اليوم.. أولي جلسات الاستئناف ضد «البراءة السوداء» في قضية العبارة

[احمد يوسف احمد]

اليوم.. أولي جلسات الاستئناف ضد «البراءة السوداء» في قضية العبارة









تشهد محكمة جنح مستأنف سفاجا اليوم أولي جلسات الاستئناف في الحكم الصادر من محكمة أول درجة ببراءة ممدوح إسماعيل، مالك عبارة «السلام 98»، التي قرر محامو أهالي الضحايا التقدم خلالها بطلب بتحويل القضية من جنحة إلي جناية، وتعديل وصفها من جنحة قتل خطأ إلي جريمة قتل عمد.
وسيطرت حالة من اليأس وفقدان الثقة علي أهالي الضحايا قبل بداية الجلسات، فقال أحدهم: «إن الاستئناف تمثيلية لتهدئتنا.. والقضية خلصت من بدري»، فيما أكدت والدة أحد المفقودين إصرارها علي حضور الجلسات. وقال أسعد هيكل، عضو هيئة الدفاع عن أهالي الضحايا: «إن هناك من يعبث بأوراق القضية لإنقاذ ممدوح إسماعيل، وتسبب في صدور حكم البراءة للمتهمين في أول درجة».
وأضاف: «إن بعض الناجين ارتدوا سترات نجاة خاصة بالطاقم، وتم اختطافهم لإخفاء أدلة جنائية». وقال عبد الحكيم القاضي، الصحفي الذي تابع الكارثة وقت حدوثها: «رأيت 70 جثة للشهداء مكومة بطريقة مهينة في ثلاجة خضار في مشهد لن أنساه لجريمة بشعة انتهكت فيها كرامة الميت، وبعض الأهالي أخذوا جثثا لا يعرفون أصحابها». وقال حسن رفاعي، بائع السمك الذي تبرع بمدافن عائلته لشهداء العبارة: «أنا اتبرعت بالجبانة اللي جهزتها من حر مالي، لأن أحشائي اتقطعت من جوه لما شفت جثث الشهداء بتتعفن في المستشفيات، وسديت وداني لما سمعت صراخ الناس، فرحت للمحافظ وقلت له أنا عايز ألم جثث إخواتي اللي ماتوا في العبارة فاستجاب». ويضيف: «ممدوح إسماعيل قتل نفسه بكراهية الناس له، وعشان كده.. هو ميت حتي لو برأه القضاء، ولو كان عايش في نعيم».
وتعيد «البديل» نشر صور 30 شهيدًا كانت قد نشرت حكاياتهم في القائمة اليومية لشهداء العبارة حتي لا ننسي



