كيفية بلوغ مقام الإحسان فى عبادة الله

[ميدو الشورة]

قال تعالى:- "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ " سورة آل عمران: آية 113: مدنية .

يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة أن ليس جميع أهل الكتاب كفار وقتله للأنبياء بل منهم من هو على دين الله قائمين بما ألزمهم الله تعالى من مأمورات ومن ذلك تهجدهم طوال الليل وتلاوتهم لكتاب الله تعالى.

معنى الآية: قوله "آنَاءَ اللَّيْلِ" المقصود به مجموع الأوقات في الليل فهناك مؤمن يقرأ القرآن في وقت من الليل ومؤمن آخر يقرأ القرآن في وقت آخر وكأن المؤمنين يقطعون الليل في قراءة القرآن، والذي يدخل مع ربه في مقام الإحسان فهو لا يصلي فقط صلاة العتمة ولكنه يصلي في آناء الليل فذلك دليل على أنه يكرر الصلاة وزاد عن المفترض عليه وما دام قد زاد عن المفترض فهو لا يكتفي بتلاوة القرآن لأنه يريد أن يدخل في مقام الإحسان أي أنه وجد ربه أهلا لأن يصلي له أكثر مما افترض عليه.

وتوضح الآية أن كلمة "محسن" هى وصف للإنسان الذي آمن بربه فعبد الله بأكثر مما افترض عليه وهؤلاء الذين آمنوا بالله من أهل الكتاب يتحدث عنهم القرآن أنهم قد دخلوا بثقلهم في الإسلام فصلوا آناء الليل وقرءوا القرآن ودخلوا مقام الإحسان.

فإن أهل الكتاب ليسوا سواء ولذلك لا يكون حكم الله منسحبا عليهم جميعا فمن أهل الكتاب جماعة قائمة بتلاوة القرآن آناء الليل وهم يسجدون فإنهم أمة قائمة ودخلوا الإسلام من باب الإحسان ، وعندما يصفهم الله تعالى بقوله " مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ " فمعنى ذلك أنهم أخذوا أمانة أداء الفروض بكل إخلاص وكانوا يؤدون الصلاة باستدامة وخشوع.

ما يستفاد من هذه الآية الكريمة أن مقام الإحسان فى عبادة الله تعالى لا يبلغه إلا من أجتهد فى الوصول إليه فالإحسان هو غاية أولياء الله تعالى.

[عبدالرازق ابو محمد]

جـــــــــــزاكم الله خير الجزاء

[احمد سعيد ابوامير]

شكرا لك اخى الغالى