محاسبة النفس

[كاكا المصرى]

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تكلم الكثير من الخطباء والشيوخ عن محاسبة النفس وسؤالها عن ما عملناه في يومنا أو حتى ماعملته أيدينا في هذه الدنيا.
ونحن هنا في هذا الموضوع نطرح لكم طريقة من الطرق الكثيرة لمحاسبة النفس ليس فقط في معاتبتها ومحاسبتها لما فعلناه من ذنوب أو من إرتكاب معاصي , ولكننا كذلك نريد أن نحاسب أنفسنا وسؤال أنفسنا عن كل تصرفاتنا وسلوكنا وليس فقط عن تركنا لفريضة أو قيامنا بذنب.

" الكثير منا يبحث عن السؤال الصحيح والقوي في مناقشاتنا وجدالنا وحتى في تفكيرنا وتحليلنا لأمور الحياة اليومية وما يصادفنا من حوادث وظواهر تأثر على سلوكنا وطريقة حياتنا "
لماذا نتصرف بهذه الطريقة ؟
كيف أصبح تفكيرنا محدود ؟ ولم ننظر إلى المشكلة بزاوية أخرى ؟
لماذا ؟؟؟؟ ولماذا ؟ ..... ولماذا ؟ ............. .

وقد ترى كثير من الصحفيين المشهورين الذين برزوا في الساحة وإشتهروا لقوة ودقة أسئلتهم للناس أو للمسؤولين. ووترى ذلك واضحا من هذه الأسئلة التي يسئلونها كيف أنهم برزوا وأصبحوا نجوما , وإستطاعوا أن يستخرجوا المعلومات التي يريدونها من الآخرين.

ولكننا اليوم وفي هذا الموضوع لا نريد أن نشرح للناس كيف يسئلون أسئلة يستخرجون من عقول الناس الأجوبة ولا نريد أن يصبح الناس محققين لقضاياهم ومشاكلهم اليومية.
إنما سينصب موضوعنا عن طريقة سؤال الشخص لنفسه وكيف أن الشخص عن طريق سؤاله لنفسه يجد في تحليله للوقائع والأحداث جواب لكل ما يدور في خلده من أسئلة أو يجعله يبحث عن أجوبة لأسئلته.


إن أفضل طريقة للسيطرة على إسلوب تفكيرنا هو من خلال قوة أسئلتنا والنمط أو الطريقة التي نطرح فيها السؤال.

كل يوم نحاول أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة ونوعية الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا هي التي تتحكم في إسلوب تفكيرنا , وكيف نتصرف , وكيف نحلل ما يدور من حولنا في كثير من قضايانا اليومية وقضايا المجتمع .

سؤالنا لأنفسنا يعطينا طريقة للتفكير وحل للكثير من مشاكلنا اليومية ويحول حياتنا إلى نجاح.

الكل يقول " الحياة صعبة وفيها شقاء وغير عادلة بالنسبة لي "

" لماذا هذه الحياة غير عادلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "

وقد قال الله في محكم كتابه " وإسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " .

وإليكم أمثلة لأسألة تساعدكم في تدبير أمور حياتكم وتحل لكم مشاكلكم.

فإذا واجهت أحد منا مشكلة " أي مشكلة " صغيرة أو كبيرة فيجب أن يهدأ ويجلس في مكان هاديء ويبدأ بسؤال نفسه هذه الأسئلة :

ماهي أصل المشكلة وما هو الجديد في هذه المشكلة ؟

ما هو الشيء الذي يجب أن أعمله لحل هذه المشكلة ؟


وهل حل هذه المشكلة بيدي أم بيد أحد آخر ؟

كيف أستطيع أن أحل هذه المشكلة بدون أن أتسبب في تعاسة أحد وحياتي لا تنقلب رأسا على عقب ؟
وأنا أفضل أن يجلس الشخص مع نفسه ويكتب الأسئلة التي تدور في خلده وعقله , ويضع لها أجوبة , ومن ثم يراجع هذه الأجوبة ويقيمها إذا كانت تناسبه أو تناسب عائلته أو حتى تناسب مجتمعه.
ويبدأ في تطبيق الخطوات التي تؤدي إلى حل المشكلة.


وفي المساء قبل أن تخلد للنوم فكر ولو قليلا في بعض هذه الجوانب :

فكر فيما فعلت اليوم .
الأحداث التي مرت عليك.
النقاشات التي دارت بينك وبين الآخرين.

ثم فكر !

ما ذا تعلمت اليوم ؟

ماذا تعلمت تعلمت اليوم من نقاشك لأي موضوع أو حوارك مع أي شخص أو عن ماحدث لك في هذا اليوم.


ثم إسأل نفسك !


هل عندي جواب لكل هذه الأحداث والنقاشات التي دارت بيني وبين الآخرين ؟
وما الذي أضفته إلى حياتي في هذا اليوم ؟

وكيف تستطيع أن تستفيد مما تعلمته اليوم لمستقبلي ؟


وهل ستتغير طريقة حياتي أو سلوكي من ما تعلمته اليوم ؟


وهل أنا مقتنع بما فعلته وما هي إنعكاسات هذه الأحداث على حياتي ومستقبلي ؟


أكتب هذه الأسئلة في ورقة وضعها بجانب سريرك .


إن إستطعت أن تجيب على هذه الأسئلة كل يوم قبل أن تنام , فإنك تستطيع بعدها أن تضع لنفسك أهداف صغيرة وكبيرة تقودك إلى النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

جربوها , فهذه الأسئلة لا تكلفكم مالا ولا عناء , فقط تكلفكم تفكير في حياتكم.

أليست حياتكم غالية عليكم ؟

أليس مستقبلكم مهم لكم ؟

إذا لا يسبقكم لمحاسبة النفس أحد وسؤالها في صغيرة وكبيرة , كأنكم تروضونها وتطوعونها لما تريدون .

وهذه نصيحة :


تعلم فليس المرأ يولد عالما ................. وليس أخو علم كمن هو جاهل.



هكذا يفكر الناجحون في الحياة , وهكذايضع الناجحون أهدافا لهم في الحياة يحاولون إنجازها لكي يصلوا إلى مبتغاهم في الحياة والآخرة.


لا تكونوا كالأنعام , همها علفها , فالله سبحانه وتعالى كرم الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل , ليسأل نفسه ويحاسبها ويخطط لمستقبله ويتعلم من أخطائه وينشد أهدافا سامية في الحياة لينال زينة الحياة الدنيا وخير الآخرة قبل أن يحاسب أمام الله.