ليلة استئناف البراءة السوداء




أهالي ضحايا العبّارة: لن نتخلي عن القضية رغم الإحباط




سيطرت حالة من اليأس والإحباط وفقدان الثقة علي كلمات أهالي ضحايا عبّارة «السلام 98» التي سجلتها «البديل» قبل انعقاد أولي جلسات الاستئناف المقدم ضد حكم البراءة الصادر لممدوح إسماعيل.
وقالت شقيقة المفقود سيد محمد إنها ووالدتها البالغة من العمر 80 عاما حريصتين علي حضور جميع جلسات المحاكمة رغم طول المسافة وإرهاق السفر، مضيفة أن والدتها أصرت علي حضور جلسة اليوم قائلة «لو كان آخر يوم في عمري هحضر حتي اعرف مصير ابني الذي لا اعرف هل هو حي أم ميت»، وأعربت شقيقة سيد عن عدم تفاؤلها من حكم الاستئناف، وقالت إن كل ما يهمها هو أن تعرف مصيره وليس البراءة من عدمها لأنهم لا يريدون أي تعويضات.
وقال أحمد شعبان شقيق أحد الضحايا إنه سيحضر الجلسات مهما كانت النتيجة وإن والده أيضا سيحمل صورة نجله ويطالب بمعرفة مصيره أثناء المحاكمة، مضيفا أن هدفهم معرفة إلي أين سينتهي هذا المشوار، وقال: «إحنا عايزين نعرف هننتهي علي إيه خاصة أن أغلب اللي بيحضروا هما أهالي المخطوفين أو اللي مش عارفين ولادهم فين».
أما إيمان عبدالحميد زوجة أحد المختطفين فتؤكد أن المحكمة ستؤيد البراءة «لأن الظلم في البلد دي بقي القاعدة والعدل هو النادر والكبير بياكل الصغير واللي مالوش أي حق» وأضافت: «حسبي الله ونعم الوكيل في الحكومة لأن كل الشباب اللي راح دمهم هدر مابقاش ليهم أي حق.. أنا ابني دلوقتي عنده 4 سنين ماشفش أبوه من وقت ما كان عنده 4 شهور.. طيب مش ده حرام علي طفل زي ده لما يسأل ما أعرفش أقوله أبوك عايش ولا ميت».
وقال أحمد خضراوي شقيق أحد الضحايا «إحنا مش هنضحك علي بعض.. الاستئناف ده مجرد تهدئة للناس وللرأي العام ومش هيحصل أي جديد.. خلاص الكبير عملها.. إحنا كل اللي عاوزينه نعرف أهلنا فين.. عايشين ولا ماتوا»، وأضاف «لعل وعسي يكون الاستئناف عملي وينتج عنه وضوح للحقائق الغائبة الخاصة بالمختطفين».
أما عم شعبان البالغ من العمر 55 عاما ووالد أحد أفراد طاقم العبّارة المختطفين فيتوقع تأييد حكم البراءة وقال إنه سيحضر الجلسة وكل الجلسات القادمة، وطارق شرف الدين، مندوب المبيعات، الذي فقد زوجته وأولاده الأربعة يصر علي حضور كل الجلسات رافعا لافتة تطالب بتحليل الجينات كي يعرف مصير أولاده وزوجته وقال: «جاءوني بخمس جثث غير واضحة المعالم ليقولوا إنها أسرتي ورفضوا تحليل عيناتهم ليجبروني علي الاستلام لكني رفضت.. وأنا الآن لا أعرف هل هم أحياء أم أموات» <

------------------------------------------

محامي الأهالي : هناك من يعبث بأوراق القضية لإنقاذ ممدوح إسماعيل
طالبنا بمعرفة الملاك الحقيقيين للشركة واكتشفنا أننا نواجه منظومة فساد كبري

