المارد الروسي استيقظ ونجومه خطفوا الاضواء في يورو 2008

[كمال السيد]

عندما تولى المدرب الهولندي جوس هيدينك منصب المدير الفني للمنتخب الروسي قبل عامين وصف الفريق بأنه "المارد النائم" ومع وصول المنتخب الروسي إلى الدور قبل النهائي في بطولة كأس الامم الاوروبية الثالثة عشر (يورو 2008) المقامة حاليا في النمسا وسويسرا اعتبر الجميع أن المارد استيقظ ليلفت إليه أنظار العالم كله.


ويدين المنتخب الروسي بفضل كبير إلى الاستثمارات الهائلة وغير المسبوقة التي ضخها أقطاب البترول وأعضاء الحكومة في الاندية الروسية لتتحول كرة القدم الروسية إلى قوة كروية كبيرة بعد نحو 20 عاما من الركود عقب انهيار اتحاد الجمهوريات السوفيتية السابق.


وبغض النظر عن وصول المنتخب الروسي أو عدم وصوله للمباراة النهائية في يورو 2008 والتي تقام يوم الأحد المقبل بالعاصمة النمساوية فيينا لا يمكن تجاهل التطور الكبير الذي شهدته الكرة الروسية في الآونة الأخيرة والذي ظهر بقوة في البطولة الحالية.


ويضم المنتخب الروسي العديد من اللاعبين البارزين بقيادة المهاجم الخطير أندري أرشافين لكنهم لم ينالوا القدر الذي يستحقونه من الشهرة والاضواء حتى قبل أسابيع قليلة وقبل أن تسلط البطولة الحالية الاضواء عليهم ليصبحوا من أبرز نجوم اللعبة في الوقت الحالي.


ووضح التطور الكبير في كرة القدم الروسية من خلال فوز فريق سيسكا موسكو بلقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 2005 ثم فوز زينيت سان بطرسبرج بنفس اللقب هذا العام.


ويمثل زينيت أغنى الاندية الروسية حيث تمتلك شركة "جازبروم" للبترول معظم أسهم النادي. ويلعب أرشافين في صفوف هذا الفريق.


أما فريق سيسكا موسكو فيعتمد على رعاية شركة "سيبنيفت" للبترول والتي يمتلكها الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي الانجليزي.


ومع ضخ الملايين من أموال شركات البترول العملاقة بروسيا في استثمارات كبيرة بالأندية الروسية لكرة القدم والرواتب الضخمة التي يتقاضاها اللاعبون حاليا في روسيا انتهت فترة حقبة رحيل أبرز النجوم الروس للاحتراف في الاندية الاوروبية خارج روسيا.


ومن بين قائمة اللاعبين التي اختارها هيدينك للبطولة الحالية والتي تضم 23 لاعبا لا يوجد سوى محترف وحيد خارج روسيا هو المهاجم إيفان ساينكو لاعب نورنبرج الالماني.


وتعتمد قائمة الفريق بشكل كبير على لاعبي زينيت والاندية الاربعة الكبيرة الاخرى في روسيا وهي سيسكا وتوربيدو وسبارتاك ودينامو.


ورغم ذلك ومع استيقاظ المارد الروسي استيقظت الاندية الاوروبية الكبيرة أيضا على حقيقة أن الاندية الروسية تفرز بعض اللاعبين البارزين أيضا.


ويتميز العديد من نجوم المنتخب الروسي الحالي أيضا بأنهم نالوا خبرة اللعب في بطولة دولية كبيرة.



وبدأت الأندية الأوروبية الكبيرة مثل برشلونة الأسباني وأرسنال الإنجليزي مطاردة المهاجم الروسي أرشافين /27 عاما/ بعد الأداء الرائع الذي قدمه اللاعب مع الفريق في مباراتيه أمام السويد في الدور الاول (دور المجموعات) وهولندا في دور الثمانية حيث ساهم بقدر كبير في تحقيق الفوز في المباراتين.


ويحرص أرشافين بالفعل على خوض تجربة الاحتراف خارج روسيا حيث يرى أن الفرصة الحالية قد تكون الأخيرة له.


