تأملات وخواطـر فى سورة طـه ـــ 1

[2hossain]

خــواطر وتأملات فى سورة طــه ـــ 1

أعـوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخلق أجمعـين وخاتم الأنبياء والمرسلين وبـعـد :

يقول الله سبحانه وتعالى " كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " 29 سورة ص ...

الحمد لله الذى نزل من القرآن لما فى الصدور شـفاء، فأضاءت به قلوب العارفين والأتقياء، وترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأوليـاء، ونهل من فيض نوره العلماء والحكمـاء،

أظهـر الحـق بالحـق، وطـه فى سطورها كل حـق، ما أنزلت على قلب البشير إلا فرقانا بين الحـق والباطل، سعـد بها الفاروق عـمر وصدق إسلامه لما سمع طـه ... لان ورق قلبـه وقال :

" ما أحسن هذا الكلام وأكرمـه "... وكان دون إيمان، نفس الشيء حدث مع الوليد بن المغيرة حين استمع إلى القرآن ماذا قال ؟ قال :" إن لـه لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثـمر

وإن أسفله لمغـدق وأنه يعلوا ولا يعلى عليـه" !!تأثر به دون إيمان لماذا لأن القرآن يخاطب ملكات فى النفس لا نعلمها .... نفس الآية التى خاطبت عمر بن الخطاب قبل إسلامه، وهـو فى قمة

الضيق والغضب، خاطبت المؤمنين وهم فى حالة انسجام شديد لقربهم من الله !!لماذا لأان الله هـو خالق النفس البشرية وهـو أعلم بها ومع ذلك فإن كلام الله مناسب لكل حالات المخاطب مهما

مهما اختلفت هـذه الحالات من إضطراب أو هـدوء لأن هناك ملكات خفية عن الإنسان مهما ارتقى علـم الإنسان وهـذا من إعجاز القرآن، لذلك كان أخشى ما يخشاه الكفار أن يستمع الناس إلى

القـرآن حتى ولو كانوا غير مؤمنين إن إعجاز القرآن الكريم إنه يحيط بحالات أفراد متعددين من شعـوب وأجناس مختلفة ولغات مختلفة وبيـئات مختلفة ...فما دام هذا الكلام كلام الله فلا بد أن

يكون معـجزأ ، لأان قائله هـو الله والله ليس كمثله شيء...نسأل الله أن يفتح علينا بعلمه المكنون من أسمائه وما وراء الحجب من آلائــه وباسمه العظيم الأعظـم بسم الله الرحمن الرحـيم وبنور

وجـه الله الكريـم الذى خلق منه سيد الأكوان سيدنا محمـد صلى الله عليه وسلم أن يوفقنى للصواب على قـدر علمى ومنتهـى فهمى .......

وقـد آثرت أن أكتب كل ما يدور بالخاطر من سورة ( طـــه ) مستعينا بالله وبما لدى من مراجع وبما تمليه على نفسى من تأملات حول هـذه السورة الكريمة على حلقات

ســــورة طـــه :

رقـم السـورة 20 ــــ عـدد آياتها : 135 ــــ عـدد ألفاظــها : 1354 ــــ عـدد ألفاظ الجلالــة : 6

نزلت قبل إسلام عـمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنـه فى سنة خمس أو أواخـر سـنة أربع من البعـثة قبل الهجرة الأولى إلى الحبشة وكان إسلام عمر رضى الله تعالى عنـه فى سنة خمس

من البعـثة قبل الهجـرة الأولى إلى الحبشة .....

