ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > المنتدى الادبى > المنتديات الادبيه العامه > قسم القصه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27/1/2009, 08:13 PM   رقم المشاركة : ( 601 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

وأما ما كان من أمر جانشاه فإنه صار يبكي إلى وقت المساء ثم دخل مغارة واستكن فيها وقد خاف خوفاً شديداً واستوحش لفقد مماليكه، ثم سار ولم يزل سائراً ليالي وأياماً وهو يأكل من الأعشاب حتى وصل إلى الجبل الذي يتوقد مثل النار. فلما أتى إليه سار فيه حتى وصل إلى النهر الذي ينشف كل يوم سبت فلما وصل إليه رآه نهراً عظيماً وبجانبه مدينة عظيمة وهي مدينة اليهود التي رآها مكتوبة في اللوح فأقام هناك إلى أن أتى يوم السبت ونشف النهر، ثم مشى من النهر حتى وصل إلى مدينة اليهود فلم ير فيها أحداً فمشى فيها حتى وصل إلى باب بيت ففتحه ودخله فرأى أهله ساكتين لا يتكلمون أبداً، فقال لهم: إني رجل غريب جائع فقالوا له بإشارة: كل واشرب ولا تتكلم فقعد عندهم وأكل وشرب ونام تلك الليلة، فلما أصبح الصباح سلم عليه صاحب البيت ورحب به وقال له: من أين أنت وإلى أين رائح? فلما سمع جانشاه كلام ذلك اليهودي بكى بكاء شديداً وحكى له قصته وأخبره بمدينة أبيه فتعجب اليهودي من ذلك وقال له: ما سمعنا بهذه المدينة قط غير أننا كنا نسمع من قوافل التجار أن هناك بلاداً تسمى بلاد اليمن، فقال جانشاه لليهودي: هذه البلاد التي تخبر بها التجار كم تبعد عن هذا المكان? فقال له اليهودي: إن تجار تلك القوافل يزعمون أن مدة سفرهم من بلادهم إلى هنا سنتان وثلاثة أشهر، فقال جانشاه لليهودي: ومتى تأتي القافلة? فقال له: تأتي في السنة القابلة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والتسعين بعد الأربعمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جانشاه لما سأل اليهودي عن مجيء القافلة قال له: تأتي في السنة القابلة فلما سمع جانشاه كلامه بكى بكاء شديداً وحزن على نفسه وعلى مماليكه، وعلى فراق أمه وأبيه، وعلى ما جرى له في سفره، فقال له اليهودي: لا تبك يا شاب واقعد عندنا حتى تأتي القافلة ونحن نرسلك معها إلى بلادك.
فلما سمع جانشاه ذلك الكلام قعد عند اليهودي مدة شهرين وصار في كل يوم يخرج إلى أزقة المدينة ويتفرج فيها، فاتفق أنه خرج على عادته يوماً من الأيام ودار في شوارع المدينة يميناً وشمالاً فسمع رجلاً ينادي ويقول: من يأخذ ألف دينار وجارية حسناء بديعة الحسن والجمال، ويعمل لي شغلاً من وقت الصباح إلى الظهر فلم يجبه أحد، فلما سمع جانشاه كلام المنادي قال في نفسه: لولا أن هذا الشغل خطر ما كان صاحبه يعطي ألف دينار وجارية حسناء في شغل من الصبح إلى الظهر، ثم إن جانشاه تمشى إلى المنادي وقال له: أنا أعمل هذا الشغل.
فلما سمع المنادي من جانشاه هذا الكلام أخذه وأتى به إلى بيت التاجر فدخل هو وجانشاه هذا البيت فوجده بيتاً عظيماً ووجد هناك رجلاً يهودياً آخراً جالساً على كرسي من الأبنوس، فوقف المنادي قدامه وقال له: أيها التاجر إن لي ثلاثة شهور وأنا أنادي في المدينة فلم يجبني أحد إلا هذا الشاب. فلما سمع التاجر كلام المنادي رحب بجانشاه وأخذه ودخل به إلى مكان نفيس وأشار إلى عبيده أن يأتوا له بالطعام، فمدوا له السماط وأتوا بأنواع الأطعمة فأكل التاجر وجانشاه وغسلا أيديهما وأتوا بالمشروب فشربا ثم إن التاجر قام وأتى لجانشاه بكيس فيه ألف دينار وأتى له بجارية بديعة الحسن والجمال وقال له: خذ هذه الجارية وهذا المال في الشغل الذي تعمله، فأخذ جانشاه الجارية والمال وأجلس الجارية بجانبه وقال له التاجر: في غد اعمل لنا الشغل ثم ذهب التاجر من عنده ونام جانشاه هو والجارية في تلك الليلة.
ولما أصبح الصباح راح إلى الحمام فأمر التاجر عبيده أن يأتوا له ببدلة من الحرير فأتوا له ببدلة نفيسة من الحرير وصبروا حتى خرج من الحمام وألبسوه البدلة وأتوا به إلى البيت، فأمر التاجر عبيده أن يأتوا بالجنك والعود والمشروب، فأتوا إليهما بذلك فشربا ولعبا وضحكا إلى أن مضى من الليل نصفه وبعد ذلك ذهب التاجر إلى حريمه، ونام جانشاه مع الجارية إلى وقت الصباح ثم راح إلى الحمام.
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:13 PM   رقم المشاركة : ( 602 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما رجع من الحمام جاء إليه التاجر وقال: إني أريد أن تعمل لنا الشغل فقال جانشاه: سمعاً وطاعة فأمر التاجر عبيده أن يأتوا ببغلتين فأتوا ببغلتين فركب بغلة وأمر جانشاه أن يركب البغلة الثانية فركبها، ثم إن جانشاه والتاجر سارا من وقت الصباح إلى وقت الظهر حتى وصلا إلى جبل عال ما له حد في العلو فنزل التاجر من فوق ظهر البغلة وأمر جانشاه أن ينزل فنزل جانشاه ثم إن التاجر ناول جانشاه سكيناً وحبلاً وقال له: أريد منك أن تذبح هذه البغلة فشمر جانشاه ثيابه وأتى إلى البغلة ووضع الحبل في أربعتها ورماها على الأرض وأخذ السكين وذبحها وسلخها وقطع أربعتها ورأسها وصارت كوم لحم فقال له التاجر: أمرتك أن تشق بطنها وتدخل فيه وأخيط عليك وتقعد هناك ساعة من الزمان ومهما تراه في بطنها فأخبرني به، فشق جانشاه بطن البغلة ودخله وخيطها عليه التاجر ثم تركه وبعد عنه. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والتسعين بعد الأربعمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن التاجر لما خيط بطن البغلة على جانشاه وتركه وبعد عنه واستخفى في ذيل الجبل، بعد ساعة نزل على البغلة طائر عظيم فاختطفها وطار ثم حطها على أعلى الجبل وأراد أن يأكلها فأحس جانشاه بالطائر فشق بطن البغلة وخرج منها، فجفل الطائر لما رأى جانشاه وطار وراح إلى حال سبيله، فقام جانشاه على قدميه وصار ينظر يميناً وشمالاً فلم ير أحداً إلا رجالاً يابسة من الشمس فلما رأى ذلك قال في نفسه: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم إنه نظر إلى أسفل الجبل فرأى التاجر واقفاً تحت الجبل ينظر إلى جانشاه فلما رآه قال له: ارم لي من الحجارة نحو مائتي حجر وكانت الحجارة من الياقوت والزبرجد والجواهر الثمينة.
ثم إن جانشاه قال للتاجر: دلني على الطريق، وأنا أرمي لك مرة أخرى فلم التاجر تلك الحجارة وحملها على البغلة التي كان راكبها، وسار ولم يرد له جواباً وبقي جانشاه فوق الجبل وحده فصار يستغيث ويبكي ثم مكث فوق الجبل ثلاثة أيام فقام وسار في عرض الجبل مدة شهرين وهو يأكل من أعشاب الجبل وما زال سائراً حتى وصل في سيره إلى طرف الجبل، فلما وصل إلى الجبل رأى وادياً على بعد وفيه أشجار وأثمار وأطيار تسبح الله الواحد القهار فلما أرى جانشاه ذلك الوادي فرح فرحاً شديداً فقصده ولم يزل ماشياً ساعة من الزمان حتى وصل إلى شرم في الجبل ينزل منه السيل، فنزل منه وسار حتى وصل إلى الوادي الذي رآه وهو على الجبل، فنزل الوادي وصار يتفرج فيه يميناً وشمالاً، وما زال يمشي ويتفرج حتى وصل إلى قصر عال شاهق في الهواء فتقرب جانشاه من ذلك القصر حتى وصل إلى بابه فرأى شيخاً مليح الهيئة يلمع وجهه وبيده عكاز من الياقوت وهو واقف على باب القصر فتمشى جانشاه حتى قرب منه وسلم عليه فرد عليه السلام، ورحب به وقال له: اجلس يا ولدي فجلس جانشاه على باب ذلك القصر ثم إن الشيخ سأله وقال له: من أين أتيت إلى هذه الأرض وابن آدم ما داسها قط? وإلى أين رائح? فلما سمع جانشاه كلام الشيخ بكى بكاء شديداً من كثرة ما قاساه وخنقه البكاء، فقال له الشيخ: يا ولدي اترك البكاء فقد أوجعت قلبي، ثم قام الشيخ وأتى له بشيء من الأكل وحطه قدامه وقال له: كل من هذا فأكل جانشاه حتى اكتفى وحمد الله تعالى، ثم إن الشيخ بعد ذلك سأل جانشاه وقال له: يا ولدي أريد منك أن تحكي لي حكايتك وتخبرني بما جرى لك فحكى له حكايته وأخبره بجميع ما جرى له من أول الأمر إلى أن وصل إليه، فلما سمع كلامه تعجب منه عجباً شديداً، فقال جانشاه للشيخ: أريد منك أن تخبرني بصاحب هذا الوادي ولمن هذا القصر العظيم? فقال الشيخ لجانشاه: اعلم يا ولدي أن هذا الوادي، وما فيه وذلك القصر وما حواه للسيد سليمان بن داود عليه السلام وأنا اسمي الشيخ نصر ملك الطيو، واعلم أن السيد سليمان وكلني بهذا القصر.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والتسعين بعد الأربعمائة
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 603 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الشيخ نصر ملك الطيور قال لجانشاه: واعلم أن السيد سليمان وكلني بهذا القصر وعلمني منطق الطير وجعلني حاكماً على جميع الطيور الذين في الدنيا، وفي كل سنة تأتي الطيور إلى هذا القصر تنظره وتروح وهذا سبب قعودي في هذا المكان.
