|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمى اللهُ سبحانه وتعالى المؤمنون إِخوة
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿(9) إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ بِئْسَ ٱلاِسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ(11) يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)﴾[سورة الحجرات/10-11-12] إِخْوَةَ الإِيمَانِ لَقَدْ سَمَّى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ إِخْوَةً لِمَا بَيْنَهُمْ مِنْ رَابِطَةِ الدِّينِ وَالعَقِيدَةِ وَرَابِطَةُ العَقِيدَةِ أَقْوَى رَابِطٍ وَبَيَّنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّرِيقَ إِلَى مُقَوِّمَاتِ الأُخُوَّةِ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ « إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً »[رواه البخاري]. فَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ أَرَادَ بِهِ النَّهْيَ عَنْ تَحْقِيقِ ظَنِّ السُّوءِ وَتَصْدِيقِهِ مِنْ غَيْرِ قَرِينَةٍ مُعْتَبَرَةٍ شَرْعاً وَلَمْ يُرِدْ مَا يَهْجِسُ بِالقَلْبِ مِنْ خَوَاطِرِ الظُّنُونِ فَإِنَّهَا لاَ تُمْلَكُ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ « لاَ َيِحُّل لِمُسْلِمٍ يَسْمَعُ مِنْ أَخِيهِ كَلِمَةً أَنْ يَظُنَّ بِهَا سُوءًا وَهُوَ يَجِدُ لَهَا فِي شَىْءٍ مِنَ الخَيْرِ مَصْدَرًا »[شرح البخاري لابن بطال] أَيْ مَحْمَلاً، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ « مَنْ عَلِمَ مِنْ أَخِيهِ مُرُوءَةً جَمِيلَةً فَلاَ يَسْمَعَنَّ فِيهِ مَقَالاَتِ الرِّجَالِ، وَمَنْ حَسُنَتْ عَلاَنِيَتُهُ فَنَحْنُ لِسَرِيرَتِهِ أَرْجَى » فَالمرَادُ بِالظَّنِّ هُنَا التُّهْمَةُ الَّتِي لاَ سَبَبَ لَهَا كَمَنْ يَتَّهِمُ رَجُلاً بِالفَاحِشَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَظْهَرَ عَلَيْهِ مَا يَقْتَضِيهَا وَلِذَلِكَ عَطَفَ عَلَى الظَّنِّ قَوْلَهُ وَلاَ تَحَسَّسُوا وَذَلِكَ أَنَّ الشَّخْصَ يَقَعُ لَهُ خَاطِرُ التُّهْمَةِ فَيُرِيدُ أَنْ يَتَحَقَّقَ فَيَتَحَسَّسُ وَيَبْحَثُ وَيَتَسَمَّعُ فَنُهِيَ عَنْ ذَلِكَ، فَالتَّحَسُّسُ إِخْوَةَ الإِيمَانِ هُوَ البَحْثُ عَنْ عَوْرَاتِ النَّاسِ بِالعَيْنِ أَوِ الأُذُنِ وَأَمَّا التَّجَسُّسُ فَهُوَ البَحْثُ عَنْ مَا خَفِيَ مِنَ الأُمُورِ وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الشَّرِّ. وَأَمَّا التَّنَاجُشُ الَّذِي نَهَى عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَهُوَ مِنَ النَّجْشِ وَهُوَ أَنْ يَزِيدَ الشَّخْصُ فِي ثَمَنِ السِّلْعَةِ وَهُوَ لا يُريُد شِرَاءَهَا بَلْ لِيَغُرَّ غَيْرَهُ فَيَشْتَرِيَهَا كَأَنْ يَقُولَ هَذِهِ أَدْفَعُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَيَذْكُرُ ثَمَنًا عَالِياً لِيَخْدَعَ الْمُشْتَرِيَ فَيَظُنَّ أَنَّهُ إِنِ اشْتَرَاهَا بِالسِّعْرِ الْمَعْرُوضِ يَكُونُ رَابِحاً، وَهَذَا النَّجْشُ حَرَامٌ فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَخْدَعَ أَخَاهُ. وَأَمَّا الحَسَدُ فَهُوَ تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنِ المُسْلِمِ مَعَ العَمَلِ بِمَا هُوَ فِي قَلْبِهِ مِنْ إِرَادَةِ إِزَالَةِ تِلْكَ النِّعْمَةِ عَنْ ذَلِكَ المسْلِمِ وَهُوَ حَرَامٌ. وَأَمَّا قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ وَلاَ تَبَاغَضُوا فَمَعْنَاهُ لاَ تَتَعَاطَوْا أَسْبَابَ البُغْضِ، وَالْمُرَادُ بِهِ النَّهْيُ عَنِ الصِّفَاتِ المذْمُومَةِ البَاعِثَةِ للِتَّبَاغُضِ. وَأَمَّا التَّدَابُرُ فَهُوَ المعَادَاةُ وَقِيلَ الْمُقَاطَعَةُ وَسُمِّيَ ذَلِكَ تَدَابُراً لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ المتَعَادِيَيْنَ يُوَلِّي صَاحِبَهُ دُبُرَهُ. وَإِنَّمَا بَدَأَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ بِالنَّهْيِ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِالْمُسْلِمِ وَعَطَفَ عَلَيْهِ التَّبَاغُضَ وَالتَّحَاسُدَ لِأَنَّ أَصْلَهُمَا سُوءُ الظَّنِّ وَذَلِكَ أَنَّ الـمُبَاغِضَ وَالـمُحَاسِدَ يَحْمِلُ أَفْعَالَ مَنْ يُبْغِضُهُ وَيَحْسُدُهُ عَلَى أَسْوإِ مَحْمَلٍ. وَأَمَّا قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً يَعْنِي يَا عِبَادَ اللهِ كُونُوا إِخْوَاناً يَعْنِي اكْتَسِبُوا مَا تَصِيرُونَ بِهِ إِخْوَاناً كَإِخْوَانِ النَّسَبِ فيِ المعَامَلَةِ فَلْيُعَامِلْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِالشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالـمَحَبَّةِ وَالـمُوَاسَاةِ وَالـمُعَاوَنَةِ وَالنَّصِيحَةِ وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الخَيْرِ، كُلُّ ذَلِكَ مَعَ صَفَاءِ القَلْب.ِ الحمد لله رب العالمين ,,,,,,
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~