وهى مكية فى قول جميع جمهـور المفسرين وهى سبب إسلام عـمر رضى الله تعالى عـنه :

خرج عمر متوشحا سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتله، فلقيه نعـيم ابن عبد الله فقال : أين تريد ياعمـر ؟ فقال : أريد محمد هـذا الصابىء الذى فرق أمـر قريش وسـّفه أحلامها

وعاب دينها وسب آلهتنا فأقتله. فقال لـه نعـيم : والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمـر !! أترى بنى عـبد مناف تاركيك تمشى على الأرض وقد قتلت محمـدا ؟ أفلا ترجع إلى أهلك فتـقيم أمرهـم ؟

فقال : وأى أهـل بيتى ؟ قال خـَتـنَك ( زوج أختـك ) وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة بنت الخطاب فقد والله أسلما وتابعا محمـد على دينه فعليك بهـما. فرجع عـمر عامدا إلى أختـه وزوج أختـه

وعندهما خباب ابن الأرَتّ معـه صحيفة فيهـا " طــه " يقرهما إياها فلما سمـعوا حسّ عمـر تغيب خباب فى مخـدع لهـم ( توارى ) فى بعـض البيت وأخذت فاطمة بنت الخطـاب الصحيفـة

فجعلتها تحت فخدها وقد سمع عـمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما، فلما دخل قال : ما هـذه الهـينمة التى سمعت ؟ ( معنى الهيـنمة الكلام الخـفى الذى لا يفهـم ) قال لـه : ما سمعت

شيئا ؟ قال بلى والله لقد أخـبرت أنكما تابعـتما دين محـمد وبطش بزوج أختـه سعيد ابن زيد فقامت إليه أخـته فاطمة بنت الخطاب لكفه عن زوجها، فضربها فشجهـا فلما فعل ذلك قالت لـه أخته

وزوج أخـته : نـعـم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسولـه فاصنع ما بدا لك، ولما رأى عمـر ما بأختـه من الدم ندم على ما صنع فآرعـوى ( كف وارتدع ) وقال لأختـه : أعطـنى هـذه الصحيـفة التى

سمعتكم تقرءونها آنفا أنظـر ما هـذا الذى جـاء بـه محمـد ؟ وكان عمر كاتبا ويقـرأ فلما قال ذلك قالت لـه أخـته : إنا نخشاك عليـها، قال لهـا : لا تخافى وحلف لها بآلهـته ليردنـها إذا قرأهـها

فلما قال ذلك طمعـت فى إسلامه. فقالت لـه : يا أخـى إنك نجس على شركك وأنه لا يمسها إلا طاهـر فقـم واغتسل، ففعـل فأعطتـه الصحيـفة وفيها " طـه " فلما قرأ منها صـدرا قال :

" ما أحسن هـذا الكلام وأكـرمه " فلما سمع خباب خرج إليه فقال لـه : يا عـمر والله إنى لأرجـوا أن يكون الله قد خصك بدعـوة نبيـه فإنى سمعتـه بالأمس يقـول :

" اللـهم أيد الإسلام بأبى الحكـم ابن هشام أو بعمـر ابن الخطـاب " فالله الله يا عمـر فقال لـه عـمر عند ذلك : فدلنى على محمـد حتى آتـيه فأسـلم .....

افتتحت السورة بالحروف المقطعـة ( طـــه ) وتنطـق " طـا هـا " .... ونكتب نبـذة عن معـنى الحروف فى القـرآن :

لم يستطع المعارضون للقرآن أن يتحـدوا إعجاز القرآن ، والإعجاز هنا فى نقطتين، النقطـة الأولى النبـى المختار للدعـوة، أمــى لا يقرأ ولا يكتب، النقطـة الثانية إستخدام نفس الحروف

والألـفاظ فى كلام غاية الإعجـاز، كلام لا يستطيع الذين درسوا البلاغة وبرعـوا فيها أن يأتوا بسورة من مثلـه ...فالإنسان الأمـى قد ينطق الكلمات ولكن لا يستطيع ابدا أن يأتى بالحروف

التى تتكون منها الكلمات فإذا أتيت لإنسان لا يقـرأ ولا يكتب بأبسط شيء ( كوب) وقلت لـه ما هـذا ؟ قال هذا كوب فإذا قلت لـه ما هى الحروف التى تتكون منها لن يعـرف لأنه لم يتعلم

