13 ساعة حبس

[هاني حمودة]

لم يكن بينه وبينها أية علاقة فلقد كانت تسكن أمام مقر الشركة التي كان يعمل بها كضابط أمن وكانت تركن سيارتهاأمام الشركة عندما لا تجد مكان أمام العمارة التي تسكن بها . وكان لا يعلم عنها شيئا سوى إنها عجوز شمطاء متصابية سيئة السمعة هي وابنتها الشابة الجميلة ، حتى السلام أو الكلام لم يكن بينهما شيئا منه ولو بحكم الجــوار.
في هذه الليلة و بالذات كان يقف أمام الشركة قبل منتصف الليل بقليل حتى جاءت هي وأوقفت سيارتها بجوار باب ( جراج )الشركة ولم يقل لها شيئا ، ومرت الليلة وجاءت الليلة التالية حيث كان يقف مع عم احمد( البواب في التي تسكن فيها) ، في صباح هذه الليلة حيث اخبره عن سرقة كشاف سيارتها فاستعجب واشتد عجبه عندما علم أنها تتهمه بسرقة هذا الكشاف هو وعم احمد. قد يكون هناك سببا لكي تتهم عم لبعض المضايقات التي تسببها هي له ولكن غير المفهوم أن تتهمني أنا . فحتى هذه الليلة لم يحدث بيننا أي كلمة نهائيا رغم مرور اكثر من عام على تعييني بالشركة ورجعت إلي البيت وان في اشد العجب وما كان في بالى أن يتطور الموضوع اكثر من ذلك ولكنها أتت إلى الشركة غاضبة وحاول الموظفون بالشركة أن يهدئوها ولقد كان اطرف ما في الموضوع ما كان من أحد رؤساء الأقسام عندما قال لها ( أن" حسن" شخص طيب متعلم يكاد يكون ساذجا) لا يمكن أن يفعل هذا ، أن الذي فعل هذا شخص محترف أن هذا العمل مقصود. فكما يقولون جاء( يكحلها) عماها.)
وعندما فاض الكيل بزميلي قال لها : افعلي ما يحلو لكي . وحتى هذت اللحظة لم يكن يدر بخلدي أنها ستقدم بلاغ ضدي أنا وعم احمد ولكن عندما كان الغد علمت أنها قدمت بلاغ ألي الشرطة.
وعندما جاء ضباط القسم ليستدعوني ليأخذوا أقوالي لم يجدوني ، وعندما جئت قال لي زميلي لا تذهب معهم إذا جاءوا واهرب منهم أو حتى اذهب إلى السطح حتى ينصرفوا . آما المشرف قال لي لا تذهب للقسم واترك لي الموضوع ساحله بنفسي . وجلست في الشارع مع عم احمد حتى إذا رأيت سيارة الشرطة أسرعت وأختبئت في أي مكان . وانتظرت حتى الساعة الحادية عشرة وربع ولم يأتي أحد فدخلت جلست بالداخل فإذا بالشرطة فوق رأسي وحاولت إفهامهم إنني أحرس هذا المكان ولا أستطيع أن اتركه دون حراسه ولكنهم استأذنوني في 5 دقائق سيأخذون فيها أقوالي فقط ورضخت في النهاية للأمر الواقع وذهبت معهم أنا وعم احمد .
اخذوا أقوالنا وبدلا من أن يطلقوا سراحنا احتجزونا لأدخل الحجز لأول مرة في حياتي طلبت منهم قبل يحتجزوني أن اتصل بالمشرف لكي يتصرف ولكنهم أستهزأوا مني وقالوا اتصل من المحمول بداخل الحبس . ودخلت الحجز بمفردي حيث تم احتجاز عم احمد في حجرة الاستقبال خوفا علية من البرد لأنه كان كبير السن ،
ووجدت مجتمعا جديدات لأول مره فها هو( فتلة ) الذي يبدو كالعجل السمين ، وأبو رجل مسلوخة الذي كان يشرب( البراندي ) أطلق ساقه للمترو فقطعها ، والشيخ التائب الذي يصلى الفجر ويقرأ القرآن فعجبت منه فلما اصبح فسألته فقال لقد أخطأت وتاب الله عليه .
عندما كانت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل أتوا ببعض المشبوهين ومنهم فتاه محجبة كانت تقف في الشارع تنتظر رزقها المحرم
وضعت النقود في جواربي حتى لا يسرقها أحد وأنا نائم ، ونمت علي مصطبة من الخرسانة ووضعت حذائي كوسادة. عندما سألني أحد المحبوسين عن سبب دخولي الحبس ويعرف ويتعجب :أتدخل الحبس في كشاف؟
حاولت أن اثبت ولا أجزع وهو لم تحقق ولكن معدتي أبت أن تهدا فبدا بها صراع من الإسهال وعندما جاء عم احمد ( بسندوتشات ) كان قد جاء بها ابنه ولكنه لم يستطيع أن يأكلها فأرسلها لي فوزعتها علي المحبوسين .
لم يحتك بي أحد سوي أحد المسجونين طلب جنيها لشراء شايا فلما اعتذر له قام ألي ونزع مني مجلة كانت بيدي مدعيا ملكيتها وكانت ملك لأحد المساجين الآخرين وسبنى ولكني لم أرد عليه ولم أحاول مجاراته فليس هذا الوقت وقت نزاع ، فلو طالت مدة حبسي ستكون العواقب وخيمة . وعندما جاء الصباح أيقظوا من كان نائما ومسحوا عنبر الحبس ومن لم يستيقظ رشوه بالماء وادخلوا عم احمد معنا.
وعندما جاءت الساعة الحادية عشرة جاء ابن عم احمد ليخبرنا أن العجوز الشمطاء في القسم لتتنازل عن المحضر المقدم منها فوقفت علي أحر من الجمر حتى أن الساعة التالية كأنها يوما كاملا ، وعندما خرجنا طلبوا مننا التوقيع علي تعهد بعدم التعرض والمسؤولية عن ما قد يحدث ، و أدخلونا لنائب المأمور وكانت تجلس عنده فقال لعم أحمد : ما لك يا عم أحمد ، ألست بوابا لكل السكان أم هناك سكان وسكان ؟ (في إشارة ألي ساكن يهتم به اكثر من الآخرين ) فبكى عم احمد وهو يقول : أنني اخدمهم منذ عشرين عاما لم يروا مني شيئا وبعد هذه السنين تبهدلني هذه البهدلة ؟ فهدأ من روعه ثم وجه الكلام ألي : يا بني الست تعمل لتأكل عيش ؟
قلت : يا أفندم ماذا فعلت؟ ثم وجهت الكلام أليها :عندما كنت اقف أين ركنت سيارتك؟ فقالت :بجوار الجراج . أذن لم اقل لكي شيا.
وعندما خرجنا قال لي : كل ست قذرة يساندها مسئول كبير تعمل كده في الناس؟
وعند ما جاء رمضان اعتذرت له بأنها غضبت منه لأنه قال لها : وما شأني أأحرسها لك؟
قلت :وما شأني أنا وخلافاتكم، تحبسوني بدون سبب؟ حسبي الله ونعم الوكيل.