصدر مسابقة الدوري الإنجليزي أمام سبورتنج لشبونة رابع الدوري البرتغالي أيضاً و أصبح رجال المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في حاجة إلي الفوز بفارق هدفين في لقاء الإياب علي ملعب الإتحاد إذا ما أرادوا البقاء في المنافسة علي البطولة.

الفشل الإنجليزي علي مستوي الأندية لم يكن وليد الأمس فقط بل بدأ مع دوري المجموعات في البطولتين عندما فشل ثنائي مدينة مانشستر في تجاوز دوري المجموعات في البطولة الأهم و الأغلي علي مستوي الأندية عالمياً, بعد أن حلا في المركزين الثالث في المجموعتين الأولي و الثالثة, "السيتي" جمع 10 نقاط في المجموعة الأولي وترك بطاقتي التأهل لباير ميونخ الألماني (13 نقطة) و نابولي الإيطالي (11 نقطة) , أما المانيو فقد اكتفي بالحصول علي 9 نقاط في المجموعة الثالثة تاركاً بطاقتي التأهل لبنفيكا البرتغالي و بازل السويسري ب 12 و 11 نقطة علي الترتيب.

ورغم أن الثنائي الأخر تشيلسي و أرسنال تصدرا المجموعتين الخامسة و السادسة برصيد 11 نقطة لكلاً منهما, إلا أن "الجانرز" ودع المسابقة من دور الستة عشر أمام ميلان الإيطالي بعد خسارته في جوزيبي مياتزا (0- 4) ذهاباً و فوزه في ملعب الإمارات إياباً يوم الثلاثاء الماضي بثلاثية بيضاء ,وأصبح "البلوز" مطالباً بزيارة شباك نابولي الإيطالي بهدفين دون أن تهتز شباك حارسه التشيكي بيتر تشيك بأي هدف في الرابع عشر من مارس الجاري علي ملعب ستامفورد بريدج , إذا ما أرد مواصلة مسيرته في البطولة بعد أن خسر لقاء الذهاب علي ملعب سان باولو بالجنوب الإيطالي (1- 3) في الحادي و العشرين من فبراير الماضي.

"الخيبة" الإنجليزية بدأت مبكراً في الدوري الأوربي خلال النسخة الحالية, بعد أن ودع الثلاثي توتنهام و وفولهام و برمنجام سيتي منذ دوري المجموعات, حيث حل توتنهام ثالث مسابقة الدوري ثالثاً في المجموعة الأولي بعد أن جاء ثالثاً برصيد 10 نقاط وسبقه الثنائي باوك سالونيك اليوناني (12 نقطة) وروبين كازان الروسي (11 نقطة).

علي نفس النهج سار برمنجهام سيتي بطل كأس الرابطة في الموسم الماضي, بعد أن جمع 10 نقاط في المجموعة الثامنة التي تصدرها سبورتنج براجا البرتغالي برصيد 11 نقطة وهو نفس الرصيد الذي حققه كلوب بروج البلجيكي.
أما فولهام وصيف النسخة قبل الماضية فقد اكتفي بالحصول علي 8 نقاط فقط وحل ثالثاً خلف تفينتي أنشيدة الهولندي (13 نقطة) و فيسلا ****واف البولندي (11 نقطة) .

ستوك سيتي الممثل الرابع للكرة الإنجليزية في الدوري الأوربي هذا الموسم جمع 11 نقطة في المجموعة الخامسة وحل ثانياً بفارق نقطة عن بشكتاش التركي المتصدر و لكنه فشل في تجاوز فالنسيا الأسباني في دور ال 32 بعد أن خسر لقائي الذهاب في بريطانيا ستاديوم بهدف دون رد و الإياب في المستايا بنفس النتيجة.

المحصلة الإجمالية للكرة الإنجليزية تقول أنها شاركت في البطولتين بثماني ممثلين غادر منهم 5 من الأدوار المتقدمة وبقي ثلاثة فقط منهم اثنان يحتاجان للكثير من الجهد و الحظ لمواصلة المشوار وثالث في حاجة لمعجزة حقيقة في زمن قلت فيه المعجزات.