حوار: خليل أبوشادي - إبتسام تعلب
أكد أسعد هيكل، المحامي وعضو هيئة الدفاع عن أهالي ضحايا العبّارة السلام 98، إن «هناك أيدي عبثت بأوراق القضية في محكمة أول درجة وتسببت في صدور حكم البراءة للمتهمين، وقال هيكل في حواره مع «البديل»: «ممدوح إسماعيل والذين يقفون وراءه استطاعوا شراء الكثير من الذمم، وهناك فضائيات ومحامون وصحف تم شراؤهم، ولاحظت قبل صدور حكم أول درجة أن بعض الصحف مهدت لصدور الحكم بالبراءة، وعلمت من أحد المصادر أن الحكم سوف يصدر بالبراءة، وقال هيكل هيئة الدفاع كانت قد قطعت شوطاً مهماً في المفاوضات مع رجال ممدوح إسماعيل للوصول إلي حل يمكن المخطوفين من العودة إلي ذويهم، لكن الحكم جاء ليقطع هذه المفاوضات ويقضي بفشلها وهيئة الدفاع طلبت من المحكمة معرفة الملاك الحقيقيين لشركة السلام المالكة للعبّارة ولم تفدنا المحكمة في ذلك علي الرغم من أن معرفة الملاك الحقيقيين ستمكننا من معرفة من يقف وراء ممدوح إسماعيل».
وأبدي هيكل دهشته من عدم مشاركة المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية لهيئة الدفاع عن الأهالي، ووجه هيكل الدعوة للأحزاب والمنظمات الحقوقية لاستدراك الخطأ وتقديم الدعم في هذه القضية. وعبر هيكل عن ثقته في القضاء المصري مؤكداً أنه يضع كل أمله علي محكمة الاستئناف التي تتوافر فيها ضمانات أكبر للحكم في هذه القضية المليئة بالأسرار.
> ما هي الأسرار التي تتحدث عنها في هذه القضية؟
-الأسرار كثيرة منها ما نعرفه ونستطيع الكشف عنه ومنها ما نعرفه ولا نستطيع كشفه حرصاً علي مصلحة الأحياء المخطوفين، ومنها ما طلبنا معرفته ولم نستطع الوصول إليه. فعلي سبيل المثال طلبنا من المحكمة معرفة أسماء الملاك الحقيقيين لشركة السلام ولم تردنا أي إفادة بأسمائهم، ولو عرفنا أسماء الملاك الحقيقيين لعرفنا من يقف وراء ممدوح إسماعيل، فنحن نواجه منظومة فساد كبري وليس مجرد رجل أعمال كبير. وعلي الجانب الآخر كانت المفاوضات تدور مع رجال ممدوح إسماعيل بهدف استرجاع المختطفين، ولدينا معلومات أن ربان المركب مايزال علي قيد الحياة وموجود في مكان ما، وكذلك العديد من الركاب الذين لم يجدوا سترات نجاة فاستخدموا سترات نجاة خاصة بطاقم المركب، وتم اختطافهم لإخفاء أدلة إدانة ممدوح إسماعيل وشركته وقد قطعنا شوطاً كبيراً في المفاوضات بهدف استرجاع المخطوفين، مقابل تسوية معقولة في القضية، فأهالي المخطوفين يهتمون باسترجاع ذويهم أكثر من اهتمامهم بعقاب المتهمين، لكن هذه المفاوضات قد توقفت قبل صدور حكم البراءة من المحكمة، وعلمت من أحد المصادر أن المفاوضات توقفت لأن ممدوح إسماعيل وصلته معلومات بأن الحكم سوف يصدر لصالحه.
>وهل كان الوضع في المفاوضات سيختلف لو صدر الحكم بالإدانة؟
- و صدر الحكم بالإدانة لشكل ضغطاً علي ممدوح إسماعيل في المفاوضات.
> ما رأيك في الحكم الصادر من محكمة أول درجة؟
-الحكم شابه فساد في الاستدلال علي حد قول النائب العام في الطعن بالاستئناف، وأري أن هذا الفساد وصل إلي درجة الشذوذ في الاستدلال، لكن الحكم أشار إلي نقطة هامة يجب الانتباه إليها، وهي أن الحكم أشار إلي عدم وجود أوراق تمسكت بها النيابة، وأن أوراق القضية قد خلت من أقوال بعض ممن وردت أقوالهم بقائمة أدلة الثبوت، ومعني ذلك أن هناك أيادي تعبث بأوراق القضية، وأننا نواجه منظومة كامة من الفساد، وأن هناك شخصيات مهمة وراء ممدوح إسماعيل حريصة علي أن تأخذ القضية منحي محدداً، ويظهر ذلك في قيام الحكم علي افتراضات، وهو يخالف كل ما تعلمناه من الأسس التي يجب أن تبني عليها الأحكام.
> كيف تري الفساد الذي شاب هذا الملف من وجهة نظرك؟
- أري أن القضية هي قضية منظومة كاملة من الفساد، فقد استطاع ممدوح إسماعيل ومن ورائه شراء الكثير من الذمم، فهناك فضائيات ومحامون وصحف تمهد للبراءة قبل صدور الحكم، وقد نشرت إحدي الجرائد حواراً لرئيس الأكاديمية البحرية أعلن فيه عن منحة مجانية لأبناء الضحايا، وقرر في حديث مطول معه أن ممدوح إسماعيل بريء، وأنه ليس بالرجل السهل، وعلمت بعدها من أحد المصادر أن الحكم سوف يصدر بالبراءة وانقطعت المفاوضات بعد ذلك حول المختطفين.. فنحن لا نواجه ممدوح إسماعيل وإنما منظومة كاملة من الفساد، ويتضح ذلك في طريقة التعامل مع أهالي الضحايا منذ بداية الكارثة وأثناء المحاكمة، ففي جميع جلسات المحاكمة كنا نجد حضوراً مكثفاً من الأمن وعدم اهتمام من باقي أجهزة الدولة كالمحافظة مثلاً، حيث كان يبيت أهالي الضحايا من الفقراء في العراء في انتظار جلسات المحاكمة.