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 604 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما سمع جانشاه كلام الشيخ نصر بكى بكاء شديداً، وقال له: يا والدي كيف تكون حيلتي حتى أروح إلى بلادي? فقال له الشيخ: اعلم يا ولدي أنك بالقرب من جبل قاف وليس لك رواح من هذا المكان، إلا أذا أتت الطيور وأوصي عليك واحداً منها فيوصلك إلى بلادك، فاقعد عندي في هذا المكان وكل واشرب وتفرج في هذه المقاصير حتى تأتي الطيور، فقعد جانشاه عند الشيخ نصر وصار يدور في الوادي ويأكل من تلك الفواكه ويتفرج ويضحك ويلعب، ولم يزل مقيماً في ألذ عيش مدة منالزمان حتى قرب مجيء الطيور، قام على قدميه وقال لجانشاه، يا جانشاه خذ هذه المفاتيح وافتح المقاصير التي في هذا القصر وتفرج على ما فيها إلا المقصورة الفلانية فاحذر أن تفتحها ومتى خالفتني وفتحتها ودخلتها لا يحصل لك خير أبداً ووصى جانشاه بهذه الوصية وأكد عليه فيها وسار من عنده لملاقاة الطيور فلما نظرت الطيور الشيخ نصر أقبلت عليه وقبلت يديه جنساً بعد جنس. هذا ما كان من أمر الشيخ نصر.
وأما ما كان من أمر جانشاه، فإنه قام على قدميه وصار سائراً يتفرج على القصر يميناً وشمالاً، وفتح جميع المقاصير التي في القصر حتى وصل إلى المقصورة التي حذره الشيخ نصر من فتحها، فنظر إلى باب تلك المقصورة فأعجبه ورأى عليه قفلاً من الذهب فقال في نفسه: إن هذه المقصورة أحسن من جميع المقاصير التي في القصر، يا ترى ما يكون في هذه المقصورة حتى منعني الشيخ نصر من الدخول فيها? فلابد أن أدخل هذه المقصورة وأنظر الذي فيها، وما كان مقدراً على العبد.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
//وفي الليلة الخمسمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن جانشاه قال: وما كان مقدراً على العبد لابد أن يستوفيه ثم مد يده وفتح المقصورة ودخلها فرأى فيها بحيرة عظيمة وبجانب البحيرة قصر صغير وهو مبني من الذهب والفضة والبلور وشبابيكه من الياقوت، ورخامه من الزبرجد الأخضر والبلخش والزمرد، واجلواهر مرصعة في الأرض على هيئة الرخام وفي وسط ذلك القصر فسقية من الذهب ملآنة بالماء، وحول تلك الفسقية وحوش وطيور متنوعة من الذهب والفضة يخرج من بطونها الماء، وإذا هب النسيم يدخل في آذانها فتصفر كل صورة بلغتها، وبجانب الفسقية ليوان عظيم وعليه تخت عظيم من الياقوت مرصع بالدر والجواهر وعلى ذلك التخت خيمة منصوبة من الحرير الأخضر مزركشة بالفصوص والمعادن الفاخرة ومقدار سعتها خمسون ذراعاً وداخل تلك الخيمة مخدع فيه البساط الذي كان للسيد سليمان عليه السلام.
ورأى جانشاه حول ذلك القصر بستاناً عظيماً وفيه أشجار وأثمار وأنهار وفي دائرة القصر مزارع من الورد والريحان والنسرين، ومن كل مشموم وإذا هبت الرياح على الأشجار تمايلت تلك الأغصان، ورأى جانشاه في ذلك البستان من جميع الأشجار رطباً ويابساً وكل ذلك في تلك المقصورة. فلما رأى جانشاه هذا الأمر تعجب منه غاية العجب وصار يتفرج في ذلك البستان وفي ذلك القصر على ما فيهما من العجائب والغرائب ونظر إلى البحيرة فرأى حصاها من الفصوص النفيسة والجواهر الثمينة والمعادن الفاخرة ورأى في تلك المقصورة شيئاً كثيراً.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الواحدة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جانشاه رأى في تلك المقصورة شيئاً كثيراً فتعجب منه، ثم تمشى حتى دخل القصر الذي في تلك المقصورة وطلع على التخت المنصوب على الليوان بجانب الفسقية ودخل الخيمة المنصوبة فوقه ونام في تلك الخيمة مدة من الزمان ثم أفاق وقام يتمشى حتى خرج من باب القصر وجلس على كرسي قدام باب القصر وهو يتعجب من حسن ذلك المكان فبينما هو جالس إذ أقبل عليه من الجو ثلاثة طيور في صفة الحمام ثم إن الطيور حطوا بجانب البحيرة ولعبوا ساعة، وبعد ذلك نزعوا ما عليهم من الريش فصاروا ثلاث بنات كأنهن الأقمار ليس لهن في الدنيا شبيه، ثم نزلن البحيرة وسبحن فيها ولعبن وضحكن
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:15 PM   رقم المشاركة : ( 605 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما رآهن جانشاه تعجب من حسنهن وجمالهن واعتدال قدودهن، ثم طلعن إلى البر ودرن يتفرجن في البستان فلما رآهن جانشاه طلعن إلى البر كاد عقله أن يذهب وقام على قدميه وتمشى حتى وصل إليهن، فلما قرب منهن سلم عليهن فرددن عليه السلام ثم إنه سألهن وقال لهن: من أنتن أيتها السيدات الفاخرات ومن أين أقبلتن? فقالت له الصغيرة: نحن أتينا من ملكوت الله تعالى لنتفرج في هذا المكان فتعجب من حسنهن ثم قال للصغيرة: ارحميني وتعطفي علي وارثي لحالي وما جرى لي في عمري، فقالت له: دع عنك هذا الكلام واذهب إلى حال سبيلك، فلما سمع الكلام بكى بكاء شديداً واشتدت به الزفرات وأنشد هذه الأبيات: بدت لي في البستان بالحلل الأخضر مفككة الأزرار محلولة الشـعـر
فقلت لها ما الاسم قالت أنا الـتـي كويت قلوب العاشقين على الجمر
شكوت إليها ما ألاقي من الهـوى فقالت إلى صخر شكوت ولم تدر
فقلت لها إن كان قلبـك صـخـر فقد أنبع الله الزلال من الصخـر
فلما سمع البنات هذا الشعر من جانشاه ضحكن ولعبن وغنين وطربن ثم إن جانشاه أتى إليهن بشيء من الفواكه فأكلن وشربن ونمن مع جانشاه تلك الليلة إلى الصباح، فلما أصبح الصباح لبست البنات ثيابهن الريش وصرن هيئة الحمام وطرن ذاهبات إلى حال سبيلهن، فلما رآهن جانشاه طائرات وقد غبن عن عيونه كاد عقله أن يطير معهن وزعق زعقة عظيمة ووقع مغشياً عليه ومكث في غشيته طوال ذلك اليوم.