القراءة ولا الكتابة ولنرجع إلى قصة خلق آدم حيث عـلم الحق تبارك وتعالى آدم أسمــاء كل شيء وعرضها عليه .... وكذلك إذ بالله سبحانه وتعالى يأتى بالحـروف التى لا يعرف مسمياتها

رجل أمــى ويجـعل النبى ينطق بهـا ويجعلها فى القـرآن فيقول الحق تبارك وتعالى : ( الف ـــ لام ـــ مـيم ... كاف ـــ ها ـــ يا ـــ عين ـــ صــاد ... نــون ... ق ) ...إنـه التحــدى وأى تحــدى

محـمد رجل أمـى لا يمكن أن يعرف أسماء هـذه الحـروف ولكنه جــاء بأسمــاء هــذه الحروف صلى الله عليك وسلم يا عـلم الهــدى ......

ولنرجع إلى إفتتاحية السورة ( طـــه ) : البعـض يرى أنها قسم من الله ولا يعلم سرهـا إلا الله، والبعـض الأخر يرى أنها حروف متصـلة وإسما من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم

والبعـض يرى أنها مثل ( نـون ) خاصة أنها تصادف إسما من الأسماء ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا ) ــسورة الأنبياء 87 فإذا كان ذلك فلا مانع أن يدل هذين الحرفين على إسم من أسماء

الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة أن بعــدها ( ما أنزلنا عليك القـرآن لتشقى ) وإن كان لم يرد فيه حديث صريح أو إشارة إلى ذلك وهنا نلاحظ أن نـطـق الطاء والهاء بدون هـمز

كما فى ( يــس ) النطـق بدون هـمز مع أنهما حـروف مفـردة لكن لم ينطق بالحرف كاملا لأن العرب كانت تستـثـقل الهـمز فيخففونها ... وفواتح السور بالحروف المفردة يختلف عن

باقى آيات القـرآن فكل آيات وسور القرآن من البداية إلى النهاية بنيت على الوصل فتنطـق أخـر السورة على الوصل بـ ( بسم الله الرحـمن الرحـيم )فى السورة التى بعـدها وهذا إشارة على

أن القرآن مبنى على الوصل لا ينعـزل بعضه عـن بعـض وهذا تحـذير من جفاء القـرآن وكأنك تقول إننى أنهيت القرآن وهذا خـطأ لأن نهايته موصولة ببدايته فتقرأ ( من الجنة والناس )

بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين ...ولكن لك أن تقول ختمت القراءة ...ولكن فى فواتح السوربالحروف المفـردة تبنى على الوقـف وهـذا من إعجاز القـرآن لذلك قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعلموا هذا القـرآن فإنكم تؤجـرون بتلاوتـه بكل حرف عشر حسنات أما إنى أقول الــم حـرف ولكن أقول الف حرف ولام حرف وميم حرف وبكل حرف

عشر حسـنات ) وهـذا يدل على إستقلالية هـذه الحـروف بذاتهـا....

الحـروف المفردة فى القـرآن الكـريم :

لو استعرضنا الحروف المفردة فى فواتح بعـض سور القـرآن الكريم نجـد أنها فى 29 سورة كا لآتى :

( الــــم ) عـدد حروفها 3 فى السور الأتية : البقرة / آل عمـران / العـنكبوت / الـروم / لـقـمان / السـجدة .... فى 6 سور بمجموع 18 حرف

( الــر ) عـدد حروفها 3 فى السور الأتية : يونس / هـود / يوسـف / إبراهـيم / الحـجـر ....فى 5 سـور بمجمـوع 15 حرف

( حــم ) عـدد حروفها 2 فى السور الأتية : غافـر / فصلت / الزخـرف / الدخـان / الجاثـية / الأحقاف .... فى 6 سور بمجموع 12 حرف

( طـسم ) عـدد حروفها 3 فى السور الأتية : الشـعراء / القصص .... فى سورتين بمحموع 6 حـروف

