|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دور المرأة في بناء الحضارة الإسلامية بين الواقع والمأمول
دور المرأة في بناء الحضارة الإسلامية بين الواقع والمأمول للمرأة دور كبير في بناء الحضارة الإسلامية على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل إن هناك نساء سبقن الرجال واعتنقن الإسلام عن عقل وروية؛ فلما أكرم الله عز وجل رسوله بنبوته، آمنت به خديجة وبناته، فصدقنه وشهدن أن ما جاء به هو الحق، وسبقت أم حبيبة أباها أبا سفيان إلى الإسلام، وأبو المرأة منها بمكان، وثبتت رضي الله عنها على دينها وهجرتها رغم ارتداد زوجها، فلقد تزوجها عبيد الله بن جحش وهاجرا معا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فتَنَصَّر، وارتد عن الإسلام، وتوفي بأرض الحبشة. وسبقت أم الفضل، لبابة بنت الحارث الهلالية امرأة العباس زوجها؛ وسبقت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها أبا العاص بن الربيع قال ابن سعد: أسلمت زينب وأبى أبو العاص أن يسلم؛ وسبقت فاطمة بنت الخطاب أخاها عمر بن الخطاب، قال الحافظ ابن حجر: كان إسلام عمر متأخراً عن إسلام أخته فاطمة وزوجها، لأن أول الباعث له على دخوله في الإسلام ما سمع في بيتها من القرآن؛ وسبقت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أهلها جميعاً: كانت ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية. قال ابن سعد: لم نعلم. قرشية خرجت من بين أبويها مهاجرة إلى الله ورسوله إلا أم كلثوم بنت عقبة. وشواهد ذلك كثيرة لا يتسع المقام لحصرها. كما بدأ دور المرأة فى الجهاد فى الوقت نفسه الذى بدأ فيه دور الرجل، بل إن دور المرأة الفعلى سابق له، فأول من استشهد فى سبيل الله كان امرأة هى السيدة سمية زوج ياسر، وكانت أسماء بنت أبى بكر – رضى الله عنها – أولى الفدائيات التى أمَّنت وصول الطعام إلى النبى، صلى الله عليه وسلم، وصاحبه أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، كما أنها تلقّت الأذى من أبى جهل فى سبيل كتمان خبرهما. وقد طلب الشرع الإسلامى من المرأة الدفاع عن وطنها، وأرضها، وشعبها، كما طلب ذلك من الرجل، وقد أقرّ النبى، صلى الله عليه وسلم، مشاركة النساء فى الجهاد والغزوات، بل غزت المرأة مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كأم سليم بن ملحان، وأم حرام بنت ملحان، وأم الحارث الأنصارية، والرُّبَيِّع بنت معوذ، وأم سنان الأسلمية، وأم سليط، وليلى الغفارية، وكعيبة بنت سعيد الأسلمية، وحمنة بنت جحش، ورفيدة الأنصارية، وأم زياد الأشجعية وغيرهن كثيرات. أما ميدان العلم فنبغ فى مختلف مراحل التاريخ الإسلامى الآلاف من العالمات المبرَّزات والمتفوقات فى أنواع العلوم وفروع المعرفة وحقول الثقافة العربية والإسلامية، وقد ترجم الحافظ بن حجر فى كتابه «الإصابة فى تمييز الصحابة»، لثلاث وأربعين وخمسمائة وألف امرأة، منهن الفقيهات والمحدثات والأديبات. ولقد تفوقت المرأة المسلمة على الرجل فى جوانب كثيرة فى علوم الحضارة الإسلامية، خاصة فى جانب علم الحديث ومعرفة رواته، ويسجل تلك الشهادة أئمة علم الحديث والمصطلح، فيقول الإمام الذهبى: «وما علمت فى النساء من اتهمت ولا من تركوها». «ميزان الاعتدال فى نقد الرجال، للإمام الذهبى». وقد ضربت لنا عائشة رضي الله عنها أروع المثل في إقبال المرأة المسلمة على التعلم فقد كانت رضي الله عنها تمتاز بعلمها الغزير الواسع في مختلف نواحي العلوم كالحديث، والطب، والشعر، والفقه والفرائض . قال الإمام الزهري عنها : “لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضله” وقال هشام بن عروة :”ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا طب ولا بشعر من عائشة” وكان عطاء بن أبى رباح، رحمه الله، يقول عن السيدة عائشة، رضى الله عنها: «كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأياً»، «أخرجه الحاكم فى المستدرك». إن الأعداد الهائلة من النساء اللواتى ساهمن فى بناء الحضارة الإسلامية ليس بوسعنا أن نستوعبهن جميعهن فى عدة سطور، ولكن الأمثلة المذكورة كافية لتأكيد مكانة المرأة فى الشريعة الإسلامية، وأنها ساندت الرجل فى بناء الحضارة