فبينما هو طريح على الأرض وإذا بالشيخ نصر قد أتى من ملاقاة الطيور وفتش على جانشاه ليرسله مع الطيور ويروح إلى بلاده فلم يره، فعلم الشيخ نصر أنه دخل المقصورة وقد كان الشيخ نصر قد قال للطيور: إن عندي ولداً صغيراً جاءت به المقادير من بلاد بعيدة إلى هذه الأرض وأريد منكم أن تحملوه وتوصلوه إلى بلاده، فقالوا له: سمعاً وطاعة ولم يزل الشيخ نصر يفتش على جانشاه حتى أتى إلى باب المقصورة التي نهاه عن فتحها فوجده مفتوحاً، فدخل فرأى جانشاه مرمياً تحت شجرة وهو مغشي عليه، فأتاه بشيء من المياه العطرية ورشه على وجهه، فأفاق من غشيته وصار يلتفت.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الشيخ نصر لما رأى جانشاه مرمياً تحت شجرة أتاه بشيء من المياه العطرية ورشه على وجهه، فأفاق من غشيته وصار يلتفت يميناً وشمالاً، فلم ير عنده أحداً سوى الشيخ نصر فزادت به الحسرة وأنشد هذه الأبيات: فبدت كبدر التم في لـيلة الـسـعـد منعمة الأطراف ممشـوقة الـقـد
لها مقلة تسبي العقول بسـحـرهـا وثغر حكى الياقوت في حمرة الورد
تحدر فوق الردف أسود شعـرهـا فإياك إياك الحباب مـن الـسـعـد
لقد وفت الأعطاف منها وقلـبـهـا على صبها أقسى من الحجر الصلد
وترسل سهم اللحظ من قوس حاجب يصيب ولم يخطئ ولو كان من بعد
فيا حسنها قـد فـاق كـل مـلاحة وليس لها بـين الـبـرية مـن نـد
فلما سمع الشيخ نصر من جانشاه هذه الأشعار، قال له: يا ولدي أما قلت لك لا تفتح هذه المقصورة ولا تدخلها? ولكن أخبني يا ولدي بما رأيت فيها واحك لي حكايتك وعرفني ما جرى لك? فحكى له جانشاه حكايته وأخبره بما جرى له مع الثلاث بنات وهو جالس فلما سمع الشيخ نصر كلامه قال له: يا ولدي إن هذه البنات من بنات الجان، وفي كل سنة يأتين إلى هذا المكان فيلعبن وينشرحن إلى وقت العصر ثم يذهبن إلى بلادهن فقال له جانشاه: وأين بلادهن? فقال له الشيخ نصر: والله يا ولدي ما أعلم أين بلادهن.
ثم إن الشيخ نصر قال له: قم معي وقو نفسك حتى أرسلك إلى بلادك مع الطيور وخل عنك هذا العشق فلما سمع جانشاه كلام الشيخ نصر صرخ صرخة عظيمة ووقع مغشياً عليه، ولما أفاق قال له: يا والدي أنا لا أريد الرواح إلى بلادي حتى أجتمع بهؤلاء البنات واعلم يا والدي أني ما بقيت أذكر أهلي ولو أموت بين يديك، ثم بكى وقال: أنا رضيت بأن أنظر وجه من عشقتها ولو في السنة مرة واحدة، ثم صعد الزفرات وأنشد هذه الأبيات:
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:15 PM   رقم المشاركة : ( 606 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

ليت الخيال على الأحباب ما طرقـا وليت هذا الهوى للناس ما خلـقـا
لولا حرارة قلبي من تـذكـركـم ما سال دمعي على خدي ولا اندفعا
أصبر القلب في يومي ولـيلـتـه وصار جسمي بنار الحب محترقـا
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جانشاه لما فرغ من شعره وقع على رجلي الشيخ نصر وقبلهما وبكى بكاء شديداً، وقال له: ارحمني يرحمك الله وأعينني على بلوتي يعينك الله، فقال له الشيخ نصر: يا ولدي والله لا أعرف هؤلاء البنات ولا أدري أين بلادهن، ولكن يا ولدي حيث تولعت بإحداهن فاقعد عندي إلى مثل هذا العام لأنهن يأتين في السنة القابلة في مثل هذا اليوم فإذا قربت الأيام التي يأتين فيها، فكن في البستان تحت شجرة حين ينزلن البحيرة ويسبحن فيها ويلعبن ويبعدن عن ثيابهن فخذ ثياب التي تريدها منهن فإذا نظرتك يطلعن على البر ليلبسن ثيابهن، وتقول لك التي أخذت ثيابها بعذوبة كلام وحسن ابتسام: أعطني ثيابي يا أخي حتى ألبسها وأستتر بها ومتى قبلت كلامها وأعطيتها ثيابها فإنك لا تبلغ مرادك منها أبداً، بل تلبس ثيابها وتروح إلى أهلها ولا تنظرها بعد ذلك أبداً فإذا ظفرت بثيابها فاحفظها تحت إبطك، ولا تعطها إياها حتى أرجع من ملاقاة الطيور وأوفق بينك وبينها وأرسلك إلى بلادك وهي معك وهذا الذي أقدر عليه يا ولدي لا غير. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الشيخ نصر قال لجانشاه: احفظ ثياب التي تريدها ولا تعطها إياها، حتى أرجع من ملاقاة الطيور وأوفق بينك وبينها وأرسلك إلى بلادك وهذا الذي أقدر عليه يا ولدي لاغير.
فلما سمع جانشاه كلام الشيخ نصر اطمأن قلبه، وقعد عنده إلى ثاني عام وصار يعد الماضي من الأيام التي تأتي الطيور عقبها، فلما جاء ميعاد مجيء الطيور، أتى الشيخ نصر إلى جانشاه وقال له: اعمل بالوصية التي أوصيتك بها من أمر ثياب البنات فإنني ذاهب إلى ملاقاة الطيور، فقال جانشاه: سمعاً وطاعة لأمرك يا والدي ثم ذهب الشيخ نصر إلى ملاقاة الطيور، وبعد ذهابه قام جانشاه وتمشى حتى دخل البستان، واختفى تحت شجرة بحيث لا يراه أحد وقعد أول يوم وثاني يوم وثالث يوم، فلم يأتين إليه البنات فقلق وصار في بكاء وأنين ناشيء عن قلب حزين ولم يزل يبكي حتى أغمي عليه، ثم بعد ساعة أفاق وجعل ينظر تارة إلى السماء، وتارة ينظر إلى الأرض، وتارة ينظر إلى البحيرة وتارة ينظر إلى البر وقلبه يرتجف من شدة العشق، فبينما هو على هذه الحالة إذ أقبل عليه من الجو ثلاث طيور في صفة الحمام ولكن كل حمامة قدر النسر، ثم إنهن نزلن بجانب البحيرة وتلفتن يميناً وشمالاً، فلم يرين أحداً من الإنس ولا من الجن، فنزعن ثيابهن ونزلن البحيرة وصرن يلعبن ويضحكن وينشرحن وهن كسبائك الفضة، ثم إن الكبيرة منهن قالت لهن: أخشى يا أخواتي أن يكون أحداً مختفياً لنا في هذا القصر فقالت الوسطى منهن: يا أختي إن هذا القصر من عهد سليمان ما دخله إنس ولا جان، فقالت الصغيرة منهن وهي تضحك: والله يا أخواتي إن كان أحد مختفياً في هذا المكان فإنه لا يأخذ إلا أنا، ثم إنهن لعبن وضحكن وقلب جانشاه يرتجف من فرط الغرام، وهو مختف تحت الشجرة ينظر وهن لا ينظرنه، ثم إنهن سبحن في الماء حتى وصلن إلى وسط البحيرة وبعدن عن ثيابهن.
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:15 PM   رقم المشاركة : ( 607 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فقام جانشاه على قدميه وهو يجري كالبرق الخاطف، وأخذ ثياب البنت الصغيرة وهي التي تعلق قلبه بها وكان اسمها شمسة، فلما التفتت رأت جاناه فارتجفت قلوبهن واستترن منه بالماء وأتين إلى قرب البر، ثم نظرن إلى وجه جانشاه فرأينه كأنه البدر في ليلة تمامه، فقلن له: من أنت وكيف أتيت إلى هذا المكان وأخذت ثياب السيدة شمسة? فقال لهن: تعالين عندي حتى أحكي لك حكايتي وأخبرك بما جرى لي وأعلمك بسبب معرفتي بك فقالت: يا سيدي وقرة عيني وثمرة فؤادي أعطني ثيابي حتى ألبسها وأستتر بها، وأطلع عندك، فقال لها جانشاه: يا سيدة الملاح ما يمكن أن أعطيك ثيابك وأقتل نفس من الغرام، فلا أعطيك إلا إذا أتى الشيخ نصر ملك الطيور، فلما سمعت السيدة شمسة كلام جانشاه قالت له: إن كنت لا تعطيني ثيابي فتأخر عنا قليلاً حتى يطلع أخواتي إلى البر ويلبسن ثيابهن ويعطينني شيئاً أستتر به، فقال جانشاه: سمعاً وطاعة.
ثم تمشى من عندهن إلى القصر ودخله فطلعت السيدة شمسة هي وأخواتها إلى البر ولبسن ثيابهن، ثم إن أخت السيدة شمسة الكبيرة أعطتها ثياباً من ثيابهن لا يمكنها الطيران بها وألبستها إياها ثم قامت السيدة شمسة وهي كالبدر الطالع والغزال الرائع، وتمشت حتى وصلت إلى جانشاه فرأته جالساً فوق التخت فسلمت عليه وجلست قريباً منه وقالت له: يا مليح الوجه أنت الذي قتلتني وقتلت نفسك ولكن أخبرنا بما جرى لك حتى ننظر ما خبرك.