> هل تفعل الدولة كل ذلك من أجل ممدوح إسماعيل وهل قيمته تصل علي هذه الدرجة لدي الأجهزة الرسمية؟
- المتتبع للسيرة الذاتية لممدوح إسماعيل سيعرف ذلك، فقد كان يعمل في بداية حياته كفني علي إحدي السفن، تولي منصب أمين الحزب الوطني بدائرة مصر الجديدة، ثم تم تعيينه عضوا بمجلس الشوري وعضواً بمجلس إدارة هيئة موانيء البحر الأحمر، وحصل علي 900 متر بميناء سفاجا لشركته بالمخالفة لقواعد هيئة موانيء البحر الأحمر.
> لكن هناك تحالفاً من أطراف عديدة من المجتمع المدني للوقوف ضد فساد ممدوح إسماعيل؟
- لا أري أن ذلك يحدث بدرجة كافية، فمنذ غرق العبارة، لم يتقدم أحد لهذه القضية سوي لجنة الحريات بنقابة المحامين بشكل أساسي، ولم تتقدم المنظمات الحقوقية للدفاع عن أهالي الضحايا، وعقدت اللجنة أكثر من مؤتمر ومحاكمة شعبية لممدوح إسماعيل، وأود أن أوجه الدعوة للمنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية لبذل دعم حقيقي في هذه القضية.
> هل معني ذلك أن فرص إفلات المتهمين كبيرة في هذه القضية؟
- لا أعتقد ذلك فثقتنا كبيرة في القضاء المصري، كما أن ممدوح إسماعيل وعصابته قد ورطوا أنفسهم أمام الرأي العام بانشغالهم بإخفاء أدلة الاتهام منذ اللحظة الأولي لعلمهم بالجريمة وقد تم ذلك بديلا لمجهودات الإنقاذ التي كان يجب عليهم أن يقوموا بها، لذلك فسوف نطلب أمام المحكمة تعديل القيد والوصف بالاوراق إلي جريمة قتل عمد وليس قتل خطأ استنادا إلي أن أداة الثبوت بالأوراق قد قطعت جميعها بعلم المتهمين بالحادث وقت غرق السفينة وتراخيهم عمدا عن الادلاء عن حادث الغرق وتقاعسهم عن تقديم المساعدة للناجين من الحادث وإبلاغهم للمسئولين بعد وقت طويل من الغرق بأن السفينة مفقودة وليست غارقة، رغم يقينهم بغرقها في تمام الساعة السادسة والنصف بعد اتصال ضابط ثاني السفينة من أحد الرمسات في موقع الغرق بربان السفينة سانت كاترين صلاح جمعة وإبلاغه بأن السفينة قد غرقت وأنهم علي ظهر أحد الرماسات وقد اتصل عمرو ممدوح إسماعيل بمدير هيئة الموانئ تمام الساعة السابعة والنصف وقرر له أن السفينة مفقودة وليست غارقة مما عطل عمليات الإنقاذ وما يقطع بنية القتل العمد وفي الساعة التاسعة واربعين دقيقة قرر عمرو ممدوح إسماعيل لمركز البحث والإنقاذ أن السفينة مفقودة وأعطي معلومات خاطئة عن موقع الحادث ما ادي إلي تأخير عمليات الإنقاذ لأن مركز البحث ارسل طائرة للبحث عن السفينة المفقودة استغرق ساعة ونصف الساعة في إمكان الخطأ وكل ذلك أدي إلي زيادة في الخسائر، وبالنظر إلي تاريخ الشركة المليء بالحوادث والتي مرت دون أن يتوقف امامها الرأي العام حيث تصور المسئولون بالشركة أن هذه الحادثة ايضا يمكن لها أن تمر مثل بقية الحوادث فعمدوا إلي إخفاء أدلة الثبوت مثل الاتصالات السلكية واللاسكية بين ربان العبارة والشركة وقاموا بالإخفاء القسري لمن توصلوا اليهم من طاقم العبارة وبعض الناجين ممن ارتدوا سترات النجاة الخاصة بطاقم العبارة ورتبوا لهذا الأمر منذ علمهم بغرق السفينة علي حساب عميات الإنقاذ التي بدأت بعد أكثر من 12 ساعة، وانشغالهم بإخفاء الأدلة كان أحد أسباب تأخر انقاذ الضحايا وزيادة الخسائر في الارواح ما ادي إلي توريطهم واتخاذ القضية بعدا إعلاميا خرج عن سيطرة ممدوح إسماعيل ومن يحميه ولا أعتقد أنهم سيستطيعون الالتفاف علي الرأي العام والقضاء المصري الذي نضع كل ثقتنا به.
> وماذا عما يشاع عن الأخطاء التي ارتبكتها هيئة الدفاع في هذه القضية؟
- هيئة الدفاع لا يوجد في جانبها أي أخطاء والخطأ كله في الحكم نفسه الذي ذهب في حيثياته للبراءة استنادا إلي أن التقارير الطبية تؤكد أنهم لم يموتوا بسبب الغرق بل بسبب كدمات وإرهاق عام ما جعل النائب العام يصف ذلك بالفساد في الاستدلال، وأري أن معسكر ممدوح إسماعيل هو صاحب مقولة إن الخطأ يكمن في هيئة الدفاع وقد أشاع دفاع المتهمين أيضا بعد أثناء سير القضية أن التهمة هي التراخي في التحرك للإنقاذ وهذا غير صحيح فقد أحالت النيابة العامة المتهمين إلي المحكمة بتهمة التسبب خطأ في موت أكثر من الف شخص وذلك لرعونتهم وعدم تحركهم في الوقت المناسب للإنقاذ والإخلال بواجباتهم المهنية لتقديم المساعدة للغرقي وأدلة الثبوت كثيرة في هذه القضية مثل شهادة الناجين وتقارير اللجنة الفنية المنتدبة وتقرير لجنة تقصي الحقائق وشهادات الخبراء الفنيين كل ذلك كان يجب أن يؤدي إلي الإدانة ورغم ذلك حصل المتهمون علي البراءة <