( الـمص ) عـدد حروفها 4 فى سورة الأعـراف

( الـمـر ) عـدد حروفها 4 فى سورة الرعــد

( كـهيعـص ) عـدد حروفها 5 فى سـورة مـريـم

( حـم . عسق ) عـدد حروفها 5 فى سورة الشورى

( طــه ) عـدد حروفها 2 فى سورة طـه ..... ( طـس ) عـدد حروفها 2 فى سورة النمـل .... ( يـس ) عـدد حروفها 2 فى سورة يـس بمجموع 6 حـروف

عـدد الحروف 1 فى السور الأتـية : ص / ق / ن بمجموع 3 حروف

عـدد الحـروف 18+ 15+ 12+ 6 + 4+ 4+ 5+ 5+ 6+ 3 = 78

فماذا يعـنى ذلك ؟ بالتأمل والتدبر نجـد أن عـدد سور القـرآن الكريم التى بدأت بها هـذه الحـروف هـو 29 سـورة ..وأن هـذا العـدد هـو عـدد حروف الهجاء التى تتكون منها اللغة العربية

أن عـدد الحـروف المـفردة فى السور التى تبدأ بها هـو 78 حرفا وأن هـذا العـدد هـو نفس عـدد حـروف أول آيات القـرآن نزولا :

( إقرأ بسم ربك الذى خلق * خلق الإنسان من علق * إقرأ وربك الأكـرم * الذى علـم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعـلم )ــــ 1 / 5 سورة العلق ...... ( 78 حرفا )

أى أن عـدد الحروف المفـردة فى أوائل السور تساوى عـدد حروف أوائل آيات القرآن نزولا

لو استبعـدنا الحروف المتكررة نجـد أنها : ا / ل / م / ص / ر / ك / هـ / ى / ع / ط / س / ح / ق / ن

قال العلماء هى نصف الحروف عـددا والمذكور أشرف من المتروك، قال الزمخشرى هـذه الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف فجميع هـذه الحروف فى جملة

( نص حكـيم قاطـع لـه سـر ) فسبحان من وضع فى كل حرف من القرآن سر لا يعـلمه إلا من وضعـه....

ثم يقول الحق سبحانه وتعالى : ( ما أنزلنا عليك القـرآن لتشقى ) ــــ 2

ما معنى الشقاء فى اللغـة ؟ أصل الشقاء فى اللغة العناء والتعب والكد، فالحق سبحانه وتعالى ينفى الشقاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم بل أنزل عليه القرآن ليـسعـد قومه والناس

فلماذا جاءت كلمة الشقاء ؟ روى أن أئمة الكفر أمثال : أبا جهل لعنه الله والنضر ابن الحارث والوليد ابن المغيرة ذهبوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقالوا لـه يامحمد لقد أشقيت نفسك

بهـذه الدعـوةفقال لهم : إن الله بعـثنى رحمة للعالمين.. فقد بعث ليُسَعد ويسعد معه قومه والناس أجمعين فمن أين جاءت كلمة الشقاء ؟ تكرر لفظ الشقاء فى ذات اسورة مرتين غير ماورد

فى صـدر السورة ففى الآية 117يحـذر رب العزة آدم من إبليس ( ....إن هـذا عـدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) وفى الآية 123 يقول الله تبارك وتعالى لآدم بـعـد أن

أن أهبطه إلى الأرض وتاب عليه : ( ...فإما يأتينكم منى هـدى فمن تبع هـداىفلا يضل ولا يشقى ) إذن القضية هنا تطبيق منهج الله منذ خلق آدم وحتى الآن والعبادة لله سبحانه وتعالى...