فلما سمع جانشاه كلام السيدة شمسة بكى حتى بل ثيابه من دموعه فلما علمت أنه مغرم بحبها، قامت على قدميها وأخذته من يده وأجلسته بجانبها ومسحت دموعه بكمها، وقالت له: يا مليح الوجه دع عنك هذا البكاء واحك لي ما جرى لك فحكى لها ما جرى له وأخبرها بما رآه.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن السيدة شمسة قالت لجانشاه: احك لي ما جرى لك فحكى لها جميع ما جرى له فلما سمعت السيدة شمسة منه هذا الكلام، تنهدت وقالت له: يا سيدي إذا كنت مغرماً بي فأعطني ثيابي حتى ألبسها وأروح أنا وأخواتي إلى أهلي وأعلمهم بما جرى لك في محبتي، ثم أرجع إليك وأحملك إلى بلادك. فلما سمع جانشاه منها هذا الكلام بكى بكاء شديداً وقال لها: أيحل لك من الله أن تقتليني ظلماً? فقالت له: يا سيدي بأي سبب أقتلك ظلماً? فقال لها: لأنك متى لبست ثيابك ورحت من عندي فإني أموت من وقتي فلما سمعت السيدة شمسة كلامه ضحكت وضحك أخواتها ثم قالت له: طب نفساً وقر عيناً فلابد أن أتزوج بك ومالت عليه وعانقته وضمته إلى صدرها وقبلت بين عينيه وفي خده وتعانقت هي وإياه ساعة من الزمان، ثم افترقا وجلسا فوق ذلك التخت، فقامت أختها الكبيرة وخرجت من القصر إلى البستان فأخذت شيئاً من الفواكه والمشموم وأتت به إليهم فأكلوا وشربوا وتلذذوا وطربوا وضحكوا ولعبوا وكان جانشاه بديع الحسن والجمال رشيق القد والاعتدال. فقالت له السيدة شمسة: يا حبيبي والله أنا أحبك محبة عظيمة وما بقيت أفارقك أبداً، فلما سمع جانشاه كلامها انشرح صدره وضحك سه واستمروا يضحكون ويلعبون، فبينما هم في حظ وسرور إذا بالشيخ نصر قد أتى من ملاقاة الطيور. فلما أقبل عليهم نهض الجميع إليه قائمين على أقدامهم وسلموا عليه وقبلوا يديه فرحب بهم الشيخ نصر وقال لهم: اجلسوا فجلسوا، ثم إن الشيخ نصر قال للسيدة شمسة: إن هذا الشاب يحبك محبة عظيمة، فبالله عليك أن تتوصي به فإنه من أكابر الناس ومن أبناء الملوك وأبوه يحكم على بلاد كابل وقد حوى ملكاً عظيماً.
فلما سمعت السيدة شمسة كلام الشيخ نصر، قالت له سمعاً وطاعة لأمرك ثم إنها قبلت يدي الشيخ نصر ووقفت قدامه فقال لها الشيخ نصر: إن كنت صادقة في قولك فاحلفي لي بالله أنك لا تخونينه مادمت على قيد الحياة، فحلفت يميناً عظيماً أنها لا تخونه أبداً ولابد أن تتزوج به، وبعد أن حلفت قالت: اعلم يا شيخ نصر أني لا أفارقه أبداً، فلما حلفت السيدة شمسة للشيخ نصر صدق يمينها وقال لجانشاه: الحمد لله الذي وفق بينك وبينها ففرح جانشاه بذلك فرحاً شديداً، ثم قعد جانشاه هو والسيدة شمسة عند الشيخ نصر مدة ثلاثة أشهر في أكل وشرب وعلب وضحك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة بعد الخمسمائة
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:16 PM   رقم المشاركة : ( 608 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جانشاه هو والسيدة شمسة قعدا عند الشيخ نصر ثلاثة أشهر في أكل وشرب ولعب وحظ عظيم وبعد ثلاثة أشهر قالت السيدة شمسة لجانشاه: إني أريد أن أروح إلى بلادك وتتزوج بي ونقيم فيها فقال لها سمعاً وطاعة، ثم إن جانشاه شاور الشيخ نصر، وقال له: إننا نريد أن نروح إلى بلادي وأخبره بما قالته السيدة شمسة، فقال لهما الشيخ نصر: اذهبا إلى بلادك وتوصى بها فقال جانشاه سمعاً وطاعة، ثم إنها طلبت ثوبها وقالت: يا شيخ نصر مره أن يعطيني ثوبي حتى ألبسه فقال له: يا جانشاه أعطها ثوبها فقال: سمعاً وطاعة ثم قام مسرعاً ودخل القصر وأتى بثوبها وأعطاه لها فأخذته منه ولبسته، وقالت لجانشاه: اركب فوق ظهري وغمض عينيك وسكر أذنيك حتى لا تسمع دوي الفلك الدوار وأمسك في ثوبي الريش وأنت على ظهري بيدك واحترس على نفسك من الوقوع.
فلما سمع جانشاه كلامها ركب على ظهرها، ولما أرادت الطيران قال لها الشيخ نصر: قفي حتى أصف لك بلاد كابل خوفاً عليكما أن تغلطا في الطريق فوقفت حتى وصف لها البلاد وأوصاها بجانشاه، ثم ودعهما وودعت السيدة شمسة أختيها وقالت لهما. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن شمسة قالت لأختيها: روحا إلى أهلكما وأعلماهم بما جرى لي مع جانشاه، ثم إنها طارت من وقتها وساعتها وسارت في الجو مثل هبوب الريح والبرق اللامع، وبعد ذلك طارت أختاها وذهبتا إلى أهليهما وأعلماهما بما جرى للسيدة شمسة مع جانشاه، ومن حين طارت السيدة شمسة ولم تزل طائرة من وقت الضحى إلى وقت العصر، وجانشاه راكب على ظهرها وفي وقت العصر لاح لهما على بعد واد ذو أشجار وأنهار فقالت لجانشاه: قصدي أن ننزل في هذا الوادي لنتفرج على ما فيه من الأشجار والنبات هذه الليلة، فقال لها جانشاه: افعلي ما تريدين فنزلت من الجو وحطت في ذلك الوادي ونزل جانشاه من فوق ظهرها وقبلها بين عينيها ثم جلسا بجانب نهر ساعة من الزمان.
وبعد ذلك، قاما على قدميهما وصارا دائرين في الوادي يتفرجان على ما فيه ويأكلان من تلك الأثمار ولم يزالا يتفرجان في الوادي إلى وقت المساء ثم أتيا إلى شجرة وناما عندها إلى الصباح ثم قامت السيدة شمسة وأمرت جانشاه أن يركب على ظهرها فقال جانشاه سمعاً وعطاعة ثم ركب جانشاه على ظهرها وطارت به من وقتها وساعتها ولم تزل طائرة من الصبح إلى وقت الظهر فبينما هما سائران إذ نظرا الإمارات التي أخبرهما الشيخ نصر فلما رأت السيدة شمسة تلك الإمارات، نزلت من أعلى الجو إلى مرج فسيح ذي زرع مليح فيه غزلان رائعة وعيون نابعة وأثمار يانعة وأنهار واسعة فلما نزلت في ذلك المرج نزل جانشاه من فوق ظهرها وقبلها بين عينيها، فقالت: يا حبيبي وقرة عيني أتدري ما المسافة التي سرناها? قال لها: لا، قالت: مسافة ثلاثين شهراً، فقال لها جانشاه: الحمد لله على السلامة.
ثم جلس وجلست بجانبه وقعدا في أكل وشرب ولعب وضحك فبينما هما في هذا الأمر إذ أقبل عليهما مملوكان، أحدهما الذي كان عند الخيل لما نزل جانشاه في مركب الصياد والثاني من المماليك الذين كانوا معه في الصيد والقنص فلما رأيا جانشاه عرفاه وسلما عليه وقالا له: عن إذنك نتوجه إلى والدك ونبشره بقدومك فقال لهما جانشاه: اذهبا إلى أبي وأعلماه بذلك وائتيا بالخيام ونحن نقعد في هذا المكان سبعة أيام لأجل الراحة حتى يجيء الموكب لملاقاتنا وندخل في موكب عظيم.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة بعد الخمسمائة
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:16 PM   رقم المشاركة : ( 609 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جانشاه قال للملوكين: اذهبا إلى أبي وأعلماه بي وائتيا بالخيام، ونحن نقعد في هذا المكان سبعة أيام لأجل الراحة حتى يجيء الموكب لملاقاتنا وندخل في موكب عظيم، فركب المملوكان خيلهما وذهبا إلى أبيه وقالا له البشارة يا ملك الزمان، فلما سمع الملك طيغموس كلام المملوكين قال لهما: بأي شيء تبشراني? هل قدم ابني جانشاه? فقالا: نعم إن ابنك جانشاه أتى من غيبته وهو بالقرب منك في مرج الكراني. فلما سمع الملك كلام المملوكين، فرح فرحاً شديداً ووقع مغشياً عليه من شدة الفرح فلما أفاق أمر وزيره أن يخلع على المملوكين كل واحد خلعة نفيسة ويعطي كل واحد منهما قدراً من المال فقال له الوزير: سمعاً وطاعة ثم قام من وقته وأعطى المملوكين ما أمره به الملك وقال لهما: خذا المال في نظير البشارة التي أتيتما بها هذه سواء كذبتما أو صدقتما فقال المملوكان: نحن ما نكذب وكنا في هذا الوقت قاعدين عنده وسلمنا عليه وقبلنا يديه وأمرنا أن نأتي له بالخيام وهو يقعد في مرج الكراني سبعة أيام حتى تذهب الأمراء والوزراء وأكابر الدولة لملاقاته ثم إن الملك قال لهما: كيف حال ولدي? فقالا له: إن ولدك معه حورية كأنها خرجت من الجنة.
