الجنة لمن بذل نفسه ابتغاء مرضات الله

[ميدو الشورة]

"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ"

قيل في سبب نزول الآية أن أبو يحيى الذي هو صهيب بن سنان الرومي كان في مكة وقد كبر سنه وأسلم وأراد أن يهاجر فقال له الكفار: لقد جئت مكة فقيراً وآويناك إلى جوارنا وأنت الآن ذو مال كثير وتريد أن تهاجر بمال فقال لهم: أإذا خليت بينكم وبين مالي أأنتم تاركوني؟ فقالوا: نعم قال: تضمنون لي راحلة ونفقة إلى أن أذهب إلى المدينة؟ قالوا: لك هذا فلما ذهب إلى المدينة لقيه أبو بكر وعمر فقالا له: ربح البيع يا أبا يحيى قال: وأربح الله كل تجارتكم وقال له سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن جبريل أخبره بقصتك، ويروي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: ربح البيع أبا يحيى.

يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة جزاء من يبذل نفسه طلباً لوجه الله تعالى ورجاءً فى ثوابه وطمعاً فى فضله فإن ما ينالوه من الفوز والتكريم ما لا يتوقع مقداره أحد.

معنى الآية : قوله "يَشْرِي" إما أن تكون بمعنى (باع) وإما أن تكون بمعنى(اشترى) فإن كانت بمعنى يبيع نفسه أى هو الذي يفقدها بمقابل والإنسان عندما يفقد نفسه فهو يضحي بها وعندما تكون التضحية ابتغاء مرضاة الله كأنه باع نفسه وأخذ مرضاة الله والجنة مقابلاً لها ، أما إذا كانت بمعنى اشترى نفسه أى أنه ضحى بكل شيء في سبيل أن تسلم نفسه الإيمانية ، والمعنى أن هؤلاء هم الموفقون الذين باعوا أنفسهم وأرخصوها وبذلوها طلباً لمرضاة الله ورجاءً فى ثوابه.

وقوله تعالى"وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ" نقول هنا ما العلاقة بين ما سبق وبين رءوف بالعباد؟ أى أن مادام الله رءوفاً بالعباد فلم يشأ الله أن يجعل ذلك أمراً كلياً في كل مسلم وإنما جعلها فلتات لتثبت صدق القضية الإيمانية لأنه لا يريد أن يضحي كل المسلمين بأنفسهم وإنما يريد أن يستبقي منا أناساً يحملون الدعوة ، فإن فى هذه الآية أخبر تعالى أنهم أشتروا أنفسهم وبذلوها وأخبر برأفته تعالى الموجبة لتحصيل ما طلبوا وما سينالوه من الله تعالى من الفوز والتكريم.

ما يستفاد من هذه الآية أن الله تعالى ليس عنده جزاء سوى الجنة لمن بذل نفسه فى سبيله وابتغاء مرضاته.

[عبدالرازق ابو محمد]

جـــــــــــزاكم الله خير الجزاء

[احمد سعيد ابوامير]

شكرا لك اخى الغالى