-----------------------------------

وقفة احتجاجية لأهالي الضحايا أمام نقابة الصحفيين ليلة استئناف الحكم

كتبت: ابتسام تعلب
أقامت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، أمس الأول، وقفة احتجاجية علي سلم النقابة تضامنا مع أهالي عبارة السلام 98 عقب الحكم ببراءة مالك العبارة ممدوح إسماعيل، وآخرين وذلك ليلة نظر أولي جلسات الاستئناف المقدم ضد حكم البراءة. وحضر الوقفة العشرات من أهالي الضحايا المفقودين والمتوفين، حيث أكدت شقيقة المفقودة هدي فاروق أن أسرة المفقودة لا تعرف شيئا عن مصير شقيقتهم ولم يستلموا جثة هدي، ولا أطفالها الأربعة المفقودين، ولا التعويضات المادية التي صرفت للمفقودين، أما شقيقة أحد الضحايا فأكدت لـ «البديل» أنها تصر علي حضور الجلسات كي تعرف مصير باقي المختفين وتساندهم. وأعلن محمد عبدالقدوس وعدد من النشطاء السياسيين والصحفيين تضامنهم الكامل مع الأهالي، وفي تعليقه علي الوقفة قال عبدالقدوس: «الوقفة كانت صامتة حدادا علي العدالة في مصر وأرواح الضحايا سواء الموتي منهم أو المفقودين بعد حكم البراءة الصادم»

------------------------------------

بائع السمك الذي تبرع بمدافن عائلته لشهداء العبارة: «الضحايا ينادونني .. والمقبرة أصبحت وطننا»
ممدوح إسماعيل قتل نفسه بكراهية الشعب المصري لأنه أراد أن يضع قدمه فوق رأس الغلابة

قنا ـ محمود الدسوقي
أذا أردت أن تكون إنساناً حقيقياً فلابد أن تكون تلميذا لبائع السمك بسوق السهاريج بقنا حسن رفاعي الشهير بمحمود الأشلم (73 عاماً) حين تجده يدخن الشيشة في أحد المقاهي المجاورة للسوق يقف بجسده القصير ويحييك ويحدثك قائلا «التعليم الحقيقي 3 مراحل المرحلة الأولي الأخلاق الحسنة والمرحلة الثانية أن يتعلم الإنسان كيف يشعر بالآخرين من قلبه. أما المرحلة الثالثة فيتعلم الإنسان فيها مساندة أخيه الإنسان وأنا تبرعت بالقرافة والجبانة اللي جهزتها من حر مالي علشان أنا أحشائي اتقطعت من جوه لما شفت جثث الشهداء تتعفن في المستشفيات وسددت وداني وأنا أسمع صراخ الناس. فذهبت إلي مكتب المحافظ مجدي أيوب وأنا بهدومي دي قلت له أنا عاوز ألم جثث أخوتي اللي ماتوا في العبارة، خدوا الجبانة بتاعتي وبتاعة عيلتي ولموا فيها أهالينا والمحافظ استجاب».
يتابع عم حسن «أتينا بالبنائين والحانوتية واشترينا الأكفان ولمينا أهلنا في الجبانة خلف مقام سيدي عبدالرحيم القناوي، وكل جمعة حين انتهي من قراءة الفاتحة لوالدتي التي أصرت أن تعلمني حتي الابتدائية أذهب إلي مقابر العبارة وأبكي كثيرا كطفل صغير. أشعر دائماً أن الشهداء ينادونني من قبورهم «يا محمود إحنا مالناش هوية ولا أهل والأرض دي اللي كانت بتاعتك ودلوقتي بقت وطننا».
يصمت عم حسن قليلاً ويقول «ممدوح إسماعيل قتل نفسه بنفسه لأنه جعل أقدامه فوق رؤوس الناس جميعاً خاصة الغلابة. فصاحب العبّارة قتل نفسه بكراهية الشعب المصري لذلك هو ميت حتي لو كان يعيش في النعيم في الخارج وحتي لو برأه القضاء»