فلما سمع ذلك الكلام أمر بدق الكاسات والبوقات فدقت البشائر وأرسل الملك طيغموس المبشرين في جهات المدينة ليبشروا أم جانشاه ونساء الأمراء والوزراء وأكابرالدولة، فانتشر المبشرون في المدينة وأعلموا أهلها بقدوم جانشاه ثم تجهز الملك طيغموس بالعساكر والجيوش إلى مرج الكراني فبينما جانشاه جالس والسيدة شمسة بجانبه وإذا بالعساكر أقبلت عليهما فقام جانشاه على قدميه وتمشى حتى قرب منهم، فلما رأته العساكر عرفوه ونزلوا عن خيلهم وترجلوا إليه وسلموا عليه وقبلوا يديه وما زال جانشاه سائراً والعساكر قدامه واحداً بعد واحد حتى وصل إلى أبيه.
فلما نظر الملك طيغموس ولده رمى نفسه عن ظهر الفرس وحضنه وبكى بكاء شديداً، ثم ركب وركب ابنه والعساكر عن يمينه وشماله وما زالوا سائرين حتى أتوا إلى جانب النهر، فنزلت العساكر والجيوش ونصبوا الخيام والصواوين والبيارق ودقت الطبول وزمرت الزمور وضربت الكاسات وزعقت البوقات، ثم إن الملك طيغموس أمر الفراشين أن يأتوا بخيمة من الحرير الأحمر وينصبوها للسيدة شمسة، ففعلوا ما أمرهم به وقامت السيدة شمسة وقلعت ثوبها الريش وتمشت حتى وصلت إلى تلك الخيمة وجلست فيها فبينما هي جالسة وإذا بالملك طيغموس وابنه جانشاه بجانبه أقبلا عليها. فلما رأت السيدة شمسة الملك طيغموس قامت على قدميها وقبلت الأرض بين يديه، ثم جلس الملك وأخذ ولده جانشاه عن يمينه والسيدة شمسة عن شماله ورحب بالسيدة شمسة وسأل ابنه جانشاه وقال له: أخبرني بالذي وقع لك في هذه الغيبة فحكى له جميع ما جرى له من الأول إلى الآخر فلما سمع الملك من ابنه هذا الكلام تعجب عجباً شديداً والتفت إلى السيدة شمسة وقال: الحمد لله الذي وفقك حتى جمعت بيني وبين ولدي إن هذا لهو الفضل العظيم. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك طيغموس قال للسيدة شمسة: الحمد لله الذي وفقك حتى جمعت بيني وبين ولدي إن هذا لهو الفضل العظيم ولكن أريد منك أن تتمني علي ما تشتهينه حتى أفعله إكراماً لك فقالت له السيدة شمسة: تمنيت عليك عمارة قصر في وسط بستان والماء يجري من تحته، فقال سمعاً وطاعة، فبينما هما في الكلام وإذا بأم جانشاه أقبلت ومعها جميع نساء الأمراء والوزراء ونساء أكابر المدينة جميعاً، فلما رآها جانشاه خرج من الخيمة وقابلها وتعانقا ساعة من الزمان ثم إن أمه من فرط الفرح أجرت دمع العين وأنشدت هذين البيتين: هجم السرور علي حتـى أنـه من فرط ما قد سرني أبكانـي
يا عين قد صار الدمع منك سجية تبكين من فرح ومـن أحـزان
ثم شكيا لبعضهما ما قاسياه من البعد وألم الشوق، ثم انتقل والده إلى خيمته وانتقل جانشاه هو وأمه إلى خيمته وجلسا يتحدثان مع بعضهما فبينما هما جالسان إذ أقبلت المبشرون بقدوم السيدة شمسة وقالوا لأم جانشاه: إن السيدة شمسة أتت إليك وهي ماشية تريد أن تسلم عليك
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:16 PM   رقم المشاركة : ( 610 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما سمعت أم جانشاه هذا الكلام قامت على قدميها وقابلتها وسلمت عليها وقعدتا ساعة من الزمان ثم قامت أم جانشاه مع السيدة شمسة وسارت هي وإياها ونساء الأمراء وأرباب الدولة وما زلن سائرات حتى صولن خيمة السيدة شمسة فدخلنها وجلسن فيها.
ثم إن الملك طيغموس أجزل العطايا وأكرم الرعايا وفرح بابنه فرحاً شديداً ومكثوا في ذلك المكان مدة عشرة أيام وهم في أكل وشرب وأهنأ عيش، وبعد ذلك أمر الملك عساكره أن يرحلوا ويتوجهوا إلى المدينة ثم ركب الملك وركبت حوله العساكر والجيوش، وسارت الوزراء والحجاب عن يمينه وعن شماله وما زالوا سائرين حتى دخلوا المدينة.
وذهبت أم جانشاه هي والسيدة شمسة إلى منزلهم وتزينت المدينة بأحسن زينة ودنت البشائر والكاسات وذوقوا المدينة بالحلوى والحلل وفرشوا نفيس الديباج تحت سنابك الخيل وفرحت أرباب الدولة وأظهروا التحف وانبهر المتفرجون وأطعموا الفقراء والمساكين وعملوا فرحاً عظيماً مدة عشرة أيام وفرحت السيدة شمسة فرحاً شديداً لما رأت ذلك.
ثم إن الملك طيغموس أرسل إلى البنائين والمهندسين وأربا المعرفة وأمرهم أن يعملوا له قصراً في ذلك البستان فأجابوه بالسمع والطاعة وشرعوا في تجهيز ذلك القصر ثم إنهم أتموه على أحسن حال، وحين علم جانشاه بصدور الأمر ببناء القصر أمر الصناع أن يأتوا بعمودين من الرخام الأبيض، وأن ينقروه ويجوفوه ويجعلوه على صورة صندوق ففعلوا ما أمرهم، ثم إن جانشاه أخذ ثوب السيدة شمسة الذي تطير به وحطه في ذلك العمود ودفنه على أساس القصر وأمر البنائين أن يبنوا فوقه القناطر التي عليها القصر، ولما تم بناء القصر فرشوه وصار قصراً عظيماً في وسط ذلك البستان والأنهار تجري من تحته، ثم إن الملك طيغموس بعد ذلك عمل عرس جانشاه في تلكا لمدة وصار فرحاً عظيماً لم ير له نظير وزفوا السيدة شمسة إلى عريسها، وذهب كل واحد منهم إلى حال سبيله ولما دخلت السيدة شمسة في ذلك القصر شمت رائحة ثوبها الريش.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة العاشرة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن السيدة شمسة لما دخلت ذلك القصر شمت رائحة ثوبها الريش الذي تطير به وعرفت مكانه وأرادت أخذه فصبرت إلى نصف الليل حتى استغرق جانشاه في النوم ثم قامت وتوجهت إلى العامود الذي عليه القناطر وحفرت بجانبه حتى وصلت إلى العامود الذي فيه الثوب وأزالت الرصاص الذي كان مسبوكاً عليه، وأخرجت منه الثوب ولبسته وطارت من وقتها وجلست على أعلى القصر وقالت لهم: أريد منكم أن تحضروا إلي جانشاه حتى أودعه فأخبروا جانشاه بذلك، فذهب إليها فرآها فوق سطح القصر وهي لابسة ثوبها الريش فقال لها: كيف فعلت هذه الفعال? فقالت له: يا حبيبي وقرة عيني وثمرة فؤادي والله إني أحبك محبة عظيمة وقد فرحت فرحاً شديداً حيث أوصلتك إلى أرضك وبلادك، ورأيت أمك وأباك فإن كنت تحبني كما أحبك فتعال عندي إلى قلعة جوهر تكني، ثم طارت من وقتها وساعتها ومضت إلى أهلها.
فلما سمع جانشاه كلام السيدة شمسة وهي فوق سطح القصر كاد أن يموت من الجوع ووقع مغشياً عليه، فمضوا إلى أبيه وأعلموه بذلك فركب أبوه وتوجه إلى القصر، ودخل على ولده فرآه مطروحاً على الأرض فبكى الملك طيغموس وعلم أن ابنه مغرم بحب السيدة شمسة، فرش على وجهه ماء ورد فأفاق فرأى أباه عند رأسه فبكى من فراق زوجته.
