من أين جئت؟ وإلى أين سأذهب؟ ولماذا جئت؟ ولماذا أعيش بين الحياة والموت؟

[helmy40]

إن الله أنزل القرآن إلينا لتهتدي به عقولنا وقلوبنا وليجيب على الأسئلة الخالدة التي حيرت الإنسان من قديم منذ بدأ يفكر في أمر نفسه وأمر مصيره وهي: من أين جئت؟ وإلى أين سأذهب؟ ولماذا جئت؟ ولماذا أعيش بين الحياة والموت؟
و إجابات القرآن على تلك الأسئلة التي حيرت الإنسان من قديم فقال: "أما من أين جئت فقد جاء بك الله الذي خلقك (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك).
وأول ما نزل من القرآن قوله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق) فالخالقية لله والإنسان مطالب بأن يؤمن بأن هناك رباً خالقه.
وأما إلى أين؟ فجوابه: إلى الخلود والإنسان لم يخلَق ليعيش أياماً وسنوات ثم ينتهي كما يقول الماديون إن هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع ولا شيء بعد ذلك "نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر".
القرآن يقول للإنسان أنك خلقت للأبد وإنما تنتقل بالموت من دار إلى دار، فالموت ليس نهاية المطاف وإنما هو بداية رحلة جديدة ولذلك قال عز وجل (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً).
وأما سؤال لماذا خلقت؟ وما هو هدف الحياة فالجواب عليه: إن الإنسان مخلوق لمهمة وضحها القرآن هي في ثلاثة أهداف:
-عبادة الله (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
-خلافة الله في الأرض (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة).
-عمارة الأرض (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) أي طلب منكم أن تعمروا الأرض.
إن الأهداف التي خلق الله الإنسان من أجلها أهداف متكاملة ومتلازمة، فالإنسان بعمارة الأرض يقوم بحق الخلافة وهو بالعمارة والخلافة يقوم بحق العبادة لله وتلك كلها عبادة الله في الأرض. وقال أن القرآن بإجاباته الصريحة عن الأسئلة الخالدة في حياة الإنسان صنع للإنسان عقله المؤمن الذي لا يحتار ولا يضل سبيلا .. يعرف غايته ويعرف طريقه، بعيداً عن حيرة الماديين وريبة وشك الملحدين الذين لا يعرفون لحياتهم هدفاً ولا غاية ولا طريقاً. وأشار فضيلته إلى أن القرآن يبني عقيدة الإنسان على أساس عقلاني يقيني صحيح لا على هوى ولا على تقليد أعمى.

[helmy40]

لماذا أعيش ؟!!!

هل سألت نفسك و لو لمرة واحدة هذا السؤال المصيري ؟ !!!
نعم المصيري ، فما فائدة الحياة الحياة إذا لم يكن لك هدف فيها ؟

كثير منا يعيش الحياة للحياة : طعام و شراب و نوم إلخ و يظلون
هكذا إلى أن يأتي أجلهم و كأنهم ينتظرون الموت حتي ينتهوا من
القيام بهذه القائمة المملة ، و مثال ذلك أنك إذا سألت معظم الشباب من البنات
و الأولاد : ما هو هدفك في الحياة ؟ أو ما الذي تطمح إلى تحقيقه في
المستقبل ؟ لأجابك معظمهم بهذا الجواب : أنجح في الدراسة و أحصل على
و ظيفة ثم أتزوج إن كا ن شابا ، و أنجح و أتزوج إن كانت فتاة .

و لأن الهدف هامشي و تافه إلى هذه الدرجة تجد معظم الشباب يضيع و قته
و يهمل مستقبله ، و تجده غير محدد ، و حتى الذين يدخلون كليات القمة كالطب
و الهندسة و غيرها فطرق التفكير واحدة و الهدف لا شئ . فمثلا كل عام يدخل
إلى كلية الطب ألف و خمسمائة طالب ، فهل يعقل أن يكون الألف و خمسائة
كلهم راغبين بالالتحاق بها و أن هدفهم جميعا عند التخرج أداء مهنة الطب بأمانة
و إخلاص في سبيل خدمة الإسلام و الوطن .أم أن منهم من دخلها لأن مجموع
درجاته يؤهله لذلك ، أو لأن أباه طبيب فهو يرغب أن يكون كذلك ، أو دخلها
لمجرد أنه يحب المواد العلمية و بغض النظر إن كان يتقنها أو لا ، أو لأن ابن
عمه دخلها فلا يصح هو أن يدخل كلية أخرى هو راغب فيها و إلا فما يقول الناس
عنــــه .

أجيبوني بالله عليكم أليس هذا هو الأسلوب الذي يحدد به معظمنا مستقبله
و حياته و أهدافه ، فأين خدمة الإسلام ، و التماس الأجر ، و الحرص على
التفوق ، و حب الله و الرغبة في رضاه ، أم أن هذه الأشياء أصبحت مجرد
أماني و أحلام بعيدة المنال ، لا و الله هي ليست كذلك و لكن نحن من جعلها
هكذا بتفكيرنا الخاطئ و الذي لا يقبله عقل و لا منطق .