والعبادة هى التكليف ، والتكليف إنما جاء ليضيق حركة الإختيار عند الإنسان إفعل ذلك ولا تفعل هذا فتشقى ولو علم الإنسان العلة فى تقييد حركته لحمد الله كثيرا على منهجه

والله سبحانه وتعالى نظم بمنهجه القويم حركة الحياة ...لماذا ؟ لأن حركة الحياة هى مقصود كل إنسان سواء مؤمن أو غير ذلك ولكن الله سبحانه وتعالى رسم للإنسان المؤمن منهاجا

يتحرك به وهناك فرق بين تحرك المؤمن والكافر فنجـد رسول الله صلى الله عليه وسلم أجهد نفسه فى العبادة وفى الدعـوة إالى عبادة الله ولاقى فى ذلك أشد المعاناة من عتاة قريش وصبيانهم

وسخريتهم منه وهـو ماض فى دعـوته لهدايتهم ولذلك قال له الحق تبارك وتعالى ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) ففى الوقت الذى يدعـوا فيه إلى عبادة الله الواحـد الأحـد

كان كفار مكة يعبـدون ما يصنعـون بأيديهم من أصنام وهم يعلمون أنها لا تنطق ولا تتحرك ولا حياة فيه إذن لا تكلفهم ولا تحاسبهم ولا مطالب لها... يعبدونها على هواهم وحسب ما يريدون

لكن المؤمن الحق يسعد نفسه بالتمسك بمنهج الله فى الدنيا حتى وإن لاقى فيه المشقة والتقييد فهو سعيد لماذا ؟ لأنه يدرك أن هناك ثواب وعقاب وهـو يرجـوا ثواب الله ذلك الفوز العـظيم

فى الآخرة، نأتى فى زماننا هـذا ونطبق قول الله تعالى ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) ... الذين يكتبون التشريعات، أى تشريع بشرى لا بد أن يدخل فيه هـوى النفس لصالح من يحكم

فإذا تغير الحاكم تغير معه التشريع وهكذا يظل هذا التشريع يتبدل ويتغـير لمجموعة أحكام هى أساسا هوى النفس أليست هـذه حقيقـة ؟ ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى :

( ولو اتبع الحق أهوائـهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ) ـــ71 سورة المؤمنون حينئذ تبدوا لنا الأسباب التى من أجلها ابتعـد الناس عن منهج الله فلا يتمسك بمنهج الله إلا المؤمن

لأنه يدرك تمام الإدراك أن الثواب الذى يحصل عليه فى الدنيا محدود قياسا بثواب الآخرة بلا حـدود ...يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى حديث صحيح رواه الترمذى:

( يأتى على أمتى زمان القابض فيه على دينه كا لقابض على جـمرة من النار ) ... وما أشبه زماننا هـذا بهـذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه،

ولا من القرآن إلا رسمه،، إيمان ضعيفوقلوب متفرقة ،وحكومات متشتتة، وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين ، وأعداء ظاهرون وباطنون ، يعملون سرا وعلنا للقضاء على

الدين، الماديات وزخرف الحياة جرفت شيوخا وشبابا رجالا ونساءا إلى فساد الأخلاق فأصبحت الدنيا هى مبلغ علمهم وأكبر هـمهم وهـذه حقيقة لما يحدث فى أيامنا هـذه ...

فما أصدق هـذا الحديث ومع هـذه المتلاطمات من أهواء الدنيا فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله بل يدرك تمام الإدراك أن الله معه فى كل الأحوال حلوها ومرها ويدرك أن الله سيجعل لـه

من بعـد عسر يسرا فالمؤمن الحق سعيد بمنهج الله يريد منا أن نأتيه أحرارا مختارون رغم أننا قادرون على العصـيان ولكن حب الله ورسوله يمنعنا من أن نعصى الله فى أوامره......

وصلى الله على سيدنا محمد صاحب الشفاعة يوم الدين،والله كتب لأسعـدن من صلى عليه من المخلوقين، فأنت نور الحق فى قلوب المؤمنين، ولما لا وقد أنزل الله عليك فى الكتاب المبين

" قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " يا من صلى الله وملائكته عليك قبل أن يصلى عليك أحدا من العالمين، سلام الله وملائكته عليك، وسلام منا إليك........

سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم .... فى قرآنه العظيم

1 / 12 / 2016

[مدحت الجزيرة]

شكرا اخى الفاضل

[ياسين محمد يوسف]

جزاك الله خيرا اخى