فقال له أبوه: ما الذي جرى لك يا ولدي? فقال: اعلم يا أبي أن السيدة شمسة من بنات الجان وأنا أحبها ومغرم بها وقد عشقت جمالها وكان عندي ثوب لها وهي ما تقدر أن تطير بدونه، وقد كنت أخذت ذلك الثوب وأخفيته في عامود على هيئة الصندوق وسكبت عليه الرصاص ووضعته على أساس القصر فحفرت ذلك الأساس وأخذته ولبسته وطارت ثم نزلت على القصر وقالت: إني أحبك وقد أوصلتك إلى بلادك، واجتمعت بأبيك وأمك فإن كنت تحبني فتعال عندي في قلعة جوهر تكني، ثم طارت من سطح القصر وراحت إلى حال سبيلها، فقال الملك طيغموس: يا ولدي لا تحمل هماً، فإننا نجمع أرباب التجارة والسواحين في البلاد ونستخبرهم عن تلك القلعة، فإذا عرفناها نسير إليها ونذهب إلى أهل السيدة شمسة، ونرجو من الله تعالى أن يعطوك إياها وتنزوج بها.
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:17 PM   رقم المشاركة : ( 611 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

ثم خرج الملك من وقته وساعته وأحضر وزراءه الأربعة وقال لهم: اجمعوا كل من في المدينة من التجار والسواحين واسألوهم عن قلعة جوهر تكني وكل من عرفها ودل عليها فإني أعطيه خمسين ألف دينار، فلما سمع الوزراء ذلك الكلام قالوا له سمعاً وطاعة، ثم ذهبوا من وقتهم وساعتهم وفعلوا ما أمرهم به الملك، وصاروا يسألون التجار والسواحين في البلاد عن قلعة جوهر تكني فما أخبرهم أحد فأتوا الملك وأخبروه بذلك فلما سمع الملك كلامهم قام من وقته وساعته، وأمر أن يأتوا بابنه جانشاه من السراري الحسان والجواري ربات الالات والمحاظي المطربات بما لا يوجد مثلهن عند الملوك، لعله يتسلى عن السيدة شمسة فأتوا بما طلبه.
ثم أرسل الملك رواداً وجواسيس إلى جميع البلاد والجزائر والأقاليم ليسالوا عن قلعة جوهر تكني، فسألوا عنها مدة شهرين فما أخبرهم بها أحد فرجعوا إلى الملك وأعلموه بذلك فبكى بكاء شديداً وذهب إلى ابنه فوجده جالساً بين السراري والمحاظي وربات آلات الطرب، من الجنك والسنطير وغيرهما وهو لا يتسلى بهن عن السيدة شمسة فقال له: يا ولدي ما وجدت من يعرف هذه القلعة وقد أتيتك بأجمل منها، فلما سمع جانشاه ذلك الكلام بكى وأفاض دمع العين وأنشد هذين البيتين: ترحل صبري والغرام مـقـيم وجسمي من فرط الغرام سقيم
متى تجمع الأيام شملي بشمسة وعظمي من حر الفراق رميم
ثم إن الملك طيغموس كان بينه وبين ملك الهند عداوة عظيمة لأن الملك طيغموس كان قد تعدى عليه وقتل رجاله وسلب أمواله، وكان ملك الهند يقال له: الملك كفيد، وله جيوش وعساكر وأبطال وكان له ألف بهلوان وكل بهلوان منهم يحكم على ألف قبيلة، وكل قبيل من تلك القبائل تشمل على أربعة آلاف فارس، وكان عنده أربعة وزراء وتحته ملوك وأكابر وأمراء وجيوش كثيرة وكان يحكم على ألف مدينة لكل مدينة ألف قلعة، وكان ملكاً عظيماً شديد البأس وعساكره قد ملأت جميع الأرض فلما علم الملك كفيد ملك الهند أن الملك طيغموس اشتعل بحب ابنه، وترك الحكم والملك وقلت من عنده العساكر وصار في هم ونكد بسبب اشتغاله بحب ابنه، جمع الوزراء والأمراء وأرباب الدولة وقال لهم: أما تعلمون أن الملك طيغموس قد هجم على بلادنا وقتل أبي وأختي ونهب أموالنا وما منكم أحد إلا وقتل له قريباً وأخذ له مالاً ونهب رزقه وأسر أهله وإني سمعت اليوم أنه مشغول بحب ابنه جانشاه وقد قلت من عنده العساكر، وهذا وقت أخذ الثأر منه فتأهبوا للسفر إليه وجهزوا آلات الحبر للهجوم عليه، ولا تتهاونوا في هذا الأمر بل نسير إليه ونهجم عليه ونقتله هو وابنه ونملك بلاده، وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الحادية عشرة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك كفيد ملك الهند أمر جيوشه وعساكره أن يركبوا على بلاد الملك طيغموس، وقال لهم تأهبوا للسفر إليه وجهزوا آلات الحرب للهجوم عليه، ولا تتهاونوا في هذا الأمر بل نسير إليه ونهجم عليه ونقتله هو وابنه ونملك بلاده.
فلما سمعوا منه هذا الكلام قالوا سمعاً وطاعة، وأخذ كل واحد منهم في تجهيز عدته واستمروا في تجهيز العدد والسلاح وجع العساكر ثلاثة أشهر، ولما تكاملت العساكر والجيوش والأبطال، دقوا الكاسات ونفخوا في البوقات ونصبوا البيارق والرايات، ثم إن الملك كفيد خرج بالعساكر والجيوش وسار حتى وصل إلى أطراف بلاد كابل وهي بلاد الملك طيغموس، ولما وصلوا إلى تلك البلاد نهبوها فسقوا في الرعية وذبحوا الكبار وأسروا الصغار فوصل الخبر إلى الملك طيغموس.
فلما سمع بذلك الخبر اغتاظ غيظاً شديداً وجمع أكابر دولته ووزراءه وأمراء مملكته وقال لهم اعلموا أن الملك كفيد قد أتى ديارنا ونزل بلادنا ويريد قتالنا ومعه جيوش وأبطال وعساكر لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، فما الرأي عندكم?
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:17 PM   رقم المشاركة : ( 612 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فقالوا يا ملك الزمان الرأي عندنا أننا نخرج إليه نقاتله ونرده عن بلادنا فقال لهم الملك طيغموس تجهزوا للقتال ثم أخرج لهم من الزرد والدروع والخوذ والسيوف وجميع آلات الحرب، ما يردي الأبطال ويتلف صناديد الرجال فاجتمعت العساكر والجيوش والأبطال وتجهزوا للقتال ونصبوا الرايات ودقوا الكاسات ونفخ في البوقات وضربت الطبول وزمرت الزمور، وسار الملك طيغموس على واد يقال له وادي زهران وهو في أطراف بلاد كابل.
ثم إن الملك طيغموس كتب كتاباً وأرسله مع رسول من عسكره إلى الملك كفيد مضمونه، أما بعد فالذي نعم به الملك كفيد أنك ما فعلت إلا فعل الأوباش ولو كنت ملكاً ابن ملك ما فعلت هذه الفعال ولا كنت تجيء بلادي وتنهب أموال الناس وتفسق في رعيتي، أما علمت أن هذا كله جور منك، ولو علمت بأنك تتجارى على مملكتي لكنت أتيتك قبل مجيئك بمدة ومنعتك عن بلادي ولكن إن رجعت وتركت الشر بيننا وبينك فبها ونعمت وإن لم ترجع فابرز إلى حومة الميدان وتجلد لدي في موقف الحرب والطعان، ثم إنه ختم الكتاب وسلمه لرجل عامل من عسكره وأرسل معه جواسيس يتجسسون له على الأخبار ثم إن الرجل أخذ الكتاب وسار به حتى وصل إلى الملك كفيد.
فلما قرب من مكانه رأى خياماً منصوبة على بعد وهي مصنوعة من الحرير الأطلس ورأى رايات من الحرير الأزرق، ورأى بين الخيام خيمة عظيمة من الحرير الأحمر وحول تلك الخيمة عسكر عظيم وما زال سائراً حتى وصل إلى تلك الخيمة فسأل عنها فقيل له إنها خيمة الملك كفيد فنظر الرجل إلى وسط الخيمة، فرأى الملك كفيد جالساً على كرسي مرصع بالجواهر وعنده الوزراء والأمراء وأرباب الدولة.
فلما رأى ذلك ظهر الكتاب في يده فذهب إليه جماعة من عسكر الملك كفيد وأخذوا الكتاب منه وأتوا به أمام الملك، فأخذه الملك فلما قرأه عرف معناه وكتب له جواباً أما بعد فالذي نعلم به الملك طيغموس أنه لابد من أننا نأخذ الثأر، ونكشف العار، ونخرب الديار، ونهتك الأسرار، ونقتل الكبار، ونأسر الصغار وفي غد ابرز إلى القتال في الميدان حتى أريك الحرب والطعان ثم ختم الكتاب وسلمه لرسول الملك طيغموس فأخذه وسار. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية عشرة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك كفيد سلم رد الجواب الذي أرسله الملك طيغموس لرسوله فأخذه ورجع فلما وصل إليه قبل الأرض بين يديه ثم أعطاه الكتاب وأخبره بما رآه وقال له: يا ملك إني رأيت فرساناً وأبطالاً ورجالاً لا يحصى لهم عدد ولا يقطع لهم مدد فلما قرأ الكتاب وفهم معناه غضب غضباً شديداً وأمر وزيره عين زار أن يركب ومعه ألف فارس ويهجم على عسكر الملك كفيد في نصف الليل وأن يخوضوا فيهم ويقتلوهم.