وأنا أرجو من الجميع في النهاية ، أن يحدد ماذا يريد في هذه الحياة ، الله
خلقنا لنعمر فيها و ترك لنا حرية اختيار ، أي أن لنا أن نختار كيف نعمر
الأرض : فهناك الطبيب ، و المهندس ،و المدرس ، و المذيع ، و الإعلامي ،
و المترجم . و لكنه لم يأمرنا أن نتنصل من المسؤولية بالكامل . فالله سبحانه
و تعالى يقول : " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " . فوظيفتنا هي عبادة الله
و عمارة الأرض ، و من أجل ذلك نأكل و نشرب و نتزوج . و ليست القصة
أننا نعيش لهذه الأشياء في الأصل ، و إنما هذه الأشياء هي معينة و مساعدة لنا
على أداء واجبنا ، مثلنا في ذلك مثل الكاتب الذي يستعين بالقلم و الورقة
لكتابة أفكاره ، و من دونهما لا يستطيع تسجيلها ، و لكنهما ليسا الأساس ،
و إنما الأساس الأفكار التي يكتبها ،و الأسلوب ، و اللغة ، و التعبيرات
و الصور البلاغيــة .

و أريد في النهاية أن أضع خطة مقترحة لمستقبلك :
1 ) تحديد هدف نبيل نعمل من أجله ، فكل عمل يعمله المسلم يجب أت يكون له هدف ، ألم يقل نبينا عليه و الصلام و السلام : " إنما الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امرئ ما نوى .............. " . و على هذا فإذا مات أحدنا ، و قد نوى عملا
للإســلام ، و لم يعمله لموته ، فإنه ؤجر على عمله ، كما لو انه قد عمله بالفعل .

2 ) أن يكون هذا الهدف ، أو العمل لخدمة الإسلام ،و خالصا لله تعالى .

3 ) أن نحب العمل الذي نقوم به ، فهذا يساعدنا على الإبداع ، فقد تنجح و تتفوق في عمل لا تحبه إذا اجتهدت فيه ، و لكنك أبدااااا لن تبدع . و الإبداع هو التميز ، فهل العباقرة و المتميزين في العالم إلا مبدعون !!!! فالإبداع و ابتكار الجديد ليس من كماليات النجاح ، و إنما هو أساس النجاح . فكم دارسا للعلوم نجح بتفوق ،
و لكن كم دراسا أبدع و ابتكر اختراعا جديدا ؟!!!!!!

4 ) أن يكون معنا الأدوات اللازمة لتحقيق هدفنا ، فمثلا من يريد أن يقوم بشروع للترجمة يجب أ ن يحرص على تعلم لغات معينة ،و يتقنها إتقانا شديدا . و من يريد أن يبتكر اخراعا في الطب ، أو يصنع دواءا لعلاج مرض مستعص ، يجب عليه أن يلم بالعلوم الطبية أولا ، و يتمرن عليها و يتقنها جيدا . و أضرب على ذلك مثالا ، و هو قصة موسى عليه السلام ، فقد أرسله الله سبحانه و تعالى و أخاه هاورون إلى فرعون ،و معهما أدوات الدعوة ( و هي المهمة التي كلفا بها ) : " و ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جآن ولى مدبرا و لم يعقب ...." ، " و أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون و قومه إنهم كانوا قوما فاسقين " . " و أخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني ... " .

5 ) و النقطة الأخيرة التي أريد الإشارة إليها هي أنه علينا في دنيانا هذه أن نبذل جهدنا ....كل جهدنا و نخلص نيتنا لله ، و لكننا في نهاية المطاف لا نملك النتائج ،و لا علم لنا بالمستقبل ،و قد لا تكون النتيجة لصالحنا في النهاية ، و لكن ما يهم هو عملنا لله و إخلاصنا له . و أعود هنا لضرب المثال من قصة موسى عيه السلام ، فهو و أخوه أعدا كل العدة و توكلا على الله ، و لكن السؤال هنا : هل استجاب لهم فرعون ؟ هل أسلم فرعون ؟ الجواب : لا . و على هذا هل نستطيع أن نقول و لو مجرد قول أنموسى و هارون فشلا ، أبدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااا ، لا نستطيع أبدااااا ، بل إننا حتى لا نجرؤ على ذلك . أولا لأنهم نبيان من أنبياء الله و الله لا يختار إلا خيرا . و ثانيا و هذا ما يخصنا ىلاآن ، أنهما قاما بواجبهما على أكمل وجه ،و بنتهى الإخلاص و الصدق ، و لكن الله لم يرد أن يسلم فرعون ، فلم يسلم لإرادة الله . و من هنا نتعلم الدرس ، اجتهدوا يا أمه محمد صلى الله عليه و سلم ، ثــــم توكلوا على الله ، فالله الأمر جميعا .

[عوض999]

جزاك الله خير أخي حلمي

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض999

جزاك الله خير أخي حلمي

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[مهمش]

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهمش

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[انطونى سات]

مشكور على هذا الابداع

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انطونى سات

مشكور على هذا الابداع

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[عادل صبحى]

جزاك الله خير أخي

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل صبحى

جزاك الله خير أخي

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[عصام احمد حسن 20]

بارك الله فيك اخى الكريم

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام احمد حسن 20

بارك الله فيك اخى الكريم

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[alabdlllah]

موضوع قيم - جزاك الله خيرا وبارك لك وفيك - واصل إبداعك

[helmy40]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alabdlllah

موضوع قيم - جزاك الله خيرا وبارك لك وفيك - واصل إبداعك

لك كل الشكر والتقدير مرورك الكريم الطيب

[صلاح الخنانى]