------------------------------------

..وصحفي شاهد الكارثة: رأيت 70 جثة للشهداء مكومة بطريقة مهينة في ثلاجة خضار
ممدوح إسماعيل صنع أكبر هولوكست ضد الغلابة في تاريخ مصر والأهالي أخذوا جثثاً لا يعرفون أصحابها كي يرتاحوا

قنا: محمود الدسوقي
104 شهداء كانوا نصيب محافظة قنا من عبارة الموت «السلام 98»، وما حدث أثناء شحن 70 جثة متعفة للشهداء في ثلاجة خضار جريمة بشعة لن أنساها أبداً، هكذا تحدث عبدالحكيم القاضي الصحفي الصعيدي الذي تابع الكارثة لحظة بلحظة حتي دفن الجثث مجهولة الهوية في مقابر تبرع بها أحد المواطنين.
يقول عبدالحكيم الذي صمم أن يكون في مقدمة من ودعوا الشهداء إلي المقبرة «حين ذهبت لمتابعة الحادث ولم أجد أحداً من المسئولين الذين هربوا من المكان فبكيت مع الأهالي الذين كانوا يتابعون الفضائيات ليعرفوا ماذا حدث لذويهم. في الوقت الذي كانت الحشود الأمنية تمنعهم من دخول الميناء. كان المسئولون يأتون بأرقام متضاربة لعدد الموتي وكانت الحكومة مشغولة بكأس الأمم.
في البداية صدمت من منظر أب اشتبك مع الحشود الأمنية لأنهم منعوه من مجرد السؤال عن ابنه الوحيد. كان الرجل في حالة صدمة حقيقة، وعرفت فيما بعد أنه كان ينتظر عودة ابنه ليزوجه. كان الأب والأم في لحظة جنون، فبعد أن رفض الأمن سؤال الأب ألقت الأم بشبكة ولدها إلي البحر.
يصمت عبدالحكيم قليلا ثم يتابع «في سفاجا شاهدت وبكيت ولكن في قنا لم أحتمل ما اكتشفته أن جثث الشهداء جمعت بشكل مهين في ثلاجة خضار، وفي مستشفي قنا كان كل شيء بدائيا، وكرامة الميت انتهكت فكان بإمكانك أن تمسك قدماً مفصولة ورأساً متعفنة تحاول تجميعها واكتشفت أن الأهالي الذين تعبوا في اللف والدوران علي المستشفيات اكتفوا بأخذ جثث غير حقيقة لذويهم. هذا ما قاله لي أحد أبناء مركز نقادة أكبر عدد من أسر الشهداء حيث قال: «تعبت من البحث عن جثة أخي فأخذت أي جثة كي ترتاح الحكومة».
نسأله عن ممدوح إسماعيل فيقول: «هذا الرجل صنع أكبر هولوكست ضد الغلابة في تاريخ مصر وبراءته ليست كافية فالشرفاء الحقيقون هم من يبحثون عن براءة الضمير قبل براءة القضاء».
يصمت ثانية ثم ينظر للصور التي التقطها أثناء تغطيته الكارثة، ويشير إلي صورة الضابط الذي يحوط الصعيدي الذي فقد ابنه ويقول: «انظر إنها صورة تدعو الجميع للبحث عن الحرية والتضامن مع الضحية في مواجهة قوة غير محدودة يملكها الكبار»

[GeNeRaL AD]

شكرا على الاخبار

[هشام زايد]