فقال له الوزير عين زار: سمعاً وطاعة، ثم ركب وركبت معه العساكر والجيوش وساروا نحو الملك كفيد وكان للمك كفيد وزير يقال له غطرفان فأمره أن يركب ويأخذ معه خمسة آلاف فارس ويذهب بهم إلى عسكر الملك طيغموس ويهجموا عليهم ويقتلوهم فركب الوزير غطرفان وفعل ما أمره به الملك كفيد وسار بالعسكر نحو الملك طيغموس، ومازالوا سائرين إلى نصف الليل حتى قطعوا نصف الطريق فإذا بالوزير غطرفان وقع بالوزير عين زار فصاحت الرجال على الرجال ووقع بينهم قتال شديد القتال، ومازال يقاتل بعضهم بعضاً إلى وقت الصباح.
فلما أصبح الصباح انهزمت عساكر الملك كفيد وولوا هاربين إليه، فلما رأى ذلك غضب غضباً شديداً وقال لهم: يا ويلكم ما الذي أصابكم حتى فقدتم أبطالكم? فقالوا له: يا ملك الزمان إنه لما ركب الوزير غطرفان وسرنا نحو الملك طيغموس ولم نزل سائرين إلى أن نصفنا الليل وقطعنا نصف الطريق، فقابلنا عين زار وزير الملك طيغموس، وأقبل علينا ومعه جيوش وأبطال وكانت المقابلة بجانب وادي زهران، فما نشعر إلا ونحن في وسط العسكر، ووقعت العين على العين وقاتلنا قتالاً شديداً من نصف الليل إلى الصباح وقد قتل خلق كثير وصار الوزير عين زار يصيح في وجه الفيل ويضربه، فيجفل الفيل من شدة الضرب ويدوس الفرسان ويولي هارباً، وما بقي أحد ينظر أحداً من كثرة ما يطير من الغبار وصار الدم يجري كالتيار، ولولا أننا أتينا هاربين لكنا قتلنا عن آخرنا.
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:18 PM   رقم المشاركة : ( 613 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

فلما سمع الملك كيفيد هذا الكلام قال: لا باركت فيكم الشمس بل غضبت عليكم غضباً شديداً، ثم إن الوزير عين زار رجع إلى الملك طيغموس وأخبره بذلك فهنأه الملك طيغموس بالسلامة وفرح فرحاً شديداً وأمر بدق الكاسات والنفخ في البوقات، ثم تفقد عسكره فإذا هم قد قتل منهم ائتا فارس من الشجعان الشداد، ثم إن الملك كفيد هيأ عسكره وجنوده وجيوشه وأتى الميدان واصطفوا صفاً فكملوا خمسة عشر صفاً في كل صف عشرة آلاف فارس، وكان معه ثلاثمائة بهلوان يركبون على الأفيال، وقد انتخب الأبطال وصناديد الرجال ونصبت البيارق والرايات ودقت الكاسات ونفخ في البوقات وبرز الأبطال طالبين القتال.
وأما الملك طيغموس فإنه صف عسكره صفاً بعد صف فإذا هم عشرة صفوف كل صف عشرة آلاف فارس وكان معه مائة بهلوان يركبون عن يمينه وشماله، ولما اصطفت الصفوف تقدم كل فارس موصوف وتصادمت الجيوش وضاق رحب الأرض عن الخيل، وضربت الطبول وزمرت الزمور ودقت الكاسات ونفخ في البوقات وصاح النفير، وصمت الأذان من صهيل الخيل في الميدان وصاحت الرجال بأصواتهم وانعقد الغبار على رؤوسهم واقتتلوا قتالاً شديداً من أول النهار إلى أن أقبل الظلام، ثم افترقوا وذهبت العساكر إلى منازلهم. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثالثة عشرة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن العساكر افترقوا وذهبوا إلى منازلهم فتفقد الملك كفيد عسكره، فإذا هم قتل منهم خمسة آلاف فارس فغضب غضباً شديداً، وتفقد الملك طيغموس عسكره فإذا هم قد فقد منهم ثلاثة آلاف فارس من خواص شجعانه فلما رأى ذلك غضب غضباً شديداً، ثم إن الملك كفيد برز إلى الميدان ثانياً، وفعل كما فعل أول مرة وكل واحدم منهما يطلب النصر لنفسه، وصاح الملك كفيد على عسكره وقال: هل فيكم من يبرز إلى الميدان ويفتح لنا باب الحرب والطعان? فإذا ببطل يقال له بركيك قد أقبل راكباً على فيل وكان بهلواناً عظيماً ثم تقدم ونزل من فوق ظهر الفيل وقبل الأرض بين يدي الملك كفيد واستأذنه في البراز ثم ركب الفيل وساقه إلى الميدان وصاح وقال: هل من مبارز? هل من مناجز? هل من مقاتل? فلما سمع ذلك الملك طيغموس التفت إلى عسكره وقال لهم: من يبرز إلى هذا البطل منكم? فإذا بفارس قد برز من بين الصفوف راكباً على جواد عظيم الخلقة وسار حتى أقبل على الملك طيغموس وقبل الأرض قدامه واستأذنه في المبارزة ثم توجه إلى بركيك فلما أقبل عليه قال له: من تكون أنت حتى تستهزئ بي وتبرز إلي وحدك وما اسمك? فقال له: اسمي غضنفر بن كحيل فقال له بركيك: كنت أسمع بك وأنا في بلادي، فدونك والقتال بين صفوف الأبطال. فلما سمع غضنفر كلامه سحب عمود الحديد من تحت فخذه، وقد أخذ بركيك السيف في يده وتقاتلا قتالاً شديداً، ثم إن بركيك ضرب غضنفر بالسيف فأتت الضربة في خوذته ولم يصبه منها ضرر، فلما رأى ذلك غضنفر ضربه بالعمود فاستوى لحمه بلحم الفيل. فأتاه شخص وقال له: من أنت حتى تقتل أخي، ثم أخذ نبلة في يده وضرب بها غضنفر فأصابت فخذه فسمرت الدرع فيه فلما رأى ذلك غضنفر جر السيف في يده وضربه فقسمه نصفين فنزل إلى الأرض يخور في دمه، ثم إن غضنفر ولى هارباً نحو الملك طيغموس.
فلما رأى ذلك الملك كفيد صاح على عسكره وقال لهم: انزلوا إلى الميدان وقاتلوا الفرسان ونزل الملك طيغموس بعسكره وجيوشه وقاتلوا قتالاً شديداً وقد صهلت الخيل وصاحت الرجال على الرجال وتجردت السيوف وتقدم كل فارس موصوف وحملت الفرسان على الفرسان وفر الجبان من موقف الطعان ودقت الكاسات ونفخ في البوقات فما تسمع الناس إلا ضجة صياح وقعقعة سلاح وهلك في ذلك الوقت من الأبطال من هلك وما زالوا على هذا الحال إلى أن صارت الشمس في قبة الفلك، ثم إن الملك طيغموس انفرق بعساكره وجيوشه وعاد لخيامه وكذلك الملك كفيد
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:18 PM   رقم المشاركة : ( 614 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

ثم إن الملك طيغموس تفقد رجاله فوجدهم قد قتل منهم خمسة آلاف فارس وانكسرت منهم أربعة بيارق، فلما علم الملك طيغموس ذلك غضب غضباً شديداً، وأما الملك كفيد فإنه تفقد عسكره فوجدهم قد قتل منهم ستمائة فارس من خواص شجعانه وانكسرت منهم تسعة بيارق، ثم ارتفع القتال من بينهم مدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك كتب الملك كفيد كتاباً وأرسله مع رسول من عسكره إلى ملك يقال له فاقون الكلب، فذهب الرسول إليه وكان كفيد يدعي أنه قريبه من جهة أمه، فلما علم الملك فاقون بلذلك جمع عسكره وجيوشه وتوجه إلى الملك كفيد. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة عشرة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك فاقون جمع عساكره وجيوشه وتوجه إلى الملك كفيد، فبينما الملك طيغوس جالس في حظه إذ أتاه شخص وقال له: إني رايت غبرة ثائرة على بعد قد ارتفعت إلى الجو فأمر الملك طيغموس جماعة من عسكره أن يكشفوا خبر تلك الغبرة فقالوا له سمعاً وطاعة وذهبوا ورجعوا وقالوا: أيها الملك قد رأينا الغبرة وبعد ساعة ضربها الهواء وقطعها وبان من تحتها سبعة بيارق تحت كل بيرق ثلاثة آلاف فارس، وساروا إلى ناحية الملك كفيد، ولما وصل الملك فاقون الكلب إلى الملك كفيد سلم عليه وقال له: ما خبرك وما هذا القتال الذي أنت فيه? فقال له الملك كفيد: أما تعلم أن الملك طيغموس عدوي وقاتل إخوتي وأبي وأنا قد جئته لأقاتله وآخذ بثأري منه. فقال الملك فاقون: باركت الشمس فيك ثم إن الملك كفيد أخذ الملك فاقون الكلب وذهب به إلى خيمته وفرح فرحاً شديداً، هذا ما كان من أمر الملك طيغموس والملك كفيد.
