مجلة أمريكية: أمريكا حاولت الإطاحة بحماس بمساعدة دحلان

[malek_3006]

مجلة أمريكية: أمريكا حاولت الإطاحة بحماس بمساعدة دحلان

كشفت مجلة أميركية أن إدارة الرئيس جورج بوش حاولت عقب وصول حماس إلي السلطة ، في تنفيذ خطة سرية للإطاحة بها في قطاع غزة.

وزعمت مجلة "فانيتي فير" في تحقيق صحفي تناوله موقع الجزيرة نت أنها حصلت على وثائق سرية تكشف عن خطة اعتمدها بوش ونفذتها وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ونائب مستشار الأمن القومي إيليوت أبرامز تحرض على إثارة حرب أهلية فلسطينية.

وتقضي الخطة حسب المجلة بأن تكون القوات التي يقودها محمد دحلان -مستشار الأمن القومي السابق للرئيس محمود عباس- والمزودة بأسلحة حديثة، بمثابة القوة التي تحتاجها فتح للقضاء على الحكومة المنتخبة بزعامة حماس.

لكن الخطة السرية تسببت في انتكاسة لسياسة بوش الخارجية فبدلا من ذلك قام مقاتلو فتح عن غير قصد باستفزاز حماس للاستيلاء الكامل على قطاع غزة.

ودعت الخطة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة إلى إيصال أسلحة ورواتب إلى مقاتلي فتح الذين سيتولون قيادة ثورة على حماس.

وتزعم المجلة -وهي إحدى أشهر المجلات العريقة في الولايات المتحدة التي تعنى بقضايا السياسة والثقافة والموضة- إن رايس حاولت إقناع مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة بتدريب وتمويل أعضاء من فتح.

وقالت إن المسؤولين الإسرائيليين اعترفوا في ديسمبر 2006 بأن مصر أرسلت أسلحة لحركة فتح في غزة.

وتتابع القول إن الجهود الأميركية لم تقف عند حد إقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية، بل وضعت إدارة بوش الخطة (ب) التي دعت إلى زيادة 4700 عنصر إلى قوات فتح وإخضاعهم لمزيد من التدريبات في الأردن ومصر.

وتذكر المجلة أن وزارة الخارجية الأميركية قدرت تكلفة الرواتب والتدريب والأسلحة بنحو 1.27 مليار دولار أميركي خلال خمس سنوات.

وذكر ديفد ويرمسر مستشار الشرق الوسط السابق لنائب الرئيس ديك تشيني عن انقسامات حادة حدثت بين المحافظين الجدد حول هذا الموضوع.

واستقال ويرمسر من منصبه في يوليو 2007 بعد أسابيع فقط من اندلاع مواجهات دامية في غزة بين حماس وفتح انتهت إلى سيطرة الحركة الإسلامية تماما على مقاليد الأمور في القطاع.

ويتهم ويرمسر إدارة بوش "بالضلوع في حرب قذرة في مسعى منها لمنح النصر لدكتاتورية فاسدة يقودها عباس".

ويعتقد أن حماس لم تكن تنوي الاستيلاء على غزة إلى أن أجبرتها فتح على ذلك قائلا "يبدو لي أن ما حدث لم يكن انقلابا من حماس بل محاولة انقلابية من فتح أجهضت قبل أن تقع".

وتزعم المجلة أن محمد دحلان له علاقات بالرؤساء الأميركيين وبوش لم يكن أول رئيس يقيم معه علاقة.

وتمضي المجلة إلى القول إن دحلان لعب دورا أساسيا في التوترات القائمة بين حركتي فتح وحماس، فقد اعتقل بصفته مديرا لجهاز الأمن الوقائي ألفي عنصر من حماس عام 1996 في قطاع غزة بعدما قامت حركتهم بسلسلة من التفجيرات "الانتحارية".

وتقول إن المنسق الأمريكي كيث دايتون قال لدحلان: يجب دعم الأجهزة الأمنية للإطاحة بحماس.

وبناءا علي ذلك كانت الخطة الأمنية التي نصت علي تولي دحلان رئاسة الاجهزة الامنية بصفة مستشار ويتولي الامريكيون توفير السلاح.

وقدم دايتون في نهاية 2006 ميزانية 86 مليون دولار لدعم الخطة لكن الكونجرس رفض اعتمادها.

وتستشهد المجلة علي دور دحلان بأقوال مسؤولين حكوميين لم تحدد هوياتهم بأن دحلان "هو رجلنا".

من جانبه قال كليتون سويشر الباحث في قناة الجزيرة إن هذه المجلة ليست متداولة في العالم العربي لكنها تناولت قضية تسريب اسم عميلة المخابرات الامريكية.

وفي تعليقها علي هذا التحقيق قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس: "امريكا ساعدت علي تحسين الامن في السلطة وقادتها الامنين ..حماس اشاعت الفوضي وتسلحت ومصدر تسلحها ايران..الدعم الامني كان لمواجهة الارهاب".

جورج شواشيك الخبير في معهد امريكان انتربرايز قال في مداخلة له مع قناة الجزيرة "ليست مجلة جادة.. لو كان كذلك لكان هذا التحقيق في تايمز او واشنطن بوست..لو قرات المقال ستجد أن ليس لكاتبه اي دليل سوي ما قالته له حماس".

أما منذر سليمان الباحث في السياسة الامريكية فقال "لو كان ما قدمته المجلة افتراءات لقام من اتهمهم التحقيق بمقاضاة اصحاب المجلة.. وليس عيبا ان تجري مجلة مغمورة تحقيقا موسعا ودقيقا".