وتعمير الكون، فنجحت كقاضية ومحاربة وقائدة الجيوش ومحتسبة وفقيهة. أحبتي في الله: ما ذكرناه من دور المرأة كان في الماضي؛ أما في الحاضر فالمرأة في المجتمع المعاصر عليها عبء كبير، وهي قد لا تشعر بأهمية دورها الدعوى؛ فقد تكون داعية في بيتها وبين بنات جنسها بمعاملتها الحسنة وأخلاقها الفاضلة وسلوكها؛ بحيث تحث أولادها ليكون لهم دور في الدعوة؛ وتشجعهم على ذلك بكل الوسائل والطرق الممكنة؛ وما أروع هذه العبارة المأثورة عن أحد السلف؛ ( المؤمن كالسراج ، أينما وضع أضاء ) فالمرأة ينبغي أن يكون لها حظ وافر من ذلك ، فهي لا تعدوا أن تكون بنتاً أو أختاً أو زوجة أو أماً ، فإن كانت بنتاً فهي تدعو والديها إن احتاجا إلى ذلك ، بألطف أسلوب وأرق عبارة ، أسوة بأبينا إبراهيم عليه السلام لما دعا أباه . وإن كانت أختاً فهي تدعو إخوتها . وإن كانت زوجة فإن زوجها أحق بالدعوة من غيره . وإن كانت أماً فتدعو أولادها . وهذا لا يمنعها أن تكون داعية في مكان آخر حيث وجدت ، فإن كانت معلمة دعت طالباتها وزميلاتها من المعلمات ، وإن كانت طبيبة أو ممرضة أو موظفة في أي قطاع اجتهدت في دعوة زميلاتها في العمل في الأوقات المناسبة ، دون انتظار النتائج ، لأن النتائج أمرها إلى الله تعالى . أيها الآباء الفضلاء: أغرسوا في نسائكم وبناتكم العلم والقيم والفضائل والمثل العليا التي بها يتمكنَّ من بناء مجتمع إسلامي فاضل؛ ليكنَّ لكم ذكرا وخلفا في الدنيا وأثرا وذخرا في الأخرة؛ ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية , أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له » وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أمورا سبعة يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت , وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته : من علم علما, أو أجرى نهرا , أو حفر بئرا , أو غرس نخلا , أو بنى مسجدا , أو ورث مصحفا , أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته » [ حسنه الألباني في صحيح الجامع] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ فَيَقُولُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ” [ السلسلة الصحيحة – الألباني ] أما إذا نشأت المرأة في بيت تربى على الجهل والفسق والخلاعة والفجور – كما نرى بناتهم ونسائهم في الأماكن العامة والطرقات- فهي لا شك تكون فتنة ضارة ومعول هدم لا أداة بناء للحضارة الإسلامية !! أي حضارة تبنيها هذه ؟!! إنها تضر ولا تنفع؛ تهدم ولا تبني؛ تخرب ولا تعمر !!! فعن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ” ( متفق عليه )؛ وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:” الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، وَإِنَّهَا أَقْرَبُ مَا يَكُونُ إِلَى اللَّهِ وَهِيَ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا.” [ السلسلة الصحيحة – الألباني ] أيها الآباء الفضلاء وأيتها الأمهات الفضليات: أنتم مسئولون جميعا عن نسائكم وبناتكم؛ وبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” ( متفق عليه) وقال أيضاً : ” إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحفظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه “( السلسلة الصحيحة: الألباني) وبعد: فهذه رسالة أوجهها إلى جميع آبائي وأمهاتي وبناتي وأخواتي وأحبابي؛ وكل أفراد المجتمع؛ حبا لهم وإشفاقا عليهم من عذاب الله؛ اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد يا رب العالمين. اللهم احفظ بناتنا وبنات المسلمين ونساءنا ونساء المسلمين من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن آمين يارب العالمين؛؛؛؛؛؛؛ |
19/12/2014, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
ادارة منتديات المهندسين العرب
|
رد: دور المرأة في بناء الحضارة الإسلامية بين الواقع والمأمول
شكرا للمرور
|
||||
19/12/2014, 02:21 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: دور المرأة في بناء الحضارة الإسلامية بين الواقع والمأمول
شكرا لك حبيب القلب
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~