وأما ما كان من أمر الملك جانشاه، فإنه استمر شهرين وهو لم ينظر أباه ولم يأذن بالدخول عليه لأحد من الجواري اللواتي كن في خدمته فحصل له بذلك قلق عظيم فقال لبعض أتباعه: ما خبر أبي حتى أنه لم يأتني? فأخبروه بما جرى لأبيه مع الملك كفيد، فقال: ائتوني بجوادي حتى أذهب إلى أبي فقالوا له: سمعاً وطاعة وأتوا له بالجواد.
فلما حضر جواده قال في نفسه: أنا مشغول بنفسي فالرأي أن آخذ فرسي وأسير إلى مدينة اليهود، وإذا وصلت إليها يهون الله على ذلك التاجر الذي استأجرني للعمل لعله يفعل بي مثل ما فعل أول مرة، وما يدري أحد أين تكون الخيرة.
ثم إنه ركب وأخذ معه ألف فارس. حتى صار الناس يقولون إن جانشاه ذاهب إلى أبيه ليقاتل معه، ومازالوا سائرين إلى وقت المساء، ثم نزلوا في مرج عظيم وباتوا بذلك المرج، فلما ناموا وعلم جانشاه أن عسكره ناموا كلهم، قام في خفية وشد وسطه وركب جواده وسار إلى طريق بغداد لأنه كان سمع من اليهود أنه تأتيهم في كل سنة مرتين قافلة من بغداد وقال في نفسه: إذا وصلت إلى بغداد أسير مع القافلة حتى أصل إلى مدينة اليهود وصمم في نفسه على ذلك وسار إلى حال سبيله.
فلما استيقظ العساكر من نومهم ولم يروا جانشاه ولا جواده ركبوا وساروا يفتشون عن جانشاه يميناً وشمالاً، فلم يجدوا له خبر فرجعوا إلى أبيه وأعلموه بما فعل ابنه فغضب غضباً شديداً وكاد الشرر يطلع من فيه ورمى بتاجه من فوق رأسه وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قد فقدت ولدي والعدو قبالي فقال له الملوك والوزراء: اصبر يا ملك الزمان فما بعد الصبر إلا الخير.
ثم إن جانشاه صار من أجل أبيه وفراق محبوبته حزيناً مهموماً جريح القلب قريح العين سهران الليل والنهار، وأما أبوه فلما علم بفقده مع عساكره وجيوشه، ورجع عن حرب عدوه وتوجه إلى مدينته ودخلها وغلق أبوابها وحصن أسوارها وصار هارباً من الملك كفيد وصار كفيد في كل شهر يجيء المدينة طالباً القتال والخصام، ويقعد عليها سبع ليال وثمانية أيام وبعد ذلك يأخذ عسكره ويرجع بهم إلى الخيام ليداوي المجروحين من الرجال.
فأما أهل مدينة الملك طيغموس فإنهم عند انصراف العدو عنهم يشتغلون بإصلاح السلاح وتحصين الأسوار وتهيئة المنجنيقات، ومكث الملك طيغموس والملك كفيد على هذه الحالة، سبع سنين والحرب مستمرة بينهما.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة عشرة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك طيغموس مكث هو والملك كفيد على هذه الحالة سبع سنين. هذا ما كان من أمرهما.
  رد مع اقتباس
قديم 27/1/2009, 08:19 PM   رقم المشاركة : ( 615 )
ساهر سات
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية ساهر سات

الملف الشخصي
رقم العضوية : 125505
تاريخ التسجيل : Oct 2008
العمـر :
الجنـس :
الدولـة : المهندسين العرب
المشاركات : 11,668 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : ساهر سات يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ساهر سات غير متصل

افتراضي رد: قصة الف ليله وليله

وأما ما كان من أمر جانشاه فإنه لم يزل سائراً يقطع البراري والقفار وكلما وصل إلى بلد من البلاد سأل عن قلعة جوهر تكني فلم يخبره أحد بها وإنما يقولون له إننا لم نسمع بهذا الاسم أصلاً، ثم إنه سأل عن مدينة اليهود فأخبره رجل من التجار أنها في أطراف بلاد المشرق، وقال له في هذا الشهر سر معنا إلى مدينة شمعون ومنها إلى خوارزم وتبقى مدينة اليهود قريبة من خوارزم فإن بينهما مسافة سنة وثلاثة أشهر.
فصبر جانشاه حتى سافرت القافلة، وسافر معها إلى أن وصل إلى مدينة مرزقان ولما دخل تلك المدينة صار يسأل عن قلعة جوهر تكني فلم يخبره أحد بها وقالوا له: ما سمعنا بهذا الاسم أصلاً وقاسى في الطريق شدة عظيمة وأهوالاً صعبة وجوعاً وعطشاً.
ثم سافر من الهند، ولم يزل مسافراً حتى وصل إلى بلاد خراسان وانتهى إلى مدينة شمعون ودخلها وسأل عن مدينة اليهود فأخبروه عنها ووصفوا له طريقها، فسافر أياماً وليالي حتى وصل إلى نهر بجانب مدينة اليهود وجلس على شاطئه وصبر إلى يوم السبت حتى نشف بقدرة الله تعالى فعدى منه إلى بيت اليهودي الذي كان فيه أول مرة فسلم عليه هو وأهل بيته، ففرحوا به وأتوا بالأكل والشرب ثم قالوا له: أين كانت غيبتك? فقال لهم: بملك الله تعالى، ثم بات تلك الليلة عندهم ولما كان الغد دار في المدينة يتفرج فرأى منادياً ينادي ويقول: يا معاشر الناس من يأخذ ألف دينار وجارية حسنة ويعمل عندنا شغل نصف يوم فقال له جانشاه: أنا أعمل، فقال له المنادي: اتبعني فتبعه حتى وصل إلى بيت اليهودي التاجر الذي وصل إليه أول مرة. ثم قال المنادي لصاحب البيت: إن هذا الولد يعمل الشغل الذي تريد، فرحب به التاجر وقال له: مرحباً بك، وأخذه ودخل به إلى الحريم وأتاه بالأكل والشرب فأكل جانشاه وشرب ثم إن التاجر قدم له الدنانير والجارية الحسنة وباتا معاً تلك الليلة، ولما أصبح الصباح أخذ الدنانير والجارية وسلمها لليهودي الذي بات في بيته أول مرة. ثم رجع إلى التاجر صاحب الشغل، فركب معه وساراً حتى وصلا إلى جبل عال شاهق العلو، ثم إن التاجر أخرج حبلاً وسكيناً وقال لجانشاه: ارم هذه الفرس على الأرض، فرماها وكتفها بالحبل وذبحها وسلخها وقطع قوائمها ورأسها وشق بطنها كما أمره التاجر ثم قال التاجر لجانشاه ادخل بطن هذه الفرس حتى أخيطهلا عليك ومهما رأيته فيه فقل لي عليه، فهذا الشغل الذي أخذت أجرته، فدخل جانشاه بطن الفرس وخيطها عليه التاجر، ثم ذهب إلى محل بعيد عن الفرس واختفى فيه وبعد ساعة أقبل طير عظيم ونزل من الجو وخطف الفرس وارتفع بها إلى عنان السماء ثم نزل على رأس الجبل فلما استقر على رأس الجبل أراد أن يأكل الفرس، فلما أحس به جانشاه شق بطن الفرس وخرج فجفل الطير منه وطار إلى حال سبيله.
فطلع جانشاه ونظر إلى التاجر فرآه واقفاً تحت الجبل مثل العصفور فقال ما تريد أيها التاجر فقال له ارم بشيء من هذه الحجار التي حواليك حتى أدلك على الطريق التي تنزل منها، فقال جانشاه أنت الذي فعل بي كيت وكيت من مدة خمس سنين قد قاسيت جوعاً وعطشاً وحصل لي تعب عظيم وشر كثير وها أنت عدت بي إلى هذا المكان وأردت هلاكي، فوالله لا أرمي لك شيء ثم إن جانشاه سار وقصد الطريق التي توصل إلى الشيخ نصر ملك الطيور. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة عشرة بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جانشاه سار وقصد الطريق التي توصل إلى الشيخ نصر ملك الطيور، ولم يزل سائراً أياماً وليالي وهو باكي العين حزين القلب وإذا جاع يأكل من نبات الأرض وإذا عطش يشرب من أنهارها حتى وصل إلى قصر السيد سليمان، فرأى الشيخ نصر جالساً على باب القصر فأقبل عليه وقبل يديه فرحب به الشيخ نصر وسلم عليه ثم قال له يا ولدي ما خبرك حتى جئت هذا المكان وكنت قد توجهت من هنا مع السيدة شمسة وأنت قرير العين منشرح الصدر? فبكى جانشاه، وحكى له ما جرى من السيدة شمسة لما طارت، وقالت له: إن كنت تحبني تعال عندي في قلعة جوهر تكني.
فتعجب الشيخ نصر من ذلك وقال: والله يا ولدي ما أعرفها وحق السيد سليمان ولا سمعت بهذا الاسم طول عمري، فقال جانشاه كيف أعمل وقد مت من العشق والغرام? فقال له الشيخ نصر: اصبر حتى تأتي الطيور ونسألهم عن قلعة جوهر تكني لعل أحد منهم يعرفها.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~