مطالبات بتضمين جثامين الشهداء الفلسطينيين في صفقتي التبادل

[خضر2003]

تتطلع عشرات العائلات الفلسطينية إلى تضمين جثامين أبنائها الشهداء التي يحتجزها الاحتلال منذ فترة طويلة ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى، سواء بين حزب الله وإسرائيل أو بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.



وطالبت عائلات الشهداء بعدم طي ملف أبنائها وعدم إبرام أي صفقة لا تتضمن استعادة جثث الشهداء التي مضى على بعضها عشرات السنين، مؤكدين أن معاناتهم لاستمرار احتجاز جثث أبنائهم لا تقل عن معاناة ذوي الأسرى.



وتشير تقديرات فلسطينية إلى وجود نحو مائتي جثة لشهداء فلسطينيين سقطوا أثناء عمليات اغتيال أو عمليات فدائية منذ عشرات السنين، ولا يتوفر عنها أي معلومات سوى أنها في أربعة "مقابر للأرقام" داخل إسرائيل.



ولا تدرج الفصائل الفلسطينية حسب ما يتبين من الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام جثامين الشهداء ضمن الصفقة المتوقعة لمبادلة الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط، وهو ما دفع ذوي الشهداء لرفع صوتهم مطالبين باستعادة جثث أبنائهم.



مراقبة بحذر

ويراقب الوالدان عايد الفقيه ومصطفى شاهين بحذر إتمام صفقتي الأسرى المنتظرين، لكن أملهما في الإفراج عن جثماني ابنيهما الشهيدين محمد وأحمد اللذين سقطا في عملية اقتحام لمستوطنة عتنئيل جنوب مدينة الخليل أواخر عام 2002 بدأ يتبدد تجاه صفقة حزب الله بعد أن اتضحت معالمهما.



ويطالب الأبوان الفصائل الفلسطينية التي تأسر الجندي شاليط في غزة بأن تضع الإفراج عن جثامين الشهداء ضمن مطالبها، ويعربان عن أملهما في أن يتمكنا من تنفيذ وصية ابنيهما المشتركة بدفنهما في قبر واحد.



وأكد الوالدان أنهما بذلا جهودا كبيرة وطرقا كثيرا من الأبواب في سبيل إعادة جثماني الشهيدين، ورغم نجاحهما بمساعدة منظمات حقوقية في استصدار قرار قضائي باستعادة جثتيهما، إلا أنه لم يحدد سقف زمني للتنفيذ بحجة أن القضية مرهونة بقرار سياسي.



وناشد الأبوان المكلومان السلطة الفلسطينية والمفاوضين الفلسطينيين بالعمل على استعادة جثامين الشهداء جميعا بعد فشل كافة محاولات استعادتها القانونية، موضحين أن إهمال هذا الملف يترك أثرا سلبيا على نفسيات ذويهم.



مطالب عادلة

من جهتها رحبت الحملة الفلسطينية لاستعادة جثامين الشهداء بإدراج جثامين عدد من الشهداء في صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله اللبناني، وطالبت الصليب الأحمر بتسيلم جثامين من يتواجد ذووهم في الأراضي المحتلة إلى أقاربهم لدفنها في الأراضي المحتلة بدل دفنها في لبنان.



ماجد عاروري، منسق المشاريع في شبكة أمين الإعلامية التي تنظم الحملة مع مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، اعتبر إدراج جثامين شهداء مقابر الأرقام في الصفقة خطوة متقدمة ومهمة لتكريم أصحاب هذه الجثث ودفنها بالشكل اللائق بها، رغم قوله بأن ذلك غير كاف.



عمليات التبادل مثلت أملا جديدا لعشرات العائلات الفلسطينية (الجزيرة نت-أرشيف)
وطالب بإدراج جثامين المئات من الشهداء الفلسطينيين الذين لا زالت جثثهم محتجزة ولم يتم إدراجها في هذه الصفقة، مشددا على ضرورة الاهتمام بجثامين الشهداء في أية مفاوضات سياسية أو في عمليات تبادل الأسرى.

إلى ذلك أوضح عاروري أن الحملة التي مضى على انطلاقها عدة أسابيع تمكنت من رصد وجمع معلومات شخصية عن حوالي ثمانين مفقودا معظمهم من داخل الأراضي المحتلة، معربا عن أمله في التحرك قريبا لتفعيل قضيتهم.



إلى ذلك قدر عيسى قراقع، عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح ومقرر لجنة الأسرى في المجلس جثامين الشهداء المحتجزة في إسرائيل بنحو مائتي جثة، مطالبا "بفتح هذا الملف الإنساني الهام والاهتمام بقضيتهم".



وأوضح قراقع في بيان صحفي أن رفات الشهداء الفلسطينيين من سكان الضفة وغزة غير مشمولة بصفقة التبادل مع حزب الله، مطالبا آسري الجندي الإسرائيلي شاليط بإدراجهم في صفقة مبادلته بأسرى فلسطينيين.