كما يرى هيدينك نفسه أنه الوقت المناسب لأرشافين من أجل خوض تجربة الاحتراف الخارجي في إحدى بطولات الدوري الكبيرة بأوروبا وأشار إلى وجود العديد من اللاعبين الاخرين بالفريق يمكنهم خوض نفس التجربة خارج روسيا.


وقال هيدينك "أعتقد أن بعض اللاعبين يمكنهم النجاح خارج روسيا والتألق وترك بصمة مع أندية كبيرة في أوروبا".


ورغم ذلك اعترف هيدينك بأن الأندية الروسية ومشجعيها لن يتقبلوا مجددا رحيل النجوم الكبار إلى خارج روسيا.


وأوضح هيدينك أن الكرة الروسية ستحظى بمكانة إضافية وفائقة على خريطة كرة القدم العالمية إذا حقق نجومها مثل أرشافين النجاح في الاندية الاوروبية.


وجاءت الهزيمة القاسية 1/7 أمام البرتغال في تشرين أول/أكتوبر 2004 ضمن تصفيات كأس العالم 2006 وفشل الفريق في التأهل للنهائيات بألمانيا لتدفع الشركات الكبيرة ورجال الحكومة الروسية على ضخ استثمارات لتدعيم اللعبة والارتقاء بها.


كما كان التعاقد مع هيدينك لتدريب المنتخب وسيلة رائعة للمضي قدما في هذا الطريق.


ومن بين اللاعبين الذين تتسلط عليهم الاضواء حاليا يبرز رومان بافليوتشينكو مهاجم سبارتاك موسكو والذي استغل فرصة غياب زميله بافل بوجربنياك نجم هجوم زينيت عن صفوف المنتخب الروسي بسبب الإصابة قبل بداية البطولة وسجل ثلاثة أهداف للفريق ليخطف الأضواء في يورو 2008 .


وقال سيرجي سيماك قائد المنتخب الروسي "أعتقد أن رومان هو الاكتشاف الأكبر للفريق في البطولة الحالية.. لطالما لعب جيدا في الدوري الروسي كما تصدر قائمة هدافي الدوري الروسي في الموسم قبل الماضي واحتل المركز الثاني في القائمة الموسم الماضي ولكنني أعتقد أن أحدا لم يتوقع منه أن يؤدي بهذا الشكل الذي قدمه في يورو 2008 ".


كما برز يوري جيركوف نجم سيسكا موسكو ضمن أفضل اللاعبين الذين شغلوا الناحية اليسرى في منتخبات البطولة.


وقال هيدينك "جيركوف أحد أفضل اللاعبين في أوروبا حاليا في الناحية اليسرى من الملعب".


ويعرف جيركوف بلقب "رونالدينيو الروسي" بفضل مهارته في المراوغة بالكرة ومجهوده الهائل في الملعب مما يجعل ريال مدريد الاسباني مستعدا لتقديم عرض من أجل التعاقد معه.


وإلى جانب أرشافين يبرز كونستانتين زيريانوف زميله في فريق زينيت والفائز بلقب أفضل لاعب في روسيا عام 2007 كلاعب مؤثر للغاية في خط وسط الملعب.


كما ترك كل من دينيس كولوديم قلب دفاع دينامو موسكو وحارس المرمى إيجور أكينفيف وثنائي خط الوسط إيجور سيمشوف وسيرجي سيماك انطباعا رائعا مع المنتخب الروسي في البطولة الحالية.


ويغيب كولودين عن مباراة الفريق أمام نظيره الاسباني غدا الخميس في الدور قبل النهائي ليورو 2008 بسبب الايقاف لحصوله على الانذار الثاني في البطولة خلال مباراة الفريق أمام هولندا في دور الثمانية.


واستعاد لاعبو المنتخب الروسي كبريائهم على المستوى الدولي وأصبحت لديهم حاليا الفرصة لتكرار إنجاز المنتخب السوفيتي السابق حيث وصل الفريق إلى نهائي البطولة الاوروبية عام 1988 وقد تكون الفرصة سانحة أمام المنتخب الروسي حاليا لتجاوز هذا الانجاز وإحراز لقب البطولة مثلما فعل المنتخب السوفيتي في البطولة الاوروبية الاولى عام 1960 .